تعتبر السرقة من السلوكيات الشائنة التي تستوجب تأنيب الأولاد عن ارتكابها .. بغض النظر عما إذا كان ابنك يقوم بهذا الأمر للمرة الأولى أو أنه يسلب ما هو بسيط.. تلك المشكلة ربما يراها البعض انها ليست موجودة ؟ والبعض قد يراها ولكنه يصرف نظره عنها ...؟ هل هي مشكلة حقاً ؟! وتستدعي الانتباه لها في تربية الأبناء ؟! هذا ما سنقرأه في سطورنا. ابني يسرقني.. بدأت الحديث معنا .. م.ع.أ «كم أصبحت أحرج جداً جداً عندما نذهب أنا وابني عمره 12 سنه إلى بيت إحدى أقاربي لأن كل أطفال ذلك المنزل يشتكون بأن ذلك اليوم أختفت عليهم أشياء ..!! وأنا على طول أعرف أنه ابني .. لأنني أعاني من يده التي أصبحت تمتد إلى أشياء الآخرين بعد أن كانت تمتد فقط إلى حقيبتي وكم عجزت في محو هذه الصفة السيئة لديه ..!!». تربية ظالمة.. وعندما كنت أسأل وجدت طفلاً شدني إليه الحرق الذي كان ظاهراً على يديه وذهبت لأعرف السبب فكان على ما أظن من شكله لايتعدى 13 سنة وبعد عناء طويل وإمتناع كبير وجدت ذلك الطفل .. س.س. يتحدث عندما أقنعته أنه يجب أن يتحدث حتى ينصح الأولاد من هم في مثل سنه ولكنه قال : .. «سأتحدث لأنني أريد أن أنصح كل الآباء أن لا يتصرفوا كما فعل أبي لأنني بعد عقابه هذا سأكرهه وسأظل إلى الأبد لا أحبه .. هو فعل هذا لأنني كنت أخذ بعض المال من فلوسه ومن حقيبة أختي وأمي خلسة وعندما كنت أريد أن أقف من كل تلك التصرفات كانوا يعاقبوني على شقاوتي بحرماني من المصروف لذلك كنت أعود إلى أخذ المال خلسة منهم ؟! والحمد لله لم تنته تلك العادة مني إلا بعد أن فهمتني وبدأت تساعدني استاذة سلوى .. وكم أنا ممتن لها جداً». التربية في الصغر.. وإذا كانت التربية حملاً ثقيلاً على الوالدين فهي احياناً قد تكون مجرد اسم عابر عن البعض وخاصة في تربية الولد بين فتيان الذي فيتربى على الدلع كما يقال والتسيب .. «أحياناً». إخلاص علي محمد .. مدرسة تحدثت .. «أذكر عندما كان اخونا الصغير بعد ست فتيات مدلل لدى والدتي ، أخي الذي أصبح سبباً في مرض والدتي واصابتها بالكثير من الأمراض من تصرفاته البعيدة عن الأخلاق والأدب.. كم عجزنا أن نفهم والدتي أن لاتدلله كثيراً فعندما كان صغيراً في سن 8 سنوات كان يأخذ حقائبنا نذهب لنشكو لوالدتي ولم تكن تعاقبه ابداً بل تقول إنه يفعل هكذا لأننا خواته .. وهاهو اليوم يدخل لنا بقضية سرقة كل يوم !!!». رأي علم النفس .. يحدد اساتذة علم النفس ثلاثة مستويات من السرقة هي : 1) السرقة للتحدي : يقوم فيها المراهق بسرقة زجاجة كولا أو سلب علبة سجائر لكسر القواعد والشعور بالعظمة وتحدي الغير. 2) السرقة الاقتصادية : وتلك النوع من السرقات خطير ومن الممكن أن يحوّل ابنك إلى مرتكب جرائم أو جانح لأنه يرتكز على سرقة ما هو ثمين كالهواتف النقالة والأدوات الكهربائية. 3) السرقة بدافع مرضي : قد تكون هذه الحالة صعبة على فهم الأهل بسبب لجوء المراهق إلى سرقة الأموال من حقيبة والدته أو صديقه لا لتحقيق الربح بل للتعبير عن معاناة أو عن قلة ثقة بنفسه. ويشدد علماء النفس ضرورة لجم السرقة منذ بدايتها مهما كان مستواها ثم القيام بتأنيب المراهق حتى لا يتفاقم السلوك السلبي عنده. العقاب يؤكد الأطباء أنه ليس مهماً ضبط الولد متلبساً وهو يحاول اقتناص الأموال من حقيبة والدته .. بل من الواجب على الأهل عند الشك في سلوك ولدهم إثارة هذا الموضوع لدفعه إلى الشعور بفداحة ما قام به وللاشارة إلى تبعات القانونية لهذا الأمر. وعند السرقة للتحدي .. غالباً ما يشعر المراهق بالخجل وقليلاً ما يعاود الكرة. أما في حالة السرقة الاقتصادية يستحق الفعل العقاب الشديد والاشارة إلى قانونية المسألة. أما في الحال المرضية فإن السرقة تكون إشارة من المراهق إلى المهانة التي يشكو منها .. من الضروري في هذه الحالة أن يقوم الأهل بمعاقبة المراهق فضلاً عن مساعدته على استعادة ثقته بنفسه من خلال إضفاء القيمة على حسناته وجعله يشعر كم هو محبوب وقد يكون فعل السرقة وسيلة لاختيار المراهق مدى حب والديه له وقوة عواطفهما تجاهه وثقتهما به. لذلك ينصح الأطباء الأم بعدم التستر على أولادها لدى اكتشاف أمر السرقة لأن هذا الفعل خطير جداً.. أخيراً تعتبر التربية من أكبر الأمور التي ينبغي للإنسان أن يعرف ويتعلم كيف يربي أولاده ،ويكتسب أساليب تربوية فضلى وليس الجهل والأمية سبب صريح للتحجج به لأن التربية اليوم أصبحت كلمات تنطق من الإذاعة.. ومن التلفاز وحتى في مجالس النساء هناك من تعطي ثقافتها لغيرها..