عدم تحقيق الذات،وغياب الطموح مشكلة أهملناها كثيراً نحن الشباب ناسيين أو متناسين عواقبه الوخيمة في حاضرنا أو مستقبلنا!!. كثير هم الشباب الذين حلموا وطمحوا أن يكون لهم شأن في هذه الحياة من أجل خدمة مجتمعهم ووطنهم .. ولكن الكثير منهم وقفت الظروف الصعبة عائقاً أمام طموحاتهم ، والقليل منهم من قالوا لأنفسهم لا يأس مع الحياة ولا حياة مع اليأس!! ،وحقاً قهروا العوائق وصنعوا المستحيل وحققوا أهدافهم.. كم هو جميل هذا الطموح وهذا الإصرار في قلوب هؤلاء الأبطال الذين أبوا إلا أن يتركو بصمة في هذه الحياة . حاجة لتذليل الصعوبات!! فئة الشباب بأمس الحاجة للوقوف بجانبها وتذليل كل الصعوبات التي تعيقها،وهذا لن يتحقق إلا بتكاتف الجهود سواء في الأسرة أو المجتمع والدولة . كثيرون من الشباب الذين غاب عنهم الطموح والإرادة والعزيمة..وبالمقابل كثيرون هم لا يؤمنون ولا يثقون البتة في إمكاناتهم وقدراتهم كثير هم الشباب الذين جعلوا لليأس طريقاً يتسرب إلى قلوبهم ، وكثير من الشباب نسى أو تناسى مقولة "المعاناة تولد الإبداع" . غياب الطموح مسألة مهمة وخطيرة تجعل في قلوب الشباب فجوة يمكن من خلالها أن يتسرب اليأس والإحباط وكذلك الكسل ، مسألة في غاية الأهمية لأنها تفقد في الشباب روح الإبداع والتمييز . مشكلة بأمس الحاجة للكشف عن مسبباتها ومن يتحمل مسئوليتها وكيف يمكن إيجاد الحلول لها والتغلب عليها . صحيفة الجمهورية وعبر صفحة "شباب" واستشعاراً منها لدور الصحافة في حل قضايا ومشاكل الشباب،حاولنا مناقشة القضية وعرضها على أخصائيين وشباب ، فأجمعوا على حجم المسئولية ومن يتحملها . التطرف وأشياء أخرى!! البداية كانت مع الدكتور / فؤاد الصلاحي -أستاذ علم الاجتماع بكلية الآداب- والذي تحدث بدوره عن أسباب غياب الطموح وعدم تحقيق الذات عند الشباب قائلاً : قضية الشباب قضية مهمة يجب الكتابة عنها بتعمق وليس بتسطيح، و يجب النظر إلى القضية بأنها مشكلة بنيوية وبأن الشباب يشكلون أكبر نسبة سكانية في المجتمع ، وتظهر مشاكل الشباب نتيجة الظروف المعيشية خاصة مع اعتماد سياسات التحرير الاقتصادي والإصلاح والتأهيل الهيكلي منذ عام 1995م ، مع زيادة عدد الشباب وكذلك زيادة عدد المخرجات الجامعية في القطاع الحكومي والقطاع الخاص هذا كله يخلق مزاجاً معكراً عند الشباب لأن تحقيق طموحهم يتطلب وجود فرص عمل لأنه مع عدم وجود مصادر العمل يجعل الشباب يبحثون عن مصادر متعددة للرزق مما قد يؤدي بهؤلاء الشباب إلى التطرف والعمل السيئ. ويقول : يجب على الجهات المعنية بالشباب أن تهتم بمواهبهم وطموحاتهم ، وليس التحدث عنهم ، يجب أن تساءل الشباب وأن تحاورهم من أجل مناقشة كل مشاكلهم ، ويجب على وسائل الإعلام إبراز الحوارات والمناقشات الشبابية . مضيفاً بأنه يجب على الجامعات اليمنية القيام بدراسات موضوعية للواقع الاجتماعي والسياسي الذي يعاني منه الشباب وكذلك يجب توفير المناخ السياسي للشباب من خلال الأحزاب والمنظمات الاجتماعية والشبابية . الحياة أوسع مما نتصور. الفقر!! علي القطابري طالب ماجستير / علم إجتماع قال : هناك أسباب كثيرة تمثل عائقاً أمام الشباب بالنسبة لتحقيق طموحاتهم في مجتمعنا اليمني الأول هو الفقر لأن أغلب الشباب لديهم طموح يريدون تحقيقها في جميع مجالات الحياة من هذه المجالات الدينية ، التجارية ، العلمية ، الثقافية ، الرياضية ، أما السبب الثاني فهو الظروف النفسية الصعبة لأنه بسبب نتيجة الفقر قد يصاب بعض الشباب بظروف نفسية تكون عائقاً أمام طموحهم أما السبب الثالث فهو غياب الاهتمام والتشجيع لهؤلاء الشباب حتى يوصلوا إبداعاتهم . وينهي حديثه قائلاً : أن الحياة أوسع مما نتصور وعلى جميع الشباب أن يتحلوا بالصبر والجد ولا يستسلموا للظروف الصعبة لأن الحياة كفاح وصبر وجميع المشاكل يمكن تجاوزها بالعزيمة والإصرار ويقول الله تعالى " إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم " صدق الله العظيم التهاون والكسل عيسى صالح الحيمي - طالب جامعي كلية التربية - قال : سؤال يتبادر في أذهان الجميع ماهي مشكلة عدم تحقيق الذات لدى كثير من الشباب ؟! وهناك أسباب كثيرة ومنها . عدم الجري وراء هدف واحد وهو الهدف المرسوم والجري وراء أهداف كثيرة كذلك انعدام الجانب المادي لدى الشباب بحيث يضطر إلى ترك التعليم والعمل من أجل توفير المستلزمات الضرورية للأسرة. عدم تشجيع الآباء لأبنائهم من أجل مواصلة التعليم وتحقيق الهدف المرسوم وكذلك التهاون والتكاسل وعدم بذل الجهد في تحقيق الهدف . ويمضي قائلاً : أنصح جميع الشباب وخاصة الطلاب بالجد والمثابرة وبذل الجهد ورسم الهدف المنشود والعمل على تحقيقه . الشباب يجهلون أنفسهم عمرعبد العزيز السبوع - طالب جامعي كلية التربية - تحدث قائلاً: إن المشاكل التي تواجه الشباب في عدم تحقيق الذات كثيرة منها غياب الطموح لدى الشباب وكذلك غياب الإصرار والعزيمة وكذلك للأسف الشديد أن الكثير من الشباب يجهلون مهاراتهم ومكاناتهم ولا يعرفون كيف ينمون قدراتهم ويصقلون مهاراتهم وإنما يجرون وراء المكاسب المادية كل هذه الأسباب يتحملها الشباب أنفسهم وكذلك الاسرة تتحمل مسئوليتها بسبب اهمالها لأبنائها وكذلك الجهات المعنية هي الأخرى تتحمل مسئوليها وينصح الشباب قائلاً : أنصح كل الشباب بأن يضعوا هدفاً معيناً نصب أعينهم وعدم النظر إلى الوراء والمضي قدماً نحو تحقيقه للوصول إلى الغاية المطلوبة . المخاوف والشك النفسي وترى فتحية الوظفي - طالبة جامعية- أن كثيراً من الشباب لديهم الطموح والإرادة لكن لا يستطيعون تحقيق أهدافهم ولو سألنا أنفسنا لماذا؟ سنجد أنه بسبب مخاوفهم وشكهم بأنفسهم مما جعل من الصعب الوصول إلى أهدافهم وتحقيقها وكذلك أن المخاوف والشك بالنفس وغياب عدم الثقة بالنفس يمكن أن تبدأ عندما نبدأ الكفاح من أجل الوصول إلى الهدف. وتضيف قائلة : ولتحقيق أهدافنا يجب أن نتصور أولاً في عقولنا ما نريد أن نحققه تماماً في حياتنا والتأمل في اختيارنا حسب الوسائل الملازمة للوصول إلى غاياتنا وعندئذ سنجعل من فشلنا نجاحاً . الفشل في أول خطوة سحر عبد الإله - طالبة جامعية -تقول: يتسرب اليأس عند الكثير من الشباب إذا فشل في أول خطوة في تحقيق طموحه مع أن الفشل في أول خطوة هو بداية مرحلة النجاح فيعتمد هؤلاء الشباب الذين يفقدون الحافز الى التقليل من شأن قدراتهم ومواهبهم فهم يشعرون أن فشلهم نهاية الحياة وأنهم لن يستطيعوا الوصول إلى طموحاتهم بسبب انعدام الثقة بالنفس .ولو أفترضوا وفكروا جيداً في الأسباب التي أدت بهم إلى الفشل في بداية حياتهم سيتوصلون بأنهم لم ينظموا أفكارهم وأعمالهم ولم يفترضوا أن النجاح يأتي على مراحل وأن الوصول إلى القمة لن يتم إلا بالصعود درجة درجة . العمل على خلق ا لبدائل أمين أحمد الكوكباني شاب تحدث قائلاً : هناك بعض الشباب استطاعوا تحقيق ذاتهم وطموحاتهم رغم الظروف التي يعانون منها من منطلق أن المعاناة تولد ا لإبداع شباب برغم ما يعانون من ظروف الحياة المادية والاجتماعية إلا أنهم استطاعوا أن يحققوا ذاتهم في المجتمع وعملوا على خلق بدائل لتلك الظروف التي يعيشونها من خلال بحثهم المتواصل عن أي شيء يمكن أن يساعدهم على تحقيق طموحاتهم والاستعانة بكل وسائل العصر الحديثة التي أصبحت متوفرة وفي كل الحالات ويمضي قائلاً : فالشباب الذي لديه طموح وإرادة يريد تحقيقها لا يمكن أن يصعب عليه شي ولا بد أن يعمل ويقاوم كل الظروف الصعبة حتى يصل إلى تحقيق ذاته وطموحه. الوضع الإقتصادي حامد القباطي -شاب- يتحدث قائلاً : العائق الرئيس أمام طموح الشباب هو الوضع الاقتصادي للبلد حيث تصطدم معظم طموحات الشباب وآمالهم بهذه الأوضاع فينحدر سقف هذا الطموح من أجل توفير لقمة العيش والحلم بالاستقرار البسيط والأحلام الروتينية المتواضعة ( زواج ، بيت ، مصدر دخل ) ويضيف قائلاً : أصبح جل اهتمام الشباب ليس الطموح وتحقيقه ولكن توفير القوت الضروري الذي من المفروض أن يكون مكفولاً للجميع حتى يتفرغوا للتفكير في أهدافهم . سوء المعاملة جميل العتب - طالب جامعي قسم علم النفس- تحدث قائلاً : غياب الجهات التي تتبنى هؤلاء الشباب وترشدهم في كيفية أن يختار هؤلاء المجال الذي يمكن أن يحققوا أهدافهم مما يؤدي الى أن الشباب لا يعرفون كيف يتجهون إلى المكان أو التخصص الذي سينجحون فيه مما يحدث لهم حالة من الارتباك والفشل.. وكذلك يسبب سوء المعاملة وما يقولون بالمحسوبية والوساطة حيث يتم اختيار الأشخاص الذين لا يمتلكون مؤهلات وخبرات والشباب الذين بذلوا كل الجهود من أجل الوصول إلى الهدف يتم تجاهلهم ورميهم خارج السرب ..وكذلك غياب الدعم من القطاع الخاص ورجال الأعمال للمواهب والإبداعات الشبابية . أطالب الحكومة أن تقوم بإقامة مراكز تعمل على رعاية والإهتمام بالمواهب والمبدعين في جميع المجالات لأن اليمن مليئة بالمواهب المبدعة ونحتاج لدعم ورعاية . كلمة أخيرة كل الآراء اتفقت على أن الفقر وصعوبة الظروف المعيشية هو العائق الأول أمام طموح الشباب واختلفوا في بقية الأسباب .. نعم هذه الفئة بحاجة إلى الاهتمام والدعم والرعاية لأنها الفئة التي سوف تعتمد عليها البلاد في المستقبل والكل يعرف أن اليمن تمتلك قوى بشرية ضخمة لديها الطموح والإرادة تريد أن ترفع اسم اليمن عالياً فقط تريد من يمتلكون الإمكانيات سواء في الحكومة أو في القطاع الخاص هو توفير الدعم المادي والمعنوي وتحاول تذليل العقبات أمام الشباب .