ما من مجتمعٍ يدرك كارثية الإرهاب والتطرف حتى يكتوي بنيرانهما ، ويدفع ثمن بلواهما من أرضه وعرضه فوق ما يفقده من أمانهِ ومن أرواح أبنائه . وتلك معضلة تعاني منها غالبية المجتمعات البشرية بغضّ النظر عن مجتمع دين معيّن ، أو بلدة يقطنها فكر إرهابي يقوم على محو الآخر .. لكنها تظل المعضلة الأولى للمجتمعات الدينية القائمة على عشوائية الإجتهاد، والمنقسمة على ذاتها في كلّ شأنٍ من أمرها الذي لا تملك منه في حقيقتها إلا بعض مظاهره البرّاقة . والإرهاب متعدد في وجوهه ما بين اشتغالاته وافتراءاته النظرية ، وبين أفعاله الواقعية العدوانية والتي تأتي دائما لخدمة جهةٍ دون أخرى ، ولم يكن يوما ما تنفيذا حقيقيا لله أو إسعادا لخلقه . لهذا ينبغي التفريق التام بين تطبيق شرع الله ،وبين مفهوم الارهاب وتطبيقات التطرف ، لأن الخلط بينهما يؤدي إلى كراهية الشرع ، والخنوع للبشر وفق ما تفرزه الحاجة ، وما تدعو إليه مخرجات الواقع البائس . [email protected]