إذا جاز لنا توصيف الوضع الراهن الذي يعيشه البلد, فمن المؤكد أن الأمر يحتاج إلى شرح طويل؛ لكن باختصار نحن في منعطف خطير, وخطير للغاية, وما لم يتدارك العقلاء الأمر ويتحمّلون مسؤوليتهم التاريخية فإن السفينة ستغرق؛ والسبب هو أن هناك من ينخرون في المساحة التي تقع تحت أقدامهم بقصد أو دون قصد غير عابئين لمسألة أن الجميع سيغرق. في حديثه بالاجتماع الدوري للحكومة قال رئيس الوزراء خالد بحّاح كلاماً غاية في الأهمية، ومن بين سطوره: “لا يتم إدارة الدول بالعمل الثوري وإنما بالعمل المتخصّص والمنظم، والدول غير المستقرة في الإقليم خير شاهد على هذا”. مؤكداً أن حكومته مستعدة للانسحاب إذا الطرف الآخر مستعد لتحمل المسؤولية؛ لأن حكومة الكفاءات لن تقبل أن تكون حكومة صورية أو بتمزيق البلد بين التجاذبات السياسية. وبلا شك أن التطوّرات التي شهدتها العاصمة صنعاء خلال الثلاثة أو الأربعة أيام الماضية تتسق مع ما كان قد بشَّر به قيادي في جماعة معروفة, من أن الأمور وصلت إلى مرحلة الصراع بين السلطة الرسمية والسلطة الفعلية والذي من شأنه أن يدخل البلد في دوامة خطيرة ويمكن لا سمح الله أن يوصل الوضع إلى حافة الانهيار الاقتصادي والمعيشي؛ وحينها سنعيش مرحلة كارثية بكل ما تحمله الكلمة من معنى. الجميع لاحظ أن ما جرى ويجري من إسقاط لما بقي من وجود مؤسّسي يتم تحت يافطة «محاربة الفساد والعمل من أجل اجتثاثه» لكنها في نهاية المطاف تحرّكات لا تتم بصورة مؤسسية وهو ما يشكّل حالة خطيرة تؤسّس لفوضى أكثر من كونها تؤسّس لإصلاحات؛ لأن الأشخاص الذين يقومون بتلك التصرُّفات هم يأتون أو محسوبون على طرف لايزال خارج الدولة ولم يشارك في الحكومة على حد تأكيده. ليس هناك خلاف على أننا بحاجة ماسة إلى وجود قوة تمارس دوراً رقابياً وتكون عيناً حمراء على الحكومة والمسؤولين في مختلف المؤسسات حتى يكون لديها خوف وقلق من القوة الرادعة وبالتالي يمارسون أعمالهم بشفافية وبكفاءة ونزاهة, لكن ليس بتلك الصورة التي نتابعها ونعايشها والتي ليس لها سوى نتيجة واحدة وهي أن الدولة تنهار ومؤسساتها وهيبتها تسقط والبلد يسير إلى الهاوية. [email protected] رابط المقال على فيس بوك رابط المقال على تويتر