رئيس الاتحاد العام للكونغ فو يؤكد ... واجب الشركات والمؤسسات الوطنية ضروري لدعم الشباب والرياضة    بعد أيام فقط من غرق أربع فتيات .. وفاة طفل غرقا بأحد الآبار اليدوية في مفرق حبيش بمحافظة إب    إعلان حوثي رسمي عن عملية عسكرية في مارب.. عقب إسقاط طائرة أمريكية    أمطار رعدية على عدد من المحافظات اليمنية.. وتحذيرات من الصواعق    قيادي حوثي يسطو على منزل مواطن بقوة السلاح.. ومواطنون يتصدون لحملة سطو مماثلة    وباء يجتاح اليمن وإصابة 40 ألف شخص ووفاة المئات.. الأمم المتحدة تدق ناقوس الخطر    مأساة في ذمار .. انهيار منزل على رؤوس ساكنيه بسبب الأمطار ووفاة أم وطفليها    تهريب 73 مليون ريال سعودي عبر طيران اليمنية إلى مدينة جدة السعودية    تدشيين بازار تسويقي لمنتجات معيلات الأسر ضمن برنامج "استلحاق تعليم الفتاة"0    شاب يمني يساعد على دعم عملية السلام في السودان    الليغا ... برشلونة يقترب من حسم الوصافة    أعظم صيغ الصلاة على النبي يوم الجمعة وليلتها.. كررها 500 مرة تكن من السعداء    خلية حوثية إرهابية في قفص الاتهام في عدن.    "هل تصبح مصر وجهة صعبة المنال لليمنيين؟ ارتفاع أسعار موافقات الدخول"    الخليج يُقارع الاتحاد ويخطف نقطة ثمينة في الدوري السعودي!    "عبدالملك الحوثي هبة آلهية لليمن"..."الحوثيون يثيرون غضب الطلاب في جامعة إب"    اختتام التدريب المشترك على مستوى المحافظة لأعضاء اللجان المجتمعية بالعاصمة عدن    مبابي عرض تمثاله الشمعي في باريس    مأرب تحدد مهلة 72 ساعة لإغلاق محطات الغاز غير القانونية    عودة الثنائي الذهبي: كانتي ومبابي يقودان فرنسا لحصد لقب يورو 2024    لحج.. محكمة الحوطة الابتدائية تبدأ جلسات محاكمة المتهمين بقتل الشيخ محسن الرشيدي ورفاقه    اللجنة العليا للاختبارات بوزارة التربية تناقش إجراءات الاعداد والتهيئة لاختبارات شهادة الثانوية العامة    قيادي حوثي يسطو على منزل مواطن في محافظة إب    لا صافرة بعد الأذان: أوامر ملكية سعودية تُنظم مباريات كرة القدم وفقاً لأوقات الصلاة    العليمي يؤكد موقف اليمن بشأن القضية الفلسطينية ويحذر من الخطر الإيراني على المنطقة مميز    يوفنتوس يتوج بكأس إيطاليا لكرة القدم للمرة ال15 في تاريخه    انكماش اقتصاد اليابان في الربع الأول من العام الجاري 2024    النقد الدولي: الذكاء الاصطناعي يضرب سوق العمل وسيؤثر على 60 % من الوظائف    تحذيرات أُممية من مخاطر الأعاصير في خليج عدن والبحر العربي خلال الأيام القادمة مميز    رئيس مجلس القيادة يدعو القادة العرب الى التصدي لمشروع استهداف الدولة الوطنية    اليونسكو تطلق دعوة لجمع البيانات بشأن الممتلكات الثقافية اليمنية المنهوبة والمهربة الى الخارج مميز    وعود الهلآّس بن مبارك ستلحق بصيف بن دغر البارد إن لم يقرنها بالعمل الجاد    600 ألف دولار تسرق يوميا من وقود كهرباء عدن تساوي = 220 مليون سنويا(وثائق)    انطلاق أسبوع النزال لبطولة "أبوظبي إكستريم" (ADXC 4) في باريس    تغاريد حرة.. عن الانتظار الذي يستنزف الروح    قيادي حوثي يسطو على منزل مواطن في محافظة إب    المملكة المتحدة تعلن عن تعزيز تمويل المساعدات الغذائية لليمن    وفاة طفل غرقا في إب بعد يومين من وفاة أربع فتيات بحادثة مماثلة    سرّ السعادة الأبدية: مفتاح الجنة بانتظارك في 30 ثانية فقط!    نهاية مأساوية لطبيبة سعودية بعد مناوبة في عملها لمدة 24 ساعة (الاسم والصور)    ظلام دامس يلف عدن: مشروع الكهرباء التجارية يلفظ أنفاسه الأخيرة تحت وطأة الأزمة!    600 ألف فلسطيني نزحوا من رفح منذ تكثيف الهجوم الإسرائيلي    شاهد: مفاجأة من العصر الذهبي! رئيس يمني سابق كان ممثلا في المسرح وبدور إمراة    وصول دفعة الأمل العاشرة من مرضى سرطان الغدة الدرقية الى مصر للعلاج    ياراعيات الغنم ..في زمن الانتر نت و بالخير!.    استقرار اسعار الذهب مع ترقب بيانات التضخم الأميركية    صحة غزة: ارتفاع حصيلة الشهداء إلى 35 ألفا و233 منذ 7 أكتوبر    تسجيل مئات الحالات يومياً بالكوليرا وتوقعات أممية بإصابة ربع مليون يمني    لماذا منعت مسرحيات الكاتب المصري الشرقاوي "الحسين ثائرآ"    هل الشاعرُ شاعرٌ دائما؟ وهل غيرُ الشاعرِ شاعر أحيانا؟    قصص مدهشة وخواطر عجيبة تسر الخاطر وتسعد الناظر    وداعاً للمعاصي! خطوات سهلة وبسيطة تُقربك من الله.    افتتاح مسجد السيدة زينب يعيد للقاهرة مكانتها التاريخية    الامم المتحدة: 30 ألف حالة كوليرا في اليمن وتوقعات ان تصل الى ربع مليون بحلول سبتمبر مميز    في افتتاح مسجد السيدة زينب.. السيسي: أهل بيت الرسول وجدوا الأمن والأمان بمصر(صور)    احذر.. هذه التغيرات في قدميك تدل على مشاكل بالكبد    دموع "صنعاء القديمة"    هناك في العرب هشام بن عمرو !    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



التراث الملبسي ..كف جحاف لايصفق!
البحث عن حكايات أزياء اختفت ..!
نشر في الجمهورية يوم 02 - 08 - 2009

دور وزارتي الثقافة والسياحة الغائب تماماً.. المهتم كثيراً بالاستضافات والندوات والسفريات.. أمة الرزاق جحاف .. عمر يُفنى في توثيق الأزياء اليمنية القديمة..
يعاني التراث الملبسي إهمالاً شديداً من قبل الجهات المختصة والمهتمة كثيراً بالاستضافات والندوات والسفريات ولايعنيها أمر التراث المتعدد المعالم التاريخية والحضارية بالرغم أن ذلك يمثل هويتنا الثقافية والحضارية اليمنية.. الأستاذة أمة الزراق جحاف رئيسة مؤسسة بيتنا للتراث نظمت الأسبوع الماضي مهرجان الأنامل المبدعة عرضت فيه العديد من الأزياء اليمنية مما أبدعته جداتنا في الماضي العريق، وذلك في إطار سعيها الحثيث في الحفاظ وتوثيق ماتبقى من التراث الملبسي، كما تحاول جاهدة توثيقه وتوثيق حكاياه المتعددة من خلال الشعر أيضاً قديمه وحديثه وعمل متحف خاص به. . الأسطر القادمة تغوص بنا في أعماق بحر هذا الابداع الذي لم يتبق منه سوى أقل القليل.
الأنامل المبدعة
وفي هذا الشأن تقول أمة الرزاق جحاف: قمنا بعرض عدد ثلاثين زياً كنا أعلنا أنها اثنان وعشرون زياً ولكن شعرنا أن هناك محافظات كبيرة وغنية بموروثها الحضاري والثقافي وفيها العديد من الأزياء التراثية المهمة، لأننا حددنا أن يكون العرض لأزياء لاتقل أعمارها عن مائة سنة تقريباً وذلك وفقاً للاتفاقية الدولية حول حقوق الملكية الفكرية والتي تقول إن أي نص غنائي وموسيقي أو ماشابه ذلك إذا تجاوز عمره خمسين سنة يصبح ملكية عامة وليس ملكاً للشخص الذي أنتجه، لذلك إذا طبقنا هذا المفهوم على الأزياء التي لدينا فستصبح ملكاً للشعب وليس للأفراد الذين يملكونها مثل الآثار الموجودة ملك لكل اليمنيين، والأزياء التي عرضت مؤخراً في مهرجان الأنامل المبدعة لاتقل عمرها أبداً عن مائة سنة بل تزيد عن ذلك.
زي العرس
وتقول أمة الرزاق جحاف: وكان عرض الأزياء في المهرجان قد بدأ بزي أسود قطيفة، وهو زي لعروسة من أزياء مدينة صنعاء وعمره حوالي مائة وعشرون سنة وهو مطرز بالسيم بطريقة خاصة جداً وتسمى (مقلش) ويعرف بالقميص المقلش أي مطرز بسيم من الفضة بطريقة معقدة وقد قال لي القاضي علي أبو الرجال إن أشهر أسرة في مدينة صنعاء عملت في تطريز هذا النوع من القمصان النسائية هي بيت «المختار» كما أن هناك أغنية للمرحوم الآنسي مطلعها يقول «يامقلش بمختار» ثم عرض زي آخر أيضاً من مدينة صنعاء كان عمره حوالي مائة وعشر سنوات وهو من القماش المصري الممتاز التي وصلت إلى اليمن في القرن التاسع عشر للميلاد.
أزياء تعز
أيضاً عرضت أزياء من مدينة تعز هذه المدينة الحالمة والمليئة بالتراث والعاشقة للثقافة، حيث تم عرض زي مطرز يدوياً بالكامل حتى تمت تغطية القماش المستخدم من الواجهتين وبتطريز نظيف جداً، وهذا الزي من بني شيبان من الحجرية وقد قامت العروس بنفسها بتطريز هذا الزي الخاص بها وذلك وفقاً للعادة المتبعة في المنطقة حتى تؤكد العروس مهارتها في فن التطريز، لأن فن التطريز كان من أهم الشروط المطلوب توفره في العروس،أيضاً هذا الزي تم خياطته يدوياً مما يدل أنه قبل دخول ماكنة الخياطة إلى اليمن والتي دخلت مع بداية الحملة العثمانية الثانية لذلك قد يكون هذا الزي يرجع إلى ماقبل مائة وخمسين سنة تقريباً
أزياء الحديدة
وتضيف جحاف قائلة: أيضاً تم عرض ثلاثة أزياء من محافظة الحديدة، زي من بيت الفقيه وزي عرض من الضحي وزي آخر من مدينة زبيد وهو من أقدم الأزياء التي عرضت والتي يرجع تاريخها إلى ماقبل مائتي سنة وهذا مؤكد رغم أن صاحب الزي اشترينا منه هذا الزي يؤكد أنه عمره ثلاثمائة سنة، لكن للأسف لا توجد لدينا مختبرات وتقنيات حديثة تساعدنا على تحليل عمر الأزياء، غير أنه وفقاً للحيثيات الموجودة مثل خياطة الزي بالفضة وباليد لعدم وجود الماكنة وليس لعدم استطاعة صاحب الزي على شراء الماكنة، كذلك قطعة القماش على الجانبين مستورد، وكما علمنا عبر بحثنا ودراستنا عنه أن هذا القماش كان يصنع في القرن التاسع عشر وحينها كانت الأقشمة تصنع نصف آلية الصناعة بالآلات والطباعة يدوية وكان الشكل المرسوم على القماش شكل البالون وهذه الأقمشة تم إنتاجها عقب رحلة ماجلان والذي اكتشف أن الأرض كروية فتم توثيق ذلك على الأقمشة، لذلك كانت صناعة هذه الأقمشة تقريباً في منتصف القرن التاسع عشر وكان الاستيراد لها تقريباً في هذه الفترة، ولا يوجد تفسير لوجود هاتين القطعتين في الجانبين إلا أن الناس كانوا حينها مسرورين بالأقمشة المتسوردة، ومعظم الأزياء التي عرضت عموماً الحياكة يمنية بخيوط وقطن يمني وصباغة يمنية أيضاًَ، بمادة طبيعية وموجودة بكثرة حتى اليوم في سهولة تهامة.
أزياء ذمار
وتقول أيضاً تم عرض أزياء من محافظة ذمار حيث تم عرض زي في غاية الجمال أضيف إليه فصوص المرجان الطبيعي وقشور الأصداف ودروع نحاسية صغيرة تزين الزي بالكامل والتصميم رغم بساطته إلا أنه أنيق جداً، ويعتبر هذا الزي من أجمل وأروع الأزياء النسائية في محافظة ذمار.
أزياء حضرموت
كذلك تم عرض أزياء من شبام حضرموت ونحن في مؤسسة بيتنا للتراث تمتلك الكثير من هذه الأزياء إلا أننا حرصنا على عرض أقدم زي موجود منها وهو زي عمره حوالي مائة وعشرون سنة وهو مطرز بخيوط الفضة الأصيلة وهذا الزي مازال بحالة جيدة رغم عمره وهو من قماش الحرير.
أزياء المهرة
أيضاً حرصنا على عرض زي من أزياء المهرة وتقريباً يرجع عمره إلى حوالي مائة سنة وهو من المخمل الأحمر وتظهر عليه التأثيرات الهندية بوضوح في اللون وفي الزخرفة والتطريز الموجود عليه، والأزياء في المهرة وفي حضرموت أيضاًَ تتميز أن المقدمة للزي قصير ومن الخلف يكون الزي طويلاً ويختلف طول الأمام من منطقة إلى أخرى فأقصر شيء يكون في شبوة وأطول زي من الأمام يكون في المهرة أما من الخلف فيصل طول الزي في شبوة وحضرموت والمهرة يصل إلى الأرض وفي المهرة يكون طول الزي من الخلف أكثر يصل إلى مترين تقريباً.
وكنت اتساءل لماذا الزي من الخلف أطول من الأمام وبعد بحث ودراسة عميقة وصلت إلى التفسير المنطقي لذلك أنه كانت المرأة تذهب للاحتطاب في مناطق بعيدة والمنطقة رميلة فكانت تطيل الزي من الخلف حتى تمسح آثار أقدامها حتى لا تتعرض للأذى، وطول ذيل الزي ليس جديداً حيث تحدث عنه امرؤ القيس في إحدى معلقاته في العصر الجاهلي وامرؤ القيس، كما نعلم من حضرموت حيث قال:
فعنّ لنا سرب كأن نعاجه عذارى دوارٍ في ملاء مذيل
والدوار هي الأصنام حتى كانوا يعبدونها في تلك الفترة والبنات اللاتي يطفن حوله لهن ملاءٍ أي ثوب مذيل، وهكذا تحدثنا هذه الأزياء عن الكثير من تاريخنا وحضارتنا وتضيف قائلة: ونحن حالياً نحاول أن نوثق الأزياء من خلال الشعر القديم وقد بدأت في هذه الدراسة التي لاشك تحتاج إلى الكثير من الجهد والوقت.
أزياء سقطرة
تحدثت عن أزياء سقطرى بعد أن تم عرضها بالقول: المؤسسة تمتلك زياً من سقطرة لكنه زي حديث، لذلك لا نستطيع القول إنه الزي التقليدي للمنطقة، لأنه لا يتجاوز عمره عن عشرين سنة، والزي السقطري الذي كان موجوداً لديهم كان عبارة عن شملة من الصوف تلف حول الخصر وسديرية صوف على الصدر ومعظم أجزاء الجسد واضحة للعيان، وبعد الوحدة المباركة كان هناك اهتمام كبير بجزيرة سقطرى ووصل إليها بعض دعاة الدين والذين بدورهم أكدوا للناس هناك أن هذا الزي يتنافى مع تعاليم الدين الإسلامي فتخلص المواطنون في سقطرى من هذه الأزياء ولم يتبق أي أثر لهذا الزي سوى ماترويه النساء في الجزيرة وهو تقريباً يشبه بعض الأزياء النسائية الموجودة في القرن الأفريقي.
القرقوش
وتحدثت جحاف عن أغطية الرأس الخاصة بالنساء المعروف ب «القرقوش» فقالت: ربما هذه الكلمة تركية ولكن في صنعاء يعرف القرقوش المقشط أي مطرز الحواف وكذلك هناك «الطماطة» وهي قطعة من الجرز الهندي تزين أطرافها ب «تزجة» وهذا نوع من أنواع الحياكة التي اشتهرت بها اليمن وتكاد تندثر هذه الحرفة ولم يعد لدينا سوى ثلاثة أشخاص من بينهم «العم محمد الردمي» ولايزال موجوداً في حارة الأبهر في مدينة صنعاء القديمة محتفظاً بالآلة التي يستخدمها في هذا العمل وحالياً هو كبير في السن ويفترض أن تكون هناك مبادرة سريعة من الجهات المعنية لتكليف الردمي بتدريب أشخاص يحملون عنه هذه الحرفة، الآن هذة التزجة أصبحت حالياً هندية وهناك فرق كبير جداً بين التزجة اليمنية والتزجة الهندية وهذه الطماطة المزخرفة بالتزجة تسمى صماطة عندما تكون على الأرض أما إذا وضعت على الرأس فتسمى «عسجة» وقد تحدث الأستاذ مطهر الإرياني عن سبب تسميتها قائلاً إنها سميت كذلك بسبب طريقة عسجها أو لفها على الرأس بدلع و«غنج» أيضاً هناك «العصبة» المكونة من شريطين من الجنيهات الذهبية مضاف إليها شريط تزجة طويل على بعض العذب بالحرير الطبيعي وهذه الحرفة اندثرت ولم يعد هناك من يعمل فيها.
أيضاً هناك قطعة القماش التي تغطي الوجه وتسمح بالرؤية من خلفه والتي تسمى «المغمق» وهو عبارة عن دوائر لونية تمت صباغتها يدوياً عن طريق التربيط ولم يعد هناك من يجيد أو يعمل في هذه الحرفة سوى شخص واحد هو «علي الملهي» والذي مازال بيته في حارة اللقية في مدينة صنعاء وحالياً هذا «المغمق» يستورد من الهند وهو بعيد تماماً من المغمق اليمني من حيث الجودة والجمال ودقة الصنع وقد صرخ كثيراً في ضرورة الاهتمام بالحرف اليمنية وضمان حقوق أصحابها وأن يكون هناك شروط لمن يستوردها لكن للأسف لم يجبه أحد لذلك أغلق دكانه في سوق الملح وأغلق على نفسه باب داره، أيضاً كان في سوق الملح سوق يسمى سوق المصباغة وهذا السوق اندثر ولم يعد له وجود.
ونقول عندما نتحدث أن الحرف اليمنية ذات جودة عالية وجمال لايظاهيه المستورد فلعدة اعتبارات، مثلاً هذا المغمق يشترك في صناعته العديد من الحرفيين حيث يمر على الصباغين والخياطين ورأس المغمق يشترك في صناعته نساج التزجة وهناك تطريز بالسيم بالفضة تطرزه المطرزة وهناك زينة بالدروع النحاسية يقوم به النحاسون وهناك مرجان في أعلى المغمق يقوم به من يعمل في صناعة وتشكيل المرجان الطبيعي كل ذلك لإنتاج لوحة في غاية الجمال والإبداع من الفن التشكيلي، لذلك لو تم إحياء هذه الحرفة فقط يمكن أن ننافس أشهر الشركات العالمية وأن نقضي على الفقر والبطالة أيضاً فكيف لو تم إحياء مختلف الحرف اليدوية.
مها الخليدي
وتقول للأسف حتى اليوم لم نجد الفنانة اليمنية التي تستوحي من هذا التراث الجميل أزياء عصرية تراثية، العمل الذي تقوم به الأخت مها الخليدي رغم أني أحترمها وأحترم عملها كثيراً إلا أن ماتقوم به من تصاميم لا تمثل نقلة نوعية في التراث اليمني، نعم هي تستخدم مواد محلية يمنية، لكن التصاميم مازالت بعيدة عن التراث وإلى مانطمح إليه من جمال وإبداع.
القرقوش والفتاة العازبة
وبالنسبة لموعد خلع القرقوش تقول الباحثة في عالم التراث الملبسي الأستاذة أمة الرزاق جحاف: قرقوش البنت لايجوز خلعه من الرأس إلا ليلة زواج الفتاة حيث يكون في البداية قرقوش الطفولة المكرمش وبعد أن تكبر تلبس القرقوش الذي يكون على الشعر مباشرة حيث يتم لبسه من تحت اللثام ويظل هكذا حتى ليلة زواجها، فإذا لم تتزوج لاتلبسه على طول الحياة حيث سمعت من القاضي علي أبو الرجال ومن زوجته أيضاً أن المرأة إذا وصل سنها إلى عمر 25سنة وهو تقريباً سن الزواج ولم تتزوج أو لا تريد الزواج لأي سبب يتم عمل احتفال أسري ويتم شراء ملابس جديدة لهذه الفتاة وحلي من الذهب واحتفال أسري وفي وسطه يتم خلع القرقوش، وهكذا نعلم أن تاريخنا وحضارتنا فيها الكثير من القيم والجوانب الإنسانية، لذلك يجب علينا جميعاً حكومة ومنظمات مجتمع مدني ومواطنين أن نحافظ على تاريخنا وتراثنا العريق الذي يضاهي أعرق حضارات العالم، لأننا للأسف مانزال نتعامل مع هذا التراث والتاريخ العظيم بنوع من اللامبالاة وبإهمال كبير، دول العالم المتحضر تتمنى لوكانت تملك نصف مانملك نحن من تراث وتاريخ عظيم وحضارة عريقة، وهاهم اليوم يعرضون تاريخنا وآثارنا في أرقى متاحفهم.
اهتمام شخصي
وتحدثت جحاف عن كيفية حصولها على هذه الأزياء التي تزيد معظمها عن مائة سنة تقريباً فقالت كان الاهتمام شخصياً حيث كنت أبحث في أي منطقة أصل إليها عن الأزياء القديمة، وحالياً أصبح الناس من يبحث عني حتى أشترى منهم الأزياء القديمة الموجودة لديهم بعدما علم الكثير من الناس باهتمامي بالأزياء القديمة ونحن في مؤسسة بيتنا للتراث لنا شروط لاقتناء الزي منها أن يكون صاحب الزي يعلن إلى أي منطقة ينتمي إليها الزي أيضاً أن يكون مخيطاً يدوياً ومطرزاً يدوياً، أيضاً أن يكون بحالة جيدة.
الهدف من حفظ الأزياء
وتقول عن الهدف من الاهتمام بالتراث الملبسي: نعلم أن لكل زي من الأزياء التراثية حكاية يرويها عن نفسه تحدث الزي عن المنطقة التي ينتمي إليها هل هي منطقة زراعية أو صناعية، هل تعيش في نعيم ورخاء أم في فقر، كيف كانت المرأة التي لبست هذا الزي، تحكي لنا الأزياء عن عادات وتقاليد كل منطقة تحكي لنا عن تعاون الحرفيين في العمل مثلاً البعض يقوم بالحياكة والبعض الآخر يقوم بعمل التطريز وهناك فريق ثالث يعمل الزخارف والمرجان وماإلى ذلك، أيضاً الزي ليس عبارة عن شيء يستر الجسد وحسب وإنما هو تعبير عن ثقافة الجيل الذي أنتجه وعن ثقافة المواطن ويعبر كذلك عن مدى تواؤم الإنسان مع الطبيعة ومع نفسه في ذلك الزمان، عندما نلاحظ أن الزي مخيط باليد وأيضاً مطرز بالكامل لهذا نلاحظ مدى الصبر لدى المرأة اليمنية في ذلك الوقت رغم أن حياتهم كانت بائسة، لكنهم حاولوا أن يدخلوا الفرح والسرور إلى قلوبهم لديهم رضا وقناعة واحساس مرهف بجمال ماحولهم، فحاولوا أن يعكسوا ذلك في حياتهم.
مثلاً وصل إلى عندي زي من محافظة البيضاء يخلو من أي زخرفة وهو مجرد قطعة من القماش سوداء وشكله كئيب غير الأزياء الأخرى التي عليها علامات الفرح والسعادة، خاصة أن المرأة اليمنية كانت تصنع بالإبرة مايصنعه الفنان بريشته لذلك هذه الأزياء تحكي لنا تاريخاً وفي نفس الوقت نحن في المؤسسة نحاول حالياً عمل متحف للتراث الملبسي يحفظ هذا التراث للأجيال القادمة وأيضاً يشرح لكل زواره تاريخنا وحضارتنا لكن لكل زي حكاية خاصة به هذا الزي الأسود الكئيب الذي تحدثت عنه له حكاية تاريخية مانزال نبحث عنها وهذا تراثنا وتاريخنا يجب أن نبادر للاهتمام به والحفاظ عليه وأيضاً العمل على تطويره وأن نجسد ذلك في أزيائنا الحالية خاصة أنها أصبحت كلها مستوردة لاتحمل هويتنا وبالنسبة لحجم الدعم الذي تتلقاه أمة الرزاق جحاف من وزارة الثقافة كونها الجهة المسؤولة عن التراث أو حجم الدعم الذي تتلقاه من وزارة السياحة كونها الجهة التي تروج لآثار وتاريخ وحضارة اليمن في المعارض السياحية العالمية تقول جحاف
اين الازياء التي اشترتها الثقافة
أنا بدأت أجمع التراث الملبسي وأدرس تاريخه وحكاياته منذ حوالي عشرين سنة بمعنى أن أهم مرحلة في عمري ذهبت وأنا أحاول توثيق هذا التراث وخلال هذه الفترة لم أتلق أي دعم من أي جهة سوى الدعم المقدم من الأستاذ محمد عبده سعيد أنعم وذلك لاقتناعه بأهمية هذا العمل الذي نقوم به لذلك لايتردد أبداً عندما أعرض عليه رغبتنا في شراء أي زي، وتضيف قائلة: أما بالنسبة لوزارتي الثقافة والسياحة فلا يوجد أي دعم أو مساندة والعذر الذي عادة مانسمعه أنه لاتوجد لديهم إمكانيات والميزانية لاتسمح، وعندما يكون هناك أي عرض أو أسبوع ثقافي في أي بلد في العالم يكون المطلوب مني أن أعرض الأزياء الموجودة لعرضها باسم اليمن رغم أنهم لم يساهموا معنا في أي شيء، وتقول بالمناسبة الأستاذ.خالد الرويشان عندما كان وزيراً للثقافة عام 2004م عندما كانت صنعاء عاصمة الثقافة العربية كنت أطلب منه أن تشتري وزارة الثقافة الأزياء التي كانت تحضرها المحافظات اليمنية في اطار أسابيعها للثقافية وكانت تتم عملية الشراء وأنا شخصياً حضرت أكثر من مرة ذلك ولكن لانعلم إلى أين ذهبت هذه الأزياء التي كلفت الكثير من الأموال ليست في وزارة الثقافة ولا في المتاحف التابعة لها ولانعلم مصيرها وهذا سؤال يجب الإجابة عليه من قبل وزارة الثقافة خاصة أنها أزياء نادرة بالفعل، لكن لانعلم أين ذهبت بعد انتهاء فعاليات صنعاء عاصمة للثقافة العربية.
تكريم الحرفيين
وفي لفتة كريمة ورائعة بادرت مؤسسة بيتنا للتراث مؤخراً إلى تكريم العديد من الحرفيين في الكثير من الحرف كحرفة التجارة والمنقارة وصناعة العقيق، وصناعة الفضة وأيضاً المحدادة والتطريز والخزف وصناعة القمريات وغيرها من المهن والحرف اليمنية التقليدية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.