دعا العلامة / محمد الأكوع مفتي محافظة ذمار عضو جمعية علماء اليمن إلى اغتنام شهر رمضان في عمل الطاعات والإقلاع عن العادات والتقاليد السيئة والطمع والجشع والمظاهر التي يرى فيها البعض من مصادر قوته والسعي إلى تنمية الأخلاق الحميدة مبتدئاً بالحديث عن معنى الصيام.. الصيام يهذب النفوس الصيام ، يطلق على الإمساك .. قال تعالى : «إني نذرت للرحمن صوماً» والمقصود هنا ، الإمساك عن المفطرات من طلوع الفجر إلى غروب الشمس .. والصوم فريضة فرضها الله لتهذيب النفوس وتدريبها على الصبر وهو أي الصبر من الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد. أخلاق الصائم أما فضل الصيام ، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : الصيام جنة فإذا كان أحدكم صائماً ، فلا يرفث ، ولا يجهل فإن امرؤ قاتله . أو شاتمه فليقل : إني صائم «مرتين» .. هذا هو الخلق العظيم ، خلق الصائم إن تعرض لما يغضبه حلم وصبر وعفى أياً كان من جهل عليه ما بالك إذا غضب من تقصير زوجته أو إهمال فعليه غض الطرف قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : «خيركم خيركم لأهله ، وأنا خيركم لأهلي» . فالرسول الكريم كان عوناً لأهل بيته يساعد في تنظيفه وهو خُلق عظيم والرسول قدوة لنا. صوم شهر رمضان واجب بالكتاب والسنة والاجماع قال تعالى : «يأيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون». وقال : «شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان فمن شهد منكم الشهر فليصمه» .. كتب أي فرض ومن شهد أي حضر ، وقال رسول الله : «قد جاءكم شهر مبارك افترض الله عليكم صيامه ، تفتح فيه أبواب الجنة وتغلق فيه أبواب الجحيم ،تصفد فيه الشياطين ، فيه ليلة القدر خير من ألف شهر ، من حُرم خيرها فقد حرم». آداب الصيام عضو جمعية علماء اليمن دعا الناس إلى التحلي بآداب الصيام وهي السحور ، وتعجيل الفطر والدعاء أثناء الفطر وأثناء الصيام ، والكف عما يتنافى مع الصيام. المسلم ليس حقوداً وعن تطهر الإنسان من أدران النفس قال : - المسلم لا يحمل في قلبه حقداً ، أو حسداً أوضغينة لأحد من المسلمين في رمضان أو غير رمضان فإن كان يحمل حقداً على أحد ففي حديث رسول الّله .. ما معناه أن الملك الموكل بأهل الدنيا وأعمالهم مأمور بألا يتجاوز عمل الإنسان إلى السماء إذا كان حاقداً على أخيه .. وعمله مردود عليه فهو كالمرأة التي تلد مولوداً ميتاً فلا هي سعدت بمولودها ولا سلمت من آلام المخاض. فضائل الصبر العلامة الأكوع نصح الناس بأن يتواصوا بالحق وبالصبر ويتجنبوا الغضب والحلف بالطلاق وعدم التطاول باللسان وأن يبادروا إلى الطاعات وأعمال البر والاقلاع عن العادات غير الصوالح وقال : إن التمنطق والتمظهر بالسلاح فيه مخاطر يجب تجنبها ، فقد يقع حامله في حفرة من حفر النار في لحظة ما ، وأن يتجنب البعض منطق القوة والحيلة في التكالب على حب الأراضي والصراع من أجل أمتار في المدن تحديداً فلا ينبغي على المرء السطو على أملاك غيره أو خصمه بالحيلة وبلا وجه حق فمن اغتصب أرض أخيه طوقه الله بها يوم القيامة. وأحرى بمن هذا ديدنه أن يقلع عن هذا وأن يتزود بالتقوى في شهر القرآن وألاّ يعود للسطو مدى الأزمان فلنكن في هذا الشهر وفي كل الشهور مع الله. ارتياد المساجد وعن قضاء الوقت في رمضان قال الأكوع : - شهر رمضان له خصوصية ويقبل فيه الناس على العبادة أما وقت الإنسان وكيف يقضيه وفيم ؟ فإنه سيسأل عنه يوم القيامة فلا ينبغي أن يكون كل وقته في اللهو واللعب لكن ساعة لك وساعة لربك فشهر رمضان هو موسم النفحات الربانية فلنغتنم هذا الشهر في ارتياد المساجد وقراءة القرآن والصدقات والعمل لأن شهر رمضان شهر عمل وانجاز وليس شهر نوم وإفراط في المأكل والمشرب بين الافطار والسحور.