الليغا ... برشلونة يقترب من حسم الوصافة    أعظم صيغ الصلاة على النبي يوم الجمعة وليلتها.. كررها 500 مرة تكن من السعداء    "هل تصبح مصر وجهة صعبة المنال لليمنيين؟ ارتفاع أسعار موافقات الدخول"    "عبدالملك الحوثي هبة آلهية لليمن"..."الحوثيون يثيرون غضب الطلاب في جامعة إب"    شاهد.. أول ظهور للفنان الكويتي عبد الله الرويشد في ألمانيا بعد تماثله للشفاء    خلية حوثية إرهابية في قفص الاتهام في عدن.    الخليج يُقارع الاتحاد ويخطف نقطة ثمينة في الدوري السعودي!    علي ناصر محمد يفجر مفاجأة مدوية: الحوثيون وافقوا على تسليم السلاح وقطع علاقتهم بإيران وحماية حدود السعودية! (فيديو)    شاهد الصور الأولية من الانفجارات التي هزت مارب.. هجوم بصواريخ باليستية وطيران مسير    مبابي عرض تمثاله الشمعي في باريس    اختتام التدريب المشترك على مستوى المحافظة لأعضاء اللجان المجتمعية بالعاصمة عدن    مأرب تحدد مهلة 72 ساعة لإغلاق محطات الغاز غير القانونية    عودة الثنائي الذهبي: كانتي ومبابي يقودان فرنسا لحصد لقب يورو 2024    لا صافرة بعد الأذان: أوامر ملكية سعودية تُنظم مباريات كرة القدم وفقاً لأوقات الصلاة    قيادي حوثي يسطو على منزل مواطن في محافظة إب    اللجنة العليا للاختبارات بوزارة التربية تناقش إجراءات الاعداد والتهيئة لاختبارات شهادة الثانوية العامة    لحج.. محكمة الحوطة الابتدائية تبدأ جلسات محاكمة المتهمين بقتل الشيخ محسن الرشيدي ورفاقه    العليمي يؤكد موقف اليمن بشأن القضية الفلسطينية ويحذر من الخطر الإيراني على المنطقة مميز    يوفنتوس يتوج بكأس إيطاليا لكرة القدم للمرة ال15 في تاريخه    انكماش اقتصاد اليابان في الربع الأول من العام الجاري 2024    تحذيرات أُممية من مخاطر الأعاصير في خليج عدن والبحر العربي خلال الأيام القادمة مميز    النقد الدولي: الذكاء الاصطناعي يضرب سوق العمل وسيؤثر على 60 % من الوظائف    اليونسكو تطلق دعوة لجمع البيانات بشأن الممتلكات الثقافية اليمنية المنهوبة والمهربة الى الخارج مميز    رئيس مجلس القيادة يدعو القادة العرب الى التصدي لمشروع استهداف الدولة الوطنية    وعود الهلآّس بن مبارك ستلحق بصيف بن دغر البارد إن لم يقرنها بالعمل الجاد    600 ألف دولار تسرق يوميا من وقود كهرباء عدن تساوي = 220 مليون سنويا(وثائق)    تغاريد حرة.. عن الانتظار الذي يستنزف الروح    انطلاق أسبوع النزال لبطولة "أبوظبي إكستريم" (ADXC 4) في باريس    قيادي حوثي يسطو على منزل مواطن في محافظة إب    المملكة المتحدة تعلن عن تعزيز تمويل المساعدات الغذائية لليمن    ترحيل أكثر من 16 ألف مغترب يمني من السعودية    وفاة طفل غرقا في إب بعد يومين من وفاة أربع فتيات بحادثة مماثلة    انهيار جنوني .. لريال اليمني يصل إلى أدنى مستوى منذ سنوات وقفزة خيالية للدولار والريال السعودي    سرّ السعادة الأبدية: مفتاح الجنة بانتظارك في 30 ثانية فقط!    نهاية مأساوية لطبيبة سعودية بعد مناوبة في عملها لمدة 24 ساعة (الاسم والصور)    البريمييرليغ: اليونايتد يتفوق على نيوكاسل    شاهد: مفاجأة من العصر الذهبي! رئيس يمني سابق كان ممثلا في المسرح وبدور إمراة    600 ألف فلسطيني نزحوا من رفح منذ تكثيف الهجوم الإسرائيلي    ظلام دامس يلف عدن: مشروع الكهرباء التجارية يلفظ أنفاسه الأخيرة تحت وطأة الأزمة!    وصول دفعة الأمل العاشرة من مرضى سرطان الغدة الدرقية الى مصر للعلاج    ياراعيات الغنم ..في زمن الانتر نت و بالخير!.    بائعات "اللحوح" والمخبوزات في الشارع.. كسرن نظرة العيب لمجابهة تداعيات الفقر والجوع مميز    وزارة الحج والعمرة السعودية توفر 15 دليلاً توعوياً ب 16 لغة لتسهيل رحلة الحجاج    استقرار اسعار الذهب مع ترقب بيانات التضخم الأميركية    صحة غزة: ارتفاع حصيلة الشهداء إلى 35 ألفا و233 منذ 7 أكتوبر    تسجيل مئات الحالات يومياً بالكوليرا وتوقعات أممية بإصابة ربع مليون يمني    هل الشاعرُ شاعرٌ دائما؟ وهل غيرُ الشاعرِ شاعر أحيانا؟    لماذا منعت مسرحيات الكاتب المصري الشرقاوي "الحسين ثائرآ"    قطع الطريق المؤدي إلى ''يافع''.. ومناشدات بتدخل عاجل    قصص مدهشة وخواطر عجيبة تسر الخاطر وتسعد الناظر    وداعاً للمعاصي! خطوات سهلة وبسيطة تُقربك من الله.    افتتاح مسجد السيدة زينب يعيد للقاهرة مكانتها التاريخية    الامم المتحدة: 30 ألف حالة كوليرا في اليمن وتوقعات ان تصل الى ربع مليون بحلول سبتمبر مميز    في افتتاح مسجد السيدة زينب.. السيسي: أهل بيت الرسول وجدوا الأمن والأمان بمصر(صور)    احذر.. هذه التغيرات في قدميك تدل على مشاكل بالكبد    دموع "صنعاء القديمة"    اشتراكي المضاربة يعقد اجتماعه الدوري    هناك في العرب هشام بن عمرو !    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



سفير فلسطين: أمريكا لم تقدم شيئاً وتبرعات اليمنيين لا تصل إلى شعبنا
نشر في الجمهورية يوم 09 - 03 - 2007

في حوار صريح وتجاوب شفاف، كشف سعادة الدكتور خالد الشيخ - سفير دولة فلسطين بصنعاء- أن انتقال "حماس" من المعارضة الى السلطة هو تطور طبيعي في اتجاه النضال الوطني، وأن ما يحدث من خلافات هو شأن داخلي، منوهاً الى وجود تدخلات خارجية من قبل أطراف إقليمية تحاول الاستفادة من الورقة الفلسطينية لأهداف سياسية تكتيكية معينة.. وأشار الى أن زيارة رايس الى فلسطين لم تنجح على النحو الذي كان مأمولاً، وأن تطلعات فلسطينية لعدم تفرد أمريكا بالقضية الفلسطينية من خلال تعزيز العلاقات مع أوروبا، مؤكداً أن الولايات المتحدة تجهض كل مبادرة تتقدم بها أوروبا. كما أشاد بموقف الرئيس اليمني والدور الذي يلعبه في الوفاق الفلسطيني.. ونفى سعادة السفير حصول الشعب الفلسطيني على أي تبرعات من قبل جهات حزبية أو مدنية يمنية غير الجهات الحكومية وجمعية كنعان لفلسطين، مؤكداً عدم علم السلطة الفلسطينية بطبيعة الجهات التي يدعي البعض أنه يسلمها التبرعات، داعياً الدول العربية الى توحيد قنوات التبرعات عسى أن تسهم في تخفيف معاناة الشعب الفلسطيني الذي تشتد عليه وطأة الحصار الإسرائيلي يوماً بعد يوم.
فيما يلي نص الحوار:
- نبدأ من حيث انتهت الانتخابات الفلسطينية ومن حيث انتقل الرأي العام من تسليط الأضواء على المقاومة الى تسليط الأضواء على الخلافات الداخلية.. فإلى أي مدى كان لنتائج الانتخابات انعكاساً على الواقع الفلسطيني!؟
** بداية لنقل انه من الطبيعي عادة أن تقوم حركات المقاومة بدور سياسي في أي نظام يخوضه أي شعب . أما حقيقة النظام هو ذو شقين نظام سياسي ونظام عسكري ومن الصعب في أي مرحلة من المراحل فصل هذين النظامين أو هذين الخطين عن بعضهما.
ربما يتقدم خط على آخر في مرحلة ما ولكن في النهاية لابد من أن يحصد النظام السياسي ما يقدمه النظام العسكري ومن هنا جاءت نتيجة الانتخابات الفلسطينية ومشاركة حركة حماس تحديداً جاءت لتعزز هذا التوجه انه لابد من هذه الحركة ان تساهم في هذا النظام السياسي وتصبح جزءاً من النسيج . الحركة السياسية القائمة في الوطن الفلسطيني فكانت نتيجة الانتخابات وكانت هذه النتيجة.
ربما شكلت تحولا فيه صالح- بمعنى ان طيلة الفترة التي سبقت الانتخابات كان نضال حركة حماس مقتصرا على الجانب العسكري فدخل الآن جانب آخر لابد من خوضه ولابد من تحمل المسئولية الوطنية في إطار هذا الجانب الجديد. وربما لأن هذا الجانب جديد على الساحة الفلسطينية أو على هذه الأحزاب فلابد من أن يلفت انتباه الناس ولكن في نظري أنها حركة تطور طبيعية في اتجاه النضال الوطني سواء كان في الجانب السياسي أو الجانب العسكري لأنه حقيقة النضال السياسي والنضال العسكري متلازم ولا يستطيع إنسان أو شعب يقع تحت الاحتلال يتخلى عن دوره النضالي سواء في جانب المقاومة أو في الجانب السياسي وهذا ما يجري ولا أجد غريبا في ذلك.
- مع أنكم قبلتم بنتائج الديمقراطية، ورحبتم بالقادم الجديد الى الحكومة، إلا أن إخلاء الساحة لحماس التي لم يسبق لها ممارسة الحكم، ومغادرة خبراتكم السياسية وعلاقاتكم الدولية ألم يكن يقلقكم على مستقبل الساحة الوطنية!؟
** طبعا هو ليس فقط مقلق لكنه مؤلم ومؤسف جدا لأن حقيقة تجربة الشعب الفلسطيني النضالية على مدى قرن كامل كانت تجربة رائدة وتجربة في تصوري تقع في مقدمة نضالات كل الشعوب من اجل التحرر ومن اجل التخلص من الاستعمار.. ومما لا شك فيه إن الشعب الفلسطيني من خلال كوادره ومن خلال مساهماته قدم الكثير من الأمثلة في هذا الإطار وكان ممكنا أن يكون هذا النضال الذي عشناه في فلسطين مؤخراً استكمالا تراكمياً للنظام الفلسطيني عبر على الأقل الأربعة عقود الماضية منذ تأسيس منظمة التحرير الفلسطينية التي قادت النظام الفلسطيني والتي أسست بحق لتجربة رائعة في هذا المجال وأصبحت الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني وأصبحت هي المتحدث الرسمي سواء كان في إطار المفاوضات أو في كل ما يخص الشعب الفلسطيني ويتعلق به.
- هناك خطأ وقع فيه الأخوان في حماس
هذه التجربة كان يجب أن تكون الأساس في أي حكومة جديدة قادمة سواء كانت من فتح أو من غير فتح لأن النظام دائما يشكل تراكماً لنضالات متجددة للشعوب ولا يمكن أن تأتي حكومة أو حركة ما لتفصل نفسها نهائياً عن كل ما سلف وعن تجارب الشعب في هذا الإطار .وأنا قلت أن تجربتنا لا سيما هذه التجربة كانت رائدة فربما كانت هناك أسباب كثيرة منها الحاجة إلى التجربة ، منها الحاجة إلى الخبرة، منها الثقة البالغة في أن هذا الطرف يستطيع القيام بكل شيء لوحده .. وهذا شيء مستعجل. ولكن لا شك في أن هناك خطأ وقع فيه الأخوان وأعتقد الآن أنهم يستدركونه من خلال الإيمان والقناعة بأن قيادة الشعب الفلسطيني تحتاج لحركة سياسية موحدة ، تحتاج لقيادة قادرة على أن تخوض التحديات القادمة وتحتاج إلى حكومة وحدة وطنية تجمع كل أطياف الشعب الفلسطيني لأن تجربة السنة السابقة أثبتت بدون أي شك أن الوحدة هي الأساس في دفع مسيرة هذا الشعب أمام هذه التحديات الكبيرة ؛ وبالتالي حقيقة أعتقد أننا لسنا الآن في مجال تقييم ما حصل سابقاً. ولكن هناك الآن قناعات واضحة راسخة أكدها اتفاق مكة في ضرورة توحد الشعب الفلسطيني وفي ضرورة قيام الوحدة الوطنية ، وفي ضرورة مشاركة الجميع في قيادة هذه المسيرة أمام التحديات التي تواجهها.
- هناك من يعتقد أن خروج حماس من المقاومة الى السلطة أفرغ الساحة من محتواها الحركي، وبالتالي كان ذلك مساعداً للكيان الصهيوني لتصعيد جرائمه.. فهل تتفقون مع هذا الرأي!؟
** هذا قطعاً غير دقيق وغير صحيح لسبب بسيط جداً: أنه واضح أمام الجميع أن كل الحركات الفلسطينية لها أجنحة عسكرية تباشر المقاومة والكفاح المسلح ، وهناك في تصوري كل جهة بدءً بحركة فتح ومروراً بحماس، وانتهاءً بالجهاد الإسلامي والجبهة الشعبية والديمقراطية ...الخ كل هذه الجهات لها أذرع عسكرية تمارس المقاومة وتقاتل الاحتلال الصهيوني في كل وقت وفي كل زمان ومكان.وبالتالي فالمقاومة لم تكن حكراً على طرف.. هذه المقاومة هي ابن الشعب الفلسطيني بكل فئاته المختلفة . وبالتالي محاولة تسليط الضوء على جهة أخرى هو طبعا فيه الكثير من الغبن ، أو متقصد منه شيء معين .لو أخذنا العمليات العسكرية، لو أخذنا عدد الشهداء والجرحى لوجدنا أن العمليات التي تقوم بها كتائب شهداء الأقصى وأن الشهداء التابعين لها ربما ضعف أو أكثر لشهداء أي فصيل آخر، وهذا ينطبق على كل الفصائل الفلسطينية لأنها كلها تقاتل وكلها تصمد فربما كان هناك أهداف أخرى تتقصد شيء ما في هذا الإطار وأنا في رأيي الشخصي أن أعظم من كل ما يجرى هو صمود الشعب الفلسطيني .إن أساس المقاومة في الداخل هو قدرة الشعب على الصمود والاستمرار أمام هذا العدو وأمام هذه الويلات والإعلام الذي يمارسه العدو يوميا ضد أبناء الشعب الفلسطيني من قتل وتدمير وتهجير وتجويع الى آخر هذا المسلسل الظالم المؤلم ، وهو أكبر من الجميع ، أكبر من أي فصيل، وأكبر من أي مقاومة لأن الصمود هو الأساس ولولا صمود الشعب الفلسطيني لما تمكنت فصائل المقاومة من أن تستمر في نضالها.. فهي مهمة الجميع ، والجميع يشارك فيها بشكل أو بآخر، أو بقدر أو بآخر.
- ربما فيه مصادرة لحق الآخر.. يكفي أن أبو عمار على رأس قائمة الشهداء
** لا.. أبو عمار يقف على رأس كل شيء.
- رغم أننا لا نود الخوض في الخلاف بين السلطة وحماس، لكننا نود السؤال : هل هناك افتراض لوجود طرف ثالث على الساحة الفلسطينية مستفيد من تأجيج الخلاف - غير الكيان الصهيوني!؟
** بصراحة أود أن أقول إن الموضوع نحن نسعى ليس للإقصاء ولكن لتجنب الخوض الآن في هذا الموضوع بعد اتفاق مكة ، حرصا منا على خلق أجواء ايجابية والابتعاد عن أجواء الاتهام والاتهام المتبادل و... و.... الخ.ومن هنا أقول أن الأزمة الفلسطينية هي بالدرجة الأولى أزمة داخلية نحن مسئولون عنها بالدرجة الأولى للأسف الشديد. وكما قلت لا أريد أن أشير بإصبع الاتهام لهذا الطرف أو ذاك لأن الشعب الفلسطيني وربما كل المراقبين يعرفون بشكل واضح من هو الذي بدأ، ومن هو الذي تسبب ومن هو الذي سعى الى تحقيق ذلك ..ولكن أريد ان أقول بشكل عام في إطار قضية تدخل الأطراف الأخرى ما في شك إن إسرائيل وأعداء الشعب الفلسطيني هم طرف أول ومستفيد وحريص على إثارة الفتنة واستمرارها، ولا شك أيضا مع الأسف الشديد أن هناك أطرافاً إقليمية أخرى تحاول الاستفادة من الورقة الفلسطينية لأهداف سياسية تكتيكية معينة هذا ليس غريبا وليس مستهجناً وهناك ربما طرف أو أكثر يسعى في هذا الاتجاه لكن في جميع الحالات المسئولية الأولى تقع على عاتقنا لأنه كان يجب دائما ان نحصن شؤوننا وظروفنا من كل هذه التدخلات الخارجية لأنه في النهاية هذه مصلحة فلسطينية بالدرجة الأولى .مما لاشك فيه ان العمق العربي والإسلامي وحتى الأممي عمق مهم وأساسي ولكن بالنهاية تبقى الشئون الداخلية الفلسطينية شئون لا بد ان نتحصن من أي محاولة للتدخل ربما الذي يسعى للاستفادة أو لانتهاز فرصة ما لتحقيق هدف ما أو مصلحة ذاتية لا ننكر أن هناك محاولات للتدخل ولكن أستطيع ان أقول أننا في مكة استطعنا ان نتفق بشكل فلسطيني كامل وحريص على المصلحة الفلسطينية الكاملة بعيدا عن أي ضغوط أو تدخلات من هنا أو هناك.
- إذن لما تم خرق اتفاق مكة مجدداً!؟
** اتفاق مكة لم يخرق حتى الآن .. هناك بعض التجاوزات البسيطة التي تحدث هنا وهناك ولكن نستطيع ان نقول إنها ربما متوقعة لأنه أحيانا هناك من لم يفهم مغزى الاتفاق وتشكيل حكومة الوحدة بالشكل السليم وربما هناك من كان له مصالح خفية يسعى للإبقاء عليها .. ولكن الاتفاق حتى الآن صامد وهناك حرص من الجميع على تبنيه وعلى حمايته وقد بدأت الخطوات الفعلية لتطبيق هذا الاتفاق . رئيس الوزراء المكلف يقوم الآن بإجراءات تشكيل الحكومة ويقوم بحوارات ومناقشات مع كافة أطياف الشعب الفلسطيني السياسية من اجل تشكيل هذه الحكومة والقيادة الفلسطينية ممثلة بشخص الرئيس أبو مازن أكدت وخاصة بعد اجتماع القمة الثلاثية تمسكها بهذا الاتفاق واعتبرته مصلحة وطنية عليا لابد من الحفاظ عليها .. الاتفاق صامد وأعتقد أن هناك نوايا جيدة وقوية في الحفاظ عليه وحمايته وتطبيقه.. وأكثر من دولة سعت إلى وقف النزيف من اجل إحداث التواؤم .
- قامت وزيرة الخارجية الأمريكية كوندليزا رايس بزيارة للقدس وعقدت لقاء ثلاثياً فما فحوى هذه الزيارة، وما أهميتها بالنسبة للفلسطينيين!؟
** بداية دعني أقول انه مع الأسف الشديد أن نتائج الزيارة التي بنينا عليها بعض التمنيات في استعادة المفاوضات ووضع العملية السلمية من جديد على المسار الصحيح .. لكنها لم تتحقق وبالتالي فان هذه الزيارة أو هذا اللقاء الذي سمي بلقاء القمة الثلاثية بين أبو مازن وأولمرت برعاية رايس لم يؤت النتائج المرجوة.. كان متوقعا أن ينتج عن هذا اللقاء اتفاق يفتح المفاوضات بشكل أو بآخر من أجل تنفيذ مرحلة الحل النهائي وهذا ما تحدث به أبو مازن مع الإدارة الأمريكية وتحديداً السيدة رايس منذ مدة. وكنا نتوقع أيضا أن تعلن رايس تحركا سياسيا في هذا الاتجاه بحيث يكسر كل التحفظ أو الرفض أو الشروط الإسرائيلية في موضوع استعادة العملية السلمية .. ما خرج عنه اللقاء هو فقط تأكيد موضوع الحل على أساس دولتين دون الحديث عن أي قنوات لمباشرة المفاوضات من أجل تأكيد وتنفيذ هذا الحل دون حتى تقديم بعض المبادرات الحسنة من قبل إسرائيل لخلق أو بناء جسور الثقة التي تؤكد حسن نية إسرائيل نحو العملية السلمية مثل رفع الحصار أو رفع الحواجز مثل فتح المعابر، مثل وقف بناء المستوطنات .. وهذه أجندة مطروحة منذ مدة مثل تحرير الأسرى ، وهذه أجندة مفتوحة منذ مدة .. حقيقة في لقائنا مع إسرائيل حتى في إطار تقديم حسن نوايا في هذا المجال مع الأسف لم يحدث شيء وبالتالي نستطيع القول ان هذا اللقاء وهذه الزيارة جاءت استكمالاً - كما قالت رايس- لاستكشاف أوجه وآفاق الحل وبدء العملية السلمية ولكن حقيقة كما قال الأخ أبو مازن لا نستطيع أن نقول أنها فاشلة ولكن حقيقة لم تحقق الحد الأدنى من النتائج المرجوة والتي كان الجميع يتوقعها خاصة وان هناك الآن موقف دولي اوروبي بالدرجة الأولى وروسي أيضا والأمم المتحدة وهم الإطراف الثلاثة الرئيسية في الرباعية حريصون على تفعيل العملية السلمية على بدء المفاوضات ، على عقد مؤتمر دولي للسلام من اجل طرح هذه القضية ومن اجل إيجاد حل عادل لهذه المسألة لأنهم أصبحوا في قناعة أكيدة أن السلام في الشرق الأوسط لا يمكن ان يتحقق إلا إذا تحقق السلام في فلسطين والسلام في فلسطين لا يمكن ان يتحقق إلا بمخاطبة الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني في العودة والحرية وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
- الولايات المتحدة رغم الكلام الكثير لم تقدم أي شيء
- يبدو من الخطاب السياسي الفلسطيني أن هناك فتوراً في الثقة التي تمنحها القيادة الفلسطينية للدور الأمريكي وقدرته في صناعة السلام، فما أسباب ذلك!؟
** مع الأسف هناك أسباب وجيهة لعدم الحماس لهذا الوضع لأنه حقيقة الولايات المتحدة بالرغم من الكلام الكثير والايجابي في فترات ما، لم تقدم أي شيء كانت دائما تخضع للإرادة السياسية لإسرائيل وتقوم بتعطيل أو لحس ما كانت تعد به في فترات سابقة. يعني اللقاء أو الزيارة السابقة لرايس أعطت آمالا كبيرة في ان حكومة الولايات المتحدة ستقدم مفهوما جديدا لاستعادة العملية السلمية وبدء المفاوضات .. اللقاء الأخير لم ينجح عنه شيء وهذه الصورة تكررت وتتكرر مع الأسف لسبب بسيط ان الحكومة الإسرائيلية دائما تضع الشروط والتحفظات على أي تحرك جدي أمريكي لتحقيق العملية السلمية وبالتالي حقيقة يعني نحن سمعنا ونسمع وعود كثيرة واطروحات جيدة من الولايات المتحدة ولكن مع الأسف ليس هناك أي تطبيق عملي لها- مثلا الرئيس بوش تحدث عام 2004م عن الحل على أساس دولتين وكان طرحا جميلا جدا وجديداً وايجابيا في سياسة الولايات المتحدة .. وتحدث عن حل حدود دولة مؤقتة في عام 2005م بحيث يكون هناك حل نهائي..في عام 2007م عاد وتراجع عن هذا الموقف على الأقل في الإطار الزمني يقول انه لا يعلم إذا كان من الممكن تحقيق ذلك في عام 2009م أو في نهاية 2008م فهذه الاطروحات حقيقة هي التي تبدد الثقة دائما في المواقف الأمريكية لأنه ليس هناك شيء على الأرض هناك مع الأسف باستمرار استعداد للاستماع للشروط الإسرائيلية وعدم الاهتمام بالواقع الفلسطيني المر الذي يفرزه الاحتلال الإسرائيلي يوميا . طبعا هناك ممارسات أخرى كثيرة منها على سبيل المثال الفيتو الذي يستعمل في مجلس الأمن ضد أي قرارات مقترحة ضد إسرائيل وفي أحيان كثيرة في إطار إنساني يعني إدانة إسرائيل لممارساتها في مجزرة بيت حانون . الفيتو الأمريكي غير مفهوم اطلاقاً . المشكلة ان الممارسة على الأرض لا تتناغم مع ما نسمعه ومع ما يطرح.
- مفتاح حل أزمات المنطقة هو فلسطين
- هل نستطيع اعتبار الخلاف الحاصل في فلسطين هو جزء من أحداث مماثلة في العراق وغيرها من دول المنطقة ضمن مشروع تحويل المنطقة الى بؤرة صراع ساخن يعاد نتاج خرائطها من جديد؟
** أولا ان العرب جميعا والمسلمون يعتبرون ان القضية الفلسطينية هي القضية المركزية لهم والجميع يعترف ونحن على رأسهم وهناك قول مشهور للشهيد أبو عمار "ان الحرب تبدأ من فلسطين والسلام يبدأ في فلسطين" وهذه حقيقة كل المحللين السياسيين والاستراتيجيين أكدوها كما أكدها التاريخ.الموقع الاستراتيجي لفلسطين هو الذي جعل منها مطمعا للغزاة وللاستعمار ولقيام الكيان الصهيوني على أرضها وبالتالي الأمن والاستقرار والسلام في فلسطين هو مفتاح الأمن والسلام والاستقرار في المنطقة.اعتقد ان تقرير بيكر هاملتون الأخير الذي أكد فيه لعرضه للأوضاع في العراق انه لابد للإدارة إذا أرادت ان تهييء أوضاعا ايجابية في العراق لابد ان تنظر الى فلسطين وان تحل الأزمة الفلسطينية وان تخاطب الحقوق الفلسطينية فلا شك في أنه أي تعقيدات في المنطقة هي مرتبطة أولا وأخيرا بفلسطين وبالاحتلال الإسرائيلي وبالمطامع التي لا تخفيها أطراف كثيرة ومنها إسرائيل في هذه المنطقة الحيوية من العالم منطقة الشرق الأوسط وبالتالي نحن نؤمن ان مفتاح الحل بالمنطقة لكل أزماتها هو فلسطين وان انفجار أي أزمات في المنطقة هي أيضا تستهدف إما تعقيد الأمور أو تفتيت القدرات من اجل إضعاف المواجهة مع الاحتلال الإسرائيلي.
- كل المبادرات الأوروبية تجهضها الولايات المتحدة
- في الآونة الأخيرة لمسنا نشاطاً فلسطينياً على الصعيد الأوروبي ، فهل تراهن القيادة الفلسطينية على موقف أوروبي بديل للموقف الأمريكي المتخاذل؟
** أولا العلاقات الأوروبية الفلسطينية علاقات متطورة وجيدة منذ مدة طويلة وهناك تواصل واتصال وبناء جيد في هذه العلاقات منذ سنوات طويلة واستطعنا ان نخلق حالة دعم وتفهم ومساندة قوية على كافة المستويات سواء الرسمية أو الجماهيرية واعتقد ان أوروبا بحكم وضعها الجغرافي وقربها من المنطقة وإيمانها بالعمق الاستراتيجي من منطلق الأمن الأوروبي وارتباطاته بالأمن العربي نعتقد ان لها دور فاعل ومهم يجب ان تقوم به وهي تقوم بين الحين والآخر بمبادرات، هذه المبادرات مع الأسف تجهض من قبل الولايات المتحدة وكان هناك الكثير من المبادرات باتجاه قيام عملية سلمية ودولة فلسطينية و... الخ وفرنسا تقود هذا التوجه منذ سنوات طويلة.في الفترة الأخيرة حقيقة هناك شعور متزايد لدى القادة الأوروبيين بضرورة تفعيل العملية السياسية من خلال عقد مؤتمر دولي للسلام . ونذكر انه مثلا فرنسا وأسبانيا وايطاليا .. هذه المبادرة منذ أكثر من شهرين رئيس الوزراء البريطاني توني بلير يقوم الآن بجهد مكثف من خلال الاتصالات وزيارات متعددة من اجل تفعيل هذا الموضوع وربما خلق دور بريطاني جديد في المنطقة بهذا الاتجاه بالإضافة الى دخول بعض الدول الأخرى مثل ألمانيا وبلجيكا وغيرها على الخط باتجاه ضرورة تفعيل العملية السلمية والتوصل الى حل يضمن الحق الفلسطيني في قيام الدولة الفلسطينية المستقلة.فالعلاقات الفلسطينية الأوروبية جيدة وقوية وقد بدأ الأخ أبو مازن زيارة لبعض الدول الأوروبية تبدأ بلندن وباريس ثم ألمانيا .. وقبل مدة قصيرة كان في مدريد وهذا يعكس حقيقة أولا حرص الأوربيين على التوصل الى سلام قريب وحرصنا على الدور الأوروبي وضرورة تفعيله بحيث يكسر ما يسمى بالتفرد الأمريكي بشئون المنطقة وبالحل- تحديدا في فلسطين.
- الموقف العربي كان إيجابياً
- باستثناء اتفاق مكة - كيف تقيمون الموقف العربي بشكل عام في دعم الوفاق الفلسطيني في الوقت الحاضر!؟
** أنا أستطيع ان أقول ان الموقف العربي بشكل عام وربما بشكل شبه جماعي كان ايجابيا جدا في ضرورة التوصل الى توافق فلسطيني والى وقف هذا النزيف المؤلم والمأساوي الذي تم على أرض فلسطين وإن العواصم العربية في أغلبها سعت بشكل أو بآخر سواء من خلال جهد ثنائي مثل ما فعلت اليمن الشقيق من بداية الأزمة وحتى قبلها من اجل تقريب وجهات النظر كما كان للاجتماع والحوار بين الطرفين او في إطار جماعي من خلال توجه الكثير من الدول العربية للضغط سواء في إطار الجامعة العربية او في اطر أخرى اقل تجمعنا من اجل وقف هذا النزيف ومن اجل - ان جاز التعبير- تحقيق المصالحة الفلسطينية ..
حقيقة الوطن العربي كان ايجابيا وكان حريصاً جدا على الدم الفلسطيني وكان يتألم لهذا النزيف وبالتالي نستطيع القول بأن الجهود كانت بشكل كبير ايجابية من الجميع او من الأغلب.. حتى مبادرة خادم الحرمين الشريفين .. كانت هناك جهود كبيرة يمنية ، أردنية، مصرية، خليجية ، تجاه الإمارات، وقطر وأكثر من دولة سعت بكل جهدها من اجل وقف النزيف ومن اجل إحداث التواؤم والتوافق والتقارب.
- ربما ذلك لأنك - كما قلت- أن القضية شأن فلسطيني!
** بالتأكيد تبقى دائما فلسطينية - فلسطينية لأننا نستطيع أن نمنع إذا أردنا ونستطيع أن نسمح إذا أردنا.
- الرئيس صالح دائما مبادر في القضايا العربية
- شهدت الشهرين الماضيين اتصالات مكثفة بين الرئيسين علي عبد الله صالح وأبو مازن في ظل غياب اتصالات مماثلة مع زعماء آخرين.. ما سر هذه العلاقة؟ وهل تمثل استيعاب يمني لطبيعة المشكلة الفلسطينية أم أنها جزء من موروث العلاقات!؟
** أولا الطرفان حريصان على علاقات قوية وأخوية وحميمية دافئة وحقيقة اليمن الشقيق وبرئاسة فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح يؤكد دائما حرصه على القضية الفلسطينية وعلى الشعب الفلسطيني وعلى الدم الفلسطيني في كال مناسبة وفي كل ظرف وهو يتابع حقيقة وبشكل مستمر الأوضاع الفلسطينية.ومن هنا لا نستغرب ان يكون هناك دور يمني بقيادة فخامة الأخ الرئيس باتجاه أي هموم او شجون تهز او تؤثر على الوضع الفلسطيني وبالتالي تجد انه يقوم دائما بتحرك بفاعلية بمبادرة سواء كان باتجاه فلسطيني او اتجاه الجانب العربي من اجل الحفاظ على القضية والشعب الفلسطيني وصيانة الحقوق ومن اجل السعي لتمكين الشعب الفلسطيني من ممارسة حقوقه.وفي الجانب الآخر أستطيع ان أقول وبحرية ان هناك علاقات أخوية حميمية وواضحة وصريحة بين فخامة الأخ الرئيس وسيادة الرئيس أبو مازن وان هذه العلاقات توجب التواصل المستمر من اجل التشاور وتبادل الآراء ومن اجل وضع فخامة الرئيس بتطورات الأوضاع على الساحة الفلسطينية ولا ننسى حقيقة ان لليمن علاقات جيدة جدا مع الجميع وتستطيع من منطلق حرصها وأستطيع ان أقول حرصها بشكل مجرد على القيام بدور ايجابي جيد وهذا بتصوري ما تسعى إليه اليمن وهو ما يدفع الى ضرورة التواصل المستمر والتشاور والتنسيق في كل ما يلزم حول القضية الفلسطينية.
- واثقون من استمرار الدعم اليمني
- اتفق معك ان هناك مبادىء عامة في علاقاتكم ولكن الى أي مدى تستفيدون منها في خدمة القضية الفلسطينية ؟
** أولا نحن ممتنين لهذا الموقف ونشكر لليمن قيادة وحكومة وشعبا هذا الموقف المتقدم باتجاه القضية الفلسطينية ونحن واثقون تماما من ان اليمن تسعى دائما لأن تقدم كل ما تستطيع من اجل دعم القضية الفلسطينية في كل او مختلف النواحي والساحات ومن هنا هذا جهد مشكور جدا ونحن نعتز به وفي نفس الوقت نحتاجه سواء كان من خلال الدعم كدعم مادي أو دعم معنوي من خلال الاتصالات التي تقوم بها اليمن مع كافة المستويات والساحات العربية والإقليمية والدولية من اجل دعم الموقف الفلسطيني.ولا نستطيع ان ننسى مواقف الأخ الرئيس علي عبد الله صالح في كبرى عواصم العالم حين يزورها ويقف يتحدث بوضوح وصراحة عن حقوق الفلسطينيين وعن معاناتهم وعن ضرورة دعم الشارع الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وإنهاء هذه الأزمة بالتأكيد نحن بحاجة الى هذا ونحن واثقون من استمرار هذا الدعم بكل أشكاله وعلى مختلف الصعد.
- الرواتب مقطوعة منذ عشرة أشهر
- القيادة الفلسطينية محتاجة الى دعم مادي والى أي مدى هناك مشكلة في الحصول على الدعم!؟
** نحن نعاني من أزمة رهيبة اقتصادية ومادية بسبب هذا الحصار الذي وضع على الشعب الفلسطيني منذ الانتخابات الفائتة منذ 13 شهرا هذا الحصار الجائر حقيقة طال جوانب كثيرة في الحياة الفلسطينية الاقتصادية والاجتماعية والنفسية والصحية بحيث أصبح يعاني المجتمع الفلسطيني بشكل قاسي منها الرواتب مقطوعة منذ عشرة أشهر وتصور ان الأسر الفلسطينية المعتمدة على هذا الدخل المحدود والوحيد لها ينقطع لمدة عشرة اشهر هذا انعكس على ارتفاع نسبة الفقر بحيث أصبح مع الأسف يزيد عن 70% في الوطن الفلسطيني وهذا اثر صحيا ونفسيا على تعطيل عمل المستشفيات وعلى موضوع الأدوية وتحويلات العلاج وأضاف أيضا انه أنهك ما يسمى بالاقتصاد الخاص يعني ان كثيراً من المؤسسات الخاصة اضطرت ان توقف عملها بسبب هذا الحصار الجائر وهذا حقيقة جعل الشعب الفلسطيني يعاني بشكل قاسٍ جدا من هذا الوضع ويحتاج الى دعم كل الإخوة والأشقاء والأصدقاء لرفع هذا الحصار وبالتالي رفع المعاناة ولا ننسى ان إسرائيل مسئولة عن جزء كبير من هذا الحصار إسرائيل الآن تصادر الرسوم المحصلة لصالح الحكومة الفلسطينية والتي وصلت الآن الى حوالي 800 مليون دولار هذه المبالغ لو وصلتنا في الوقت المناسب لعملت على حل جزء مهم من مشاكلنا .طبعا الدعم الأوروبي والدولي توقف الى حد كبير حتى المساهمة العربية وان كانت موجودة إلا ان إيصالها أصبح محفوفا بكثير من الشروط الأمريكية التي تسمح وتمنع في أي وقت وبالتالي الوضع صعب جدا ونحن نتوجه دائما الى أخوتنا العرب وإخواننا في العالم الإسلامي والأصدقاء في كل العالم بأن يقفوا مع الشعب الفلسطيني وان يكسروا هذا الحصار بأن يقدموا الدعم من اجل إيقاف هذا الحصار ومن اجل وقف هذه المعاناة التي يعاني منها شعبنا.ولا ننسى أساسا ان الاحتلال بدون حصار تسبب بمشاكل كثيرة مثل تجريف الأراضي وقلع الأشجار والاقتصاد الفلسطيني زراعي بالأساس ولكن هناك عملية مبرمجة من قبل الاحتلال الإسرائيلي بضرب هذا الجانب من الاقتصاد بحيث يصبح مشلولا او عاجزا وهذا ما يجري .. وجاء الحصار ليضيف عاملا كبيرا إلى هموم المواطن الفلسطيني.
- ضغوط أمريكية على العرب لعدم إرسال الدعم
- لكن لا نرى تحركاً دبلوماسيا فلسطينيا بالمستوى المطلوب لمعالجة الوضع الاقتصادي!؟
** هناك تواصل مستمر ويومي ورجاء مستمر ويومي بضرورة تقديم الدعم. الأخ أبو مازن زار كل العواصم العربية وهناك اتصالات مستمرة سواء من خلال الرسائل او الهاتف او الوفود بضرورة تقديم الدعم من اجل فك الحصار ربما جزء من الاتصال يتم دون ضجة إعلامية لسبب بسيط هو إننا لا نريد ان نحرج بعض إخواننا العرب وخاصة ان هناك ضغوطاً أمريكية لعدم إرسال الدعم وإيصاله في الوقت المناسب ولكن هناك تواصل واتصال مستمر وحثيث من اجل كسر هذا الحصار لأنه نحن نعاني بشكل كبير جدا من الحصار سواء في الداخل او الخارج نعاني بشكل كبير جدا ولكن هناك تجاوب من البعض وهناك استعداد.ولكن كما قلت مثلا الأموال التي تصل الصندوق الفلسطيني في الجامعة تحولها الجامعة بكثير من الصعوبة الى الداخل بسبب ظروف التحويل والشروط الأمريكية و.. و ... و... الخ ولكن نحن نعمل بجهد متواصل من اجل كسر الحصار لأنه أصابنا بكثير من المعاناة والشعب الفلسطيني يعاني بشكل قاسي جداً.
- لا ندري أين تذهب التبرعات اليمنية غير الحكومية
- هناك تعدد في قنوات جمع التبرعات للشعب الفلسطيني. ألا يضر ذلك الدعم المنشود؟ ألا تخططون لتوحيد القناة التي يصل إليها أم انه مسألة طبيعية؟
** أولا نحن نصر على ان تكون هناك فقط جهة واحدة تقوم بجمع التبرعات باسم الشعب الفلسطيني ونطالب من كل الدول الشقيقة ان توقف أية قنوات جانبية تجمع باسم الشعب الفلسطيني لصالح الشعب الفلسطيني أموالا نحن لا نضطلع عليها ونقول نحن سواء كمنظمة تحرير فلسطينية تحت عنوان الصندوق القومي الفلسطيني او السلطة الوطنية الفلسطينية وتحت عنوان وزارة المالية الفلسطينية..
ما عدا ذلك أنا أقول بشكل واضح نحن لا نعرف عن أي دعم يصل أو يقدم خارج إطار ما تقدمه الحكومة اليمنية وبشكل واضح وصريح الى السلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير الفلسطينية وما دون ذلك نحن لا علاقة لنا به كسلطة فلسطينية او كمنظمة تحرير فلسطينية ولا ندري أين يذهب لأنه لم يصلنا شيئاً من هذه التبرعات التي تجمع هنا وهناك تحت مسميات كثيرة .. هناك من يقول أنها ترسل الى كتائب كذا وكذا نحن لا نعلم ذلك لأنها لا تمر عبرنا بمعنى السلطة الوطنية او منظمة التحرير ولا تقدم لنا كشوفا رسمية حول ما يجمع ومن أي طرف يجمع وكيف ترسل.نحن قلنا ونقول باستمرار يجب أن توحد عملية جمع التبرعات باسم فلسطين وباسم الشعب الفلسطيني وباسم شهداء فلسطين وباسم مقدسات فلسطين يجب ان توحد تحت لجنة وطنية واحدة هي التي تقوم بجمع التبرعات وهي التي تقوم بتحويلها الى الجهات الرسمية الفلسطينية وربما تطالب بإنفاقها بأي شكل تريد. ولكن يجب ان تكون مرسلة ضمن قنوات رسمية واضحة.. نحن طالبنا بذلك وطالبنا الإخوة المسئولين بضرورة توحيد جباية وجمع التبرعات لصالح الشعب الفلسطيني وباسم الشعب الفلسطيني باسم مؤسسة واحدة.نحن مع الأسف الآن نعاني من مشاكل كثيرة ولا ندري أين او ما الذي يحصل مع الأسف الشديد .. لا أريد ان اتهم احداً ولكن من حقي ان أقول وبوضوح ان السلطة الوطنية والصندوق القومي الفلسطيني التابع لمنظمة التحرير الفلسطينية لم يصلهم شيء من هذه التبرعات التي تجمع بأسماء متعددة من هنا وهناك تحويلات تقوم بها الحكومة اليمنية مشكورة سواء من خلال مساهمتها في صندوق الجامعة او من خلال تبرعات عن طريق اللجنة الوطنية وهذه تصل وما عدا ذلك لا نعرف عنها شيئاً ويؤسفنا ان نقول ان عملية استغلال سيئة في هذا الإطار سواء كان جمع التبرعات باسم فلسطين او في إطار التصرف بها.
- كنعان تدعم مشاريع في فلسطين
- ماذا عن القوافل التي ترسلها جمعية كنعان لفلسطين، ألم تصلكم ايضاً؟
** يجب ان انوه لهذا الموضوع بوضوح أولا جمعية كنعان لفلسطين ربما وهي تجمع باسم فلسطين تقوم من خلال السلطة الوطنية بدعم مشاريع في الداخل يعني مثلا تبنت مشروع المدرسة في غزة بقيمة مليون دولار وهناك نية لتبني مشاريع أخرى تحت اسم اللجنة الشعبية وهي باسم اليمن ليس في الإطار الحزبي لقد جمعت تبرعات ووصلت على دفعتين دفعة إلى غزة ودفعة إلى الضفة الغربية.هذه بالتأكيد موجودة لكنني أتحدث عن التبرعات التي تجمع هنا وهناك ولا أريد أن احدد من يقوم بها تحت اسم الشعب الفلسطيني وتحت اسم شهداء فلسطين وأطفال فلسطين ولا نعلم رسميا عنها شيئاً .. نحن لا نخجل من ان ننتقد عملية جمع التبرعات التي تتم باسم فلسطين وأطفالها وشهدائها والتي يجب ان تمر عبر القنوات الرسمية من طرف الحكومة اليمنية الى السلطة الوطنية الفلسطينية ومنظمة التحرير الفلسطينية وما دون ذلك لا نعرف عنه شيئاً.
- لم نستلم دعم من أي جهة حزبية يمنية
- يعني الم تتلقوا أي دعم من جهات حزبية أخرى غير الحكومة اليمنية؟
** نحن استلمنا من الحكومة اليمنية ومن جمعية كنعان لفلسطين كسلطة وطنية وكمنظمة تحرير ولم نستلم أي شيء من أي طرف آخر .
- ألم تبحثوا إلى أين تذهب التبرعات التي تدعيها جهات أخرى؟
** نحن اتصلنا وقيل لنا إنها تذهب إلى جمعيات خيرية أين هذه المؤسسات التي تعمل دون علم السلطة الوطنية الفلسطينية نحن لا نمانع ان تصل هذه الأموال إلى مؤسسات خيرية ولكن عبر السلطة عبر القناة الشرعية وليس بقنوات خلفية وجانبية لا نعلم كيف تعمل وأين تذهب بها..
هذا موضوع واضح وأنا طرحته أكثر من مرة .. نحن لا نريد ان ندخل في تفاصيل أكثر وخاصة انه نحن في أجواء وحدة وطنية وتوافق وحكومة وحدة وطنية ولكن هذه القضية مثارة منذ عدة سنوات وأنا أثرتها أكثر من مرة على الجانب الرسمي وطالبت بضرورة توحيد الجباية في إطار اللجنة الوطنية او اللجنة الشعبية بحيث تذهب بشكل واضح وعبر القنوات الشرعية إلى الشعب الفلسطيني لا ان تذهب إلى جهة او مؤسسة او فئة معينة دون الأخرى..
أنا اسأل كثيرا من أطراف شعبية سواء كانت حزبية او خيرية يسألون عن الأموال التي تصرف ونجد حرجا أحيانا في توضيح هذه المسألة. لكننا حقيقة لم نستلم شيئا في هذا الإطار عدا الجانب الحكومي الرسمي او جانب اللجنة الشعبية التي يقودها الأخ يحيى محمد عبد الله صالح وجمعية كنعان لفلسطين.
- من الأفضل لإسرائيل وللولايات المتحدة ان تغتنم عامل الوقت
** هل انتم متفائلون بالمرحلة القادمة؟
أولا نحن دائما متفائلون بصمود شعبنا .. متفائلون بهذا الحق المشروع .. متفائلون بالدعم العربي والإسلامي والدولي .. متأكدون أيضا بأن الباطل لن يدوم وأنه لا بد ان يكون دائما للحق صولة وجولة في هذا الإطار.. وفي إطار الواقع العملي إسرائيل الآن كما الولايات المتحدة لا تستطيع ان تحافظ على مصالحها وتستمر في وجودها في ظل حالة التوتر وعدم الاستقرار والحروب المستمرة الطاحنة في المنطقة والجميع يؤمن بأنه لا يمكن ان يتحقق الأمن والاستقرار بلا تحقيقه في فلسطين وبالتالي نحن دائما نقول انه من الأفضل لإسرائيل وللولايات المتحدة ان تغتنم عامل الوقت وان تسرع في التوصل الى حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية يضمن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني بما فيها حق العودة وإقامة دولة مستقلة وعاصمتها القدس الشريف لأنه عاجلا او آجلا سوف نصل الى هذه النتيجة.. وعاجلا او آجلا ستضطر الولايات المتحدة بأن تقتنع بهذه الحقيقة وإسرائيل ستضطر أيضا ان تقتنع إذا أرادت ان تحافظ على بقائها في هذه المنطقة من أن تتعامل مع الشعب الفلسطيني في دولة فلسطينية كما اتفق عليها ان تعيش جنبا الى جنب مع إسرائيل وبالتالي فإن القضية هي عامل الوقت فقط لا غير.. ربما موازين القوة الآن تعمل لصالح جهة معينة أو اتجاه ما ولكن السياسة علمتنا ان هذه الموازين لا يمكن ان تبقى دائما باتجاه واحد وربما حتى مركز القوة يضطر لأن يغير موقعه وباتجاه مناقض تماما من اجل المصلحة .
- حل القضية الفلسطينية أساس لحل القضية العراقية
الآن ما يجرى في منطقة الشرق الأوسط يؤكد بأهمية إيجاد حل عادل للقضية الفلسطينية وهناك حقيقة كما قلت أصوات عالية جدا في كل العالم حتى الولايات المتحدة لا تنكر ذلك .. ومع الأسف تتذكر لضرورة اتخاذ إجراءات وقائية وسريعة لمخاطبة هذا .. يعني بيكر هاملتون حينما تحدث عن مخاطبة الصراع في الشرق الأوسط وحل القضية الفلسطينية كأساس لحل القضية العراقية او للسيطرة على الوضع في العراق كان واضحا انه يريد القول انه لا يوجد حل او استقرار في المنطقة دون مخاطبة القضية الفلسطينية.فنحن أولا كما يقال متفائلون بطبعنا وإلا لما استمرينا طوال هذه السنوات الطويلة من النضال ولما استطاع شعبنا ان يتحمل هذه المعاناة وهذا البؤس في كل شيء لا يمكن ان يضحي الإنسان بهذه التضحية الكبيرة إلا إذا كان أمامه بابا واسعا من الأمل نحن مؤمنون نحن نشكل التاريخ نحن نشكل الحضارة والجذور ستبقى كما هي فلسطين هي جزء من هذا التاريخ الأساسي وبالتالي لا يمكن ان تزول.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.