السعودية تكشف مدى تضررها من هجمات الحوثيين في البحر الأحمر    ريمة سَّكاب اليمن !    الأحلاف القبلية في محافظة شبوة    الشيخ هاني بن بريك يعدد عشرة أخطاء قاتلة لتنظيم إخوان المسلمين    السعودية تعيد مراجعة مشاريعها الاقتصادية "بعيدا عن الغرور"    في ذكرى رحيل الاسطورة نبراس الصحافة والقلم "عادل الأعسم"    نداء إلى محافظ شبوة.. وثقوا الأرضية المتنازع عليها لمستشفى عتق    حزب الرابطة أول من دعا إلى جنوب عربي فيدرالي عام 1956 (بيان)    طلاب جامعة حضرموت يرفعون الرايات الحمراء: ثورة على الظلم أم مجرد صرخة احتجاج؟    باريس سان جرمان بطلا للدوري الفرنسي    كيف يزيد رزقك ويطول عمرك وتختفي كل مشاكلك؟.. ب8 أعمال وآية قرآنية    جماعة الحوثي تعلن حالة الطوارئ في جامعة إب وحينما حضر العمداء ومدراء الكليات كانت الصدمة!    النضال مستمر: قيادي بالانتقالي يؤكد على مواجهة التحديات    عودة الحوثيين إلى الجنوب: خبير عسكري يحذر من "طريق سالكة"    أسئلة مثيرة في اختبارات جامعة صنعاء.. والطلاب يغادرون قاعات الامتحان    "جيل الموت" يُحضّر في مراكز الحوثيين: صرخة نجاة من وكيل حقوق الإنسان!    كيف حافظ الحوثيون على نفوذهم؟..كاتب صحفي يجيب    الدوري الانكليزي الممتاز: مانشستر سيتي يواصل ثباته نحو اللقب    هيئة عمليات التجارة البريطانية تؤكد وقوع حادث قبالة سواحل المهرة    يوميا .. إفراغ 14 مليون لتر إشعاعات نووية ومسرطنة في حضرموت    الوزير الزعوري يطّلع على الدراسة التنموية التي أعدها معهد العمران لأرخبيل سقطرى    كل 13 دقيقة يموت طفل.. تقارير أممية: تفشٍّ كارثي لأمراض الأطفال في اليمن    طوارئ مارب تقر عدداً من الإجراءات لمواجهة كوارث السيول وتفشي الأمراض    بايرن ميونيخ يسعى للتعاقد مع كايل ووكر    البنك الإسلامي للتنمية يخصص نحو 418 مليون دولار لتمويل مشاريع تنموية جديدة في الدول الأعضاء    ميسي يقود إنتر ميامي للفوز على نيو إنجلاند برباعية في الدوري الأمريكي    الدوري الانكليزي الممتاز: ارسنال يطيح بتوتنهام ويعزز صدارته    اشتراكي الضالع ينعي رحيل المناضل محمد سعيد الجماعي مميز    العليمي يؤكد دعم جهود السعودية والمبعوث الأممي لإطلاق عملية سياسية شاملة في اليمن    من هنا تبدأ الحكاية: البحث عن الخلافة تحت عباءة الدين    - نورا الفرح مذيعة قناة اليمن اليوم بصنعاء التي ابكت ضيوفها    الشبكة اليمنية تدين استمرار استهداف المليشيا للمدنيين في تعز وتدعو لردعها وإدانة جرائمها    قضية اليمن واحدة والوجع في الرأس    بالصور.. محمد صلاح ينفجر في وجه كلوب    مئات المستوطنين والمتطرفين يقتحمون باحات الأقصى    وفاة فنان عربي شهير.. رحل بطل ''أسد الجزيرة''    أسعار صرف العملات الأجنبية أمام الريال اليمني    ضبط شحنة أدوية ممنوعة شرقي اليمن وإنقاذ البلاد من كارثة    مجهولون يشعلون النيران في أكبر جمعية تعاونية لتسويق المحاصيل الزراعية خارج اليمن    تضامن حضرموت يحسم الصراع ويبلغ المربع الذهبي لبطولة كرة السلة لأندية حضرموت    شرطة أمريكا تواجه احتجاجات دعم غزة بسلاح الاعتقالات    فريدمان أولا أمن إسرائيل والباقي تفاصيل    دعاء يغفر الذنوب لو كانت كالجبال.. ردده الآن وافتح صفحة جديدة مع الله    اليمنية تنفي شراء طائرات جديدة من الإمارات وتؤكد سعيها لتطوير أسطولها    وصول أول دفعة من الفرق الطبية السعودية للمخيم التطوعي بمستشفى الأمير محمد بن سلمان في عدن (فيديو)    القات: عدو صامت يُحصد أرواح اليمنيين!    وزارة الحج والعمرة السعودية تحذر من شركات الحج الوهمية وتؤكد أنه لا حج إلا بتأشيرة حج    «كاك بنك» يدشن برنامج تدريبي في إعداد الخطة التشغيلية لقياداته الإدارية    الذهب يتجه لتسجيل أول خسارة أسبوعية في 6 أسابيع    الزنداني لم يكن حاله حال نفسه من المسجد إلى بيته، الزنداني تاريخ أسود بقهر الرجال    «كاك بنك» يشارك في اليوم العربي للشمول المالي 2024    أكاديمي سعودي يلعنهم ويعدد جرائم الاخوان المخترقين لمنظومة التعليم السعودي    من كتب يلُبج.. قاعدة تعامل حكام صنعاء مع قادة الفكر الجنوبي ومثقفيه    نقابة مستوردي وتجار الأدوية تحذر من نفاذ الأدوية من السوق الدوائي مع عودة وباء كوليرا    الشاعر باحارثة يشارك في مهرجان الوطن العربي للإبداع الثقافي الدولي بسلطنة عمان    - أقرأ كيف يقارع حسين العماد بشعره الظلم والفساد ويحوله لوقود من الجمر والدموع،فاق العشرات من التقارير والتحقيقات الصحفية في كشفها    لحظة يازمن    لا بكاء ينفع ولا شكوى تفيد    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



المؤجر والمستأجر.. علاقة القط بالفأر
نشر في الجمهورية يوم 17 - 01 - 2007

مستأجرون مطلوب القبض عليهم..وإيجار أشبه بالزواج على الطريقة التقليدية
زيادة في عدد السكان..وقلة في عدد المشاريع السكنية والنتيجة جشع لاحدود له
المسألة متعلقة بالوعي والضمير..والدعوة للتراحم والتكافل لاتزال قائمة
- استطلاع/خالد حسان علي ..
العلاقة بين المؤجر والمستأجر مثل العلاقة بين القط والفأر بل ويصدق فيها بيت الشعر القائل: يعطيك من طرف اللسان حلاوة ويروغ منك كما يروغ الثعلب
ذلك هو المؤجر الذي لايفرق كثيراً عن أي ديكتاتور معروف أو مشهور..وبالمقابل يظهر المستأجر بمظهر الحمل الوديع المغلوب على أمره لكنه كثيراً ما يخفي في أعماقه غيظاً يصل إلى درجة الحقد على ذلك المؤجر المتغطرس الذي لاتعني له العلاقات الإنسانية غير حفنة من المال يقبضها كل أول شهر كإيجار..فمن أين تبدأ المشكلة؟وإلى أين تنتهي؟ وكيف يمكن الخروج من هكذا وضع طالما وأن الحياة صارت تأخذ أكثر مما تعطي ولم يعد بمقدور أحد التملص من التزامات الحياة أو محاولة السباحة عكس التيار؟
من منزل العائلة إلى بدروم
تبدأ المشكلة عند بداية التفكير بتكوين أسرة أو بترك منزل العائلة اثر خلاف ينشب عادة بين أفرادها فيكون البحث عن مسكن ملائم هو الحل لكنه لايلبث أن يشكل وجهاً آخر لمشكلة جديدة سرعان ما تبدأ في التعبير عن نفسها وبقوة...هذا هو محمد أحمد صالح «موظف حكومي» له أكثر من ثلاثة أسابيع وهو يتنقل من حارة إلى أخرى بحثاً عن منزل يملأ العين وكل مايشغل باله هو الحصول على شقة مكونة من ثلاث غرف مع مطبخ وحمام...محمد الذي بدا متفائلاً أول الأمر وهو يتفاوض مع اصحاب المكاتب العقارية والدلالين حول الاشتراطات المطلوبة في شقة العمر وضرورة أن تكون كذا وكذا وجد نفسه وهو المطرود من منزل والده مع زوجته وأولاده مضطراً إلى ترك كل تلك الآمال والاشتراطات والقبول بالسكن ولو في البدروم بعد أن تأكد له أن سعر الشقة التي كان يحلم بها هو فوق قدرته ومعاشه المحدود...يقول محمد:لم أكن أعلم أن الشقق ارتفع إيجارها إلى هذا الحد والأدهى من ذلك أن مواصفاتها هي في الغالب دون المستوى المطلوب..يبدو أن منزل العائلة كان أرحم من هذا كله..لكن ماباليد حيلة لقد حدث ماحدث وانتهى الأمر.
أشبه بالزواج التقليدي
أبوعبدالرحمن رجل في الخمسينيات من العمر..وقور وتبدو عليه علامات الطيبة والوفاء..التقيناه صدفة في احد المكاتب العقارية وكانت فرصة مناسبة ليحكي لنا عن قصصه مع عالم الإيجارات والمستأجرين..يقول أبوعبدالرحمن: إستئجار أي منزل يشبه إلى حد كبير الزواج على الطريقة التقليدية فأحياناً يرزقك الله بمؤجر طيب ومتفاهم وأحياناً بصاحب بيت لايشم ولايطعم يعني أنت وحظك..ويضيف: أعتقد أن الطمع هو الذي يعمي البصائر والأبصار ويدفع بصاحب البيت إلى تنغيص وتكدير حياة المستأجر ففي ذات مرة كنت مستأجراً من أحد عقال الحارات وعلى الرغم من أنني كنت أعطيه الإيجار المتفق عليه كل أول شهر إلا أنه كان لايترك فرصة إلا ويهددني بالطرد وكثيراً ماكان يمن عليّ بأنه قد جاءه من يريد استئجار الشقة وبسعر أعلى وفي ذات يوم فوجئت به وهو يطرق علي باب الشقة في السادسة صباحاً ليعلمني بأن هناك مستأجراً آخر قد دفع له العربون وطلب مني إخلاء الشقة في ظرف يومين وحين رفضت ذلك وذهبت معه إلى قسم الشرطة فوجئت به ثانية يتقول عليّ الأقاويل ويدعي عليّ بأشياء اختلقها من تلقاء نفسه طمعاً في تأجير الشقة لمن يدفع أكثر..ومع أن الحق كان إلى جانبي إلا أنني رأيت أنه من الأفضل لي البحث عن سكن آخر هرباً من جشع وكيد صاحب البيت.
مطلوب القبض عليه
نفس هذا الأمر يؤكده الأخ/ مروان الشرجبي إذ يرى أن البحث عن صاحب المنزل يجب أن يسبق البحث عن المنزل ذاته فهو يؤمن أشد الإيمان بالقول المعروف «الجار قبل الدار» كما أنه هو الآخر قد ذاق الأمرين من المؤجرين الذين سبق له التعامل وهو حريص هذه المرة على أن يستأجر من شخص طيب يخاف الله ويتعامل بذوق واحترام..مروان الذي يقول أنه لم يكن يقصر في أي شيء يؤكد أن كل من سبق له التعامل معهم من أصحاب المنازل والشقق كانوا على شاكلة واحدة وكل منهم كان يقيم الدنيا ولايقعدها إذا ماتأخر الإيجار يوم أو يومين.
ويروي أنه ذات مرة استدعته الظروف إلى أن يسافر فجأة إلى القرية وصادف أن كان سفره آخر الشهر وحين وجده صاحب المنزل غير متواجد في الشقة ذهب إلى قسم الشرطة وقدم فيه بلاغاً اتهمه فيه أنه متهرب من دفع الإيجار ويخطط لإخلاء المنزل عبر نقل الأثاث والمحتويات ليلاً ودون علم المالك...ويحكي أنه حال عودته لم يكن يعلم بما جرى بل إنه حضر وفي يده الإيجار ليسلمه للمالك وحين وصل إلى الحارة وهم بدخول الشقة اكتشف ماجرى حين وجد صاحب البيت وقد وضع قفلاً على الباب وسمع صيحات تتعالى من هنا وهناك طالبة من المؤجر سرعة الحضور لمنعه من كسر القفل أو محاولة نقل الأثاث إلى خارج الشقة بحسب ماروج له المالك..
البحث عن الأمان
«أم وائل» التي تحفظت بداية عن الحديث مالبثت أن انفجرت بعد ذلك بعبارات الغضب والاستياء من أصحاب الأملاك مؤكدة أنها وأمثالها ضحايا لأناس ليس في قلوبهم رحمة، فالشقة التي تسكن فيها مع بناتها الثلاث وزوجة ابنها الوحيد مكونة من غرفتين فقط مع مطبخ صغير وحمام ضيق جداً ورغم ذلك فهي تدفع شهرياً 12ألف ريال كإيجار لشقة لاتصلح أن تكون زريبة للحيوانات هذا طبعاً إلى جانب ما تتحمله هي وافراد أسرتها من زنط ونخط من قبل صاحب البيت الذي لايتورع عن تهديدها ومضايقتها مع بناتها مما دفعها للبحث عن شقة جديدة ولو بنفس السعر مع فارق أن تكون أوسع من سابقتها وصاحبها إنسان محتشم ومحافظ على علاقات جيدة مع الجيران فهي كما تؤكد لم تقصر من حيث الالتزام بتسديد الإيجار أولاً بأول بجانب الحفاظ على سلامة ونظافة البيت وبالمقابل فهي تتطلع إلى أن يعاملها المالك بنفس الطريقة فلا يزعجها كما كان يفعل غيره ولايهددها برمي حاجياتها في الشارع لأتفه الأسباب.
الظروف الاقتصادية هي السبب
من المسئول إذاً عن توتير العلاقة بين المؤجر من جهة والمستأجر من جهة ثانية..هل هو المؤجر كما سبق ؟أم هو المستأجر؟أم كليهما؟أم هي ظروف خارجة عن إرادة الطرفين؟...يقول الأخ محسن العماد «صاحب مكتب للعقارات»: إن ارتفاع الأسعار لكافة السلع والخدمات واتساع نطاق البطالة والفقر في المجتمع هو السبب الرئيسي في وصول الأمر إلى ماهو عليه الآن فالكثير من الأسر لاتجد من الإمكانيات المادية مايعينها على العيش إلاً بصعوبة شديدة ناهيك عن أن أصحاب الشقق والعمارات في الغالب هم أناس يبحثون عن زيادة في الدخل للوفاء بالتزاماتهم أو لتوسيع نطاق عقاراتهم وممتلكاتهم وهو أمر يدفعهم إلى رفع سقف الإيجار لانعدام أو ضعف الرقابة من ناحية ولقلة المشاريع والمدن السكنية من ناحية أخرى..فسوق العقارات بحاجة إلى بناء الكثير والكثير من المشاريع والمدن السكنية لمواكبة الزيادة العالية والارتفاع الكبير في عدد السكان وفي إعداد الوافدين من القرى إلى داخل المدن سواءً للدراسة أو للعمل أو غيره فالمؤجر إذاً شخص يجد بدل المستأجر الواحد عشرة من هؤلاء العشرة من هو مستعد لدفع ايجار أكبر من تلقاء نفسه رغبة في الحصول على السكن المناسب وبخاصة إذا كان من أصحاب الدخل الجيد أو كان موظف ولديه مصادر دخل أخرى.
الحاجة إلى مشاريع ومدن سكنية
لماذا إذاً لايتم التوسع في إنشاء المشاريع والمدن السكنية لمواجهة الطلب المتزايد على سوق العقارات؟حول هذا الموضوع يتحدث الأخ/محمد اليافعي «مقاول» فيؤكد أن ارتفاع أسعار المواد المتعلقة بالبناء كالحديد والاسمنت وغيرها وارتفاع أسعار الأراضي الصالحة لمشاريع من هذا النوع يجعل الكثير من أصحاب رؤوس الأموال يحجمون عن الاستثمار في هذا المجال حيث أن هناك استثمارات قائمة وفي مختلف المدن اليمنية لكنها وتحديداً في المدن الرئيسية لاتكفي لمواجهة الزيادة القائمة في الطلب على الشقق والمنازل بغرض السكن حيث أن هناك أيضاً حركة إيجارات تعمل على زيادة تفاقم حجم المشكلة من خلال مايتم استئجاره من شقق وعمارات يتم استخدامها كمكاتب وعيادات ومستوصفات ومراكز تجارية وغيرها وهو شيء مشجع لأصحاب العمارات والشقق لكنه على العكس من ذلك بالنسبة للموظفين والمواطنين الذين يبحثون عن شقق مناسبة للسكن.. ويضيف الأخ محمد بأنه يجب على الجهات المعنية والبنوك التجارية وشركات ومؤسسات الاستثمار إيلاء هذا الجانب أهمية كبيرة والعمل على التوسع في اعداد وتنفيذ المشاريع السكنية التي تلبي حاجة الطبقة الوسطى ومحدودي الدخل لأنهم أكثر حاجة إلى الحصول على منازل وشقق عن طريق التمليك أو عن طريق الإيجار..
يجب تطبيق القانون
مادام الأمر على هذا النحو من الضروري إذاً العمل على ابقاء العلاقة القائمة بين المؤجر والمستأجر على حالة من الهدوء والاحترام المتبادل وضمان حقوق كلا الطرفين وهذا مايحرص عليه قانون تنظيم العلاقة بين المؤجر والمستأجر والذي طال انتظاره لسنوات عديدة لكن المشكلة لاتكمن في القانون ذاته بحسب الأخ أكرم الحاج «محامي» ولكن في تطبيق القانون واحترام أولاً من قبل المؤجرين وأصحاب الأملاك والعقارات..فحتى هذه اللحظة ربما لايزال التعامل قائماً بحسب ماتم التعارف عليه من قواعد وأعراف قد لاتكون في صالح المستأجر إلا في نطاق ضيق ولذلك يتوجب على الجهات المعنية والمجالس المحلية العمل لتطبيق وتفعيل القانون لما من شأنه تحقيق المصالح المرجوة لكل من المؤجر والمستأجر وليس المستأجر فقط لكن المستأجر قد يكون هو الطرف المستفيد أكثر من الآخر لأنه الجانب الأضعف في المسألة فليس كل مستأجر قادر على مسايرة طمع وجشع المؤجرين أو الصمود في وجه وعيدهم وتهديدهم المستمر وهو مايعني في النهاية توفير أرضية من الاحترام والمصلحة المتبادلة تضمن للجميع العيش المشترك وفق قاعدة «لاضرر ولاضرار» وبخاصة إذا عرفنا أن أقسام الشرطة تمتلئ بالقضايا التي ترد إليها يومياً حول ماينشب من خلافات بين المؤجرين والمستأجرين أحياناً على أمور هامة وأحايين كثيرة على أسباب تافهة وترهات لاتصلح لأن تكون مجالاً للخلاف أوحتي للتقاضي.
ليس عيباً
بقي أن نعرف موقف المؤجرين أنفسهم ورؤيتهم حيال هذا الأمر فهاهو الحاج طارش نعمان يؤكد بأن الكلام الذي يدور حول المؤجرين هو في أغلبه غير صحيح أو هو مبالغ فيه إلى حد كبير.
..ويوضح بأن المؤجر هو شخص أو إنسان عادي مثله مثل أي شخص آخر في المجتمع ومن حقه أن يحسن من وضعه المعيشي والاقتصادي عبر استثمار عقاره الاستثمار الأمثل وهذا أمر ليس بالعيب ولا بالحرام وبخاصة أن أي عقد إيجار يقوم على الرضا والقبول من الطرفين فالمؤجر لم يضرب المستأجر على يده ليقبل باستئجار الشقة أو المنزل بما هو مطلوب من إيجار بل أن المستأجرين هم الذين يتسابقون على المؤجر وفي أغلب الأحوال هناك من هؤلاء من يغري المؤجر برفع الإيجار حتى ينال هو الشقة الملائمة..
مشروع مكلف
الحاج طارش يوضح كذلك أن بناء منزل أو شقة أو غرفة لم يعد هذه الأيام بالشيء السهل كما كان أيام زمان فلكي يبني المؤجر شقة أوغرفة عليه أن يصرف الكثير ويدفع دم قلبه من أجل اتمام المشروع وهو أمر لايشعر به الكثيرون الذين يستكثرون على المؤجر أن يحصل على مبلغ من الإيجار لتعويض ما فقده من مصاريف البناء والإنجاز وللحصول على مصدر دخل يمكنه من مواكبة ماهو قائم من غلاء وارتفاع في الأسعار إلى جانب ماهنالك من مصاريف والتزامات عائلية.
حين يتقدم الضمير
جمال سفيان «مؤجر» هو الآخر يرى أن من حق المؤجرين الحصول على فوائد وأرباح مناسبة لكنه يؤكد أنه ضد أن يتحول المؤجر إلى تاجر بعرق ومصالح الآخرين بحيث يبالغ في رفع الايجار إلى درجة تفوق بكثير ما يستحقه المنزل من إيجار مشيراً إلى أن هناك من الناس من هم على هذه الشاكلة بل أن بعضهم لايشعر بتأنيب الضمير وهو يساوم المستأجر على لقمة عيش أولاده وحقهم في الحصول على نصيب وافر من العيش والحياة الكريمة..
..هؤلاء المؤجرون يحسب الأخ جمال بحاجة إلى وقفة قوية وجادة من قبل المجتمع ومن قبل الجهات ذات العلاقة حتى لايتمادوا أكثر في جشعهم وطمعهم وظلمهم للناس..ويحكي الأخ جمال أنه ذات مرة جاءه أحد هؤلاء وطلب منه أن يرفع الإيجار المتفق عليه مع المستأجر الذي استأجر لديه وحين رفض قال له هذا المؤجر«الجشع» أنت لاتصلح لأن تكون مؤجر فأنت لاتفقه كيف تسير الأمور ولا كيف ينبغي التعامل مع المؤجرين»...يقول الأخ جمال:حينها فقط أدركت أن الوضع الخطير وأنه إذا لم يكن لدى المؤجراً وازع ديني وأخلاقي ولم يكن هناك رقابة فاعلة ومنصفة فإن الوضع سيزداد سوءاً وسيجد المستأجر من محدودي الدخل نفسه مع أفراد أسرته وقد اصبح في الشارع.
جار وليس مستأجر
الوالد حمود شمسان يمتلك منزلاً مكوناً من شقتين يسكن في واحدة وىؤجر الأخرى لكنه كما يقول شديد الحرص على احترام جاره ومراعاته مع أفراد أسرته فهو لاينظر إليه باعتباره مستأجراً وإنما باعتباره جاراً له حقوق وعليه واجبات..يقول الوالد حمود: حتى الآن لي مع جاري هذا أكثر من 14سنة لم يقصر هو في دفع الإيجار ولم أقصر أنا في واجبي تجاهه وإذا حدث ولم يدفع الإيجار في أي شهر من الأشهر ابقى في منزلي ولا اطرق عليه باب الشقة لثقتي بأمانته ولإحترام الظروف التي قد تطرأ عليه بين الوقت والآخر.
مسألة وعي
المسألة إذاً مسألة وعي وضمير وأخلاق واحترام للآخر ولحقه في الحصول على سكن بحرية وكرامة ولذلك يؤكد الأخ طه عبدالله «عاقل حارة» بأن المستأجر المحترم الحريص على دفع ماعليه من إيجارات والتزامات يستطيع أن يفرض احترامه على كل سكان الحي بما فيهم المؤجر نفسه...أما إذا كان المستأجر فظ الأخلاق ولايحرص على دفع الإيجار أولاً بأول فإن المؤجر ينتهز الفرصة بعد الأخرى للتخلص منه أو لرفع الإيجار حتى يضغط عليه بترك السكن والبحث عن سكن آخر وأحياناً يرفض المؤجر تمديد عقد الإيجار حتى وإن وافق المستأجر على دفع الزيادة في الإيجار فمثلما أن هناك من المستأجرين من يبحثون عن مؤجرين طيبين فإن من المؤجرين كذلك من يحرص دائماً على انتقاء المستأجر الذي يحافظ على السكن من حيث النظافة وغيرها أو من حيث السمعة والقدرة على دفع الايجار دون انقطاع.
سؤال لابد منه
نفس هذا الامر يؤكده الأخ/ عبدالله سالم «دلال» الذي يوضح بأن هناك من أصحاب المنازل أو الشقق من يسأل أولاً عن اسم المستأجر ومنطقته ومهنته وعدد الأولاد وغير ذلك من الأمور التي تهم الكثير من المؤجرين فالرجل العازب غير الرجل صاحب الأسرة والمستأجر الموظف غير المستأجر العامل ومن ليس لديه أولاد هو أفضل من غيره وهكذا...ويؤكد الأخ عبدالله بأنه وبالمقابل فإن هناك من المستأجرين من بدأ بالسؤال أولاً عن صاحب المنزل وعن طباعه وأخلاقه وكيفية تعامله مع المستأجرين فإذا كان هناك مصداقية من الدلال أو صاحب المكتب العقاري فإنهم يصدقونه سلفاً حول طبيعة صاحب البيت ومستوى تعامله


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.