تنتابني لحظة تفكيرٍ ربما.. قد أعيشها مع الحرفِ فقط كحالةٍ فانتازية. أن أغادرَ هذا الكوكب إلى جزيزةٍ نائية ٍ ليس فيها سوى طيورِ الروض، وموسيقى البحر، ووجهكَ الذي يمسح الحزن بالنظرِ إليه من عينيّ. هل تدرك أنني سئمتُ قراءة الصحف التي تطالعني كل صباحٍ بأخبار ٍمتتاليةٍ عن اغتيالِ وطنٍ بكلِ وسائل التعذيب لأبنائه؟. يا أنتَ... لقد باتت الأرواح في وطني أرخص من «الكلابِ البيضاء» المدللة في فنادقِ خمسة نجوم. بينما فقراء البلد يعيشون البؤس وإزهاق أرواحهم حتى دون أدنى سبب لمغادرتهم الحياة. يا أنتَ... هل تدرك أنكَ قصيدتي التي لم أكتبها بعد، وأنكَ سيمفونيتي التي تعزف أشجاني عند شرفةِ المساء. حتى عصفورة الشجن التي بتنا مثل عينيها بلا وطن، كما تعزفها حورية السكون، تخترعُ لنا وطنًا من دفءِ صوتها الحنون.. الذي يحملنا لعوالمٍ تشبه أثنينا معًا.. حتى لبعضِ الوقت لنخرج من زيفِ الواقع إلى عوالمِ الطهرِ والنقاء. يا أنتَ... كن بخير. الإمضاء/بشرى. [email protected]