الحوثيون يتكتمون على مصير عشرات الأطفال المصابين في مراكزهم الصيفية!    رسالة حاسمة من الحكومة الشرعية: توحيد المؤتمر الشعبي العام ضرورة وطنية ملحة    خلافات كبيرة تعصف بالمليشيات الحوثية...مقتل مشرف برصاص نجل قيادي كبير في صنعاء"    في اليوم ال224 لحرب الإبادة على غزة.. 35303 شهيدا و79261 جريحا ومعارك ضارية في شمال وجنوب القطاع المحاصر    الدوري السعودي: النصر يفشل في الحاق الهزيمة الاولى بالهلال    الدكتور محمد قاسم الثور يعزي رئيس اللجنة المركزية برحيل شقيقه    الطرق اليمنية تبتلع 143 ضحية خلال 15 يومًا فقط ... من يوقف نزيف الموت؟    صادم.. لن تصدق ماذا فعل رجال القبائل بمارب بالطائرة الأمريكية التي سقطت في مناطقهم! (شاهد الفيديو)    منظمة الشهيد جارالله عمر بصنعاء تنعي الرفيق المناضل رشاد ابوأصبع    مليشيا الحوثي تنظم رحلات لطلاب المراكز الصيفية إلى مواقع عسكرية    قيادي حوثي يسطو على منزل مواطن في محافظة إب    بن مبارك يبحث مع المعهد الملكي البريطاني "تشاتم هاوس" التطورات المحلية والإقليمية    السعودية تؤكد مواصلة تقديم المساعدات والدعم الاقتصادي لليمن    أسماء من العيار الثقيل.. استقطاب اللاعبين بالدوري السعودي ترفض طلبات للأندية للتوقيع مع لاعبين لهذا السبب!    مسيرة حاشدة في تعز تندد بجرائم الاحتلال في رفح ومنع دخول المساعدات إلى غزة    رئيس مجلس القيادة يناقش مع المبعوث الخاص للرئيس الروسي مستجدات الوضع اليمني مميز    ظلام دامس يلف وادي حضرموت: خروج توربين بترومسيلة للصيانة    المطر الغزير يحول الفرحة إلى فاجعة: وفاة ثلاثة أفراد من أسرة واحدة في جنوب صنعاء    ميسي الأعلى أجرا في الدوري الأميركي الشمالي.. كم يبلغ راتبه في إنتر ميامي؟؟    تستضيفها باريس غداً بمشاركة 28 لاعباً ولاعبة من 15 دولة نجوم العالم يعلنون التحدي في أبوظبي إكستريم "4"    بيان هام من وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات من صنعاء فماذا قالت فيه ؟    بعد أيام فقط من غرق أربع فتيات .. وفاة طفل غرقا بأحد الآبار اليدوية في مفرق حبيش بمحافظة إب    أمطار رعدية على عدد من المحافظات اليمنية.. وتحذيرات من الصواعق    وباء يجتاح اليمن وإصابة 40 ألف شخص ووفاة المئات.. الأمم المتحدة تدق ناقوس الخطر    تهريب 73 مليون ريال سعودي عبر طيران اليمنية إلى مدينة جدة السعودية    تدشيين بازار تسويقي لمنتجات معيلات الأسر ضمن برنامج "استلحاق تعليم الفتاة"0    شاب يمني يساعد على دعم عملية السلام في السودان    الليغا ... برشلونة يقترب من حسم الوصافة    أعظم صيغ الصلاة على النبي يوم الجمعة وليلتها.. كررها 500 مرة تكن من السعداء    الخليج يُقارع الاتحاد ويخطف نقطة ثمينة في الدوري السعودي!    اختتام التدريب المشترك على مستوى المحافظة لأعضاء اللجان المجتمعية بالعاصمة عدن    مأرب تحدد مهلة 72 ساعة لإغلاق محطات الغاز غير القانونية    مبابي عرض تمثاله الشمعي في باريس    قيادي حوثي يسطو على منزل مواطن في محافظة إب    العليمي يؤكد موقف اليمن بشأن القضية الفلسطينية ويحذر من الخطر الإيراني على المنطقة مميز    يوفنتوس يتوج بكأس إيطاليا لكرة القدم للمرة ال15 في تاريخه    النقد الدولي: الذكاء الاصطناعي يضرب سوق العمل وسيؤثر على 60 % من الوظائف    رئيس مجلس القيادة يدعو القادة العرب الى التصدي لمشروع استهداف الدولة الوطنية    اليونسكو تطلق دعوة لجمع البيانات بشأن الممتلكات الثقافية اليمنية المنهوبة والمهربة الى الخارج مميز    600 ألف دولار تسرق يوميا من وقود كهرباء عدن تساوي = 220 مليون سنويا(وثائق)    وعود الهلآّس بن مبارك ستلحق بصيف بن دغر البارد إن لم يقرنها بالعمل الجاد    المملكة المتحدة تعلن عن تعزيز تمويل المساعدات الغذائية لليمن    وفاة طفل غرقا في إب بعد يومين من وفاة أربع فتيات بحادثة مماثلة    سرّ السعادة الأبدية: مفتاح الجنة بانتظارك في 30 ثانية فقط!    شاهد: مفاجأة من العصر الذهبي! رئيس يمني سابق كان ممثلا في المسرح وبدور إمراة    وصول دفعة الأمل العاشرة من مرضى سرطان الغدة الدرقية الى مصر للعلاج    ياراعيات الغنم ..في زمن الانتر نت و بالخير!.    تسجيل مئات الحالات يومياً بالكوليرا وتوقعات أممية بإصابة ربع مليون يمني    لماذا منعت مسرحيات الكاتب المصري الشرقاوي "الحسين ثائرآ"    هل الشاعرُ شاعرٌ دائما؟ وهل غيرُ الشاعرِ شاعر أحيانا؟    قصص مدهشة وخواطر عجيبة تسر الخاطر وتسعد الناظر    وداعاً للمعاصي! خطوات سهلة وبسيطة تُقربك من الله.    افتتاح مسجد السيدة زينب يعيد للقاهرة مكانتها التاريخية    الامم المتحدة: 30 ألف حالة كوليرا في اليمن وتوقعات ان تصل الى ربع مليون بحلول سبتمبر مميز    في افتتاح مسجد السيدة زينب.. السيسي: أهل بيت الرسول وجدوا الأمن والأمان بمصر(صور)    احذر.. هذه التغيرات في قدميك تدل على مشاكل بالكبد    دموع "صنعاء القديمة"    هناك في العرب هشام بن عمرو !    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



من لم يغششنا فليس منا؟!
الجمهورية تقرع جرس الإنذار قبل أن تستفحل الظاهرة ويصبح شعار الطلاب عند كل اختبار
نشر في الجمهورية يوم 09 - 06 - 2008

جرت العادة أن يتم الحديث عن ظاهرة الغش في المدارس خصوصاً أيام الامتحانات ،هذه الظاهرة السلبية يشكو منها الجميع ،ورغم ذلك تمارس غالباً بموافقة ورضا الآخرين وبوسائل وأساليب وطرق عديدة ، ترى لماذا يلجأ الطالب إلى الغش؟ وماهو الدور الواجب على الإدارات المدرسية والمدرسين؟ وما هو الحل لهذه الظاهرة؟..
هذه الأسئلة وغيرها نتناول إجاباتها في التحقيق التالي:في لقاء اجريناه مع عدد من الطلاب من مختلف المراحل والصفوف الدراسية ، اشاروا إلى أن الغش مشكلة يعاني منها الطالب والمدرس والإدارة المدرسية والمجتمع بشكل عام ، مؤكدين أنها مشكلة صعبة متفشية بحاجة إلى حل من قبل الجميع وليس جهة معينة .. وقالوا أن الغش ظاهرة سلوكية سيئة ، يمارسها الفاشلون من الطلاب الذين يريدون النجاح والصعود على أكتاف الآخرين «المجتهدين» احياناً يتم الاتفاق على الغش مسبقاً سواء بين الطلاب أنفسهم أو بين الطلاب القائمين على الامتحانات «المراقبين».
مسئولية جماعية
أحد الطلاب قال «ما أسهل الغش ، بالإمكان أن يغش الطالب سراً أو علناً وبمختلف الوسائل وعندما سألناه عن السبب أجاب محمد قائد : «ثاني ثانوي »: إن التعليم في وضع سيء ومتدهور وهذا ليس كلامي بل كلام الكل طلاب وأولياء أمور ومسئولين والمجتمع بشكل عام ،أيضاً لاننسى أن هذا الأمر جعل كثيراً من الطلاب مهملين أهم شيء عندهم هو الشهادة والنجاح بأي طريقة ، والأساتذة لايستطعون عمل شيء ،وإذا وجد أستاذ يريد أن يمنع الغش لايستطيع ، واختتم الطالب محمد كلامه بالقول «الكل مسئول وشكراً».
أسباب كثيرة
الطالب عصام سالم «ثالث ثانوي» قال: أنه لايستخدم طريقة الغش من أجل الوصول إلى النجاح ،بالمقابل ابدى أسفه لموقف الطلاب الذين يعتمدون ويمارسون عملية الغش ، واضاف عصام: إن اسباب الغش كثيرة منها التهاون في الدراسة وصعوبة المنهج ،والتساهل في عملية التدريس أي أن بعض المدرسين لايؤدون واجبهم بشكل جيد ، وقال أعرف بعض الطلاب يعتمدون على الغش ويحصلون على معدلات ونتائج كبيرة ، بل هناك من هم من الأوائل ،ورغم ذلك أنا شخصياً لم الجأ إلى الغش ولن امارسه في المستقبل وساعتمد على الجهد والتعب لأنني مؤمن بأن من جد وجد ومن زرع حصد ، ولكل مجتهد نصيب.
دمار المستقبل
يؤيده الطالب سامي محمد الذي أكد أنه لم يمارس الغش ابداً خلال دراسته ،وقال: الغش حرام«من غشنا ليس منا» فأنا اعتبره سلوكاً مشيناً وسيئاً ، لذا يجب على كل طالب أن يعتمد على جهده ويجد في المذاكرة وأن يتذكر دائماً أن الله يراقبنا جميعاً.
واضاف من واجب كل طالب مجتهد أن يحارب هذه الظاهرة ولايسمح بالغش من عنده وينصح كل من يمارسها ويحاول الغش ، وأنصح جميع الطلاب أن يجتهدوا ويذاكروا وأن لايعتمدوا على الغش لأن فيه دمار المستقبل.
مبررات الغش
الطلاب يشكون ورغم ذلك البعض يبرر اللجوء إلى الغش بسبب ضعف التدريس «المدرسين» والمناهج الدراسية ، بالمقابل يقول المعلمون أن إهمال الطلاب وعدم الاجتهاد في مذاكرة الدروس من الأسباب الرئيسية لانتشار ظاهرة الغش. الأخ عقيل داود «معلم» قال: إن الغش هو الكذب على النفس والنجاح بواسطة الغش لاقيمة له ، ويفقد هذا الطالب احترامه لنفسه واحترام الآخرين من اصدقائه أو عائلته أو حتى المعلمين له والغش يجعل الطالب دائم القلق والفزع والارتباك لإحساسه بالذنب وخيبة الأمل اثناء اداء الامتحان ، ومن الأسباب التي تجعل الطالب يلجأ إلى الغش الاهمال في المذاكرة وكراهية الطالب للمادة أو المعلم وعدم التركيز اثناء شرح الدرس وأثناء المذاكرة وعدم المراجعة باستمرار وعدم الثقة بالنفس ، أيضاً من أسباب الغش الظروف الصحية والاجتماعية للطالب.
واضاف الاستاذ عقيل: المعلم يعتبر من أحد الأسباب لكنه ليس السبب الرئيسي فمثلاً إذا اراد أحد الأساتذة منع الغش في مدرسة يوجد فيها غش أحياناً يفرض عليه أن يقبل بالأمر الواقع كضغوطات أو أوامر أو.... الخ ، أسباب تجبره على القبول والتغاضي عما يحدث ، أحياناً الوضع الاجتماعي والطبيعة الاجتماعية تجبر وتفرض على المدرس اتباعها.
الغش محرم شرعاً
الشيخ ابن سيناء محمد أمير «إمام وخطيب جامع» قال: أن الغش ظاهرة سلبية ، محرمة شرعاً ، عندما يتعرض الطالب للغش تجده لايهتم بالمذاكرة ولا بالدراسة طالما أنه يوجد غش ولاداعي للاهتمام وفي النهاية سوف ينجح ، وللأسف الشديد أصبح كثير من الطلاب يعتمدون على الغش وهذا بلاشك ينذر بخطر ، ذات مرة في أيام الامتحانات سألت أحد الطلاب كيف الامتحان اليوم؟ أجاب في غش قليل قلت له كيف هذا؟! قال الغش ليس في مدرستنا فقط بل في جميع المدارس ، هكذا ينظر ويحكم الطلاب ،
وأضاف الشيخ ابن سيناء: هناك مافيا اخطر من الغش تتمثل في النجاح مقابل مبلغ مادي ، فمثلاً عندما يرسب المدرس طالباً مايقول ذاك الطالب سوف انجح رغم انف المدرس.. لذا نقول أن الغش سلوك خطير لايدرك الكثيرون ابعاده ومخاطره فهو مدمر للمجتمعات والمستقبل ، وتختلف الأسباب والدوافع التي تدفع إلى الغش من طالب إلى آخر ، أحياناً قد تكون اسباب اجتماعية ،حيث يعاني الطالب من مشكلات أسرية تؤثر على مستواه التعليمي ، وفي الوقت نفسه يخاف من الرسوب ، فيبحث في أوراق زملائه أو بغيرها.
ظاهرة محزنة
هذه الظاهرة تجاوزت الطلاب لتشمل المراقبين والمعلمين والملاحظين هؤلاء يفترض بهم منع الغش فإذا بهم يساعدون على انتشاره ، بل أن احد المعلمين ذات مرة في امتحان الثانوية العامة عوقب وطرد من اللجنة لأنه لم يسمح بالغش في فصله الذي كان يراقبه ، وكما هو معروف في أيام الامتحانات تحدث تجمهرات وتجمعات أمام المدارس لذا يتم الاستعانة بالأمن لمنع التجمهرات ولكن بعض أفراد الأمن يزد الطين بله ، فبدلاً ما يمنع ويحد من الظاهرة أصبح البعض منهم يحملون البراشيم والاجابات من الخارج إلى الداخل وصل الأمر في بعض المدارس أن بعض المدرسين والمراقبين يكتبون الحل «الاجابات» للطلاب على السبورات أوعلى الأوراق ، أساليب وطرق عدة للغش الكل مشترك فيها الطالب والمعلم والإدارة المدرسية والمجتمع بشكل عام.
الامتحانات مقياس لقدرات الطلاب
تعتبر الامتحانات وسيلة من الوسائل الهامة التي يعول عليها في قياس وتقويم قدرات الطلاب ، ومعرفة مدى مستواهم التحصيلي هذا من ناحية ومن ناحية أخرى يتم بواسطتها أيضاً الوقوف على مدى تحقق الاهداف السلوكية ، وما يقدمه المعلم من نشاطات تعليمية مختلفة تساعد على رفع الكفاءات التحصيلية لدى الطلاب ،لذلك حرص التربويون وغير التربويين على أن تكون الامتحانات ذات كفاءة عالية في عملية القياس والتقويم وهذا ما أكده الدكتور مهدي عبدالسلام مدير عام مكتب التربية والتعليم بمحافظة تعز وقال : ولما للامتحانات من أهمية ودور كبير في توفير البيانات والمعلومات عن مستوى الطلاب ، واتخاذ القرار بنقلهم للمستوى الدراسي اللاحق ، وكذلك في تحديد مصيرهم في الالتحاق بالتعليم العالي المناسب لنتائج امتحاناتهم فمن الطبيعي أن يهتم الجميع بها على مستوى الفرد والأسرة والمجتمع والدولة.
اختلالات متنوعة
واضاف : ومن الطبيعي حدوث بعض الاختلالات والتجاوزات المصاحبة للامتحانات والتي تأخذ اشكالاً عديدة منها اختلالات في الإعداد للامتحانات ، واختلالات مرافقة لإجراءات تنفيذ الامتحانات ، واخلالات في تصحيح الامتحانات وتقدير النتائج والتي لايمكن بأي حال من الاحوال تحميل جهة بعينها المسئولية الكاملة عن هذه الاختلالات فالكل له علاقة مباشرة وغير مباشرة في سير عملية الامتحانات ونجاحها ، بدءاً من الطالب نفسه ، والقائمين على الإدارة المدرسية والتعليمية والأسرة والمجتمع والجهات ذات العلاقة ، ابتداء بالتربية وانتهاء بالإعلام.
ظواهر سلبية
وتطرق الأخ مدير عام التربية بمحافظة تعز إلى الظواهر السلبية التي تحدث اثناء الامتحانات فقال: تشير تقارير المشرفين على سير الامتحانات إلى وجود ظواهر سلبية بدأ في الانشار اهمها تنامي الاتجاه نحو صياغة اسئلة موضوعية والعزوف عن وضع اسئلة مقالية في امتحانات النقل ، وبروز مظاهر عنف واعتداء على الملاحظين والمشرفين اثناء سير الامتحانات ولاسيما في الامتحانات العامة ، والقيام بالغش الجماعي.
من المظاهر السلبية أيضاًَ عدم وجود توازن بين حجم المقرر الدراسي وزمن تنفيذه والزمن اللازم لاجراء الامتحانات ، والدرجة العظمى المخصصة له ، فعلى سبيل المثال تبلغ عدد حصص مادة الرياضيات للصف العاشر حوالي 551 حصة ، ويحدد زمن الامتحان النهائي لها بساعتين وبدرجة عضمى قدرها 001 ، بينما مواد أخرى لنفس الصف لا تتجاوز عدد حصصها خمسين حصة تأخذ نفس زمن الامتحان ونفس الدرجة العظمى.
أيضاً من الظواهر تناقض التقييم ،حيث يتم اعتماد النظام لمراحل النقل ، ونظام السنة الدراسية لامتحانات الشهادة العامة الأساسية والثانوية ، وكذا ظهور سلوكيات غير سليمة من قبل المجتمع المحلي مثل التجمهر أمام المراكز الامتحانية ، والمساعدة على الغش ، واختراق القاعات الامتحانية احياناً بالقوة أيضاً التأثير على سير الامتحانات وممارسة الضغوط على رؤساء المراكز الامتحانية من قبل بعض الشخصيات الاجتماعية واصحاب الوجاهات ، ووجود تدخلات على سير العملية الامتحانية من قبل بعض رجال الأمن المعنيين بحراسة مراكز الامتحانات.
كذلك من الظواهر السلبية التي تحدث اثناء الامتحانات قصور دور وسائل الإعلام في رصد الظواهر السلبية دون المشاركة في تقديم المعالجات ومحاربة هذه الظواهر ونشر الوعي بين أوساط المجتمع ، وضآلة المخصصات المالية التي ترصد لتنفيذ الامتحانات ،حيث لاتفي بمتطلبات المهمة وأجور نقل اللجان الامتحانية ورؤساء اللجان والتي تفسح المجال لمن هم أقل كفاءة وقدرة وضعفاء النفوس في استغلال هذه العملية ، وكذلك قلة المخصصات المالية المعتمدة الممنوحة كبدل مواصلات للملاحظين تفتح باب المساومة داخل القاعات الامتحانية.
وكذا قصور دور المجالس المحلية في انجاح العملية الامتحانية خاصة الامتحانات العامة وعدم اعطائها الأهمية اللازمة.
أيضاً تنامي ظاهرة الغش واستخدام اساليب ووسائل مختلفة ،حيث أصبحت ظاهرة لها حجمها وبعدها وآثارها السيئة وعدم العمل بتوصيات الدراسات والبحوث ونتائج المؤتمرات التي تعقد حول الاختلالات في الامتحانات من قبل جميع الشركاء في المجتمع بدءاً بالجهات المعنية وزارة التربية والتعليم والمجتمع المحلي وانتهاء بدور الإعلام والسلطات المحلية.
أسباب انتشار الغش
ويرى الدكتور مهدي عبدالسلام أن هذه الظواهر والاختلالات لها جملة من الاسباب والعوامل التي تقف وراء بروزها خاصة ظاهرة الغش تتمثل أهمها ب قدم الأساليب المستخدمة في عملية التقويم وسيطرة نمط التعليم البنكي ومخازن المعلومات على التعليم الحواري والابتكاري ، يمثل سبباً لظهور العديد من الاختلالات المصاحبة للامتحانات ،كذلك أن نظام الامتحانات الحالي يعتمد على نهاية العام ، فمن يحصل على أعلى درجة هو الأفضل مع اغفال المعايير التربوية في إعداد الامتحانات وفي العملية التعليمية ككل ، مما يجعل نظام الامتحانات مبنياً على التنافس ليس في التحصيل بل بالبحث عن النجاح وبأية وسيلة كانت فيها استخدام الغش ، أيضاً الضغط النفسي الذي يمر به الطالب في محاولة نيل رضا المجتمع بالحصول على أفضل التقديرات بأية وسيلة كانت ، وكذلك الحكم على مستقبل ومصير الطالب المهني من خلال ساعتين إلى ثلاث ساعات يقضيها في قاعة الامتحان يفرغ فيها الطالب ماتلقاه من معلومات قد لا تقيس مكتسباته العلمية والمهارية خلال العام الدراسي ، واعتماد مبدأ الكم ومقدار ماحصل عليه من معدل كأساس للقبول في التعليم العالي ، وضعف الوازع الديني والاخلاقي لدى الأسرة مما أدى إلى اعتبار الغش وسيلة يجب اتباعها للحصول على أفضل المستويات لابنائها وضعف بالتالي الدور الرقابي الدائم في متابعتها لابنائها الطلاب في المؤسسات التعليمية ، كذلك من الأسباب ظهور وانتشار المفكرات والكتيبات التي تستهدف الجانب المعرفي ، وتستثمر ذاكرة المتعلم أكثر من استثمارها مهاراته العقلية المختلفة ، والاعتماد عليها في المذاكرة وكذلك في الغش «البرشمة» دون رقابة من الجهات ذات العلاقة لمراقبة تلك المطبوعات وشرعية نشرها وتوزيعها ، ووجود مناهج لاتتوفر لها الامكانات اللازمة لتقديمها ، يعصب تناسيها مع بيئة الطالب وامكانيات المدارس الواقعية ، أيضاً ضعف كفاءة المعلم واستخدام طرائق تدريس غير مناسبة لمحتوى المنهج وللطلاب أنفسهم ، وعدم توفر المعلم المؤهل والمتخصص في بعض مؤسساتنا التربوية ، كذلك ضعف الوازع الديني والأخلاقي لدى بعض القائمين على العملية الامتحانية ، وعزوف البعض الآخر عن المشاركة في هذه العملية بسبب رصد امكانيات بسيطة وأجور زهيدة ، وضعف وعي المجتمع بدوره المفترض لإنجاح العملية الامتحانية وقصر دور المسجد ورجال الدين والإعلام في التوعية واعتبار أن المهمة هي على عاتق التربية والتعليم وحدها وإنها المعنية بالأمر ، وعدم حصانة بعض المدارس وتسويرها وعدم مناسبة موقعها كمراكز امتحانية وضعف تجهيزاتها ، وضعف دور بعض الإدارات المدرسية في تنفيذ مهامها التربوية.
تجارب عربية
إن جملة الاختلالات التي ترافق سير الامتحانات تتطلب جهوداً كبيرة لمعالجتها وهذا لايتأتى إلا من خلال اجراء الدراسات العلمية المعمقة وتحديد سبل معالجتها وتلافيها ، وإعادة نظر في نظام التقييم المعمول به ، بعد الاطلاع على تجارب بعض الدول الأخرى في هذا المجال ،حيث أن بعض الدول قد عمدت إلى تغيير نظامها التعليمي بما فيها نظام الامتحانات.
النظام المصري
ففي جمهورية مصر العربية مثلاً تطور فيها نظام التقييم في امتحانات الثانوية العامة والذي يتمثل ب توزيع المجموع الكلي للثانوية العامة على السنتين الثانية والثالثة من التعليم الثانوي ، أيضاً الوزارة اعطت للطالب الحق في تحسين نتيجه بإعادة امتحان بعض المواد أو كلها مع احتفاظه بدرجاته التي حصل عليها سابقاً للمواد التي نجح فيها الطالب.
السماح للطالب بإعادة امتحان مواد في دور اغسطس .
السماح لطالب الصف الثالث الثانوي بإعادة امتحان المواد التي رسب فيها في السنة التالية مع المواد التي نجح فيها واحتساب أعلى درجة حصل عليها في المادة.
أخيراً تم اقرار النظام التراكمي للمجموع للثلاث سنوات من المرحلة الثانوية ،حيث تكون نتيجة الطالب محصلة لجهود طيلة سنوات الدراسة ،وهذا النظام معمول به في بعض الدول الأوروبية وفي الولايات المتحدة الامريكية.
نظام دولة الامارات
أما النظام المعمول في دولة الامارات فهو يعتمد على نظام التقويم المستمر ،حيث يشمل اختبار تحريري قصير ، اختبار شفهي ، اختبار عملي ، مشروع بحث ، تقرير علمي ، واجب منزلي ، وملاحظات المعلم باجمالي 05% .
يقول الدكتور مهدي عبدالسلام أن دراسة تجارب مثل هذه الدول وغيرها قد يساعدنا على تبني نظام تعليمي ونظام تقويمي مناسب ويمكن اقتراح عمل النظام التراكمي في التقييم ، ونظام الثانوية الشاملة والذي يمزج بين التعليم الاكاديمي والتطبيقات العملية ، وكذلك تحديد مقررات اختبارية للطلاب ثم مقررات تخصصية في المراحل الأخيرة من التعليم الثانوي ، والتنويع في الامتحانات وعدم الاقتصار على الامتحان التحريري واستخدام اساليب تقييم متنوعة «تطبيقات عملية ، امتحانات شفهية» وإعادة النظر في المناهج الحالية وجعلها تتناسب مع الطالب والبيئة وامكانات المعلم ، وتوفير الامكانات اللازمة لتقديمها وجعلها أكثر واقعية ومطابقة للبيئة المعاشة وتنفيذ أنشطة وبرامج مشروع الاستراتيجية الوطنية للتعليم الثانوي.
أيضاً من المقترحات إعادة النظر في التنويع الحالي للتعليم الثانوي العام «التشعيب» بالاستفادة من تجارب الدول الإقليمية والدولية والعمل على تطوير نظام لتقييم التحصيل الدراسي متطابق مع المناهج الدراسية الجديدة ومع التنويع المقر للتعليم الثانوي العام وفق الاستراتيجية.
مقترحات وحلول
أيضاً يقترح الدكتور مهدي مراجعة وتحديث نظام الامتحانات لطلاب الصف التاسع والثاني عشر ، ومراجعة مستويات واسئلة امتحانات الثانوية العامة لضمان الصدق والثبات بالعلاقة مع المناهج الحالية على أساس نتائج الدراسات التقييمية ، وتنفيذ برامج لبناء القدرات «تدريب العاملين والقائمين على أعمال الامتحانات» وتأسيس بنك للأسئلة ، والعمل على تأسيس وانشاء وحدة قياس وتقويم مستقلة عن الوزارة يكون مهامه اقتراح نماذج وآليات تقويم حديثة وملائمة ، واجراء تقييم دوري واشهار نتائجه ، ومنح شهادات جودة للمدارس وفق نتائج التقييم ووفق معايير محددة ،ومن مهامه ايضاً تزويد القيادات التربوية بالمعلومات اللازمة عن الأداء والاختلالات لمعالجاتها.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.