نتائج قرعة أندية الدرجة الثالثة بساحل حضرموت    نائب رئيس نادي الطليعة يوضح الملصق الدعائي بباص النادي تم باتفاق مع الادارة    شاب سعودي يقتل أخته لعدم رضاه عن قيادتها السيارة    الهلال يلتقي النصر بنهائي كأس ملك السعودية    كان طفلا يرعى الغنم فانفجر به لغم حوثي.. شاهد البطل الذي رفع العلم وصور الرئيس العليمي بيديه المبتورتين يروي قصته    لتجهيل المجتمع ومحاربة التعليم.. رعاية حوثية للغش في الامتحانات الثانوية    تعز.. حملة أمنية تزيل 43 من المباني والاستحداثات المخالفة للقانون    أثر جانبي خطير لأدوية حرقة المعدة    الصين تجدد دعمها للشرعية ومساندة الجهود الأممية والإقليمية لإنهاء الحرب في اليمن    توضيح من أمن عدن بشأن مطاردة ناشط موالٍ للانتقالي    أهالي اللحوم الشرقية يناشدون مدير كهرباء المنطقة الثانية    صدام ودهس وارتطام.. مقتل وإصابة نحو 400 شخص في حوادث سير في عدد من المحافظات اليمنية خلال شهر    ضلت تقاوم وتصرخ طوال أسابيع ولا مجيب .. كهرباء عدن تحتضر    34 ألف شهيد في غزة منذ بداية الحرب والمجازر متواصلة    نجل القاضي قطران: والدي يتعرض لضغوط للاعتراف بالتخطيط لانقلاب وحالته الصحية تتدهور ونقل الى المستشفى قبل ايام    تقرير: تدمير كلي وجزئي ل4,798 مأوى للنازحين في 8 محافظات خلال أبريل الماضي    الخميني والتصوف    قيادي حوثي يخاطب الشرعية: لو كنتم ورقة رابحة لكان ذلك مجدياً في 9 سنوات    الريال ينتظر هدية جيرونا لحسم لقب الدوري الإسباني أمام قادش    الرواية الحوثية بشأن وفاة وإصابة 8 مغتربين في حادث انقلاب سيارة من منحدر على طريق صنعاء الحديدة    إنريكي: ليس لدينا ما نخسره في باريس    انهيار كارثي.. الريال اليمني يتراجع إلى أدنى مستوى منذ أشهر (أسعار الصرف)    جماعة الحوثي تعيد فتح المتحفين الوطني والموروث الشعبي بصنعاء بعد أن افرغوه من محتواه وكل ما يتعلق بثورة 26 سبتمبر    جريدة أمريكية: على امريكا دعم استقلال اليمن الجنوبي    بن الوزير يدعم تولي أحد قادة التمرد الإخواني في منصب أمني كبير    محلل سياسي: لقاء الأحزاب اليمنية في عدن خبث ودهاء أمريكي    الرئيس الزُبيدي يُعزَّي الشيخ محمد بن زايد بوفاة عمه الشيخ طحنون آل نهيان    15 دقيقة قبل النوم تنجيك من عذاب القبر.. داوم عليها ولا تتركها    أولاد "الزنداني وربعه" لهم الدنيا والآخرة وأولاد العامة لهم الآخرة فقط    الخطوط الجوية اليمنية توضح تفاصيل أسعار التذاكر وتكشف عن خطط جديدة    يمكنك ترك هاتفك ومحفظتك على الطاولة.. شقيقة كريستيانو رونالدو تصف مدى الأمن والأمان في السعودية    خطوة قوية للبنك المركزي في عدن.. بتعاون مع دولة عربية شقيقة    سفاح يثير الرعب في عدن: جرائم مروعة ودعوات للقبض عليه    العليمي: رجل المرحلة الاستثنائية .. حنكة سياسية وأمنية تُعوّل عليها لاستعادة الدولة    الحوثيون يعلنون استعدادهم لدعم إيران في حرب إقليمية: تصعيد التوتر في المنطقة بعد هجمات على السفن    غارسيا يتحدث عن مستقبله    مخاوف الحوثيين من حرب دولية تدفعهم للقبول باتفاق هدنة مع الحكومة وواشنطن تريد هزيمتهم عسكرياً    مبلغ مالي كبير وحجة إلى بيت الله الحرام وسلاح شخصي.. ثاني تكريم للشاب البطل الذي أذهل الجميع باستقبال الرئيس العليمي في مارب    احتجاجات "كهربائية" تُشعل نار الغضب في خورمكسر عدن: أهالي الحي يقطعون الطريق أمام المطار    رئاسة الانتقالي تستعرض مستجدات الأوضاع المتصلة بالعملية السياسية والتصعيد المتواصل من قبل مليشيا الحوثي    مكتب التربية بالمهرة يعلن تعليق الدراسة غدا الخميس بسبب الحالة الجوية    انتقالي لحج يستعيد مقر اتحاد أدباء وكتاب الجنوب بعد إن كان مقتحما منذ حرب 2015    مياه الصرف الصحي تغرق شوارع مدينة القاعدة وتحذيرات من كارثة صحية    إبن وزير العدل سارق المنح الدراسية يعين في منصب رفيع بتليمن (وثائق)    كيف تسبب الحوثي بتحويل عمال اليمن إلى فقراء؟    صحة غزة: ارتفاع حصيلة الشهداء إلى 34 ألفا و568 منذ 7 أكتوبر    هربت من اليمن وفحصت في فرنسا.. بيع قطعة أثرية يمنية نادرة في الخارج وسط تجاهل حكومي    كأس خادم الحرمين الشريفين ... الهلال المنقوص يتخطى الاتحاد في معركة نارية    المخا ستفوج لاول مرة بينما صنعاء تعتبر الثالثة لمطاري جدة والمدينة المنورة    هذا ما يحدث بصنعاء وتتكتم جماعة الحوثي الكشف عنه !    النخب اليمنية و"أشرف"... (قصة حقيقية)    اعتراف رسمي وتعويضات قد تصل للملايين.. وفيات و اصابة بالجلطات و أمراض خطيرة بعد لقاح كورونا !    وزارة الأوقاف بالعاصمة عدن تُحذر من تفويج حجاج بدون تأشيرة رسمية وتُؤكّد على أهمية التصاريح(وثيقة)    عودة تفشي وباء الكوليرا في إب    القرءان املاء رباني لا عثماني... الفرق بين امرأة وامرأت    - نورا الفرح مذيعة قناة اليمن اليوم بصنعاء التي ابكت ضيوفها    من كتب يلُبج.. قاعدة تعامل حكام صنعاء مع قادة الفكر الجنوبي ومثقفيه    الشاعر باحارثة يشارك في مهرجان الوطن العربي للإبداع الثقافي الدولي بسلطنة عمان    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



جدل مثار مابين بدعة حسنة وأخرى ضلالة
الاحتفال بمولد النبي..
نشر في الجمهورية يوم 10 - 03 - 2009

صار الاحتفال بمولد سيد الكونين وخاتم الأنبياء والمرسلين نبي الرحمة وغوث الأمة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم مثار جدل بين فرقتين فرقة تقول إن الاحتفال بدعة حسنة وبعيداً عن الخلاف فإن الاحتفال بالمولد النبوي جائز إذ انتهت المحرمات التي تصاحب هذا الاحتفال إذ إن الاحتفال ليس إلا التذكير بقراءة سيرة النبي صلى الله عليه وسلم وشخصيته وبرسالته الخالدة التي أخرجتنا من الظلمات إلى النور وقد قام سلفنا الصالح منذ القرن الرابع والخامس على الاحتفال بمولد الرسول الأعظم صلوات الله وسلامه عليه بإحياء ليلة المولد بشتى أنواع القربات من إطعام الطعام وتلاوة القرآن والأذكار وإنشاد الأشعار وقول المدائح في الرسول صلى الله عليه وسلم. ولعل المتابع لشرعية الاحتفال بمولد الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم يرى أن هناك نصوصاً قرآنية وأحاديث نبوية تدل على أن الاحتفال ليس محرماً ولابدعة ضلال،كما يزعم البعض ولنا قدوة في سلفنا الصالح وعلمائنا الأوائل الذين أجازوا الاحتفال بالمولد النبوي الشريف أمثال ابن الجوزي وابن كثير والحافظ ابن دحية الأندلسي والحافظ ابن حجر وخاتمة الحفاظ جلال الدين السيوطي،حيث ألفوا الموالد النبوية وبينوا شرعية الاحتفال فلسنا أفضل من هؤلاء والعاقل يميز بين ماهو خير وماهو شر ولسنا ننكر أن هناك جهالاً شوهوا بصورة الاحتفال بالمولد النبوي الشريف.
استحباب عمل المولد النبوي
ألف في استحباب الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف جماعة من العلماء والفقهاء بينوا بالأدلة الصحيحة استحباب هذا العمل بحيث لايبقى لمن له عقل وفهم وفكر سليم إنكار ما سلكه وقاله سلفنا الصالح من الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف،حيث قالو إن الاحتفال بمولد النبي صلى الله عليه وسلم ليس إلا تعبيراً عن الفرح برسول الله صلى الله عليه وسلم لأن الفرح به أمر مطلوب،حيث يقول الله تعالى «قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا»
فالله تعالى أمرنا أن نفرح بالرحمة والنبي صلى الله عليه وسلم له الفضل الأكبر والرحمة العظمى على الإطلاق قال تعالى «وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين كما أن الاحتفال بالمولد تعظيم لشعائر الله،حيث يقول تعالى«ذلك ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب».
والشعائر اجمع شعيرة وهي المعلم الواضح وتطلق هذه الكلمة على مناسك الحج أي معالمه بما عينه الله،فالشارع الحكيم أمرنا بتعظيم البيت الحرام وبناء المساجد وتعظيم النبي صلى الله عليه وسلم ولم يأمرنا بعبادة الكعبة ولابعبادة الرسول صلى الله عليه وسلم ولابعبادة المساجد ولابعبادة أصحابه،كما يعد تعظيم المصحف والتذلل للأبوين من شعائر الله وليس ذلك عبادة لهم.
قال الإمام الفخر الرازي «الأصل في الشعائر الاعلام التي يعرف بها الشيء ويكون وسيلة إلى رحمة الله فتعظيم شعائر الله تعالى هي أن يعتقد أن طاعة الله في التقرب بها فإن تعظيمها من تقوى القلوب، كما أن الاجتماع في الاحتفال بمولد سيد الأنام صلى الله عليه وسلم مناسبة للصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم،ففي إقامة ذكرى مولد النبي صلى الله عليه وسلم مايحث على الثناء والصلاة عليه وهو واجب أمرنا الله به قال تعالى: إن الله وملائكته يصلون على النبي ياأيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليماً» فمجرد الاجتماع وذكر النبي صلى الله عليه وسلم يجعلنا نثني ونصلي عليه،وما الاحتفال بمولده صلى الله عليه وسلم إلا تعبير عن محبة رسول الله صلى الله عليه وسلم للمنعم جلّ جلاله حيث يعتبر الاحتفال من مظاهر الدين ووسيلة مشروعة لبلوغ محبة الله عز وجل قال تعالى «قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله» وقال صلى الله عليه وسلم «لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من نفسه وماله وولده والناس أجمعين».
فالاجتماع في مناسبة المولد أمر محبوب ومرغوب وقربة لشكر الله على أعظم نعمة في الوجود وهي مقدمهُ صلى الله عليه وسلم،فرسول الله نعمة والقرآن يحثنا على شكر المنعم في قوله تعالى «وأما بنعمة ربك فحدث» كما أن الاحتفال بالمولد تثبيت لقلوب المؤمنين قال تعالى« وكلا نقص عليك من أنباء الرسل مانثبت به فؤادك» فالحكمة من قص الله أنباء الرسل عليهم السلام هي تثبيت فؤاده الشريف صلى الله عليه وسلم ولاشك أن المؤمنين يحتاجون إلى تثبيت قلوبهم وأفئدتهم بأنبائه وأخباره صلى الله عليه وسلم أكثر من احتياجه هو صلى الله عليه وسلم فالمولد الشريف مناسبة لذكر معجزاته وسيرته والتعريف به حتى تثبت القلوب معرفته والاقتداء به والتأسي بأعماله والايمان بمعجزاته والتصديق بآياته ولهذا ينبغي أن يحتفل بمولده إذ من الصعب قراءة سيرته ووصف شمائله كل وقت وحين لصعوبة اجتماع الناس،فكان يوم مولده يوماً لاجتماع المؤمنين لقراءة سيرته.
أقوال العلماء في الاحتفال
تكلم كثير من العلماء الأوائل في مشروعية الاحتفال بمولده صلى الله عليه وسلم حيث قال العلامة ابن الحاج رحمه الله وهو معروف أنه كان من أشد الناس حرباً على البدع ولقد اشتد رحمة الله عليه بمناسبة الكلام عن المولد على ما أحدثوه فيه من أعمال لاتجوز شرعاً من استعمال لآلات الطرب ثم قال فآلة الطرب والسماع «أي شبه بينهما» وبين تعظيم هذا الشهر الكريم الذي من الله تعالى علينا فيه بسيد الأولين والآخرين فكان يجب أن يزاد فيه من العبادات والخير شكراً للمولى سبحانه وتعالى وإن كان النبي صلى الله عليه وسلم لم يزد فيه على غيره من الشهور شيئاً من العبادات وما ذلك إلا لرحمته صلى الله عليه وسلم بأمته ورفقه بهم .. لكن أشار عليه الصلاة والسلام إلى فضيلة هذا الشهر الكريم بقوله عليه السلام للسائل الذي سأله عن صوم يوم الاثنين فقال له عليه الصلاة والسلام «ذلك يوم ولدت فيه» فانظر رحمنا الله وإياك إلى ماخص الله به هذا الشهر الكريم ويوم الاثنين ألا ترى أن صوم هذا اليوم فيه فضل عظيم فينبغي إذا دخل هذا الشهر الكريم أن يكرم ويعظم ويحترم الاحترام اللائق به.
المولد بدعة حسنة
قال الحافظ السيوطي في رسالة في كتابه الحاوي للفتاوى والتي أسماها حسن المقصد في عمل المولد عند ما أصل عمل المولد الذي هو اجتماع الناس وقراءة ماتيسر من القرآن وقراءة الأخبار الواردة في مبدأ أمر النبي صلى الله عليه وسلم وما وقع في مولده من الآيات ثم يمد لهم سماط يأكلونه وينصرفون من غير زيادة على ذلك فهو من البدع الحسنة التي يثاب عليها صاحبها لما فيها من تعظيم قدر النبي صلى الله عليه وسلم وإظهار الفرح والاستبشار بمولده الشريف وهو أي المولد ومايكون فيه من طعام الاحسان الذي لم يعهد في العصر الأول فإن اطعام الطعام الخالي عن اقتراف الآثام إحسان فهو من البدع المندوبة كما في عبارة ابن عبدالسلام.
وقد سئل الحافظ أبو الفضل أحمد بن حجر عن عمل المولد فأجاب بما نصه «أصل عمل المولد بدعة لم تنقل عن أحد من السلف الصالح من القرون الثلاثة ولكنها مع ذلك اشتملت على محاسن وضدها من القرون الثلاثة فمن تحرى في عملها المحاسن وتجنب ضدها كان بدعة حسنة وإلا فلا ثم قال:-
وأما مايعمل فيه فينبغي أن يقتصر على مايفهم الشكر لله تعالى من نحو ماتقدم ذكره من التلاوة والاطعام والصدقة وانشاد شيء من المدائح النبوية والزهد المحركة للقلوب إلى فعل الخير.
وأما الإمام ابن تيميه فيقول في كتابه اقتضاء الصراط المستقيم. . وكذلك مايحدثه بعض الناس إما مضاهاة للنصارى في ميلاد عيسى عليه السلام وإما محبة للنبي وتعظيماً له والله قد يثيبهم على هذه المحبة والاجتهاد لا على البدع. . ونقل السيوطي عن إمام القراء الحافظ شمس الدين ابن الجزري من كتابه «عرف التعريف بالمولد الشريف» قوله إن صح أن أبا لهب يخفف عنه العذاب في النار كل ليلة اثنين لاعتاقه ثويبة عندما بشرته بولادة النبي عليه الصلاة والسلام فإذا كان أبو لهب الكافر الذي نزل القرآن بذمه جوزي في النار بفرحه ليلة مولد النبي عليه السلام فما حال المسلم الموحد من أمة النبي صلى الله عليه وسلم بمولده والذي يبذل ماتضمن إليه قدرته في محبته لعمري إنما يكون جزاؤه عظيماً وأنشد الحافظ شمس الدين الدمشقي في كتابه «المسمى مورد الصادي في مولد الهادي»
إذا كان هذا الكافر جاء ذمه
وتبت يداه في الجحيم مخلدا.
أتى أنه في يوم الاثنين دائماً
يخفف عنه للسرور بأحمدا.
فما الظن بالعبد الذي طول عمره
بأحمد مسروراً ومات موحدا.
فتوى القرضاوي
وجاءت فتوى رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين رداً على سؤال تلقاه من عدد من محبيه «مفاده: ماحكم الاحتفال بذكرى مولد النبي صلى الله عليه وسلم وغيرها من المناسبات الإسلامية مثل مقدم العام الهجري وذكرى الإسراء والمعراج؟».
تذكير بنعمة الله
وبين القرضاوي في فتواه، أن "ذكر النعمة مشروع ومحمود ومطلوب، وتذكير المسلمين بالأحداث الهامة في تاريخهم ومافيها من عبر ومايستخلص منها من دروس مشروع ولا عيب فيه ولايصح وصفه بأنه بدعة أو ضلالة".
وتابع قائلاً: من حقنا أن نتذكر سيرة النبي الكريم كلما جاءت مناسبة من المناسبات، وليس هذا من الاحتفال المبتدع، لأننا نذكر الناس بالسيرة النبوية ونربطهم بالرسالة المحمدية، وهي نعمة عظيمة، وقد كان الصحابة رضوان الله عليهم يذكرون رسول الله صلى الله عليه وسلم في كل حين".
وأشار إلى قول الصحابي سعد بن أبي وقاص:"كنا نروج لأبنائنا مغازي رسول الله صلى الله عليه وسلم كما نحفظهم السورة من القرآن"، مبيناً أن الصحابة كانوا يروون لأبنائهم ماحدث في بدر وماحدث في أحد وماحدث في الخندق وفي بيعة الرضوان.
ودعا إلى أن "نهتدي بالصحابة وننتهز الفرص بعد الفرص لنذكر الناس بالرسول الكريم صلى الله عليه وسلم".
وعاب الشيخ القرضاوي على المسلمين الذين يعتبرون "أي احتفاء أو أي اهتمام أو أي حديث بالذكريات الإسلامية، أو بالهجرة النبوية، أو بالإسراء والمعراج، وبمولد الرسول صلى الله عليه وسلم، أو بغزوة بدر الكبرى، أو بفتح مكة، أو بأي حدث من أحداث سيرة محمد صلى الله عليه وسلم، أو أي حديث عن هذه الموضوعات بدعة في الدين، وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار".
وقال: "هذا ليس بصحيح على إطلاقه، إنما الذي ننكره في هذه الأشياء الاحتفالات التي تخالطها المنكرات، وتخالطها مخالفات شرعية وأشياء ما أنزل الله بها من سلطان، كما يحدث في بعض البلاد في المولد النبوي وفي الموالد التي يقيمونها للأولياء والصالحين".
واستطرد قائلاً: "ولكن إذا انتهزنا هذه الفرصة للتذكير بسيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبشخصية هذا النبي العظيم، وبرسالته العامة الخالدة التي جعلها الله رحمة للعالمين فأي بدعة في هذا وأية ضلالة؟!".
واستطرد قائلاً:"عندما نحتفل بمولده عليه الصلاة والسلام فنحن لانحتفل بمولد شخص إنما نحتفل بمولد رسالة ظهرت على يد رسول الله صلى الله عليه وسلم باعتباره شخصاً أعدته العناية الإلهية ليحمل الرسالة الخاتمة للبشرية ويحمل الرسالة العالمية التي امتدت طولاً حتى شملت أبعاد الزمن، وامتدت عرضاً حتى انتظمت آفاق الأمم وأمتدت عمقاً حتى استوعبت شئون الدنيا والآخرة".
قدوة للجميع
وأشار القرضاوي في فتواه التي حصلت "إسلام أون لاين نت" على نسخة منها إلى أن حياة محمد صلى الله عليه وسلم رحبة فسيحة فيها مجال لكل من يريد أن يقتدي به، سواء كانوا من الشباب أو الآباء أو الأزواج أو من الحكام أو المحكومين أو من الفقراء أو الأغنياء.
وبين قائلاً:"يستطيع الشاب أن يجد في حياته أسوة عندما كان شاباً يأكل بكد يمينه وعرق جبينه لايتكل على نسبه ولاحسبه، ويستطيع العزب أن يجد في حياته أسوة لأنه ماتزوج إلا في الخامسة والعشرين من عمره، فهو عاش عزباً مدة من حياته يستطيع أن يجد فيها أسوة".
"ويستطيع الزوج ذو الزوجة الواحدة أن يجد في حياته أسوة عندما كان زوجاً لخديجة عاش معها معظم حياته إلى الخمسين من عمره 25سنة، كما يستطيع من يتزوج أكثر من واحدة أن يجد في حياة الرسول أسوة لأنه صلى الله عليه وسلم تزوج في العشر السنوات الأخيرة من عمره عدة زوجات، وكان منهن البكر ومعظمهن ثيبات ومنهن الصغيرة ومنهن الكبيرة".
وكذلك يبين الشيخ القرضاوي :يجد الأب في حياته أسوة في النبي حينما رزق الأولاد وحينما يبتلى بوفاة الأولاد، ويجد الجد أسوة في حياة النبي في كيفية معالمة الاحفاد كما كان يعامل الحسن والحسين وغيرهما".
ويجد المقاتل أيضاً في حياته صلى الله عليه وسلم "أسوة في كيف يكون القتال وكيف تكون آداب القتال، وعندما ينتصر كيف يقابل النصر وكيف يقابل الهزيمة كما في غزوة أحد"، ويجد كذلك "رئيس الدولة سواء كان أميراً أو ملكاً أو رئيساً للجمهورية في حياة الرسول أسوة لأنه حكم فعدل وأقام الموازين القسط بين الناس وترك لنا تراثاً هائلاً في حسن القيادة".
وأكد أن "كل إنسان يجد في حياته صلى الله عليه وسلم أسوة، الحاكم والمحكوم لأنه عاش محكوماً في مكة وعاش حاكماً في المدينة".
ولم يتوقف الدكتور القرضاوي عند هذا الحد بل أردف قائلاً: "الفقير والغني يجدان فيه أسوة لأنه عاش فقيراً في فترة من الفترات حتى كان يشد الحجر والحجرين على بطنه من الجوع، وأتته الدنيا حينما فتح الله عليه الفتوح وهيأ له الغنائم ودان له العرب وجزيرة العرب فجرب هذا وجرب ذاك".
وختم بالتأكيد على أن "السيرة النبوية العظيمة تحتاج منا أن ندرسها ونقرأ فيها ونطلع على مصادرها الموثقة حتى نعرف رسولنا صلى الله عليه وسلم، فإذا عرفناه ازداد إيماننا به وحبنا له وأدى ذلك إلى أن نتبعه فنحسن اتباعه كما قال الله تعالى «قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم» «آل عمران:13».
المولد من الافعال الحسنة
المولد أمر يستحسنه العلماء والمسلمون في جميع البلاد، وجرى به العمل في كل صقع فهو مطلوب شرعاً للقاعدة المأخوذة من حديث ابن مسعود الموقوف: «ما رآه المسلمون حسناً فهو عند الله حسن، وما رآه المسلمون قبيحاً فهو عند الله قبيح» أخرجه أحمد.
وليست كل بدعة محرمة ولو كان كذلك لحرم جمع أبي بكر وعمر وزيد رضى الله عنهم القرآن وكتبه في المصاحف خوفاً على ضياعه بموت الصحابة القراء رضي الله عنهم! ولحرم جمع عمر رضي الله عنه الناس على إمام واحد في صلاة التراويح مع قوله:"نعمت البدعة هذه"؟!، وحرم التصنيف في جميع العلوم النافعة؟!، ولوجب علينا حرب الكفار بالسهام والأقواس مع حربهم لنا بالرصاص والمدافع والدبابات؟!، وبناء الجامعات وتسميتها بهذا الاسم وتسمية الندوات والمحاضرات بهذا الاسم فإنه لم يذكر أن رسول الله أو أحداً من الصحابة سمى بهذا الاسم، وزيادة الآذان الأول يوم الجمعة؟! وزيادة سيدنا عبدالله بن عمر البسملة في أول التشهد.
وقد ورد في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها ومن سن في الإسلام سنة سيئة فله وزرها ووزر من عمل بها» إذن كان معنى الحديث كما هو متعارف أن من سن في الإسلام سنة حسنة أي أحيا سنة من سنن النبي صلى الله عليه وسلم إذن فعلى هذا الأساس نكمل شرح الحديث على أنه ليس من المعقول أنه تشرح حديثاً على قاعدة ثم تغير القاعدة لشرح باقي هذا الحديث فمن سن سيئة أي أحيا سنة سيئة لرسول الله!! هل رسول الله له سنة سيئة حتى نحييها؟؟!!، حاشاه عن ذلك.
إذن فليس هذا هو الشرح الصحيح وإنما لو قلنا إن من أحدث أو سن سنة في الدين بعموم اللفظ فله أجرها وأجر من عمل بها وبالتالي من سن في الإسلام سنة سيئة فله وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة وإن المولد النبوي من السنن الحسنة والافعال التي تقربنا إلى الله.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.