سيكون عام 2015م هو عام التعليم كما قال دولة رئيس الوزراء المهندس خالد بحاح وهو توجُّه إيجابي أرى أن التوصيف المناسب له أن يكون العام عامًا لحل ما يعترض التعليم من مشكلات تجعله تعليمًا كسيحًا قبل أن نتحدّث عن أي برامج أخرى. في مجال التعليم العالي يرى الجميع كيف أننا ودّعنا العام المنصرم وافتتحنا العام الحالي بقضية الإضرابات التي دخلت فيها نقابات الموظّفين الإداريين في الجامعات, مطالبين ببعض الحقوق, وهي قضية تعاود الحضور في هذه الفترة من كل عام؛ لأنها لم تجد الحل النهائي الذي يطوي صفحتها ويترك للجامعات فرصة للبحث في مجالات التطوير الأكاديمي وتجويد المنتج التعليمي الذي تقدّمه. لم يعد هناك مجال لتجاهل ضرورة إيجاد تسوية لهذه القضية بين وزارة المالية ووزارة التعليم العالي والنقابات المعنية، ليس من المعقول أن تظل مشكلة عالقة؛ لأن نهضة التعليم الجامعي لن تستطيع التحليق إلا بجناحين: الإدارة الناجحة والمعرفة الأكاديمية المتقدّمة. وأنتقل بحضراتكم من المشكلة الإدارية إلى المشكلة الأكاديمية بجوانبها المتعدّدة؛ بدءًا بقضية الموفدين الداخليين والخارجيين التي لا تنقطع مشكلاتها ولا تنقضي عجائبها..!!. ستسمع عن موفدين للدراسة داخليًا لم يحصلوا على مستحقاتهم القانونية للإيفاد، وستسمع عن أعضاء هيئة التدريس الذين يعملون في ساعات إضافية فلا يتسلّمون أجورها الزهيدة إلا بعد عام أو عامين, وستسمع عن غياب الدعم المطلوب لإنجاز مشروعات في البحث العلمي, وهناك مشكلة المكافآت في المناصب الأكاديمية «رئيس قسم، نائب عميد، عميد» التي لاتزال مبالغ رمزية نتحرّج من ذكرها في حياة اليوم, ناهيك عن مشكلة الرواتب التي لم تعد تتناسب مع متطلبات الوظيفة الأكاديمية؛ لاسيما في ظل هذه الظروف الاقتصادية التي تنهك الجميع..!!. وهناك أيضًا مشكلة أجور الإشرافات على الأطروحات والأبحاث العلمية وكذا أجور المناقشات العلنية لها؛ إذ لا تصل هذه الأجور إلا بعد فترة طويلة, فتأتي وقد نسي أصحابها أن لهم مستحقات مالية, وتتعاظم هذه المشكلة مع الأساتذة المستقدمين من جامعات أخرى لإجراء المناقشات, فهؤلاء ألا ينبغي أن يحصلوا على مستحقاتهم فور إنجاز المناقشة..؟!. هذه نظرة سريعة إلى واقع التعليم العالي في بلادنا, والمنتظر أن يكون عام 2015م هو عام الحلول والمعالجات, فلا نهوض علمي إلا بتهيئة الأرضية الأكاديمية نفسيًا وماديًا وعلميًا لذلك, ودون ذلك ستبقي الجامعات كما هي اليوم «مطاحن» تلتهم أي مدخلات لتخرج مخرجات غير صحيحة تذروها الرياح, وليس يبقى للوطن غير الجعجعة. [email protected]