جرعة قاتلة في سعر الغاز المنزلي وعودة الطوابير الطويلة    العثور على جثة ''الحجوري'' مرمية على قارعة الطريق في أبين!!    كوريا الجنوبية المحطة الجديدة لسلسلة بطولات أرامكو للفرق المقدمة من صندوق الاستثمارات العامة    هل السلام ضرورة سعودية أم إسرائيلية؟    صاعقة كهربائية تخطف روح شاب وسط اليمن في غمضة عين    الهلال يهزم الأهلي ويقترب من التتويج بطلا للدوري السعودي    رئيس مجلس القيادة الرئاسي يعود إلى العاصمة المؤقتة عدن    مليشيا الحوثي توقف مستحقات 80 عاملا بصندوق النظافة بإب بهدف السطو عليها    انهيار جنوني متسارع للريال اليمني .. والعملات الأجنبية تصل إلى مستوى قياسي (أسعار الصرف)    تهامة.. والطائفيون القتلة!    الرئيس الزُبيدي يبحث مع مسئول هندي التعاون العسكري والأمني    دار الأوبرا القطرية تستضيف حفلة ''نغم يمني في الدوحة'' (فيديو)    أول تعليق أمريكي على الهجوم الإسرائيلي في مدينة رفح "فيديو"    وتستمر الفضايح.. 4 قيادات حوثية تجني شهريا 19 مليون دولار من مؤسسة الاتصالات!    صفات أهل الله وخاصته.. تعرف عليها عسى أن تكون منهم    شاهد.. صور لعدد من أبناء قرية الدقاونة بمحافظة الحديدة بينهم أطفال وهم في سجون الحوثي    قيادي حوثي يفتتح مشروعًا جديدًا في عمران: ذبح أغنام المواطنين!    العثور على مؤذن الجامع الكبير مقتولا داخل غرفة مهجورة في حبيل الريدة بالحج (صور)    حقيقة فرض رسوم على القبور في صنعاء    بأمر من رئيس مجلس القيادة الرئاسي ...الاعدام بحق قاتل في محافظة شبوة    شاهد: قهوة البصل تجتاح مواقع التواصل.. والكشف عن طريقة تحضيرها    الرئيس الزُبيدي يطالب بخطط لتطوير قطاع الاتصالات    فتيات مأرب تدرب نساء قياديات على مفاهيم السلام في مخيمات النزوح    أبطال أوروبا: باريس سان جيرمان يستضيف بوروسيا دورتموند والريال يواجه بايرن في إياب الدور قبل النهائي    البرلمان العربي يحذر من اجتياح رفح جنوب قطاع غزة    الذهب يصعد متأثراً بآمال خفض اسعار الفائدة الأميركية    فارس الصلابة يترجل    السياسي الوحيد الذي حزن لموته الجميع ولم يشمت بوفاته شامت    عودة نجم بايرن للتدريبات.. وحسم موقفه من صدام الريال    التشكيل المتوقع لمعركة الهلال وأهلي جدة    مسيره لطلاب جامعات ومدارس تعز نصرة لغزة ودعما لطلاب الجامعات في العالم    ضجة بعد نشر فيديو لفنانة عربية شهيرة مع جنرال بارز في الجيش .. شاهد    «كلاسيكو» الأهلي والهلال.. صراع بين المجد والمركز الآسيوي    ضعوا القمامة أمام منازل المسئولين الكبار .. ولكم العبرة من وزير بريطاني    رشاد العليمي وعصابته المتحكمة في نفط حضرموت تمنع تزويد كهرباء عدن    سلطات الشرعية التي لا ترد على اتهامات الفساد تفقد كل سند أخلاقي وقانوني    صنعاء.. اعتقال خبير في المواصفات والمقاييس بعد ساعات من متابعته بلاغ في هيئة مكافحة الفساد    تغاريد حرة.. رشفة حرية تخثر الدم    ليلة دامية في رفح والاحتلال يبدأ ترحيل السكان تمهيدا لاجتياحها    البشائر العشر لمن واظب على صلاة الفجر    الشيخ علي جمعة: القرآن الكريم نزَل في الحجاز وقُرِأ في مصر    البدعة و الترفيه    هل يستطيع وزير المالية اصدار كشف بمرتبات رئيس الوزراء وكبار المسئولين    رباعية هالاند تحسم لقب هداف الدوري.. وتسكت المنتقدين    حقيقة وفاة محافظ لحج التركي    استهداف السامعي محاولة لتعطيل الاداء الرقابي على السلطة التنفيذية    الليغا: اشبيلية يزيد متاعب غرناطة والميريا يفاجىء فاليكانو    تعز: 7 حالات وفاة وأكثر من 600 إصابة بالكوليرا منذ مطلع العام الجاري    ها نحن في جحر الحمار الداخلي    أمريكا تغدر بالامارات بعدم الرد أو الشجب على هجمات الحوثي    دعاء يغفر الذنوب والكبائر.. الجأ إلى ربك بهذه الكلمات    يا أبناء عدن: احمدوا الله على انقطاع الكهرباء فهي ضارة وملعونة و"بنت" كلب    الثلاثاء القادم في مصر مؤسسة تكوين تستضيف الروائيين (المقري ونصر الله)    في ظل موجة جديدة تضرب المحافظة.. وفاة وإصابة أكثر من 27 شخصا بالكوليرا في إب    تعز مدينة الدهشة والبرود والفرح الحزين    صحيح العقيدة اهم من سن القوانين.. قيادة السيارة ومبايض المرأة    ناشط من عدن ينتقد تضليل الهيئة العليا للأدوية بشأن حاويات الأدوية    النخب اليمنية و"أشرف"... (قصة حقيقية)    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



انتصرنا على الإمبراطورية العظمى!
مناضلون وأبناء شهداء الاستقلال:


محمد أحمد القباطي «عامر»:
تم الإفراج عني من سجن الفتح في 72نوفمبر 76م وتم تسليمي لمممثل الصليب الأحمر الدولي
ابن الشهيد علي صالح الضالعي: استخدم الاستعمار البريطاني وأعوانه أساليب الإرهاب والاستفزاز ضد مناضلي الثورة وأبنائهم
الثورة اليمنية و الكفاح المسلح شاركت فيه الشرائح المختلفة في عموم وطننا اليمني
يفصلنا اليوم «42» عاماً عن ذكرى جلاء آخر جندي بريطاني مستعمر لأرضنا اليمنية في ال30من نوفمبر 1967م.. هذا الحدث التاريخي والوطني العظيم الذي تحقق بعد نضال طويل ومرير وتضحيات جسام سطر فيها أبناء شعبنا اليمني بمختلف شرائحه وحركاته الثورية الوطنية أروع الملاحم والبطولات وتوجت بانتصار المقاومة على قوات الاحتلال البريطاني الذي دام قرابة أكثر من «128» عاماً وهزيمة أكبر امبراطورية استعمارية لا تغيب عن سماء مستعمراتها الشمس.. بهذه المناسبة العظيمة التقت «الجمهورية» عدداً من المناضلين وابنائهم لتسليط الضوء على دورهم النضالي خلال فترة مقاومة الاحتلال وفيما يلي نص هذه اللقاءات:
أبناء الشهداء يقفون ضد كل المشاريع الصغيرة
وفي وقفتنا الأولى تحدثنا إلى نجل الشهيد المناضل علي صالح الضالعي «الشبيبي» الزميل الصحفي فضل علي صالح الشبيبي مدير عام فرع وكالة سبأ للأنباء في محافظة أبين الذي حدثنا عن مسيرة أبيه النضالية خلال مرحلة الكفاح المسلح ضد الاستعمار البريطاني وأعوانه السلاطين والعملاء حيث بدأ حديثه قائلاً:
في البدء أجدها فرصة عبر الصحيفة أن أهنئ من خلالها جماهير شعبنا اليمني والقيادة السياسية وفي المقدمة زعامة فخامة الأخ القائد والمناضل الوطني والوحدوي الجسور علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية «حفظه الله» بمناسبة أعياد الثورة اليمنية المجيدة والذكرى ال42 لعيد الاستقلال الوطني المجيد وعيد الأضحى المبارك.. مؤكدين في هذا الوقت وقوف أبناء الشهداء ضد كل الدعوات المريضة الهادفة إلى زعزعة أمن واستقرار الوطن من قبل القوى الحاقدة على وحدة الوطن والمتمثلة بمجموعات انفصالية وحوثية باغية قامت وتقوم بأعمال خارجة عن القانون والنظام وأعمال تخريبية استهدفت منجزات الوطن وأبناء القوات المسلحة والأمن الذين يتصدون ببسالة وقوة للفئة الحوثية الباغية في بعض مديريات محافظة صعدة وحرف سفيان وكشفت تلك الأحداث عن هوية هذه الفئات الضالة والعميلة التي رهنت نفسها لقوى خارجية هدفها بات واضحاً للعالم أجمع.
وحول مواقف والده النضالية واستشهاده تحدث الزميل فضل الشبيبي قائلاً: بالنسبة للمواقف النضالية لوالدي فقد سبق وأن سردها العديد من المناضلين الذين رافقوه خلال فترة الكفاح المسلح وتم نشر العديد منها عبر لقاءاتهم الصحفية وغيرها، والحمد لله لنا الشرف نحن أسرة الشهيد المناضل علي صالح الضالعي بأن والدنا كانت له مشاركة متواضعة أسوةً بالمناضلين خلال فترة مقاومة الاحتلال وأعوانه السلاطين والعملاء حتى يوم استشهاده.
واقعة الاستشهاد
ويتابع الزميل فضل الشبيبي حديثه عن واقعة استشهاد أبيه قائلاً: أشير أنه بعد استشهاد والدي في عام 1966م كنا نحن أبناؤه أطفالاً صغاراً وكنت أنا الأكبر فيهم وابلغ من العمر قرابة خمس سنوات لكنني مازلت أتذكر تلك الأحداث وكأنها حدثت اليوم .. ويضيف: نعم بعد استشهاد والدي رحمة الله عليه في منطقة العرقوب أي الطريق الرئيسي الذي يربط محافظة أبين مع بعض المحافظات الشرقية والشمالية في 13/8/6691م حصلنا على وثيقة صادرة من السلطنة الفضلية من مفتش منطقة شقرة الساحلية القريبة من جبل العرقوب والموجهة إلى سلطان آل فضل السلطان ناصر بن عبدالله الفضلي وهي عبارة عن تقرير عن حوادث الأسبوع حينها وفحواها يقول: إلى صاحب العظمة سلطان آل فضل السلطان ناصر بن عبدالله حفظه الله.
بعد التحية والاحترام
سيدي لقد أبرقنا لكم بما حدث في هذا الأسبوع في منطقة شقرة ولهذا أحببت أيضاً أن أرفع إليكم التقرير الآتي حول تلك الحوادث في تاريخ 82/8/6691م وجد لغم في طريق العرقوب تحت جسرو الذي وجد اللغم هو المستر «هاربرت» المسؤل في محطة امصره وعندما شاهد الأسلاك ممتدة جانب الطريق اخبر الجنود الذين كانوا معه أن الطريق ملغمة فوضع الجنود عند الجسر وعاد هو إلى المحطة وأخبر الملازم طالب وعندئذ ذهب الملازم والجنود إلى محل اللغم وعند وصولهم شاهدوا شخصاً فنادوه كي يسلم نفسه وعندما اقترب منه الجنود ألقى عليهم قنبلة ثم القى عليهم قنبلة أخرى.. وأخيراً أطلق عليه الجنود النار سقط قتيلاً عندئذ تعرف الجنود على الشخص فقالوا إنه يدعى علي صالح ضالعي يسكن بئر الشيخ وبعد ذلك قام الجنود بمساعدة المستر كوجين المدير بمحطة سقم في اخراج اللغم من قمة الجسر واللغم محفوظ في مركز شقرة.. كما أن أحداثاً أخرى يرويها هذا التقرير من قبل مفتش منطقة شقرة
قوات عسكرية تداهم منزلنا
وبعد استشهاد والدي مباشرة اتجهت قوة عسكرية إلى منزلنا الكائن في منطقة بئر الشيخ بمديرية خنفر حيث قامت هذه القوة العسكرية بتفتيش منزلنا وإشهار أسلحتهم النارية صوب من كان بالمنزل وهذا الاجراء تم بالطبع بعد اعتقال وسجن جميع الأقارب وأصدقاء الوالد وفي مقدمتهم حيدرة علوي العويني وأحمد علوي العويني وحيدرة أحمد الزبيدي وآخرون ممن كانوا على صلة وثيقة بالوالد وبالطبع هذه المعلومات عرفناها فيما بعد لكن أقول: هناك تحقيق أجرته القوة المداهمة للمنزل مع والدتي كان بأسئلة استفزازية وبأسلوب إرهابي فكانت أمي تجيب عن أسئلتهم وكنا نحن الأطفال نبكي بخوف وهلع على ما نشاهده في المنزل من أسلوب همجي لهذه القوة العسكرية المقتحمة لمنزلنا المتواضع.. علماً أن الوالدة كانت لا تعرف في تلك اللحظة عن استشهاد والدنا ولا تعرف أيضاًَ أنه من ضمن خلايا فدائيي الجهة القومية لأن نشاطهم كان يعتمد طابع السرية التامة ونتيجة للخوف والرعب الشديدين اللذين عشناهما في تلك الفترة تم نقل الأسرة إلى قرية السواد مديرية الوضيع وهي قرية بعيدة جداً عن مديرية خنفر، فقد عشنا ظروفاً مأساوية وصعبة جداً خوفاً وفقراً ومعاناة بعد استشهاد والدنا رحمة الله عليه، حتى تحقق تقدم في مسيرة النضال ضد الاستعمار وأعوانه عند سقوط المناطق بأيدي ثوار الجبهة القومية في أغسطس 7691م بدءاً بإسقاط منطقة الوضيع ومودية في 81أغسطس وتلاها سقوط بقية المناطق الأخرى في لودر وزنجبار وجعار.
الشهيد الرئيس سالمين سأل عن أسرة الشهيد
ويستذكر الزميل فضل الشبيبي ذكرياته في حديثه قائلاً: خلال سقوط مناطق زنجبار وجعار يوم 72 أغسطس 7691م بقيادة الشهيد المناضل الرئيس سالم ربيع علي «سالمين» سأل الرئيس الشهيد سالمين رفاقه عن أسرة الشهيد علي صالح الضالعي فأجابوه إنهم في منطقة السواد بالوضيع فطلب منهم احضارهم حالاً.. وبالفعل تم إيصالنا وعدنا إلى منزلنا معززين مكرمين وتم اعتماد راتب شهري متواضع لأسرة الشهيد حينها بمبلغ «003» شلن وحالياً «0002» ريال لكن توجد لدينا حالياً توجيهات من فخامة الأخ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية مؤرخة بتاريخ 1/11/8002م بتسوية راتب والدي الشهيد لمواجهة الحياة المعيشية لأسرة الشهيد لكن حتى اللحظة ومرور عام على هذه التوجيهات لم تتم التسوية وظروف الحياة صعبة كما تعرفون نتيجة الغلاء الفاحش لمتطلبات الحياة علماً أن والدي الشهيد حاصل على وسام الشجاعة من الدرجة الأولى.
الاهتمام بأسر الشهداء المناضلين
ويضيف: حقيقة القيادة السياسية ممثلة بفخامة الرئيس دائماً ما تحث الحكومة والجهات المختلفة على إعطاء الرعاية والاهتمام الخاص بأسر ومناضلي الثورة اليمنية والوحدة المباركة ويحدونا الأمل في تنفيذ ذلك خاصة وأنه صدرت مؤخراً توجيهات من فخامة رئيس الجمهورية بفتح دائرة خاصة بوزارة الدفاع تستقبل كافة التظلمات وتولي اهتمامها ورعايتها لأسر الشهداء والمناضلين ونحن حقيقة نتطلع بشوق إلى تفعيل ذلك بأسرع وقت ممكن عرفاناً للرجال الأوفياء الذين قدموا حياتهم رخيصة لانتصار الثورة اليمنية الخالدة 62سبتمبر و41أكتوبر وترسيخ الوحدة اليمنية ولازال البعض يقدم دماءه الزكية قرباناً للدفاع عن الوحدة اليمنية ونظامها الجمهوري الديمقراطي الوليد صبيحة ال22 من مايو 09م في مواجهة العناصر الخارجة عن النظام والقانون والمخربين الحوثيين والانفصاليين من أصحاب المشاريع الصغيرة.
72نوفمبر 76م خرجنا من معتقل فتح
المناضل محمد أحمد علي مالك القباطي «عامر» تحدث قائلاً: حقيقة الحديث عن ال03من نوفمبر 7691م ذو شجون كونه يوماً عظيماً وفريداً في تاريخ حياة شعبنا اليمني الحبيب تجسدت فيه قوة وإرادة الشعب الواحد، الحاضن لثمار عطاءات الرواد الذين صنعوا هذه الملاحم البطولية والنضالية والنضج الثقافي الوطني في سبيل الحياة الحرة والكريمة الخالية من الاستبداد الإمامي الكهنوتي ودنس الاستعمار البريطاني الغاصب لجزء غالٍ من وطننا الحبيب، كما أن ال03من نوفمبر 7691م سيظل حاضراًَ في ضمير ووجدان كل أبناء الوطن ومحفوراً في الذاكرة الوطنية إلى الأبد مدوناً في سفر تاريخ ثورته الخالدة كونه لم يأت من فراغ بل جاء بفضل التضحيات الجسام التي خاضها أبناء شعبنا اليمني وسطروا فيها أروع ملاحم البطولة والفداء لطرد المستعمر البريطاني المغتصب للجزء الجنوبي من الوطن وكانت الأرض حينها تحترق تحت أقدام جنود الاحتلال نظراً للانتصارات المتلاحقة للمقاتلين الثوار في مختلف جبهات القتال وصيحات الشعب الغاضبة برحيل الاستعمار.
قبل ثلاثة أيام من الثلاثين من نوفمبر 7691م كنت ضمن المعتقلين في السجن أي «سجن الفتح» وكان يسمى «ديبي» وقد تم الافراج عني مع مناضلين آخرين يوم ال72من نوفمبر 7691م حيث كان يقبع في السجن عدد من المناضلين وتم الافراج عن المعتقلين السياسيين من سجن المنصورة على ثلاث دفعات الدفعة الأولى في يونيو 7691م والدفعة الثانية في أغسطس والثالثة في سبتمبر من نفس العام وما تبقى تم نقلهم إلى سجن الفتح بالتواهي وكان على رأسهم المناضل عبدالعزيز عبدالولي ناشر والمناضل علي عبدالعليم وآخرون وفي أكتوبر تم الافراج عن المناضل علي عبدالعليم وآخرين حيث بقيت أنا وآخرون في سجن الفتح إلى يوم 72نوفمبر 7691م وتم تسليمنا صباح يوم ال72من نوفمبر إلى ممثل الصليب الأحمر الدولي الذي سلمنا بدوره لمجموعة من الجبهة القومية المكلفة باستلام المفرج عنهم من المناضلين وعلى رأسهم المناضل سالم الاحوس وتم التسليم تحت جسر الفتح حيث تقرر بعدها عقد مؤتمر صحفي في فندق الهلال إلا أن كثرة المستقبلين أدت إلى نقل المؤتمر الصحفي إلى منطقة الروضة في مقر الجبهة القومية وكنت أنا والمناضل عبدالعزيز عبدالولي المتحدثين باسم المفرج عنهم بحكم إتقاننا الجيد للغة الانجليزية وكان عدد المناضلين المفرج عنهم «72» فرداً ولم يتبق أحد بعدنا في السجن.. ويأتي الافراج عنا بعد أن انسحبت القوات البريطانية من الولايات السلطنات اليمنية والمستعمرة عدن ولم يتبق إلا جزء من القوات البريطانية في منطقة جولد مور، لنقل معداتهم إلى السفن الراسية في الشاطئ وكنا حينها داخل المعتقل نشاهد طائرات الهيلوكابتر وهي تنقل المعدات إلى ظهر السفينة الراسية في الشاطئ بالقرب من مبنى المندوب السامي «مقر الرئاسة في منطقة الفتح حالياً» في هذه الفترة كانت الجبهة القومية قد استلمت مدينة عدن كاملة والولايات والسلطنات الأخرى عدا منطقة الفتح التي يوجد أيضاً فيها السجن الذي كنا معتقلين فيه، وكانت الجماهير اليمنية تترقب عن كثب هذا الحدث وخروج المستعمر البريطاني من عدن بعد احتلال دام قرابة 921عاماً وتترقب لما سينتج عن المفاوضات الجارية حينها في جنيف بين وفد الجبهة القومية والوفد البريطاني.
وكان الناس مرحبين بالاستقلال وقد امتلأت نفوسهم بالعواطف الجياشة خلال فترة الكفاح المسلح وقدموا التضحيات الجسيمة في سبيل تحقيق وانجاز هذا الاستقلال الوطني.. كما أن الشعب اليمني بمختلف تكويناته وشرائحه الاجتماعية والوطنية من الجنوب أو الشمال شارك في تحرير الجنوب من المستعمر البريطاني وفي الدفاع عن ثورتي 62سبتمبر و41أكتوبر وقدم التضحيات الكبيرة لانتصار الثورتين وترسيخ أهدافها النبيلة.
عشية ال03من نوفمبر 7691م غادرت السفن البريطانية وعلى ظهرها ما تبقى من الجنود والضباط البريطانيين وفجر يوم الثلاثين من نوفمبر 76م وصل الوفد المفاوض من جنيف برئاسة المناضل الرئيس قحطان محمد الشعبي واستقبلناه ضمن الجماهير الحاشدة التي استقبلته ونقل إلى الرئاسة مقر المندوب السامي البريطاني «مقر الرئاسة الفتح حالياً» وهناك رفع علم الجمهورية مرفرفاً صباح يوم الثلاثين من نوفمبر 7691م والحمد لله أنا كنت ضمن الموجودين حينها وشاهدت الرئيس المناضل قحطان محمد الشعبي وهو يرفع العلم الوطني في الرئاسة ومن ضمن الموجودين أيضاًَ المناضل فيصل عبداللطيف الشعبي والمناضلان محمد علي هيثم وسيف الضالعي وعبدالفتاح اسماعيل وغيرهم من المناضلين لقيادات المناطق التي كانت قد شعرت بالإعداد للمهرجان الجماهيري للاستقلال الوطني المجيد وكذا باستقبال الوفد المفاوض في مدينة الاتحاد التي سميت بعد انتهاء خطاب الرئيس المناضل قحطان الشعيبي بمدينة الشعب وتحركت الجماهير الغفيرة من كافة المناطق والمدن اليمنية صوب مدينة الاتحاد واستمعنا إلى خطاب الرئيس المناضل قحطان الشعبي الذي قدم نفسه قائلاً: أنا قحطان محمد الشعبي رئيس جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية وقد عمت الفرحة والبهجة كافة مدن وقرى الوطن وشرائح الشعب المختلفة مبتهجة بهذا الحدث الوطني والتاريخي الكبير في كل موقع في الشارع أو المنزل أكان في السهل أم في الجبل في كل موقع داخل الوطن وخارجه كما تفاعل مع هذا الحدث العظيم كل الأشقاء والأصدقاء في الوطن العربي الكبير والدول الإسلامية والتواقين إلى الحرية في مختلف دول العالم، كما أن ال03من نوفمبر 76م سيظل حاضراً في ضمير ووجدان كل أبناء اليمن ومحفوراً في الذاكرة الوطنية إلى الأبد ومدوناً في سفر تاريخ الثورة اليمنية الخالدة لأن هذا اليوم هو ميلاد جديد لهذا الجزء من الوطن الغالي الذي ظل يرزح قرابة 921عاماً من الاحتلال ولم ير أبناؤه النور إلى ذلك اليوم الأغر الذي رحل فيه آخر جندي مستعمر مغتصب لتربته الطاهرة وبعد ال03من نوفمبر تم انتخابي أميناً عاماً لنقابة النقل والمواصلات وممثل عمال النقل في الأمانة العامة للإتحاد العربي للنقل بمصر العربية.
المقاومة لم تتوقف
المناضل ناصر صالح جبران من أبناء مديرية الوضيع محافظة أبين قال: في أربعينيات القرن أحكمت بريطانيا قبضتها وسيطرتها على المحميات الشرقية والغربية من الجزء الجنوبي من الوطن وقد سبق هذه المرحلة وبعد الاحتلال البريطاني لعدن عام 9381م مقاومة شديدة للبريطانيين وكانت أول هذه الملاحم البطولية للمقاومين مقاومة صيادي عدن لقوات الاحتلال والدفاع المستميت الذي شهدته قلعة صيرة التاريخية حيث قدم اليمنيون صوراً للبسالة والدفاع عن الأرض وسقط في تلك المقاومة كوكبة من الشهداء واستمرت بعد ذلك الانتفاضات ضد قوات الاحتلال طوال أكثر من قرن.. وفي تلك الفترة ارتبطت بريطانيا مع سلاطين وأمراء ومشائخ الجنوب باتفاقيات الحماية والتي قسمت بموجبها الجزء الجنوبي إلى أكثر من 32 سلطنة وولاية ومشيخة منها محمية عدن الغربية وهي المحافظات المجاورة لعدن والتي تشكل حالياً محافظات لحج، الضالع، أبين وشبوة والمحمية الشرقية وهي محافظتا حضرموت والمهرة وفي تلك الفترة كانت تحدث بين الحين والآخر مناوشات بين الحكومة البريطانية والمملكة المتوكلية في شمال الوطن، وفي عام 1191م عقد صلح بين الإمام يحيى حميد الدين وبريطانيا وتركيا أطلق عليه صلح دعان وبهذا الصلح بدأ التشطير البغيض لليمن حيث عمد الاستعمار البريطاني إلى طمس هوية الجزء الجنوبي عندما اسماه بالجنوب العربي ولكن أبناء اليمن الجزء في السنين اللاحقة للصلح كانوا أكثر ارتباطاً كشعب واحد وثقافة واحدة وهم واحد في النضال لتغيير أوضاع اليمن في الشمال والجنوب.. وفي الأربعينيات من القرن الماضي تواصلت مقاومة اليمنيين ضد المحتل حيث كانت محافظة البيضاء من أهم المناطق اليمنية التي يستمد منها المناضلون الجنوبيون أسلحتهم وعتادهم منها لمقاومة الاستعمار البريطاني، وكانت هذه المقاومة تزداد وتضعف على ضوء العلاقة بين الإمام وبريطانيا فمتى ما اختلف الاثنان ازدادت المقاومة ومتى اتفقا خفت وهكذا.. وكان يطلق على تلك الانتفاضات والمقاومات من قبل البريطانيين وأعوانهم بالشيوعية.
المقاومة المنظمة
ويواصل المناضل ناصر جبران حديثه عن الدور النضالي للمقاومة ضد الاحتلال البريطاني قائلاً: بعد قيام ثورة 23يوليو 1952م في مصر بقيادة الزعيم الخالد جمال عبدالناصر كان لها أثر كبير على أبناء اليمن ومن في الجزء الجنوبي من الوطن المحتل في عدن والمحميات حيث ازداد الوعي الوطني وتشكلت الجمعيات والأندية التي كان لها دور ريادي في ازدياد لهيب العمل الوطني في أوائل الأشكال النضالية التي تشكلت في خمسينيات القرن الماضي منها رابطة أبناء الجنوب ولحقها في عام 1961م حزب الشعب الاشتراكي في عدن والذي تبنى النضال السياسي لنيل الاستقلال من بريطانيا إلا أنه كان أقرب في أهدافه إلى اليمن من سابقه الرابطة.
وفي أواخر خمسينيات القرن الماضي تشكلت البدايات الأولى للخلايا النضالية لحركة القوميين العرب والتي كان رائدها في اليمن الشهيد فيصل عبداللطيف الشعبي وقد صاحب ذلك قيام العديد من الانتفاضات في الجنوب في المنطقة الوسطى من قبل مناضلي المنطقة الوسطى من أبرزهم محمد ناصر الجعري وعمر سالم الدماني وقبائل آل بالليل، وفي شبوة كان للمناضل علي سالم مجور دور بارز، وفي الضالع وردفان كان هناك العديد من المقاومين إلا أن تلك المقاومة لم تكن ذات فعالية كونها كانت عضوية وتزداد أحياناً وتضعف أحياناً أخرى.
وبعد انطلاق ثورة 62سبتمبر 1967م في الجزء الشمالي من الوطن الحبيب وإعلان أول جمهورية وليدة في الجزيرة العربية تداعى أبناء الجزء الجنوبي من الوطن للدفاع عن الثورة والجمهورية الوليدة ووجد مناضلو الجنوب القاعدة الأساسية التي يمكن أن تنطلق منها مقاومتهم في إطار منظم وكان السبق للجبهة القومية لتحرير الجنوب اليمني المحتل حيث أعلنت الكفاح المسلح في 41أكتوبر 1963م في جبال ردفان الأبية وشكلت جبهات نضالية في المستعمرة عدن والضالع وردفان والمنطقة الوسطى في محافظة أبين والتي تضم حالياً مديريات لودر ومودية والوضيع وجيشان والمحفد ومكيراس وكانت لكل تلك الجبهات قيادة محلية كالقيادة المحلية في دثينة التي كانت تقود العمل السياسي والعسكري في المنطقة الوسطى ولها مراتب نضالية في لودر والوضيع ومكيراس، وكان من أبرز قادة القيادة المحلية حسين محمد الجابري ومعه كل من صلاح المسودي وعبدالله حسين الرباش ومحمد سليمان ناصر وعبدالله محمد الهيثمي وآخرين، والمرتبة المسؤولة في لودر كان من أبرزهم أحمد محمد حرباج ولا أذكر بقية الأعضاء في الوضيع، المرتبة المسؤولة مكونة من الشهيد محمد ناصر منصور جبران والشهيد ناصر الجحما والشهيد علي سالم ملهم والشهيد محمد عوض عزان والفقيه صالح محمد والمناضل الخضر منصور والمناضل ناصر صالح جبران محدثكم، وكانت هناك أشكال للنضال المسلح شبيهة بما كان في المنطقة الوسطى والتي ذكرناها آنفاً في كل من المستعمرة عدن والضالع وردفان وكان من أبرز الفدائيين في المستعمرة عدن الشهداء سالم ربيع علي «سالمين» وعبدالنبي مدرم وناصر عبدالله الحداد وصالح علي عواس وجميل وغيرهم من المناضلين الشرفاء.
اشتداد النضال المسلح
ويتذكر المناضل ناصر جبران في متابعة حديثه حول مراحل النضال قائلاً : مع اشتداد النضال المسلح الفدائي للجبهة القومية تشكلت منظمة التحرير للجنوب اليمني المحتل في عام 1965م وكانت مدعومة من القوات المصرية في الجزء الشمالي حينها واجهت الجبهة القومية ضغوطاً من المصريين للاندماج مع منظمة التحرير وكانت نتائج ذلك تشكيل جبهة الجنوب اليمني المحتل إلا ان قيادات من الجبهة القومية لم توافق على الدمج وتم انسحاب الجبهة القومية من جبهة التحرير في 31 يناير 1966م وتفاعل بعد ذلك النضال المسلح في كل جبهات القتال وواصلت الجبهة القومية كفاحها الوطني ضد الاحتلال البريطاني واشتدت معارك المقاومة المسلحة في عام 1967م.
وللأمانة يجب أن نشير إلى أن التنظيم الشعبي للقوى الثورية لجبهة التحرير كانت له معارك مشرفة في المستعمرة عدن وغيرها من المناطق ولا ننسى هنا انتفاضة «20» يونيو 1967م والتي سيطر فيها مناضلو الجبهة القومية على كريتر ولمدة أسبوعين وكانت رداً على نكسة 5يونيو التي تعرضت لها الأمة العربية.
سقوط المناطق
وفيما يتعلق بسقوط المناطق في يد الجبهة القومية تحدث عنه المناضل جبران قائلاً: في أغسطس 1967م بدأ فدائيو الجبهة القومية بإسقاط المناطق وكانت أولى المناطق التي سقطت بأبين المنطقة الوسطى حيث تم إسقاط منطقة الوضيع في 11 أغسطس 1967م وفي «21» أغسطس 1967م حدثت مسيرة كبيرة في مودية أعلن فيها المناضل محمد علي هيثم سقوط سلطنة الاتحاد من على مبنى سكرتارية مودية وأذكر أنه بعد أن نزل من السكرتارية وجلسنا في أحد المنازل سألته سؤالاً مباشراً: لماذا يا أخي محمد لم ترفع علم الجبهة القومية مكان علم حكومة الاتحاد؟ وكان رده إذا تم ذلك فإننا نعتبر مسؤولين إدارياً ومالياً وأمنياً على المنطقة بما في ذلك دفع رواتب الموظفين وغير ذلك من الالتزامات وتوالى بعد ذلك سقوط باقي المناطق بأبين وكذا المناطق الأخرى من الشطر الجنوبي وكان آخرها في اكتوبر 1967م.
صراع القومية والتحرير
أما بالنسبة للصراعات التي حدثت حينها بين الجبهة القومية وجبهة التحرير تحدث عنها المناضل ناصر جبران قائلاً :
حقيقة بعد سقوط المناطق بين الجبهة بدأت المناوشات بين جبهة التحرير والجبهة القومية وتفاقمت الصراعات فيها حتى أدت إلى الحرب الأهلية في 1967م وفي 6 نوفمبر 1967م اعترف جيش الجنوب العربي بالجبهة القومية كممثل وحيد لشعب الجنوب حينها هرب مناضلو جبهة التحرير إلى مناطق كثيرة ولكن الشطر الشمالي كان هو الملاذ والمأوى لهم ولمن لحقهم من المناضلين في مختلف المراحل والصراعات.
الاستقلال الوطني المنجز
وفيما يتعلق بالاستقلال الوطني المجيد ال30 من نوفمبر يستذكر جبران حديثه قائلاً: تم تشكيل وفد للتفاوض للاستقلال الوطني في 20 نوفمبر 1967م برئاسة المناضل الرئيسي قحطان محمد الشعبي وعضوية فيصل عبداللطيف الشعبي وعبدالفتاح إسماعيل وسيف الضالعي وعبدالله صالح سبعة وآخرين وتم التفاوض في جنيف وكان الوفد البريطاني برئاسة اللورد شاكلتون وكانت مفاوضات صعبة ولكنها توجت بإبرام وثيقة الاستقلال الوطني في ال30 من نوفمبر 1967م.
ويأتي الاحتفال اليوم بالذكرى ال24 لعيد الاستقلال الوطني المجيد بمثابة الإنجاز الكبير في سفر النضال الوطني للتحرر والاستقرار وتحقيق تطلعات جماهير شعبنا في الوحدة والديمقراطية والبناء.
تأثرت بأخي
المناضل الحاج علي محسن ناجي من مواليد منطقة الدرجاج محافظة أبين يقول: بدأت علاقتي بالعمل السياسي مبكراً وعلى وجه الخصوص في الصف الرابع الابتدائي في الفترة ما بين عامي 16 2691م من خلال تأثري بأخي الشهيد المناضل ناصر علي محسن ناجي المعروف «عربي تقدمي» الذي عرف به في نهاية الستينيات حيث كان يكتب مقالاته وينشرها في الصحيفة التي كان يصدرها ويرأس تحريرها المناضل عبدالله أحمد الحمزي وكانت مناصرة للجبهة القومية وقد تعرضت للحرق قبل الاستقلال بشهور لإسكاتها وإخماد صوتها.
أما اسمه الحركي التنظيمي الذي عرف به لدى القيادة والقواعد والعناصر التي نظمها وضمها إلى تنظيم حركة القوميين العرب ثم الجبهة القومية فهو «رؤوف » حيث كان مسؤولاً قيادياً في حركة القوميين العرب ومن ثم الجبهة القومية في منطقة يراس، أسواد الروضة والجول ومن ثم المخزن والدرجاج أثناء عمله كمدرس في هذه المناطق.
لقد علمنا وغرس فينا حب الوطن والقيم الأخلاقية النبيلة والسلوكيات العظيمة واحترام الآخرين، حيث كان يكلفني بنقل مراسلاته السرية إلى رفاقه المناضلين أمثال الشهيد المناضل حيدرة سعيد سالم اللحجي «أبو رنة» اللذين ارتبطا صديقين وفيين مخلصين لبعضهما حتى ساعة استشهادهما وكذلك الفقيد المناضل محمد عمر حسين شقيق أخي المناضل الفقيه داعية حقوق الإنسان سالم عمر حسين الذي تحمل ورفيق حياة دربه المناضل أ. د. أحمد الكازمي مسؤولية العمل الطلابي والتنظيمي للجبهة القومية في القاهرة في جمهورية مصر العربية في الستينيات.
بين عامي 16 - 26م وبتشجيع من المناضل الفذ علي صالح عباد مقبل الذي عمل مدرساً في مدرسة الدرجاج الابتدائية «للغة العربية» للصف الرابع الابتدائي الذي كنت أدرس فيه حيث أقوم كل صباح عند قرب جرس المدرسة للطوابير الصباحية بالقاء قصائد ثورية ووطنية تلهب حماس الطلاب، هذا النشاط المستعر كان سبباً أساسياً في أن تحرمني السلطة حينها من الفوز والانتقال من الصف الرابع الابتدائي إلى الأول المتوسط بمدرسة زنجبار المتوسطة التي كانت محصورة على أبناء الذوات ومن تريد لهم السلطة الالتحاق حيث أفشلونا عمداً مع سبق الإصرار والترصد كما قامت السلطة بخداعنا عندما أوهمتنا وأقنعتنا أنها ستعوضنا وستلحقنا بالمدرسة المتوسطة ولكن ليست مدرسة الحكومة الاتحادية وإنما مدرسة متوسطة أهلية سيتم دعمها من قبل الفلاحين عن طريق المشروع الذي كان يستقطع على فلاحي السلطنة الفضلية لبناء المدارس من زراعة القطن حيث تم استئجار مبنى مكون من طابق أرضي مبني من الطوب وتم توفير المدرسين والكتب حيث انتقلنا إلى مدينة زنجبار حاضرة السلطنة الفضلية مع بداية عام 36م أي مع قيام ثورة 62 سبتمبر 26م ولم تقم بعد ثورة 41 اكتوبر 3691م ولم يعلن عنها بعد إلا أن ثورة 62 سبتمبر 26م قد أحرجت المشاعر وأضرمت في القلوب النار.
لقد تكونت إدارة المدرسة الأهلية من الفقيد المناضل ناصر علي صدح مديراً ومدرساً والمناضل إبراهيم عمر شيخ وعلي أحمد عقلان من أحرار اليمن، حيث سكنا في البداية قبل انتقالنا للسكن في بيوت عدة عند بعض المواطنين بزنجبار الذين نكن لهم كل الحب والتقدير والاحترام على استضافتنا خلال تلك الفترة وأسأل الله تعالى أن يقدرني على رد الجميل والمعروف لهم إن شاء الله تعالى أو لأولادهم وأحفادهم.
تعرضت للحرمان من الدراسة
ويتابع المناضل الحاج علي محسن حديثه قائلاً :
نتيجة لنشاطي السياسي والاجتماعي المبكر تعرضت إلى الحرمان من الدراسة مرة أخرى حيث مكثنا في هذه المدرسة الأهلية ثلاث سنوات عجاف خرجنا منها بدون مستقبل ولا مؤهل أو شهادة تعطى للطالب تثبت أنه تلقى تعليمه المتوسط فيها فلم نقبل أو نتأهل أو نعمل أو نحصل على وظيفة وعندما رأينا أن مستقبلنا ضائع لا محالة تقدمنا بعدد من المذكرات والتظلمات لإلحاقنا بالدراسة في مدرسة زنجبار المتوسطة ولو لسنة واحدة فقط وهي السنة النهائية «الصف الثالث المتوسط» إلا أن كل طلباتنا كانت تقابل بالرفض والإهمال وعدم الرد عليها وإذا ماتم الرد أحياناً بعد جهد كبير فيكون «كان الله في عونك أو الله يعنيك».
وكنا نرد بعبارة مكملة للحديث الشريف «كان الله في عون العبد ما دام العبد في عون أخيه».
وكانت موجهة مباشرة إلى السلطان أو نائبه في السلطنة أو مدير معارف السلطنة ونتيجة لإقفال الأبواب أمام طموحاتنا الشرعية في العلم تحولت إلى سلطنة يافع بني قاصد، يافع الساحل «جعار» ونتيجة لعلاقات النسب والمصاهرة التي كانت تربط بعض أهلها في منطقة الدرجاج بنائب سلطنة يافع الساحل المرحوم المغفور له حيدرة منصور تم قبولي في مدرسة جعار المتوسطة نهاية عام 56م بعد امتحان قبول خضعت له وكان يفترض أن أقبل وأدخل الصف الثالث المتوسط مباشرة ولكن عبارة وردت في الإنشاء موضوع الإنشاء قلب الطاولة رأساً على عقب حيث إنني تحدثت عن الاستقلال الوطني المنتظر وعودة حقوقنا الوطنية وطرد الاستعمار البريطاني من بلادنا المحتلة والمغتصبة هذا الموضوع الذي اخترته بدلاً من أن يوصلني إلى الثالث المتوسط وهي السنة الوحيدة التي أحتاجها إلا أن حلمي لم يتحقق وخيرونني بين القبول بالسنة الثانية المتوسطة أو الطريق قدامك والباب يفوت جمل.. فقد قبلت هذه المساومة وهذا الظلم على مضض إلى حين، وكان مربي الصف والمشرف عليه ابن وزير المعارف للمستعمرة عدن المدعو «عبدالله حسن فريجون» وهو من السودان وقد تعرضنا على يديه لكل أنواع الأذية والتهديد بالطرد من الدراسة في مدرسة جعار المتوسطة.
لم يتوقف نشاطي السياسي والتحريضي إذ كنت أشارك في الجمعية الأدبية التي كانت تقام كل صباح يوم خميس من كل أسبوع حيث كنت أقوم بتقديم المواضيع وقراءتها على الطلاب وكانت تنال استحسانهم.
موضوعات كنت أعدها وأكتبها بنفسي كالحديث عن ثورة أحمد عرابي في مصر ضد الإنجليز المحتلين أو عن نضال ووطنية مصطفى كامل وتضحياته من أجل مصر ونضال سعد زغلول وغيرهم، إضافة إلى مساهمتي في الكتابة في الصحف الحائطية المدرسية. في عام 56م تأسس وتشكل في أبين اتحاد الطلبة بقيادة الكثير من المناضلين وعلى رأسهم الشهيد المناضل جاعم صالح محمد والفقيه المناضل حسين سعيد سالم والمناضل فيصل ويحيى النعمي والمناضل سعيد عوض الهمامي والكثيرون الذين توافدوا لقيادته لا أستطيع تذكرهم لكثرتهم وأرجو أن يعذروني، وفي نهاية عام 56م انضممت إلى هذا الاتحاد وانخرطت فيه كعضو حيث كان الرافد والاحتياط النشط الأساسي للتنظيم السياسي للجبهة القومية الذي كان يقود الكفاح المسلح إلى جانب الكثير من المنظمات التي تقود الكفاح المسلح حيث من خلال هذا الاتحاد يتم التنقيب عن الأعضاء الجدد للانضمام للجبهة القومية حيث يخضع العضو لعدة تجارب ومراقبة وامتحان واختبار وعند اجتيازه هذه المراحل يتم قبوله في عضوية الجبهة القومية.
كلفت بنقل الرسائل
ويتابع الحاج حديثه قائلاً : كلفت بعدة مهام لنقل الرسائل بين المناضلين والأخبار وتوزيع المنشورات والبلاغات ورصد تحركات الأعداء وجواسيسهم ومخبريهم وكتابة المواضيع الفكرية وتلخيص الكتب بعد قراءتها والاشتراك في المسيرات والمظاهرات حيث أسهمت مساهمة متواضعة كالاشتراك في المظاهرات والمسيرات والاضرابات الاحتجاجية التي تعرضنا فيها للقتل لولا لطف الله تعالى، ففي العامين 66،7691م شهد الجزء الجنوبي من الوطن حركة إضراب واسعة ومسيرات ومظاهرات وتعطيل الحياة الدراسية والأعمال إلا ما استثني من ذلك حيث شاركت في مسيرات ومظاهرات جماهيرية كبرى ومن أهمها مسيرة شارك فيها كل قطاعات وجماهير الشعب في جعار حيث خطب فيها المناضل قاسم الملحوس وأخوه وكذلك الشهيد المناضل الخضر الحسني وغيرهم كثيرون وأثناء مرور المسيرة أمام جمرك جعار مدخل مدينة جعار حالياً عند محطة البترول انهمر الرصاص العشوائي عليها من كل اتجاه وكان بكثافة لم نعهد لها مثيلاً من قبل وكادت أن تؤدي إلى مذبحة ومجزرة حيث أصيب فيها المناضل «محمود سبعة» بطلقات في صدره وسقط جريحاً إلى جانبه خمسة مواطنين تم إسعافهم ونقلهم سريعاً إلى المستشفى وتمت معالجتهم وكتب الله لهم السلامة.
ثم كانت أكبر مظاهرة عارمة شهدتها مدينة جعار بحكم دراستي فيها حيث اشتركت فيها كل القوى وكانت يوم 31 يناير 66م ضد الاندماج بين الجبهة القومية وجبهة التحرير.
وكذلك عند استشهاد الطالب عثمان محمد العريقي كما اشتركت في مسيرة جماهيرية كبرى يوم 9 يونيو عندما ألقى الزعيم الخالد جمال عبدالناصر خطابه التاريخي وتحمل مسؤولية هزيمة خمسة حزيران وتنحيه عن السلطة حيث خرجت الجماهير من كل مكان ومنها مدينة جعار بمسيرات جماهيرية حاشدة متمسكة بالزعيم الخالد جمال عبدالناصر وداعمة له ورافضة للهزيمة التي ألحقت به وبالأمة العربية حيث تعرضت الجماهير الغاضبة لإطلاق نار كثيف وعشوائي وتمكنت الجماهير من اقتحام قيادة أمن سلطنة يافع بني قاصد والاعتداء على قائدها ابن عدين وقد تم احتجاز عدد من المناضلين منهم المرحومان محمد عبدالله سنان المعروف بالرمح والفقيد المناضل محمد سوبان والفقيد المناضل عبدالله أحمد يعقوب وقد تم الافراج عنهم حينها تحت ضغط الجماهير الغاضبة وعند انسحابنا لاحقتنا الرصاص حتى خارج مدينة جعار. وكان لنا أيضاً مساهمة مع الآخرين من المناضلين لإسقاط المناطق في خنفر.
بعد أن اتخذت قيادة الجبهة القومية استراتيجية إسقاط السلطنات والمشيخات والإمارات الواحدة تلو الأخرى بهدف محاصرة المدينة عدن المستعمرة واسقاطها من الريف على الطريقة الصينية حين طوق ماوتسي تونج الزعيم الصيني بكين من الريف، حيث تم إسقاط الشعيب والعوابل والضالع ولحج وفي 72 أغسطس تم إسقاط مدينة زنجبار، حيث شاركت مشاركة فاعلة كغيري من أبناء شعبنا كما اسقطنا كذلك مدينة جعار.
الرئيس قحطان دعا إلى الحوار
واختتم المناضل الحاج علي محسن ناجي حديثه قائلاً :
بعد الاستقلال الوطني مر البلد بالعديد من المنعطفات والصراعات الدموية العنيفة وتصفية بعضهم البعض حيث إن ما وصلوا إليه لم يكن من طبائعهم أو صفاتهم أو أخلاقياتهم أو سلوكياتهم أو صفاتهم وقيمهم وأهدافهم ولكن جاء بفضل فاعل وبتداخل عوامل وعناصر وأيد خفية سنكشف عنها النقاب لاحقاً.
كما أنه للأمانة أن الرئيس الشهيد المناضل قحطان الشعبي ورئيس وزرائه الشهيد المناضل فيصل عبداللطيف الشعبي دعوا إلى الحوار والمصالحة والوحدة والتسامح ورص الصفوف وتناسي الخلافات وسمحا بعودة المختلف معهم أمثال الشهيد المناضل الرئيس سالم ربيع علي والمناضلين علي صالح عباد مقبل وسلطان أحمد عمر والمرحوم عبدالله الأشطل والشهيد المناضل محمد صالح مطيع وغيرهم من المناضلين وعادوا ولم تتخذ ضدهم أية إجراءات انتقامية أو يتخليا عن العهد الذي قطعاه على نفسيهما.. ونسأل الله العلي القدير أن يتقبل شهداء الثورة اليمنية الموتى منهم والمفقودين في فسيح جناته وأن ينعم على المناضلين الأحياء بالرحمة والعافية والعمر الطويل وحياة سعيدة ومستقبل أفضل.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.