يغذي التنفس الأنسجة بالأكسجين الضروري للحياة ولكن حسناته تذهب إلى أبعد من ذلك، لأننا خلال حياتنا اليومية ننسى أن نأخذ الوقت الكافي للتنفس السليم والصحيح الذي يشعرنا أننا بخير، ومعلوم أن الأكسجين الذي يدخل إلى الدم يساهم في تنظيف الخلايا، مايزودنا بالحيوية لأننا عندما نتعب ونعاني من الضغط نشعر بتقطع في النفس.. الاختصاصية في أمراض الرئتين الدكتورة بياتريس الشامي من بيروت.. تطلعنا على طرق التنفس السليمة. كيف يساهم التنفس السليم في خفض ارتفاع ضغط الدم؟! إن التنفس يتم بشكل لا واع إجمالاً ولكن في بعض الأحيان قد يقرر الشخص أن يتنفس بعمق أو ببطء ومعلوم أن نقص الهواء عن الجسم يشعرنا بالدوار والغثيان. وهذه مؤشرات لأعراض ضيق في التنفس أو التنفس السريع لأن الجسم مرتكز على توازن بين الأكسجين وغاز الكربون والتنفس السريع يخرج من الجسم كمية من غاز الكربون ولاعادة التوازن يتخلى الجسم عن كمية من الأكسجين فتقلص الشرايين ويحصل الشعور بالتعب والوهن، عند الشعور بالإرهاق أو الشد العصبي يخسر الجسم الماغنيزيوم ومايريح هذه الأعراض هو الاسترخاء وتمارين التنفس الصحية. هل الطريقة الفضلى للتنفس تكون عبر الأنف أم الفم؟! للتنفس من الأنف حسنات عدة إذ يدخل الهواء من خراشيم الأنف الصغيرة وليس من مكان واسع هو الفم، وفي الأنف شعيرات صغيرة تعمل كالمصفاة التي تزيل الحبيبات الصغيرة من الغبار التي تؤدي إلى التهاب خفيف في الشعب الهوائية وإن التنفس من الأنف يسخن الهواء الداخل إليه ويجعله رطباً نوعاً ما وهذا مايسهل أيضاً دخوله في الشعب، بالمقابل إن دخول الهواء عبر الفم يكون حاداً وناشفاً مايسبب نشافاً في الغدد المخاطية وهذا مانكتشفه عند انسداد الأنف بسبب الرشح. هل يمكن اعتبار التنفس السريع بشكل دائم من علامات الخطر؟! إن التنفس هو عملية إدخال الهواء إلى الرئتين بطريقة غير واعية وعندما نبدأ بالتنفس السريع خصوصاً عند بذل أي مجهود يمكننا أن نكتشف أن التنفس يمكن أن يكون مشكلة فعند الشخص الطبيعي إن مشكلة التنفس والإقاع السريع من الممكن أن تكون حصراً في حالة القيام بمجهود مضاعف وتعترض الأشخاص الذين يعانون من القصور التنفسي هذه المشكلة حتى بدون قيامهم بمجهود يذكر وأحياناً قد يكون التنفس السريع علامة خطرة ولابد من أخذها بعين الاعتبار.. هل من إيقاع معين للتنفس؟! يجب أن نأخذ الوقت الكافي في عملية التنفس لأننا نتنفس بين العشرين إلى ثلاثين ألف مرة في النهار ويتنفس الإنسان البالغ بين 8 إلى 15 مرة في الدقيقة وهذا الايقاع يزيد عند القيام بأي نشاط رياضي يقل أثناء النوم والاسترخاء ويعطي الايقاع التنفسي البطيء انطباع الهدوء والرصانة ويكون الزفير طويل المدى أثناء الاستراحة بالنسبة إلى الشهيق وهذا من المستحسن إذ يساعد على التنفس السليم من البطن. عندما يكون الجو حاراً نميل إلى التنفس بطريقة سريعة ما يؤدي إلى إزالة بخار الماء من الرئتين وبالتالي إلى تخفيف الحرارة من الجسم. في الجو الحار هل تكفينا رئتان نظيفتان لنتمتع بعملية تنفس سليمة؟ لا تعني الرئتان السليمتان أنه يمكننا التمتع بعملية تنفس طبيعية، بل من الضروري أن تكون وظيفتها متناغمة للحصول على عملية تنفس صحيحة ، وإذا كان الشخص يعاني من القلق، يشعر بضيق في التنفس وصعوبة بأخذ الهواء، فيشعر باللهاث نتيجة خطأ في طريقة التنفس. لماذا نشعر بصعوبة في التنفس عندما يكون الجو حاراً؟ إن السبب هو الميل الدائم إلى التنفس بطريقة سريعة، وهذا يؤدي إلى إزالة بخار الماء من الرئتين، وبالتالي إلى تخفيف الحرارة من الجسم، وتؤدي الحرارة إلى ارتفاع نسبة التلوث، ما يسبب التهاباً في الشعب الرئوية، بالإضافة إلى السعال، والتنفس السريع غير مرغوب فيه خصوصاً عند الأشخاص الذين يعانون من قصور في التنفس، ولذا نتحمل بصعوبة الحرارة المرتفعة. مستقبلات الآلام ما هي الأسباب المؤدية إلى الضيق في التنفس؟ إن أبرز هذه المشاكل تنتج عن اضطراب في تبادل الغازات في الشرايين، خصوصاً في حالات الجلطة الرئوية أو بسبب مرض الانسداد الرئوي المزمن، فهؤلاء الأشخاص يتنفسون عبر العنق لأنهم لا يستعملون العضلات العادية للتنفس، ومن الممكن أيضاً أن نعاني من نوع من السوائل أو من الهواء المجمع في غلاف الرئة، وفي هذه الحالة، يكون اللهاث مؤلماً جداً لأن في غلاف الرئة مستقبلات الآلام. ماذا عن التدخين؟ لا يمتلك المدخنون القدرة على التنفس الصحيح لأن التدخين يثير التهابات الشعب الهوائية، خصوصاً الصغيرة منها الموجودة في عمق الشعب، وفي هذه المرحلة الأولى، تمر بدون ألم ولا يشعر بها المدخن، ولكن يبدأ المدخن بالشعور بضيق في التنفس عندما تصل الالتهابات إلى الشعب، عندها يبدأ المدخن بالسعال الصباحي، ويكون قد وصل إلى مرحلة دقيقة جداً من هنا لا بد من أن يفحص نسبة التنفس لديه تماماً كما يفحص ضغطه. الرياضة وعضلات التنفس تساعد ممارسة الرياضة على تقوية عضلات التنفس التي تساعد بدورها على التنفس الصحيح، ولكن يجدر بمن يمارسون رياضة المشي أن يطيلوا المسافة التي يمشونها كما تعزز رياضة الركض عضلات التنفس وقوة الاحتمال وينصح الاختصاصيون بالبدء في ممارسة هذه الرياضة في سن المراهقة لأنها تساعد في إنماء الرئتين، وينصح بالمثابرة عليها لمدة لا تقل عن مرتين في الأسبوع. وهناك مجموعة من النصائح التي يجب أن يتبعها من يمارس الركض: زيادة الوقت بطريقة تدريجية. التنفس بشهيق لمرة واحدة من الأنف مع زفير مرتين من الفم. تناسق طريقة الركض مع طريقة التنفس. تناسق عدد نبضات القلب بحسب إيقاع الركض «130 إلى 180نبضة في الدقيقة» وقلة التمرين تزيد من نبضات القلب.