قبل أن نذهب إلى مستشفى الشهيد العلفي بمدينة الحديدة الذي يعتبر من أقدم المستشفيات في المحافظة وعلى مستوى الجمهورية كنا نعتقد أننا سنذهب إلى صرح طبي يحظى باهتمام خاص يليق بمكانته التاريخية متوفر فيه أحدث الأجهزة والمستلزمات الطبية ذات التقنية المتطورة والكادر المتخصص والمؤهل, ولكن للأسف الإمكانيات الموجودة والمستشفى بشكل عام ليس بالمستوى الذي يجب أن يكون.مشكلة الجهة الخلفية ولجنا المستشفى من الباب الخلفي فوجدنا العجب المبنى من الجهة الخلفية أصبح شبه آيل للسقوط تهيمن عليه العشوائية في نظام الدخول والخروج والأمراض مكتظون في أروقة وغرف المستشفى, النظافة خارج وداخل المستشفى رديئة جدا. إمكانيات ليست متوفرة أثناء تجولنا في بعض الأقسام بصحبة الدكتور فواز مرشد الكهالي نائب مدير المستشفى وجدنا ان الإمكانيات ليست متوفرة كما يجب في بعض الأقسام والازدحام كما هو حال المستشفيات العامة في المدن الرئيسية وكذلك الخدمات والاهتمام والرعاية, الدكتور فواز قال ان وضع المستشفى حاليا تحسن إلى حد ما أفضل مما كان عليه في السابق نتيجة التوسعات وأعمال التحديث والتحسين التي شهدها المستشفى مؤخرا ورغم ذلك إمكانيات المستشفى ما تزال ضعيفة في بعض الأقسام ليست مكتملة ولاتلبي الخدمات التي يقدمها المستشفى, حاليا المستشفى بحاجة إلى توفر كادر طبي متخصص ومؤهل والى توفير الأجهزة الحديثة لبعض الأقسام واستكمال ما تبقى من التخصصات. توسعات جديدة ويشير الدكتور فواز إلى ان المستشفى شهد خلال الفترة الماضية الأخيرة اهتماماً من قبل وزارة الصحة العامة والسكان وقيادة المجلس المحلي بالمحافظة حيث شهد المستشفى مؤخراً أعمال توسعة لبعض الأقسام وافتتاح أقسام وتخصصات جديدة وتم إعادة صيانة وتجهيز وتوسعة غرف العمليات وأجنحة الرقود، وتم افتتاح وتشغيل أقسام الإسعافات ومبنى الطوارىء الجديد كما تم افتتاح عيادات خارجية جديدة مثل عيادة المخ والأعصاب وعيادة النساء والولادة وعيادة إعادة تأهيل قسم الأسنان بالإضافة إلى العيادات الخارجية الموجودة وتم إعادة ترتيب العيادات الخارجية بحيث تكون متقاربة وتم تكييف ممر العيادات. وقال الدكتور فواز الكهالي نائب مدير المستشفى:هذه العيادات تعمل تحت إشراف عدد كبير من الأطباء الاستشاريين والاختصاصيين, كما تم ترميم المختبر الذي كان متهالكاً وقبل ستة أشهر وصلت أجهزة ب 106 ملايين عن طريق وزارة الصحة وهذه سوف تشكل نقلة نوعية للمستشفى عند تركيبها والعمل بها كما تم أيضا تأثيث غرف العمليات وتوفير الأجهزة اللازمة وتوفير غرفة عناية مركزة مع متطلباتها. أيضا من ضمن التوسعات التي شهدتها مستشفى العلفي مؤخرا افتتاح قسم خاص بالمستشفى وسميناه قسم الدكتور حشابرة كونه أقدم دكتور في المستشفى والمحافظة. وتم إعادة تشغيل المولد الكهربائي الخاص بالمستشفى وكان معطلاً منذ أكثر من عشر سنوات من إمكانيات المستشفى المحدودة. وهناك مشروع جديد عبارة عن مبنى لقسم العيون والأسنان والمغسلة والمطبخ بتمويل من المجالس المحلية وقد اعتمد في نهاية 2009م وحاليا هو قيد الإنشاء. تأتي هذه التوسعات واعمال التحديث حسب قول نائب مدير المستشفى بهدف تحسين جودة الخدمات المقدمة وتوفير العناية اللازمة للمرضى الوافدين إلى المستشفى من المحافظة والمحافظات المجاورة, والارتقاء بمستوى أدائها هي من الأسس والأهداف المهمة التي سعت الإدارة لتحقيقها. الطوارىء أهم إنجاز ويعتبر الدكتور فواز الكهالي نائب مدير مستشفى العلفي افتتاح وتجهيز مبنى الطوارىء من أهم الانجازات التي تحققت في المستشفى وقال: يعتبر مبنى الطوارىء أهم واكبر انجاز تم في المستشفى بجهود ذاتية وحسب ما هو متوفر لدينا وهو المركز الوحيد في الحديدة ويستقبل أمراضاً من مختلف مديريات محافظة الحديدة ومن خمس محافظات مجاورة لمحافظة الحديدة هي حجة، ريمة، المحويت صعدة ذمار. وأشار إلى أن مركز الطوارىء يعمل على مدار الساعة يتكون من غرفتي عمليات كبرى وصغرى ومختبر وبنك للدم ورقود لرجال وآخر للنساء في كل قسم عشرة أسرة وغرفة استراحة للأطباء وغرفة استقبال وغرفة مجارحة وكشافة مركزية وكشافة موبيل متحركة وقد تم تجهيز مركز الطوارىء بالأجهزة الحديثة. وقال الكهالي: قبل افتتاح هذا المركز كان يوجد قسم للطوارىء ولكنه كان مقفلاً وليس مؤثثاً وقد ظل المستشفى لسنوات بدون قسم طوارىء ولا عيادات خارجية الآن تم فتح عيادات خارجية بجميع الأقسام. حاليا المركز يعمل شبه منفصل عن المستشفى ولكن يواجه صعوبات أهمها عدم وجود موازنة تشغيلية معتمدة خاصة بالمركز وهذا ما نأمله من السلطة المحلية. وأضاف الدكتور فواز: مركز الطوارىء يقوم بتقديم المعاينة مجانا وإجراء بعض العمليات الإسعافية مجانا ومختلف الخدمات الطبية, حيث ماتزال موازنة المستشفى كما هي وبافتتاح مركز الطوارىء بلاشك يتطلب ضرورة اعتماد موازنة خاصة بالطوارىء كما هو حال المستشفيات الحكومية الأخرى. مشاكل كثيرة ورغم ذلك أكد الدكتور فواز الكهالي نائب مدير المستشفى ان المستشفى ما يزال يعاني كثيراً من المشاكل والصعوبات وما تزال تنقصه الكثير من الأشياء رغم التحديثات والتوسعات التي حصلت مؤخرا. فبالنسبة لمبنى المستشفى من الجهة الغربية الذي أصبح شبه آيل للسقوط قال الدكتور فواز: انه خارج نطاق الخدمة منذ أكثر من ثلاث سنوات نظرا لتساقط أجزاء من المبنى الذي يتكون من ثلاثة ادوار, وحاليا تجري أعمال ترميم للجهة الشرقية لمبنى المستشفى. وعود بمبنى جديد ونظرا لتدهور مبنى المستشفى الحالي قال الدكتور فواز: ان هناك وعداً بمبنى جديد بالكامل حيث سيتم هدم المبنى الحالي كونه قديماً جداً وعملية المتابعة مستمرة لتنفيذ الوعد نتمنى ان يتم بأسرع وقت ممكن. ضعف الموازنة كما أكد نائب مدير مستشفى العلفي أن من أهم مشاكل المستشفى ضعف وشحة الموازنة التشغيلية وقال هذه مشكلة يعاني منها أي مستشفى حكومي في الجمهورية حيث الموازنة الحالية لا تتوافق مع ما يقدمه المستشفى من خدمات طبية وصحية وحجم الإقبال عليه كبير يفوق إمكانياته وقدرته الاستيعابية وكما هو معروف هناك زيادة في كثافة السكان ومتطلبات المجتمع ومشاكله وسوء الظروف المعيشية مما أدى إلى تفشي الأمراض والمشاكل وحوادث السير هذه كلها تحتاج إلى توفر موازنة تشغيلية تفي بالأعمال التي يقوم بها المستشفى. وأضاف: حاليا الموازنة تقريبا خمسة ملايين ونصف شهريا تصرف على عدة بنود مثل بند التغذية والملابس للمرضى وهذه تصل إلى مليوني ريال, بند الصيانة مليون ومائة ألف ريال, بند النظافة ست مائة ألف ريال, بند العلاجات والمستلزمات الطبية حوالي مليون ومائة ألف ريال وهذا مبلغ ضئيل لايكفي، المستشفى يصرف في هذا البند فقط أكثر من ثلاثة ملايين ريال وتكون الزيادة على ما هو معتمد من فاعلي الخير من دعم المؤسسات الخيرية والبعثات والمنظمات الدولية. مشكلة الصيانة وتواجه المستشفى أيضا مشكلة مهمة في ما يتعلق بالصيانة يقول الدكتور فواز: بند الصيانة من الموازنة لا يغطي أعمال الصيانة واغلب الأجهزة الموجودة قديمة والموازنة المعتمدة قديمة حاليا أعمال الصيانة تكاليفها مرتفعة وكبيرة فعندما تصل أجهزة حديثة هذه تتطلب صيانة تكاليفها كبيرة والموازنة لاتكفي فنضطر إلى الأخذ من التحسين، هذه كلها تؤثر على المستشفى بشكل عام. العمليات الجراحية وبالنسبة للعمليات التي تقام في المستشفى قال انه تقام من ابسط عملية إلى اكبر عملية حتى المخ والأعصاب ونقوم بعمليات استئصال أورام الجهاز الهضمي وهناك عمليات نادرة أجريت في المستشفى. يشار إلى ان إجمالي عدد العمليات الجراحية التي أجريت بمستشفى الشهيد العلفي في مدينة الحديدة خلال العام الماضي 2009م بلغت 904 عملية منها 440 عملية كبرى و326 متوسطة و138 صغرى, أكثر العمليات أجريت خلال شهري مايو وأكتوبر ففي شهر مايو فقط أجريت 114 عملية وفي شهر أكتوبر أجريت 112 عملية واقل شهر كان شهر سبتمبر أجريت فيه 35 عملية فقط. نقص الكادر المتخصص إمكانيات المستشفى قال إنها ليست بالمستوى المطلوب أهم ما ينقص المستشفى الكادر المتخصص والمؤهل هناك شحة في الكادر حتى المستشفيات الخاصة يشكون من شحة الكادر فما بالك المستشفيات الحكومية فالكادر الحالي لا يلبي المتطلبات الحالية اغلب الكادر المؤهل يوجد إما في صنعاء أو في الخارج, ويعتبر سبب هروب أو غياب الكادر وتمركزه في العاصمة أو في الخارج عدم وجود الحوافز والمميزات فهذه لا توجد وان وجدت فهي ضعيفة. إمكانيات مالية شحيحة وبالنسبة للإمكانيات المالية فهي شحيحة حسب قوله وأضاف: المستشفى حاليا يتطلب إعادة هيكلة الكادر فالمستشفى قديم جدا فمستشفى العلفي اعتقد انه يعتبر أول مستشفى في الجمهورية, أيضا ليست جميع الأقسام متوفرة في المستشفى، هناك أقسام مهمة ليست موجودة مثل التوليد, الحالات النفسية والعصبية وهناك مجالات كثيرة حتى في التخصصات المعروفة مثل الأنف والأذن والحنجرة وفي الأخير نقول انه في أي مستشفى مشكلة الكادر المتخصص موجودة الكل يعاني. دعم مركزي متأخر وعن الدعم المركزي المقدم للمستشفى من وزارة الصحة قال الدكتور الكهالي: يوجد دعم ولايمكن ان نقول انه يوجد تقصير من الوزارة المشكلة انه أحيانا الدعم المركزي يتأخر كثيراً وأيضا الطلبات لم تكن مستوفاة كما يجب بالإضافة إلى أنها تأخذ وقتاً كبيراً في إجراء المناقصات وشراء الأجهزة وتركيبها وتشغيلها. غياب الدعم المحلي وحول الدعم المقدم من السلطة المحلية قال: حاليا لا يوجد دعم من السلطة المحلية طلبنا منهم اعتماد موازنة لقسم الإسعاف، هناك وعود بالدعم والمتطلبات المقدمة من المستشفى للسلطة المحلية توفر الجزء اليسير منها الأمور المالية تعيق سير كثير من الأعمال, المستشفى يعتمد على الموازنة المعتمدة وهي ضعيفة جدا ودخل التحسين الذي يحصل عليه المستشفى 40 % منه يذهب للكادر والباقي يتم توجيهه لمتطلبات المستشفى المختلفة. خطط مستقبلية وعندما سألنا الدكتور فواز الكهالي نائب مدير المستشفى عن الطموحات والخطط المستقبلية قال: لدى إدارة المستشفى عدد من الخطط والبرامج أهمها مواصلة أعمال التوسع والتحديث وبناء دور إضافي فوق مبنى الطوارىء، أيضا نهدف إلى افتتاح أقسام نوعية فيه، ورفده بأحدث الأجهزة والمعدات الضرورية. نشاط 2009م في التقرير السنوي لأنشطة وخدمات مستشفى العلفي للعام 2009م أشارت إحصائيات قسم الطوارىء إلى أن عدد الوافدين والرقود والعمليات بلغت (49025) حالة. وبلغت إجمالي عدد الحوادث التي وصلت إلى المستشفى (8066) حادثاً منها (2942) حادثاً مرورياً وبقية الحوادث ما بين حروق, وشجار, سقوط, غرق, انتحار, ورصاص. وبالنسبة للوفيات في قسم الطوارىء بلغ عددها (577) وفاة. هذا فيما يخص قسم الطوارىء وفيما يخص بقية أقسام المستشفى بلغ معدل دوران السرير (21,36) مرة لعام كامل للسرير الواحد. وبلغ إجمالي عدد مرضى أقسام الرقود الداخليين (3042) مريضاً منهم (857) إناث. وبلغ إجمالي عدد الوفيات (262) حالة وفاة منهم 83 إناث وكانت نسبة الوفاة بشكل عام %11,5 . وبالنسبة لمرضى العيادات الخارجية بلغ عددهم خلال العام 2009م (36514) مريضاً منهم (16742) إناث. وبلغت إجمالي عدد حالات الملاريا التي تم رقودها في المستشفى لنفس العام 48 حالة. محاولة اغتيال الإمام يشار إلى أن من ابرز الأحداث التاريخية التي حدثت في مستشفى العلفي محاولة اغتيال الإمام احمد في 6 مارس 1961م من قبل ثلاثة من ضباط الجيش وهم محمد العلفي وعبدالله اللقية ومحسن الهندوانة، ولكنه نجا بأعجوبة، وظل متأثراً بجراحه حتى وفاته في 19 سبتمبر1962م وفي صباح يوم 26سبتمبر 1962م قامت الثورة اليمنية، وأعلن النظام الجمهوري والقضاء على الحكم الإمامي والى الأبد ليعيش الشعب اليمني حرا والحمدلله.
