شهداء بينهم أطفال إثر غارات ليلية على غزة وتصنيف جباليا وبيت حانون "منكوبتين"    ريال مدريد يتوج بلقب دوري أبطال أوروبا    جماعة الحوثي تطلب تدخل هذا الطرف الدولي لوقف تصعيد الشرعية وقرارات "مركزي عدن"    ضربات هي الإعنف على الإطلاق.. صحيفة تكشف عن تغير أسلوب ''التحالف'' في التعامل مع الحوثيين    بالصور: اهتمام دبلوماسي بمنتخب السيدات السعودي في إسبانيا    بالصور.. باتشوكا يحصد لقب دوري أبطال الكونكاكاف    جدول مباريات وترتيب مجموعة منتخب الإمارات في تصفيات كأس العالم 2026    القبض على أكثر من 300 أجنبي في مديرية واحدة دخلوا اليمن بطريقة غير شرعية    يقتل شقيقه بدم بارد.. جريمة مروعة تهز مارب    من لطائف تشابه الأسماء .. محمود شاكر    مصرف الراجحي يوقف تحويلاته عبر ستة بنوك تجارية يمنية بتوجيهات من البنك المركزي في عدن    ازمة الانتقالي الشراكة مع الأعداء التاريخيين للجنوب العربي الأرض والإنسان    تاجرين من كبار الفاسدين اليمنيين يسيطران على كهرباء عدن    الانتقالي الجنوبي ثمرة نضالات طويلة وعنوان قضية شعب    فخامة الرئيس بن مبارك صاحب القدرة العنكبوتية على تحديد الضحية والالتفاف    كرة القدم تُلهم الجنون: اقتحامات نهائي دوري أبطال أوروبا تُظهر شغف المُشجعين    تجدد مواجهة مصيرية بين سكان صنعاء و الحوثيين    "لماذا اليمن في شقاء وتخلف"...ضاحي خلفان يُطلق النار على الحوثيين    يمني يتوج بجائزة أفضل معلق عربي لعام 2024    فضيحة حوثية تُثير موجة من الغضب على مواقع التواصل الاجتماعي و تُهدد الاقتصاد (صورة)    كشف هوية القاضي الذي أثار موجة غضب بعد إصداره أحكام الإعدام اليوم في صنعاء    عيدروس الزُبيدي يصدر قراراً بتعيينات جديدة في الانتقالي    المرصد اليمني: أكثر من 150 مدنياً سقطوا ضحايا جراء الألغام منذ يناير الماضي    نابولي يقترب من ضم مدافع تورينو بونجورنو    ضربة موجعة للحوثيين على حدود تعز والحديدة بفضل بسالة القوات المشتركة    كيف أفشل البنك المركزي اليمني أكبر مخططات الحوثيين للسيطرة على البلاد؟    جريمة مروعة تهز المنصورة بعدن.. طفلة تودع الحياة خنقًا في منزلها.. من حرمها من حق الحياة؟    مانشستر يونايتد يقترب من خطف لاعب جديد    تنديد حقوقي بأوامر الإعدام الحوثية بحق 44 مدنياً    وصول أكثر من 14 ألف حاج يمني إلى الأراضي المقدسة    سلم منه نسخة لمكتب ممثل الامم المتحدة لليمن في الاردن ومكتب العليمي    صندق النقد الدولي يعلن التوصل لاتفاق مع اوكرانيا لتقديم مساعدة مالية بقيمة 2.2 مليار دولار    استشهاد 95 فلسطينياً وإصابة 350 في مجازر جديدة للاحتلال في غزة    عبدالله بالخير يبدي رغبته في خطوبة هيفاء وهبي.. هل قرر الزواج؟ (فيديو)    بنك سويسري يتعرّض للعقوبة لقيامه بغسيل أموال مسروقة للهالك عفاش    مجلس القيادة يؤكد دعمه لقرارات البنك المركزي ويحث على مواصلة الحزم الاقتصادي    موني جرام تعلن التزامها بقرار البنك المركزي في عدن وتبلغ فروعها بذلك    صلاة الضحى: مفتاحٌ لبركة الله ونعمه في حياتك    حزام طوق العاصمة يضبط كمية كبيرة من الأدوية المخدرة المحظورة    الحديدة.. وفاة عشرة أشخاص وإصابة آخرين بحادث تصادم مروع    الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين: 18 ألف أسرة نازحة في مأرب مهددة بالطرد من مساكنها مميز    خراب    السعودية تضع شرطًا صارمًا على الحجاج تنفيذه وتوثيقه قبل موسم الحج    هدي النبي صلى الله عليه وسلم في حجه وعمراته    تكريم فريق مؤسسة مواهب بطل العرب في الروبوت بالأردن    الامتحانات.. وبوابة العبور    شاهد .. الضباع تهاجم منزل مواطن وسط اليمن وتفترس أكثر 30 رأسًا من الغنم (فيديو)    الوجه الأسود للعولمة    مخططات عمرانية جديدة في مدينة اب منها وحدة الجوار    هل يجوز صيام العشر من ذي الحجة قبل القضاء؟    تحذير عاجل من مستشفيات صنعاء: انتشار داء خطير يهدد حياة المواطنين!    الطوفان يسطر مواقف الشرف    لا غرابة.. فمن افترى على رؤيا الرسول سيفتري على من هو دونه!!    تحذير هام من مستشفيات صنعاء للمواطنين من انتشار داء خطير    المطرقة فيزيائياً.. وأداتياً مميز    الفنان محمد محسن عطروش يعض اليد السلطانية الفضلية التي أكرمته وعلمته في القاهرة    ثالث حادثة خلال أيام.. وفاة مواطن جراء خطأ طبي في محافظة إب    شاب يبدع في تقديم شاهي البخاري الحضرمي في سيئون    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



صفحات مجهولة من سفر النضال الوطني
مذكرات أول رئيس تحرير ل «الجمهورية»محمد حمود الصرحي
نشر في الجمهورية يوم 04 - 12 - 2007

المدرسة العلمية بصنعاء.. انطلاقة الأنشطة الاجتماعية والأدبية والسياسية- التنظيم الطلابي الحر رجالاته كان لهم الدور في ثورة سبتمبر
- المؤتمرات الأدبية ضاهت سوق عكاظ ودكان الكبسي الممول الوحيد للطلابمسيرة نضال كتاب وثائقي سلط من خلاله الكاتب، والإعلامي محمد حمود الصرحي على صفحات مجهولة من سفر النضال الوطني في سبيل مقارعة البطش والجبروت ونيل الحرية وقيام الثورة والدفاع عن نظامها الجمهوري، لقد حرص المؤلف على تضمين الكتاب مشاهد واقعية للظلم والقهر والاضطهاد الذي عاشه شعبنا إبان الحكم الإمامي البائد وما تعرض له الأحرار قبل الثورة من المآسي والآلام وأبرز الكاتب دور الطلاب في مسيرة النضال الوطني من خلال الأحداث التي عاشها وسرد ذكرياته مع زملاء دربه السياسي.. إلى جانب رصد دقيق للحظات ما قبل انبلاج ثورة سبتمبر وما أعقبها من أحداث ودور الإعلام وإذاعة صنعاء وصحيفة الجمهورية على وجه الخصوص في حشد التأييد الشعبي لمناصرة الثورة وتشكيل لجان المقاومة للدفاع عنها حيث كلف الصرحي بعد الثورة يتحمل مسئولية الإعلام في تعز كما أصبح أول رئيس تحرير لصحيفة الجمهورية وفيما بعد تقلد الأستاذ محمد الصرحي العديد من المسئوليات في الحكومات المتعاقبة آخرها نائباً لوزير شئون الرئاسة ومجلس الشورى في حكومة المهندس عبدالله الكرشمي.
مرحلة ماقبل الثورة
لقد كنت صغيراً في القرية التي ولدت فيها وشاهدت تشتت الأسرة وعشت أيام هذا التشتت المرير ونزلت علينا مصائب جمة وظلم عائلي مرير من ذوي القربى.
وظلم ذوي القربى أشد مضاضة
على المرء من وقع الحسام المهند
وآخر قال :
أقارب كالعقارب في أذاها
فلا تركن إلى عم وخال
فكم عم أتاك الغم منه
وكم خال من الخيرات خالي
وكانت عيناي قد شاهدت طالبين أحدهما من القرية القريبة منا والثاني من القرية الأخرى كانا ينزلان من صنعاء وعليهما لباس المدرسة العلمية اللباس النظيف الأبيض وكان يظهر عليهما الرضى بما هما فيه والسعادة به وكنتيجة لما أنا فيه من حيرة وبعد أن كانت يدي قد انكسرت في حادث مشؤوم فكرت بأنه لاجدوى بأن استمر في الحياة في القرية ولا أمل في أن أنشأ نشأة طيبة ترضيني وتأمن مستقبلي وكان هذا التفكير أشبه ببصيص أمل لمع أمام عيني وجريت نحوه بأن شمرت عن ساق وسافرت إلى صنعاء وقطعت المراحل الطوال مشياً على الأقدام وعند وصولي عرضت أمري ملحاً ومراجعاً لوزير المعارف آنذاك عبدالله بن يحيى حميد الدين.. ولكني صدمت صدمة شديدة عندما لم يساعد على إدخالي إلى هذه المدرسة بحجة أن لامنحل لي فيها كما كانوا يعبرون حين ذاك وتعني أن المدرسة قد ملئت بمن فيها وأذكر فيها أذكر أنني جريت وراءه وهو على حصانه وأنا أمشي بقدمي في حوار طويل إلى أن وصل منتزه الروضة وهناك أمر الجندي الذي كان معه واسمه «على قحزه» أن يرجعني إلى صنعاء وأن يأمر مأمور باب الشقاديف «1» بمنعي من الخروج مرة أخرى وعدت إلى البلاد مشياً على الأقدام وفي نفسي من الألم والحسرة مالايعلمه إلا الله ويعلم الله كم من تفاصيل دقيقة مؤذية ومحرقة للبال خلال هذا المشوار كان ذلك في 10 شوال 1362ه الموافق سنة 1946م.
وفي السنة الثانية توكلت على الله وطلعت صنعاء مشياً على الأقدام.
وكالماضي قابلت هذا الوزير المذكور وصدني صداً شديداً الأمر الذي جعلني ألجأ إلى الإمام يحيى فأصدر أمره إليه مطلقاً لافائدة فيه إنما يمكن أن يكون عبدالله هذا الوزير قد استوحى منه رضا أبيه بدخولي المدرسة. ولذا فقد أمر وكان أمره هكذا إلى المدير العام وبيت علم ولم ينقط لفظة «بيت» حتى أشكل علينا فهم ماتعنيه ومن هذا المدير - وكان حين ذاك علي بن اسماعيل المؤيد رحمه الله - فهمنا وعلمنا وذلك عندما سألني هل أبوك عالم ؟ هل أنت من بيت علم ؟ ومعنى ذلك أن العلم مخصوص بفئة معينة وأما الآخرون من الشعب فيجب أن يبقوا في الجهل ويستمروا فيه ودخلت المدرسة والحمدلله.
وفي هذه المدرسة شمرت عن ساق وكانت البداية جادة في التحصيل والمثابرة وحفظ كل مايملى علي من دروس عن ظهر قلب حتى حظيت من أول فصل في الشعبة الأولى بالاحترام من جميع المشائخ الذين تولوا تدريسنا الأمر الذي جعل كل واحد من هؤلاء المشائخ عند دخوله لأداء درسه يناديني بأن أقوم بتلخيص درس اليوم الذي قبله. وهذا زادني أملاً وتشجيعاً واهتماماً حتى تجاوز هذا النشاط إلى فتح دروس أخرى خارج المدرسة وجاء الامتحان في آخر العام ليبرهن على أن أكون الأول في كل الصفوف وكان الأخ عبدالملك الطيب قد سبقني بصفين فأحببت أن أكون معه في صفه ولزم ذلك أن راجعت الإمام يحيى بالسماح لي في امتحان صفين الصف الأول الذي أنا فيه والصف الذي قبلي في سنة واحدة.
فسمح لي بإصدار أمره لوزير المعارف ودرست دروس الصف الذي قبلي عند مشائخ خارج المدرسة وكنت أدخل الامتحان الأول في صفي والأخير في الصف الذي قبلي لمدة عامين حتى وصلت صف الأخ عبدالملك الطيب الذي كان زميلاً لي في المدرسة وكان زميلاً لي أيضاً بعد سنين في سجن نافع وهكذا استمر السير في كل الصفوف إلى أن وصلت إلى نهاية الشعبة الثالثة لأن المدرسة العلمية كانت تتشكل من أربع شعب كل شعبة من ثلاثة فصول.
وكان وصولي في التعليم إلى نهاية الشعبة الثالثة.. واستمر نشاطي الدراسي في تصاعد. وأذكر فيما أذكر في مشوار هذا التحصيل العظيم أنني كنت أدرس كتاب «المناهل» في علم الصرف لأبن غياث عند الفخري السرحي رحمه الله في مسجد الفليحي وكان زميلي في ذلك الأخ أحمد معياد والأخ علي حزام العمراني وقد ماتا رحمهما الله.
كنا نتلقى هذا الدرس بعد صلاة الفجر مباشرة !! تصور كيف كنا نمشي من المدرسة العلمية في ميدان التحرير إلى جامع الفليحي مشياً ونؤدي صلاة الفجر في الجامع مع المصلين وبعد ذلك نتلقى الدرس واستمر هذا قرابة العامين حتى أكملنا هذا الكتاب.
وفي يوم من الأيام ونحن منخرطون في دراسة أحد العلوم عند شيخنا العزي/ البهلولي رحمه الله دخل علينا طالب مرسل من الشيخ الصفي البهلولي واستأذن شيخ درسنا أن يسألني حل مسألة من مسائل الصرف أشكلت على الصفي البهلولي وهو شيخهم، شيخ هذا الطالب في فصله فحللت هذه المسألة وما أن أتى وقت الراحة حتى انتشر الخبر بين الطلاب والمشائخ بأن شيخ العلم فلان أرسل إلى الطالب محمد حمود الصرحي أحد طلبة درسه ليسأله عن حل مسألة أشكلت عليه. «2»
وكان لهذا الأمر دوياً كبيراً وارتفع شأني بين الناس في المدرسة وزاد صيتي وسمعتي حتى أنه جاء الامتحان في آخر العام وكان قد وصل إلى صنعاء عالم مصري يدعى الاستاذ/عبدالقادر علام وعرف عنه أنه غزير الإطلاع والمعرفة والعلم لذا فقد دعي من إدارة المدرسة إلى الحضور ليكون مميزاً لمدى الفوراق والفهم بين الطلاب وذلك كما هي عادة المدرسة أن تقوم باستدعاء علماء كل مادة يكون الامتحان فيها ومن جملة من حضر امتحان هذه المادة يحيى بن محمد عباس وكان حينذاك رئىس الاستئناف وكنت أنا الأول في فصلي وكانت المادة الروض النضير شرح المجموع الكبير لزيد بن علي لمؤلفه حسين بن أحمد السياغي.
ونودي علي فدخلت وفتحت الكتاب بعد جلوسي على الكرسي في وسط المجموعة وكان عنوان البحث «صلاة الجماعة» وقرأت ثلاث صفحات من هذا الباب وبدأ النقاش كل فيما أراد أن يناقش فيه وأجبت على الكثير وكان السؤال الوحيد الخارج عما قرأته من هذا العالم المصري علام إذ أنه سألني : ماهي العلة في صلاة الجماعة ؟ماهو الغرض والفائدة منها ؟!..
لم يتركوني أجيب عليه لأن النقاش استمر بين الجمع من الحاضرين إذ قال يحيى بن محمد عباس : انها أمر تعبدي لايسئل فيها عن العلة.
واستمر النقاش بين الجميع وأنا استمع إليهم وكان قد سبق لي وأن درست خارج المدرسة كتاب «عمدة الأحكام «3» عند شيخنا الأستاذ العزي البهلولي رحمه الله في جامع الأبهر وجاء في بعض أبحاث هذا الكتاب أن العلة إذا أمكن استنباطها فذلك خير وإن لم يمكن فيقال تعبد. وهنا رفعت يدي راجياً أن يسمعوا لحديثي وقلت هذا الكلام. فاحمر وجه رئىس الاستئناف وتغير وقال : هذا الكلام غير صحيح ولايوجد في هذا الكتاب ماتقوله فطلبت الأذن لإحضار الكتاب في تلك الساعة فسمحوا لي بذلك وخرجت إلى المكتبة وكانت قريبة من مكان الامتحان وأحضرت الكتاب وفتحت على البحث بعينه وساد الصمت.. وبهت الجمع وبهذا انتهى النقاش وخرجت منتصراً، ولا أدري ماإذا كان الرجل قد اطلع على هذا الكتاب وأثر عليه النسيان نظراً لتقدمه في السن أم قد أخذته العزة.. فقال مالم يكن قد كان . أشياء كثيرة كانت تحصل من هذا القبيل.
المنحنى السياسي
وأنا في خضم هذا المشوار الذي سرت فيه سيراً حثيثاً ينحني بي القدر في منعطف شائك إلى درب آخر كان له الأثر الكبير في حياتي ولكنه كان لذيذاً في ممارسته والسير في نهجه ففي يوم من الأيام جمعتني الظروف بزملاء نشيطين ومطلعين وعندهم إلمام لا بأس به في شئون الحياة ووعي مستنير بمجاريها وكنا في نزهة محدودة خارج باب الروم وهو أحد أبواب صنعاء «بير العزب» وقد اختفى أثره «4».
وإذا بنقاش يدور بيننا عن أحوال الدنيا وبلدنا والشعوب الأخرى وكيف أن غيرنا أصبحوا في حالة متطورة في المدارس والمستشفيات والطرقات وفي كل نواحي الحياة الحضارية وجرنا الحديث إلى المقارنة بين أحوال طلابنا والطلاب في الدول الأخرى وإذا بالتنهدات تصدر من كل أفراد المجموعة والأنين الحزين والألم الموجع لما نحن فيه ولما هم فيه.
وأدى بنا هذا النقاش إلى أن فكرنا بإنشاء حزب سري يتولى تنشئة الشباب في المدارس وتهيئتهم إلى ما يمكن أن يعدهم ويقوي عزائمهم وينور أفكارهم ويرشدهم إلى الطريق القويم الذي يمكن أن يسلكوه ويصلوا فيه إلى غاية محمودة يسعدون بها وتسعد بلادهم أيضاً بها.
وذكرنا في هذه اللحظة الآية الكريمة التي جاء فيها «لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة.. ».
وهناك تحت إحدى شجر البرقوق مددنا أيدينا وتعاهدنا على السير قدماً في هذا السبيل وبدأنا المشوار..
وسارت الأمور بخطوات منتظمة وهادئة حيث شكلنا خلايا في كل شعبة خلية يترأسها أحد الطلاب الذين تم فحصهم وتهيئتهم تهيئة كاملة لتحمل مثل هذا الأمر وجعلنا كل خلية تتشكل من خمسة طلاب يرأسها الطالب الذي سبق وأن أعددناه وكل خلية لاتعرف الخلية الأخرى وقد تم اختياري أميناً لهذا التجمع وأنا الوحيد الذي يعرف أفراد جميع الخلايا ولكن بقية الأفراد «أفراد الخلايا» غير الرؤساء لايعرفوني ولايعلمون بي.
أول اجتماع لمؤسسي التنظيم
وفي أول اجتماع لنا عملنا على توزيع الأعمال على أنفسنا فمنا من تعينت عليه واجبات دراسية يلقيها على الطلاب خارج الدروس الرسمية.
ومنا من تعين عليه المراقبة العامة للسلوك العام، ومنا من تعين عليه أن يتولى العمل على إيجاد مداخل مالية للتجمع ولذلك فقد تم فتح دكان للمجموعة في المدرسة وفرضت قوانين للشراء والبيع وغرامات على من يشتري من خارجه أن يدفع للدكان مثلما اشترى من غيره وقام بأمر هذا الدكان الأخ/ محمد أحمد الكبسي «5» ونما هذا الدكان وكبر وأصبحت فيه أشياء كثيرة تلبي حاجات الطلاب وجاء الاجتماع الثاني وحضره أكثر طلاب المدرسة وألقيت فيه الكلمات الموجهة والنافعة حول الدراسة ومايجب أن يكون عليه الطلاب من الاهتمام والمثابرة والمتابعة والذاكرة حتى يصبح كل طالب وكأنه شيخ علم يستطيع أن يقوم بالتدريس لوطلب منه ذلك وانتظم سير المدرسة وأصبحت كخلية نحل تسمعها وأنت خارج عنها وهي تذاكر وتناقش مع بعضها البعض وكل يلقي حجته وكل يسمع درساً من الآخر أو يعطي درساً لآخر.
وكان العمل في تنظيم سير الدراسة هو الظاهر على السطح وله أهميته بالنسبة لتأهيل الطلبة وإعدادهم الإعداد الكامل لمايمكن أن نريده منهم حينما ينكشف الغطاء ويتحدد الهدف.
لذا فأنه في الوقت الذي كنا نعمل فيه بجد في انتظام سير الدراسة وانتظام سير الطلبة كنا أيضاً نعمل تحت السطح على انتشار تشكيل الخلايا حتى تشمل الكثير من الواعين وحتى ينتظموا فيها في وحدة واحدة لها هدف واحد هو نشر الوعي السياسي يتجاوز حدود المدرسة إلى خارجها ويعم ويشمل المدارس الموجودة حينذاك وهي المدرسة الثانوية والمدرسة المتوسطة ومدرسة الأيتام والتحضيرية يتعدى كل هذه المدارس إلى الشباب الواعي المتنور والموجود في العاصمة صنعاء وبالتالي يتعدى نطاق العاصمة إلى جميع المدن الأخرى في الوطن.
وكان عندنا طموح وأمل قوي في أن ذلك لابد وأن يكون وفعلاً تحقق لنا الكثير مماكنا نريد. وأقمنا المؤتمر الأدبي الثاني في المدرسة العلمية وكان مؤتمراً أدبياً فعلاً ألقيت فيه كلمات أدبية شعراً ونثراً من الماضي البعيد والقريب ومن الحاضر وكان هذا المؤتمر يضاهي سوق عكاظ إن لم يكن أفضل منه فقد كنت تسمع في هذا المؤتمر لأمية بن أبي الصلت أو لأمرئ القيس أو لعمرو بن كلثوم كما تسمع للمتنبي أو لابن الرومي أو لشوقي أو حافظ إبراهيم أو اسماعيل صبري أو الشابي أو عمر أبو ريشه أو غيرهم من الشعراء وتسمع نثراً من كتاب «جمهرة خطب العرب» وأمثالها وحكمها كما تسمع من المقامات أمثال مقامات الحريري ومقامات بديع الزمان الهمداني وغير ذلك من الخطب والكلمات النثرية وتحس كأنك تعيش الماضي والحاضر في أدبه وسر بلاغته وعنفوان فصاحته في حقب نثره وشعره وتاريخه.
نمو فكرة المؤتمرات الأدبية
ونمت هذه الفكرة وانتشر صيتها وأنخرط فيها الكثير والكثير من طلاب المدرسة وأصبح لموعد قيام المؤتمر تطلع من الجميع وما إن مرت الأيام ومضت فترة قصيرة حتى شاركت المدارس الأخرى في حضور هذا المؤتمر في كل أسبوع. وتطورت الفكرة وانتظمت وصار لكل مدرسة من المدارس المذكورة آنفاً مؤتمرها الأدبي الخاص بها والذي يحضره مندوبون من المدارس الأخرى. ولزيادة الترابط وبث الأمل في نفوس الطلاب كنا نأخذ من دخل الدكان السابق الذكر الذي نما وكبر ونقوم بمنح جوائز محدودة متواضعة كدفاتر ومساطر وأقلام ونقوم بتوزيعها على من حضر المؤتمر وكان لهذا العمل الأثر الكبير في جميع النفوس، وفي مؤتمر أقامته المدرسة الثانوية كنظام دائم متبع وبمناسبة وصول الأخ عبدالله بركات والأخ علي المطري من مصر حيث كانا يدرسان هناك مع البعثة اليمنية قصدني الأخ محمد غالب صدقه رحمه الله وكان من مسئولي هذه المدرسة وطلب مني أن أقوم بإعداد كلمة تلقى في هذا الاحتفال. واعتذرت له بسبب ارتباطي بالتدريس في كل وقت ولكنه ألح علي في الطلب إلحاحاً شديداً وأعطيته بعض الأمل في أن أقوم بذلك وعليه أن يبحث عن أخ آخر ليعد له ذلك احتياطياً.
وفي اليوم التالي أخبرني بأنه قد وجد من قام له بذلك وكنت أنا المندوب الذي يحضر المؤتمرات في المدارس مع اثنين أو ثلاثة من زملائي وكان المندوبون يلقون كلمة عن مدارسهم فجعلت تلك الكلمة عن المدرسة العلمية وألقيتها بنفسي وكانت بعنوان «من الشباب وإلى الشباب» وفيها حملت الأخوين عضوي البعثة المسئولية في القيام بالواجب الوطني والعمل من أجل رفع مستوى البلد وتنشئة الجيل الجديد وفتح آفاق المستقبل أمامه حتى يكون عنده الأمل في السير في خط الحياة الواضح لأنهم بطبيعة الحال أكثر نضجاً وأكثر إلماماًَ بشئون الحياة.
وذيلت هذه الكلمة ببضعة أبيات هي من شعري وفيها قلت:
قد آن يا ليل الضنى الموغل أن يسفر الصبح بوجه جلي
وأن يعيش الناس في روضة عطرية الأزهار لم تذبل
إلى أن قلت معتزاً بماضينا ومؤملاً في حاضرنا ومستقبلنا:
إن كانت الشمس علت رتبة فأننا عن جرمها نعتلي
بهمة وثابة للعلى بها الصعاب كل الصعاب تنجلي
لابد يا أرضي وأن تسعدي مهما قسا الدهو فلا تعجلي
إنا بنو الأبطال من يعرب نفلق الهامات بالمعول
وننقش المجد بحمر الدما ومن جماجمنا تصاغ الحلي
وهنا على تصفيق حار من جميع الحضور وقد قام الأخ عبدالله بركات بالتعليق على هذه الكلمات وقال فيما قاله:إن المسؤلية مشتركة وان الواجب يقع على عاتقنا جميعاً» وعقبت عليه بأن ذلك صحيح ولكن العبء عليهم أكثر لأنهم يدرسون في مدارس حديثة ويعيشون في بلدان راقية.
وتوسع النشاط الاجتماعي والأدبي والسياسي وانخرط فيه أعضاء جدد بعض منهم كان ينخرط في السلك السياسي والبعض الآخر يسير في خضم سير المجموع، وكان التوجه سليماً والهدف مقدساً والغاية نبيلة.
والإخوة الذين شملهم هذا المحفل العظيم وسار بهم هذا الركب الكريم هم: إخوة المرحلة :
أحمد بن عبدالوهاب السماوي :
أحد أفراد التنظيم الطلابي الحر الذين انسجموا مع العمل بإقبال وانفعال وإمتاز بحسن التدبير والعقل الرصين ولم يشذ في أي سلوك خارج السرب، درس في المدرسة العلمية وحصل على ماينتفع به من المعلومات ووصل إلى الصف الثاني في الشعبة الثانية كما حدثني ابنه، انتظم مع زملائه في كلية الطيران إبان العهد البائد والتي أغلقت بعد فترة قصيرة من إفتتاحها، دخل سلاح المدفعية وأخذ فيه فترة تدريبية جيدة، قامت الثورة السبتمبرية فشارك في أحداثها بإخلاص وفي أكثر من مرفق، ذهب في منحة إلى الإتحاد السوفيتي حين ذاك واستمر في الدراسة هناك لمدة 4 سنوات في أكاديمية «فورونزا» قيادة وأركان، وتلقى تعليماً نافعاً في نفس المجال حصل على درجة مقدم، استشهد في 23 رجب 1388هجرية الموافق 16/10/1968م في «الحفى» جنوب صنعاء أيام السبعين رحمه الله.
أحمد بن علي الوشلي :
أحد الذين اشتبكت أيديهم في الحلف المقدس بباب الروم ومن واجب القول وصدق الحقيقة أنه كان ذا سلوك جيد في سيره الوطني وإخلاصه لهذا النهج العظيم وأغلب الظن أنه كان يرأس خلية وإن كان الزمن قد أثر على فكري في واقع ذلك وكان له أسلوبه المتميز في حفاظه على حسن الزمالة مع من كان وقد استفاد من الدراسة في المدرسة العلمية حيث وصل إلى الصف الأول في الشعبة الثالثة كما أخبرني ابنه ثم انتقل إلى الكلية الحربية وتخرج برتبة ملازم ثاني وهو من ضباط الثورة الذين انفعلوا بالأحداث وتفاعلوا معها، تولى عدة أعمال في الدولة مدنية وعسكرية، تدرج في الرتب العسكرية إلى درجة مقدم، توفي سنة 1983م.
أحمد علي الناصر:
رجل معتد بنفسه تابع الدراسة في المدرسة التحضيرية بجهد متواصل وسير منتظم وهو أحد أفراد التنظيم الطلابي الحر حيث شكل وجوده العضو الخامس في الخلية الأولى التي تكونت منه ومن الأخ محمد بن علي الحجري، والأخ عبدالقادر بن محمد، والأخ عبدالله اللقية، والأخ محمد بن حمود الصرحي، وقد انتقل إلى الكلية الحربية وتخرج منها بدرجة ملازم ثاني وهو من الضباط الذين اشتركوا في صنع الحدث العظيم ثورة سبتمبر المباركة.
أحمد بن محمد الرضي:
رجل منسجم الطباع مع كل الناس دمث الأخلاق تعلو فمه البسمة وقد تراه عابساً بشرود، ابتدأ دراسته في مدينة حوث لمدة ثلاث سنوات تقريباً، انتفع وتفتحت مداركه بما حصله فيه، انتقل إلى صنعاء إلى المدرسة التحضيرية ودرس فيها لبعض الوقت وفي هذه المدة انضم إلى التجمع الطلابي الوطني كعضو مشارك فعال وكان وهو في وزارة الخارجية بصنعاء قبل أن ينتقل إلى فرعها بتعز يقوم بطبع كل مانريده من منشورات أو قوانين وتنظيمات تخص التجمع أو عمل بطاقات خاصة نعطيها لأشخاص مخصوصين كان ذلك لأنه كان موظفاً فوق آلة كاتبة، ونفعنا ذلك كثيراً لنظهر وكأننا قد أصبحنا كقوة لها مطبعة ولها رجال، وقامت الثورة السبتمبرية وأنتشى بها وشارك في أحداثها السياسية ذات المعلم الواضح حيث شارك في مؤتمر خمر، وتعين بعد ذلك أميناً لرئاسة الجمهورية وكان هذا هو المشوار الأخير.
حسين بن شرف الكبسي :
يمتاز بالأناءة والوقار من وقت مبكر ومتابعة الدراسة بصمت أمضى أربع سنوات تقريباً في مراحل هذه الدراسة في المدرسة العلمية حيث وصل إلى الصف الأول في الشعبة الثانية كماقال لي، انتقل إلى الكلية الحربية مع جماعة من زملائه كان أحد أفراد التنظيم الطلابي الوطني العام حيث تأثر وأثر وتفاعل وفعل وقامت الثورة السبتمبرية وكان أحد الذين أثاروها ونفذوها وقد تقلد عدة مناصب هامة عسكرية ومدنية وتدرج في الرتب العسكرية إلى أن وصل إلى رتبة عميد.
حسين بن عبدالله العمري :
حسن السيرة طيب السريرة يقوم بعمله بإخلاص ولا يناقش فيما يأمر به إذا مارسخت ثقته في من يتولاه وهو أحد الذين تشابكت يده مع الآخرين في الحلف على الوفاء والصدق والالتزام بالعمل الوطني الشريف، درس في المدرسة العلمية وحصل على ماقد يكفيه من العلم، غبت عن الساحة فاحتار في أمر نفسه لأنه كان يلزمني أكثر الأوقات، أراد أن يدخل كلية الشرطة فتعسر عليه ذلك لأنه مشبوه في نظر أولئك، وأذكر أنه كتب لي بذلك إلى سجن نافع طالباً رأيي وكان جوابي أن استمر في المتابعة ولاتتأثر بأي عائق، ومن طلب شيئاً ناله مع الإصرار، لاتنهزم، لج ولح وإن شاء الله تفلح وفعلاً بعد ذلك نجح وقد تخرج برتبة ملازم ثاني، اشتغل في الداخلية في أكثر من مرفق وقامت الثورة السبتمبرية وكان من جملة رجالها الذين أفادوها وفدوها.
عبدالكريم بن حسين الحوري:
أحد أفراد التنظيم ومن الذين أسهموا فيه بإيجاب وهو «دغري» فيما يطرح من أفكار ولا يخفي نفسه في إتجاهه ويفوز في اندفاعه الأدبي والسياسي وله إلمام أدبي مكتسب كان يفرزه في التجمع الأسبوعي الذي كان يكون مستمراً وعاملاً مؤثراً فكرياً واجتماعياً وسياسياً، وقد استمر في نهجه هذا وقتاً لا بأس به، درس في المدرسة العلمية ووصل إلى الصف الأول في الشعبة الثالثة كما أخبرني هو نفسه وأخذ من العلم ما استفاد به ثم انتقل إلى الكلية الحربية وتخرج منها بدرجة ملازم ثاني، أحد ضباط الثورة الذين أثاروها ورعرعوها واعتصروا أنفسهم في أحداثها، خدم في أكثر من عمل عسكري وقد احتفظ برسالتين إليه مني من حبس نافع مضت عليهما 43 سنة وهما بجانب ترجمته هذه وشكراً له.
السلام عليكم ياأهل الدنيا
السلام عليكم ياعبدالكريم ورحمة الله
ياعبدالكريم كم قد مرت من أيام وأنا أنتظر جواب الرسالة التي أرسلتها إليك أخيراً والتي كان عتابي فيها عتاب الأخ الصافي الضمير والمحب الصادق عاتبت ياعبدالكريم.
لأني أعتقد أن العتاب صابون القلوب. عاتبت اعتقد أن قلبك أطهر من أن يطهره الصابون «الذي هو العتاب» ولكني قلت غسل الزجاج يزيده بريقاً فعاتبت من هذه النافذة وماإذا كان العتاب قد أثر عليك حتى لم تعد تقدر على الجواب فأنني بهذه الرسالة اسحب عتابي كله الأول ومابعد الأول حتى الأخير تلبية لرغبتك وتخفيفاً على إحساسك وشعورك وسحبي لعتابي لايعني أبداً سحبي لصداقتك فهي شيء ثابت وأصيل بحيث يمكن سحبه فهي باقية وإنما يمكن أن أخاطبها وأن أعاتبها هي نفسها التي تتحمل عن الصديق كل نفثاته سلام الله عليك أيتها الصداقة ياحلم الإنسان في الحياة ويادعم الكيان الاجتماعي الوطيد. لماذا تخليت عني وأي شيء صدر مني عشت معك أيام النور والمحبة والسلام ونزلت علي من أجل تقديسك أسوأ الآلام فلم أتراجع عن الوفاء لك بل نحت حبك في قلبي نحتاً لاتغيره الأيام ولاتبليه الشهور والأعوام.
أيها الخلق الرفيع وأمل الشعوب والأمم ياهذا الكائن المرموق. إنني التمس رضاك ماإذا كنت أذنبت أرجو غفرانك ماإذا كنت قد أسأت والفت نظرك - بخجل - إلى أنني لم أتسلم حقوقي التي فرضتها لي وأن قد مضى عامان على عدم تسلمي حتى واحداً من هذه الحقوق الجلية.
وأخيراً وداعاً أيتها الصداقة وداعاً وإلى اللقاء.
صديق مخلص محمد حمود الصرحي
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي العزيز عبدالكريم الحوري المحترم حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله
أخي الحبيب لقد سبق في الأسبوع الماضي أن بعثت إليكم برسالة كجواب على رسالتكم وأنني الآن ارجو أن تكونوا قد تسلمتموها كما ارجو أن تكون أنت بخصوصك قد تسلمت الرسالة الموجهة إليك وحدك وقد كنت لا أريد أن أكاتبك في هذا الأسبوع لولا ما عن لي من فكرة جديدة ترجع إلى المحاولة في إطلاقي يا أخي العزيز لقد جاءني خطاب من أحد الأصدقاء بالحديدة هذا الخطاب كتبه العقيد حمود الجائفي إلى هذا الصديق وكان مما جاءني فيه أنه قد راجع من أجلي وألح في المراجعة وأنه يظن بل ويعتقد أنني ربما وقد أطلقت إلى المستشفى بالحديدة لأن البدر قد وعده بالإطلاق بوقته أو كما قال العقيد حياة الله، وبناء على هذا القول فقد حررت إليه رسالة شكر وثناء كما هي في نفس الوقت مودوعة بالرجاء في أن يتابع سيره في مثل هذا الواجب العظيم، وقد بنيت رسالتي على قوله من حيث لا أدري إنه قول وعمل أم قول فقط وعلى كل حال ربما كان صادقاً في هذا القول وبناء على غير ذلك فإنه لن يكون هناك أي ضرر ينتج من رسالتي إليه وقد ربما يعمل ولا سيما عندما تقوم أنت بتقديم هذه الرسالة إليه مع شرح كاف لأعمالنا مع الناس ولأعمالهم ضدنا أضف إلى ذلك ما ستعمله أنت معه مما تعلمه قد يحمله على الدوام في المراجعة، ويمكن أن تتعاون مع من ترى من الإخوان الزملاء مثل أحمد الوشلي وعلي قاسم المؤيد ومن تراه يصلح لمثل هذا العمل، هذا وقد تركت ظرف رسالته مفتوحاً لتطلع عليها ثم بعد ذلك ليتسلم إليه مختوماً فهمت؟ ارجو الله أن يوفقك ويعينك على إنقاذ أخيك السجين.. وبفارغ صبري سأنتظر الرد منك ومنه فلا تسهل في ذلك.. تحياتي إلى كل من عبدالله وأحمد علي وعبدالوهاب وعلي قاسم وعبدالوهاب الشامي، إن ثم وساعدك ذلك وإلا فلا.
وأخيراَ قبل عني يدك الحبيبة الغالية
وإلى اللقاء إن شاء الله
أخوك المخلص على طول
محمد .. خارجه الله «هوامش»
1) صورة المؤلف 2) محمد الشامي 3)محمد الحضرمي 4)محمد عبدالرحمن شرف الدين 5)أحمد الرضي 6)الشيخ مرشد الغزي 7) محمد الحمدي 8) أحمد طاهر 9)حسين الرضي 10) يحيى الرضي 11) علي الرضي
1 وكان بالجانب الشمالي الشرقي من دار السعادة «المتحف الوطني» الآن.
2 كان هذا من باب التواضع.
3 لابن دقيق العيد.
4 وموقعه الآن في الجانب الشرق الشمالي من سور الإذاعة الشرقي.
5 وذلك عندما كان في أيام صفائه.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.