حياة طبيعية قاسية بكل ما تعنيه الكلمة لولا أن صلابة أهلها وقوة أبنائها في تذليل وتحمل عنائها، ما جعلهم جيلاً بعد جيل يتكيفون مع تلك الطبيعة القاسية ، يطوعون قساوتها للعيش في كنفها كالتصاق الصخور على جبالها.. لأنهم احبوها وأفعموها بالحب فعمروا الجبال بالمباني ذات النمط المعماري اليافعي المتميز وزينوها بالقضاض والألوان البيضاء ، ومع ذكر بلاد يافع يتبادر إلى الذهن ماعرف عن بنائها قديماً وحديثاً واشتهار مناطقها بالبن اليافعي المتميز واغتراب أهلها في بلاد المهجر يطوفون أرجاء الدنيا ليعودوا إلى موطنهم الأصلي في القرى المتناثرة والبيوت المعلقة على قمم وسفوح الجبال كنجوم مشعة الأنوار معلقة في كبد السماء.. لايأبهون بحياة المدينة التي يعيشونها في بلدان الاغتراب بقدر مايجرهم شوق وحنين الوطن والعودة إلى أدراجهم الأولى ، حيث انطلقوا مشرقين ومغربين في أرجاء المعمورة بحثاً عن أرزاقهم لإنقاذ حياتهم من قساوة الطبيعة وفقر مناطقهم الغنية والغنية جداً بحب أبنائها والمسكونة بقلوبهم حباً وشوقاً ووفاء مهما طال الاغتراب أو فرّقت بينهم السنوات والأيام. وفيما كانت زيارتنا خاطفة لبلاد يافع لكنها تذكرنا ببلاد جمعت بين النقيضين، بين أن نتذكر قساوة تلك الجبال وبين تلك الروعة الحميمة بين الإنسان والطبيعة القاسية التي تظللها شجرة «البن» اليافعية بكل السمات والسطور. يافع..الامتداد والجغرافيا الأخ سامي محمد علي العياشي مدير عام مديرية يافع «لبعوس » استعرض مجمل الأوضاع في المديرية و بدأ حديثه بإعطاء نبذة عن واقع وسكان المديرية واستهله بالقول : يبلغ عدد سكان مديرية يافع «لبعوس» 57.000 نسمة يعمل سكان المديرية بصفة أساسية في الزراعة لاسيما زراعة البن الذي تشتهر به بلاد يافع وكذلك الحبوب كالذرة الطويلة والذرة الشامية وبعض أنواع الحبوب الأخرى. والمديرية طبيعتها جبلية وجوها بارد شتاءً ومعتدل في فصل الصيف وأمطارها موسمية طبيعية ، أما أغلب أبناء المديرية فيعتمدون على الاغتراب في جميع بلدان العالم ، وهم عدد كبير جداً لم يشملهم التعداد الأخير للمساكن والسكان كونهم يقيمون خارج الوطن ، ولكنهم مرتبطون ارتباطاً كبيراً ودائماً بالمنطقة ، فقد عمروا القرى والعزل بأجمل المباني وكذلك أسهموا برفع مستوى معيشة أسرهم وذويهم وفي إنشاء وإقامة بعض المشاريع الاستثمارية ، كما هو في المدن كمدينة عدن وغيرها ، كما يوجد عدد ليس بقليل من أبناء المنطقة ملتحقين في سلك الوظائف الحكومية المختلفة وعلى كل المستويات، وعموماً فإن منطقة يافع «مديرية لبعوس» هي منطقة طاردة للسكان وخصوصاً عندما كانت لاتتوفر الخدمات الضرورية كالكهرباء والطرقات والمياه والاتصالات وغيرها. آثار وفن معماري ماذا عن اهتماماتكم في مجال الحفاظ على الآثار والفن المعماري ؟ نحن في قيادة السلطة المحلية بمديرية لبعوس مهتمون بالمناطق الأثرية والمواقع التاريخية ونعمل على الحفاظ عليها وحمايتها وصونها وخصوصاً ماتمتاز به منطقة يافع من فن معماري متميز وفريد كفن معماري خاص بالمنطقة ومتميز بتفرده من حيث الشكل الخارجي والتفصيلي من الداخل للمنازل وتوجد عدد من المواقع الأثرية والمعالم التاريخية في المنطقة والتي تعود إلى العصور القديمة. مشاريع عملاقة هل لكم أن تلخصوا لنا ماتحقق للمديرية من مشاريع خدمية ؟ شهدت المديرية تنفيذ مشاريع عملاقة ومهمة في العديد من المجالات أهمها مشروع مياه لبعوس الذي يعد أكبر وأهم مشروع في المديرية تبلغ تكلفته 165 مليون دولار وكذلك مشروع طريق العسكرية لبعوس البيضاء ، وهناك مشروع الفرزة - المفلحي يتم تنفيذه حالياً ، وطريق نقيل الخلاجبل اليزيدي وجبل لمطور ورصد، كما تم تنفيذ شبكة اتصالات بالألياف الضوئية لجزء كبير من المديرية.. إلا أننا مازلنا ننتظر استكمال الشبكة بتوصيلها لبقية المناطق في المديرية مثل عزل القعيطي والعياش وحطيبر وذي ناخب واليزيدي وهناك مشروع مهم منتظرون تنفيذه وهو مشروع الربط الكهربائي ، الحبيلين لبعوس ، البيضاء الذي سيحل إشكالات الكهرباء التي نعاني منها بشكل دائم ومستمر. وتجدر الإشارة بنا هنا إلى أن نعبر عن شكرنا وتقديرنا للقيادة السياسية ممثلة بفخامة الأخ/ الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية على اهتمامه ورعايته المباشرة للمديرية وتوجيهاته المباشرة بتنفيذ المشاريع الخدمية الضرورية وحل القضايا المهمة التي تعاني منها المديرية كقضية نقص المعلمين وكذلك تدخله المباشر لدعم استكمال العمل في تنفيذ مشروع المياه عندما تعثر العمل في تنفيذه عام 1990م وحل مشكلة طريق العسكرية لبعوس.. ونناشد فخامته بإعطاء توجيهاته الكريمة لتغطية العجز في المدرسين الذي أدى إلى إغلاق العديد من المدارس، وكذلك لاستكمال العمل في المرحلة الثانية من مشروع طريق الفرزة المفلحي جسر بنا. البرنامج الاستثماري ماذا بخصوص مشاريع البرنامج الاستثماري للعام الجاري ؟ بالنسبة لمشاريع البرنامج الاستثماري للعام الجاري 2007م فهي بالإضافة إلى ماذكرناه من المشاريع السابقة تشمل المشاريع الصغيرة الممولة على نفقة المجلس المحلي مثل صيانة بعض الطرق الفرعية وترميم بعض المدارس وبناء فصول دراسية جديدة في عدد من قرى وعزل المديرية. تغطية بعض الاحتياجات هل تمكنتم من تغطية احتياجات المديرية من الخدمات الأساسية؟ تم تغطية جزء كبير من احتياجات أبناء المديرية للخدمات الضرورية في مجالات التربية والصحة ، حيث تم إنشاء مدرسة في كل مركز تقريباً ، وكذلك تم تجهيز مستشفى أكتوبر بشكل جيد ، ونحن في انتظار تجهيز مستشفى السلام وقريباً سيتم تجهيز مستوصف في ذي ناخب ، كما يتم تجهيز وحدات صحية في بقية أجزاء المديرية ومناطقها المختلفة ..أما فيما يخص الطرقات فنحن نطمح إلى ربط كل مناطق المديرية بالخط الرئيس بخطوط أسفلتية . أما الكهرباء فهي مازالت المشكلة الرئيسة في المديريات التي لم تحل بعد فمازالت الكهرباء أهلية ولم تحصل على دعم مركزي في البرنامج الاستثماري وإنما تعتمد على تشغيل نفسها وهي متهالكة في مولداتها وقدم الشبكة فيها، وقد تقدمنا بطلب ضم هذه الشبكة الكهربائية القديمة إلى الشبكة الكهربائية الرئيسة التابع للمؤسسة العامة للكهرباء ، ويوجد حالياً نحو 18 ألف مشترك في الكهرباء الأهلية ويباع الكيلو بسعر 18 ريالاً على المستهلك ولا نحصل على دعم لسعر الديزل. ونعاني دائماً من الأعطال في شبكة الكهرباء القديمة وكذلك في المولدات الكهربائية ومن نقص الطاقة المنتجة ،حيث نحتاج إلى توليد 7ميجا لتغطية مناطق المديرية ونتمنى من الإخوة في وزارة الكهرباء النظر إلى هذا الموضوع وكذلك دعمنا بمادة الديزل خلال شهر رمضان والإسراع في مد مشروع الربط المركزي، الحبيلين لبعوس البيضاء . تحديث المحطات وبالنسبة للمياه فالمشروع يعاني ارتفاع سعر الديزل وعدم حصوله على الدعم الأمر الذي أثر على مستوى نفقات المشروع وكذلك يحتاج إلى تحديث المحطات بإدخال محطات جديدة ومتواجدة قطع غيارها في السوق.. وكذلك بالنسبة للاتصالات تم تغطية جزء كبير من مناطق المديرية إلا أننا نطالب بالإسراع في استكمال العمل في مد شبكة الاتصالات لمناطق القعيطي وحطيبر وذي ناخب واليزيدي ورصد وحبة. المكاتب الخدمية هل تتوافر في المديرية فروع لمكاتب الوزارات؟ نعم تتوافر معظم مكاتب فروع الوزارات في المديرية ولكننا بحاجة إلى استكمال فتح مكاتب الفروع لجميع الوزارات في المديرية حتى ينعم كل مواطن بمختلف الخدمات في ظل نظام السلطة المحلية. مهام السلطة المحلية برأيكم هل تمكنت المجالس المحلية من ممارسة مهامها الرقابية والإشرافية؟ نعتقد أن المجالس المحلية تمكنت من ممارسة مهامها وفقاً للقانون ، كما نحن في مديرية لبعوس حيث يعد المجلس المحلي من أفضل وأنشط المجالس المحلية في محافظة لحج ويقوم بحل العديد من القضايا التي تواجه عمل المكتب التنفيذي وهناك احترام متبادل وتعاون مشترك بين أعضاء المجلس المحلي وأعضاء المكتب التنفيذي كل في موقع عمله ، ويتولى المجلس المحلي دوره المنوط به في الرقابة والإشراف على تنفيذ المشاريع الخدمية ويطرح ملاحظاته على أي خلل يطرأ في سير عملية تنفيذ هذه المشاريع والوقوف أمامها لطرح المعالجات. التأهيل الدائم كيف يمكن معالجة الإشكالات التي تواجه عمل المجالس المحلية ؟ من وجهة نظرنا أهم شيء سيساعدنا على حل الاشكالات التي تواجه عمل المجالس المحلية هو نقل كافة الصلاحيات الكاملة للمجالس المحلية ومنحها الثقة الكاملة في تسيير أعمال الوحدات الإدارية وأن تقام دورات دائمة لتأهيل أعضاء المجالس المحلية وتوعيتهم بقانون السلطة المحلية لأن كل ذلك سيساعدنا على فهم العمل الحقيقي للمجالس المحلية دون الدخول أو التدخل في مهام واختصاصات الآخرين. الخطة المستقبلية ما أبرز ملامح خطتكم المستقبلية ؟ نهدف في خطتنا المستقبلية للأعوام القادمة إلى السعي لسفلتة أسواق المديرية وطرقها الداخلية واستكمال البنية التحتية لجميع الخدمات الضرورية الأساسية والنهوض بالمجال التربوي في المديرية إلى مستوى أفضل وتشجيع المستثمرين على إقامة مشاريع خدمية وترفيهية في المديرية خاصة أن هناك الكثير من أبناء المديرية المغتربين في الخارج وأصحاب رأس مال كبير يمكن الاستفادة من عودتهم في إقامة مشاريع خدمية تخدم أبناء المديرية ، كما سنسعى في الفترة القادمة للعمل على استكمال فتح بقية مكاتب لفروع الوزارات في المديرية وقبلها توحيد الجهود بين أبناء المنطقة لاستكمال تنفيذ المشاريع التي هي قيد التنفيذ وكذلك بالنسبة للمشاريع المستقبلية. حجم ومصادر الإيراد ما حجم الإيرادات المحلية، وما مصادر الإيراد في المديرية ؟ الإيرادات المحلية في مديرية يافع لبعوس ضئيلة جداً كونها مديرية جبلية ولاتوجد فيها مصادر ايرادات متعددة أو مصانع أو مناجم أو ثروات أكانت معدنية أم حيوانية أم بحرية ، أي أن الإيرادات المحلية تعتمد بصفة أساسية على الضرائب البسيطة من رسوم وضرائب لاتتجاوز عشرة ملايين ريال سنوياً برغم الجهود التي تبذل لرفع مستوى الايرادات إلا أنها لاتفي بأبسط المتطلبات وتعتمد الميزانية الخاصة بالمديرية على الايرادات المحلية والمشتركة والدعم المركزي ونطمح إلى زيادة الاعتماد في الدعم المركزي بما يفي ويلبي خطط وبرامج المجلس المحلي لتنفيذ المشاريع الخدمية والتنموية التي تحتاجها المديرية وتلبي متطلبات المواطنين في مختلف قرى وعزل المديرية.