أكثر من مليار و250 مليون دولار حجم التبادل التجاري واللجنة الوزارية تنعقد في يونيو المقبل عُقدت أمس في العاصمة البحرينية المنامة جلسة مباحثات ختامية بين بلادنا والبحرين، برئاسة فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح - رئيس الجمهورية، وجلالة الملك حمد بن عيسى بن سلمان آل خليفة - ملك مملكة البحرين الشقيقة. وجرى خلال الجلسة بحث القضايا والموضوعات التي تهم العلاقات الأخوية وعلاقات التعاون المشترك بين البلدين الشقيقين وآفاق تعزيزها على مختلف الأصعدة. وأكد الجانبان أهمية تطوير آلية العمل المشترك بين البلدين، ومنها إنشاء اللجنة الوزارية اليمنية - البحرينية المشتركة، التي ستبدأ أولى اجتماعاتها في شهر يونيو المقبل. وأعرب فخامة الأخ الرئيس وجلالة الملك عن ارتياحهما لمستوى التعاون بين البلدين، حيث يبلغ حجم التبادل التجاري والمالي والودائع المصرفية بين البلدين أكثر من مليار و250 مليون دولار سنوياً. وأكدا الحرص على تعزيز وتطوير مجالات التعاون المشترك في مختلف المجالات، ولما فيه تحقيق المصالح المشتركة للبلدين والشعبين الشقيقين. كما جرى بحث القضايا العربية والإقليمية والدولية التي تهم البلدين، حيث جدّدا التأكيد على تنسيق جهود البلدين من أجل تحقيق المصالحة العربية، وتعزيز مسيرة التضامن والعمل العربي المشترك. وجرى خلال الجلسة تبادل الأوسمة، حيث قلَّد صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى بن سلمان آل خليفة، فخامة الأخ الرئيس، وسام الشيخ عيسى بن سلمان، وهو أعلى وسام في البحرين، تقديراً لمواقف الأخ الرئيس القومية، واعتزازاً بالعلاقات الأخوية المتينة التي تربط اليمنوالبحرين وقلَّد فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح - رئيس الجمهورية - أخاه جلالة الملك حمد بن عيسى، وسام الجمهورية، وهو أعلى وسام في اليمن، تقديراً لدور جلالته ومواقف البحرين المناصرة والمساندة لليمن في مختلف الفعاليات، واعتزازاً بما يربط البلدين من علاقات أخوية حميمة. حضر جلسة المباحثات الإخوة عبدالعزيز عبدالغني - رئيس مجلس الشورى، والدكتور عبدالكريم الإرياني - المستشار السياسي لرئيس الجمهورية، والدكتور أبوبكر القربي - وزير الخارجية، والدكتور محمد أبوبكر المفلحي - وزير الثقافة، ونبيل صادق باشا - عضو مجلس النواب، والدكتور علي منصور بن سفاع - سفير اليمن لدى مملكة البحرين. فيما حضرها من الجانب البحريني ولي العهد سمو الشيخ سلمان بن حمد بن عيسى آل خليفة، ورئيس الوزراء سمو الشيخ خليفة بن سلمان آل خليفة، ونائب رئيس الوزراء الشيخ محمد بن مبارك آل خليفة، ورئيس مجلس الشورى علي بن صالح الصالح، ووزير الخارجية الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة، وعدد من المسؤولين البحرينيين. إلى ذلك أكدت الجمهورية اليمنية ومملكة البحرين حرصهما ورغبتهما الصادقة والمشتركة في دعم وتعزيز العلاقات الأخوية القائمة بينهما، والوصول بها إلى أعلى مراتب التعاون والتنسيق والتكامل لتلبية آمال وطموحات شعبيهما، وتعزيز مسيرة التعاون الثنائي في كافة المجالات. جاء ذلك في بيان مشترك صدر أمس في المنامة، في ختام الزيارة الرسمية التي قام بها فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح - رئيس الجمهورية - إلى مملكة البحرين، في الفترة من 24 إلى 25 مارس الجاري. ونوّه البيان إلى أن الزيارة جاءت في إطار تعزيز وترسيخ العلاقات ووشائج القربى والروابط الحميمة والوثيقة والإرث التاريخي والمصير المشترك الذي يجمع بين البلدين، وتدعيماً لأواصر التعاون، وتبادل وجهات النظر حول العلاقات الثنائية، وسبل ترسيخ التعاون المثمر والمتنامي بينهما، وكذا تبادل وجهات النظر إزاء القضايا الإقليمية والدولية. وأشار البيان إلى أنه جرت خلال الزيارة مباحثات معمَّقة بين فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح - رئيس الجمهورية، وجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة - ملك مملكة البحرين - لأجل تنمية وتعزيز علاقات البلدين، وإيجاد شراكة واقعية لمصلحة البلدين. ولفت البيان إلى أن الزعيمين استعرضا في المباحثات، بارتياح كبير، العلاقات الثنائية وما وصلت إليه من نمو وازدهار ومستوى متميز فى جميع الميادين. مؤكدين، في ذات الوقت، ضرورة السعي لتطويرها وتنميتها وتعزيزها، واستشفاف السبل والوسائل التي تعزز الشراكة بين البلدين في الميادين الاقتصادية والمالية، بما في ذلك الاستثمار في مختلف الميادين الاقتصادية، والاستفادة من الخبرات الاقتصادية والمالية المتاحة في البلدين، بما يستجيب لطموحات وتطلعات الشعبين في كل من الجمهورية اليمنية ومملكة البحرين. وأوضح البيان أن الجانبين اتفقا على إنشاء لجنة وزارية مشتركة بين البلدين، برئاسة وزيرَي خارجية البلدين، تمثل فيها جميع الجهات ذات العلاقة، على أن تعقد اجتماعها في وقت لاحق.. مؤكدين أن تشكيل هذه اللجنة سيسهم في دفع علاقات البلدين إلى آفاق أرحب من التعاون البنّاء. وأشار البيان إلى أن فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح، وجّه دعوة لجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، لزيارة الجمهورية اليمنية، وقد قبلها جلالته، على أن يحدد موعدها في وقت لاحق. وإزاء التطورات على الساحات العربية والإقليمية والدولية دعا البلدان في البيان إلى إبعاد المنطقة العربية عن التهديدات والتدخلات ومخاطر النزاعات والحروب.. مؤكدين أهمية دور كل من الجمهورية اليمنية ومملكة البحرين في تعزيز العمل العربي المشترك ووحدة الصف العربي. وأعلنا وقوفهما مع الشعب السوداني ودعمهما للسودان ووحدة أراضيه، وضرورة احترام سيادته واستقلاله.. معبرَين، في الوقت ذاته، عن التزامهما بالموقف العربي من مذكرة الاعتقال الصادرة من المحكمة الدولية الجنائية. وأكد الجانبان ضرورة التوصل إلى حل عادل وشامل ودائم لقضية الشرق الأوسط على كافة المسارات، والدعوة إلى التعاون المشترك لتنسيق المواقف العربية تجاه عملية السلام لضمان الحقوق العربية المشروعة، وتوحيد الصف الفلسطيني حتى تحقيق قيام الدولة الفلسطينية، وتمكين الشعب الفلسطيني من نيل حقوقه الوطنية المشروعة.. مؤكدين أهمية تثبيت وقف إطلاق النار وعودة الأمن والاستقرار إلى قطاع غزة والأراضي الفلسطينية الأخرى. وأشار البيان إلى أن فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح - رئيس الجمهورية - عبَّر عن شكره وتقديره والوفد المرافق له للحفاوة والتكريم التي غمرتهم بها حكومة وشعب مملكة البحرين خلال زيارتهم لبلدهم الثاني مملكة البحرين. هذا وقد عاد فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح - رئيس الجمهورية - أمس إلى العاصمة صنعاء، بسلامة الله وحفظه، بعد زيارته إلى كل من دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة، ومملكة البحرين الشقيقة. حيث التقى فخامة الأخ الرئيس، خلال هذه الزيارة، أخاه سمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان - رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، وجلالة الملك الشيخ حمد بن عيسى بن سلمان آل خليفة - ملك مملكة البحرين. وتناولت المباحثات معهما سبل تعزيز العلاقات الأخوية ومجالات التعاون المشترك بين اليمن ودولة الإمارات ومملكة البحرين، وعلى مختلف الأصعدة السياسية والاقتصادية والثقافية، والأمنية والاستثمارية وغيرها، بالإضافة إلى بحث المستجدات الإقليمية والعربية والدولية. وكان فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح - رئيس الجمهورية - قد غادر في الساعة الرابعة من بعد ظهر أمس مطار المنامة بعد زيارته لمملكة البحرين الشقيقة، استغرقت يومين. وكان في مقدمة مودعيه بالمطار جلالة الملك الشيخ حمد بن عيسى بن سلمان آل خليفة - ملك مملكة البحرين، وسمو الشيخ خليفة بن سلمان آل خليفة - رئيس الوزراء، وسمو الشيخ سلمان بن عيسى بن سلمان - ولي العهد، والشيخ خالد بن محمد آل خليفة - وزير الخارجية، وعدد من الشيوخ والمسؤولين البحرينيين. هذا وقد بعث فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح، برقية شكر إلى جلالة الملك حمد بن عيسى بن سلمان آل خليفة - ملك مملكة البحرين الشقيقة - قُبيل مغادرته المنامة أمس.. جاء فيها: الأخ العزيز صاحب الجلالة حمد بن عيسي بن سلمان آل خليفة - ملك مملكة البحرين الشقيقة - المحترم:. يطيب لي، والوفد المرافق، ونحن نغادر أرض بلدكم العزيز، أن أبعثَ إليكم بأجمل التحايا وبالغ التقدير والشكر على ما أحطتمونا من حسن الاستقبال وكرم الضيافة ودفء المشاعر الأخوية الصادقة، والتي جسَّدت الأصالة والعراقة التاريخية والعروبة الصادقة. وهذا ليس بغريبٍ عليكم، أيها الأخ الكريم، وعلى أسرتكم العربية الأصيلة، وشعبكم العزيز المضياف. حيث ظلَّت تربط بلدينا وشعبينا الشقيقين في اليمنوالبحرين أواصر متينة من الإخاء الصادق والود المتبادل والاحترام العميقين، ونحن نشعر دوماً بأن البحرين هي اليمن، واليمن هي البحرين. ولقد سررنا بلقائكم وبالمباحثات التي جرت فيما بيننا، وما خرجت به من نتائج مثمرة، سواء على الصعيد السياسي أم الثقافي أم الاقتصادي أو الأمني وغيره.. مؤكدين لكم أننا سنظل نولي العلاقات الأخوية والتعاون المشترك بين بلدينا الشقيقين كل الرعاية والاهتمام، ولما يحقق المصالح المتبادلة، ويلبّي التطلعات المشتركة لشعبينا الشقيقين اليمنوالبحرين، ويخدم أهداف أمتنا.. وتقبلوا أسمى اعتباري.
