توسعت اعتداءات المستوطنين الإسرائيليين على المواطنين الفلسطينيين أمس من الخليل لتشمل رام الله وما حولها بعد أن أحدثوا دماراً بالخليل وأحرقوا عدة منازل، ما أدى إلى إصابة عشرات الفلسطينيين. وقام المستوطنون بحرق منازل في البلدة القديمة في الخليل كما أطلقوا النار على المنازل فأصابوا ثلاثة أشخاص بجروح بالرصاص. كما قاموا بسلسلة من عمليات التخريب فأتلفوا بساتين زيتون، وأحرقوا نحو 15 سيارة يملكها فلسطينيون. . وذكرت وكالات الأنباء أن مئات المستوطنين نزلوا إلى الطريق الرئيسي في رام الله المؤدي إلى مدن نابلس وحطموا عشرات السيارات بينما لم تتدخل قوات الاحتلال لوقف هذه الاعتداءات أو اعتقالهم أو حتى منعهم من ذلك. من جانبها ذكرت قناة الجزيرة أن بعض العائلات الفلسطينية حاصرتها النيران في منازلها، فيما رفضت سلطات الاحتلال السماح لطواقم الدفاع المدني وسيارات الإسعاف من الوصول إلى تلك المنازل. . وإلى جانب اعتداءاتها المستمرة في مدينة الخليل، وقرى شمال وجنوب ووسط الضفة، قام مستوطنون ليلة أمس بالدخول إلى مستوطنة حومش المخلاة، على أراضي بلدة سيلة الظهر جنوب مدينة جنين شمال الضفة الغربية، وقاموا بإلقاء الحجارة والزجاجات الفارغة على السيارات المارة على شارع جنين - نابلس عند مدخل المستوطنة. وذكرت المصادر الأمنية أن مجموعة من المستوطنين المنفلتين تقلهم ست سيارات مارسوا أعمال العربدة من خلال توجيه الشتائم والكلمات النابية تجاه الأهالي الذين كانوا يمرون بالقرب من المستوطنة. وفي مدينة نابلس هاجم المستوطنون قرية عصيرة القبلية جنوبالمدينة وأحرقوا منزلاً واحداً على الأقل، في وقت كانت قوات الاحتلال الإسرائيلي تقف على مشارف القرية دون أن تحرك ساكناً. وقال غسان دغلس مسؤول ملف الاستيطان في محافظة نابلس : إن اعتداءات المستوطنين في بلدة حوارة طالت 15 مركبة، واصفاً الوضع في جنوب نابلس بالخطير للغاية، خاصة وإن مجموعات من المستوطنين يتجمعون على مفارق الطرقات ويعترضون طريق المواطنين هناك. كما هاجم مستوطنو البؤر الاستيطانية «شيلو» و«ايتمار» و«يتسحار»، المقامات على أراضي مواطني نابلس، أمس، قرية بورين جنوب نابلس، وأحرقوا أشجاراً مثمرة، واحتلوا منازل في القرية. وفي شمال غرب نابلس، اقتحم المستوطنون منزلاً في قرية بزاريا، فيما أغلقوا حاجزي بيت فوريك وحوارة لساعتين أمام مرأى جيش الاحتلال. وذكرت مصادر محلية أن مستوطنين أغلقوا أمس الطريق الواصلة بين رام الله وأريحا لبعض الوقت. وأمام هجمات المستوطنين المسعورة دعت السلطة الوطنية الحكومة الإسرائيلية إلى الإجلاء الفوري لجميع المستوطنين من قلب مدينة الخليل، كحل وحيد لوقف جرائم هذه العصابات التي تحرق وتدمر وتعتدي على أبناء شعبنا وبيوتنا وأحيائنا الآمنة. وقرر الرئيس الفلسطيني محمود عباس التوجه بطلب عاجل إلى مجلس الأمن الدولي لعقد جلسة من أجل بحث الوضع الخطير في الخليل وجميع أرجاء الضفة الغربية جراء جرائم المستوطنين الذين يتمتعون بحماية الاحتلال بكل مؤسساته العسكرية والمدنية محذراً من أن يدفع العدوان الهمجي إلى تفجر الأوضاع كاملة في كافة المناطق. وصف حاتم عبد القادر - مستشار رئيس الوزراء في السلطة الفلسطينية - الاعتداءات التي يشنها المستوطنون الإسرائيليون بالتنسيق مع سلطات الاحتلال ضد الفلسطينيينبالضفة الغربية والقدس المحتلة بأنها «حرب ممنهجة». وأكد عبد القادر في تصريح له أن المستوطنين شكلوا تنظيماً سرياً بموافقة سلطات الاحتلال الإسرائيلي لمهاجمة الفلسطينيين، مشيراً إلى أن الاعتداءات طالت منازل الفلسطينيين وممتلكاتهم. في هذا الإطار تعرضت إسرائيل لانتقادات عربية ودولية واسعة بشأن انتهاكاتها لحقوق الإنسان في فلسطينالمحتلة وممارساتها القمعية ضد الشعب الفلسطيني الأعزل. وندد مندوبون دول أمام مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة بجدار الفصل العنصري الذي تبنيه إسرائيل في الأراضي الفلسطينيةالمحتلة واعتقالها التعسفي للفلسطينيين وبناءها مستوطنات وارتكابها انتهاكات بطريقة ممنهجة ضد الفلسطينيين في غزةوالضفة الغربية تشمل أعمال قتل وتعذيب وهدم منازل وممارسات عنصرية وتمييز، مؤكدين أن إسرائيل اختارت أن تتجاهل التزاماتها بموجب القانون الدولي. من جهته أعرب الفاتيكان عن قلقه من التمييز الذي تمارسه إسرائيل ضد الفلسطينيين فيما طالبت دول غربية بينها «استراليا وبريطانيا وكندا وفرنسا وألمانيا» إسرائيل برفع حصارها الجائر لقطاع غزة، ما أدى إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية هناك. إلى ذلك طالب وزير الشؤون الخارجية الفلسطيني رياض المالكي أمس الجمعة بنشر قوات دولية في مدينة الخليل جنوبالضفة الغربية لحماية الفلسطينيين من اعتداءات الجيش الإسرائيلي والمستوطنين. وقال المالكي خلال اجتماعه مع أعضاء السلك الدبلوماسي المعتمدين لدى السلطة الفلسطينية في رام الله والقدس: إن هذه القوة يجب أن تكون لديها الصلاحية التامة بحماية المواطنين الفلسطينيين واستعمال السلاح ضد المستوطنين، إذا ما اعتدوا على الفلسطينيين أو عليهم. وأضاف : إن المستوطنين يحاولون احتلال شوارع الضفة الغربية والسيطرة على كافة الطرقات وفرض رعبهم ضد المواطنين وإن جيش الاحتلال لا يتدخل إلا لحماية المستوطنين. وتابع قائلاً: ما نشاهده يأتي ترجمةً للكثير من الدعوات التي خرجت عن قيادات المستوطنين ، وأن الدولة التي ستقام في الضفة الغربية هي دولة المستوطنين، وعليه فإن ما يقومون به ليس عشوائياً وإنما مخطط له ومدروس. واتهم وزير الخارجية الفلسطيني الجيش الإسرائيلي بحماية المستوطنين في اعتداءاتهم على الفلسطينيين ومنع رد الفعل الفلسطيني بل حتى يواجهه إن تعرض للمستوطنين وذلك بالاعتداء المباشر واستعمال القوة بكل أشكالها.. هذا وقد أدانت مصر بشدة السلوك الهمجي للمستوطنين الإسرائيليين ضد المدنيين الفلسطينيين في مدينة الخليل إزاء الأحداث المؤسفة التي تشهدها المدينة. كما استنكرت ما يقوم به المستوطنون من أعمال وحشية وعدوانية ضد المقيمين في المدينة واعتدائهم المستمر ضد سكان الخليل وممارساتهم التي لا تجد من يقمعها أو يوقفها عند حدها. وطالب الناطق الرسمي باسم الخارجية المصرية حسام زكي في تصريح له أمس المجتمع الدولي بتحمل مسئولياته إزاء النشاط الاستيطاني الإسرائيلي بشكل عام واحترام القانون الدولي.