ماذا يجري في الجامعات الأمريكية؟    صحفي سعودي: الأوضاع في اليمن لن تكون كما كانت قبل هذا الحدث الأول من نوعه    هذا ما يحدث بصنعاء وتتكتم جماعة الحوثي الكشف عنه !    تعليق على مقال زميلي "سعيد القروة" عن أحلاف قبائل شبوة    بنوك هائل سعيد والكريمي والتجاري يرفضون الانتقال من صنعاء إلى عدن    البخيتي يتبرّع بعشرة ألف دولار لسداد أموال المساهمين في شركة الزناني (توثيق)    النخب اليمنية و"أشرف"... (قصة حقيقية)    لماذا نقرأ سورة الإخلاص والكافرون في الفجر؟.. أسرار عظيمة يغفل عنها كثيرون    فشل العليمي في الجنوب يجعل ذهابه إلى مأرب الأنسب لتواجده    اعتراف رسمي وتعويضات قد تصل للملايين.. وفيات و اصابة بالجلطات و أمراض خطيرة بعد لقاح كورونا !    مدرب بايرن ميونيخ: جاهزون لبيلينغهام ليلة الثلاثاء    كأن الحرب في يومها الأول.. مليشيات الحوثي تهاجم السعودية بعد قمة الرياض    لأول مرة.. مصر تتخذ قرارا غير مسبوق اقتصاديا    رسالة سعودية قوية للحوثيين ومليشيات إيران في المنطقة    طفلة تزهق روحها بوحشية الحوثي: الموت على بوابة النجاة!    وزارة الأوقاف بالعاصمة عدن تُحذر من تفويج حجاج بدون تأشيرة رسمية وتُؤكّد على أهمية التصاريح(وثيقة)    ليفاندوفسكي يقود برشلونة للفوز برباعية امام فالنسيا    الكشف عن الفئة الأكثر سخطًا وغضبًا وشوقًا للخروج على جماعة الحوثي    ثلاثة صواريخ هاجمتها.. الكشف عن تفاصيل هجوم حوثي على سفينة كانت في طريقها إلى السعودية    عودة تفشي وباء الكوليرا في إب    رئيس مجلس القيادة: مأرب صمام أمان الجمهورية وبوابة النصر    الجرادي: التكتل الوطني الواسع سيعمل على مساندة الحكومة لاستعادة مؤسسات الدولة    حاصل على شريعة وقانون .. شاهد .. لحظة ضبط شاب متلبسا أثناء قيامه بهذا الأمر الصادم    رئيس كاك بنك يشارك في اجتماعات الحكومة والبنك المركزي والبنوك اليمنية بصندوق النقد والبنك الدوليين    القرءان املاء رباني لا عثماني... الفرق بين امرأة وامرأت    فيتنام تدخل قائمة اكبر ثلاثة مصدرين للبن في العالم    رباعي بايرن ميونخ جاهز لمواجهة ريال مدريد    عاجل محامون القاضية سوسن الحوثي اشجع قاضي    ليفربول يوقع عقود مدربه الجديد    لأول مرة في تاريخ مصر.. قرار غير مسبوق بسبب الديون المصرية    قائمة برشلونة لمواجهة فالنسيا    المواصفات والمقاييس ترفض مستلزمات ووسائل تعليمية مخصصة للاطفال تروج للمثلية ومنتجات والعاب آخرى    يونيسيف: وفاة طفل يمني كل 13 دقيقة بأمراض يمكن الوقاية منها باللقاحات    وفاة امرأة وإنقاذ أخرى بعد أن جرفتهن سيول الأمطار في إب    رغم القمع والاعتقالات.. تواصل الاحتجاجات الطلابية المناصرة لفلسطين في الولايات المتحدة    افتتاح قاعة الشيخ محمد بن زايد.. الامارات تطور قطاع التعليم الأكاديمي بحضرموت    الذهب يستقر مع تضاؤل توقعات خفض الفائدة الأميركية    اليمن تحقق لقب بطل العرب وتحصد 11 جائزة في البطولة العربية 15 للروبوت في الأردن    استهداف سفينة حاويات في البحر الأحمر ترفع علم مالطا بثلاث صواريخ    ''خيوط'' قصة النجاح المغدورة    واشنطن والسعودية قامتا بعمل مكثف بشأن التطبيع بين إسرائيل والمملكة    للمرة 12.. باريس بطلا للدوري الفرنسي    كانوا في طريقهم إلى عدن.. وفاة وإصابة ثلاثة مواطنين إثر انقلاب ''باص'' من منحدر بمحافظة لحج (الأسماء والصور)    الريال اليمني ينهار مجددًا ويقترب من أدنى مستوى    ريمة سَّكاب اليمن !    نداء إلى محافظ شبوة.. وثقوا الأرضية المتنازع عليها لمستشفى عتق    في ذكرى رحيل الاسطورة نبراس الصحافة والقلم "عادل الأعسم"    السعودية تعيد مراجعة مشاريعها الاقتصادية "بعيدا عن الغرور"    كيف يزيد رزقك ويطول عمرك وتختفي كل مشاكلك؟.. ب8 أعمال وآية قرآنية    طلاب جامعة حضرموت يرفعون الرايات الحمراء: ثورة على الظلم أم مجرد صرخة احتجاج؟    أسئلة مثيرة في اختبارات جامعة صنعاء.. والطلاب يغادرون قاعات الامتحان    الدوري الانكليزي الممتاز: مانشستر سيتي يواصل ثباته نحو اللقب    من هنا تبدأ الحكاية: البحث عن الخلافة تحت عباءة الدين    - نورا الفرح مذيعة قناة اليمن اليوم بصنعاء التي ابكت ضيوفها    قضية اليمن واحدة والوجع في الرأس    من كتب يلُبج.. قاعدة تعامل حكام صنعاء مع قادة الفكر الجنوبي ومثقفيه    الشاعر باحارثة يشارك في مهرجان الوطن العربي للإبداع الثقافي الدولي بسلطنة عمان    - أقرأ كيف يقارع حسين العماد بشعره الظلم والفساد ويحوله لوقود من الجمر والدموع،فاق العشرات من التقارير والتحقيقات الصحفية في كشفها    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الأمية الفكرية عند الشباب مظاهر الأزمة ومعالم الخروج
نشر في الجمهورية يوم 26 - 12 - 2006


- د. فؤاد البنا ..4-2
ثانياً : ضيق دائرة العمل :عندما تضيق دائرة العلم، لابد أن تضيق دائرة العمل، فعبادة الله في «محراب الحياة »، صارت مختزلة عند كثيرين في «محراب الصلاة» وكثير من الدوائر المتسعة تضيق بمارحبت بسبب الجهل.
1- شمول دائرة العمل للآخرة دون الدنيا
كانت الأمية الفكرية سبباً رئىسياً في فصل العلماء عن الأمراء، ومن أضرار الفصل بين العمل الدنيوي والأخروي توسيع الهوة بين العلماء والأمراء «23».
لقد أدى ضيق دائرة العلم ابتداء منذ القرن الرابع الهجري، إلى ظهور التفريق بين الدنيوي والأخروي، وبدأ مفهوم العبودية بالانزياح في عقول الناس من «محراب الحياة» إلى «محراب الصلاة »، وخرجت كثير من مفردات عمارة الحياة وحقوق الناس من دائرة العبودية، مما أدى إلى ظهور دعوات تجديدية عدة، عملت حثيثاً على إعادة الرونق والاتساع لمفهوم العبودية الشامل، ومن هؤلاء شيخ الاسلام ابن تيمية في كتابه الرائع «العبودية» الذي أعاد فيه اللحمة بين الدنيا والآخرة، والموائمة بين حقوق الله وحقوق الناس.
وفي القرن العشرين ظهرت دعوات تجديدية عدة سارت في هذا المضمار، ومنها الجماعة الاسلامية في شبه القارة الهندية التي أسسها أبو الأعلى المودودي سنة 1941م، لتعيد المسلمين إلى شمولية الاسلام على مستوى الفكر والفعل، وفي كتابه «المصطلحات الأربعة» اجتهد المودودي في نفض الغبار عن مصطلحات «الإله، الرب، والدين، والعبادة »، يقول المودودي في مقدمة هذا الكتاب : وفي القرون التي تلت ذلك العصر الزاهر، جعلت تتبدل المعاني الأصلية الصحيحة لجميع تلك الكلمات، تلك المعاني التي كانت شائعة بين القوم عصر نزول القرآن، حتى أخذت تضيق كل كلمة من تلكم الكلمات الأربع عما كانت تسع له وتحيط به من قبل، وعادت منحصرة في معان ضيقة محدودة ومخصوصة بمدلولات غامضة مستبهمة «24».
إن من مظاهر قلة الفقه، الاهتمام بالعبادات الفردية على حساب العبادات الاجتماعية «25»، والتمحور حول حقوق الله وخاصة الصغائر على حساب حقوق الناس وعمارة الحياة والقيام بأعباء خلافة الله في الأرض «26»، ويميل اصحاب الأمية الفكرية إلى تقديم الإسلام بصورة مجزأة، إذ تختزل شعب الإيمان في بعضها، حيث الميل الشديد إلى إخراج حقوق الناس من دائرة حقوق الله «27».
وفي هذا السياق وكرد فعل على هذا الفصل بين حقوق الله وحقوق الناس، وميل البعض إلى تخريب الدنيا بحجة عمارة الآخرة، استنكر القرضاوي هذا الفهم، ودعا الشباب بقوة إلى معايشة جماهير الناس، وعبادة الله من خلال شعب الإيمان المرتبطة بعمارة الحياة وخدمة الناس، بجانب أداء حقوق الله الخالصة «28»، وندد مفكر إسلامي بالفصل الظالم بين حقوق الله وحقوق الناس، معتبراً أن حق الناس هو حق الله، حيث مال الأصوليون إلى اعتبار حقوق الجماعة حقاً لله «29»، ويمكن الاكتفاء بقراءة عناوين بعض الفصول في أحد كتبه ذي الصلة بموضوعنا هذا، فهذا عنوان يقول : دعوة إلى تطبيع العلاقات بين المسلم ودنياه »، وفصل ثاني «تعمير الدنيا قبل تعمير الجنة وآخر مجتمع «الشغيلة » الحق «30»، وفي كتاب آخر نجد عناوين : في الهم العام، مستهلكون ومعتمرون، إبدأ برغيفك ثم تعبد «31».
2- ضيق دائرة الجهاد على الجهاد العسكري :
الإسلام يجعل الجهاد ذروة الإسلام، فهو يمثل خلاصة الإيمان، إذ أن صاحبه يميل إلى التفاني في ذاته وماله وعلمه من أجل مايحمل من فكرة ومشروع، سواء كان في ميدان العلم والتعليم أو في ميدان الدعوة والإصلاح أو في ميدان العمل والإنتاج أو في ميدان العمل الاجتماعي ومساعدة المحتاجين، أو في مجال العمل المسلح لتحرير المستضعفين.
ولماكان القيام بعمارة الحياة من الجهاد العملي، فقد أورد الراغب الاصفهاني أصنافاً من العلوم والتخصصات ثم قال : وكل واحد من هؤلاء الحفظة إذا عرف مقدار نفسه ومنزلته، ووقي حقه ماهو بصدده فهو في جهاد يستوجب من الله تعالى أن يحفظ مكانه ثواباً على قدر عمله «32»، الدور الجهادي للعلماء مقسماً الجهاد إلى قسمين : جهاد البنان وجهاد البيان «33»، ولما كان العلماء هم حملة القرآن فهم في جهاد، فقد أمر الله تعالى نبيه أن يجاهد أعداءه بالقرآن فقال «وجاهدهم به جهاداً كبيراً» [ الفرقان : 52]، وقد سار مجاهدو البنان «السيف» مع مجاهدي البيان «القرآن » جنباً إلى جنب، بل ان جهاد البيان هو الذي لعب الدور الحاسم في إسلام معظم شعوب المسلمين، بمافيها الشعوب التي وصلها الفتح العسكري، لأن وظيفة الجهاد العسكري لم تكن سوى إزالة الطغاة الذين يستعبدون الناس، حتى يعودوا أحراراً يمكنهم أن، يختاروا الإيمان أو الكفر "فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر" [الكهف : 29]، ومما يؤكد ذلك أن شعوباً كاملة اعتنقت الإسلام دون أن يصلها جندي واحد، مثل شعوب جنوب شرق آسيا وخاصة الشعب الأندونيسي، وشعوب شرق وغرب افريقيا، وفي المقابل هناك شعوب عديدة وصلها الفاتحون بل وحكموها مئات السنوات وظلت على دينها لم تفارقه إلى الإسلام، مثل الشعب الهندي التي فتحها وحكمها مسلمو المغول وشعوب شرق أوروبا التي فتحها وحكمها الأتراك المسلمون مئات السنوات، ذلك أن جهاد البيان كان غائباً ولم يكن رفيقاً لجهاد البنان في هذه المناطق، إضافة إلى عدم حسن تمثل الأتراك والمغول لقيم الإسلام، كما فعل العرب الأوائل.
إن مفهوم الجهاد يختلف عن مفهوم القتال، وبينهما عموم وخصوص، فكل مقاتل مجاهد، وليس كل مجاهد مقاتلاً، إذ أن هناك أصنافاً من الجهاد ترتبط بعمارة الحياة من زراعة وصناعة ومهن وخدمات مختلفة، إضافة إلى الجهاد العلمي والجهاد الدعوي الذي يقوم بمهام الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وقول كلمة الحق دون أن يخشى صاحبها في الله لومة لائم، ومن هنا كان من يقول الكلمة الحق أمام سلطان جائر، ويموت في سبيلها، بنفس منزلة سيد الشهداء حمزة بن عبدالمطلب، أما الجهاد العسكري فهو آخر الدواء، وهو يتجه إلى الخارج، أما الجهاد المتجه إلى الداخل فصوره من الكثرة بحيث تستوعب كثيراً من مفردات الحياة العلمية والعملية والدعوية «34».
3- ضيق دائرة الإنفاق في سبيل الله :
لقد تعرض مفهوم الانفاق في سبيل الله لكثير من التضييق والاختزال، مثل مفاهيم الجهاد والعمل الصالح، حيث يبرز نفس الإشكال، وهو الفصل الظالم بين حقوق الله وحقوق الناس، ويمكن ضرب المثل بمايقوم به كثير من اغنياء المسلمين نتيجة الثقافة السائدة، حيث يتسابقون على بناء المساجد وعمارتها، بينما لايلتفت إلا أقل القليل منهم إلى المصالح العامة التي يحتاجها الناس من مدارس وجامعات ومؤسسات فكرية وثقافية وأدبية، ومؤسسات الخدمة العامة ورعاية الفقراء والمحتاجين وذوي الاحتياجات الخاصة.
والاعتراض هنا ينصب على الاقتصار على بناء المساجد وإخراج المصالح العامة من دائرة «في سبيل الله».
إنها معضلة كبرى، لكن منبعها هو ذات الفهم الخاطىء للدين، حيث الفصل بين حقوق الله وحقوق الناس، حتى كأن الإسلام دين أخروي لاهوتي لاعلاقة له بعمارة الحياة وخدمة حقوق الانسان بمفهومها الشامل «35».
ومن آثار هذا التضييق لمفهوم الانفاق في سبيل الله، ظهور بعد الاجتهادات الجامدة في قضية الزكاة كمصادر وكمخارج، حيث يتعامل بعض هؤلاء مع النصوص دون إدراك لمقاصد الدين وحاجات الناس ومتغيرات الواقع، ومن ذلك اصرار البعض على أن زكاة الزروع والثمار مقتصرة على المحاصيل الواردة في النصوص التي كانت انعكاساً لوضع به الجزيرة العربية الفقيرة الموارد والمحدودة السلع، وبهذا المفهوم فإن أهم السلع النقدية خارجة عن إطار الزكاة مثل : القطن وقصب السكر والفواكه ذات المردود الاقتصادي الكبير «36».
4- ضيق دائرة أسباب النصر والتمكين :
هناك من أصحاب الأمية الفكرية من يعتقدون بأن الأمة لكي تنتصر لابد من أن تزيد ايمانها بالله، دون أي التفات إلى المفردات ذات الصلة بالاستفادة من السنن والنواميس والأسباب التي خلقها الله محايدة في هذا الكون، من عمارة للأرض وحريات سياسية وعدالة اجتماعية، وإعداد واستعداد في مختلف مجالات الحياة، كأن النصر مرتبط بعالم الغيب دون عالم الشهادة، وكأنه هدية يمنحها الله لمن يصلون الفجر حتى لو كانت قيم الظلم الاجتماعي والاستبداد السياسي والتخلف الاقتصادي حاضرة في مجتمعاتهم.
ونحن لانقلل من شأن الصلاة، وإنما نريد تجسير العلاقة بين الصلاة والحياة، بحيث تصدر شؤون الحياة المختلفة عن ذات المنهج الذي جاء به من فرض الصلاة.
يقول الإمام ابن الجوزي وكأنه يتحدث عن عصرنا بل لكأنني عندما أقرأ له إنما أقرأ للشيخ محمد الغزالي يقول : ومن المتزهدين أقوام يرون التوكل قطع الأسباب كلها، وهذا جهل بالعلم، فإن النبي صلى الله عليه وسلم دخل الغار، وشاور الطبيب، ولبس الدرع، وحفر الخندق، ودخل مكة في جوار المطعم بن عدي وكان كافراً، وقال لسعد : لأن تدع ورثتك أغنياء خيرلك من أن تدعهم عالة يتكففون الناس" «37»، فالوقوف مع الأسباب مع نسيان المسبب غلط، والعمل على الأسباب مع تعلق القلب بالمسبب هو المشروع، وكل هذه الظلمات انما تقطع بمصباح العلم، وقد ضل من مشي في ظلمة الجهل أو في زقاق الهوى" «38».
إن الفهم المنقوص للدين هو حصاد تربية إسلامية قاصرة، لقد زرعنا في ضمائر الناس وعقولهم جذور الفهم الأخروي أو الإنسحابي للدين، وسرت على المسلمين سنن النمو ونواميسه، فجاءت الثمار من جنس الزرع" «39» وصرنا نرى من يقصر في متطلبات عمله المهني، ويقصر كذلك في تلمس دوره في الفروض الحضارية، على حين نجده سباقاً في أمور التعبد، وأداء الشعائر، مماانتهى بمعظم مجتمعاتنا أن تكون عالة على الأمم الأخرى في معظم شؤون عيشها، بل أمور دينها، فنحن لانصنع من الآلات والمعدات مانطبع به مصاحفنا، ولامانشيد به مآذن مساجدنا" «40» إن المسؤول عن هذه الاختلالات كلها هو الضعف العلمي المتمثل في الأمية الفكرية «41».
إننا بأمس الحاجة إلى توسيع دائرة الفقه والفكر، وحينذاك ستتسع أمامنا الكثير من الدوائر التي ضيقناها بأفهامنا السقيمة.
إن مما يعين على تحصين الثغور، واتساع رقعة نشر الخير ان يكون لأهل الخير نصيب من المشاركة في التخصصات العلمية التي تعود بالنفع على المجتمع والأمة وذلك كالطب والصيدلة والهندسة والمحاسبة، وماشاكل ذلك" «42»، بحيث يستوعب كل مسلم ثغراً من ثغور هذا الدين : الخطيب. وإمام المسجد، والمعلم، وصاحب القلم، والشاعر، وصاحب الوجاهة الذي يحتاج الناس إلى خدماته، وصاحب الوظيفة في أي موقع كان «43».
وهكذا فإن الذي ضيق دائرة العلم، هو الذي ضيق دائرة العمل إنه الأمية الفكرية، وهو ذاته الذي ضيق دائرة القيم والمبادىء ، كما سيأتي.
ثالثاً :- ضيق دائرة القيم والمبادىء :
إن الكلام في هذا الموضوع، ونظراً لتركيزنا على جذور الإشكالات، قد يبدو فيه شيء من التكرار، ولذلك فسنمر كراماً على هذه الدائرة والتي تليها، لأن التشابه بين جذور الدائرتين السابقتين وبينهما كبير جداً فالمعضلة هي ذاتها، والنتيجة متقاربة.
1- ضيق دائرة الأخلاق :
الأخلاق في الإسلام منطقة واسعة جداً، منها الفردي ومنها الجماعي، منها المادي ومنها المعنوي، منها الفعلي ومنها التركي، وهي بهذا الشمول تمثل الاسمنت المسلح، الذي يوفر تماسك اللبنات التي تكون صرح المجتمع المسلم.
قال تعالى " إنما حرم ربي الفواحش ماظهر منها ومابطن والإثم والبغي بغير الحق " [الأعراف : 32] هذه الآية تجمع أصول الأخلاق التركية «السلبية»، وهي ذات امتدادات عميقة في بنية الفرد والمجتمع.
يقول د. محسن عبدالحميد : وليس المقصود بالفواحش والمنكرات في الإسلام الانحرافات الجنسية فحسب، وإنما المقصود بها تلك الانحرافات التي تقع فيها الغرائز الحيوانية بأنواعها، وأكل أموال الناس بالباطل في مختلف مظاهر النشاط الإنساني، يدخل جميعها في باب الفواحش والمنكرات، وليس ذلك فحسب، بل هنالك مجموعة من الانحرافات السلوكية والنفسية تدخل في باب المنكرات أيضاً.
فالنفاق وشهادة الزور والكذب والغيبة والنميمة وقطع صلة الرحم، والإفساد بين الناس والرشوة والغش، مظاهر أخرى لمجموع المنكرات التي حرمها الإسلام" «44».
ويرى الراغب الاصفهاني ان الله أوجد الإنسان وطلب منه ثلاثة أشياء : عمارة الأرض، وعبادة الله، وخلافته في الأرض، معتبراً أن خلافته في الأرض تقوم على مجموعة هائلة من الأخلاق التي جلاها في كتابه، وأطلق عليها الراغب «مكارم الشريعة».
حيث رأى أن مبتدأ هذا المكارم «طهارة النفس باستعمال التعلم واستعمال الفقه والصبر والعدالة، ونهايتها التخصص بالحكمة والجود والحلم والإحسان، فبالتعلم يتوصل إلى الحكمة، وباستعمال الفقه يتوصل إلى الجود، وباستعمال الصبر تدرك الشجاعة والحلم، وباستعمال العدالة تصحح الأفعال" «45».
وفي مقدمة ابن خلدون دراسة عميقة لدور الأخلاق في قيام الدول وسقوطها، وخاصة الحرية والعدالة والتعاون، ودراسة للأخلاق المرتبطة بصناعة الحياة، حيث استعرض أمهات الصنائع : الفلاحة، البناء ، النجارة، الحياكة والخياطة، التوليد، الطب، الخط والكتابة، صناعة الورق «46».
وهناك اخلاق تسهم بفاعلية في عمارة الحياة وإقامة الحضارة، بعضها فردي، مثل : إيثار الدائم على الزائل، الكرامة فوق القوة، الشعور بالمسؤولية، الاستقلالية في الحكم، السلوك الحكيم، الانفتاح وتقبل الجديد، الريادة والسبق، وإلى جانب هذه الأخلاق «هناك جملة من الأخلاق الاجتماعية التي يجب أن تشيع في المجتمع المسلم، لتشكيل المحيط الذي تتغذى منه الأجيال الجديدة وتتنفس فيه، وهي في الحقيقة كثيرة ، منها : الإيثار والتعاون والعدل، ومحاربة الظلم، ومحاصرة الشر والفساد، وتعود الشورى في عظائم الأمور وصغائرها، إلى جانب إعطاء اهتمام خاص بالاطفال والشيوخ والضعفاء عامة، واحترام العمل والإنتاج، والمحافظة على المرافق العامة" «47».
إن كثيراً من هذه الأخلاق ضعفت أو اختفت في حياة مسلمي هذا العصر، والأسباب كثيرة، لكن الجذر هو الأمية الفكرية التي جعلت كثيراً من المسلمين يحصرون بعض الأخلاق الفردية في دائرتها دون الأخلاق العملية والحضارية.
وبسبب ضيق دائرة الأخلاق والقيم اختفت كثير من هذه الأخلاق من دائرة مفهوم الشريعة، وأصبحت هذه الشريعة في أفهام كثير من الشباب تختزل في العقوبات والحدود، حيث استبعدت منها مفردات كثيرة، ومنها عدد هائل من الأخلاق والقيم التي تستطيع أن تلعب دوراً كبيراً في بناء المجتمع وإصلاحه وحمايته «48».
وفي إطار كل قيمة أو خلق، حدث نوع من الاستبعاد لكثير من المفردات، ونضرب مثالين لبيان ذلك.
المثل الأول : الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، هو قيمة إسلامية شاملة، كما عرفه أحدهم بأنه "تكليف شرعي لكافة المسلمين، لكي ينهضوا بكل مامن شأنه إحقاق الحق والعدل وإزهاق الباطل والشر، وفقاً لماتقرره نصوص الشريعة ومقاصدها " «49»، أما مفهوم هذه القيمة في عقول كثير من المسلمين اليوم، فقد أصبح محصوراً في بعض الأمور المرتبطة غالباً بحقوق الله، وهي في الغالب واجبات أو منكرات فردية.
المثل الثاني : الأمانة، ارتبطت هذه القيمة بمفهوم يحصرها كثيرون في حفظ الودائع، بينما الأصل ان كل اعضاء الإنسان وحواسه وتابعيه وممتلكاته ومواهبه وإمكاناته، كلها أمانات بيده، يجب أن يحفظها ويؤديها إلى مستحقيها ويشكر الله عليها، فينفذ أوامر الله بها ويجتنب نواهيه المرتبطة فيها «50».
2- ضيق دائرة الصلاح :
عندما يقرأ كثير من الشباب قوله تعالى " ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر ان الأرض يرثها عبادي الصالحون" [الأنبياء : 105] تتبادر إلى أذهانهم صور ومفردات للصلاح، معظمها يدور حول واجبات فردية وعبادات لازمة تتمحور حول حقوق الله والاستعداد للآخرة، أما ما يتعلق بالناس من شعب الإيمان، وبالأرض من متطلبات الإعمار والبناء، فهي تخرج من الدائرة، ولذلك ورث الغربيون الأرض في القرون المتأخرة، لأنهم اصلح لعمارتها، من حيث الحريات السياسية والعدالة الاجتماعية، واكتشاف النواميس والسنن والاستفادة منها في توفير الأمن والرفاه للانسان.
وقد ظهرت في حقب التاريخ الإسلامي فرق وطوائف وتيارات إسلامية أوصلت المسلمين إلى هذا الفهم الجزئي لمعنى الصلاح، ونضرب المثل هنا بالطرق الصوفية، فقد لبس إبليس على كثير من أفرادها فتركوا العلم وانقطعوا للتعبد، ولبس عليهم في تضييق دائرة الحلال في الحياة، من المطعم والملبس والنكاح، حيث تبتلوا ولبسوا الثياب الرثة، وتركوا التنطف والتجمل، وركنوا إلى التواكل وترك الأسباب، وأهملوا التكسب والتداوي، ومارسوا الوحدة والسياحة، ثم انتقلوا إلى ممارسة السماع والرقص والوجد، وقدس بعضهم مشايخه مدعين حلول الله فيه واتحاده مع بعض مخلوقاته، وأسقط بعضهم عن نفسه التكاليف وادعى وقوع الكثير من الكرامات وآمن بكثير من الخرافات والخزعبلات «51».
3- ضيق دائرة الاستقلال :
بسبب الأمية الفكرية، ربط كثير من الشباب بين الاحتلال والاستعمار العسكري، وبالتالي عندما أخذ المستعمر عصاه ورحل من بلدان المسلمين، ترك خلفه القلم والكتاب والصحيفة والمجلة والمدرسة والجامعة، لكن هذه الأمور لم تستفز المسلم مثلما تستفزه عصا المحتل.
والغريب أن أكثر بلدان المسلمين تحتفل بأعياد الاستقلال وهي تعاني من تبعية سياسية واقتصادية واجتماعية في مئات المفردات الموزعة على اشلاء الحياة، بل كادت بعض بلدان المسلمين ان تدخل " جحر الضب " بسبب التبعية العمياء الناتجة عن عقدة النقص من ناحية والضعف من ناحية ثانية، وانعدام التكامل بين بلدان المسلمين من ناحية أخرى.
إن كثيراً من ابناء أمتنا يحسبون الاستقلال خروج القوات العسكرية الأجنبية من بلاده، وبالتالي فهو يقع في فخ الاستتباع، حيث تعاني بلداننا من استعمار حضاري شامل، دفعته ليطل بقرونه العسكرية من جديد في بعض البلدان،إنه الانفصام بين الحماس لتحقيق الاستقلال العسكري وربما السياسي، والسكوت عن صور الاستعمار الاجتماعية والثقافية والاقتصادية، وهذا الامر محل استنكار واستغراب الكثير من المفكرين والكتاب «52».
رابعاً : ضيق دائرة الانتماء :
واحدة من أعراض ونتائج الأمية الفكرية أن المسلم كان يدور حول فلك الأمة، فأصبح يدور حول فلك الطائفة أو الحزب أو الفرقة أو المذهب، وكان يتقلب مع الأفكار والقيم فصار يتقلب مع الاشخاص.
1-التمحور حول الطائفة والمذهب والحزب والفرقة على حساب الأمة:
لقد ظلت الأمة تدور مع الدليل والبرهان، وتقف عند الحجة والاستدلال، وظهرت منذ القرن الرابع الهجري خلوف فرقوا دينهم وكانوا شيعاً كل حزب بمالديهم فرحون، وتقطعوا أمرهم بينهم زبراً، وجعلوا التعصب للمذاهب ديانتهم التي بها يدينون، ورؤوس اموالهم التي بها يتجرون، وآخرون منهم قنعوا بمحض التقليد وقالوا " إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مقتدون" [الزخرف : 23] «53».
إنه المرض ذاته، عدم امتلاك القدرات العقلية الكافية للاستقلال، والاستعاضة عن ذلك بالتقليد الممزوج بالتعصب، لقد تحولت المذاهب الفقهية من خادم للشريعة إلى مخدوم من قبل آلاف من العلماء المتعصبين، وتحولت المذاهب الفكرية من خادم للعقيدة إلى مخدوم من قبل آلاف من العلماء المتعصبين، «علم الكلام والفلسفة» «54» حيث انقلبت الوسائل إلى غايات والوسائط إلى مقاصد.
والعجيب ان كل فرقة وحزب وجماعة تعتقد في نفسها أنها تمتلك الحقيقة المطلقة، ومن ثم فهي الجماعة الناجية «55»، ولقد تحدث د. مصطفى السباعي عن هذه الظاهرة معيداً علتها إلى الأمية الفكرية، حيث قال : " أما أنه مامن شك في أن العلة هي الجهل بالدين.. إن الفرق بين الدين والطائفية هو فرق بين العلم والجهل، والحق والباطل، والخير والشر ، والإيمان والعصيان، الدين إخاء وتعارف ولقاء، والطائفية عداء وتقاطع وجفاء، الدين حب ورحمة وسلام والطائفية كره وقسوة وخصام، الدين وفاء وحسن خلق وطيب نفس وسماحة يد، والطائفية غدر وسوء خلق وخبث نفس وقذارة يد.. " «56».
2- التمركز حول الأشخاص على حساب الأفكار :
عندما تضعف فاعلية الأفكار يزداد رصيد الأشخاص، والأفكار لاتضعف فاعليتها إلا في الأجواء التي تسيطر فيها الأمية الفكرية على مقاليد الأمور.
إن الساحة الإسلامية عانت في القديم وتعاني في الحديث من خلط بين الأشخاص والأفكار، مع أن المفروض أن يظل المنهج فوق الاشخاص «57»، وعندما يتحد الأشخاص مع الأفكار، يأخذ الشخص من الفكرة قداستها فلا يصح أن ينتقده أحد، ومن انتقده كأنما انتقد الإسلام ذاته.
" إن بعض صور نفي احتمال الخطأ عن الأشخاص آخذة في التوطن في بعض بلاد المسلمين على نحو مسرف في التطرف، بحيث لايجرح كبرياء العقل فحسب، وإنما يعكر صفاء التوحيد" «58».
لقد ورث المسلمون التعصب الطائفي والمذهبي من عصور التخلف، وزادوه بأميتهم الفكرية أشواطاً، فقد شاعت في حقب التاريخ الإسلامي ظاهرة التعصب للشيخ أو للمذهب والطريقة، على حساب النصوص والأفكار، وخاصة عند بعض المتصوفة والشيعة «59»، وألف كثيرون الدوران مع الشخص على حساب الفكرة أو المبدأ «60».
ونتفق في آخر هذه الفقرة مع د. عبدالحليم عويس في أن العقل المسلم انجر في إطار حرفية محدودة وجزئية قاتلة، وانفرط عقد «شعب الإيمان»، فاحتلت الشعب المتأخرة المقاعد الأولى، وتأخرت الشعب الأولى.. بل أخذت سنن ونوافل وفروع - تحتمل الرأي - حجماً لم تأخذه فروض عين وكفاية وشعب إيمان لا اختلاف حولها، وأسوأ مافي الأمر ضيق الصدر بالرأي الآخر والتعصب للرأي، وتجريح المخالف وملاحقته، وهي ظواهر لم تعرف في عصور السلف الصالح ولا الذين لحقوا بهم" «61».
وبهذا الخلط حدث نوع من تبادل المقاعد بين الأفكار والأشخاص، فقد أصبح الأشخاص فوق النقد، بينما تعرضت الأفكار للنقد بحسبانها الوجه الآخر لتصرفات كثير من المسلمين، وهذه واحدة من اضرار التعصب المذهبي والطائفي والخلط بين الأفكار والأشخاص، وكلها جاءت من منبع الأمية الفكرية، ولذلك فإن الحاجة ماسة لتجفيف هذا المنبع حتى نتخلص من كل هذه المظاهر المؤذية لعقيدتنا ولحياتنا، وهي مهمة ينبغي أن يضطلع في القيام بها العلماء والمفكرون والدعاة، كل من جهته واتجاهه.
(23) فهمي هويدي : التدين المنقوص ط2 ( القاهرة : مركز الاهرام للترجمة والنشر، 1409 - 1988)، ص 134 -144.
(24) أبو الأعلى المودودي : المصطلحات الأربعة في القرآن ط4 ( الكويت : الدار الكويتية، د. ت)، ص9 ، 10.
(25) د. القرضاوي : الصحوة الإسلامية بين الجحود والتطرف : ص 178، 179
(26) نفسه : 72-75
(27) انظر : الشيخ محمد الغزالي : الدعوة الإسلامية تستقبل قرنها الخامس عشر ط3 (القاهرة مكتبة وهبة ، 1410- 1990)،ص 61 ويمكن مراجعة كتاب "شعب الإيمان" للإمام البيهقي، حيث يتضح الدمج الكامل في السنة النبوية بين الدنيا والآخرة، وعدم الفصل بين حقوق الله وحقوق الناس.
(28) الصحوة الإسلامية بين الجحود والتطرف : ص 219 -221.
(29) فهمي هويدي : التدين المنقوص : ص 120 - 133
(30) فهمي هويدي : القرآن والسلطان ط2 ( القاهرة : دار الشروق، 1402 -1982)، ص 217 -244.
(31 ) التدين المنقوص : ص 23 -40،33 -44
(32 ) الذريعة إلى مكارم الشريعة . تحقيق : د. أبو اليزيد العجمي . ط1 (القاهرة : دار الصحوة، المنصورة : دار الوفاء، 1405-1987)، ص 234.
(33) نفسه : ص 242
(34) انظر حول صور الجهاد المدنية السلمية : د. عبدالحليم عويس : النهضة الإسلامية : ص33، 40-44. د. مصطفى السباعي : أخلاقنا الاجتماعية.ط5 ( بيروت : المكتب الإسلامي، 1407- 1987)، ص 200، 201.
(35) انظر تنديد فهمي هويدي بهذا المفهوم الضيق ل«سبيل الله» : التدين المنقوص : 35-38.
(36) انظر انتقاد د. القرضاوي لهذا المسلك : الصحوة الإسلامية بين الجحود والتطرف : ص 70 -72.
(37) أخرجه البخاري : 7/81، ومسلم : 1628 وغيرهما.
(38) صيد الخاطر : ص 130، 131
(39) فهمي هويدي : التدين المنقوص : ص 13
(40) أ. د. عبدالكريم بكار : تجديد الوعي ط 1 ( دمشق : دار القلم، 1421- 2000م )، ص 30
(41) انظر : المرجع السابق : ص 171،172.
(42) عبدالعزيز بن محمد السدحان : معالم في طريق الاصلاح ط1 (الرياض : دار العاصمة، 1421)، ص 33
(43) نفسه : ص 43-45.
(44 ) د. محسن عبدالحميد : منهج التغيير الاجتماعي في الإسلام. ط1( بيروت : مؤسسة الرسالة، 1403- 1983)، ص 108
(45 ) الذريعة إلى مكارم الشريعة : ص 93
(46) انظر : عبدالرحمن بن خلدون : المقدمة ط 5 ( بيروت : دار القلم، 1984)، ص 286 - 359، 289- 361، ص 405 -427.
(47) أ. د. عبدالكريم بكار : تجديد الوعي : ص 95- 103
(48 ) انظر فصل " ليس بالسوط ولا بالسيف " في : فهمي هويدي : التدين المنقوص : ص72-77
(50) انظر : د. مصطفى السباعي : أخلاقنا الاجتماعية : ص 102 -108
(51) انظر ابن الجوزي : تلبيس إبليس (بيروت : دار الكتب العلمية ، 1386)، ص 150 -386.
(52) من هؤلاء : د. القرضاوي : أمتنا بين قرنين ط2 (القاهرة : دار الشروق، 1423-2002)، ص 56، 57. د. رفيق حبيب : طريق النهضة - جدول أعمال الأمة .ط1 (القاهرة : دار الشروق، 1425- 2005)، ص 36،14- 41، أ. د. عبدالكريم بكار : مدخل إلى التنمية المتكاملة - رؤية إسلامية ط 1( الرياض : دار المسلم، 1418 - 1997)، ص 13، 356 -358، 366، د. عبدالحليم عويس : النهضة الإسلامية : ص 32.
(53) ابن قيم الجوزية : إعلام الموقعين عن رب العالمين، ط 1 (بيروت : دار احياء التراث العربي 1422 -2001م)، 1/ص 24.
(54 ) د. طه جابر العلواني : إصلاح الفكر الإسلامي - مدخل إلى نظام الخطاب في الفكر الإسلامي المعاصر . (القاهرة، عمان : المعهد العالمي للفكر الإسلامي ، 1417 -1996م)، ص 56، 59
(55) انظر : أ. د عبدالكريم بكار : فصول في التفكير الموضوعي - منطلقات ومواقف، ص 3 (دمشق : دار القلم، 1421 -2000م)، ص 186 -200، 202 - 204.
(56 ) أخلاقنا الاجتماعية : ص 92، 93
(57) أ. د عبدالكريم بكار : فصول في التفكير الموضوعي : ص 171 -176.
(58) أ. د. عبدالكريم بكار : تجديد الوعي : ص 47
(59) أبو إسحاق الشاطبي : الاعتصام، تحقيق : سيد إبراهيم، ط1 (القاهرة : دار الحديث للطبع والنشر والتوزيع، 1421 -2000م) 1/ص 183، 184.
(60 ) الشاطبي : الاعتصام : 2/ص 541 -545
(61) النهضة الإسلامية : ص 16


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.