يدلي نحو 44,5 مليون ناخب فرنسي بأصواتهم اليوم الاحد 22-4-2007 في الدورة الاولى من انتخابات رئاسية كشفت استطلاعات الرأي تقدم مرشحي اليمين نيكولا ساركوزي واليسار سيغولين روايال فيها، في وقت توقعت الصحف الفرنسية بإمكانية حدوث مفاجأة في هذه الدورة بتقدم زعيم اليمين المتطرف جان ماري لوبان الذي وعد ب"تسونامي انتخابي". ومع ان كلا من ساركوزي (52 عاما) وروايال (53 عاما) يبدو في وضع جيد لخوض المنافسة من جديد في الدورة الثانية التي ستنظم في السادس من ايار/مايو, دعا المحللون الى التزام الحذر مشيرين الى النسبة الكبيرة للمترددين التي ستلعب دورا كبيرا في الاقتراع على ما يبدو. واكد ثلث الناخبين في نهاية الحملة انهم لم يحسموا امرهم بعد. وبذلك يمكن لمرشحين آخرين هما مرشح الوسط فرنسوا بايرو وزعيم اليمين المتطرف لوبان, ان يبدلا المعطيات. وهما يؤكدان انهما سينتقلان الى الدورة الثانية من الانتخابات. ويقول المراقبون إن هذه الانتخابات ستحمل جيلا سياسيا جديدا الى السلطة في مكان جاك شيراك الذي تنتهي ولايته الرئاسية وهو في الرابعة والسبعين من العمر بعد 12 عاما امضاها في قصر الاليزيه الرئاسي. وتحدثت مجمل الصحف الفرنسية عن امكانية حدوث "مفاجأة" جديدة كما حدث في 21 نيسان/ابريل 2002 عندما تقدم لوبن على اليسار في الدورة الاولى, وهذا ما لم يكن يتوقعه اي استطلاع. واشارت وسائل الاعلام الى رغبة الناخبين في "التغيير" بمناسبة هذا الاقتراع لاختيار رئيس فرنسا الذي يملك صلاحيات واسعة. لذلك رجحت مراكز استطلاعات الرأي ان تكون المشاركة كبيرة, وقريبة من ثمانين بالمئة. ويدعو ساركوزي الى "قطيعة" مع السياسة الفرنسية السابقة ويعد باصلاحات اقتصادية ليبرالية. وهو يتصدر استطلاعات الراي منذ كانون الثاني/يناير. وينتقده خصومه بسبب تقربه من اليمين المتطرف وخصوصا في مسألة الهجرة ويرون ان شخصيته "قاسية" و"تثير القلق". اما روايال التي تدعو الى ديمقراطية "تشاركية" فقد شددت على الجانب الاجتماعي وعلى انها اول امرأة تتمتع بفرصة الوصول الى قمة السلطة في فرنسا لكنها خاضت حملة انتخابية تخللتها تقلبات كثيرة في المواقف فاجأت مناصريها و"هفوات" في مواضيع تتعلق بالسياسة الخارجية غذت الانتقادات الموجهة لها. من جهته, حقق المرشح الوسطي فرنسوا بايرو (55 عاما) اختراقا مدهشا ومفاجئا. وقد تعهد ب"نسف" الهوة القديمة بين اليمين واليسار التي تشل البلاد بنظره. وقد تمسك بايرو بحجة متينة لاقناع الناخبين الاشتراكيين الذين ما زالوا مترددين بتأكيده انه المرشح الوحيد القادر على هزيمة ساركوزي في الدورة الثانية, حسبما كشفت استطلاعات الرأي. اما لوبان (78 عاما) فيؤكد انه سيحدث "تسونامي انتخابي" في معركته الانتخابية الخامسة والاخيرة على الارجح. واخيرا يبدو ان المرشحين الثمانية الاخرين وخمسة منهم من اليسار المتطرف سيخرجون من السباق في الدورة الاولى من الاقتراع.