تمتلك محافظة المهرة البوابة الشرقية ل «الجمهورية اليمنية» العديد من المميزات والمقومات السياحية الفريدة، تكاد لا تمتلكها أية محافظة أخرى، ورغم ذلك لا يوجد اهتمام يذكر أو رعاية بالجانب السياحي.. لقد جمعت المهرة بين البحر والجبال والأودية والصحراء كل شيء لا يزال على الطبيعة حتى المناطق الآهلة بالسكان.. صورة الواقع السياحي في محافظة المهرة نتناوله في هذا الاستطلاع. مميزات المحافظة تتميز محافظة المهرة بمساحتها الواسعة وتعتبر ثاني أكبر محافظة من حيث المساحة لكنها أقل محافظة في عدد السكان.. كما تتميز بتنوع تضاريسها ومناخها، فمن حيث موقعها فإنها تقع في الطرف الشرقي وبذلك فهي تحادد سلطنة عمان وترتبط معها بواسطة طريقين رئيسين يمثلان ممرين دوليين وتجاريين بين اليمن ودول الخليج العربي، كما ترتبط المحافظة ببقية محافظات الجمهورية والعالم الخارجي بواسطة شبكة اتصالات حديثة بالإضافة إلى مطار دولي بالإمكان أن يستقبل مختلف أنواع الطائرات إذا اعيد تأهيله وتزويده بالإمكانات اللازمة لكنه للأسف الشديد حالياً شبه مطار يخلو حتى من الطائرات الصغيرة يعمل يوماً واحداً في الأسبوع ولساعات محدودة، رحلة اسبوعية واحدة تأتي طائرة اليمنية من صنعاء إلى الغيضة وتعود بعد أن تتوقف 45 دقيقة في مطار الغيظة، لإنزال الركاب القادمين وأخذ المسافرين من المحافظة إلى صنعاء. خط استراتيجي خط نشطون- سيحوت أعطى أهمية كبيرة للمحافظة حيث يمر عبر اربعة انفاق جبلية صممت بطرق هندسية وإنشائية حديثة وأصبحت تمثل معجزة لليمن كافة، فلا يوجد في أية دولة اربعة انفاق جبلية بمثل هذا التصميم الهندسي.. طريق نشطون- سيحوت طريق استراتيجي هام كونه يرتبط بالطريق الساحلي الممتد من ميدي محافظة حجة على البحر الأحمر ويصل إلى سيحوت محافظة المهرة ضمن الطريق الاستراتيجي الساحلي الذي يربط اليمن بالعالم الخارجي من ناحية الشرق عبر سلطنة عمان. يبلغ طول الطريق 176 كيلو متراً وعرضه 9 أمتار مع اكتاف جانبية بعرض مترين لكل جانب وبلغت تكلفته الإجمالية أكثر من 76 مليون دولار. طول الإنفاق 1120 متراً، 1050متراً، 350 متراً، 450 متراً، فوائد هذا الطريق كبيرة وهامة فهو يسهل عملية التنقل وحركة المواطنين من ابناء المحافظة والمسافرين وكذا الحركة التجارية والإقتصادية، لكن للأسف الشديد لا توجد خدمات على جانب الطريق، فمثل هذا الطريق الإستراتيجي يحتاج إلى وجود المشاريع الخدمية للمسافرين والاستراحات وغيرها. حوف سياحة عالمية كما توجد في محافظة المهرة منطقة حوف أجمل منطقة سياحية ليس على مستوى اليمن فقط بل على مستوى العالم، هذه المنطقة لو تم الاهتمام بها لأصبحت تنافس أجمل مدن العالم السياحية في حوف توجد غابة حوف الشهيرة التي تحتوي على العديد من النباتات النادرة، وتمتد بطول 50كم تقريباً وعرض متباين بين 3-4 كم، يسود هذه الغابة نطاق مناخي رطب في محيط بيئي جاف على طول سلسلة جبلية شاهقة مطلة على البحر العربي، تباشرها الامطار الشتوية المصحوبة بالضباب الكثيف والسديم كل عام.. وفي هذا الوقت الذي تسقط فيه الأمطار في فصل الخريف من كل عام تكون حوف في صورة غاية في الجمال فهي باختصار منطقة جذب استثماري من الدرجة الأولى. معالم ومواقع بالجملة توجد في محافظة المهرة العديد من المواقع والمعالم الأثرية والمزارات والمناطق السياحية وذلك في العديد من مديريات المحافظة والتي أغلبها يحتاج إلى عمليات ترسيم وإعادة تأهيل والكثير لم يرمم ولاتزال على طبيعتها، فمن أهم المواقع والمعالم الأثرية في المحافظة ذلك الموقع الكائن في رأس وادي حات، مديرية حات، وهو عبارة عن صخور عليها نقوش بالخط المسند. حصون قديمة كذلك هناك عدد من الحصون القديمة منها حصن خيبل وحصن دوحال في مديرية الغيظة، كما يوجد حصن الكافر ومستوطنة حيريج في مديرية سيحوت وهناك عدد من الحصون الأخرى في مواقع متفرقة وفي مديرية قشن يوجد عدد من الحصون منها حصن بيت جيدح، حصن بيت مسمار، وحصن بيت عمروتن بالإضافة إلى قصر السلطان السابق الذي يعتبر من المعالم السياحية في المديرية إلى جانب السوق القديم في مدينة قشن. قلاع تاريخية كما توجد عدد من القلاع التاريخية الأخرى منها قلعة وادي هول إلى جانب عدد من المعالم الأثرية القديمة الواقعة في الوادي نفسه.. قلعة البحراني في مديرية حصوين إلى جانب مدينة حصوين القديمة الواقعة على ساحل المديرية، وكذلك مستوطنة دمقوت بمديرية حوف. مزارات مشائخية وهناك عدد من المزارات في أكثر من مديرية، منها مزار الشيخ فرج، ومزار الشيخ محسن بن عمروتن ويقعان في مديرية قشن، ومزار الشيخ الجوهري، ومزار بنت فتيح بن علوي في مديرية الغيظة، ومزار صالح بن عقيل، ومزار مولى العبار، ويقعان في مديرية المسيلة، وقبة السيد علي بن أحمد وجامع باكريت في مديرية سيحوت، كما أن هناك حوالي أربعة مزارات في مديرية منعر.. ويعتبر معظم الشريط الساحلي من أهم المناطق السياحية في المحافظة إذا ما توفرت المقومات الضرورية والمهمة للسياحةخصوصاً سواحل مديريات حوف وحصوين وسيحوت، ومعظم سواحل المحافظة، كذلك غابة حوف اثناء موسم الخريف وكذلك الصحاري في شمال المحافظة، كما توجد بعض العيون والينابيع الحارة في المسيلة وسيحوت وقشن. طبيعة متنوعة التكوين الطبيعي للمحافظة يتنوع من حيث التضاريس ويمكن تقسيمه إلى أربع مناطق رئيسية جبلية وتتركز في الأجزاء الوسطى والجنوبية الغربية للمحافظة ساحلية ،وتتمثل في الاجزاء الجنوبية، صحراوية وتتمثل في الأجزاء الشمالية، إضافة إلى ذلك تتشكل العديد من الأودية في اجزاء متفرقة من المحافظة. سلاسل جبلية تشكل المرتفعات الجبلية حيزاً كبيراً من سطح المحافظة، وتصل ارتفاعاتها إلى 1200 متر وأكثر عن مستوى سطح البحر، وتعتبر السلاسل الجبلية والتلال والهضاب ذات أصل بركاني ولكنها متبادلة مع طبقات الصخور الرسوبية،حيث توجد سلسلة جبلية تتوسط المحافظة- من الغرب إلى الشرق وتحديداً من الحدود الغربية للمحافظة عند الأجزاء الجنوبية من مديرية رماه محافظة حضرموت، والأجزاء الجنوبية لمديرية حات، وهذه السلسلة الجبلية هي امتداد طبيعي للسلسلة الممتدة من محافظة حضرموت باتجاه الشرق حتى الأجزاء الشرقية لمحافظة المهرة ومنها الأجزاء الغربية لسلطنة عمان، كذلك هناك سلسلة جبلية أخرى في جنوب المحافظة وأخرى في الأجزاء الشمالية لمديرية قشن. الصحراء نصف المحافظة المناطق الصحراوية تشكل حوالي نصف مساحة المحافظة، وتتميز صحاري المهرة باتساع مساحتها خصوصاً تلك الواقعة شمال المحافظة حيث الكثبان الرملية النشطة والتي تعتبر جزءاً من صحراء الربع الخالي. ساحل سياحي تتميز محاظة المهرة مثلها مثل بقية المحافظات الساحلية الأخرى بشريطها الساحلي الذي يمتد بامتداد الجزء الجنوبي والجنوبي الشرقي للمحافظة ابتداء من المسيلة ثم مديريات سيحوت، قشن، حصوين، الغيظة ثم اخيراً مديرية حوف شرق المحافظة، ويتكون من سهول ساحلية محاذية لسطح البحر وبشكل متقطع حيث تتخللها مناطق صحراوية من الهضاب والتلال والجبال، ويبلغ طول الشريط الساحلي حوالي550 كيلو متراً، يتميز هذا الشريط بجماله الخلاب ونظافته ورماله الذهبية بالإضافة إلى جماله وصفاء مياه تلك الشواطئ، ورغم طول شواطئ المهرة إلا أنه لايوجد حتى كورنيش واحد تخلو من ابسط المشاريع الساحلية حتى في عاصمة المحافظة الغيظة كما هو حال عدن والمكلا والحديدة. وديان بيضاء كما تتميز محافظة المهرة بوجود العديد من الأودية سواء المائية منها وهي تلك الأودية التي تجري فيها المياه بصورة دائمة وعلى مدار السنة مثل وادي منعر، وادي معشين، وادي هول معين جميعها تقع في مديرية منعر، كذلك وادي المسيلة الواقع في مديرية المسيلة، والذي يعتبر امتداداً لوادي حضرموت، وهناك عدد أخر من الأودية والغيول المائية الصغيرة في اجزاء متفرقة من المحافظة.. والأودية الجافة وهي التي تجري فيها مياه الأمطار الموسمية وهي عديدة بعضها يصب جهة الشمال في صحراء الربع الخالي والبعض في البحر العربي، ومن هذه الوديان «عرية، رخوت، شعيث، حبروت، شحن، فوجيت، شغووت، الجزع، أروف، منعر، كديوت، ضحون، مهرات، أيدنوت، غبوري، كرومي، رخوت، شيني». تنوع مناخي الظروف الطبيعية للمحافظة تقع تحت تأثير ثلاثة نطاقات مناخية، ويتنوع المناخ بتنوع التضاريس فيها، فهناك مناخ صحراوي وهو عادة ما يكون حار صيفاً بارد قارس شتاءً، وفي الاجزاء الجبلية والمرتفعة من سطح المحافظة يسودها مناخ دافئ إلى معتدل صيفاً بارد نسبياً في الشتاء أما الأجزاء الجنوبية الساحلية عادة يكون مناخها حار صيفاً معتدل شتاءً. أما بالنسبة للرطوبة الجوية فهي تتراوح بين 20-80% وذلك بحسب تضاريس المنطقة، وقربها أو بعدها عن سطح البحر وفصول السنة.
