إنجلترا تبدأ يورو 2024 بفوز على صربيا بفضل والدنمارك تتعادل مع سلوفينيا    نجل القاضي قطران: مضبوطات والدي لم تسلم بما فيها تلفوناته    كيف استقبل اليمنيون عيد الاضحى هذا العام..؟    فتح طريق مفرق شرعب ضرورة ملحة    يورو 2024: بيلينغهام يقود انكلترا لاقتناص الفوز امام صربيا    تن هاغ يسخر من توخيل    مع اول أيام عيد الأضحى ..السعودية ترسم الابتسامة على وجوه اليمنيين    كارثة في إب..شاهد :الحوثيون يحاولون تغيير تكبيرات العيد !    في يوم عرفة..مسلح حوثي يقتل صهره بمدينة ذمار    "لما تولد تجي"...الحوثيون يحتجزون رجلا بدلا عن زوجته الحامل ويطالبون بسجنها بعد الوضع    هولندا تقلب الطاولة على بولندا وتخطف فوزًا صعبًا في يورو 2024    "إرسال عبدالملك الحوثي إلى المقصلة ومن ثم عقد سلام مع السعودية"..مسؤول حكومي يكشف عن اول قرار سيقوم به حال كان مع الحوثيين    الحوثيون يمنعون توزيع الأضاحي مباشرة على الفقراء والمساكين    حاشد الذي يعيش مثل عامة الشعب    خطباء مصليات العيد في العاصمة عدن يدعون لمساندة حملة التطعيم ضد مرض شلل الأطفال    طارق صالح في الحديدة يتوعد الإمامة ويبشر بدخول صنعاء (فيديو)    كاتب سعودي: تجار أميركا يرفعون أسعار الأضاحي    أعجوبة مذهلة .. مغترب يمني يعود للحياة بعد اعلان وفاته رسميا    العيد يوم مختلف ؟؟    حدث ما كان يخشاه عبدالملك الحوثي من فتح طريق الحوبان في تعز.. هل تعيد المليشيات إطباق الحصار؟    الرئيس الزُبيدي يستقبل جموع المهنئين بعيد الأضحى المبارك    طقوس الحج وشعائره عند اليمنيين القدماء (الحلقة الثالثة)    آخر موعد لذبح أضحية العيد وما يجب على المضحي فعله    فرحة العيد مسروقة من الجنوبيين    نازح يمني ومعه امرأتان يسرقون سيارة مواطن.. ودفاع شبوة لهم بالمرصاد    رئيس تنفيذي الإصلاح بالمهرة يدعو للمزيد من التلاحم ومعالجة تردي الخدمات    حجاج بيت الله الحرام يتوجهون إلى منى لرمي الجمرات    كل فكر ديني عندما يتحول إلى (قانون) يفشل    جواس والغناء ...وسقوطهما من "اعراب" التعشيب!    شهداء وجرحى في غزة والاحتلال يتكبد خسارة فادحة برفح ويقتحم ساحات الأقصى    هيئة بحرية: تقارير عن انفجارين قرب سفينة قبالة ميناء المخا    تبدأ من الآن.. سنن عيد الأضحى المبارك كما وردت عن النبي صلى الله عليه وسلم    بعد استهداف سفينتين.. حادث غامض جنوب المخا    "هلت بشائر" صدق الكلمة وروعة اللحن.. معلومة عن الشاعر والمؤدي    يوم عرفة:    سجن واعتقال ومحاكمة الصحفي يعد انتكاسة كبيرة لحرية الصحافة والتعبير    وصلت لأسعار خيالية..ارتفاع غير مسبوق في أسعار الأضاحي يثير قلق المواطنين في تعز    استعدادا لحرب مع تايوان.. الصين تراقب حرب أوكرانيا    يورو2024 : ايطاليا تتخطى البانيا بصعوبة    عزوف كبير عن شراء الأضاحي في صنعاء بسبب الأزمة الاقتصادية    ياسين و الاشتراكي الحبل السري للاحتلال اليمني للجنوب    صحافي يناشد بإطلاق سراح شاب عدني بعد سجن ظالم لتسع سنوات    ثلاثية سويسرية تُطيح بالمجر في يورو 2024.    - ناقد يمني ينتقد ما يكتبه اليوتوبي جوحطاب عن اليمن ويسرد العيوب منها الهوس    بينهم نساء وأطفال.. وفاة وإصابة 13 مسافرا إثر حريق "باص" في سمارة إب    - 9مسالخ لذبح الاضاحي خوفا من الغش فلماذا لايجبر الجزارين للذبح فيها بعد 14عاماتوقف    أربعة أسباب رئيسية لإنهيار الريال اليمني    لماذا سكتت الشرعية في عدن عن بقاء كل المؤسسات الإيرادية في صنعاء لمصلحة الحوثي    صورة نادرة: أديب عربي كبير في خنادق اليمن!    المنتخب الوطني للناشئين في مجموعة سهلة بنهائيات كأس آسيا 2025م    فتاوى الحج .. ما حكم استخدام العطر ومزيل العرق للمحرم خلال الحج؟    أروع وأعظم قصيدة.. "يا راحلين إلى منى بقيادي.. هيجتموا يوم الرحيل فؤادي    نقابة الصحفيين الجنوبيين تدين إعتقال جريح الحرب المصور الصحفي صالح العبيدي    الكوليرا تجتاح محافظة حجة وخمس محافظات أخرى والمليشيا الحوثية تلتزم الصمت    20 محافظة يمنية في مرمى الخطر و أطباء بلا حدود تطلق تحذيراتها    بكر غبش... !!!    مليشيات الحوثي تسيطر على أكبر شركتي تصنيع أدوية في اليمن    منظمة حقوقية: سيطرة المليشيا على شركات دوائية ابتزاز ونهب منظم وينذر بتداعيات كارثية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الأم.. في يوم عيدها
نشر في الجمهورية يوم 20 - 03 - 2007


أبناء يمطرون أمهاتهم بالهدايا ..
وآخرون ينهالون عليهن بالشتم والضّرب
استطلاع / خالد حسان علي : اليوم .. ال 21 من مارس هو عيد الأم .. وأمهاتنا بالتأكيد قد لا يكون بحاجة إلى يوم واحد في السنة لنقول لهن «شكراً جزيلاً» .. أو لنعبر لهن عن عواطفنا تجاههن باتصال هاتفي سريع .. أو بزيارة خاطفة .. أو بقبلة متواضعة .. أو بباقة من الورد .. أو بعض الهدايا البسيطة .. إن الأم هي الحياة .. وعيدها هو العمر .. ،مهما قلنا أوفعلنا تبقى «الجنة تحت أقدام الأمات» .. وتظل سعادتنا رهنا بلحظات رضاننالها من أمهاتنا.
أحب أمي كثيراً
- منال «20 عاماً» ترى أن الأم هي كائن مقدس وأنها أشبه بالملاك إن لم تكن هي الملاك نفسه .. ونؤكد أنها شخصياً دائمة التعبير عن حبها الكبير لأمها وفي مختلف الأيام والمناسبات .. لكنها تعتبر عيد الأم فرصة مناسبة لها لتهمس في أذن أمها بأنها لاتزال تلك الطفلة التي لاتذوق للحياة طعماً إلا حين تكون في حضن «ست الحبايب» وبين ذراعيها وأنها مهما كبرت أو تقدم بها العمر لا يمكن أبداً أن تجد بديلاً عن ذلك الحضن الدافئ وتلك العاطفة الجياشة وذلك الحنان الغامر .. وإنها مهما حاولت التعبير عن حبها لوالدتها وغمرتها بالكلمات الطيبة والمعسولة وبأصناف الهدايا فإنها لم ولن توفيها حقها..
منال تقول أنها متعودة كل سنة في مثل هذه المناسبة أن تشتري لوالدتها بما توفره من مصروفها اليومي هدية تليق بجلال المناسبة كما أنها تحرص في مثل هذا اليوم أن تقوم بكل واجبات ومتطلبات العائلة وتترك الفرصة لأمها لترتاح من عمل أي شيء فهي تقوم بكل الأعمال من طباخة وكنس واعتناء بإخوانها الصغار وكل ذلك من أجل أن تشعر والدتها بأنها تحبها كثيراً وأنها تكن لها كل الاحترام والتقدير.
هدية نوعية
- فاطمة «25 عاماً» هي الأخرى حريصة على أن تقدم لوالدتها هدية مناسبة في يوم عيدها لكنها تؤكد أن أفضل هدية يمكن أن تقدمها أي فتاة لأمها هي أن تكون في حياتها اليومية وتعاملاتها مثالاً للفتاة الملتزمة والناجحة التي تعكس صورة حسنة وإيجابية عن اسرتها ووالدتها على وجه الخصوص وتعمل باستمرار على أن تكون القدوة الحسنة بين إخوانها وزميلاتها وبنات حيها بحيث تؤكد للجميع أن جهود الأم في التربية الحسنة لم تذهب سدى وإن تلك الأيام والليالي التي تعبت فيها الأم وسهرت طويلاً أثمرت خيراً .. فالفتاة هي زهرة أمها وزرعتها التي تحرص باستمرار على أن ترويها بالحب والعطف والحنان وتتعهدها بالرعاية والمتابعة وتتمنى أن يكون لها يوماً شأن كبير وأن تواصل مشوار الحب والعطاء في هذه الحياة.
كابوس
- في الإطار ذاته يؤكد محمد عبدالرقيب «طالب جامعي» أن سعادة أي أم لا تقاس بمقدار ما تحصل عليه من أبنائها من أشياء وهدايا ولكن سعادتها تتمثل دائماً في أن ترى أبناءها سعداء وناجحين في حياتهم اليومية والعملية فالأم التي يكون ابنها فاشلاً في دراسته مثلاً لا تكون سعادتها إلا في أن تراه ناجحاً بحيث يكون نجاحه في المدرسة خير هدية وأعظم هدية تتمنى الأم أن تحصل عليها فإذا ما تحقق ذلك فإن الدنيا كلها لا تسعها من الفرح..
نفس الشيء بالنسبة للأم التي يتعاطى ابنها القات أو التدخين أو المخدرات أو يمارس أفعالاً شائنة كالسطو والسرقة وغيرها فإن الأم في هذه الحالة تظل مشغولة البال على ولدها بحيث يمثل لها مصدر قلق مستمر يمنعها من أن تذوق للحياة طعماً فطول الوقت وهي تفكر كيف تخرج ابنها من هذا الأمر وتنقذه من نفسه وطول الوقت وهي تفكر بالمصير المظلم الذي قد يؤول إليه حال ولدها إذا ما استمر في هذا الطريق الشائك .. ويوماً بعد يوم يتحول قلق الأم المسكينة إلى كابوس يطاردها ليل نهار وكأن ولدها فلذة كبدها قد تحول إلى خنجر مسموم يحز في قلب الأم ويحرمها الطمأنينة والأمان.
ثمن باهظ
- ويضيف محمد : الأم في مثل هذه الحالة لا تريد من هذه الدنيا شيئاً إلا أن ترى ولدها وقد عاد إلى جادة الحق والصواب وأقبل عليها كما كان يفعل سابقاً حين كان يأتيها ويداه ضارعتان وقلبه أبيض ونقي كالثلج وليس هناك من سيتحدث عنه بسوء أو ينال من شرفه وأخلاقه .. الأم في مثل هذه الحال تريد ابنها ولاتريد من ابنها شيئاً .. الأم في هذه الحالة يمكن أن تقدم روحها ثمناً لأن ترى ابنها شخصاً مستقيماً في هذه الحياة وتجده يسير في طريق الصواب بعيداً عن أي خطأ أو إدمان.
أمل ذلك
- رشاد «22 عاماً» من نوع الأبناء الذين يشكلون مصدر قلق وإزعاج لأمهاتهم وآبائهم .. فمشاكله الكثيرة مع الآخرين جعلت والدته تعيش في حزن دائم فلا يكاد يمر يوم إلا ويطرق أحدهم باب منزلهم شاكياً أو باكياً أو محذراً من عواقب تصرفات هذا الولد الطائش .. في حين يؤكد رشاد أنه لا يقصد أبداً أن يسيء إلى أمه أو إلى أحد آخر .. كل ما يفعله هو أن يتصرف بعفوية شديدة وأحياناً يغضب .. وهو يعيد سبب ما يحدث له من مشاكل إلى أن الكثير من الناس لا يفهمونه وفي أوقات كثيرة يسيئون الظن به ولأجل ذلك فهو يتصرف بما يظن أنه يعيد له اعتباره ويحفظ كرامته .. رشاد حين تحدثنا معه عن عيد الأم وأوضحنا له أن أفضل هدية يمكن أن يهديها لوالدته في مثل هذه المناسبة هو أن يكف أذاه عن الآخرين ويحاول أن يتعايش مع الواقع بطريقة أفضل قال إنه يأمل ذلك وأنه سيعمل كل ما بوسعه لتعيش أمه سعيدة وراضية عنه..
رهان على الأيام
- ومع أن الشك قائم في إمكانية أن يصدق «رشاد» في وعده إلا أن الأيام كفيلة بأن تجعل الأبناء أكثر حرصاً في نيل رضا أمهاتهم وآبائهم حسبما ذهب إلى ذلك الأخ/ يوسف عبدالجليل الذي أوضح أنه كان ذات يوم ولداً عاقاً وتسبب في الكثير من الحزن والألم لأمه المسكينة ووالده العجوز لكنه بمرور الوقت أدرك مقدار الخطأ الذي كان يقترفه فعاد إلى حجر أمه يسألها الرحمة والعفو ورجع إلى أبيه يسأله الصفح والغفران .. ورغم أن «يوسف» امتنع أو فلنقل تحرج من أن يحكي لنا صوراً عن فترة الطيش والعقوق إلا أنه أكد وبقوة أنه لم يجد من والدته حين عاد إليها إلا الحب والحنان وكل الإقبال والعطف ولم يجد من والده إلا كل خير وهو ما جعله يستحي كثيراً مما صنعه بهم وبنفسه ويتمنى أن يعمل أي شيء للتكفير عن ذنبه لكنه واثق تمام الثقة أن لا شيء أجمل ولا أفضل من طاعة الوالدين وحسن معاملتهما.
أرضى زوجته وأغضب أمه
- الأم إذاً هي أغلى ما في الحياة لكن هناك من قد يشذ على هذه القاعدة بحيث ينظر إلى الزوجة على أنها أغلى من الأم بل قد يذهب البعض إلى ما هو أبعد من ذلك فيرضي زوجته بإغضاب والدته وهذه هي الطامة الكبرى كما يرى ذلك الأخ/ إسماعيل عوض «موظف» .. فهناك من الأزواج كما يؤكد الأخ / إسماعيل من يقفزون على مكانة آبائهم وأمهاتهم ويتنكرون لكل تلك الأيام الجميلة والسعيدة التي قضوها في أحضان الآباء والأمهات وكل تلك التضحيات التي قدموها من أجل أن يعيش الأبناء في سعادة وهناء بحيث لا ينقصهم شيء ولا يشعرون بالنقص أمام أترابهم وزملائهم في المدرسة والحارة والشارع وفي أي مكان آخر .. هؤلاء الأبناء يوقعهم الله في شر أعمالهم فمن لم يقم بحقوق والدته على أكمل وجه قيض الله له زوجة سيئة تسومه سوء العذاب فيعيش في ظل تسلطها عليه كالعبد الذليل الذي لا يملك القدرة على الرفض وينفذ الأوامر وحسب.. هؤلاء الأزواج تجعلهم زوجاتهم أضحوكة بين الناس فمنهم من لا يملك الشجاعة الكافية لمساعدة والدته أو والده بشيء ومنهم من يمر عليه العام والعامان دون أن يلتفت إلى والديه أو يزورهما من باب الذكرى.
قصة مؤلمة
- إسماعيل يحكي لنا قصة مؤلمة عن أحد أصدقائه وكيف بلغ به العقوق حد أن يضرب والدته أمام زوجته وأبنائه .. يقول «إسماعيل» كيف يمكن أن نحتفل بعيد الأم وهناك في مجتمعنا من يضرب أمه وأبيه إرضاءً لزوجته .. لقد أصبحنا نعيش في زمن لا يعقل .. نعم فهناك شخص أعرفه وأتمنى لو لم أكن قد تعرفت عليه يوماً ما .. هذا الشخص انفقت عليه أمه دم قلبها حتى كبر وصار شاباً قوياً .. وحين أرادت أن تخطب له إحدى الفتيات المؤدبات وتزوجه بها رفض ذلك بشدة فلم يكن منها إلا أن تركته على حاله حتى جاء إليها ذات يوم وأخبرها أنه يريد الزواج بفتاة تعرف إليها عن طريق أحد أصدقائه وحين اعترضت على زواجه بهذه الطريقة التي لم تكن تراها مناسبة تركها ومضى غير عابئ بها ولا بموقفها .. ومرت الأيام وتم له ما أراد لكن قلب الأم الطيب لم يسمح لها أن تترك ولدها يسكن شقة بالإيجار ويدفع من أجل ذلك ما يفوق نصف راتبه فطلبت منه أن يأتي مع زوجته ليسكن معها في منزل العائلة .. وقد رحبت الزوجة بهذا الاقتراح أكثر من الزوج لأنها كانت تريد أن توفر ما كانت تدفعه إيجاراً للشقة ومن ثم تنفقه في شراء ما تتوق إليه من ثياب وعطور ومكياج وغير ذلك .. لم تكن تفكر قط أن بإمكانها هي وزوجها أن يقتطعا جزءاً من الراتب لمساعدة الأم المسكينة على توفير ما تحتاج إليه من متطلبات أساسية .. ويوماً بعد يوم وجدت الأم المسكينة نفسها مجبرة على أن تطلب معونة من ولدها .. لم يكن يدور في خلدها أن ولدها قد يرفض أن يمد لها يد المساعدة حتى جاء يوم وأخبرها صراحة بأنه لا يمكن أن يعطيها شيئاً وأنه متفق مع زوجته على ذلك .. وقع هذا الكلام على الأم كالصاعقة لكنها أخفت حزنها الكبير على كل من حولها وكأنها كانت تريد أن تمنح ولدها الوقت الكافي لمراجعة حساباته أو أنها كانت حريصة على ألا تدخل في خلاف مع زوجة ابنها لكن زوجة الابن لم يكفها ما فعلته بأم زوجها التي هي في مقام أمها بل راحت توغر صدر زوجها تجاه أمه حتى بلغ به الأمر حد أن أنهال على والدته بالضرب وهددها بالطرد من المنزل الذي هو منزلها ومنزل زوجها بالأصل ومنزل أولادها الصغار .. المنزل الذي أوى هذا العاق صغيراً واحتضنه مع زوجته كبيراً لكن شيئاً من ذلك لم يدفع بهذا الزوج الواقع في أسر زوجته أن يبر بأمه أو يحفظ لها كرامتها.
أكبر من هدايانا
- ليت كل ولد عاق أو فتاة عاقة يدرك الواحد منهما أنه يمكن أن ينفصل مابينه وبين هذا العالم لكن ما بينه وبين الأم يجب أن يبقى موصولاً وقائماً على الدوام لأنه لا شيء يعدل علاقتنا بآبائنا وأمهاتنا وإذا كان كل جميل أو معروف يمكن أن يعاد إلى صاحبه أو يوفي حقه فإن جميل الأم ومعروفها هو دين لا يمكن قضاؤه بأي حال من الأحوال وبأي صورة من الصور .. يقول الأخ / شوقي البيضاني «موظف» لو كان عمري كله باقة ورد لأهديته إلى أمي في عيدها .. لا شيء يوفي الأم حقها ولا شيء يعدل رضاها .. إنها أكبر من كل محاولاتنا ومساعينا .. وأكبر من كل هدايانا وكلماتنا .. إنها القيمة العظمى والمكانة العالية والواجب المقدس .. إنها الحب هي يكون الحب عطاء دائماً ووفاء دائماً وتضحية دائمة .. إنها أنشودة الحياة .. بل الحياة ذاتها .. لا شيء في هذه الحياة يمكن أن يغنينا عن الأم وعن دورها في تربية الأجيال وتزويدهم بالقيم والمثل العليا والصفات والأخلاق الحميدة وغرس بذور الحب والمودة والتعاون والرحمة بحيث تصبح الأم هي كل معنى جميل وكل خلق جميل وكل كلام جميل وكل فعل جميل كما تصبح كذلك كل هدف جميل وكل غاية جميلة .. إن الأم لا تقاس بزمان ولا مكان فهي كل الأزمنة وكل الأمكنة وهي نحن حين نكون امتداداً لها في الزمان والمكان وحين نجسد قيمها ومعانيها وتطلعاتها في كل تعاملاتنا فتكون هي الأصل والفصل وهي البداية والنهاية وهي الوسيلة والغاية وهي الحياة حين يكون للحياة طعم ولون ورائحة.
ليتها لم تمت
- ماذا يفعل إذاً من توفيت والدته ولم يجد الفرصة كغيره ليقدم لها باقة ورد أو هدية جميلة أو يقول لها شيئاً بهذه المناسبة .. أحلام «طالبة ثانوي» لا تزال تحتفظ بثياب والدتها حتى اليوم وببعض عطورها وحاجياتها.. تقول «أحلام» كلما شعرت بوطأة الحياة عليّ أو بأنني حزينة ووحيدة ولايوجد من يفهمني في هذا العالم أعود إلى ما تبقى من رائحة أمي فأجد فيها السلوان والعزاء وأجد الراحة والطمأنينة.
وتضيف : إن بعضاً من رائحة أمي تمنحني الشعور بالسعادة وتعطيني الأمل بالحياة وبالمستقبل فكيف إذا كانت أمي لاتزال على قيد الحياة .. كيف إذا كانت تعيش معي بجسدها وروحها .. ولم تكن مجرد ذكرى .. بالتأكيد ستكون حياتي أفضل من الآن وسأكون أنا روحاً طائرة في رحاب هذا العالم لا أخاف من شيء ولا أعمل حساب شيء لأن أمي معي وبجانبي .. أحياناً أمشط شعري فأتمنى لو تكون أمي هي التي تمشط لي شعري كما كانت تفعل أيام زمان أو حين كنت طفلة في السابعة من عمري حين جلست تمشط شعري وتحدق فيّ بإمعان وبشفق كبير.. كان ذلك قبل أن تفارق الحياة بأسابيع .. اليوم فقط أدركت شر تلك النظرة العميقة.. كانت تبثني كل مشاعر الأمومة في لحظة وداع وكأنما كانت تسلمني إلى الحياة وفي أعماقها أمل كبير بأن الحياة ستكون رحيمة بي وستعمل بوصية الأم وأمنيتها في أن تجد طفلتها المقبلة على الحياة من يأخذ بيدها ويمسح دموعها كلما شعرت بالحاجة إلى من يذكرها بأمها وبحنانها الذي لا يموت .. «أحلام» لم تجد بداً إلا أن تهدي روح أمها بضع صلوات وبعض كلمات وتتمنى من أعماق أعماق قلبها لو أن أمها لم تمت.
أريد لهم لا منهم
- الأم .. ماذا تريد في عيدها السنوي من أبنائها .. أم شكيب تقول إنها لا تريد من أبنائها شيئاً .. بل هي تريد لهم كل خير وكل صحة وكل عافية .. وتضيف :
لقد وجدت الأم في هذه الحياة لتعطي لا لتأخذ .. ويخطئ كثيراً من يظن أن الأم قائمة طلبات لا تنتهي أو أنها عبء ثقيل على كاهل الأبناء وبخاصة إذا كانت مريضة أو مصابة بعاهة أو ماشابهة أو تقدم بها العمر.
إن الأم تظل مصدر خير وبركة في جميع الظروف والأحوال وإذا كانت الجنة وهي الجنة موضوعة حت أقدام الأمهات فما بالك ببعض أمور الحياة الدنيا إذا ما قورنت بقيمة الأم ومكانتها في الدنيا والآخرة.
أم «شكيب» لم تتعود أن تحصل من أبنائها على هدايا في مثل هذه المناسبة لكنها راضية عنهم لأنهم كما تقول قرة عينها في الحياة ويكفي أن جميع أولادها يطيعونها ولم يحدث يوماً أن غضبت على أحدهم غضباً يستحق الذكر.
أحبهم أكثر من روحي
- أم بدر هي الأخرى لا تريد من أبنائها شيئاً وكل ما تتمناه في هذه المناسبة أن يطيل الله في عمرها لتواصل مشوارها في تربية أبنائها الصغار والسهر على راحتهم ومع أن ابنها الأكبر هو الآن على أبواب الزواج إلا أنها لا تشعر أن ولدها قد كبر وصار بالمكانه الاعتماد على نفسه فهي دائمة الملاحظة والعناية وكأنه لايزال ذلك الطفل الصغير الذي لا يستطيع عمل شيء من دون مساعدة أمه .. ومع أن اهتمامها الزائد عن الحد بأولادها هو مثار رفض واستنكار من قبل زوجها ومن قبل أولادهما الكبار إلا أنها لا تستطيع إلا أن تكون كذلك بحيث يظل أولادها في نظرها صغاراً وإن كبروا فهي كما تقول تحبهم ربما أكثر من نفسها ولاتدري ماذا ستصنع لو تزوجوا أو ابتعدوا عنها لأي سبب من الأسباب.
جهودي لم تذهب سدى
- أم نائف «مدرسة» فخورة جداً بأبنائها الذين صاروا مضرب مثل في الطيبة والاستقامة والتعاون فيما بينهم ومع الآخرين .. وهي لأجل ذلك تشعر أن الأيام والليالي التي أضاعتها في تربية أبنائها لم تذهب سدى بل أثمرت وأينعت وصار لها حضور وامتداد ولها أثر إيجابي وملموس على أكثر من صعيد ففي الجانب التعليمي يحقق أبناؤها مستويات عالية ويحصلون على مراتب متقدمة بين زملائهم ولم يحدث أن تراجع مستوى أحدهم يوماً ما إلى درجة مخيفة أو بقي أحدهم في نفس الصف الدراسي لسنة دراسية أخرى .
وفي جانب الالتزام فإن أم نائف تؤكد أن أبناءها ملتزمون بالشعائر الدينية كإقامة الصلاة في أوقاتها ومساعدة الآخرين وعدم الاختلاط بأصدقاء السوء أو الإخلال بالأنظمة والقواعد العامة .. تقول «أم نائف» .. لقد علمت أولادي أشياء وفضائل كثيرة حتى أبسط الأشياء التي قد لا تخطر على بال كثير من الأمهات ،. وباستمرار أحاول أن أقيم سلوكهم لأعرف ما إذا كان هناك تراجع أو خلل ما..
الأم هي المدرسة الأولى
- أم نائف تؤكد أن الأم هي المدرسة الأولى التي تتعلم فيها الأجيال أبجديات الحياة والأخلاق والالتزامات العامة .. فالأم هي حجر الزاوية في كل ذلك وعلى عاتقها تقع مسئولية تربية الأبناء وغرس القيم والمفاهيم الصحيحة في نفوسهم وتهيئتهم لتحمل المسئولية عندما يصبحون قادرين على ذلك .. ومن أيام أمنا حواء وحتى اليوم لاتزال المجتمعات مجمعة فيما بينها على أن الأم هي المخلوق الأوحد والأقدر على تشكيل طينة الطفولة ورسم ملامحها في الحاضر والمستقبل .. هذا الدور العظيم والفريد من نوعه ليس مجرد مهنة أو وظيفة عابرة بل هو استعداد فطري وإنساني وطاقات ممزوجة وعاطفة المرأة حتى تتمكن هي دون سواها من الكائنات في القيام بدور التربية والتنشئة على أكمل وجه بما يجعل الحياة أجمل وأفضل فالرجل الأب قد لا يستطيع تحمل صراخ طفله في كثير من الأحيان وليست لديه الشجاعة أو ربما الاستعداد الكافي للاعتناء بالأطفال وتوفير متطلباتهم.
مسئولية عظيمة
- في الإطار ذاته تؤكد «أم إسماعيل » أن مسئولية الأمهات مسئولية عظيمة ودورهن لا يضاهيه دور آخر في هذا الوجود .. ومع ذلك فهي تحمل الأمهات كافة المسئولية في حال تقاعسن عن القيام بدورهن على الوجه المطلوب أو انشغلن عن تربية أطفالهن والاعتناء بهم بخلافات زوجية أو عائلية أو بعلاقات خاصة أو بتوفير متطلبات واحتياجات هامشية على حساب الأسرة والأبناء .. وتؤكد أم إسماعيل : على الأم أن تقوم بدورها بعيداً عن أي تأثيرات جانبية أو مطامع خاصة فالأم لا يمكن لها إلا أن تكون أماً ولا يمكن لها أن تكون شيئاً غير ذلك وهذا ما تؤكده حركة الحياة والخصائص الجسدية والنفسية للأمهات بحيث يمكن أن يتقبل الأبناء من آبائهم أية تصرفات أو مواقف أوردود أفعال غاضبة وعنيفة لكنهم لا يقبلون ذلك مطلقاً من أمهاتهم فالأم كلما حاولت أن تكون قاسية أوغير مبالية جذبتها طبيعتها إلى داخل مربع الأمومة حيث الحب المتدفق بلا انقطاع وحيث العطف والحنان وحيث الصبر والتضحية والعطاء.
تفكك
- وترى «أم إسماعيل» أنه وللأسف الشديد ورغم الطبيعة الخاصة والحضور الاستثنائي للمرأة على مسرح الحياة ودورها الفاعل كأم ومربية ومصنع إنساني لإنتاج وتشكيل الأجيال إلا أن هناك من الأمهات من لا يحسن القيام بهذا الدور وبخاصة في ظل ما تشهده المجتمعات المعاصرة من تفكك في العلاقات والروابط الأسرية والاجتماعية وفي ظل ما يشهده العالم من طفرة معلوماتية ووسائل إعلامية وتقنية حاصرت الأسرة بمجمل أفرادها فأخذت الأم من أبنائها وأخذت الأبناء من أمهاتهم بحيث صار الكل مشغولاً بالفضائيات والانترنت ووسائل المتعة والرفاهية التي تبدأ ولا تنتهي .. من هنا لم يعد دور بعض الأمهات قائماً كما كان في السابق بل صار مجرد صور تذكارية ورحلات وهدايا متبادلة كما أو كلت بعض الأمهات دورهن في التربية والعناية بالأطفال إلى الجدات أو بعض الأقارب أو المربيات.
في اتجاهين
- «أم نور» تذهب الى أبعد مما ذهبت إليه «أم اسماعيل» وتؤكد أن الحديث عن الأم وعن عيد الأم يجب أن يسير في اتجاهين أولاهما التأكيد على عظمة وجود الأم وعظمة دورها وضرورة وأهمية أن يقدر الأبناء مثل هذا الدور ومثل هذه التضحية .
والثاني : أن يوجه الحديث مباشرة إلى الأم لكي تعي أكثر عظمة ما تقوم به من دور جليل وما تقدمه من خدمة عظيمة للبشرية جمعاء وبخاصة أن هناك من يحاول باستمرار التقليل من أهمية هذا الدور وتصويره على أنه مجرد واجب أسري مثلما يقبل القسمة على واحد يقبل القسمة على اثنين وثلاثة وأربعة .. وهذا طرح خطير وغير مسئول يسحب البساط من تحت أقدام الأم ويحولها إلى مجرد آلة تعمل لحساب مصالح أو شركات خاصة أو تظهر في الفضائيات أو المجلات كفتاة إعلانات لا كأم محترمة يسعى العالم بأسره إليها لينال رضاها وبركاتها.
عند مستوى الثقة
وتقول «أم نور» لكل أم تشكو عقوق أبنائها لها أو عدم اهتمامهم بها .. ينبغي على كل أم أن تكون عند مستوى الثقة والمسئولية فالأم التي تدلل أطفالها مثل الأم التي تفرط في القسوة عليهم وإهمالهم .. كلتاهما ستواجهان يوما عواقب ما يزرعانه الآن فالأم التي تعود أبناءها منذ الصغر على طاعتها واحترامها وتقديرها لا يمكن لأبنائها يوماً أن يشبوا عن هذا الطوق حتى إن كبروا أو تزوجوا أو كان لهم أولاد وبنات .. الأم التي تقوم بواجبها دون من ودون تذمر ودون إشعار الأبناء بالدونية والنقص .. هذه الأم لا يمكن أن تجد من أبنائها إلا كل خير بل أنهم كلما كبروا وقويت عيدانهم وتطورت معارفم ومهاراتهم اقتربوا منها أكثر وأكثر وأشعروها بالأمن والأمان كما أشعرتهم هي من قبل .. هذه الأم بحسب ما تؤكده أم نور ، هي الأم الصالحة والمثالية والنموذج الأفضل الذي يجب أن يشار إليه بالبنان في كل يوم وفي كل وقت وليس فقط في عيد الأم لأن مثل هذه الأم ينبغي أن تكون كل أيامها أعياداً ومناسبات وكل لحظاتها فرح وسعادة.
الأم الثانية
- الزوجة قد لا تكون على طول الخط ضرة للأم بل قد تكون الأم الثانية كما يرى ذلك الأخ/ عبدالسلام «موظف» حيث يقول : لقد كنت طوال عمري حريصاً على طاعة والدتي واحترامها الاحترام اللائق بها .. ورغم ذلك كنت أشعر دائماً وباستمرار أنني مقصر في طاعة أمي وتقديم ما يتوجب علي تقديمه من فروض الولاء والطاعة والحب والحنان والعون والمساعدة .. ومرت الأيام وأنا على هذا الحال حتى وفقني الله وتزوجت بامرأة صالحة وبمجرد أن أنجبت لي الأطفال الواحد بعد الآخر وتحولت إلى أب أدركت معنى أن يكون الرجل أباً أو تكون المرأة أماً .. وكلما لاحظت كيف أن زوجتي تضحي بسعادتها من أجل أن تمنح أبناءها السعادة والفرح تراءت أمام عيني عظمة التضحيات وعظمة الدين الذي أنا مدين به لأمي لأن ثمة فرقأ كبيراً بين ما نحن عليه حين كنا أبناءً وبين ما نحس ونشعر به وقد تحولنا إلى آباء وأمهات.
احتفاء حقيقي
- عبدالسلام يؤكد كذلك ، أشعر بأم أولادي وكأنها أيضاً أم لي وأشعر من خلالها بأمي أكثر مما أشعر بها من خلالي أنا .. وقد لا أكون الوحيد الذي لديه أمان .. وفق هذا المفهوم .. كما أني أمل من كل شخص ومن كل زوج أن يتعامل مع زوجته إذا ما حاولت أن تمنعه عن برّ أمه ورعايتها أو حاولت أن تجعل نفسها في كفة وأمه في كفة ثانية ..
ويضيف عبدالسلام .. كلما جاء عيد الأم لانريد أن يكون هناك أضواء خافتة وجملة خطابات وكلمات وأناشيد تلقي بهذه المناسبة ومن ثم يسدل الستار .. نريد أن يكون احتفالنا بعيد الأم في كل عام شمعة تضيء لنا الطريق والآفاق حتى يتجدد اللقاء بعيد آخر وهكذا .. نريد أن يكون العام كله أنشودة حب ووفاء وشكر وعرفان بالجميل .. نريد أن نقول لأمهاتنا في كل ويوم «يو سعيد» بدل أن تقول لهن في كل عام «عام سعيد».
مكانة عالية
- من وجهة نظر دينية يؤكد الأخ / أحمد عبدالقادر «مرشد ديني» أن علاقة الإسلام بالمرأة سواء أكانت طفلة أم شابة أو زوجة أم أماً علاقة عالية المستوى وليس لها نظير في مختلف الأديان الأخرى .. وعيد الأم الذي يصادف ال 21 من مارس من كل عام وينظر إليه الكثيرون ويتعاملون معه على أنه عيد قائم ومعترف به هو من وجهة نظر دينية لا يمثل عيداً بالمعنى المتعارف عليه ديننا شأنه في ذلك شأن غيره من الأعياد المتعارف عليها عالمياً كعيد المعلم وعيد الشجرة وعيد الحب وغير ذلك من الأعياد والمناسبات الوطنية والسياسية.
ويؤكد الأخ / أحمدأن الإسلام حين أوضح مكانة المرأة كأم ورفعها إلى أعلى الدرجات لم يكن ذلك من قبيل المبالغة أو الرجم بالغيب أو محاولة الكسب السياسي أو الاجتماعي بل كان إقرارا واضحاً بعظمة الأم ودورها في الحياة وسمو المهمة التي تضطلع بها في تربية ورعاية النشء وتزويده بالقيم والمفاهيم والمعتقدات التي تجعله مؤهلاً للانخراط في إطار الحياة وممارسة دوره في المجتمع على أكمل وجه وفقاً لمنهج الله وللغاية التي خلق من أجلها الإنسان وجاء إلى هذه الأرض.
دين في عنق الأبناء
ويوضح الأخ/ أحمد أن الآيات والأحاديث النبوية التي تدل على عظمة الوالدين وتحض على طاعتها والبر بهما كثيرة ومتعددة ويكفي فخراً للأمهات حديث الرسول صلى الله عليه وسلم حين أوضح «الجنة تحت أقدام الأمهات» أو حين سأله أحدهم من أحق الناس بحسن صحابتي يارسول الله .. قال أمك .. قال ثم من قال أمك .. قال ثم من قال أمك .. قال ثم من قال أبوك.
هذه الآحاديث وغيرها إنما جاءت لتبني عظمة مكانة الأم وعظمة ما تستوجبه وتستحقه من بر وطاعة ورعاية واهتمام فهي التي حملتنا في بطنها تسعة أشهر وتحملت أوجاع الحمل وآلام الولادة ،، وهي التي أرضعتنا حولين كاملين أو ما يقارب هذه المدة .. كما أنها هي وحدها التي سهرت الليالي الطوال وحرمت عينها لذيذ النوم من أجل إن تضمن راحتنا.. كبرنا زاد اهتمامها ورعايتها لنا .. لذلك كان لابد للإسلام وهو دين الحق والعدل أن يعترف بحقوق الأم وأفضالها ويجعل ذك كله دينا في عنق الأبناء لا يستطيعون له سداداً وإن أجهدوا أنفسهم في ذلك وعلى هذا كان رضا الله من رضا الوالدين وسخطه من سخطهما وكان لابد من التشديد في مسائل الطاعة للوالدين لينظم عقد الحياة وتتواصل مسيرة الحب والخير ما قامت السموات والأرض.
زمن العجائب
- ويؤكد الأخ/ أحمد : نحن في زمن تحدث فيه النقائص والعجائب كل يوم .. ومن العجب العجاب أن نجد بعض الأبناء وقد ذهب بهم غيهم وضلالهم إلى حد عقوق الوالدين غير عابئين أن هذا الأمر من الكبائر والعياذ بالله وأنه يوجب سخط الله والناس ويحرم صاحبه من نفحات الخير وأسبابه ومن النجاح والفلاح في الدنيا والآخرة.
وعن رأيه فيمن يتمادى في عقوقه فيتعرض لوالدته بالضرب أو بالسب والشتم قال : لاحول ولا قوة إلا بالله .. هذا هو والله هو الخسران المبين .. والضلال الكبير الذي يذهب بصاحبه إلى الهاوية .. أفلا يعلم هؤلاء أن الله سبحانه وتعالى نهانا عن أن نتأفف في وجوه آبائنا وأمهاتنا فقال سبحانه وتعالى : «ولا تقل لهما أفٍ ولا تنهر هما».. فكيف بهؤلاء يشتمون آباءهم وأمهاتهم ويتخاطبون معهم بأقذع الألفاظ بل قد يضربونهم أحياناً .. هذا والله هو الطامة الكبرى وهو علامة من علامات يوم القيامة كما أنه دليل على ما نتعرض له كمجتمع مسلم محافظ من خطر التمزق والتفكك والسير في طريق الغواية والضلال بعيداً عن منهج الله وعن قيم الإسلام وأخلاقه الفاضلة التي تدعونا إلى أن نتعامل مع الغرباء بكل أدب واحترام فكيف بآبائنا وأمهاتنا.
دعوة إلى المنهج السليم
- الشيخ أحمد يدعو الآباء والأمهات إلى اتباع المنهج السليم في تربية الأطفال وتنشئتهم التنشئة الصحية والسليمة فالرسول صلى الله عليه وسلم يقول :
«يولد الإنسان على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه» والطفل هجينة والديه وعنوانها يفرعان فيه حقيقة نفسيهما ان خيراً فخير وإن شراً فشر .. لذلك ينبغي على الأسرة المسلمة إن تحرص كل الحرص على تربية أبنائها وفقاً للأخلاق والمبادئ الفاضلة .. فالعلم في الصغر كالنقش في الحجر.. أو كما قال الشاعر.
وينشأ ناشيء الفتيان منا
على ما كان عوده أبوه
الدين النصيحة
- المدرسة ووسائل الإعلام وغيرها من وسائل التنشئة الاجتماعية ينبغي عليها كما يؤكد الأخ/ أحمد القيام بواجبها في هذا الإطار على أكمل وجه .. فالدين النصيحة .. ومن ليس له خير في والديه ليس له خير في وطنه وأمته .. وهذا الشخص هو في أغلب الأحوال شخص غير سليم عقلياً ونفسياً وإلا ما ركب هذا المركب الصعب ولا أقحم نفسه في هذا الذنب العظيم وكل ذلك إنما ينم عن جهل وعدم تقدير للحقوق والواجبات وهو ما يستدعي النصح والتوعية ويستوجب الرعاية والاهتمام من قبل الآباء والأمهات أولاً ومن قبل المجتمع ثانياً .. وإذا كنا نريد أن نحتفل بالأم على أكمل وجه فلنعد لها ولدها العاق إلى رشده .. أو فلنعنها على تربيته التربية الصحيحة .. وإذا ما كنا نجلها حق الإجلال فلنعمل كل ما بوسعنا لكي نكون أبناء صالحين نبتسم في وجه من يطيع أبويه ونشد على يديه ونغضب في وجه من يعقهما ونثنيه عن غيه وضلاله.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.