أكدت الفعاليات السياسية وعدد من المنظمات الجماهيرية أن مبادرة اليمن لإنشاء اتحاد عربي في مؤتمر القمة العربية ال22 المنعقدة في مدينة سرت بليبيا، كانت أبرز أحداث القمة وتخطت حالات اليأس والإحباط التي أحاطت بالقمم العربية المتعاقبة للقادة العرب منذ 21 عاماً. وأشارت الفعاليات إلى أن مبادرة رئيس الجمهورية جاءت من منطلق إدراكه للعلاقة القائمة بين الأمن القومي القطري للوحدة السياسية في اليمن والأمن القومي العربي واللذين يعكسان سلباً أو إيجاباً على بعضهما البعض وضرورة الحفاظ عليها وصيانتها من التدخلات الإقليمية. وأضافت الفعاليات :إن اليمن بموقعه الجغرافي يلعب دوراً في مربعين أساسيين هما حرية المصالح القومية والذود عنها من خلال الدفاع عن وحدة الصف الفلسطيني وإدانة ممارسات الكيان الصهيوني بتقوية البؤر النضالية المتمثلة بالفصائل الفلسطينية المختلفة والتي بانقسامها تضعف جذوة النضال في الصف الفلسطيني. وأكدت أن رئيس الجمهورية حرص على توحيد الصف الفلسطيني كهدف استراتيجي يصب في خانة تقوية عرى التضامن والوحدة العربية في ساحات النضال التحرري في قلب قضية الأمة العربية والفلسطينية. ووصفت الفعاليات كلمة رئيس الجمهورية في القمة ب«التاريخية» والتي حازت يومها على نصيب الأسد من التغطية الإخبارية، والمبادرة اليمنية بأنها الشمعة المضيئة في العمل العربي المشترك خلال تداولات القمم العربية مجتمعة. وأشارت الفعاليات إلى أن فخامة رئيس الجمهورية من القيادات التي تستند في حضورها بالقمة العربية على الشرعية الشعبية والديمقراطية المختارة من الشعب عن طريق الانتخابات التشريعية، لذا كان له احترام وتقدير كبيرين على مستوى القيادات. وثمنت القيادة العروبية التي يتحلى بها فخامة الرئيس عند تمثيله اليمن في المحافل الدولية كما ثمنت تدارك مبادراته حل بعض مشاكل البلاد العربية التي تنبع من قاعدة ما يؤثر في الجزء يؤثر في الكل. إلى ذلك قال الأخ الدكتور أبوبكر القربي- وزير الخارجية : إن قمة سرت كانت ناجحة بمختلف المقاييس حيث شهدت اجتماعاتها المغلقة عدة مصالحات بين الزعماء العرب وطرحت فيها العديد من القضايا المهمة سواء ما يتعلق بحل الخلافات العربية العربية أم بتطوير العمل العربي المشترك. وأضاف الدكتور القربي: إن مبادرة اليمن لإنشاء الاتحاد العربي استحوذت على اهتمام واسع من قبل الشارع العربي ومن قبل القادة العرب الذين اتفقوا على تشكيل لجنة خماسية عربية تتكون من قادة اليمن وليبيا ومصر والعراق وقطر لمناقشتها مع مشاريع أخرى مما يدل على اهتمامهم بها لأنها لامست الهموم العربية والواقع الصعب وأهمية الخروج منه ، مشيراً إلى أنه تم الاتفاق على التنسيق مع الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى على إجراء مشاورات قريبة لعقد أول اجتماع للجنة الخماسية لتطوير العمل العربي وتحديد مستويات تمثيلها للنظر في آليات تفعيل العمل العربي المشترك انطلاقاً من المبادرة اليمنية التي تدعو إلى قيام اتحاد للدول العربية . وأوضح الدكتور القربي في تصريح لموقع «سبتمبرنت»: إنه تم تناول القرار الخاص بحل الخلافات العربية - العربية التي تقدمت به سوريا، إلى جانب القضية الفلسطينية التي كانت حاضرة في كل الاجتماعات وصدرت فيها مجموعة من القرارات التي تدعو إلى المصالحة بين الأطراف الفلسطينية ودعم الصمود الفلسطيني خاصة فيما يتعلق بالدفاع عن القدس والحفاظ على هويتها العربية والإسلامية والمسيحية واعتبار أن كل الإجراءات التي تقوم بها إسرائيل خارجة عن القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية.