الرئيس العليمي: مليشيات الحوثي تواصل الهروب من استحقاق السلام ودفع روات الموظفين إلى خيار الحرب    تمييز وعنصرية.. اهتمام حوثي بالجرحى المنتمين للسلالة وترك الآخرين للموت    النقد الدولي: الذكاء الاصطناعي يضرب سوق العمل وسيؤثر على 60 % من الوظائف    مع استمرار هجمات المليشيات.. ولي العهد السعودي يدعو لوقف أي نشاط يؤثر على سلامة الملاحة البحرية    تحذيرات أُممية من مخاطر الأعاصير في خليج عدن والبحر العربي خلال الأيام القادمة مميز    السعودية تؤكد مواصلة تقديم المساعدات والدعم الاقتصادي لليمن    موقف بطولي.. مواطنون يواجهون قياديًا حوثيًا ومسلحيه خلال محاولته نهب أرضية أحدهم.. ومشرف المليشيات يلوذ بالفرار    إصابة مواطن ونجله جراء انفجار مقذوف من مخلفات المليشيات شمال لحج    اليونسكو تطلق دعوة لجمع البيانات بشأن الممتلكات الثقافية اليمنية المنهوبة والمهربة الى الخارج مميز    أسباب أزمة الخدمات في عدن... مالية أم سياسية؟؟!!    من يقتل شعب الجنوب اليوم لن يسلمه خارطة طريق غدآ    600 ألف دولار تسرق يوميا من وقود كهرباء عدن تساوي = 220 مليون سنويا(وثائق)    وعود الهلآّس بن مبارك ستلحق بصيف بن دغر البارد إن لم يقرنها بالعمل الجاد    يوفنتوس يتوج بلقب كأس إيطاليا للمرة ال15 في تاريخه    انطلاق أسبوع النزال لبطولة "أبوظبي إكستريم" (ADXC 4) في باريس    تغاريد حرة.. عن الانتظار الذي يستنزف الروح    المملكة المتحدة تعلن عن تعزيز تمويل المساعدات الغذائية لليمن    ترحيل أكثر من 16 ألف مغترب يمني من السعودية    وفاة طفل غرقا في إب بعد يومين من وفاة أربع فتيات بحادثة مماثلة    انهيار جنوني .. لريال اليمني يصل إلى أدنى مستوى منذ سنوات وقفزة خيالية للدولار والريال السعودي    عاجل: قبائل همدان بصنعاء تنتفض ضد مليشيات الحوثي وتسيطر على أطقم ومعدات حوثية دخلت القبيلة "شاهد"    سرّ السعادة الأبدية: مفتاح الجنة بانتظارك في 30 ثانية فقط!    هل تتجه المنطقة نحو تصعيد عسكري جديد؟ كاتب صحفي يكشف ان اليمن مفتاح اللغز    نهاية مأساوية لطبيبة سعودية بعد مناوبة في عملها لمدة 24 ساعة (الاسم والصور)    ظلام دامس يلف عدن: مشروع الكهرباء التجارية يلفظ أنفاسه الأخيرة تحت وطأة الأزمة!    نجل قيادي حوثي يعتدي على مواطن في إب ويحاول ابتزازه    البريمييرليغ: اليونايتد يتفوق على نيوكاسل    شاهد: مفاجأة من العصر الذهبي! رئيس يمني سابق كان ممثلا في المسرح وبدور إمراة    600 ألف فلسطيني نزحوا من رفح منذ تكثيف الهجوم الإسرائيلي    وصول دفعة الأمل العاشرة من مرضى سرطان الغدة الدرقية الى مصر للعلاج    تطور مفاجئ.. فريق سعودي يقدم عرضا ضخما لضم مبابي    اختتام البرنامج التدريبي لبناء قدرات الكوادر الشبابية في الحكومة    ياراعيات الغنم ..في زمن الانتر نت و بالخير!.    استعدادا لمواجهة البحرين.. المنتخب الوطني الأول يبدأ معسكره الداخلي في سيئون    بائعات "اللحوح" والمخبوزات في الشارع.. كسرن نظرة العيب لمجابهة تداعيات الفقر والجوع مميز    استقرار اسعار الذهب مع ترقب بيانات التضخم الأميركية    بمشاركة أهلي صنعاء.. تحديد موعد بطولة الأندية الخليجية    نيمار يتصدر معدل صناعة الفرص في الدوري السعودي رغم غيابه! (فيديو)    وزيرا المياه والصحة يبحثان مع البنك الدولي تمويل إضافي ب50 مليون دولار لمشروع رأس المال البشري مميز    صحة غزة: ارتفاع حصيلة الشهداء إلى 35 ألفا و233 منذ 7 أكتوبر    تسجيل مئات الحالات يومياً بالكوليرا وتوقعات أممية بإصابة ربع مليون يمني    دعوة مهمة للشرعية ستغري ''رأس المال الوطني'' لمغادرة صنعاء إلى عدن وتقلب الطاولة على الحوثيين    هل الشاعرُ شاعرٌ دائما؟ وهل غيرُ الشاعرِ شاعر أحيانا؟    لماذا منعت مسرحيات الكاتب المصري الشرقاوي "الحسين ثائرآ"    قطع الطريق المؤدي إلى ''يافع''.. ومناشدات بتدخل عاجل    قصص مدهشة وخواطر عجيبة تسر الخاطر وتسعد الناظر    وداعاً للمعاصي! خطوات سهلة وبسيطة تُقربك من الله.    ثنائية هالاند تُسحق ليفربول وتضع سيتي على عرش الدوري الإنجليزي!    وفاة امرأة وطفلها غرقًا في أحد البرك المائية في تعز    سنتكوم تعلن تدمير طائرتين مسيرتين وصاروخ مضاد للسفن فوق البحر الأحمر مميز    افتتاح مسجد السيدة زينب يعيد للقاهرة مكانتها التاريخية    أسرارٌ خفية وراء آية الكرسي قبل النوم تُذهلك!    الامم المتحدة: 30 ألف حالة كوليرا في اليمن وتوقعات ان تصل الى ربع مليون بحلول سبتمبر مميز    في افتتاح مسجد السيدة زينب.. السيسي: أهل بيت الرسول وجدوا الأمن والأمان بمصر(صور)    احذر.. هذه التغيرات في قدميك تدل على مشاكل بالكبد    دموع "صنعاء القديمة"    اشتراكي المضاربة يعقد اجتماعه الدوري    هناك في العرب هشام بن عمرو !    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



لماذا صار الطالب عدواً لكتابه المدرسي؟!
نشر في الجمهورية يوم 20 - 03 - 2010

للتعليم أهمية كبيرة في كل بلدان العالم من حيث تطوير وتجديد وتحديث مناهجها بصورة سهلة لمختلف المراحل التعليمية.. والتعليم في بلادنا يتم تجديد وتطوير مناهجه بصورة صعبة ومعقدة ومتشابهة ويتم توزيعه على المدارس، وهذه الأساليب في حد ذاتها قد تعيق من تقدم التعليم إلى الأمام وبذلك نعود للدوامة ذاتها إذ سيلجأ الطلاب لحفظ الكتب عن ظهر قلب وسيعتمد المعلم على الكتاب المقرر اعتماداً كلياً في الشرح وحينها نعود إلى معضلة المجتمع المتشابه المعضلة المتشبثة بالتعليم والتي تؤدي إلى جمود فكر الطالب لأن المفهوم السائد للمنهج المقرر هو ذاته لم يتغير إلى المستوى الأفضل فماهي فائدة التغيير إذن وكيف نضمن نجاح البرامج التعليمية الجديدة والخطط الإستراتيجية للتعليم؟! هذه السلبيات خلقت عقدة واحدة ألا وهي عقدة الطالب من الكتب وكراهيتها وتمزيقها في نهاية الاختبارات فماهي الأسباب التي تدفع الطالب إلى تمزيق كتابه المدرسي، هذا ما حاولنا الإجابة عليه من خلال جولة استطلاعية شملت الطلاب والمعنيين في الجهاز التربوي بالإضافة إلى ظاهرة تسرب الكتب في الأسواق في عدد من المدارس التقينا طلاب أساسي ثانوي ضمن مجموعات.. حيث قالت المجموعة الأولى حقيقة صعوبة وكثافة المنهج التعليمي المقرر شكل لنا عقدة نفرت بعضنا من التعليم ودفعت البعض الآخر إلى أن يلجأون إلى تمزيق ورمي الكتب بعد أن ينتهوا من الاختبارات.. وتقول المجموعة الثانية: إن معظم الطلبة يصورون المنهج الدراسي في ذهنهم بصورة إنسان معقد يخنقهم من رقابهم طوال العام مما جعلهم عاجزين عن التنفس وهذا المفهوم من وجهة نظر الأخصائيين في علم المناهج مصيبة تقتل عقول الطلاب ببطء وتقضي على إبداعاتهم ومواهبهم.
المجموعة الثالثة من الطالبات شاركن في هذا الاستطلاع قائلات:
نجد من أهوال يوم القيامة أن يلجأ طلبة المدارس إلى تقطيع ورمي الكتب بصورة بشعة وغير مألوفة وهذه ظاهرة غير حضارية تعطي صورة سيئة عن جميع الطلاب أمام الرأي العام ونحن طالبات المدارس إذ نعبر عن أسفنا لما يمارسه بعض من الطلاب من ممارسات خاطئة غير لائقة أدت إلى امتهان الكتب بهذا الشكل الغريب على مجتمعنا.
فالإهمال والاستهوان بالكتب مشكلة تواجه المجتمع وخطر يهدد التعليم عندما نسمع أن الكتب الدراسية تباع بالكيلو للباعة المتجولين وتباع بكميات كبيرة لسماسرة من التجار المقاولين لتهريبها خارج البلاد ليتم تصنيعها من جديد فهذه كارثة ومصيبة لموازنة الوزارة فنحن نصرخ بأعلى أصواتنا ونقول: أنقذوا كتبنا الدراسية من العبث ونطالب الجهات ذات العلاقة بسرعة التحري والقبض على المفسدين واتخاذ أقصى العقوبات ضدهم.
سنفعل الرقابة بشكل أفضل
طرحنا ظاهرة تمزيق الكتب بالإضافة إلى تسريبها في الأسواق أمام الأخ عبدالكريم الجنداري وكيل وزارة التربية لقطاع المشاريع والتجهيزات المدرسية فرد قائلاً: الكتب المدرسية يتم صرفها لمكاتب التربية والتعليم بالمحافظات وأمانة العاصمة وفقاً لخطة الاحتياج المرفوعة من قبل المكاتب بعد خصم ما يمكن استعادته من التلاميذ وهي نسبة لا تقل عن 35 % وكذلك خصم كميات الكتب المخزونة لدى المكاتب، إلا أن الوزارة تعمل على متابعة بيع الكتب المدرسية في الأسواق السوداء بالتعاون مع أجهزة الضبط.. مع الإشارة إلى أنه قد تم القبض على مجموعة من البائعين ومن يقومون بعملية تسريب الكتب المدرسية من أماكن مختلفة وأحيلت هذه القضايا إلى النيابات لكن وللأسف الشديد لم يتم اتخاذ أي إجراء حتى الآن من النيابة بإحالتها إلى المحاكم، وحتى يتم معرفة الأماكن التي تهرب منها الكتب المدرسية فقد ألزمت وزارة التربية والتعليم مطابع الكتاب المدرسي وابتداءً من العام الدراسي القادم 2010/2011م بطباعة أرقام متسلسلة للكتب المدرسية وحتى يتم التوزيع لكل محافظة بأرقام محددة ومن ثم أرقام لكل مديرية ومدرسة وبالتالي سيتضح من أي مدرسة خرجت الكتب.
هذه العملية ليست سهلة حيث وهي خالصة بهذا الغرض، كما أنها ستضيف أعباء على طباعة الكتاب المدرسي، ولكنها ستحدد رقابة أفضل، تعمل الوزارة جادة على تفعيل أكثر لاستعادة الكتب المدرسية وستقدم الوزارة لإنجاح هذا الأمر الكثير من الحوافز المادية للمدارس والطلاب والمحافظات والمديريات.
كما أن الوزارة بصدد مراجعة قرار استعادة الكتب.. وبالنسبة للرسوم المدرسية المخصصة كرسوم للكتب فلا يوجد رسوم مقابل الكتب المدرسية بل هي مجانية وإنما هناك إسهامات المجتمع حددها القانون.
المفروض على المدرسة استرجاع الكتب
ولكي نضع النقاط على الحروف حول ظاهرة تمزيق وبيع الكتب الدراسية لسماسرة من السوق السوداء التقينا الأستاذ عبدالكريم محمود مدير عام مكتب التربية والتعليم بتعز لمعرفة رأيه حول هذه القضية وقد بدأ حديثه بالقول: في الواقع أن الفئات العمرية الصغيرة بالفعل تمزق الكتب خلال العام الدارسي وهذا يكلفنا أن نوفر مالا يقل عن 50 % من احتياج المدارس من الكتب على أساس أن توفر المدارس 50 % من النسبة الباقية يتم استرجاعها من الطلاب والمفترض أن تسترجع المدارس الكتب كاملة دون نقص وإلا سنواجه مشكلة عجز كبيرة.. وفيما يتعلق بالكتب التي توجد هنا أو هناك في الأسواق فهي مسألة مستشرية ولا ندري من أين تسرب ولابد من بحث أسباب هذه الظاهرة ودراستها واتخاذ الإجراءات اللازمة لمكافحة سماسرة التهريب ونحن في مكتب التربية نتمنى أن تصلنا أي معلومات أو بيانات من هذا النوع تؤكد تورط الجهات الفاسدة إذا كان فعلاً توجد عمليات منظمة لبيع الكتاب أو تصريفه للأسواق بشكل أو بآخر فنحن جاهزون لاتخاذ الإجراءات الكفيلة لردع مثل هؤلاء السماسرة ونتمنى من أصحاب الضمائر الحية التي تعلم أن هناك جهات أو أشخاصاً يعملون على تهريب أو بيع الكتب الدراسية أن تتعاون معنا في كشف وتحديد هذه الجهات أو الأشخاص حتى نتمكن من معاقبتهم وفقاً للقوانين واللوائح اللازمة.. ومسألة أن الطلاب هم أنفسهم يقومون ببيع الكتب فهم قلة محدودة جداً ولا ينبغي أن نعمم هذا الكلام على الطلاب الدارسين والطالب ملزم بإعادة المنهج كاملاً ولا يمكن إطلاقاً أن يستلم كتب العام القادم إلا بإرجاع ما لديه من كتب والمدارس ملزمة بتنفيذ هذه الآلية.
أكرر ثانية وأقول: لا يمكن أن نتهم 780 ألف طالب في المحافظة ونقول إنهم يبيعون أو يعبثون بالكتب ومن الوارد أن توجد بعض الحالات من هذا الرقم لا تتعدى واحداً من الألف من طلاب الفصول الابتدائية.. ونحن نقدر أهمية ما طرحته الجمهورية في هذا الموضوع ونتمنى أن تكشف مكامن العابثين بالكتب الدراسية وإن شاء الله سنقوم بكل ما يجب علينا.
أهمية التوعية
أما الأخ عادل العليمي مدير مكتب التربية بمديرية المظفر فقد تحدث عن الظاهرة قائلاً: إن إعداد الكتاب قد يمر بمراحل عديدة وفق أسس علمية تربوية فإن الكتاب يحظى بأهمية بالغة ولذا يجب علينا المحافظة عليه وعدم تمزيقه أو استخدام أوراق الكتاب في بعض المواد الغذائية ولذا يجب أن يكون الكتاب المدرسي له أهمية من قبل الطلاب والمدرسين وأولياء أمور الطلاب وتوعيتهم بذلك.. كما أن هذا الكتاب يحتوي على العديد من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية وعلى وزارة التربية والتعليم أن تتابع عملية بيعه على الأرصفة في الشوارع ومحاسبة القائمين على ذلك ويجب أن يكون الكتاب المدرسي في المدرسة بيد الطالب لا في الشارع وعربات الباعة ويجب ألا نغفل بأن هذا الكتاب قد كلف الدولة مبالغ طائلة في عملية الإعداد والإخراج، ويجب أن لا نغفل دور المجتمع في التوعية وأن يكون هناك إجراء حازم ضد من يقوم بعملية بيع الكتاب المدرسي أو تمزيقه أو استخدامه الاستخدام السيئ ولا بد من تضافر الجهود في الحفاظ على هذا المصدر المهم للطالب الذي يستنير به ويكسبه المعرفة العلمية ويعمل على تنمية المهارات لدى الطلاب.
غياب الرقابة الذاتية والمهنية
من جانبه تحدث فؤاد حسان مدير التوجيه بمكتب التربية بتعز عن ظاهرة تمزيق الكتب قائلاً: حقيقة يأتي رمي وتمزيق الكتب المدرسية وتسريبها في الأسواق لدى الباعة المتجولين في ظل عدم الاهتمام بالكتاب وعدم وجود الرقابة الذاتية والرقابة المهنية وهذه من الأسباب الرئيسية لتفشي هذه الظاهرة.. وعدم استرجاع الكتب الدراسية الخاصة بالفصول التعليمية من الطلاب وخاصة المرحلة الابتدائية من الأسباب التي أدت إلى وجود عجز بنسبة 50 % نتيجة تمزيقها وإتلافها لعدم وعي الطالب والمعلم والإدارة المدرسية والأسرة في الحفاظ على الكتب والمشكلة أن وزارة التربية والتعليم وضعت نظاماً بإلزام الطالب بدفع قيمة الكتاب الذي لم يسترجع لمخازن المدارس في نهاية كل عام والتسعيرة محددة لكل كتاب داخل كل غلاف والمؤسف لم يطبق هذا النظام لصالح الدولة بل إن قرار دفع القيمة استخدم بشكل سيئ من قبل الإدارات المدرسية وأصبحت عملية الجوانب المالية التي يدفعها الطلاب ثمناً للكتاب، تذهب لجيوب مدراء المدارس وهذا كسب غير مشروع لهم والدولة وللأسف غير مهتمة بذلك وهذا أتاح للإدارات المدرسية فرصة التلاعب بالمبالغ المالية.. وعندما استدركت وزارة التربية والتعليم الأمر ألغت هذا النظام وعملت على إعادة النظر في تغيير وتحديث وتطوير المناهج الدراسية بشكل كامل ولكن وللأسف لم تسترجع الكتب القديمة من مخازن المدارس حتى لا تتسرب إلى الأسواق ويتم إعادتها إلى مطابع الوزارة وهذا أتاح للمفسدين بيع الكتب المنتهية والقديمة بكميات هائلة لسماسرة من التجار المقاولين بأسعار زهيدة ليتم بيعها للدول التي تستطيع إعادة تصنيعها وبأسعار باهظة..وبدورنا نتساءل: لماذا لا تقوم وزارة التربية والتعليم بسحب الكتب القديمة وتعيد عملية تصنيعها من جديد طالما ولديها مطابع للمناهج المدرسية في صنعاء وحضرموت وعدن بدلاً عما تستورد الدولة أوراقاً جديدة بالعملة الصعبة وتكلف الاقتصاد الوطني ما لا يحتمل ولا ندري أن هذا التسبب واللامبالاة هو نتيجة لعدم وجود السياسة الواضحة للوزارة تجاه الكتاب أم ماذا.
ينبغي التوعية من خلال الطابور المدرسي
الأخ عبده أحمد همدان رئيس شعبة المشاريع والتجهيزات المدرسية بمكتب التربية بتعز شارك في هذا الاستطلاع قائلاً: موضوع تسريب وتمزيق الكتب قضية مهمة يجب أن ينتبه لها وتعرف مكامن تسريب الكتب وبيعها في الأسواق ويعاقب مدراء مدارسنا التعليمية لتقصيرهم في توعية طلابهم بأهمية الكتاب والحفاظ عليه وهذه اللامبالاة دفعت بعضاً من الطلاب من مختلف المراحل الدراسية لتقطيع ورمي الكتب غير مدركين أنها تكلف الدولة في طباعتها ملايين الريالات، هذا جانب.
الجانب الثاني عدم متابعة الإدارات المدرسية لطلاب المرحلة الابتدائية باسترجاع الكتب المدرسية كاملة شكل لنا أزمة وعجزاً بنسبة 50 % والتي يتم استرجاعها من طلبة المرحلة الإعدادية والثانوية لا تتعدى 50 % أيضاً مقطعة ومشخبطة بصورة غير لائقة وهذا ما نعاني منه سنوياً ويتم تغطية العجز من مخازن التربية بنسبة 50 % من الكتب الجديدة.
وللحد من هذه الظاهرة السيئة أطرح النقاط التالية:
إلزام مدراء المدارس بتوعية طلابهم بأهمية الكتب خلال الطابور يومياً.
استرجاع الكتب الدراسية من جميع الطلاب كاملة نظيفة ومغلفة بحيث لا تشكل عبئاً كبيراً لإدارات المدارس خلال بداية العام الدراسي.
عدم تسليم النتيجة آخر العام لأي طالب كان من كان إذا ضيع الكتب أو قطعها خلال العام الدراسي.
متابعة ضعاف النفوس الذين يسربون المناهج الدراسية إلى الأسواق واتخاذ الإجراءات الثانوية الصارمة ضدهم.
ضبط سماسرة بيع الكتب ومراقبة الموانئ والسفن التي تنقل الكتب إلى خارج البلاد حتى لا تشكل عجزاً لموازنة التربية والاقتصاد الوطني للدولة.
عوامل عديدة
وحول هذه الظاهرة تحدث الأخ عبدالقوي المخلافي أمين مكتبة ثانوية تعز قائلاً:
لا شك أن عملية تمزيق الكتاب المدرسي ترجع إلى عدة عوامل يشترك فيها أطراف كثيرة ابتداءً من الوزارة مروراً بمكاتبها وإدارات المدارس وانتهاءً بالطالب وأسرته ويمكن إيجاز هذه العوامل بما يلي:
نجد أن الكتب المدرسية يتم طباعتها وتجليدها بنوعية من الأوراق الرديئة التي تفتقر إلى معايير الجودة الجيدة وهذا عامل ساعد الطلاب على تمزيق كتبهم.
عدم وجود النصائح والإرشادات على أغلفة الكتب الدراسية التي توعي الطالب بأهمية الكتب وتضمن صيانتها من التمزيق.
تفتقر الكتب للمسات الفنية الجذابة التي تقرب الطالب إلى حب الكتب والحفاظ عليها طوال العام.
عملية تخريم الكتب أثناء طباعتها تتم بصورة غير جيدة ولا تخضع للرقابة وهذا عامل يساعد على تمزيق الكتب قبل وصولها إلى يد الطالب.
تخزين الكتب في مخازن معرضة للرطوبة وانتشار الأرضة فيها التي تؤدي إلى تآكل وتلف الكتب.
غياب الإجراءات العقابية ضد الطلاب الذين يقومون بتمزيق الكتب.
غياب الآلية الجماعية في عملية تنظيم وترتيب الكتب أثناء استرجاعها من الطلاب وإحاطة عملية الاسترجاع على عاتق المسئول في المخازن بمفرده.
تفشي ظاهرة الغش في الاختبارات تغري الطلاب بتمزيق الكتب ورميها بعد الانتهاء من الامتحانات في ساحات المدارس وهذا ما يحدث في كل عام.
غياب الوعي الأسري الاجتماعي بأهمية الكتب وما يترتب على ذلك من عواقب وتبعات تلحق الضرر بالطالب والمجتمع والدولة.
الإعلام التربوي
يقول الأخ أحمد شرف القدسي موجه اللغة العربية: نحن أمام قضية ساهم فيها كل من الطالب والمعلم والمدرسة وولي الأمر ناهيك عن القصور أو الافتقار إلى الإعلام التربوي الذي يجب أن يسخر لمعالجة مثل هذه القضايا والذي يتمثل في الصحافة والإذاعة سواء كانت العامة أو المدرسية أو التلفزيون وهناك قضية تسريب الكتاب المدرسي وبيعه في السوق السوداء فهذا يعود إلى الفساد الإداري الجاثم في مكاتب التربية أو في المدارس حيث يتم إخراج هذه الكتب وبيعها في السوق وغالباً ماتخرج من مخازن مكاتب التربية أو المدارس دون محاسبة المفسدين والعابثين في المال العام فإغفال الرقابة والمحاسبة تولد السرقة والنهب والعبث بالمال العام في الوقت الذي يكون فيه الطالب محروماً من هذه الكتب في العديد من مناطق الجمهورية.
أسلوب خاطئ
عبدالله عبدالوهاب القباطي أمين المكتبة الثقافية بتعز يشير إلى أن هناك الكثير من الأمور التي شجعت الطالب على تمزيق الكتب دون مراعاة الضمير أو الوازع الديني امتد ذلك التمزيق ليطال مقاطع السور للقرآن الكريم نجدها هنا أو هناك أثناء الامتحانات ويفند أسباب ذلك:
الكثافة الطلابية حيث يصعب على أمين المخازن فحص الكتب الممزقة من السليمة أثناء الإعادة..عدم متابعة أولياء الأمور لأبنائهم خلال العام الدراسي حيث وإن هذه الظاهرة يستطيع أن يكشفها الأب أو الأم حتى وإن كان أمياً.
تفشي ظاهرة الغش وعدم وجود ميثاق تربوي يلزم ويردع ضعفاء النفوس الذين يسهمون في ذلك.. سعر الكتاب الزهيد والذي يسرب من مخازن التربية ويباع على الأرصفة بسعر مخجل لايساوي ثمن طباعته الحقيقية.. إن الشيء المؤلم والذي يندى له جبين كل تربوي وولي أمر مسئول أن تجد هذه الظاهرة في المرحلة الثانوية اكثر تفشياً منها في المرحلة الأساسية مما يستدعي التفكير والوقوف بجدية وطرح السؤال التالي: لماذا أصبح الطالب في هذه المرحلة عدواً لكتابه قبل عقله؟!
فالعقل إن جاز التعبير ملك لك.
لكن الكتاب ملك عام للجميع...!
وأخيراً أقول: هناك حلول كثيرة نستطيع أن نقوم بها لحل هذه الظاهرة السيئة ولكن قبل ذلك أناشد أولاً إدارات كل المدارس بالقيام بأول خطوة وهي:
استدعاء مجلس الآباء وأولياء أمور الطلاب ولو بشكل مجموعات عبر جداول يومية وإطلاعهم على الكتب التالفة سنوياً وعددها ليعرفوا كم من الأموال تهدر سنوياً وكم من أبناء في مدارس أخرى خصوصاً المدارس الريفية لايجدون الكتب المدرسية نتيجة للعجز بينما تمزق في مدارس ذات كثافة طلابية ويقفوا وقفة مسئولة ويتذكروا “أن الظلم ظلمات يوم القيمامة”.
الظاهرة ليست لأول مرة
وأخيراً بعد كل هذا اللت والعجين المتعلق بكل المفاهيم المطروحة حول تمزيق وتسريب الكتب المدرسية يحدثنا الدكتور عبدالرزاق محمود الهيتي أخصائي علم المناهج رئيس قسم الاجتماع بكلية الآداب بتعز من وجهة نظر اجتماعية حيث يقول: نحن في علم الاجتماع نميل إلى تفسير أي ظاهرة اجتماعية لأكثر من تفسير بمعنى لايمكن أن نقول إن ظاهرة تمزيق ورمي الكتب المدرسية وظهورها في الأسواق لدى البائعين المتجولين حدثت لأول مرة وإنما لها مجموعة من العوامل تساهم في خلق مثل هذه الظاهرة وكثير من الناس يلاحظون ظاهرة عدم الاهتمام بالكتاب المدرسي أو استخدامه في غير مجالات استخدامه الحقيقية بمعنى أن هذا الكتاب نجده لدى أصحاب العربيات المتجولة وغيرها من محلات البطاط والزعقة والحلوى والمؤسف أن الطالب لايهتم بالكتاب من أول يوم يستلمه حتى نهاية العام ولا يستخدمه الاستخدام الصحيح وأنا أميل إلى تحليل هذه الظاهرة لأكثر من سبب دون تحديد مستوى الأهمية وأضع اللوم في المقدمة على وزارة التربية والتعليم كونها المسئولة عن مطابع الكتب لأنها غير مهتمة أصلاً بالكتاب بدليل أن كثيراً من الكتب ممكن أن تتقطع بعد يومين من طباعتها لأن الورق المستخدم في الطباعة ليس من النوع الجيد.
الناحية الثانية نلاحظ في كثير من الكتب أخطاء مطبعية ولغوية كثيرة ومدبس بشكل غير جيد وبصورة رديئة وهذا يساعد على تمزيقه بسرعة.
ألوم المعلم في المقدمة
وأضاف الدكتور الهيتي:
أعود للبداية التي هي المدرسة لأن الغريب في المدارس أنها لاتهتم بنقل الكتاب من مخازن التربية إلى مخازنها بصورة جيدة ولاتستخدم الكتب أمام الطلبة أنفسهم بطريقة علمية ودقيقة وصحيحة وقد شاهدت في أكثر من مرة أن بعضاً من المعلمين يرمون بالكتب أثناء توزيعها للطلبة وداخل الفصول واضع اللوم على المعلمين والمدرسين في المقدمة لأن مثل هذا الأسلوب يعطي فكرة للطالب توحي له أنه إذا كان المعلم يتعامل بهذا المستوى فكيف بالطالب الذي تنقصه التوعية بأهمية الكتاب وبالتأكيد سيتصرف الطالب بنفس أسلوب المدرس ويتعامل مع الكتاب بنفس الشكل.. وعندما أنزل إلى الحلقات الأخرى التي هي الطالب نفسه نجده وللأسف لايهتم كثيراً بالكتاب وكثيرة منها مشخبطة بقصائد غزل وحب وأغان ورسومات غير مدرك أن الكتاب له قيمة وأهمية وأخص بالذكر طلبة المرحلة الثانوية الذين يلجأون أثناء تأدية اختباراتهم في نهاية العام إلى تقطيع الكتب ورميها في الشوارع انتقاماً منها لأنها أتعبتهم وأسهرتهم كثيراً.. أيضاً أضع اللوم على الأسرة لأن لها دوراً في توعية الأبناء بأهمية الكتب، هذا الدور مفقود في كثير من الأسر والمكتبة غير موجودة داخل كثير من البيوت وهذا يوحي للأبناء داخل الأسرة أن الكتاب غير مهم وهذه السلوكيات ظاهرة والكل مسئولون عنها وفي المقدمة الإعلام فللإعلام دور مهم في التوعية من خلال البرامج والمسلسلات والأفلام التلفزيونية الهادفة المؤثرة على الطالب وتعطيه صورة يميز من خلالها الصح من الغلط وبالتالي تستوطن هذه السلوكيات داخل نفس الطالب وتنعكس على تعاملهم مع الكتاب.
كيفية التعامل مع الكتاب
ويواصل الدكتور الهيتي حديثه:قائلاً : هناك مسألة أخرى مهمة وهي أن أبناءنا الطلاب يواجهون مشكلة في التعليم داخل المدارس وللأمانة وأعني أن التعليم ليس كلمات أو أفكاراً أو معلومات نعطيها للطالب فقط وإنما التعليم هو جو مدرسي يفترض أن نخلق هذا الجو حتى نخلق طالباً فعلاً مجداً ومثابراً ومن بين الجو المدرسي أيضاً كيفية التعامل مع الكتاب والمدارس كلها ينعدم فيها الاهتمام بالكتاب ولم يكن لها أي دور يذكر في توعية الطلاب بأهمية الكتاب كمصدر للمعرفة والعلم وبالتالي يحتاج الطلاب للتوعية بأهمية التعامل مع الكتاب بشكل لطيف خاصة وبلادنا محدودة الموارد وعلينا أن نوظف مواردنا بالشكل العلمي الذي يخدم هذه الأجيال والأجيال القادمة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.