ناشطون ومواطنون: الإفراج عن قحطان أولوية وشرط قبل خوض أي مفاوضات مع المليشيا    ريبون حريضة يوقع بالمتصدر ويحقق فوز معنوي في كاس حضرموت    تقرير: نزوح قرابة 7 آلاف شخص منذ مطلع العام الجاري    أنشيلوتي ينفي تسريبا عن نهائي دوري الأبطال    وكيل قطاع الرياضة يشهد مهرجان عدن الأول للغوص الحر بعدن    اليونسكو تزور مدينة تريم ومؤسسة الرناد تستضيفهم في جولة تاريخية وثقافية مثمرة    مصرع عدد من الحوثيين بنيران مسلحي القبائل خلال حملة أمنية في الجوف    من هو اليمني؟    خسائر في صفوف قوات العمالقة عقب هجوم حوثي مباغت في مارب.. واندلاع اشتباكات شرسة    الكشف عن حجم المبالغ التي نهبها الحوثيين من ارصدة مسئولين وتجار مناهضين للانقلاب    نافاس .. إشبيلية يرفض تجديد عقدي    صحيفة إماراتية تكشف عن "مؤامرة خبيثة" لضرب قبائل طوق صنعاء    نهائي دوري ابطال افريقيا .. التعادل يحسم لقاء الذهاب بين الاهلي المصري والترجي التونسي    هاري كاين يحقق الحذاء الذهبي    دعاء يريح الأعصاب.. ردده يطمئن بالك ويُشرح صدرك    بعضها تزرع في اليمن...الكشف عن 5 أعشاب تنشط الدورة الدموية وتمنع تجلط الدم    فرع الهجرة والجوازات بالحديدة يعلن عن طباعة الدفعة الجديدة من الجوازات    صحفي: صفقة من خلف الظهر لتمكين الحوثي في اليمن خطيئة كبرى وما حدث اليوم كارثة!    الكشف عن أكثر من 200 مليون دولار يجنيها "الانتقالي الجنوبي" سنويًا من مثلث الجبايات بطرق "غير قانونية"    توقف الصرافات الآلية بصنعاء يُضاعف معاناة المواطنين في ظل ارتفاع الأسعار وشح السلع    جريمة لا تُغتفر: أب يزهق روح ابنه في إب بوحشية مستخدما الفأس!    تقرير برلماني يكشف تنصل وزارة المالية بصنعاء عن توفير الاعتمادات المالية لطباعة الكتاب المدرسي    لحوثي يجبر أبناء الحديدة على القتال في حرب لا ناقة لهم فيها ولا جمل    دعوات تحريضية للاصطياد في الماء العكر .. تحذيرات للشرعية من تداعيات تفاقم الأوضاع بعدن !    "لا ميراث تحت حكم الحوثيين": قصة ناشطة تُجسد معاناة اليمنيين تحت سيطرة المليشيا.    صحة غزة: ارتفاع حصيلة شهداء الحرب إلى 35 ألفا و386 منذ 7 أكتوبر    الاستاذة جوهرة حمود تعزي رئيس اللجنة المركزية برحيل شقيقة    وزارة الحج والعمرة السعودية تطلق حملة دولية لتوعية الحجاج    حملة رقابية على المطاعم بمدينة مأرب تضبط 156 مخالفة غذائية وصحية    اسعار الفضة تصل الى أعلى مستوياتها منذ 2013    وفد اليمن يبحث مع الوكالة اليابانية تعزيز الشراكة التنموية والاقتصادية مميز    الإرياني: مليشيا الحوثي استخدمت المواقع الأثرية كمواقع عسكرية ومخازن أسلحة ومعتقلات للسياسيين    الجيش الأمريكي: لا إصابات باستهداف سفينة يونانية بصاروخ حوثي    الهيئة العامة للطيران المدني والأرصاد تصدر توضيحًا بشأن تحليق طائرة في سماء عدن    طائرة مدنية تحلق في اجواء عدن وتثير رعب السكان    توقيع اتفاقية بشأن تفويج الحجاج اليمنيين إلى السعودية عبر مطار صنعاء ومحافظات أخرى    أمريكا تمدد حالة الطوارئ المتعلقة باليمن للعام الثاني عشر بسبب استمرار اضطراب الأوضاع الداخلية مميز    فنانة خليجية ثريّة تدفع 8 ملايين دولار مقابل التقاط صورة مع بطل مسلسل ''المؤسس عثمان''    منذ أكثر من 40 يوما.. سائقو النقل الثقيل يواصلون اعتصامهم بالحديدة رفضا لممارسات المليشيات    أثناء حفل زفاف.. حريق يلتهم منزل مواطن في إب وسط غياب أي دور للدفاع المدني    في عيد ميلاده ال84.. فنانة مصرية تتذكر مشهدها المثير مع ''عادل إمام'' : كلت وشربت وحضنت وبوست!    حصانة القاضي عبد الوهاب قطران بين الانتهاك والتحليل    نادية يحيى تعتصم للمطالبة بحصتها من ورث والدها بعد ان اعيتها المطالبة والمتابعة    اكتشف قوة الذكر: سلاحك السري لتحقيق النجاح والسعادة    الهلال يُحافظ على سجله خالياً من الهزائم بتعادل مثير أمام النصر!    مدرب نادي رياضي بتعز يتعرض للاعتداء بعد مباراة    منظمة الشهيد جارالله عمر بصنعاء تنعي الرفيق المناضل رشاد ابوأصبع    وباء يجتاح اليمن وإصابة 40 ألف شخص ووفاة المئات.. الأمم المتحدة تدق ناقوس الخطر    اختتام التدريب المشترك على مستوى المحافظة لأعضاء اللجان المجتمعية بالعاصمة عدن    اليونسكو تطلق دعوة لجمع البيانات بشأن الممتلكات الثقافية اليمنية المنهوبة والمهربة الى الخارج مميز    وصول دفعة الأمل العاشرة من مرضى سرطان الغدة الدرقية الى مصر للعلاج    ياراعيات الغنم ..في زمن الانتر نت و بالخير!.    تسجيل مئات الحالات يومياً بالكوليرا وتوقعات أممية بإصابة ربع مليون يمني    لماذا منعت مسرحيات الكاتب المصري الشرقاوي "الحسين ثائرآ"    افتتاح مسجد السيدة زينب يعيد للقاهرة مكانتها التاريخية    الامم المتحدة: 30 ألف حالة كوليرا في اليمن وتوقعات ان تصل الى ربع مليون بحلول سبتمبر مميز    في افتتاح مسجد السيدة زينب.. السيسي: أهل بيت الرسول وجدوا الأمن والأمان بمصر(صور)    هناك في العرب هشام بن عمرو !    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



صنعاء..حوت كل فن
نشر في الجمهورية يوم 20 - 09 - 2009

تقول الروايات إن أول من اختطها سام بن نوح عليه السلام الذي سميت باسمه، ثم سميت آزال نسبة إلى الملك آزال بن يقطن أحد أحفاد سام بن نوح.. نعم.. إنها صنعاء حاضرة اليمن الخضراء - كما أسماها أجدادنا القدامى - وعاصمة العربية السعيدة عند مؤرخي اليونان.. إنها عروس الجزيرة العربية والجوهرة اليمنية في بلاد العرب وإحدى جنان الأرض بإجماع كافة العوالم..تسمية صنعاء
ذكرت المصادر أن اسم صنعاء لم يكن معروفاً في العصور القديمة، فعُرفت بعدة أسماء، أشهرها: مدينة سام، نسبة إلى مؤسسها الأول سام ابن نبي اللّه نوح - عليه السلام - الذي بناها بعد الطوفان، كما كان يُطلق عليها في الجاهلية اسم آزال نسبة إلى آزال بن يقطن حفيد سام بن نوح، ومازال اسم آزال معروفاً، وهذه التسمية وردت في التوراة.. وظلت تسمية آزال حتى دخلها الأحباش سنة 340 للميلاد ووجدوها مبنية بحجارة حصينة فقالوا: هذه «صنعة» ومعناها حصينة، حيث كان من كلامهم قولهم: صُنعت وصَنَعت، ومن هنا جاء اسم صنعاء، وتعني المدينة الحصينة، وأصبح هذا الاسم أكثر الأسماء شيوعاً.. كما يُقال إنه يرجع لجودة الصناعة التي اشتهرت بها أسواقها ومحلاتها، كقولهم حسناء.. وهناك من ينسبها إلى صنعاء بن يقطن بن عبير بن عابر بن شالح.. وقد تخطت صنعاء ثلاثة أطوار في عصور مختلفة: الأول: طور التكوين، وسميت باسم بانيها سام بن نوح، الثاني: سميت آزال محتفظة باسمها الأول، والثالث: اسم صنعاء، وقد احتفظت بالأسماء الثلاثة.. وقد ورد اسم صنعاء في عدد من النقوش اليمنية القديمة، وأقدم تلك النقوش يعود إلى القرن الأول الميلادي، كما ورد في النقوش أيضاً ذكر قصرها التاريخي المشهور «غمدان».
ما مثل صنعاء اليمن
تذكر الروايات التاريخية أن الاسم الحالي لصنعاء يعود لجودة الصنعة فيها واشتهارها بعدد من الصناعات التقليدية الجميلة، ولقد تغنى بصنعاء ووصفها الكثير من الأدباء والشعراء، لكن أجمل وصف لصنعاء ذكره الأديب أمين الريحاني عند زيارته لها سنة 1922م حيث قال: (أي صنعاء مثلك لنا التاريخ، فكنت مليكة الزمان، ومثلك لنا العلم فكنت يوماً ربة العرفان، ومثلتك لنا الأساطير فكنت سيدة الإنس والجان) وهي في مقامها الطبيعي فريدة عجيبة، فيها الهواء أعذب من الماء، والماء أصفى من المساء، والسماء أجمل من حلم الشعراء.. كما وصف المفتي صنعاء بأجمل الأوصاف وأعذبها بقوله:
ما مثل صنعا اليمن كلا ولا أهلها
صنعا حوت كل فن يا سعد من حلها
تطفي جميع الشجن ثلاث في سفحها
الماء وخضرة رباها الفائقة بالوسامة
وكل وجه حسن
كم يضحك الدهر فيها من دموع الغمامة
فيا سقاها وطن
سور صنعاء
كان لصنعاء سور منيع وأبراج محصنة، ولاتزال بعض أجزائه قائمة، وكان به أربع بوابات رئيسية يتم إغلاقها كل ليلة بعد صلاة العشاء إلى الصباح، ولايزال باب اليمن في أحسن حالاته، ولاتزال الحكايات الصنعانية عن سور صنعاء مروية حتى يومنا هذا، وتذكر المصادر أن من أدار سورها هو الملك الأغر علي بن محمد بن علي المعلم الصليحي بالحجر والجص وركب عليه سبعة أبواب هي: باب غمدان وينفذ إلى اليمن، وباب دمشق وينفذ إلى مكة المكرمة، وباب الشيخة وينفذ إلى محلة الشيخة، وباب خندق الأعلى ويدخل منه السيل، وباب خندق الأسفل ويخرج منه السيل يسقي الأرض، وباب النصر وينفذ إلى جبل نقم وبراش، وباب شرعة وينفذ إلى بستان السّر.. وتذكر بعض الروايات أن السور ينسب إلى الملك شعرم أوتر، وهو أول من أداره، وقد جعل فيه تسعة أبواب، وأن أعلى السور كانت تمشي فيه ثمانية خيول مجتمعة، كما تذكر المصادر أن ستة أبواب كانت في صنعاء وهي المعروفة بيننا اليوم، ومنها: باب ستران، وباب اليمن، وباب السبحة.. وكان في هذا السور عدد كبير من الأبراج متساوية المسافة، وكان في وسط السور ممر لفارسين يمشيان معاً، وكان يستعمل - أحياناً - لعربات المدافع عند الحاجة لحماية العاصمة، ويذكر أن أبواباً قد أحدثت حينما بني حي بير العزب ويعود ذلك إلى القرن الثاني عشر الهجري أو قبله، وهي: باب القصر، وباب البلقة، وباب الروم، وباب القاع.
الموقع والأهمية التاريخية
تقع صنعاء في قلب جبال اليمن في سهل منبسط فسيح، يحيط بها من الغرب جبل عيبان، ومن الشرق جبل نقم، ومن الجنوب حزيز، ومن الجنوب الغربي متنفسات حدة وسنع، ومن الشمال والشمال الغربي الروضة، وقرية القابل، ووادي ظهر.
وتقع صنعاء بين خطي دائرتي عرض ( 15.21) شمالاً، وخطي طول ( 44.12) شرقاً، وترتفع عن سطح البحر نحو (2400)م، تمتاز بجو عليل وهواء نقي وشمس مشرقة طوال العام.
وتنبع أهمية صنعاء السياحية من كونها أقدم المدن التاريخية في الشرق التي ظلت عامرة منذ نشأتها وحتى اليوم محتفظة بجمالها وبفنها المعماري الفريد الذي يسحر الألباب.
ومما يزيدها جمالاً وروعة احتواؤها لعدد من المعالم الأثرية والتاريخية كقصر غمدان التاريخ وكاتدرائية صنعاء القليس والجامع الكبير وغيرها.
صنعاء.. التاريخ المتجدد
منذ آلاف السنين ومن بين جميع المدن القديمة ظلت وحدها محتفظة إلى يومنا هذا بنظام معماري متميز متمثل بالبناء حول البساتين، وعلى الرغم من تعرضها للتدمير والتخريب لأكثر من مرة عبر تاريخها الطويل إلا أنها حافظت على قوتها وتماسكها الحضاري والمدني (وظلت تحرس وتحمي معمارها وأسوارها وأبوابها وعقودها ومقاشمها وآبارها، أو تستعيدها بعد كل خراب يصيبها).
صنعاء حوت كل فن
وأنت تجول في صنعاء العتيقة يمكنك أن ترى الفن (كائناً حياً يسير من خلال الأزقة، وينفذ من تدرج ألوان العقود، ويتسلل إلى أعماق النفس معطراً بنكهة التاريخ ووجدان الأحلام اليمنية الشاغرة) تتميز صنعاء القديمة بتقارب دورها المحاذية لبعضها البعض وتقسيمها الهندسي البديع باستخدام الأحجار المنحوتة والطين والياجور، وجدرانها المزينة بالنقوش والزخارف والرسومات الجميلة ونوافذها التي تضفي عليها عقودها البيضاء وقمرياتها المزخرفة بالزجاج الملون جمالاً أخاذاً، وكذلك مساجدها البديعة التي تطال مآذنها عنان السماء، وأسوارها المنيعة التي تحضنها الأبراج وتحميها الأبواب، وبساتينها التي تفوح منها روائح العطور والريحان، وكذلك أسواقها بمصنوعاتها التقليدية الغاية في الروعة والجمال.
وعندما تسطع الشمس تبدو صنعاء تحت أشعتها وكأنها لوحة فينية رائعة ليتأكد الزائر لها أن كل ما في هذه المدينة الأسطورة يوحي بقصص ألف ليلة وليلة.
عادات وتقاليد أصلية
اكتسبت الحياة الاجتماعية بصنعاء القديمة طابع الثراء والتنوع الذي يعكس تنوع المجتمع الصنعاني الذي ينحدر معظم أفراده من مناطق متعددة من اليمن، الأمر الذي جعل موروث هذه المدينة العريقة من ثقافة وسلوك وعادات وتقاليد متسماً بطابع الإبداع والتفرد والتنوع، ويبد وذلك جلياً من خلال بروز عدد من اعلام الثقافة والفقه والأدب والفن والشعر الغنائي خلال الفترات الماضية وكذلك فرادة وجمال الأزياء والملبوسات التقليدية الصنعانية سواء كانت الرجالية أم النسائية، بالإضافة إلى تعدد وتنوع الفلكلور والرقصات والأهازيج الشعبية المميزة.
وحتى المطبخ الصنعاني يتميز هو الآخر بعدد من الأطعمة الشهية والحلويات والمشروبات اللذيذة.
ويبقى روح المرح والدعابة والبساطة وكرم الضيافة وحسن استقبال الضيف سمات أصلية وسلوكاً اجتماعياً يتميز به أهالي صنعاء ويتوارثونه جيلاً بعد جيل.
ألف تذكار وتذكار
سوق صنعاء نقطة مشعة من التاريخ المتألق للمدينة القديمة تتوهج في أحاسيس الزائر كما تتوهج شحنة النور في الليل المعتم، يضم حوالي 35 سوقاً متخصصاً، ولكل سوق أسمه ودلالته وخصوصياته التي تميزه عن غيره مثل سوق الملح وسوق الذهب وسوق المخلص (الفضة) وسوق النحاس وسوق المحدادة، وسوق الطعام، وسوق الزبيب وغيرها من الأسواق، وأنت تجول في الأسواق تتهادى إلى مسامعك أصوات البائعين المتموجة عبر ضجيج السوق تمتزج مع الألوان والأشكال المختلفة للمنتجات التقليدية الفريدة المعروضة من أوانٍ نحاسية جميلة وحُلي ذهبية وفضية مطرزة بالعقيق اليماني متعددة الأشكال والألوان ومنحوتات خشبية وملابس تقليدية، التواء الأزقة العتيقة وطريقة توزيع الحوانيت وعرض السلع فيها بأساليب بسيطة ومميزة تجعل من التسوق في هذه المدينة العتيقة متعة كبيرة لا تضاهيها متعة.
صناعة العقيق اليماني
تعتبر صناعة العقيق من أجمل الصناعات الحرفية التي تشتهر بها صنعاء القديمة على وجه التحديد.. وتلقى رواجاً كبيراً داخلياً وخارجياً، ومصدرها الأحجار الكريمة المتواجدة في مناطق متفرقة من اليمن، حيث يعمل الصاغة على نحتها وتشذيبها وتحويلها إلى قطع صغيرة متعددة الأشكال والألوان التي تطعم بها عدد من المصوغات الذهبية والفضية كالأحزمة (البرم) والخواتم وجميع أنواع الحلي.. وتمر صناعة العقيق بعدد من المراحل حتى تأخذ شكلها النهائي بما يعرف ب(الفص) ومن أشهر أنواع العقيق (الأحمر، الكبدي، والعقيق اليماني).
رحلة عبر التاريخ
وأنت تسير في أزقة وحواري صنعاء القديمة يخيل إليك أنك تعيش في زمن غير هذا الزمن، في زمن يذكرك بماضٍ جميل وشعب أصيل مبدعٍ صاغ شكل معالم هذه المدينة العريقة، وتركها كمتحف مفتوح يضم بين جوانبه كل ما له علاقة بتراثه وحضارته الأصلية ، ومن معالم هذه المدينة:
سور المدينة
وهو أقدم وأشهر معالم المدينة ، ويرجع تاريخه إلى القرن الأول الميلادي تقريباً، ولم يتبق منه حالياً سوى الجزء الجنوبي المجاور لباب اليمن والجزء الشرقي وبعض أجزاء من السور الشمالي.
أبواب المدينة
كان للمدينة القديمة سبعة أبواب هي: باب اليمن، باب شعوب، وباب السبحة، وباب ستران (القصر) وباب الشقاديف وباب الروم وباب (خزيمة) ولم يبق منها حالياً سوى «باب اليمن» الذي يتميز بفن معماري جميل وظل رمزاً ومعلماً مهماً للمدينة القديمة.
النوبة (البرج)
عبارة عن مبنى دائري جميل من الطين (اللبن) تقع ضمن السور وتستخدم كموقع للحراسة وتوجد أكثر من نوبة على سور المدينة القديمة.
الصرحات (المساحات)
مساحات صغيرة ذات أشكال متعددة قد تكون دائرية أو مربعة أو مستطيلة، ونادراً ما تجد حارة من الحارات لا توجد فيها الصرحة التي تستخدم لإقامة المناسبات ولعب الأطفال وتتواجد منها ما يقرب من 20 مساحة.
البساتين
تعتبر متنفسات لسكان المدينة لإطلال المساكن عليها، بالإضافة إلى وظيفتها الهامة في تزويد السكان بالخضروات والفواكه ويوجد منها قرابة 40 بستاناً.
الجوامع
كانت صنعاء القديمة تحتوي على أكثر من (100 جامع) يعود تاريخ بعضها إلى العقد الأول للهجرة، ولم يتبق منها سوى (40 جامعاً) أشهرها وأقدمها على الإطلاق جامعها الكبير الذي يعتبر من روائع العمارة الإسلامية بما تحتويه مكوناته من أعمال فنية رائعة، كما يعد منارة ثقافية ودينية هامة في اليمن، وقد بناه في السنة السادسة للهجرة (وبر بن يحنس الأنصاري) بأمر من النبي صلى الله وعليه وسلم، ومن ملحقاته مكتبته العامرة بأهم الكتب والمخطوطات النادرة في مجال الفقه واللغة والتاريخ والتراث، ومن الجوامع المشهورة أيضاً التي يعود تاريخها إلى العقدين الأولين للهجرة جامع الشهيدين، وكذلك جامع علي بن أبي طالب، و جامع الطاووس وجامع عقيل، بالإضافة إلى جامع البكيرية الذي يعتبر من أجمل الجوامع التي بنيت أثناء الحقبة العثمانية.
المباني
من أقدم مكونات المدينة وأهمها وهي مبانٍ متعددة الأدوار قد تصل إلى سبعة أدوار، تعتمد على التوسع الرأسي، تتميز بفن معماري فريد ورائع تستخدم الأدوار الأرضية كمخازن ، وغرف أدوارها الأولى الواسعة للمناسبات، ثم غرف خاصة بالنساء والأطفال، وينفرد الرجال بالأدوار العليا؛ حيث يقع «المفرج» في أعلى المنزل وهي غرفة مستطيلة تسمح للجالسين بالرؤية لما حولها، وهو أكثر غرف المنازل جمالاً وزخرفة.
الحمامات التقليدية (البخارية)
اشتهرت صنعاء بتوفر الحمامات البخارية منذ زمن بعيد، ويتواجد فيها حالياً نحو (11 حماماً) تقليدياً يعود معظمها إلى العصور الإسلامية الأولى على أن بعض المشاهد تدل على أن بعضها يعود إلى فترة ما قبل الإسلام.
ومن أهم النماذج لهذه الحمامات المميزة تاريخياً وعمراناً حمام الميدان، وهو من الحمامات المشهورة، ويتميز بفن معماري جميل، وقد بناه الوالي العثماني في صنعاء حسن باشا عام 1597م، بالإضافة إلى حمامات سبأ وياسر اللذين يمثلان حقبة تاريخية واحدة ربما تعود إلى ما قبل الإسلام.
السماسر القديمة.. خان المسافرين
كانت تستخدم كنُزل وبعضها مستودعات للبضائع، ارتبط انشاؤها بالتطور التجاري في المدينة، ويوجد منها حالياً قرابة (21 سمسرة) في المدينة القديمة؛ الكثير منها مغلق، لكن أهم نماذجها: سمسرة محمد بن الحسن التي تعتبر من أرقى السماسر معمارياً وفنياً، وأنشئت كدار للمال وكخزانة للأموال والمدخرات النفيسة، ويعود تاريخ انشائها إلى عام 1651م، ومن النماذج الجميلة سمسرة النحاس، التي تم تأهيلها لتكون مركزاً للتدريب الحرفي ومعرضاً للمنتوجات الحرفية، وكذلك سمسرة المنصور المستغلة حالياً كمركز للفنون التشكيلية، وسمسرة الذماري المستغلة حالياً كمركز للتدريب الحرفي النسوي.
المرانع «رافعات مياه قديمة»
كانت تستخدم في الماضي لرفع المياه من الآبار بواسطة الشد بالحبال من الأعلى إلى الأسفل سواء بواسطة الجمل أو الإنسان، ثم يتم توزيعها وفق نظام محدد عبر وسائط مختلفة «سواقٍ، أحواض، عربات» ويستفاد منها في المساجد والمنازل للغسيل والطهي والشرب، ويتواجد في المدينة عدد منها، أهم نماذجها مرنع الحميري، الواقع في الجزء الجنوبي من سوق الملح، وهو من أهم المرانع المتبقية وأجملها تصميماً وإنشاءً وحجماً، ولايزال يحتفظ بمكوناته إلى حد بعيد، وكذلك مرنع صلاح الدين الواقع في بستان صلاح الدين والذي يتميز بنمط معماري مشابه لمرنع الحميري، وكذلك المرنع التابع لجامع قبة المهدي الواقع إلى الغرب من السائلة.
السُبل
هي محاسن أوقفها أهل الخير منذ زمن بعيد لري عطش زوار المدينة وأهلها ويوجد منها حوالي ( 34 سبيلاًَ) لكن أجملها عمارة ولفتاً لنظر الزائرين سبيل الأبهر، سبيل وسط السوق، سبيل باب اليمن تتميز بفن معماري جميل بالإضافة إلى مواقعها المتميزة.
قصر غمدان التاريخي
كان آية في الجمال والفن المعماري وأشهر قصور اليمن على الإطلاق، وقد تم بناؤه على يد الملك ( آل شرح يحصب) ذكر الهمداني في الجزء الثاني من الاكليل (ولم يعرف تاريخ محدد لإنشائه، لكن بعض المصادر تشير إلى القرن الأول الميلادي) كما ذكر أنه كان مكوناً من عشرين طابقاً ومبنياً من الرخام الملون، كما تشير بعض الشواهد خصوصاً بعض الأعمدة والأحجار المتوفرة في الجامع الكبير؛ إلا أن موقعه ربما يكون في منطقة السوق أو بالقرب منها.
كاتدرائية صنعاء
يطلق عليها «غرقة القليس» ومعناها الكنيسة، وهي المقابل العربي لكلمة (إكليسيا) باللاتينية، وقد بناها أبرهة الحبشي عند سيطرته على صنعاء 523-525م ووصفت بأنها محاطة بفضاء فسيح للتنزه، وأن مبناها شيد على بناء مرتفع يزيد طوله على خمسة أمتار، وطليت أبوابها بالفضة والذهب، وأن تصميمها مشابه لتصميم كنيسة القيامة في بيت لحم، وهي واقعة في الحارة المشهورة «بغرقة القليس» .
عاصمة كل العصور
بتعاقب العصور كانت صنعاء إما مدينة مهمة أو عاصمة، وكانت أحد أسواق العرب الموسمية قبل الإسلام، مثل سوق عكاظ، ودومة الجندل، وهجر، وعدن، والجند، كما كانت محطة مهمة حتى مكة فيما عُرف بدرب أسعد.. وعبر العصور كانت صنعاء ومازالت عاصمة محورية لأرض اليمن السعيد، إلى أن أصبحت في العصر الحاضر وفي نهاية القرن العشرين، وبالتحديد في يوم 22 من مايو1990م عاصمة لليمن الموحد (الجمهورية اليمنية).


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.