(1) ما للصباحات تأتي خفاقاً، كما النورس الغض وترتد متعبة، وقبل الظهيرة تقعي على الأرصفة ما للصباحات حين تحطّ على شجر الروح، كي تستريح قليلاً تسائلنا لماذا نقايض مثل العصافير حُبّاً - بحبّ وماءً - بيابسةٍ وصوتاً مريباً - بأغنية؟ لماذا تحومُ على رأسنا الطيرُ؟ نسرعُ في الخطو ... والصبح في أوله وما للقوافل تأتي تباعاً وليس لنا بينها راحلة (2) شهادة ورأيتُ وكان البحرُ مخموراً وكالأعمى يدبّ به الدّوار ورأيتها خرجتْ إلى النوتيّ بالمقهى وأرصفة المساءات الجميلة والخضار وسمعتها مالي وما لهو - للبيت من يحميه - لي مالي ومال الآخرين إلى الدمار (3) إسفافْ أسففتُ عفواً أيها الشعراء إذ سفّت غزية وحللت من ثوبي وقد حلّت، لا شيء يسترني، طفقت يسومني أهلي وتصلبني العشيرة في جذوع النخل مكسوراً ومحلول الأزار أسففت، بل غنيت، بل أعني بكيت، تملكتني شهوة في الرقص والفرح الموارب كانت معي قالت: لنا نبكي وقلت: لنا نغني ولنا لنا في الحلم ما للآخرين من التمني تمتمت ما لم تفهم الفصحى ظللت متمتماً - وخرجت عن سمتي، هززت السدرة الحبلى، وكان الصدر مكتظاً أحببتها تهذي لأسمع ما تبوح به الجميلة ألقيت ذاكرتي إلى النسيان، ضج الصمت في روحي، صاحت بي جموح النخل هزتني الرياح المستحيلة أسففت عفواً أيها الشعراء من يقوى يطفف وردة هتفت بصبح الطالعين من السنابل هتفت، فصفق في كمائمه القرنفل قامت قيامتها حشود الورد، يسبقها البنفسج والمتوجة اليمام.