مظاهرة حاشدة في حضرموت تطالب بالإفراج عن السياسي محمد قحطان    "ضربة قوية لمنتخب الأرجنتين... استبعاد ديبالا عن كوبا أميركا"    يوفنتوس يعود من بعيد ويتعادل بثلاثية امام بولونيا    فيديو فاضح لممثلة سورية يشغل مواقع التواصل.. ومحاميها يكشف الحقيقة    "يقظة أمن عدن تُفشل مخططًا إجراميًا... القبض على ثلاثه متهمين قاموا بهذا الأمر الخطير    شاهد :صور اليوتيوبر "جو حطاب" في حضرموت تشعل مواقع التواصل الاجتماعي    شاهد : العجوز اليمنية التي دعوتها تحققت بسقوط طائرة رئيس إيران    صراعات داخل مليشيا الحوثي: قنبلة موقوتة على وشك الانفجار    المهرة.. محتجون يطالبون بالإفراج الفوري عن القيادي قحطان    ناشطون يطالبون الجهات المعنية بضبط شاب اعتدى على فتاة امام الناس    لليوم الثالث...الحوثيون يفرضون حصاراً خانقاً على مديرية الخَلَق في الجوف    اللجنة الوطنية للمرأة تناقش أهمية التمكين والمشاركة السياسة للنساء مميز    رئيس الوفد الحكومي: لدينا توجيهات بعدم التعاطي مع الحوثيين إلا بالوصول إلى اتفاقية حول قحطان    وهم القوة وسراب البقاء    "وثيقة" تكشف عن استخدام مركز الاورام جهاز المعجل الخطي فى المعالجة الإشعاعية بشكل مخالف وتحذر من تاثير ذلك على المرضى    مجلس النواب يجمد مناقشة تقرير المبيدات بعد كلمة المشاط ولقائه بقيادة وزارة الزراعة ولجنة المبيدات    ثلاث مرات في 24 ساعة: كابلات ضوئية تقطع الإنترنت في حضرموت وشبوة!    إعلان هام من سفارة الجمهورية في العاصمة السعودية الرياض    الصين تبقي على اسعار الفائدة الرئيسي للقروض دون تغيير    مجلس التعاون الخليجي يؤكد موقفه الداعم لجهود السلام في اليمن وفقاً للمرجعيات الثلاث مميز    لابورتا وتشافي سيجتمعان بعد نهاية مباراة اشبيلية في الليغا    رسميا.. كاف يحيل فوضى الكونفيدرالية للتحقيق    منظمة التعاون الإسلامي تعرب عن قلقها إزاء العنف ضد الأقلية المسلمة (الروهينغا) في ميانمار    منتخب الشباب يقيم معسكره الداخلي استعدادا لبطولة غرب آسيا    اتحاد الطلبة اليمنيين في ماليزيا يحتفل بالعيد ال 34 للوحدة اليمنية    البرغوثي يرحب بقرار مكتب المدعي العام لمحكمة الجنايات الدولية مميز    اشتراكي الضالع ينعي الرفيق المناضل رشاد ابو اصبع    إيران تعلن رسميا وفاة الرئيس ومرافقيه في حادث تحطم المروحية    وفاة محتجز في سجون الحوثيين بعد سبع سنوات من اعتقاله مميز    قيادات سياسية وحزبية وسفراء تُعزي رئيس الكتلة البرلمانية للإصلاح في وفاة والده    مع اقتراب الموعد.. البنك المركزي يحسم موقفه النهائي من قرار نقل البنوك إلى عدن.. ويوجه رسالة لإدارات البنوك    مأساة في حجة.. وفاة طفلين شقيقين غرقًا في خزان مياه    وفاة طفلة نتيجة خطأ طبي خلال عملية استئصال اللوزتين    شاب يبدع في تقديم شاهي البخاري الحضرمي في سيئون    عبد الله البردوني.. الضرير الذي أبصر بعيونه اليمن    أرتيتا.. بطل غير متوج في ملاعب البريميرليج    الريال يخسر نجمه في نهائي الأبطال    تغير مفاجئ في أسعار صرف الريال اليمني مقابل العملات الأجنبية    مدارس حضرموت تُقفل أبوابها: إضراب المعلمين يُحوّل العام الدراسي إلى سراب والتربية تفرض الاختبارات    كنوز اليمن تحت رحمة اللصوص: الحوثيون ينهبون مقبرة أثرية في ذمار    الدوري الفرنسي : PSG يتخطى ميتز    الداخلية تعلن ضبط أجهزة تشويش طيران أثناء محاولة تهريبها لليمن عبر منفذ صرفيت    غموض يحيط بمصير الرئيس الايراني ومسؤولين اخرين بعد فقدان مروحية كانوا يستقلونها    ارتفاع حصيلة العدوان الاسرائيلي على غزة إلى 35,456 شهيداً و 79,476 مصابا    إلى متى نتحمل فساد وجرائم اشقائنا اليمنيين في عدن    وزير المياه والبيئة يبحث مع المدير القطري ل (اليونبس) جهود التنسيق والتعاون المشترك مميز    رئيس هيئة النقل البري يتفقد العمل في فرع الهيئة بمحافظة تعز مميز    اليونسكو تزور مدينة تريم ومؤسسة الرناد تستضيفهم في جولة تاريخية وثقافية مثمرة    دعاء يريح الأعصاب.. ردده يطمئن بالك ويُشرح صدرك    بعضها تزرع في اليمن...الكشف عن 5 أعشاب تنشط الدورة الدموية وتمنع تجلط الدم    توقيع اتفاقية بشأن تفويج الحجاج اليمنيين إلى السعودية عبر مطار صنعاء ومحافظات أخرى    اكتشف قوة الذكر: سلاحك السري لتحقيق النجاح والسعادة    وباء يجتاح اليمن وإصابة 40 ألف شخص ووفاة المئات.. الأمم المتحدة تدق ناقوس الخطر    اليونسكو تطلق دعوة لجمع البيانات بشأن الممتلكات الثقافية اليمنية المنهوبة والمهربة الى الخارج مميز    ياراعيات الغنم ..في زمن الانتر نت و بالخير!.    لماذا منعت مسرحيات الكاتب المصري الشرقاوي "الحسين ثائرآ"    في افتتاح مسجد السيدة زينب.. السيسي: أهل بيت الرسول وجدوا الأمن والأمان بمصر(صور)    هناك في العرب هشام بن عمرو !    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



اللغة اليمنية هي الأصل في معاجم اللغة العربية
هذا هو تاريخ اليمن (الإرهاص)
نشر في الجمهورية يوم 29 - 12 - 2006


- د. عبد الله علي الكميم
ولمزيد من البرهنة على شاعرية اليمانيين «عصر ما قبل الإسلام» نسوق هنا ترجمة لكوكبة أخرى من أولئك النجباء الذين عاشوا عصر ما قبل الإسلام بزمن طويل وبعضهم بالقرب من انبلاج شفقه وبعضهم ممن عاشوا الفترتين فتخضرموا ولاشك أنهم قد قالوا شعرهم وصاغوا خطاباتهم وحكمهم وأمثالهم باللغة الفصحاء أو (المتينة) هذه التي نتكلمها اليوم لأنها كانت ولا تزال لغتهم كما أثبتنا ونثبت هذا لاحقاً أما كتاباتهم فقد كانت بالمسند والجزم معاً إلا أنهم تفردوا بالمسند كميزة لهم.
ويكفي أن نشير هنا إلى أن كتاب الإنجيل قد كتب بخط الجزم هذا في اليمن عام 520م قبل مولد الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بخمسين عاماً كما أوحت رسائل بعض نصارى نجران إلى إخوان لهم من الغساسنة. على أني أؤُكد هنا أن هؤلاء المترجم لهم هنا ما هم إلا قطرة من مطرة إذا ما نسبوا إلى شعراء وخطباء وحكماء اليمن في العهود القديمة. لإقناع من لم يقتنع بعد.
ومن: كلمة مهسع ليست معجمية ولا متداولة بنفس اللفظ والمعنى. ولكنها عربية يمنية صحيحة.
يخن
يحكم: ليست الكلمة (يخن) قاموسية أو متداولة بنفس اللفظ والمعنى الوارد من الشارح إلا إذا أخذت من معنى الحكم. باعتبار أن من يحكم قد يخون الله ، ويخون الناس، ويخون أمانته فهذا تعليل معقول.
بالباطل: جاءت الكلمة بمعانٍ مختلفة في لسان العرب هكذا حجا: حجئ بالشيء حجأ: ضن به وهو به حجئ أي مولع به (فهو به ضنين) يهمز ولا يهمز قال: فإني بالجموح وأم بكر ودولح فاعلموا حجئ ضنين
الأزهري عن الفراء: حجئت بالشيء وتحجيت به يهمز ولا يهمز: تمسكت ولزمته. قال ومنه قول عدي بن زيد: أطف لأنفه الموسى قصير وكان بأنفه حجأ ضنينا
وحجئ بالأمر فرح به أو حجأت به فرحت به، وحجي بالشيء وحجأ به حجأ تمسك به ولزمه.
نحفت: للكشح مدلولات كثيرة في المعاجم مقاربة للمعنى، الذي أورده المكتشف والشارح. قال صاحب اللسان: والكشح داء يصيب الكشح. وطوى كشحه على أمر استمر عليه، وكذلك الذاهب القاطع للرحم. قال: طوى كشحاً خليلك والحناجا لبين منك ثم غدا صراحا
والكاشح: المتولي عنك بوده. ويقال: طوى فلان كشحه إذا قطعك وعاداك. ومنه قول الأعشى: وكان طوى كشحا وآب ليذهبا. قال الأزهري: يحتمل قوله: وكان طوى كشحاً، أي عزم على أمر واستمرت عزيمته. ويقال: طوى كشحه رغبة إذا أعرض عنه. وقال الجوهري: طويت كشحي على الأمر إذا أضمرته وسترته. والكاشح: العدو المبغض. والكاشح: الذي يضمر لك العداوة. يقال: كشح له بالعداوة وكاشحه بمعنى. قال ابن سيده: والكاشح العدو الباطن لعداوة، كأنه يطويها في كشحه، أي كأنه يوليك كشحه، ويعرض عنك بوجهه، والاسم الكشاحة. وفي الحديث: أفضل الصدقة على ذي رحم كاشح.
والكاشح: العدو الذي يضمر عداوته ويطوي عليها كشحه أي باطنه، والكشح الخصر، والذي يطوي عنك كشحه ولا يألفك، وسمي العدو كاشحاً لأنه ولاك كشحه وأعرض عنك. وقيل لأنه يخبئ العداوة في كشحه. وفيه كبده، والكبد بيت العداوة. وكشحت الدابة إذا أدخلت ذنبها بين رجليها. وكلغة دارجة في بعض المناطق تستخدم كلمة (كشح) بمعنى أدخل أو وضع فيقال: أكشح الثياب في الحقيبة أو الأدوات في الشوال ... إلخ.
وغدير: ليس لكلمة (ونوى أو نوي) وجود في المعاجم بنفس المعنى واللفظ، وهي من الكلمات العربية اليمنية القديمة التي ضيعها كتاب المعاجم العربية في القرن الثاني الهجري وما بعده.
تفيض: اسم مكان أو اسم للغدير نفسه. وقد أضيف حرف المد (الياء) كون حروف العلة والمد كانت تحذف في اللغة القديمة.
زيَّدت: الربح في المعاجم، وفي المعنى المتداول بين الناس اليوم هو الزيادة والنماء، قال صاحب اللسان: (الربح، والرُبَح، والرَّباح: النماء في التجر. وربح في تجارته يربح ربحاً ورباحاً أي استشف .
وصرف لبان: والصريف في لغة العرب هو اللبن. قال صاحب اللسان: والصريف: اللبن الذي ينصرف به عن الضرع حاراً.
وقال صاحب التاج: الصرفة: أن تحلب الناقة غدوة فتتركها إلى مثلها من أمس. وقال: والصرف اللبن ساعة حلب وصرف عن الضرع فإذا سكنت رغوته فهو الصريح. قال سلمة بن الأكوع رضي الله عنه: لكن غذاها اللبن الخريف المخض والقارض والصريف.
الغذ الغذ: ليس (للغذ) وجود في المعاجم القديمة بنفس اللفظ والمعنى، كما أنها ليست متداولة الآن على ألسنة الناس حسب علمي: ولكنها عربية قديمة ولفعلها معنى الإمعان في المسير.
دائم:
جاءت في الشرح بنفس المعنى واللفظ عدا إضافة حرف المد (الألف) في الحديثة.
بيضت: جاء في المعاجم العربية لفظ (الضحك) بمعنى النور والبياض والإشراق والثلج والزبد ... إلخ. قال ابن منظور: وفي الحديث:يبعث الله السحاب فتضحك أحسن الضحك، جعل انجلاءه عن البرق ضحكاً واستعارة ومجازاً، كما يفتر الضاحك: عن الثغر، وكقولهم ضحكت الأرض إذا أخرجت نباتها وزهرتها، والضحك الثغر الأبيض، والضحك العسل، شبه الثغر لشدة بياضه. قال أبو ذؤيب: فجاء بمزج لم ير الناس مثله هو الضحك إلا أنه عمل النحل
وقيل الضحك هنا الشهد، وقيل الزبد، وقيل الثلج. والضحك أيضاً طلع النخل حين ينشق.. والضاحك: حجر أبيض يبدو في الجبل والضحوك: الطريق الواسع .
وقال الزبيدي: ومن المجاز ضحك السحاب إذا برق، قال ابن الأعرابي: الضاحك من السحاب مثل العارض إلا أنه إذا برق قيل: ضحك . ومنه الحديث: يبعث الله السحاب فيضحك أحسن الضحك ويتحدث أحسن الحديث فضحك البرق وحديثه الرعد جعل انجلاءه عن البرق ضحكاً فكأنه إنما جعل لمع البرق أحسن الضحك، ووصف الرعد أحسن الحديث، لأنهما آيتان حاملتان على التسبيح والتهليل. والضحك بالفتح: الثلج، وقيل الزبد وقيل العسل. وقيده ابن السيد بالأبيض. قال أبو عمرو: وشبه بالثغر لشدة بياضه. وقال الأصمعي: الضحك الثغر الأبيض شبه بياض العسل به. يقال: رجل ضحك أي أبيض الأسنان، وقيل الضحك النور. وقال ابن دريد: الضاحك حجر شديد البياض يبدو في الجبل من أي لون كان فكأنه يضحك .
سحر اللات:
اللفظة مكونة من جزأين هما (جهن واللات). وقد جاء معنى (جهن) بأنه جهمة الليل أو غلظ الوجه، قال صاحب التاج: والجهنة بالضم جهمة الليل، والنون بدل عن الميم .
اشتد ظلامه: لا توجد كلمة (هنصنق) في المعاجم، وإنما توجد كلمة صنق، ولكن بمعانٍ تختلف عن المعنى الذي أورده الشارح، فقد جاء قال صاحب اللسان عن المحكم: الصنق شدة ذفر الإبط والجسد، صنق صنقاً فهو صنق، ولصنقه العرق وأصنق الرجل في ماله إصناقاً إذا أحسن القيام عليه، ورجل مصناق وميصاق إذا لزم ماله وأحسن القيام عليه. والصنق: الحلقة من الخشب تكون في طرف المرير، والجمع أصناق، عن أبي حنيفة، وأنشد أمرة السليف وأصناف القطف.
والكلمة عربية قديمة وقد أضاعها واضعو المعاجم، لكن الشاعر القديم وضعها في مكانها المناسب، وخلدت في هذه القصيدة الأولى من نوعها التي تم اكتشافها كمقدمة أو كفاتحة عهد جديد زاخر بالفتوحات إن شاء الله.
هذا ومن المفردات اليمانية المتداولة كلمة (صنَّة) وتعني ريحة البول على الفراش أو في الحمام. الحمام إذ استعمل ولم يلحق الماء وهي قاصرة على البول فقط. وليس لها نظير في المعاجم وإن كانت كلمة صنن قد جاءت بمعنى النتن بصفة عامة.
بلجت:
لم ترد كلمة (فتحك) بنفس المعنى المشار إليه أي الابتلاج أو النور. ولعل المعنى مأخوذ من مضمون الفتح الذي هو ضد الإغلاق، فهو يعني فتح النوافذ والأبواب التي تجلب النور والإضاءة، وهذا هو التعليل المعقول للفتح.
ومن: جاء في اللسان: ذا بمعنى الذي، ويقال هذا ذو صلاح. ورأيت ذا صلاح ومررت بهذا ذي صلاح. وقال الهيثم: ذا اسم كل مشار إليه معاين يراه المتكلم والمخاطب. قال: والاسم فيها الذال وحدها مفتوحة. وقالوا: الذال وحدها هي الاسم المشار إليه، وهو اسم مبهم لا يعرف ما هو حتى تفسير ما بعده. وقال الجوهري: ذا اسم يشار به إلى المذكر وذي بكسر الذال إلى المؤنث تقول ذي أمة الله، فإن وقفت عليه قلت: ذه . وقد استعملت ذا مكان الذي كقوله تعالى: «ويسألونك ماذا ينفقون قل العفو» ( أي ما الذين ينفقون) البقرة. وفي صفة المهدي: قرشي يمان ليس من ذي ولاذو، أي ليس يشبه نسب أذواء اليمن، وهم ملوك حمير، منهم ذو يزن وذو رعين وذي مستعملة الآن بمعنى الذي أو من.
تصخب
يجأر: الصخب في العربية الحديثة معروف، وهو ارتفاع الأصوات واختلاطها وشدة الصياح والجلبة قال صاحب اللسان: والصخب والجلبة وشدة الصوت واختلاطه. وفي حديث كعب في التوراة: محمد عبدي ليس بفظ ولا غليظ ولا صخوب في الأسواق. وأضاف الصخب والشحب: الضجة واختلاط الأصوات للخصام، واصطخب القوم وتصاخبوا إذا تصايحوا وتضاربوا، واصطخاب الطير اختلاط أصواتها.
وأورد صاحب التاج مثل هذا وقال: وفي حديث المنافقين.
صخب بالنهار وخشب بالليل أي صياحون فيه متجادلون.
ذاكراً نِعمك: تضم المعاجم القديمة معاني قريبة من المعنى الذي ساقه الشارح وذلك من كلمة (عسم) قال صاحب اللسان: العسوم كسر الخبز اليابس، وعسم يعسم عَسْماً وعسوماً كسب. والعسم الاكتساب، والاعتسام،الاكتساب،والعَسْمي الكسوب على عياله، والعسمي المصلح لأموره .
برحك
رزقت: جاء في اللسان عن لفظ (برح): وبرح الله عنه. أي فرج الله عنه إذن فبرح معجميته بنفس اللفظ والمعنى تقريباً.
والكَرْم: (العِنَب)
حرف الواو هنا ليس واو العطف كما يبدو، وإنما هو جزء من الكلمة (وين). وقد وردت في المعاجم باللفظ والمعنى. قال صاحب اللسان: الوَيْن العنب عن كراع. وقد حكى ابن الأعرابي أنه العنب الأسود، فهو على قول كراع عَرَض، وعلى قول ابن الأعرابي جوهر. قال ابن بري: الوين: العنب الأبيض. عن ثعلب عن ابن الأعرابي، وأنشد: كأنه الوين إذ يحين الوين. وقال ابن خالويه: الوينة الزبيب الأسود. وقال في موضع آخر: الوين العنب الأسود. والظاهر والظهار العنب الرازقي، وهو الأبيض وكذلك المُلاَّجي .
خَمْر: (المزر) عرف عند العرب بالنبيذ. وله ذكر في المراجع اللغوية. قال صاحب اللسان: المزر الأصل، والمزر نبيذ الشعير والحنطة والحبوب. وقيل نبيذ الذرة خاصة. المزر ضرب من الأشربة. وذكر أبو عبيدة: أن ابن عمر قد فسر الاثنين فقال: البتع نبيذ العسل، والجعة نبيذ الشعير، والمزر من الذرة، والسكر من التمر، والخمر من العنب .
لما أن: تزد كلمة كن في المعجمات بمعانٍ متقاربة ومقاربة لمعاني كان يكون كوناً.
سَطَعْتِ:
وردت معان مقاربة في المعاجم لكلمة (شقح). ففي اللسان جاء: وفي الحديث: كان على حيي بن أخطب حلة شقحية (شقيحة) أي حمراء.. الأصمعي إذا تغيرت البُشرة إلى حمرة قيل هذه شقحة، وقد أشقح النخل أزهى، وأشقح البُسْر، وشقّح لون وأحمر وأصفر، وقيل إذا اصفر واحمر فقد أشقح .
وللإبل: جاءت كلمة (رَسَل) باللفظ والمعنى في المعاجم. قال صاحب اللسان: الرَسَل القطيع من كل شيء، والجمع أرسال. والرسل: الإبل، هكذا حكاه أبو عبيد من غير أن يصفها بشيء. قال الأعشى:
يَسْقي رياضاً لها قد أصبحت غَرَضاً
زَوْراً تَجانف عنها القَوْدُ والرَّسَلُ
والرسل: قطيع بعد قطيع. الجوهري:
الرَّسَل بالتحريك القطيع من الإبل والغنم.
قال الراجز:
أقول للذائد خَوِّصْ برَسَل إني أخاف النائبات بالأوَل
وقال لبيد: وقنية كالرسل القماح والجمع الأرسال
قال الراجز:
يا ذَائِدَيْهَا خَوِّصَا بأَرْسَال
ولا تُذاوِداها ذِيادَ الضلال
والرسل: قطيع من الإبل قدر عشر، يرسل بعد قطيع، وأرسلوا إبلهم إلى الماء أرسالا: أي قطعا، واسترسل إذا قال: أرسل إلى الإبل إرسالا .
وقال صاحب التاج: الرَسَل مُحَرّكة: القطيع من كل شيء إرسال هكذا في المحكم، وفي المصباح وتستعمل في الناس. تشبيهاً، قلت: ومنه الحديث: إن الناس دخلوا عليه بعد موته أرسالا يصلون عليه. أي أفواجاً وقزماً متقطعة يتلو بعضهم بعضاً، والرَّسَل الإبل هكذا حكاه أبو عبيدة .
المَرْعَى: اللثم معروف في لغة العرب، وهو التقبيل، وملامسة الشيء. وقد جاءت في المعاجم. بمعانٍ قريبة من هذا الذي أورده شارح القصيدة ومكتشفها، ولم يخطئ اليمنيون في استعمال كلمة لثم بمعنى المراعي، كما ذكر المفسر، إذ تعني أن شفاه الحيوانات تلامس المراعي وتلثمها. وبما أن المرعى يلثم فقد سموه لثماً. قال صاحب التاج: لثم البعير الحجارة بخفيه يلثمها من حد ضرب لثما إذا كسرها كما في الصحاح. قال: ويقال أيضاً: لثمت الحجارة خف البعير إذا أصابته فأدمته .
الوافرة:
قال صاحب التاج: ومن المجاز ورم النبت إذا سمق، أي طال. فهو وارم.. قال الجعدي:
فتمطى زمجري وارم
من ربيع كلما خف هطل
وفي الأساس: شجر وارم أي كثير مجتمع. وأورمت الناقة إذا أورم ضرعها والكلمة مستعملة على ألسنة الناس بمعنى الانتفاخ والزيادة، فيقال بطنه وارمة أوجرحه وارم أو مُوَرِّم أي منتفخ.
وَسَّعْت: كلمة فَسَحَ وفَسَّحَ معروفة ومتداولة بين الناس بنفس المفهوم المشار إليه. وهو الوسع والسعة وإتاحة الفرصة للغير.
فيقال: فَسِّحْ وأَفْسِحْ بمعنى أَتِحْ لغيرك فرصة الجلوس أو الوقوف بجانبك. وجاء في القرآن الكريم قوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا إذا قيل لكم تفسحوا في المجالس فافسحوا يفسح الله لكم} المجادلة. وجاء في اللسان: الفساحة السعة الواسعة، ولعله الساحة الواسعة في الأرض، والسحة السعة، فسح المكان فساحة وتفسح وانفسح وهو فسيح وفسح. وفي حديث علي: اللهم أفسح له منفسحاً في عدلك. أي: أوسع له سعة في دار عدلك يوم القيامة. ومجلس فُسُح على فُعُل وفُسْحُم: واسع وبلد فسيح ومفازة فسيحة، ومنزل فسيح أي واسع. وفي حديث أم زَرْع (وبيتها فُساح) أي واسع. وفَسَحَ له في المجلس يفسح فسحاً وفسوحاً وتفسح: وسع له .
وقال صاحب التاج: الفُسحة بالضم، والفُساحة السعة الواسعة في الأرض. وقد فَسُح المكان ككَرُم فساحة وأفسح ويفسح وانفسح طرفه إذا لم يرده شيء عن بعد النظر، وانفسح صدره انشرح .
والشرع: كلمة (سن والسنة) ومشتقاتهما لا تزال مستعملة بين الناس بنفس المعاني. التي تعني شرع، واجترح. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من سن سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم الدين. وقال صاحب اللسان: وسنة الله: أحكامه وأمره ونهيه. وسنها الله للناس بينها، وسن الله سنة أي بين طريقاً قويماً. قال الله تعالى: (سنة الله في الذين خلوا من قبل)
قال خالد بن عيينة:
فلا تجزعن من سيرة أنت سرتها
فأول راض سنة من يسيرها
وفي التنزيل العزيز: (وما منع الناس أن يؤمنوا إذ جاءهم الهدى ويستغفروا ربهم إلا أن تأتيهم سنة الأولين)
قال نصيب:
كأني سننت الحب أول عاشق
من الناس إذ أحببت من بينهم وحدي
وفي الحديث: (إنما أنسى لأسن،) أي إنما أدفع إلى النسيان لأسوق الناس بالهداية إلى الطريق المستقيم، وأن لهم ما يحتاجون أن يفعلوا إذا عرض لهم النسيان. وقال صاحب التاج: والسنة من الله إذا أطلقت في الشرع، فإنما يراد بها حكمه وأمره ونهيه، مما أمر الله به النبي صلى الله عليه وسلم ونهى عنه وندب إليه قولاً وفعلاً مما لم ينطق به الكتاب العزيز، ولهذا يقال على أدلة الشرع الكتاب والسنة، أي القرآن والحديث. وقال الراعي: سنة النبي طريقته التي كان تحراها. وسنة الله عز وجل قد تقال لطريقة حكمته وطريقة طاعته نحو قوله تعالى: (سنة الله التي قد خلت من قبل) وقوله: (ولن تجد لسنة الله تحويلا) فنبه على أن وجوه الشرائع، وإن اختلفت صورها، فالغرض المقصود منها لا يختلف ولا يتبدل، وهو تطمين النفس وترشيحها للوصول إلى ثواب الله تعالى. القويم: صحح بمعنى الصحيح، وقد فسرها المكتشف (الشارح) بالقويم بينما هي والشرع الصحيح. والمعنى واضح لا يحتاج إلى توضيح، وحتى لو قلنا: قويم فإن المعنى لا يختلف كثيراً.
صحيح: دأم بمعنى دائم، وقد وقع الإرباك في تحديد معاني مواقع الكلمات في البيت، مع أنه واضح، فهو هكذا (والشرع الصحيح دائماً أبقيت.
أبقيت: لا توجد كلمة (هصحح) في المعاجم القديمة، كما أن كلمة (صحح) لا تعطي المعنى الذي ذهب إليه المكتشف. إلا إذا أخذت بمعنى الصحة ضد المرض، فإنها تأتي بالمعنى تماما، أي أبقيت عليه بالصحة والعافية، وقد تكون بمعنى الوصول إلى الحقيقة إذ يقال وصح لدينا كذا وصح الباقي كذا ... إلخ.
وكل وكل: بنفس اللفظ والمعنى.
يحفظ: لم ترد في المعاجم كلمة (يرس) ولكن (رس) والرس البئر، والرس القبر. والأولى تحفظ الماء، والثاني يحفظ الجثث، ورس الهوى في قلبه والسقم في جسمه رساً ورسياً، وأرسَّ: دخل وثبت. ورسُّ الحب ورسيه: بقيته وأثره. ورس الحديث في نفسه يرسه رساً: حدثها به. وبلغني رس من خبر، وذرء من خبر، ورسيس من خبر، وهو الخبر الذي لم يصح، وهم يتراسون الخبر ويترهمسونه أي يسرونه... الرس العلقة أرست الشيء: جعلت له علامة. وقال أبو عمرو: الرسيس: العاقل الفطن. ورس الشيء نسيه لتقادم عهده قال: يا خير من زان سروج الميس
قد رست الحاجات عند قيس
إذ لا يزال مولعاً بليس وفلان يرس الحديث في نفسه، أي يحدث به نفسه، ورس فلان خبر القوم إذا لقيهم، وتعرف أمورهم. قال أبو عبيدة: إنك لترس أمراً ما يلتئم أي تثبت بأمر ما يلتئم، وقيل: كنت أرسه في نفسي أي أعاود ذكره وأردده ولم يرد ابتداءه والرس: البئر المطوية بالحجارة . إذن فالمعاني التي جاءت لكلمة (الرس) ومشتقاتها قريبة جداً من المعنى الذي أورده الشارح (المكتشف) وهو الحفظ.
العهد: وكلمة (عرب) جاءت في المعاجم بمعان كثيرة ومتفاوته في المعنى، وجاء بعضها حول المعنى الذي ذكره المكتشف، ولم تطرقه مباشرة. ولعلها مأخوذة من سمات العربي ومزاياه التي أهمها الوفاء بالعهد والوعد. والشهامة، والشجاعة، والكرم، وإغاثة الملهوف وحماية الجار ... إلخ.
أسعدت: جاء معنى كلمة (فشح) بمعنى انفرج، وهو قريب من معنى الشارح، قال صاحب اللسان: فشح تَفَشَّحَتِ الناقة وانْفَشَحَت تَفَاجَّت قال حسان: إنك لو صاحبتنا مَذِحْتِ وَحَكَّكِ الحِنْوانِ فانْفَشَحْتِ
وروى ثعلب عن ابن الأعرابي: فَشَحَ وفَشَج وفَشَّحَ وفَشَّج إذا فَرَّج ما بين رجليه بالحاء والجيم.
ويضيف الخاء أيضاً والتاء بدلاً عن الشين والعين وهما المستعملان في اليمن فيقال افتسح وافتجح.
وكل: سبقت الإشارة إلى هذا فاللفظ والمعنى واحد.
أحلاف: الكلمة بمعنى إخوة ومؤاخاة وإخاء... إلخ. وهي كلمات قاموسية ومصطلحات شعبية مستعملة على نطاق واسع في اليمن، فكثيراً ما تسمع أن فلاناً أو جماعة فلان أو قرية كذا وبني فلان آخوا بني فلان أو قبيلة كذا، وأنه قد تمت بين القبيلة الفلانة والفلانية الأخرى، أو بين جماعة وجماعة اتفاقية مؤاخاة التي تعني عدم الاعتداء، أو الوصول إلى وفاق بين طرفين متعاديين، أو انضمام مجموعة أو أفراد إلى قبيلة أو جماعة آخرين لطلب الحماية والرعاية. ومن هذا القبيل كل الأحلاف بين القبائل، ويدخل في السياق موضوع مؤاخاة الرسول صلى الله عليه وسلم بين الأنصار والمهاجرين رضي الله عنهم. وقد جاءت في المعاجم هكذا (وآخا الرجل مؤاخاة وإخاء ووخاء. والعامة تقول: واخاه. قال ابن بري: حكى أبو عبيدة في الغريب المصنعة ورواه عن الزيديين آخيت وواخيت وآسيت وواسيت، وآكلت وواكلت، ووجه ذلك من جهة القياس، هو حمل الماضي على المستقبل، إذ كانوا يقولون يواخي بقلب الهمزة واواً على التخفيف. وقيل إن واخاه لغة ضعيفة، وقيل هي بدل. قال ابن سيده: وأرى الوخاء عليها، والاسم الإخوة تقول: بيني وبينه أخوة وإخاء، ويقول: آخيته على مثال فاعلته، قال: ولغة طيء واخيته. تقول: هذا رجل من آخاني بوزني أفعالي أي من إخواني. وما كنت أخا ولقد تآخيت وآخيت، وأَخَوْت تأخو أخوة وتآخيا، على (تفاعلا)، وتأخيت أخاً أي اتخذت أخاً. وفي صفة أبي بكر: لو كنت متخذا خليلاً لاتخذت أبا بكر خليلاً، ولكن أخوة في الإسلام والتآخي اتخاذ الإخوان.
ذقسد: ذي قسد: لا فرق سوى خلو الأولى من حرف الياء، وقد أشرت إلى أن لغة المسند كانت تخلو من حروف المد أو حروف العلة الثلاثة (الواو، والياء، والألف).
أبرمت: جاءت كلمة (هَبَصَ) في المعاجم بمعنى السرعة والعجلة. وهو مقارب للمعنى الوارد من قبل المكتشف (الشارح) بل ربما يكون مرادفاً له أو بديلاً عنه، وقد يكون أوفق. قال صاحب اللسان: هبص من النشاط والعجلة. قال الراجز: ما زال شيبان شديد هبصه حتى أتاهُ قرنه فَوَقَصَه
وهَبَص وهَبَّص هَبْصَاً وَهَبَصَا، فهو هَبِص وهابِص: نشط ونزق، وهبص الكلب يهبص حرص على الصيد وقلق نحوه. وقال اللحياني: فَعَزَّ وَبَزَّ. والمعنيان متقاربان والاسم الهبصي. قال الراجز: فَرَّ وأعطاني رشاء ماصا كذنب الذئب يُعَدَّي الهَبَصَى وهبص يهبص هبصاً مشى عجلاً .
والليالي: الكلمة لا تحتاج إلى التوضيح، إلا أنها قد تكون مفردة، والليلة بدل الليالي، والتاء في لغة المسند واحدة هي المفتوحة.
شظم الغُدْر: جاءت كلمة (شظم) في المعاجم بمعان مختلفة، قد تكون بديلة للكلمة التي أوردها الشارح، فقد جاءت بمعنى الطويل الجسيم، أي أنه يمكن أن تكون هكذا: والليالي الطويلة أو والليلة الظلماء بالصبح أو دائماً أبلجت. جاء في اللسان: الشيظم والشيظمي الطويل الجسيم الفتي من الناس والخيل والإبل، والأنثى شيظمة، قال عنترة:
والخيل تقتحم الغبار عوابسا ما بين شيظمة وأجرد شيظم.
بالإصباح: التفسير هنا ليس حرفياً وإنما بالمعنى البلاغي، أما الحرفي فهو دائم بنفس الحرف والمعنى.
جليت: والمعنى هنا واضح لا لبس فيه، فالإصباح يزيل الظلمة، ويعني انقشاع عتمة الليل وحلول ضياء النهار. وعليه يمكن أن يكون معنى الشعر هكذا: والليالي أو الليلة الظلماء أو الغدراء دائماً جَلَّيْتِ أو أجليت.
وكل من اعتدى: الكلمتات واضحتان لفظاً ومعنى. وقد حول الشارح الاسم(عدو) على فعل (اعتدى) مع أن الشعر يستقيم بالاسم لولا ما بعده فقد فسره بقوله (اعتدى).
عبرن
اعتدى: أخذ المعنى من ترادفات كلمة (عبر) التي تعني تجاوز، فنحن نقول عبر الطريق أو عبر الحدود، أي تجاوز، وتحمل معنى اعتدى.
أهلكت: النوح: مصدر ناح الذي يعني البكاء على الميت بصوت مرتفع. وقد يستعمل مباشرة بمعنى الهلاك. قال صاحب اللسان: ونساء نَوْح وأنواح، ونَّوح وأنواح وناحات، ويقال كنا في مناحة فلان، وناحت المرأة تنوح نوحاً وتنواحاً ومناحاً ونياحة ومناحة، والمناحة والنوح النساء يجتمعن للحزن، قال أبو ذؤيب: فهن عكوف كنوح الكرب قد شف أكبادهن الهوى إذن فالنياحة تعني من ضمن معانيها الهلاك.
وكل: بنفس اللفظ والمعنى، وتعني الجمع أو الجميع.
بطلب الحظ: جاء لفظ (هن) هنا بمعنى الطلب. قال العرب: حَنَّتْ ولات هَنَّتْ، وَأَنَّى لك مَقْرُوع، فأصله الهمز. وتعني لاَتَ هَنَّتْ، أي ليس الأمر حيث ذهبت، قال الأصمعي: لات هنا ذكرى حبيرة أم من جاء منها بطائف الأهوال.
وقال الراعي: نعم لات هنا إن قلبك متيح وقال العجاج: وكانت الحياة حين حبت وذكرها هنت ولات هنت والهن: العطية، والاسم الهنئ بالكسر، وهو العطاء وفي المثل: إنما سميت هانئاً لتهنئ ولتهنأ أي لتعطي، قال ابن الأعرابي: تهنأ فلان إذا كثر عطاؤه، مأخوذ من الهنء، وهو العطاء الكثير. وفي الحديث أنه قال لأبي الهيثم ابن التيهان: لا أرى لك هانئاً هنأت الرجل أهنؤه هنأ إذا أعطيته. وهنأت القوم إذا علتهم وكفيتهم وأعطيتهم. ويقال: استهنأ فلانٌ بني فلان فلم يهنؤوه، أي سألهم فلم يُعطوه، وقال عروة بن الورد: ومستهنئ زيد أبوه فلم أجد له مدفعاً فاقني حياءك واصبري
إذن فهنئ قد جاءت بمعنى (الطلب ولطلب)، أما الحظ فإنه اللفظ المتداول والمعروف بين الناس. فالكلمتان قديمتان حديثتان في نفس الوقت.
مالا: أملك تعني الملك، والملك يعني الثروة، قال الله تعالى: (أم لهم نصيب من الملك فإذا لا يؤتون الناس نقيرا) النساء:53
وقال تعالى: (رب قد اتيتني من الملك وعلمتني من تأويل الأحاديث)[يوسف:101]. وقال: (قا رب اغفر لي وهب لي ملكا لا ينبغي لأحد من بعدي إنك أنت الوهاب) ص:35
إذن فالملك تعني المال والجاه ... إلخ. والملك احتواء الشيء والقدرة على الاستبداد به.
كسبت: الربح هو النماء والزيادة والكسب الحلال. قال ابن منظور: الربح والرِّبح والرِّباح النماء في التجر. وربح في تجارته يربح ربحاً وربحاً ورباحاً أي استشف. والعرب تقول للرجل إذا دخل في التجارة: بالرباح والسماح. وقال الأزهري: ربح فلان ورابحته. وهذا بيع مربح إذا كان يربح فيه، والعرب تقول: ربحت تجارته إذا ربح صاحبها فيها، وتجارة رابحة يربح فيها.
وأك رضي: لم ترد هذه الكلمة في المعاجم، ولا (أك) إلا بمعانٍ مختلفة محصورة في الشدة والضيق والزحام، ولم يرد معنى (رضي) إلا إذا كانت بمعنى رضي بما قضي له أو مفعم قلبه بالقناعة.
من تعثر: وجاءت كلمة (عكد) بمعانٍِ معينة، من ضمنها العصعص وجحر الضب. قال صاحب التاج: استعكد الماء اجتمع، ويروى بيت امرئ القيس:
ترى الفأر في مستعكد الماء لاحباً
على جدد الصحراء من شد ملهب
وعكدك هذا الأمر وحبابك وشبابك ومجهودك ومعكودك أن تفعل كذا، معناه كله: غايتك وآخر أمرك أي قصاراك. أنشد ابن الأعرابي: سنصلي بها القوم الذين اصطلوا بها وإلا فمعكود لنا أم جندب ثم فسره فقال: معكود لنا أي قصارى أمرنا وآخره أن نظلم فنقتل غير قاتلنا، وأم جندب الغدر والداهية وقد تكون بمعنى عقد وتعقد.
حظه: لم نعثر على لفظ (أرأ) في المعجمات المتوفرة لدينا، وهي من الكلمات التي ضيعها واضعو المعاجم.
بما قسمت: (فقحك - فقح) بينا معناها في رقم 16 وهي كلمة مستعملة إلى يومنا هذا، وتعني عزل شيء من شيء، أو أي شيء فصل جزء من كل، فيقال فقح من الدهنة ومن الطعام.
ومن وفي: يقول بعض النحاة: إن حروف الجرينوب بعضها عن بعض، ولعل هذا مثال على ذلك. وهنا لا توجد مشكلة بتبديل حرف (من) بحرف (في) من أجل سلاسة الشعر واستقامة المعنى.
الشعيب: بنفس اللفظ والمعنى مع إضافة لام التعريف في اللفظ الحديث، وقد جاء في لغة المسند متأخراً كما أشرنا إلى هذا عند استعراض نقش قرية (الفاو) الذي اكتشف مؤخراً من قبل بعثة (سعودية) ولكن الذي قام بتفسير النص لم يوفق. الأمر الذي دفع مطهر الإرياني إلى أن يقوم بالمهمة إذ وجد الألف واللام، وقد اقتحما الكتابة المسندية، مما يؤيد ما ذهبنا إليه من أن لغة القرآن ما هي إلا اللغة المتينة المطورة والمشتقة، أو على الأصح الممتدة من لغة المسند، وليست كما ذهب البعض من أصول نبطية !!! والشعيب: تصغير شعب، وهو الوادي الصغير المليء بالأحراش. وهو متداول ومعروف الآن في اليمن وعلى نطاق واسع. وقد يكون الشعب غير ذي أحراش.
الخصب: لا يوجد لفظ بهذا المعنى في المرجعين اللغويين الكبيرين، بينما هي عربية يمنية، من الكلمات التي لم يعرفها واضعو المعاجم!
أزجيت: كلمة (لَجَحَ) لها معان كثيرة، بعضها مقارب للمعنى الذي جاء به الشارح ففي التاج: اللجح بالضم بالجيم مثل الحاء. شيء يكون في أسفل البئر والجبل كأنه نقب، وشيء يكون في أسفل الوادي كالدحل.
وقال مطهر الإرياني: (ل ج ح) اللاجح بفتح، فألف لينة فكسر، من الأماكن، هو الذروة أو المكان المتواري، الذي يحميه ركن أو نيف من هبوب الرياح، ويصلح للجلوس بعيداً عن مهبات الرياح، يقول: تعال نقعد في هذا المكان اللاجح، الذي تلجح عليه هذه الصخرة فتقيه هبات الرياح. والفعل لجح بصفة عامة تعني حمى ووقى وستر. يقال: لجح عليه ولجح.
بئر: الجب هو البئر في لغة العرب، وقد وردت في القرآن الكريم باللفظ والمعنى: قال تعالى: (قال قائل منهم لا تقتلوا يوسف وألقوه في غيابة الجب يلتقطه بعض السيارة)يوسف:10
وقال صاحب التاج: الجب بالضم البئر مذكر أو البئر الكثيرة الماء البعيدة القعر،أو هي الجيدة الموضع من الكلأ أو هي التي لم تطو ولا تكون جباً حتى تكون مما وجد، ، لا مما حفره الناس. ج أجباب وجباب بالكسر وجببة كقردة.. وقال الليث: الجب البئر الغير البعيدة، وعن الفراء. بئر مجببة الجوف إذا كان في وسطها أوسع شيء منها مقببة. وقالت الكلابية: الجب القليب الواسعة السحيقة.
يذكر: اسم مكان
حتى الجمام: (كلن) تعني كله، وكانوا يستعملون النون بدلاً عن التنوين. وهي تعني ما ذهب إليه الشارح، أي ملأت البئر كله أو كلها.
ملأت: وردت ميح في المعاجم بنفس المعنى واللفظ. قال صاحب اللسان: الميح أن يدخل البئر فيملأ الدلو، وذلك إذا قل ماؤها، ورجل مائح من قوم ماحة. الأزهري عن الليث: الميح في الاستقاء أن ينزل الرجل إلى قرار البئر إذا قل ماؤها فملأ الدلو بيده. يميح فيها بيده ويميح أصحابه، والجمع ماحة. وفي حديث جابر: أنهم وردوا بئراً ذمة، أي قليلاً ماؤها، قال فنزلنا فيها سنة ماحة. وأنشد أبو عبيدة: يا أيها المائح دلوي دونكا. ونذكر هنا كلمة (ماتح) بالتاء قبل الحاء والتي تعني نفس معنى (مائح) بالهمزة، فهل جاءت كرديف دونما قصد؟ أم جاءت نظراً لتقارب اللفظين في النطق؟ أم أن واضعي المعاجم ظنوا الهمزة تاء؟ ! هذا ما يمكن أن يكون على أنه قد يكون التقارب في اللفظ تقارباً في المعنى.
الحمد يا خير: بنفس اللفظ والمعنى، فالكلمتان واضحتان، وقد أضيف الألف إلى (حمدن) وحذفت النون لأنها بدل عن التنوين.
على نعمائك:عسى تجري مجرى لعل.
تقول: عسيت وعسيتما وعسيتم، وعست المرأة وعستا وعسين، يتكلم بها على فعل ماض وأميت ما سواه من وجوه فعله، لا يقال يعسى ولا مفعول له ولا فاعل. وعسى في القرآن من الله جل ثناؤه واجب، وهو من العباد ظن، كقوله تعالى: (عسى الله أن يأتي بالفتح) وقد أتى الله به. ظني بهم كعسى وهم بتنوفة يتنازعون جوائز الأمثال إذن فالمعنى الوارد في المعاجم بعيد عن المعنى الذي أورده الشارح، على أنها قد تكون (عساك) والمعنى العام للبيت: حمداً لك يا خير عساك ترضى.
قدرت: جاء في التاج: أتاحه الله تعالى هيأه، وأتاح الله له خيراً وشراً، وأتاحه له قدره، وتاح له الأمر قدر عليه. قال الليث: يقال وقع في مهلكة فتاح له رجل فأنقذه، وأتاح الله له من ينقذه. وفي الحديث (فبي حلفت لأتيحنهم فتنة تدع الحليم منهم حيرانا) فأتيح له الشيء أي قدر أو هيئ. قال الهذلي: أتيح لها قيد وذو حسيف إذا سامت على الملفات ساما.
وعدك: لم ترد في المراجع المتوافرة معان متقاربة لمعنى الشارح من لفظ (نشم) وإنما جاءت معان مختلفة. وترد في اللهجات المتداولة بمعنى مدح، وكل له الوصف الحسن.
الذي: لا يوجد لفظ (هندأم) أو (ندأم) بنفس المعنى في المعاجم القديمة.
سبقت الإشارة إلى لفظ (وأك) برقم.
أصلحت: بنفس اللفظ والمعنى، وحلت التاء محل الكاف، واستعمال الكاف لغة لا تزال مستعملة في بعض المناطق الوسطى إلى يومنا هذا.
أعنتنا: لم يرد هذا اللفظ الطويل ولا بعض أجزائه، مثل (هرد) أو (ردأ) أو (أكن) أو (كن) بمعنى قريب من المعنى الذي أورده الشارح، كما أنه لم يتبين أهو لفظ مركب من كلمتين أم أنه كلمة واحدة !!
يا شمس: بنفس اللفظ والمعنى مع إضافة ياء النداء.
إن أنت: سبق توضيح معنى اللفظ (وأك) برقم (78و95).
أمطرت: وردت معان كثيرة لكلمة (نضح) في المعاجم، منها المعنى الذي أورده الشارح قال صاحب اللسان: والنضحات. الشيء اليسير المتفرق. قال شمر: وقد قالوا في نضح المطر بالحاء والخاء، والناضح: المطر: وقد نضحتنا السماء. والنضح أمثل من الطل: وهو قطر بين . قال: ويقال لكل شيء يتحلب من ماء وعرق أو بول ينضح. وأنشد: ينضحن في حافاته بالأبوال.
نتضرع: جاء في التاج: أبهل من المال القليل، والبهل اللعن. والابتهال التضرع والاجتهاد في الدعاء وإخلاصه، كاجتهاد المبتهلين، وهو مجاز نقله الزمخشري. ومنه قوله تعالى: {ثم نبتهل}أي نخلص في الدعاء ونجتهد.
عد فحتى: لم يرد نفس المعنى في المراجع المتوافرة.
الناس: لم أعثر على الكلمة بهذا المعنى في المراجع المتوافرة.
ضحيت: كذلك لم نعثر على المعنى المشار إليه من كلمة شحك أما مشحك فليس لها وجود في المعاجم. وقال صاحب التاج: المشح لغة في المهملة. الفصل الرابع كلمات القصيدة ومعانيها عند الشارح والمكتشف وفي المعاجم جدول يبين الكلمات الواردة في النقش (القصيدة ومعانيها)
الكلمة
معناها عند الشارح
معناها في المعاجم
ملاحظات
1 نشترن/ نستجير لا يوجد
من الألفاظ التي أهملها واضعو المعجمات القديمة.
2 خير يا خير بنفس اللفظ والمعنى مع إضافة ياء النداء
3 كمْهذ/ يحدث لا يوجد من الألفاظ العربية اليمنية التي أهملتها المعاجم القديمة.
4 هقحك/ صنعت لا يوجد من الألفاظ العربية اليمنية التي أهملتها المعاجم القديمة.
5 بصيد بموسم بموسم صيد بنفس اللفظ والمعنى مع بعض التعديل.
6 خنون خنوان/ بنفس اللفظ والمعنى اسم مكان وأضيف الألف لأن اللغة القديمة لم تكن تستعمل حروف المد.
7 مأت مائة/ بنفس اللفظ والمعنى مع بعض التعديل اللفظي.
8 نسحك/ سفحت بنفس اللفظ والمعنى
استعمل كاف المخاطب بدلاً عن التاء.
9 وقرنو/ ورأس قبيلة بنفس اللفظ والمعنى القرن سيد القوم أو رأس القبيلة.
10 شعب قبيلة/ بنفس اللفظ والمعنى كانوا يطلقون على القبيلة كلمة شعب.
11 نقسد/ ذي قسد بنفس اللفظ والمعنى مع إضافة الياء لأنهم لم يكونوا ينطقونها.
12 قسحك/ رفعت بنفس اللفظ والمعنى قسح بمعنى الانتعاض.
13 ولب وصدر/ بنفس اللفظ والمعنى اللب موضع القلادة من الصدر واللبب ما يربط به الصدر.
14 علهن/ علهان
بنفس اللفظ والمعنى اسم علم أضيف إليه الألف لعدم استعماله في اللغة العربية القديمة.
15 ذيحر ذي يحر/ بنفس اللفظ والمعنى قد يكون ذي يحر أصبح من يحير لأن هناك أسرا تحمله إلى اليوم. وهو اسم أو قبيلة صغيرة.
16 فقحك/ شرحت بنفس اللفظ والمعنى
جاءت بمعنى الرشد والهداية والتفتح.
17 وعيلت/ والفقراء قريب من معنى الشارح
وردت في القرآن الكريم بمعنى الفقير ووجدك عائلاً فأغنى.
في المآدب
باللفظ والمعنى أو مع بعض التعديل
في الحديث: إن هذا القرآن مأدبة الله في الأرض فتعلموا من مأدبته.
19 صُلَع/ الخبز
وردت باللفظ والمعنى مع بعض التعديل في اللفظ
الصلع- الخبز المشوي على النار مباشرة وعادة يكون بدون خميرة وقد شوي في التنور 20 فذحك أطعمك/ تستخدم على ألسنة الناس في اليمن إلى يومنا هذا
فذح بمعنى بدأ بأكل المقبلات والأشياء الخفيفة وتطلق على من يخزن بالقات مبكراً على مهل
21 وعين والعين
في اللهجة اليمنية معنى مقارب لمعنى الشارح
المقصود معين الماء وقد أضيفت الألف واللام 22 مشقر من أعلى/ بنفس اللفظ والمعنى
المشقر هو ما يعلو الرأس أو البناء.
23 هنبحر
الوادي غير معجمية المعنى ولكنها متداولة بنفس المعنى
قاموسية ومستعملة على نطاق واسع
24 وصحك/ أجريت
من (بحر) باللفظ والمعنى إلا إذا كان من صححت.
25 ومن وفي/ لا يوجد لفظ بنفس المعنى
الحروف ينوب بعضها عن بعض كما يقول النحاة.
26 ضرم الحرب
إبدال حرف من بحرف في واضطرم غضب وهاج الشر واشتعلت الحرب
27 وندأ والشدة/ وردت لفظاً ومعنى وهذا لا يعني أنها غير عربية 28 هلسحك/ قويت غير واردة سلحه بمعنى زوده بالسلاح أي قواه
29 ومهسع/ ومن متداولة وغير متداولة ولكنها عربية يمنية حميمة
30 يخن/ يحكم
ليست الكلمة قاموسية متداولة بنفس اللفظ والمعنى الوارد من الشارح إلا إذا أخذت
ربما أخذت معناها من الحكم باعتبار أن من يحكم يخن الأمانة
31 أحجي/ بالباطل
جاءت بمعنى الحرص والفرح جاءت بمعنى ضنين ومولع بالشيء
32 كشحك/ نحفت
الكشح الخصر ومعنى العدو الذي يميل كشحه عنك ومعنى مرضاً يصيب الكشح
الكاشح العدو والمتولي عنك بوده والكشح داء يصيب الكشح
33 ونوي وغدير
هي من الكلمات اليمنية القديمة وليست قاموسية
هي عربية يمنية قديمة من الألفاظ المتروكة
34 تفض/ تفض
ورد المعنى في الملاحظات
اسم مكان أو اسم الغدير وقد أضيف حرف المد
35 ذكن لما نقض
وارد في الملاحظات
من المفردات التي أضاعها واضعو المعاجم
36 ربحك/ زيدت
الكلمة معجمية بنفس المعنى
الربح هو الزيادة والنماء.
37 وصرف لبان الصرف اللبن ساعة حلب وصرف عن الضرع فإذا سكنت رغوته فهو الصريح


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.