نهائي دوري ابطال افريقيا .. التعادل يحسم لقاء الذهاب بين الاهلي المصري والترجي التونسي    هاري كاين يحقق الحذاء الذهبي    نافاس .. إشبيلية يرفض تجديد عقدي    نهائي نارى: الترجي والأهلي يتعادلان سلباً في مباراة الذهاب - من سيُتوج بطلاً؟    دعاء يريح الأعصاب.. ردده يطمئن بالك ويُشرح صدرك    بعضها تزرع في اليمن...الكشف عن 5 أعشاب تنشط الدورة الدموية وتمنع تجلط الدم    توقف الصرافات الآلية بصنعاء يُضاعف معاناة المواطنين في ظل ارتفاع الأسعار وشح السلع    الكشف عن أكثر من 200 مليون دولار يجنيها "الانتقالي الجنوبي" سنويًا من مثلث الجبايات بطرق "غير قانونية"    صحفي: صفقة من خلف الظهر لتمكين الحوثي في اليمن خطيئة كبرى وما حدث اليوم كارثة!    فرع الهجرة والجوازات بالحديدة يعلن عن طباعة الدفعة الجديدة من الجوازات    تعيين شاب "يمني" قائدا للشرطة في مدينة أمريكية    الوية العمالقة توجه رسالة نارية لمقاتلي الحوثي    "لا ميراث تحت حكم الحوثيين": قصة ناشطة تُجسد معاناة اليمنيين تحت سيطرة المليشيا.    دعوات تحريضية للاصطياد في الماء العكر .. تحذيرات للشرعية من تداعيات تفاقم الأوضاع بعدن !    جريمة لا تُغتفر: أب يزهق روح ابنه في إب بوحشية مستخدما الفأس!    وفاة ثلاثة أشخاص من أسرة واحدة في حادث مروري بمحافظة عمران (صور)    تقرير برلماني يكشف تنصل وزارة المالية بصنعاء عن توفير الاعتمادات المالية لطباعة الكتاب المدرسي    القبائل تُرسل رسالة قوية للحوثيين: مقتل قيادي بارز في عملية نوعية بالجوف    لحوثي يجبر أبناء الحديدة على القتال في حرب لا ناقة لهم فيها ولا جمل    صحة غزة: ارتفاع حصيلة شهداء الحرب إلى 35 ألفا و386 منذ 7 أكتوبر    وزارة الحج والعمرة السعودية تطلق حملة دولية لتوعية الحجاج    حملة رقابية على المطاعم بمدينة مأرب تضبط 156 مخالفة غذائية وصحية    التفاؤل رغم كآبة الواقع    الاستاذة جوهرة حمود تعزي رئيس اللجنة المركزية برحيل شقيقة    انهيار وشيك للبنوك التجارية في صنعاء.. وخبير اقتصادي يحذر: هذا ما سيحدث خلال الأيام القادمة    اسعار الفضة تصل الى أعلى مستوياتها منذ 2013    وفد اليمن يبحث مع الوكالة اليابانية تعزيز الشراكة التنموية والاقتصادية مميز    الإرياني: مليشيا الحوثي استخدمت المواقع الأثرية كمواقع عسكرية ومخازن أسلحة ومعتقلات للسياسيين    الجيش الأمريكي: لا إصابات باستهداف سفينة يونانية بصاروخ حوثي    الهيئة العامة للطيران المدني والأرصاد تصدر توضيحًا بشأن تحليق طائرة في سماء عدن    بمشاركة 110 دول.. أبو ظبي تحتضن غداً النسخة 37 لبطولة العالم للجودو    طائرة مدنية تحلق في اجواء عدن وتثير رعب السكان    توقيع اتفاقية بشأن تفويج الحجاج اليمنيين إلى السعودية عبر مطار صنعاء ومحافظات أخرى    أمريكا تمدد حالة الطوارئ المتعلقة باليمن للعام الثاني عشر بسبب استمرار اضطراب الأوضاع الداخلية مميز    فنانة خليجية ثريّة تدفع 8 ملايين دولار مقابل التقاط صورة مع بطل مسلسل ''المؤسس عثمان''    أثناء حفل زفاف.. حريق يلتهم منزل مواطن في إب وسط غياب أي دور للدفاع المدني    منذ أكثر من 40 يوما.. سائقو النقل الثقيل يواصلون اعتصامهم بالحديدة رفضا لممارسات المليشيات    في عيد ميلاده ال84.. فنانة مصرية تتذكر مشهدها المثير مع ''عادل إمام'' : كلت وشربت وحضنت وبوست!    حصانة القاضي عبد الوهاب قطران بين الانتهاك والتحليل    نادية يحيى تعتصم للمطالبة بحصتها من ورث والدها بعد ان اعيتها المطالبة والمتابعة    اكتشف قوة الذكر: سلاحك السري لتحقيق النجاح والسعادة    الهلال يُحافظ على سجله خالياً من الهزائم بتعادل مثير أمام النصر!    مدرب نادي رياضي بتعز يتعرض للاعتداء بعد مباراة    منظمة الشهيد جارالله عمر بصنعاء تنعي الرفيق المناضل رشاد ابوأصبع    تستضيفها باريس غداً بمشاركة 28 لاعباً ولاعبة من 15 دولة نجوم العالم يعلنون التحدي في أبوظبي إكستريم "4"    وباء يجتاح اليمن وإصابة 40 ألف شخص ووفاة المئات.. الأمم المتحدة تدق ناقوس الخطر    تدشيين بازار تسويقي لمنتجات معيلات الأسر ضمن برنامج "استلحاق تعليم الفتاة"0    اختتام التدريب المشترك على مستوى المحافظة لأعضاء اللجان المجتمعية بالعاصمة عدن    اليونسكو تطلق دعوة لجمع البيانات بشأن الممتلكات الثقافية اليمنية المنهوبة والمهربة الى الخارج مميز    وصول دفعة الأمل العاشرة من مرضى سرطان الغدة الدرقية الى مصر للعلاج    ياراعيات الغنم ..في زمن الانتر نت و بالخير!.    تسجيل مئات الحالات يومياً بالكوليرا وتوقعات أممية بإصابة ربع مليون يمني    لماذا منعت مسرحيات الكاتب المصري الشرقاوي "الحسين ثائرآ"    افتتاح مسجد السيدة زينب يعيد للقاهرة مكانتها التاريخية    الامم المتحدة: 30 ألف حالة كوليرا في اليمن وتوقعات ان تصل الى ربع مليون بحلول سبتمبر مميز    في افتتاح مسجد السيدة زينب.. السيسي: أهل بيت الرسول وجدوا الأمن والأمان بمصر(صور)    دموع "صنعاء القديمة"    هناك في العرب هشام بن عمرو !    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الرضاعة الطبيعية.. الطريقة الآمنة لصحة طفلك
نشر في الجمهورية يوم 04 - 04 - 2009

لبن الأم صنعة الخالق المبدع عزوجل، لايضاهيه أي نوع من أنواع الحليب فائدة أو ميزة.. يصفه أطباء الأطفال ومختصو التغذية بالإجماع بأنه فريد في مزاياه وخصائصه، متكامل في مقوماته وعناصره الغذائية اللازمة لكل رضيع.
في اللقاء التالي مع الدكتور.علي المضواحي مدير عام صحة الأسرة بوزارة الصحة العامة والسكان نقف على أهمية الرضاعة الطبيعية لصحة الأجيال وبيان معالم الاختلالات المؤثرة سلباً على صحة الرضاعة الطبيعية وكفاءتها.
فإلى ماورد في هذا اللقاء..
أفضلية حليب الأم
? الحليب المصنع مدعم بالبروتينات والفيتامينات والكالسيوم وماإلى ذلك من المكونات الغذائية المبينة على كل علبة حليب.. برأيك أين تكمن المشكلة في أنواع الحليب المصنع المخصص للأطفال الذي تزخر به الأسواق؟
علمنا رسولنا الكريم «صلى الله عليه وسلم» أن نسأل الله المعافاة، حيث قال: «سلوا الله المعافاة فإنه ماأوتي أحد بعد اليقين خيراً من معافاة ولايمكن أن تتحقق لحديثي الولادة إلا من خلال لبن الأم، فهو الغذاء الوحيد الملائم للطفل منذ ولادته وحتى بلوغه الشهر السادس من العمر.
جميع الأبحاث التي تقوم بها المؤسسات البحثية العلمية العالمية اليوم تؤكد أنه لايوجد أبداً أي تركيب صناعي يوازي حليب الأم.. والشعار المتداول والمعروف أن حليب البشر للبشر وحليب البقر للبقر ولايصح أبداً أن يعطى الطفل إلا حليب أمه، لايعطى حتى الماء خلال الأشهر الأولى من عمره، فما بالكم عن تركيبة أخرى فموية تعطى للأطفال الرضع بديلاً عن لبن أمهاتهم.
الشركات المصنعة للحليب بدورها تتحمل مسؤولية ذاتية ونحن نأمل دائماً ألا يبالغوا في وصف الحليب المصنع بالبديل للبن الأم أو بأنه يوازيه أو يفضله، ولانقول ألا يتاجر بالحليب الصناعي، ولكن لابد أن تلتزم الشركات بماهو موجود في القانون الوطني في هذا الجانب ولاذي يعد ترجمة للتوجهات الدولية بما يعرف بالمدونة الخاصة ببدائل لبن الأم فهذه البدائل لاتكون للأطفال دون الشهر السادس ولايجوز أبداً أن يعطى الطفل أي منها أو من البدائل الأخرى للبن الأم، وهو الأمر الذي يجب أن يلتزم به جميع مصنعي ووكلاء الحليب الصناعي عند ترويجهم الدعائي والإعلاني.
لبناً وليس حليباً
? ماالذي يحويه حليب الأم من مزايا يفضل ويتميز بها عن غيره غذائياً وبدنياً وعاطفياً؟
الواقع أن لبن الأم يشمل هذه الميزات جميعاً، ولانسميه حليباً بل نسميه لبناً لأن الحليب يحلب، بينما اللبن يُرضع وقبل أن يكون مادة غذائية في الأساس فإنه يبني رابطة وثيقة بين الرضيع وأمه من اللحظة الأولى لولادته.
ومن بين الخطوات الأولى الضرورية للوليد عقب الولادة مباشرة أن يحتضن ويضم إلى صدر أمه بملامسة الجلد للجلد حتى قبل الإرضاع ويمثل هذا حالة من الحنان المطلوب للطفل فور ولادته.
الجانب الأخر الخصائص والمزايا الغذائية للبن الأم، وأؤكد هنا على أنه بما يحتويه من مواد غذائية يمثل التركيبة المناسبة للطفل ولنموه المتسارع، ولو أخذنا الجزء الأمامي منه «مقدمة لبن الثدي» فسنجده يختلف عن الجزء الأخير فالجزء الأمامي غني أكثر بالماء وبشكل عام يمكن القول أنه يحتوي على مالايقل عن «70 90%» من الماء.
وهناك «اللبأ» وهي المادة التي تخرج مباشرة بعد الولادة بداية الإرضاع وتعد مفيدة لما تحتوي عليه من مضادات تمنع إصابة الطفل بالالتهابات بإذن الله تعالى.
يحتوي لبن الأم أيضاً على مقومات مناعية حقيقية تصل من الأم لتحمي الرضيع من الإصابة بالأمراض والميكروبات والجراثيم، وعندما يحدث الارتباط العاطفي جراء الرضاعة الطبيعية بعد الولادة مباشرة يحدث من ورائه انعكاساً فسيولوجياً وظيفياً ينجم عنه اطلاق مايعرف بمادة «البرولاكتين» التي تساعد على إفراز اللبن، ثم بعد ذلك يخرج اللبن.
هناك انعكاس أخر من عند الطفل ويعرف بمنعكس التثبيت، أي تثبيت فم الطفل على حلمة ثدي الأم، وأيضاً مايعرف بمنعكس المص «مص الطفل للحلمة» الذي لايضاها ولايقارن بالإرضاع الصناعي أو التغذية الصناعية، لأن الفارق شاسع جداً، فحلمة الثدي ملائمة جداً للرضيع ولإرضاعه.. لاتتسبب بإحداث تشويه وبروز لفكيه وأسنانه ومحمية من التلوث بالميكروبات والجراثيم، بينما التغذية الصناعية عبر زجاجة الإرضاع تحدث عملية مص لاتناسب أبداً النمو السليم للفم، وهذه الزجاجات وحلماتها البلاستيكية معرضة كثيراً للتلوث المسبب للمرض والإسهال.
خفض الوفيات
? الطفل خلال الثمانية والعشرين الأولى من عمره يبقى معرضاً للإصابة بكثير من الأمراض والوفاة بشكل كبير وهي مشكلة لاتزال قائمة في مجتمعنا.. ألا يعزى هذا إلى عزوف الكثيرات عن إرضاع أطفالهن رضاعة خالصة من الثديين؟
هذا صحيح وقد يكون هذا من عيوب التمدن والتأثر بما تروجه الإعلانات التجارية التي مكنت المروجين للتغذية الصناعية وللحليب الصناعي من الوصول إلى المستهلك بصورة أكبر.
ولو نلاحظ ماحدث منذ عقد التسعينيات من القرن الماضي وخلال العقد الحالي من ثورة اتصالية وإعلامية وارتقاء في وسائل الترويج فسنجد أن هذا لم يواكبه مع الأسف قدرات حكومية في الوصول بالترويج للرضاعة الطبيعية إلى المستهدفين بقوة وفاعلية وبالتالي نحن نواجه هذا الجانب.. جانب قوة الترويج الدعائي الإغرائي الإعلاني من قبل الشركات المصنعة للحليب وأغذية الأطفال المصنعة للحليب وأغذية الأطفال الذي لايتلاءم مع محدودية القدرات لدى الجهات الحكومية في الترويج للصحة، وبالتالي القضية الآن تعتمد على عدة جوانب تعتمد على التنسيق القطاعي الكامل، ووزارة الإعلام وكذا وسائل الإعلام مطالبة بأن تكون مناصرة للصحة داعمة للرضاعة الطبيعية.
الشق الأخر ضرورة وعي الأطباء وحذرهم الشديد فيما يتعلق بالوصفة إذا كان الطفل أساساً يعاني من حالات معينة، فمن الممكن أن يصف له الطبيب بدائل معينة «إذا كان يعاني من سوء تغذية مثلاً» وغالباً لايأتي هذا إلا بتداعيات وانعكاسات سلبية لعدم بدء الطفل بالرضاعة الطبيعية.
فالطبيب يجب أن يكون حذراً جداً في إعطاء وصفاته ونصائحه المتعلقة بالرضاعة، ولابد أن تشترك الجهات الحكومية أيضاً في الرقابة، لأن وزارة الصحة تقوم بدور رقابي محدود في إطار صلاحيتها وقدرتها.
نحن نتطلع إلى أدوار كبيرة للمجالس المحلية في مختلف المحافظات في هذا الجانب إلى أن يطبق قرار رئيس مجلس الوزراء الصادر في عام 2002م المتعلق باستخدام بدائل لبن الأم وهو قرار ملزم تماماً لجميع الجهات فيما يتعلق بكل مادة تفصيلية في أسلوب الترويج، في أسلوب الإعطاء وفي أسلوب الاستخدام.
وهذا لاشك يؤثر كثيراً في انخفاض وفيات المواليد والأطفال،وهو ما أكدت دراسات أجريت على هذا الموضوع أثبتت أن الرضاعة الطبيعية في اليوم الأول تعمل على خفض «16%» من وفيات الأطفال حديثي الولادة،والرضاعة الطبيعية في الساعة الأولى بعد الولادة تخفض «22%» من هذه الوفيات،أي أننا نتحدث الآن عن احتمالية عالية جداً للأطفال الرضع الذين لايرضعون رضاعة طبيعية للإصابة بالمرض وتداعياته إلى الوفاة،حيث يموت في اليمن «37» مولود من كل ألف مولود حي،وهذا كله بسبب عدم الالتزام بالشروط السليمة أو بقواعد الحياة الصحية أو بأنماط السلوك الصحي السليم والتي تأتي في مقدمتها «الصحة الإنجابية رعاية الأم أثناء الحمل والولادة والرعاية عقب الولادة» والرعاية فور الولادة لاتتحقق كما قلت إلا بالرضاعة الطبيعية عقب الولادة مباشرة «فالرضاعة الطبيعية في الساعة الأولى على الولادة بحسب الاحصاء تنقذ حياة مليون طفل في العالم،ويتوقع أن يموت مليون طفل إذا حرموا من الرضاعة الطبيعية الفورية بعد الولادة.
رفع الوعي المجتمعي
انشغال الأمهات عن الرضاعة الطبيعية بمواضيع متعلقة بالعمل والرشاقة والحفاظ على الصحة.. كيف يؤثر هذا التهاون على صحة أطفالهن؟
من المؤسف كثيراً أن مايقرب من «07%» من الولادات لاتتم تحت إشراف طبي في بلدنا،ومن الأمور الرئيسية التي يجب أن تقوم بها القابلة التي تقوم بالتوليد والعامل الصحي في المرفق الصحي إعطاء إرشادات فورية مرتبطة بالرضاعة الطبيعية،وهذا معمم من قبل وزارة الصحة للعاملين في المرافق الصحية ليقوموا بدورهم في هذا الجانب.
ويبقى الجزء الأكبر للولادة التي تتم خارج إطار الاشراف الصحي.. خارج إطار المرافق الصحية.. لذا لابد أن يعمم الوعي المجتمعي، كما نطالب أيضاً بأن تكون كل الولادات تحت إشراف طبي أو على الأقل تحت إشراف أيدي ماهرة أو على الأقل قابلة مدربة ومؤهلة، غير أن الوضع الراهن لايزال يمثل لنا تحدياً كبيراً.
بالتالي لابد من وعي المجتمع ككل،وأن يوعي بعضه البعض، فهي رسالة يجب أن يحملها من يعرف إلى من لايعرف من أجل تغيير السلوك الداعم للرضاعة الطبيعية، كذلك لابد ألا يُعطى الطفل الرضيع خلال الستة الأشهر الأولى من عمره الماء، فحليب الأم غني بالماء ،والرضاعة الخالصة من الثديين خلال هذه الفترة كفيلة بمده بكامل احتياجه من الماء والعناصر الغذائية الملازمة لجسمه ونموه.
دعم إرضاع الأم
تشكو الكثير من الأمهات من عدم كفاية لبن الثدي لإشباع الطفل فما المانع في هذه الحالة من الاستعانة بحليب صناعي؟وما هي الآلية الصحيحة للارضاع؟
لابد من مساعدة الأمهات وتشجيعهن على مواصلة الارضاع، فكل أم قادرة على ارضاع طفلها رضاعة طبيعية خالصة ولديها الفرصة لإعطائه وارضاعه من لبنها لتحميه من الأمراض،وتحميه من الوفاة في كثير من الأحوال.
نحن نبدأ بالوعي لتغيير السلوك،ثم ننتقل بعد ذلك إلى الحافز، أي الحافز بتغيير سلوك الأمهات نحو الرضاعة الطبيعية،كون الأم بالرضاعة الطبيعية تستطيع بكل بساطة أن تحمي طفلها من الأمراض،وفي اعتقادي كفى بذلك حافزاً لها،بالإضافة إلى الحافز المادي،فبدل أن تنفق الأسرة أموالاً كثيرة على مادة ضارة فإنها ستبقى على طفلها صحيحاً بمادة مجانية،هبة من عند الله سبحانه وتعالى.
ننتقل إلى جانب آخر مهم وهو المهارة،إذ لابد أن تكتسب الأم مهارة لارضاع طفلها بالوضعية الصحيحة والشكل الصحيح.. هذا من ضمن وسائل التوعية التي نحرص عليها الآن وعلى إنتاجها ضمن أعمال تلفزيونية،ورسائل توعوية مصورة لتشاهد في إطار الصورة كماهو الحال في المرافق الصحية حيث توجد دائماً لوحات توضيحية تبين للأم أبجديات الرضاعة الطبيعية إذا تمت ولادتها تحت إشراف طبي،أيضاً القابلة المدربة على إعطاء الأم هذه المهارة تؤدي هذا الدور.
أما مسألة الشكوى من أن الحليب لايكفي الطفل الرضيع،فأود أن أبين أن الحليب موجود ويدل عليه احتقان الثدي الذي أعطى دلالة على أن الطفل لايرضع كما ينبغي وعليه يجب أن يتم تعديل وضعية الإرضاع.. ليس بمص حلمة الثدي وإنما إلقامه إياها ليرضع رضاعة طبيعية،فالفرق واضح بين المص والإلقام،لأن المص يكون مع زجاجة الرضاعة،أما في الرضاعة الطبيعية فيلقم الطفل ثدي أمه بطريقة سليمة لاتمنع عنه الهواء ولا تسد أنفه،بل تساعده على التنفس بصورة طبيعية بالطريقة السليمة معطية الحافز لإدرار الحليب؛فكلما رضع الطفل أكثر واستمر في رضاعته من لبن الأم واجتراره للحليب، عمل هذا على تحفيز إدرار اللبن وازدادات كميته.
في حين أن احتقان ثدي الأم دلالة على أنها لاتقوم بعملية الارضاع بالطريقة السليمة بالإفراغ الكامل للثدي.
كذلك الطفل الرضيع عندما يبكي ليس في كل الأحوال بسبب جوعه،بل كثيراً مايكون بكاءه لأسباب أخرى.
كفاءة الرضاعة الطبيعية
? تعلق الطفل بالثدي ورغبته يزعج بعض الأمهات فقد يرضع الطفل لدقيقة أو دقيقتين ولا يريد أن يبتعد عن الثدي ليعاود الرضاعة بعدها بقليل ماذا يتعين على الأم فعله في هذه الحالة؟
الرضاعة حالة فطرية عند المولودويمكن للأم ملاحظة أي اختلال في عملية الارضاع، كأن يكون الطفل يريد أن يلقم حلمة الثدي، ثم تتم العملية بوضعية غير مريحة له..تجعله لا يتنفس جيداً أو لأن وضعية الثدي خاطئة تضغط حتى على مجرى التنفس أو على الأنف.
لذلك يجب التركيز على الوضعية الملائمة للإرضاع بحيث يكون مستوى رأس الطفل أعلى من جسمه بالشكل الذي يمكن الرضيع من الحصول على اللبن من الثدي بالطريقة السليمة والمريحة.
الشيء الآخر أنه كلما تعود كثيراً، طلب أكثر؛ وأحياناً يحدث ذلك في الليل، ففيه يكون الإرضاع أكثر .والواقع أن مايحدث هنا أن الأم لابد أن تكون هي الأخرى مرتاحة في عملية الارضاع،لأن هذا الارتياح ينعكس على رضيعها، ولابد أيضاً أن تكون مقتنعة بأنها قادرة على الإرضاع ،لكنها إن لم تكن مقتنعة بقدرتها على الإرضاع وأن حليبها،لا يكفي وتشغل بالها بهذه الأوهام فإنها قد تؤثر سلباً على عملية الإرضاع فيضعف إدرار ثدييها للحليب، كون الحالة النفسية أيضاً تؤثر.
إذاً على الأم أن تقتنع قناعة كاملة بأنها قادرة على الإرضاع وأن الإرضاع هو الحل الوحيد لتجنب إصابة الطفل بالأمراض المحتملة.
الإرضاع..والعلاج
?كثيراً من النساء يخفن من احتمال أن يؤثر تناولهن للأدوية على صحة أطفالهن..هل بالضرورة أن ينقطعن عن الرضاعة من أجل مواصلة العلاج حتى لا تؤثر على أطفالهن؟
هذا غير صحيح، والواقع أن الأم إذا حدث لها تقرحات «جروح في الثدي» فإنها تأخذ ربما بعض المضادات الحيوية، إذا كانت تعاني أساساً من مرض مزمن آخر،وهو يعتمد على ما يحدده الطبيب.
إنما معرض حديثنا عن الحالة العامة للنساء بشكل عام...إذا أخذن المضادات الحيوية واستمرت بالإرضاع، ولانتحدث عن المريضات اللاتي تستدعي حالتهن لسببٍ أو لآخر تناول علاج أدوية مخلة بالرضاعة الطبيعية تلزمهن التوقف عن الإرضاع.
وفي حال أن وجدت مشكلة في آلية الرضاعة الطبيعية بين الطفل والأم، فلابد من استمرار الرضاعة الطبيعية وأن تعتصر وتجتر الأم من لبنها في كوب ولتعطيه طفلها بالملعقة وليس بالزجاجة..بمعنى أن الطفل لابد أن يتغذى من لبن أمه،لأنه الغذاء الوحيد المناسب له، وإذا أخذت الأم علاجاً أو لم تأخذ علاجاً نجد دائماً الرضاعة الطبيعية مطلوبة حتى لو حدثت تشققات على الحلمة أو التهاب، ومن الممكن تجنب هذه الحالة بالرضاعة الطبيعية المباشرة الذي يطبق فيه فم الطفل تماماً على حلمة الثدي وجزء من الهالة السوداء المحيطة بالحلمة،فهذا كفيل بشفائها وازالة الالتهاب منها.
كما أن الرضاعة الطبيعية منذ الساعة الأولى على الولادة والاستمرار في إرضاع الطفل كلما أراد تساعد الأم وظيفياً على أن إفراز ثدييها بالطريقة السليمة بما يكفي حاجة الطفل منه طيلة الستة الأشهر الأولى من عمره، ثم بعد ذلك بإمكان إعطاءه إلى جانب الاستمرار في الرضاعة الطبيعية ابتداءً من الشهر السابع أغذية مكملة تبدأ لينة في البداية وبكمية قليلة ثم بمرور الوقت تزداد كثافته بما يتلاءم مع مراحل نمو الطفل وهضمه ولابد هنا من احتوائها على مزج متنوع من المغذيات اللازمة للطفل.
وهكذا تظل الرضاعة الطبيعية والتغذية التكميلية متلازمتان من بلوغ الطفل الشهر السابع من العمر وحتى بلوغه سن الفطام، أي عامين، قال تعالى:»والولادات يرضعن أولادهن حولين كاملين لمن أراد أن يتم الرضاعة» الآية «332» من سورة «البقرة» صدق الله العظيم
?المركز الوطني للتثقيف والإعلام الصحي والسكاني


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.