جزائرُ أنت من ألقت ضفائرها تُنيخ جَناحها الذهبيَّ للعشاق أفرادا و أفواجا للشعراءْ. وفوق رحابها يتوالد الغاوون من أقداح شُعلتها يضيء الماءْ. جزائر أنت من أعيت قصائدنا كما أعيا جيوش البحر أوراسُ التَأججَ بالكفاح المُرّ لا تقوى على الكلمات أشعارٌ مغرّدةٌ يموج الشعر بالزفرات و بالأحلام ولهانا لميناء يشاطر وجده العُبادَ مذ باحوا بعشقهمُ المصفّى من دموع الكرم أشجانا ونيرانا جزائرنا إليك نسّطر الأسفار لسوق عكاظَ غربَ البيت قد جئنا نعمره بأشعار سقتها الشمس من صحرائها ذهبا وصوب البيت تحدونا لأوراسٍ فيُسْرجنا مضاربَه ويغسلنا بماء الجن والنجماتْ مدينتُنا تزجّي عشقها للريح ممهوراً بمهجتها وفيما أهلها الأحرار قد وهبوا معاولهم لأمَّ النار كيما يفتحوا للنهر درب غمامة شهقت وصوب مساقط الأمطار صوب الله في ملكوته الأعلى يخص هواءها الثوريَّ مسكاً من دم الصحراء. وحيث البحر لا تنأى شواطئه عن الكرمات أشواقا هنا ولادة خرجت الى الشعراء رافعة ذيول الثوب مبلولا بماء الشعر والأنخاب سكبنا نخبنا في البحر فوق مروجها الأرواح تقرؤنا سلاماً من أبي الشهداء تُركِّعُنا مدينتنا لكي يتوافد الشهداء حين صلاتهم تطوى فتستهدي ضمائرُنا بصوت الشيخ عطشانا يميط الليل عن طفل تعفر وجهه الفضي منذ نعومة الأحلام بالنكباتْ. فماذا يلحق الأمواج من زبد يثرثره لسان العُجم والكلمات تستوحي طفولَتها من الأنهار والوجدان؟ وأندلسٌ توشّحُنا بأسماء تفوح الروح من فمها فيا لتوهّج الأسماءْ ! أمن وهجٍ على وهج إلى وهج على وهج يجول الطرف مشدوها بما لله من وهج على جبل تجلى نور أغنية بماء العشق قد كَتَبَتْ قصائدَها بوهج الماء أوراسية النغمات تستعصي على العدوان و النسيانْ