نادية يحيى تعتصم للمطالبة بحصتها من ورث والدها بعد ان اعيتها المطالبة والمتابعة    انهيار وافلاس القطاع المصرفي في مناطق سيطرة الحوثيين    "استحملت اللى مفيش جبل يستحمله".. نجمة مسلسل جعفر العمدة "جورى بكر" تعلن انفصالها    باستوري يستعيد ذكرياته مع روما الايطالي    فودين .. لدينا مباراة مهمة أمام وست هام يونايتد    اكتشف قوة الذكر: سلاحك السري لتحقيق النجاح والسعادة    مدرب نادي رياضي بتعز يتعرض للاعتداء بعد مباراة    فضيحة تهز الحوثيين: قيادي يزوج أبنائه من أمريكيتين بينما يدعو الشباب للقتال في الجبهات    الحوثيون يتكتمون على مصير عشرات الأطفال المصابين في مراكزهم الصيفية!    رسالة حاسمة من الحكومة الشرعية: توحيد المؤتمر الشعبي العام ضرورة وطنية ملحة    خلافات كبيرة تعصف بالمليشيات الحوثية...مقتل مشرف برصاص نجل قيادي كبير في صنعاء"    الدوري السعودي: النصر يفشل في الحاق الهزيمة الاولى بالهلال    الطرق اليمنية تبتلع 143 ضحية خلال 15 يومًا فقط ... من يوقف نزيف الموت؟    الدكتور محمد قاسم الثور يعزي رئيس اللجنة المركزية برحيل شقيقه    في اليوم ال224 لحرب الإبادة على غزة.. 35303 شهيدا و79261 جريحا ومعارك ضارية في شمال وجنوب القطاع المحاصر    منظمة الشهيد جارالله عمر بصنعاء تنعي الرفيق المناضل رشاد ابوأصبع    قيادي حوثي يسطو على منزل مواطن في محافظة إب    بن مبارك يبحث مع المعهد الملكي البريطاني "تشاتم هاوس" التطورات المحلية والإقليمية    الحوثيون يعلنون إسقاط طائرة أمريكية MQ9 في سماء مأرب    السعودية تؤكد مواصلة تقديم المساعدات والدعم الاقتصادي لليمن    مسيرة حاشدة في تعز تندد بجرائم الاحتلال في رفح ومنع دخول المساعدات إلى غزة    المطر الغزير يحول الفرحة إلى فاجعة: وفاة ثلاثة أفراد من أسرة واحدة في جنوب صنعاء    رئيس مجلس القيادة يناقش مع المبعوث الخاص للرئيس الروسي مستجدات الوضع اليمني مميز    بيان هام من وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات من صنعاء فماذا قالت فيه ؟    ميسي الأعلى أجرا في الدوري الأميركي الشمالي.. كم يبلغ راتبه في إنتر ميامي؟؟    تستضيفها باريس غداً بمشاركة 28 لاعباً ولاعبة من 15 دولة نجوم العالم يعلنون التحدي في أبوظبي إكستريم "4"    مليشيا الحوثي تنظم رحلات لطلاب المراكز الصيفية إلى مواقع عسكرية    بعد أيام فقط من غرق أربع فتيات .. وفاة طفل غرقا بأحد الآبار اليدوية في مفرق حبيش بمحافظة إب    وباء يجتاح اليمن وإصابة 40 ألف شخص ووفاة المئات.. الأمم المتحدة تدق ناقوس الخطر    تهريب 73 مليون ريال سعودي عبر طيران اليمنية إلى مدينة جدة السعودية    شاب يمني يساعد على دعم عملية السلام في السودان    تدشيين بازار تسويقي لمنتجات معيلات الأسر ضمن برنامج "استلحاق تعليم الفتاة"0    أعظم صيغ الصلاة على النبي يوم الجمعة وليلتها.. كررها 500 مرة تكن من السعداء    الخليج يُقارع الاتحاد ويخطف نقطة ثمينة في الدوري السعودي!    اختتام التدريب المشترك على مستوى المحافظة لأعضاء اللجان المجتمعية بالعاصمة عدن    مأرب تحدد مهلة 72 ساعة لإغلاق محطات الغاز غير القانونية    العليمي يؤكد موقف اليمن بشأن القضية الفلسطينية ويحذر من الخطر الإيراني على المنطقة مميز    يوفنتوس يتوج بكأس إيطاليا لكرة القدم للمرة ال15 في تاريخه    النقد الدولي: الذكاء الاصطناعي يضرب سوق العمل وسيؤثر على 60 % من الوظائف    اليونسكو تطلق دعوة لجمع البيانات بشأن الممتلكات الثقافية اليمنية المنهوبة والمهربة الى الخارج مميز    وعود الهلآّس بن مبارك ستلحق بصيف بن دغر البارد إن لم يقرنها بالعمل الجاد    600 ألف دولار تسرق يوميا من وقود كهرباء عدن تساوي = 220 مليون سنويا(وثائق)    المملكة المتحدة تعلن عن تعزيز تمويل المساعدات الغذائية لليمن    وفاة طفل غرقا في إب بعد يومين من وفاة أربع فتيات بحادثة مماثلة    سرّ السعادة الأبدية: مفتاح الجنة بانتظارك في 30 ثانية فقط!    شاهد: مفاجأة من العصر الذهبي! رئيس يمني سابق كان ممثلا في المسرح وبدور إمراة    وصول دفعة الأمل العاشرة من مرضى سرطان الغدة الدرقية الى مصر للعلاج    ياراعيات الغنم ..في زمن الانتر نت و بالخير!.    تسجيل مئات الحالات يومياً بالكوليرا وتوقعات أممية بإصابة ربع مليون يمني    هل الشاعرُ شاعرٌ دائما؟ وهل غيرُ الشاعرِ شاعر أحيانا؟    لماذا منعت مسرحيات الكاتب المصري الشرقاوي "الحسين ثائرآ"    قصص مدهشة وخواطر عجيبة تسر الخاطر وتسعد الناظر    افتتاح مسجد السيدة زينب يعيد للقاهرة مكانتها التاريخية    الامم المتحدة: 30 ألف حالة كوليرا في اليمن وتوقعات ان تصل الى ربع مليون بحلول سبتمبر مميز    في افتتاح مسجد السيدة زينب.. السيسي: أهل بيت الرسول وجدوا الأمن والأمان بمصر(صور)    احذر.. هذه التغيرات في قدميك تدل على مشاكل بالكبد    دموع "صنعاء القديمة"    هناك في العرب هشام بن عمرو !    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ماذا قالوا عن دور الأم في سنوات حياتهم؟!
نشر في الجمهورية يوم 21 - 03 - 2010

الأم أبجدية الحب والحنان ، تعطي أقصى جهدها لتأمين السعادة لأبنائها، إنها مدرسة كاملة ، مهما قدمنا واحتفلنا ، فلن نوفيها قدرها وحقها وآلامها ، وصدق الله العظيم إذ يقول في محكم كتابه العزيز “ ووصينا الإنسان بوالديه حملته أمه وهنا على وهن وفصاله في عامين ان اشكر لي ولوالديك إليّ المصير” .إدارة المرأة والطفل بوكالة الأنباء اليمنية «سبأ» التقت مع شخصيات لها مكانتها في المجتمع ، تحدثوا عن دور الأم في مشوار حياتهم ، وماذا تركت أمهاتهم من بصمات في تربيتهم وتهذيبهم وتوجيههم وتشجيعهم ليكونوا ما هم عليه اليوم في مواقع عملهم .
أمي أطال الله في عمرها
أنت يا أمي من علمتني العطاء
البداية مع مستشارة النشاطات المجتمعية في مشروع الخدمات الأساسية للصحة بالوكالة الأمريكية للتنمية الدولية جميلة غالب الشرعي في أول حديثها تهدي والدتها أجمل باقة ورد وتقول “أهديك يا أمي أجمل باقة ورد في عيدك ، فأنت يا أمي أغلى إنسانة في حياتي .. أنت يا أمي من علمني حب الخير للناس وحب هذا الوطن الغالي.. أنت يا أمي من علمني خلق الإيثار والتضحية والخير.. وتقول عن أمها “ تلقت أمي في صغرها التعليم البسيط المتاح في فترة ما قبل الثورة وأيام العهد البائد ، فقد تعلمت القراءة والكتابة والقرآن الكريم ما أتاح لها الفرصة للاطلاع على الكتب بكل أنواعها وحتى يومنا هذا ، إذ تعتبره صديقها الدائم وخصوصا كتاب الله سبحانه وتعالى” وتضيف “ امي مواظبة على قراءته ليلاً ونهاراً ، ونتيجة لهذا العلم والوعي شجعتنا هي ووالدي رحمه الله على أن نكمل تعليمنا أنا وإخوتي جميعاً والحصول على أعلى الدرجات العلمية إذ لم يكن هناك في أسرتي فرق بين الولد والبنت فالكل سواسية في الحصول على فرص التعلم.. وتستطرد قائلة “كان لأمي الدور الكبير في تهيئة الجو المناسب للمذاكرة والتشجيع على مواصلة الدراسة واختيار كل منا المجال الذي يرغب به.
التحلي بالأخلاق الحميدة
أما فيما يتعلق بالجانب الإنساني لوالدتها، تقول جميلة الشرعي “ أمي إنسانة حنونة للغاية فهي تعطف على الصغير وتحترم الكبير وتساعد الفقراء والمحتاجين دائما بقدر ما تستطيع..
وتضيف “تعلمت من أمي هذه الخصلة الطيبة مساعدة من أستطيع مساعدته وألا أبخل على من يحتاج إليها وأن أكون كريمة أكثر ما أكون في شهر رمضان مثلما رأيت أمي ، فهي تحرص على أداء الزكاة ومساعدة القريب والجار والصديق”.. وتابعت “تعلمت من أمي التحلي بالأخلاق والمبادىء الإسلامية فقد علمتني أنا وإخوتي المواظبة على الصلاة والالتزام بالأخلاق الحميدة، وما أتذكره وأنا صغيرة حرصها على مرافقتي لها إلى الجامع لحضور صلاة الجمعة.. أمي علمتني أنا وإخوتي حب الوطن والولاء له بشكل كبير على الرغم من أننا أقمنا في جمهورية مصر العربية فترة طويلة إلا أننا لم ننس اليمن لحظة واحدة ، كنا دائما نستمع إلى الأناشيد الوطنية كما كنا نزور اليمن سنوياً”.. وتتذكر الشرعي “عندما كنت في المدرسة في مصر كان يتم ترديد النشيد الوطني المصري في طابور الصباح بينما أقوم أنا بترديد النشيد الوطني اليمني، وطوال فترة إقامتنا في القاهرة لم تتغير لهجتنا اليمنية وعندما عدنا إلى بلادنا لم يكن أحد يصدق بأننا أقمنا خارج الوطن لفترة طويلة ، أتذكر هذه الأغاني الوطنية بن اليمن يا درر ، اليمن بلادنا وعزها عز لنا.
الاعتماد على النفس
وتضيف “ لقد شجعتني أمي على الاعتماد على نفسي في كل شيء ، فهي من شجعني على اختيار المجال الذي أحبه للدراسة، وهي من شجعني على العمل ، وأتذكر عندما اشتريت سيارة لأول مرة ساعدتني في المساهمة بالقسط الأكبر ما جعلني قادرة على أن أدفع بقية الأقساط من مرتبي على مدار السنة، فهي هكذا .. تساعدنا ولكن أيضا تتيح لنا الفرصة للاعتماد على النفس”.
للأم دور كبير في الحياة
وفي مواقف لا تنساها مع والدتها قالت مستشارة النشاطات المجتمعية في مشروع الخدمات الأساسية للصحة بالوكالة الأمريكية للتنمية الدولية “ لا يمكن أن أنسى دور أمي الكبير في مساعدتي في حياتي العملية إذ كان لها الفضل الكبير في نجاحي واستمراري في عملي الذي كان يتطلب مني السفر والتنقل بين المحافظات ، كان أطفالي في تلك المرحلة صغارا جداً وكانت أمي ترافقني وترعاهم إلى أن أنتهي من عملي وأيضا كان لها الفضل الكبير في إتاحة الفرصة لي للمشاركة في المؤتمرات واللقاءات والدورات التدريبية خارج الوطن حيث كنت أذهب وأترك أطفالي مع أمي للاعتناء بهم ما أتاح لي تعلم خبرات وتجارب كثيرة في مجال عملي”.
وتخلص الى القول “أنا أسعد دائما بدعائها ورضاها عني ، فهي الخير والبركة التي تضيء حياتي، أطال الله جل في علاه عمرها وأدعوه سبحانه وتعالى أن يجازي أمي حقها ، فمهما عملت فلن أستطيع أن أوفيها حقها، وصدق رسول الله عليه الصلاة والسلام في حديثه الشريف “الجنة تحت أقدام الأمهات”، وكما بدأت بإهدائها باقة ورد، أنهت حديثها بإهداء والدتها أجمل قبلة وباقة ورد في يوم احتفالها .
أمي أكبر من الثناء واكبر من الهدايا
أما رئيس لجنة الثقافة والإعلام بنقابة الصحفيين اليمنيين عبدالله الصعفاني فيقول” من منا لم تحدد أمه مسار حياته.. في مناسبة يوم الأم ليس أقل من الدعوة لأن يكون العام كله عيدا للأمهات.. ويتساءل هل عيد الأم موعد للثناء عليها في عيدها السنوي ؟!.. وهل هو مجرد هدية ..؟! “ ويجيب “إنه أكبر من الثناء وأكبر من الهدايا وأكبر من ارتمائه تحت أقدامها”.. وبالاقتراب من والدته أكثر يضيف “ يمكن أن أتذكر أمي منذ صغري.. خوفها علي وعلى إخوتي منذ كنا في مسقط الرأس حتى صار لنا أولاد وبنات .. هل أذكر خوفها المستمر ، تهذيبها ، حكاياتها التي أذكت عندي الخيال، تشجيعها لي وأنا أقرأ شعرا للبردوني أو أحاكي عبد الله شمسان مقلدا له في قراءة نشرة الأخبار”.. ويصف أمه بالقول “يااااه .. كم أنت عظيمة يا أمي وأنت تعينينني على فتح عيني على حقائق الحياة تعلمينني كيف أختار أقراني ، وكيف أتسامح عند الخلاف على لعبة قديمة من تلك التي نلعبها في الريف”.. ويتساءل “هل أتحدث عن صحيح الود أم عن صافي الحب أو شفافية القلق أم الإشراف على توجيه أبي حفظه الله ورعاه بأن أتعلم حب الله وحب الناس والتسامح مع الآخرين دونما استخدام أي من تلك السلطات التي تعيق قدرات الصغير .. ويتابع الصعفاني “ يكفي أن أمي شاركت أبي قرار رفض فكرة أن أكون ضمن صغار القرية الذين هاجروا إلى شمال الطفرة النفطية ولسان حالها يقول: ابني ضعيف البنية ويجب أن يكمل تعليمه في الحديدة ما دامت مدرسة القرية تكتفي من التعليم بالصف الرابع الابتدائي”.. ويختم بالقول لأمي الحبيبة ولأبي كل الحب.. وأطال الله عمريكما ومتعكما بالصحة والعافية.
أمي علمتني الثبات ومواجهة الصعاب
مدير عام البيوت التقليدية بالهيئة العامة للمدن التاريخية امة الرزاق جحاف ارتبطت في حياتها بوالدتين هما جدتها ووالدتها، هاتان الشخصيتان كان لهما الأثر الكبير في تشكيل حياة امة الرزاق التي تقول “تعلمت من جدتي مبادىء الحروف الأولى، تعلمت المسؤولية وكيف أقف بثبات في مواجهة الصعاب، كما تعلمت من والدتي الصبر والكفاح والسعي الدؤوب لتحقيق الأهداف.. وتشعر امة الرزاق بأنها محظوظة بأمها وجدتها، تعلمت منهما من هو محمد محمود الزبيري ومن هو اللقية وعلي عبدالمغني وعددا من الأسماء التي تعني الوطنية والكفاح والنضال لأن الجيل السابق جيل مرتبط بأحداث الثورة وقوى الاستعمار والملكية البغيظة. وتقول “ارتباطي بهاتين الشخصيتين ونشأتي في كنف رعايتهما واحتضانهما لي ترك بصماته القوية في مراحل حياتي فجدتي كانت متعلمة وكانت الخطوة الأولى بالنسبة لي في ميولي الأدبية فقد كانت حكاياتها تغرس في نفسي معاني كثيرة وتبلورت لدي مفاهيم الإحساس بالمسؤولية تجاه الآخرين ونصرة المظلوم وكثير من المعاني الإنسانية”.
وتضيف “ كانت جدتي تعرف القراءة وطورت نفسها بالكتابة وكان خطها جميلا رغم المشكلات التي تعرضت لها آنذاك لكن العائلة استفادت منها استفادة كبيره في كتابة الأحكام والبصائر لجمال خطها وصواب رأيها.
الأم .. وطن
وترى جحاف ان الأم وطن ومنه نتعلم الانتماء فالطفل حين يشعر بانتمائه الكبير لأمه يتطور بانتمائه للوطن والأم هي المنبع الأساسي لما سيكون عليه هذا الطفل فإن كان بذرة صالحة فسيكون صالحا لوطنه .. وتشير إلى الدعوات المناهضة لتقليد الغرب في الاحتفال بهذا اليوم بالقول “انها مناسبة جميلة ان نحيط هذه الانسانة بلفتة كريمة تشعرها بعظمة ما تقدمه في حياتنا، طاعتها واجبة طوال العام ولكن لا مانع من ادخال البهجة إلى نفوس الأمهات باحتفاء عائلي نجد بعده فرحة وإحساسا بالعرفان والتضحية، وبما انني ام لثلاثة أبناء فتجاهل أبنائي لهذا اليوم “بصراحة سيكون فيه زعل”.
أخاف إن مت من دمع أمي
من جانبه قال الخبير والمدرب الإعلامي نشوان السميري ، “كلما تقدمت في العمر يزداد إيماني ويقيني بأننا نعيش ببركة آبائنا ودعائهم وأنفاسهم العطرة في محيط حياتنا، ورغم أن أمي امرأة أمّية لم تلق حظها من التعليم إلا أنني غالبا ما أنسى هذه الحقيقة عند التعامل معها فأجدني أغرف من نبع حكمتها وسداد رأيها وحزمها الذي اكتسبته مع كل لحظة ألم أو فرح أو قلق على أطفالها وأنا أحدهم “.
ويواصل حديثه “ كنت الابن البكر أي الفرحة الأولى لوالدي، إلا أن ارتباطي بوالدتي كان أشد ربما بسبب غياب والدي المتكرر في الغربة أثناء فترة طفولتي وحتى حين عودته، فالأطفال كما بتنا نعلم كآبائهم أكثر قربا من الأم وأكثر اتصالا بها بسبب طبيعة عمل الأب خارج المنزل، وخصوصا عندما لا يفكر الأب بأن يخصص من وقته لحظات لرعاية أبنائه والاهتمام بهم مثل اهتمامه مثلا بعمله أو قضاء أوقات فراغه.. وعن علاقته بأمه قال “ أعد علاقتي بأمي علاقة لم ولن أستطيع تخيل نفسي طرفا وحيدا فيها، فمنها استمد قوتي ومنها أغرف من نهر طمأنينتي، وبدعائها أجابه نوائب حاضري وغموض مستقبلي، وكلما أمعنت في علاقة زوجتي كأم لأبنائنا شعرت بالخجل لما مضى في ربيع شبابي من كل تقصير قصرته في حقك يا أمي وكل لحظة لم أنهل فيها من حنانك ورحمتك وقلبك العامر بما لا يجحده سوى العاقين”. واضاف “حياتنا في نهاية الأمر وبدايته مستمدة من أنفاسك، وسعادتنا من ابتسامتك ورضاك، كما أن تعاستنا في تضييع رضاك، ولولا خشيتنا من دموعك لما كانت لحياتنا اليوم قيمة لدينا، وصدق الشاعر حين عبّر فأجاد: “واعترف بأني أعشق عمري لأني أخاف إن مت من دمع أمي”.
أمهاتنا .. نساء لايتكررن
أمين عام اتحاد الأدباء والكتاب الشاعرة والأديبة هدى ابلان اعتبرت يوم الأم 21 من مارس يوم تضاء فيه الحياة من تدفق الحب الذي تحمله الأم لأبنائها .
وتقول “نتذكر أمهاتنا اللواتي كن مدرسة في العمق والجوهر ومظاهر التربية ، كيف كنا نتعلم الحياة يوما بعد يوم ، الحياة بمعناها النبيل والصادق ، نتشرب الحنان يوميا من أيدي أمهاتنا ، ومعه كثير من القيم والأخلاق والمبادئ ، نشعر ان العلم هو أقصى درجات الطموح وان المعرفة لا سقف لها ، ما لم نكن نقف أمام التفاصيل الصغيرة المادية والبيولوجية ، كانت أمي مدرسة حقيقية تملؤنا بالمحبة والإيثار والتضحية”.. وتردف “أمهاتنا نساء لا يتكررن ، لا اعرف من أي صلصال عظيم جبلن على هذا العطاء الذي لا ينضب ، والتضحية التي لا تقف”.
وتستطرد “لا املك في هذه اللحظة التي أمارس فيها أمومتي تجاه أبنائي وأكابد الكثير من اجلهم ، إلا أن أتذكر أمي سيدة التضحيات والحنان ، الأرملة .. الشابة في عمر ال 28 عاما تحتضن بيديها سبعة من الأيتام الذين فقدوا والدهم ،كانت هي الأب وألام، أعطت بلا حدود، كما علمتني وسقتني كثيرا من القيم والمبادئ .. وتضيف ابلان “أتذكر والدتي كانت تصحو الفجر وتصلي وتدعوني إلى تقليدها ، كانت تحب الضوء وتكره العتمة في كل شيئ ، في كل مكان وفي البشر وفي القيم ، شجعتني على العلم والمعرفة اللذين لا سقف لهما ، وكانت تعتبرهما الثروة الحقيقية في الحياة ، أمي هذه العظيمة المجبولة من صلصال نادر .. اتكئ اليوم على مبادئها في مواجهة الحياة ، وهي التي شجعتني على الكتابة والشعر تحديدا وكانت تفتخر بي ، وتشعر أنها تكتب معي طالما وان الجهل ليس في الأبجدية وإنما في العقل .. وكان عقلها مضاًء وتنويريا ، لان الفطرة تدعو الإنسان دائما لان يكون مع العقل”.
وتختتم “أنا مدينة لأمي بخياراتي الجميلة والحقيقية في الحياة”. وفي قصيدة رثاء جميلة الى روح والدتها رحمها الله رحمة الأبرار في ديوانها “اشتماسات” تقول الشاعرة ابلان : الأم الدافئة الاتجاه رفعت قلبها نحو الشمس أذابت ثلجه القليل سكبته ساقية نحو الأرض تسنبلت من حولها الكائنات فكانت الجنة.
أتذكر تشجيعها وتحفيزها
ويتذكر مدير مركز العلوم والتكنولوجيا بجامعة صنعاء الدكتور محمد الكهالي طفولته مع والدته قائلا “كان لوالدتي الأثر الكبير والعظيم في التشجيع والتحفيز على التعلم والذهاب إلى المدرسة، اتذكر كيف أنها أدت واجبها على أكمل وجه ابتداء من إيقاظي في ساعات الصباح الأولى مرورا بإعداد الفطور وتجهيز ثياب المدرسة وانتهاء بمتابعة الجلساء والأصدقاء وهذا كثيرا ما كان يشغل بالها أثناء خروجي من المنزل وعندما أعود الى البيت تبدأ بمساءلتي مع من تحدثت ولعبت كانت تحذر دائما من رفقاء السوء وكان هذا الشيء يقلقها كثيرا “.
ويضيف “ مازالت أسئلتها الكثيرة تدور في رأسي جميعها قلق وخوف علي، والدتي لها بصمات في حياتي لا يمكن محوها”.. وحمل التاريخ أسماء أمهات مثاليات كثر ، فقد جاء في سيرة حاتم الطائي انه تشرب الكرم من امه “عتبة بنت عفيف “ التي كانت المثل الأعلى له في العطاء والسخاء ، لا تدخر شيئا ولا يسألها احد شيئا فتمنعه حتى حجر عليها إخوتها ومنعوها مالها.. اختيار 21 مارس يوم الأم يصادف أول أيام فصل الربيع ليكون رمزا للعطاء والتضحية والمشاعر الجميلة ، ولا داعي للاختلاف فكل أيام السنة للأم وليس يوما واحدا فقط من هذا المنطلق نبَر بأمهاتنا وآبائنا ونحن عليهم ونخفض لهم جناح الذل من الرحمة ونقول ربي ارحمهما كما ربيانا صغارا.. وأخيرا في يوم الأم نقدم دعوة للحب والتقدير لكل الأمهات ودعوة لكل مقصر في حقهن ان يبدأ صفحة جديدة ، وكل عام وجميع الأمهات والآباء على الدرب الصحيح من التربية والتهذيب والدعم الدائم للأبناء .. ذكرى يوم الأم : جاء أول إعلان رسمي للاحتفال بالأمهات في الولايات المتحدة بغرب فرجينيا ولاية اوكلاهوما سنة 1910. وفي العالم العربي انطلقت هذه الاحتفالية من مصر على يد الأخوين مصطفى وعلي أمين عندما وردت إلى علي امين رسالة من ام تشكو جفاء أولادها وسوء معاملتهم لها ، وزارت إحدى الأمهات مكتب مصطفى امين تحكي له قصتها وترملها وكيف أوقفت حياتها من اجل أبنائها حتى تخرجوا في الجامعة وتزوجوا واستقل كل واحد منهم بحياته ولم يعودوا يفكرون بزيارتها الا في فترات متباعدة . من هاتين القصتين اقترح مصطفى وعلي أمين تخصيص يوم للأم يكون للتذكير بفضلها في نفوس الأبناء بعد ان سمعا عن تخصيص يوم عالمي للاحتفال بالأم في الغرب فانهالت عليهما الكتابات بالموافقة على تحديد يوم للأم.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.