لا أعرف كم الساعة..لايهمني أن أعرف،ولكنني جائع، إنني لا أفهم لماذا كل هذا ولكنني جائع جداً..هل حقاً أنا كنتُ يوماً ما شيئاً آخر؟!، إنني جائع لكِ..ولفطائر الزبد التي كانت تصنعها أمي، وكان هو يسرق حصتي، لم أكن أستطع أن أحتفظ بها لأنه كان يعض يدي كالوحش، لكنني أحبه،استطعت أن أحبه، هل تعرفينه يا حبيبتي؟كان يضربني اليوم ويقبلني غداً،لا أستطيع إلا أحبه، قال لي مرة: إن أبي في الجنة، عندما كنت صغيراً كثيراً ما قالوا هذا، ولكنني الآن سأعود، كنت تبتسمين،أليس كذلك؟!، رأيتك أنا!، كنت تبتسمين عندما جاءوا وأمسكوا بي، ولكنني لا شأن لي بأحد، أنا لست أحداً، أنا لست يميناً ولا يساراً، وكنت سكرانً بخمرك أنتِ، الشعراء يقولون هذا كثيراً، وفهمته الآن، لكنهم أمسكوا بي وهم يضحكون ، كانت هناك ضحكات مألوفة، ضحكاتك أنت..ضحكاتي أنا،الجميع سعيد،والجميع أمسك بي، وقبلتني أنت، تذكرين؟أمام الجميع! لم يكن يهمك شيء؛ صح؟ أنا أيضاً لايهمني، قالوا أنت جاسوسة، يعني ماذا جاسوسة!؟، سألوني ماذا تعرف عن “هذه المرأة”، أنا لا أعرف أحداً اسمه “هذه المرأة”، أنا أعرفه هو،وأعرفك أنتِ...حبيبتي،لأن وجهك معروف جداً،جميل وهادئ وفيه تلك النظرة المشاكسة لصبي الشارع، أحب صبيان الشوارع. أنا لم أكن ألعب في الشارع، أمي كانت تقول: “ لا!، ممنوع!،تريد أن تلعب في الشوارع مثل أولاد الشوارع؟”، ولهذا أحببت الشوارع، وأحببتك..أحببت عينيك..وجهك...أحببت كل الناس وكل الأرض لأجلك!.لكن برغم أنني .. أوه..رأسي يؤلمني قليلاً ،أريد أن أكلمك، أريد أن أقول..أنا..أنا بسيط جداً ولطيف ومطيع وهادئ، لاأحد بحاجة لركلي، لكن يوجد هنا شخص ضخم يركلني بكعب حذائه بين الحين والآخر، يقول لي:”اعترف!”ماذا أقول له؟،أنا أقسم لك أنني أريد أن أقول له أي شيء يجعله راضياً عني، لأنه غاضب دائماً، لكنني لا أفهم،أعترف بماذا؟لكنه على أية حال يسعدني عندما أراه،أفضل من الوحدة القاتلة،صح؟ يكفي أنه يشبهك، هل قلت لك هذا من قبل؟ إنه يشبهك جداً،لكنه “كبير” جداً،وقد قال لي إنني متزوج، هل كنت متزوجاً؟الذي أذكره جيداً أنه كان يتيماً،أعني ذلك الذي كان يسرق مني الفطائر وليس هذا الذي يركلني الآن،كنا نقطن نفس الحي،وبعد ذلك صار في بيتنا، حتى أبوه صار في بيتنا،وكان هو الذي يبلل السرير والملاءات ثم يدعي أنه أنا، وكان يجمع النمل في علبة مثقوبة، وكان يحبني. هو.. هو..كان.. كان أنفه أفطس، وأنت أنفك صغير وجميل وعيناك جميلتان وفمك جميل، أنت تشبهين واحداً آخر رأيته هنا، كان هنا حبيبتي ،ثم سمعت ضجة وهؤلاء “العمالقة” يصرخون:”لقد هرب..لقد هرب”، وبعد ذلك عرفت أنه هرب،أنت تشبهين الذي يركلني والذي هرب، لكنك لاتشبهينه هو ، أعني الذي كان يسرق الفطائر، وأنت رائعة في كل شيء. هؤلاء دمهم ثقيل جداً،أنت لست كذلك، والذي يركلني يصر على أن عليّ أن أتكلم من أجل زوجتي، وأنا لا أعرف على ماذا أتكلم،لأنن أوه!..نملة!...نملة كبيرة!..أنا أحب النمل! وأنا أحب..أشعر برغبة في أن..أريد أن ألعب معه، أعني الذي كان يسرق الفطائر، تعرفين أنت اللعبة؟أريد أن ألعب معه لعبة أعواد الثقاب، أرجوك قولي له هذا،إنني أحبه، أريد أن ألعب معه الآن، أحضري معك علباً كبيرة من أعواد الثقاب وتعالي لتتفرجي،هو كان يشعل عشرة أعواد ثقاب:”إبق واقفاً..قف يا صغيري..قف! اسمع..سأشعل عود الثقاب الأول، انتظر حتى ينطفئ..يعني عندما يقترب من إصبعي..عندما أكون على وشك أن أحترق فقط؛ سوف أطفئه، أوه...أوه.. أوه.. كنت س جمييييل!!! نعم ..و الآن العود الثاني..ابق متزناً..على رجل واحدة ياصغيري،لا..لا..لا..ماذا تفعل أنت ياأبله!!!!احتفظ بساقك الأخرى مرفوعة..إلى أعلى..إلى أعلى..هكذا أووووه!!!أحرقني هذا الكلب! العود الثالث الآن،آ...لحظة..لحظ-سأعطس!!، أوه..،ولد!!! رأيتك!!خنزير!!وغد! أنت تغش يا حرامي! أنزلت ساقك، صح؟ ستعاقب على هذا ياحرامي ياغشاش!...ستبدأ الآن من جديد!!،ارفع ساقك!!!!!!. حلوة اللعبة، صح؟ لكنه عندما كبرنا قال لي أن عنده نقوداً..قال أنه غني جداً وأن عنده نقوداً في “سويسرا” من هي “ سويسرا” هذه؟ تعرفينها أنت؟ أنا كنت أريد مالاً،وهو كان..أختي أخبرتني..لا.. لا..أخي..أو أي أحد..أحدهم ربما أخبرني أنه قال له إنه يحبها لكنه تناساها من أجلي، وهكذا تزوجت أنا،كان يحبني! وأنا..لا أدري..أعني.. هل أنت هنا؟أنا هنا الآن، وهو أراد أن يكفر عن خطاياه معي، ليس الذي يركلني، هذا الذي يركلني قال:” أنا سأرسلك إلى جهنم!”، لكن عن سارق الفطائر أتحدث أنا، لأنه هو نفسه الذي كان معي هنا أيضاً، لم أعد أراه، لي هنا الآن، لكن أنا أبي ذهب إلى الجنة،لا أريد أن أذهب أنا إلى جهنم،الذي يركلني “سيء” ،صح؟ هو قال لي:” لقد مت!..أنت ميت الآن ياعزيزي”، هذا ليس الذي يركلني،هذا واحد آخر، لكن لايهم، لقد قتلوه ،ليس سارق الفطائر،هذا الذي قتلوه واحد آخر رأيته أنا هناك وليس هنا..هناااك..يعني بعيد جداً،وأيضاً كنت أحبه، وأحب الذي كان يسرق الفطائر،وأحبك أنت..أحبك يا..ما اسمك؟أوه...أوه.. آسف نسيت،ليس لك اسم..صح..صح! لايهم أبداً، أنا لاشيء يهمني أبداً، لكنني أحبك، وأنت تحبينني؛ صح؟ وهو أراد أن..يعني عندما كبر أراد أن يكفر عن خطاياه معي،صار..صار يعطيني حصته من الفطائر، ولم يعد يرغمني على لعبة أعواد الثقاب، ولم يعد يضربني عندما”كنت” أقول:”ياأفطس!”، وتركها لأجلي أنا، لا أذكر لكنني.. أنا تذكرت جيداً أنني تزوجت، وكان هو بعد ذلك معي أنا عندما ذهبت إلى هناك، وكان الجيش كبيراً وطويلاً وصوته مرتفعاً والمكان بعيداً ويوجد ظلام هناك أيضاً، قال لي:” تعال، هيا!”ومشيت معه دون أن يطلب مني أن أحمل شيئاً، وبعد ذلك قالوا الحرب جاءت،أنا قلت لهم :”من هي الحرب؟”، لكنهم كانوا سريعين جداً ولم يسمعون،لا يهم، لأنه هو بالذات يحبني، وكذلك أنت، وأنت أيضاً قلت لهم أنني هناك ليمسكوا بي ويحضروني إلى هنا،لهذا أنت أحضروك إلى هنا أيضاً، صح؟أسمعك وأنت تصرخين، أنت تحاولين الاعتذار؛ صح؟لا يهم..لا يهم، أنا أسامحك منذ الآن، لكنني أريد.. أريد.. أريد أن ألعب.. تعالي نلعب، الآن..هيا..عندك أعواب ثقاب؟!