الدوري الانكليزي الممتاز: مانشستر سيتي يواصل ثباته نحو اللقب    هيئة عمليات التجارة البريطانية تؤكد وقوع حادث قبالة سواحل المهرة    قيادات الجنوب تعاملت بسذاجة مع خداع ومكر قادة صنعاء    يوميا .. إفراغ 14 مليون لتر إشعاعات نووية ومسرطنة في حضرموت    الوزير الزعوري يطّلع على الدراسة التنموية التي أعدها معهد العمران لأرخبيل سقطرى    عناصر الانتقالي تقتحم مخبزا خيريا وتختطف موظفا في العاصمة الموقتة عدن    كل 13 دقيقة يموت طفل.. تقارير أممية: تفشٍّ كارثي لأمراض الأطفال في اليمن    طوارئ مارب تقر عدداً من الإجراءات لمواجهة كوارث السيول وتفشي الأمراض    البنك الإسلامي للتنمية يخصص نحو 418 مليون دولار لتمويل مشاريع تنموية جديدة في الدول الأعضاء    ميسي يقود إنتر ميامي للفوز على نيو إنجلاند برباعية في الدوري الأمريكي    بايرن ميونيخ يسعى للتعاقد مع كايل ووكر    الدوري الانكليزي الممتاز: ارسنال يطيح بتوتنهام ويعزز صدارته    العلامة الشيخ "الزنداني".. رائد الإعجاز وشيخ اليمن والإيمان    اشتراكي الضالع ينعي رحيل المناضل محمد سعيد الجماعي مميز    العليمي يؤكد دعم جهود السعودية والمبعوث الأممي لإطلاق عملية سياسية شاملة في اليمن    الفنانة اليمنية ''بلقيس فتحي'' تخطف الأضواء بإطلالة جذابة خلال حفل زفاف (فيديو)    - نورا الفرح مذيعة قناة اليمن اليوم بصنعاء التي ابكت ضيوفها    من هنا تبدأ الحكاية: البحث عن الخلافة تحت عباءة الدين    على طريقة الاحتلال الإسرائيلي.. جرف وهدم عشرات المنازل في صنعاء    الشبكة اليمنية تدين استمرار استهداف المليشيا للمدنيين في تعز وتدعو لردعها وإدانة جرائمها    قضية اليمن واحدة والوجع في الرأس    18 محافظة على موعد مع الأمطار خلال الساعات القادمة.. وتحذيرات مهمة للأرصاد والإنذار المبكر    بالصور.. محمد صلاح ينفجر في وجه كلوب    خطر يتهدد مستقبل اليمن: تصاعد «مخيف» لمؤشرات الأطفال خارج المدرسة    مئات المستوطنين والمتطرفين يقتحمون باحات الأقصى    وفاة فنان عربي شهير.. رحل بطل ''أسد الجزيرة''    اسباب اعتقال ميليشيا الحوثي للناشط "العراسي" وصلتهم باتفاقية سرية للتبادل التجاري مع إسرائيل    أسعار صرف العملات الأجنبية أمام الريال اليمني    ضبط شحنة أدوية ممنوعة شرقي اليمن وإنقاذ البلاد من كارثة    مجهولون يشعلون النيران في أكبر جمعية تعاونية لتسويق المحاصيل الزراعية خارج اليمن    طالب شرعبي يعتنق المسيحية ليتزوج بامرأة هندية تقيم مع صديقها    تضامن حضرموت يحسم الصراع ويبلغ المربع الذهبي لبطولة كرة السلة لأندية حضرموت    شرطة أمريكا تواجه احتجاجات دعم غزة بسلاح الاعتقالات    فريدمان أولا أمن إسرائيل والباقي تفاصيل    وفاة شابين يمنيين بحادث مروري مروع في البحرين    الحوثيون يلزمون صالات الأعراس في عمران بفتح الاهازيج والزوامل بدلا من الأغاني    دعاء يغفر الذنوب لو كانت كالجبال.. ردده الآن وافتح صفحة جديدة مع الله    اعتراف أمريكي جريء يفضح المسرحية: هذا ما يجري بيننا وبين الحوثيين!!    اليمنية تنفي شراء طائرات جديدة من الإمارات وتؤكد سعيها لتطوير أسطولها    مصلحة الدفاع المدني ومفوضية الكشافة ينفذون ورشة توعوية حول التعامل مع الكوارث    ضربة قوية للحوثيين بتعز: سقوط قيادي بارز علي يد الجيش الوطني    وصول أول دفعة من الفرق الطبية السعودية للمخيم التطوعي بمستشفى الأمير محمد بن سلمان في عدن (فيديو)    القات: عدو صامت يُحصد أرواح اليمنيين!    قيادية بارزة تحريض الفتيات على التبرج في الضالع..اليك الحقيقة    وزارة الحج والعمرة السعودية تحذر من شركات الحج الوهمية وتؤكد أنه لا حج إلا بتأشيرة حج    «كاك بنك» يدشن برنامج تدريبي في إعداد الخطة التشغيلية لقياداته الإدارية    "نهائي عربي" في بطولة دوري أبطال أفريقيا    الذهب يتجه لتسجيل أول خسارة أسبوعية في 6 أسابيع    القبض على عصابة من خارج حضرموت قتلت مواطن وألقته في مجرى السيول    الزنداني لم يكن حاله حال نفسه من المسجد إلى بيته، الزنداني تاريخ أسود بقهر الرجال    «كاك بنك» يشارك في اليوم العربي للشمول المالي 2024    أكاديمي سعودي يلعنهم ويعدد جرائم الاخوان المخترقين لمنظومة التعليم السعودي    من كتب يلُبج.. قاعدة تعامل حكام صنعاء مع قادة الفكر الجنوبي ومثقفيه    نقابة مستوردي وتجار الأدوية تحذر من نفاذ الأدوية من السوق الدوائي مع عودة وباء كوليرا    الشاعر باحارثة يشارك في مهرجان الوطن العربي للإبداع الثقافي الدولي بسلطنة عمان    - أقرأ كيف يقارع حسين العماد بشعره الظلم والفساد ويحوله لوقود من الجمر والدموع،فاق العشرات من التقارير والتحقيقات الصحفية في كشفها    لحظة يازمن    لا بكاء ينفع ولا شكوى تفيد    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الحسيني.. فل وورد وماءينساب!
نشر في الجمهورية يوم 07 - 08 - 2007

يعد بستان الحسيني من أجمل المتنزهات في محافظة لحج لما يحتويه من اشجار متعددة ومختلفة الأشكال والألوان ذات الروائح العطرة والمذاق الجميل ، جلبت معظمها من الخارج ، كالهند ومصر ،ويعود الفضل في ذلك إلى مؤسسه الحقيقي الأمير أحمد فضل القمندان ، الذي ظل يتغنى بذلك البستان ، فطبيعته الخلابة الساحرة تأسر الناظرين ، حيث يتوافد عليه الزوار من كل مكان لقضاء يوم جميل بين ظلال أشجاره ، جمال المكان جعلنا نتنقل في البستان لنرسم صورة متكاملة عنه عبر سطورنا التالية..
فكرة البستان
البداية كانت مع أحد المهتمين وهو المؤلف / علي جعبل عليون الذي قال: كان هناك أمل يراود القمندان فترة من الوقت في الحسيني وكان دائماً يردد «بنعمل جنة في لحج» وبدأت الفكرة تترسخ عنده وجمع خبراء الزراعة في لحج ، وطلب منهم أن يبحثوا عن أخصب منطقة في المحافظة ، وبالفعل تم له ما أراد وتأسس البستان قبل الحرب العالمية الأولى عام 1914م بعدة أشهر تقريباً ، ولأنه دائم الترديد انشأ بستان حسين «أطلق عليه الحسيني» .
السفر إلى الهند
وأضاف : لقد سافر إلى الهند ودار في أربع مناطق هندية هي : مدراس كرجاتا، سملا، نيودلهي وجمع منها أعظم الفواكه وهي : الفنص الجامبو الجمرك البعيدان العباس العنب بأنواعه الثلاثة البوبية نوعين جوز الهند، اشجار المستحية الموز خمسة أنواع البلدي ، السكري الشكليتي أبو نقطة، إلى جانب العاط بالإضافة إلى الزهور ذات الروائح العطرة مثل الياسمين الفل عباد الشمس الكاذي الشقر البلدي البعثران يوسف افندي الحافوس وغيرها من أنواع الورود والأزهار.
كل ذلك أعطى البستان منظراً جميلاً جعل من شاعرنا الكبير القمندان يتغنى به فيقول :
في الحسيني جناين
وفي الرمادة زراعة
كما قال في قصيدة أخرى:
سلام مني عليكم ياحبايب
يوم الهنا بتجونا للحسيني
ياحمام الحيط غني
حيا بكم بنسوي كل واجب
التي تغنى بها فناننا الكبير فيصل علوي:
موقع الحسيني ومساحته
يبعد بستان الحسيني عن مدينة الحوطة بأكثر من 4 كم من الجهة الشمالية للحوطة ، يحده من الشرق عبر بيزج ومن الغرب عبر فالج النينوه ومن الجنوب قرية الكدام ومن الشمال قرية الخداد ، وتقدر مساحته بحوالي 300 فدان ، حيث يصل عدد العمال وقت ازدهاره بحوالي 120 عاملاً وعاملة.
أجمل البساتين
ويقول الاخ/ مهدي الحاج : بستان الحسيني من أجمل المتنزهات في محافظة لحج ، ومؤسس المزرعة هو السلطان فضل بن علي والد السلطان عبدالكريم فضل وأحمد فضل بن علي «القمندان» ومحسن فضل بن علي ويوسف فضل بن علي، وعندما فكر بتأسيس مزرعة الحسيني بدأ يشق قناة «عبر» من أجل الغيل الموجود في وادي صفير وجاء بثلاثة من المزارعين لتولي المهمة وبدأ العمل في شق القناة من مزرعة الحسيني حتى السبع البير «الآبار» فقابل قرية الصرواح من الجهة الشرقية ، واستمر العمل حتى طلوع الغيل من الوادي ، كما استمر الماء في العبر لمدة أسبوع حتى وصل إلى حيط كبُر عيسى وهناك بدأ التشجير على يد السلطان فضل بن علي العبدلي.
تقسيم البستان
وأضاف عندما نشبت الحرب العالمية الأولى عام 1914م دخل الاتراك لحج ، فأخرجوا السلاطين والامراء من المحافظة وكان شبه توقف في المزرعة وبعد عودتهم واصلوا العمل في المزرعة.
أحمد فضل القمندان أشرف على العمل بنفسه وزرع الكثير من الاشجار النادرة التي جلبها من الهند مثل «الفنص الجامبو الجمرك التمبل الفوفل جوز الهند» .
وكان عمال الحسيني أغلبهم من قريتي الخداد والقريشي وأكثر أهل القريشي يعملون في تقليم الاشجار مثل المانجو الزيتون الجوافة ، وبعد وفاة أحمد فضل القمندان أعطيت الأرض لابن شقيقه فضل بن عبدالكريم واستمر فترة وجيزة ثم قام بتأجيرها إلى العديد من المزارعين الذين استمروا فيها حتى بعد الاستقلال 67م وفي 1/1/68م أمُمت المزرعة من قبل الحكم الشمولي انذاك في المحافظات الجنوبية وهناك بدأ يتقلص العمل فيها وتم الاستغناء عن العمال من ذوي الخبرة الذين عايشوا الأمراء والسلاطين حتى عام 90م ثم اعيدت إلى ملاكها الأصليين.
وقال سبيت عوض : يبدأ البستان من الرمادة غرباً وانتهاءً بحيط عيسى شرقاً «الحيط الكبير» ويتجزأ البستان إلى عدة مزارع.. لقد اتى القمندان بالأشجار من مختلف البلدان وزرعها في بستان الحسيني منها الموز البلدي الموز الأبيض موز الشيناوي الشكليتي قصب السكر الورد الصادق ... الخ.. لكن بعض هذه الأشجار والثمار ذبلت واختفت نتيجة قلة المياه وعدم الاهتمام وتحديداً عندما ذهب السلاطين وأتى آخرون فذهبوا وراء زراعة أخرى.
حسن البستان ومتاعبه
يقول محمد مهيوب : إن اسم البستان «الحسيني» أطلقه القمندان بعد تشجيره وذلك لأن الأشجار التي جلبها من مختلف البلدان كالهند ومصر أعطت المكان جمالاً وحسناً فسمي «الحسيني» هذه الأشجار بعضها انتهت مثل الفوفل التمبل النارجيل الجمرك.... الخ وبعضها مازال مثل الفل ، من الهند والنخيل «النخل» التي جلبت من زبيد ، إن العمل في بستان الحسيني جميل ، لكنه لاينتهي ذلك ماكنا نردده عندما عملنا في ذلك البستان في الصبا ، فتقول : «دائم شفل الحسيني مليح لكن متاعب فيه».
دائم شافي في التعب مشفاتيه ما تكفيه
الحسيني في الدراسة
عوض أحمد محمد قال :
لاحين للحسن لاحد يقاس به
إنما نحن أهل الحد والحين
والذي نفسه بغير جمال
لايرى في الوجود شيئاً جميلاً
بهذه الكلمات المختصرة في الثمانينيات كان ردي على زملاء الدراسة والعمل في محافظة عدن «لهم اطيب التحيات» عند تعليقهم على التقاط الصور لبستان الحسيني وغيره لكوني من أهل المنطقة ، حيث كان رأيهم أن هذه الصور يجب أن يكون من التقطها بعيداً عن المنطقة إما سائح أو غريب عن المكان وهو الأجدر باكتشافها ..وذلك بأن التواجد بالمكان يقتل الاحساس به ، متناسين أن العيش بهكذا مكان يعكس نفسه انتظاماً وذوقاً وجمالاً كذلك سلوكاً ، وهذا ما لاحظناه في الأجيال السابقة ولمسناه عند الناس من خارج المنطقة إلى درجة أن الأمر جرى عندهم مجرى الأمثال ، وأخذنا الزمان متباعدين وبعدتنا مشاغل الدنيا عن الحسيني.. وفجأة وبدون مقدمات وفي مكان ما وبعيد عنه يجرنا جراً إليه منظر طبيعي ثم نقله من الانترنت إلى سطح مكتب جهاز كمبيوتر لجهة عمل ؟ وكأنه طبق الأصل لصورة عبر لحسان وهو يخترق بستان الحسيني الذي يرويه والأراضي الزراعية التي حوله ويتبادر إلى ذهني ولساني السؤال هذا الأصل أم ماعندي وسط استغرب الجميع إلا عند احضار الصورة الأصل للمنظر ملونه مقاس 10 *15 سم وماكان هذا إلا تعجيل بنقل المناظر من آلبوماتها التقليدية.
متنفس الحسيني
وواصل حديثه: أما الحسيني فكما عرفناه متنفس للجميع في عدن ولحج أيام الجمع والعطل والأعياد ،حيث تنتقل أسراب بكاملها لتقضي اليوم كاملاً في الحسيني ، والمناطق المحيطة به وهو أيضاً مصدر رزق مباشر لكثير من أهل المنطقة الذين يعملون فيه ، وغير مباشر للكثير من الأسر التي اشتغلت بتجهيز الوجبات الشعبية ، التي تشتهر بها المنطقة وتقدم لرواد الحسيني ليومهم وليلهم ، ولايغيب عن الخاطر طوابير السيارات بعد المغرب عند توقفها لمغادرة المنطقة وينتقي اصحابها مايطيب لهم من الخمير والكدر «انواع الخبز» وبالمناسبة كادت أن تنقرض هذه الوجبات من محلات بيعها ولم يبق منها سوى محل واحد أو أثنين ؟ حتى أن معظم أفراد هذا الجيل لايعرف بعض مكوناتها أو مسمياتها.
صفات الحسيني
مضيفاً : هذه بعض من صفات الحسيني وتكفي عبارة
«تبت لا الشيخ باسكنها ولا بالمعلا بس توبه باسكن إلا الحسيني»
وفي الحسيني مسوا خبره جماعة واحباب... والسمر طاب طاب
يسحبوا الأنس بين الفل والورد سحباب... في جناين عجاب
والمطر والسحاب والعود والماء ينساب...
وياذي تبون إلى الحسيني عزمت باسري معاكم بالي قدا قرة العين...
وغيرها من كلمات اغاني القمندان مؤسس الحسيني والتي تحمل أبلغ الوصف وتعتبر والحسيني وجهان لعملة واحدة هي تاريخ لحج الزراعي والاجتماعي والثقافي وتتجسد من خلالها روح التفاؤل والتصالح والتسامح والسلام والوئام اصلاً .. «ألا .. ليه مغلوب مني وين طبعك الأولي... قط ماشفتك ولايوم حردان »، ومنها عرفنا «أن في الحسيني من الفواكه كثيرة والفنص والجامبوجاد خيره» ومن هذه الفواكه التي انقرضت تماماً شجرة «المسابح والفلفل والتنبل والفنص وهو من فصيلة الاناناس وتخرج نتاجه من جذع الشجرة مباشرة والجامبو والجمرك والعنب والكزاب وأنواع من القطن والحرير «الديباج» وأنواع الورود والياسمين والبشام والنرجس وشجرة المستحية وغيرها.
شجرة الكزاب «النارجيل»
مختتماً بالقول من المواقف التي تذكر أن احد المهتمين بالزراعة في عهد سابق عندما رأى شجرة الكزاب وطولها الباسق وكيفية جني المحصول منها ، سأل أحد العاملين القدامى معه وهو يجيد طلوع الشجرة وطلب منه جني إحدى الأشجار ، وفعلاً جنى 16 حبة وتساءل عن كيفية زراعة عشر منها ، واخبره عامله أنها تقشر ويتم دفنها على عمق معين بحيث تكون مواقع الفتحات الثلاث إلى الأعلى على أن يتم سقي يوم بيوم يوماً تروى ويوم لا وبعد عشرة ايام تظهر النبته ، وقاموا بكل ذلك وبعد 15 يوماً لم يظهر النبات ؟
متنزه
من جانبه قال محمد العديني رئىس جمعية الخداد الخيرية : مزرعة الحسيني من المزارع المتميزة في مديرية تبن محافظة لحج ، بل هي إحدى المزارع الشهيرة في المنطقة ، كما انها تشكل متنزها للكثير من الأسر والعائلات على مستوى الوطن ككل ، حيث ترتادها العائلات أيام العطل الأسبوعية والرسمية بشكل منتظم.
الانتاج
مضيفاً: إن الحسيني من المزارع الإنتاجية ،حيث تنتج الكثير من الفواكه والخضروات والتي يتم تسويقها وبيعها في السوق المحلية وتصل هذه المنتجات إلى معظم محافظات الجمهورية إن لم تكن كلها ، ومن أهم هذه المنتجات :
المانجو بأنواعه ، والمتعارف على تسميتها : البايري ، بيض العجل ، البمبي ، ابو سنارة ، النوري ، المورد ، الخضاري ، الجبلي الحافوص.
الجوافة بانواعه أو مايسمى بالزيتون ، الباباي ، العاط البلدي والهندي .
الموز بانواعه : البلدي ، الشناوي ، الشكليتي وقرف الثور والأنواع الأخيرة يبدو أنها انقرضت هذا بالإضافة إلى أنواع أخرى مثل العباسي الرمان التون التين قصب السكر البيدان العناب» وهذه الأخرى انقرض معظمها.
اشجار نادرة
وواصل حديثه: كان يتواجد في الحسيني أشجار نادرة منها مايسمى بالفنص والجامبو وهي من الفواكه الممتازة ، بالإضافة إلى شجرة الكزاب المتعارف على تسميتها «النارجيل» والذي نعتقد أن هذه الشجرة في طريقها إلى الانقراض إذا لم يتم الاهتمام بها والحفاظ على ماتبقى منها ، وكما نود أن نشير هنا إلى أنه تم زراعة شجرة العنب في مراحل إلا أنه لم يتم الاهتمام بها في ذلك الوقت ، ولذلك انقرضت في وقت مبكر ، كما أن لشجرة النخيل ايضاً مكاناً في بساتين الحسيني بكميات محدودة تقريباً ، كما يشتهر بستان الحسيني بزراعة الفل الكاذي الياسمين البشام الذي نعتقد أنه كان مصدر شهرته بل وشهرة المحافظة.
علم زراعي ثقافي
واختتم حديثه قائلاً : بستان الحسيني تاريخ.. وهو معلم من معالم المحافظة الزراعية الثقافية ، وبهذا ندعو الجهات المختصة أن تولي عنايتها بهذا المعلم وتوثيق تاريخه .
قيمة حضارية
أما فيصل محمد حسن افندي عضو اتحاد الادباء والكتاب اليمنيين فرع لحج تحدث قائلاً : لقد عايشت عدداً من الأمراء والسلاطين فكنت اخرج إلى الحسيني، حيث كان الكل يتجمع منه مثل العرس ليس فقط القمندان الذي تغنى به بل من الفلاحين العاملين في ذلك البستان ، وكانت لهم رقصات محدودة حسب المواسم .
مضيفاً أن بستان الحسيني أعطى الإنسان قيمة حضارية ، بل وأعطى الروح الثقافية للمحافظة ، وهذا يتضح من خلال شعرائنا وادبائنا الذين كانت لديهم اسهاماتهم وإبداعاتهم وعلى رأسهم القمندان ليس هو المعلم فحسب ، بل مدرسة لهؤلاء الشعراء..
تراث الحسيني
واختتم حديثه قائلاً : إن الحسيني تراث حي لأن الإنسان مازال الحي ومازالت المزارع تنبض بما استوحاه هذا البستان ، بل يجب أن يكون هناك اهتمام بهذا البستان لأنه معلم من معالم المحافظة.
الحسيني روح القمندان
مع الموسيقي نسيم سعيد أحمد حيث قالت :
مثل بستان الحسيني ملتقى للشعراء عندما كانوا يجتمعون في دار القمندان الذي يطل على قرة العين ووادي صفير إلا أن القمندان هو الشاعر الذي وصف الحسيني بشكل عام ، وتغنى به في العديد من قصائده فالحسيني هو روح القمندان ، فلقد أكلنا وعشنا من ذلك البستان حتى أن آباءنا عندما نجلس معهم يقولون لنا : إن الكل أكل من بستان الحسيني حتى الأغنام ، وكان جنة لما كانت تفوح منه روائح عطرة تشتم على بعد مئات الأمتار ، اليوم مافيش له رائحة.
فوائد الحسيني ومميزاته
لقد استفاد المالكون أو المستأجرون للمزارع التي يحتويها البستان من خلال ماينتجه من المحاصيل الزراعية ، إلى جانب فائدته على المواطنين القاطنين بالقرب منه ، وتحديداً المشتغلين به سواءً من الرجال أم النساء ، والفائدة هنا ليست بجانبها المادي ، لأن المعروف أن الفائدة المادية تعود في الأول والأخير إلى اصحابها بينما العاملون به لايصلهم سوى الشيء الزهيد ، ورغم ذلك يعتبره العامل لقمة عيشه ، إلى جانب احتوائه للخضروات والفواكه اللذيذة ، كما يستفاد من حشائشه الخضراء الموجودة على طول البستان وعرضه كعشب للأغنام بالإضافة إلى مخلفات أشجاره اليابسة «الحطب» التي يستفيد منه في التدبير المنزلي ، إلى جانب أنه يشتهر بزراعة الفل التي تميزت بها المحافظة بشكل عام والمرأة اللحجية بشكل خاص فهي المستفيدة الأولى من هذه الشجرة ، كل ذلك فعل منه مكاناً وليس أي مكان بل «الحسيني» الذي يأسر الناظرين منذ انشائه توافد إليه الزوار من داخل الوطن وخارجه ، إلا أنه لقلة الاهتمام به أدى إلى انقراض بعض أشجاره وقلل من زائريه ورغم ذلك مازال هذا البستان معلماً من معالم المحافظة الذي تغنى به الشعراء وعلى رأسهم أمير الشعر الغنائي القمندان.
لنا كلمة
لذا وجدت تضارباً في الاراء حول مؤسس بستان الحسيني ، ولهذا خرجت بسطرين من كتاب «هدية الزمن» على لسان مؤلفه الأمير أحمد فضل القمندان الذي يشير إلى أن والده كان اكثر اهتماماً بالزراعة فقال «كان الوالد السلطان فضل بن علي أكثر السلاطين العبادلة نشاطاً في الزراعة عمرت في أيامه الأرض» لكن الجميع يؤكد أن القمندان هو المؤسس الحقيقي بغض النظر لمن كانت الفكرة من السلاطين العبادلة ، لأنه كما اسلفنا فقد قام بعدة رحلات في سبيل البحث عن الأشجار النادرة التي أعطت المكان رونقاً وبهاء كما شاهده المعاصرون في بداياته ومانشاهده اليوم سوى شيء بسيط من «بستان الحسيني» الذي قيل أن رائحة ازهاره العطرة تشتم على بعد مئات الأمتار.. إلا أننا اليوم لم نعد نشتم سوى المتبقى منه كالفل مثلاً ، نتيجة لقلة الاهتمام به.. لذا اتمنى من الجهات المختصة أن تولي اهتماماً بهذا المعلم الحضاري الزراعي ، بحيث نقدر نقول حينها «بستان الحسيني حضارة الإنسان التاريخي» في محافظة لحج.
أهمل الحسيني وانقرضت أشجاره المنقولة من الهند ومصر
مهدي الحاج:
تدهور البستان
بعد تأميمه في
68م وأعيد لملاكه
عام1990م
شجرة الكزاب (النارجيل)


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.