منذ احتلال فلسطين وإسرائيل تنفذ مجازر مروعة في حق شعبنا الفلسطيني كان أبرزها مجزرة «صبرا وشاتيلا»، لكن يبدو أن مجزرة حي «الشجاعية» في غزة التي نفذتها صباح الأحد كانت هي الأبشع على الإطلاق، ومازالت المجزرة مفتوحة على شعبنا الباسل في غزة!! الجديد كما قال «مصطفى البرغوثي» هو جانب المقاومة وقوتها؛ فلم يحدث منذ 1948م أن تلقت إسرائيل هذا الكم من الخسائر والرعب، لقد رفعت رؤوسنا هذه المقاومة وأعادت بعض الكبرياء المراقة التي أراقها بعض الحكام. الجديد أيضاً التعرّي العربي؛ فلم يحدث أن تعرّى العرب كما يحدث اليوم، هل يمكن أن يستساغ هذا المصطلح «الصهاينة العرب»؟ عندما يخرج إعلامي عربي يحرض نتنياهو لمحو غزة من الوجود، ما الذي يمكن أن تسميه؟حتى الصهاينة لم يطلبوا ذلك! هؤلاء تقمصوا روح المحتل وظهروا عندما تجلت روح المقاومة إلى درجة يصعب على كل العالم كسرها. إنها روح المقاومة التي تعتبر الحق هو الحياة والكرامة هي الحياة؛ حيث تصبح الحياة بدون كرامة مثل الموت. وهي روح تسري في كل أهالي غزة؛ فلم تجد امرأة أو رجلاً يتذمر وهو يفقد كل أسرته أمام نظره، بل العكس يتحدثون عن الخذلان العربي بأسى شديد، مؤكدين على السير في درب المقاومة مهما كانت التضحيات. إنها القوة التي لا تُكسر، والعزة التي لا تُهان، والنور الذي لا يخبو، إنها ملحمة المعجزات ترد الروح إلى جسد مشلول وروح عربي رسمي ينفض أنفاسه ويتماهى مع العدو دون حياء أو وازع من ضمير. مع كل المآسي خرج أهالي غزة والشجاعية يحتفلون بأسر الجندي الصهيوني، مع أن أشلاء أقاربهم مازالت في الشوارع والثلاجات، هذه القوة هي التي تكسر كل المؤامرات ولا تصغي للمثبطين من الأعراب. عندما ترى التحالف الكوني على «غزة» الصغيرة المحاصرة من الجميع تذهل، لكن ذهولك يكون أكبر وأنت ترى القوة الروحية والصمود الأسطوري من كل «غزاوي» وهم يقفون صفاً واحداً وراء مقاومة أبدعت في تركيع العدو بوسائلها البسيطة التي استخدمت الذكاء وتفعيل العقل مع كم هائل من روح الفداء الذي يتعالى فوق المخاوف والأعاصير ويمشي فوق النار بثبات يطفئ ألسنة اللهب ويسخر من النافخين بالحقد والذعر والحقارة. ستنطفئ النار في غزة، وسيبزغ النور بلون الدم الزاهي للشهداء. [email protected]