النص الكامل وفيديو كلمة الرئيس العليمي في القمة العربية 33 بالبحرين    العليمي يؤكد موقف اليمن بشأن القضية الفلسطينية ويحذر من الخطر الإيراني على المنطقة مميز    انكماش اقتصاد اليابان في الربع الأول من العام الجاري 2024    يوفنتوس يتوج بكأس إيطاليا لكرة القدم للمرة ال15 في تاريخه    تمييز وعنصرية.. اهتمام حوثي بالجرحى المنتمين للسلالة وترك الآخرين للموت    تحذيرات أُممية من مخاطر الأعاصير في خليج عدن والبحر العربي خلال الأيام القادمة مميز    السعودية تؤكد مواصلة تقديم المساعدات والدعم الاقتصادي لليمن    النقد الدولي: الذكاء الاصطناعي يضرب سوق العمل وسيؤثر على 60 % من الوظائف    موقف بطولي.. مواطنون يواجهون قياديًا حوثيًا ومسلحيه خلال محاولته نهب أرضية أحدهم.. ومشرف المليشيات يلوذ بالفرار    إصابة مواطن ونجله جراء انفجار مقذوف من مخلفات المليشيات شمال لحج    اليونسكو تطلق دعوة لجمع البيانات بشأن الممتلكات الثقافية اليمنية المنهوبة والمهربة الى الخارج مميز    أسباب أزمة الخدمات في عدن... مالية أم سياسية؟؟!!    600 ألف دولار تسرق يوميا من وقود كهرباء عدن تساوي = 220 مليون سنويا(وثائق)    وعود الهلآّس بن مبارك ستلحق بصيف بن دغر البارد إن لم يقرنها بالعمل الجاد    من يقتل شعب الجنوب اليوم لن يسلمه خارطة طريق غدآ    انطلاق أسبوع النزال لبطولة "أبوظبي إكستريم" (ADXC 4) في باريس    تغاريد حرة.. عن الانتظار الذي يستنزف الروح    المملكة المتحدة تعلن عن تعزيز تمويل المساعدات الغذائية لليمن    ترحيل أكثر من 16 ألف مغترب يمني من السعودية    وفاة طفل غرقا في إب بعد يومين من وفاة أربع فتيات بحادثة مماثلة    أوقفوا هذا العار.. إعلان إسرائيلي غاضب ضد ''توكل كرمان'' بسبب تصريحاتها الجريئة عن حرب غزة    انهيار جنوني .. لريال اليمني يصل إلى أدنى مستوى منذ سنوات وقفزة خيالية للدولار والريال السعودي    عاجل: قبائل همدان بصنعاء تنتفض ضد مليشيات الحوثي وتسيطر على أطقم ومعدات حوثية دخلت القبيلة "شاهد"    سرّ السعادة الأبدية: مفتاح الجنة بانتظارك في 30 ثانية فقط!    هل تتجه المنطقة نحو تصعيد عسكري جديد؟ كاتب صحفي يكشف ان اليمن مفتاح اللغز    نهاية مأساوية لطبيبة سعودية بعد مناوبة في عملها لمدة 24 ساعة (الاسم والصور)    نجل قيادي حوثي يعتدي على مواطن في إب ويحاول ابتزازه    ظلام دامس يلف عدن: مشروع الكهرباء التجارية يلفظ أنفاسه الأخيرة تحت وطأة الأزمة!    البريمييرليغ: اليونايتد يتفوق على نيوكاسل    شاهد: مفاجأة من العصر الذهبي! رئيس يمني سابق كان ممثلا في المسرح وبدور إمراة    600 ألف فلسطيني نزحوا من رفح منذ تكثيف الهجوم الإسرائيلي    وصول دفعة الأمل العاشرة من مرضى سرطان الغدة الدرقية الى مصر للعلاج    تطور مفاجئ.. فريق سعودي يقدم عرضا ضخما لضم مبابي    اختتام البرنامج التدريبي لبناء قدرات الكوادر الشبابية في الحكومة    ياراعيات الغنم ..في زمن الانتر نت و بالخير!.    استعدادا لمواجهة البحرين.. المنتخب الوطني الأول يبدأ معسكره الداخلي في سيئون    بائعات "اللحوح" والمخبوزات في الشارع.. كسرن نظرة العيب لمجابهة تداعيات الفقر والجوع مميز    استقرار اسعار الذهب مع ترقب بيانات التضخم الأميركية    بمشاركة أهلي صنعاء.. تحديد موعد بطولة الأندية الخليجية    نيمار يتصدر معدل صناعة الفرص في الدوري السعودي رغم غيابه! (فيديو)    صحة غزة: ارتفاع حصيلة الشهداء إلى 35 ألفا و233 منذ 7 أكتوبر    تسجيل مئات الحالات يومياً بالكوليرا وتوقعات أممية بإصابة ربع مليون يمني    دعوة مهمة للشرعية ستغري ''رأس المال الوطني'' لمغادرة صنعاء إلى عدن وتقلب الطاولة على الحوثيين    هل الشاعرُ شاعرٌ دائما؟ وهل غيرُ الشاعرِ شاعر أحيانا؟    لماذا منعت مسرحيات الكاتب المصري الشرقاوي "الحسين ثائرآ"    قطع الطريق المؤدي إلى ''يافع''.. ومناشدات بتدخل عاجل    قصص مدهشة وخواطر عجيبة تسر الخاطر وتسعد الناظر    وداعاً للمعاصي! خطوات سهلة وبسيطة تُقربك من الله.    ثنائية هالاند تُسحق ليفربول وتضع سيتي على عرش الدوري الإنجليزي!    وفاة امرأة وطفلها غرقًا في أحد البرك المائية في تعز    افتتاح مسجد السيدة زينب يعيد للقاهرة مكانتها التاريخية    أسرارٌ خفية وراء آية الكرسي قبل النوم تُذهلك!    الامم المتحدة: 30 ألف حالة كوليرا في اليمن وتوقعات ان تصل الى ربع مليون بحلول سبتمبر مميز    في افتتاح مسجد السيدة زينب.. السيسي: أهل بيت الرسول وجدوا الأمن والأمان بمصر(صور)    احذر.. هذه التغيرات في قدميك تدل على مشاكل بالكبد    دموع "صنعاء القديمة"    اشتراكي المضاربة يعقد اجتماعه الدوري    هناك في العرب هشام بن عمرو !    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مهندس الثورة الشهيد علي عبدالمغني
العمر لايقاس بالسنين وإنما بما يصنعه الإنسان
نشر في الجمهورية يوم 26 - 09 - 2010

العمر لا يقاس بالسنين وإنما بما يصنعه الإنسان.. كلمة قالها مهندس ثورة السادس والعشرين من سبتمبر المجيدة الشهيد علي عبدالمغني تغني الجميع عن طرح أي سؤال عن مقياس عمر الرجال في هذه الحياة، والمعيار الأساسي لها، والذي يتحكم فيه بشكل كامل حجم ما يصنعه الإنسان في سنوات عمره من منجزات تحسب له، ليتهيأ لدور عظيم كتبه الله له، ليضرب أروع مثل في تطبيق ما قال ويهندس في سنوات عمره القليلة لصنع اكبر منجز في حياة شعب عانى ويلات الظلم والحرمان عقوداً من الزمن، يسطع فجر السادس والعشرين من سبتمبر الخالدة في ال 26 من سبتمبر 1962م، ويفجر الثورة السبتمبرية الخالدة.. وبمناسبة مرور 48عاماً على قيام ثورة سبتمبر نضع بين يدي القارئ فصولاً من حياة بطل الثورة لتنهل الأجيال من دروس الوطنية وما صنعه الآباء والأجداد من أمجاد وتضحيات.
نشأته
ولد الشهيد البطل مهندس ثورة 26سبتمبر الملازم علي محمد حسين أحمد عبدالمغني في قرية محل بيت الرداعي, عزلة وادي الحبالى, ناحية السدة مخلاف قبيلة خبان بن يحصب, قضاء يريم, لواء إب, عام 1357 ه, الموافق 1937م.
كان والده متفقهاً في الدين واماماً لمسجد القرية(بيت الرداعي) وكان يأخذ طفله الى المسجد حيث تفتح ذهنه على اوليات التعليم قراءة وكتابة خصوصاً القرآن الكريم.. توفي والده وعمره أربع سنوات, فربته عمته, وكفلته وأشفقت عليه وغمرته بحنانها وحبها, فكانت هي الأب والأم له,
تلقى دراسته الأولية في مكتب قرية نيعان التي لا تبعد كثيرا عن قريتي المسقاة وبيت الرداعي.. أتم الشهيد علي عبدالمغني دراسته في القرآن والتجويد وعلوم الدين والحساب, فأحبه معلمه الأستاذ علي محمد معرف الآنسي - رحمه الله - وأحبه زملاؤه حباً كبيراً للصفات التي تميز بها سلوكاً واخلاقاً وذكاء وأدباً وقررت هيئة (المكتب) ان يقيموا له زفة ختم القرآن نظراً لتفوقه في ختم القرآن وحفظه أحكام التجويد وحصوله على الدرجة الأولى بين زملائه.
الى صنعاء
وذات مرة وصل الشهيد المجاهد حسين محمد الكبسي الى قرية نيعان قادماً من صنعاء فحضر احتفال ختم القرآن، وعند قيام الطالب علي عبدالمغني بإلقاء كلمة بهذه المناسبة نالت اعجاب الكثيرين على رأسهم الشهيد حسين الكبسي الذي أعجب بذكائه، ثم دعاه وأشار إليه بان يتبعه الى صنعاء من اجل مواصلة دراسته وإلحاقه بمدرسة الايتام.. وبعد ان سافر الشهيد برفقة صديقه احمد محمد شرف الدين الى صنعاء عام 1946م ووصلا الى منزل حسين محمد الكبسي الكائن في بستان السلطان الذي قابلهما بالترحاب وأبقاهما في منزله حتى أتم المراجعة بدخولها لمدرسة الأيتام، واحيل امر الدخول على اللجنة لتحديد المستوى الدراسي بعدها قررت لجنة الاختبار إلحاق الطالب علي عبدالمغني بالصف الثالث مدرسة الايتام، وبدأت مرحلة جديدة في حياة الطفل بمدرسة الايتام التي كانت حلمه الكبير.
نبوغ مبكر
قضى الطالب علي عبدالمغني فترة دراسته بمدرسة الايتام ثلاث سنوات وكان مجداً مثابراً ومتفوقاً على زملائه في الحصول على المرتبة الاولى في كل صف, فأحبه زملاؤه وهيئة المدرسة, ثم التحق الطالب علي محمد عبدالمغني وزملاؤه الحاصلون على شهادة النجاح بالمدرسة الثانوية.
مرحلة جديدة
وفي المدرسة الثانوية اعد حفلة للترحيب والتكريم والتعارف التي اقيمت في احدى الامسيات التي اعدت للاحتفال بالطلاب الجدد المتوافدين من جميع المناطق اليمنية، وكانت كلمة الاحتفال تعبر عن الفرحة بانضمام ورافد جديد من الشباب الواعي الى المدرسة، وفي كل مساء من أمسيات الخميس والجمعة كان الطلبة يجتمعون وكان الشهيد علي عبدالمغني هو السباق دائماً الى إلقاء كلمة وطنية توجيهية.. وفي العدوان الثلاثي على مصر سنة 1956م دعا لاجتماع في المدرسة الثانوية وألقى خطبة حماسية تحدث فيها عن العدوان وخطره على الامة العربية وأقروا الى اجتماع المدارس الثلاث العلمية والتحضيرية والمتوسطة وخرجوا بمظاهرة طافت شوارع صنعاء استمرت من الصباح حتى الظهر وكانت الهتافات داعية الى سقوط الاستعمار وقد مثلت هذه المظاهرة اولى بوادر النشاط السياسي.
ما بعد الثانوية
وبعد تخرجه من الثانوية في شهر محرم 1376 ه وصل الطالب علي عبدالمغني الى مدينة المخا قاصداً بذلك زيارة زميله الحميم الملازم أحمد محمد شرف مدير شرطة المخا وطلب مساعدته على السفر عن طريق البحر الى القاهرة لمواصلة دراسته وليلحق بزميله حسين أحمد العيني وحاول الملازم أحمد محمد شرف وبذل كل جهده من أجل ركوب علي عبدالمغني على احدى البواخر التي كانت تحمل البضائع عن طريق قناة السويس الى أوروبا, فلم تنجح المحاولة، لكنه تمكن من تسفير علي عبدالمغني عن طريق الباخرة التي كانت تنقل براميل البترول من عدن الى المخا بصحبة أحد سائقي الباخرة المسمى محمد البورزان من أهالي تعز, الذي تعهد للأخ أحمد شرف بإيصال علي عبدالمغني الى مكتب الأحرار بعدن, وظل هنالك مدة ثلاثة أشهر ولم يتمكن من السفر الى القاهرة, فعاد الى تعز وزار زميله أحمد شرف وسافر إلى صنعاء بإيمان قوي لمواصلة المسيرة.
خصال حميدة
كان رحمه الله جامعاً لكل الخصال الحميدة, ذا عفة ونزاهة, قد هذبته الآداب وأحكمته التجارب, ليس ضنيناً برأيه, إن اؤتمن على الأسرار صانها ولا يبيع نصيب يومه بحرمان غده, يكاد يسترق قلوب كل من عرفه من أساتذته وزملائه بحلاوة لسانه وعبقريته وحسن بيانه, وقد مكنته تلك السمات والصفات التي منحه الله اياها من التفوق والنجاح فحاز على الدرجات الاولى في كل مراحل دراسته وكان يجد في نفسه توقاً الى التوسع في المعرفة والنمو في الفكر, فارتوى من العلوم حتى بلغت طموحاته وآماله غايتها, وأحب وطنه وأمته, فكانت العلامات بين عينيه منذ صغره وكانت احاديثه بليغة وبألفاظ حقيقية ومعانٍ مركزة تدل على طموحات سياسية تهدف الى مستقبل زاهر لأبناء الوطن وتربته.
وكانت تبدو في وجهه علامات الغضب والثورة على الامامة وأعوانها الذين جعلوا اليمن أمثولة التخلف بين شعوب العالم قاطبة من جراء حكمهم الامامي المستبد الذي عانى منه شعبنا اليمني أشد أنواع القسوة والإذلال بكل مرارة.
في الكلية الحربية
في عام 1377 ه/1957م وافق الإمام احمد على إعادة فتح الكلية الحربية بعد المحاولة من قبل ابنه البدر ولي العهد فاستجاب له والده ووافق بانتخاب مجموعة من طلبة المدرسة التحضيرية فقط, فتم انتخاب مجموعة من الطلبة أمثال: محمد مطهر زيد, محسن علي الاكوع, علي قاسم المؤيد, أحمد علي الناصر, عبدالرحمن الزين, عبدالرحمن المحبشي, حسين الرضي, حسين شرف الكبسي, حميد عزان, ومجموعة من الطلبة.
فأثار الطالب علي عبدالمغني الموضوع إثارة كبيرة بين صفوف عموم طلبة المدارس التي لم ينتخب منها أحد للكلية الحربية وهي المدرسة الثانوية والمدرسة العلمية ومدرسة المعلمين والمدرسة المتوسطة وكانت الإثارة بين صفوف عموم الطلبة لها دوافعها، وكاد الطلبة ان يقوموا بالإضراب وإغلاق المدارس وعلى مستوى قوى العناصر الوطنية والعلماء, فاتصل بالأستاذ أحمد جابر عفيف والقاضي المغفور له الشهيد عبدالله أحمد الحجري, كما اتصل بالقاضي محمد عبدالله الشامي, وكان بجانب علي عبدالمغني من الزملاء الطلاب من كل مدرسة وبث الدعاية ضد الامام وولي عهده وامارة الجيش بأن مثل هذا التصرف انما يخدم طموحات وسياسة الحكم الحميدي العنصري وهذه بادرة خطيرة من سياسة الحكم الحميدي الذي طالما كانت غايته ايجاد التفرقة والعنصرية بين أبناء الشعب العظيم صاحب العقيدة والحضارة والتاريخ.
الدفعة الثانية
ولما لمس الامام وولي عهده وعملاؤه بإمارة الجيش وغيرها توتر الموقف حتى أنه كاد ان ينفجر بمظاهرة طلابية واضراب بسبب الاخلال بأمن الحكم, أصدر أمراً الى إمارة الجيش بانتخاب دفعة ثانية الى الكلية الحربية ومن أوائل الطلبة في بقية المدارس الثانوية والعلمية والمتوسطة مع فتح كلية الطيران وكلية الشرطة وقد حاول البدر ان يحمل الطالب علي عبدالمغني على العمل بمحطة الاذاعة بمرتب مغرٍ، ولكن الطالب علي عبدالمغني لم يوافق بحجة استمراره في الدراسة, وقد كان هذا قبل صدور أمر الامام بإعادة فتح الكلية الحربية عام 1377ه/1957م.
وفي عام 1956م تم انتخاب مجموعة من طلاب المدرسة الثانوية والمدرسة العلمية والمدرسة المتوسطة كدفعة ثانية الى الكلية الحربية:
ما بعد الكلية الحربية
وبعد التخرج من الكلية الحربية برتبة ملازم ثانٍ انتقل علي عبدالمغني مع مجموعة من الخريجين بحسب الاقدمية الى مدرسة الاسلحة لإكمال التخصص على مختلف الاسلحة، فتخصص هو وبعض من زملائه في جناح المدفعية, وفي تلك الفترة استأجر منزل الوالد السيد أحمد المهدي في حارة القاع واستقبل زملاءه أمثال: ملازم عبدالله المؤيد, ملازم صالح حسين العريض, ملازم ناجي محسن المسيلي, ملازم علي حمود العنسي, وذلك لغرض مواصلة مسيرة وخطوات الاعداد للثورة.
مراجعة ولي العهد
انتهت فترة الدراسة بمدرسة الاسلحة وحاز الملازم علي عبدالمغني على الدرجة الاولى, ثم ارسل من قبل ادارة الكلية الحربية للعمل بعرضي المدفعية مع مجموعة من الضباط أمثال: الملازم محمد مطهر زيد, الملازم حمود بيدر, وآخرين, وبعد فترة أقر الطلبة المتخرجون انتداب الملازم علي محمد عبدالمغني لمراجعة ولي العهد محمد البدر الموجود آنذاك في تعز وذلك لزيادة مرتب الخريجين وصرف اسلحتهم الشخصية مثل المسدسات, فسنحت الفرصة التي كان علي عبدالمغني يحلم بها, فتوجه على بركة الله بعد ان امضى فترة بجانب زملائه قام فيها بتدريب جنود المدفعية حيث التقى في تعز فور وصوله بالزملاء الضباط من الخريجين من نفس الدفعة التي تعينت أعمالهم في تعز أمثال: ملازم علي محمد الضبعي, ملازم أحمد علي الوشلي, ملازم سعد الاشول, كما التقى بالضباط الخريجين من مدرسة الصف الذين تقرر عملهم في تعز أمثال: محمد صلاح الهمداني, كذلك التقى بالاحرار أمثال: عبدالغني علي, عبدالغني مطهر, عبدالقوي حاميم والوالد الشيخ محمد أحمد باشا والشيخ علي محمد نعمان والشيخ عبدالواسع نعمان, وآخرين من عناصر القوى الوطنية, وسنحت له الفرصة للوصول الى محل المجاهد الكبير الشيخ المناضل أمين بن حسين أبو رأس الذي كان يسكن في داره في محل قرية الحوري قريباً من مركز مدينة ذي سفال حيث مكث لديه مدة ثلاثة أيام وقدم للملازم علي عبدالمغني مساعدة مادية ثم عاد الى تعز.
وكان الملازم علي محمد عبدالمغني قد قدم المراجعة لولي العهد أثناء مقابلته في مقره بقصر صالة, فوافق ولي العهد على تنفيذ كل ما جاء بقائمة المتطلبات الضرورية لخريجي الكلية الحربية التي قدمها الملازم علي محمد عبدالمغني له بصفته مندوباً عن الخريجين وتعهد ولي العهد للملازم علي عبدالمغني بأنه سينفذ كل شيء وأمر بصرف السلاح الشخصي للخريجين.
اجتماعات تنظيمية
اجتمع الملازم علي عبدالمغني مع الزملاء الخريجين الموجودين في الكلية الحربية ومدرسة الاشارة ومدرسة الاسلحة ومدرسة ضباط الصف والمستجدين في الجيش الوطني وفوج البدر وتلا على الجميع أمر ولي العهد الذي قضى بالموافقة على توفير المعاش وابلغ الجميع تحيات الزملاء الذين يعملون بلوائي الحديدة وتعز.
ثم اجتمع بصورة سرية ومكتومة مع الاخوة الضباط الذين عاهدوا الله وعاهدوه على السير في درب الإعداد والتنظيم للثورة, موضحاً لهم ما تم وتحقق في لقاءاته مع الاحرار في تعز والحديدة وما تم اتخاذه وإعداده مع الزملاء الخريجين الذين يعملون بتعز والحديدة, بما في ذلك الزملاء خريجو مدرسة ضباط الصف, الذين يعملون جنباً الى جنب مع الزملاء الخريجين بلواء الحديدة وتعز.
البركان السبتمبري
أعد الملازم علي عبدالمغني البيان الاول للثورة وأعد الأهداف والمبادىء الستة وتفجرت الثورة ليلة السادس والعشرين من سبتمبر عام 1962م وتحرك الملازم علي عبدالمغني قبل المغرب وزميله ناجي محسن المسيلي بجانبه الى إدارة الهاتف وأعطى البطل حسين علي القواس وزملاءه كشفاً يحدد من يجب قطع تلفوناتهم وفي المقدمة تحويلة قصر البشائر المقر الرئيسي للإمام محمد البدر.
عاد الملازم علي عبدالمغني الى الكلية وتحرك الساعة (الحادية عشرة والنصف) قبل منتصف الليل مع زميله الحميم الملازم محمد مطهر والملازم يحيى الفقيه والملازم محمد الثلايا ومعهم مدفعاً ميدان, اختار موقع الضرب بخزيمة وقام بقصف دار الشكر ودار البشائر وصد نيران الدفاع في البيوت المذكورة واسكت نيرانها وشكل مجموعات الاقتحام فتقدمت مجموعات الاقتحام لأداء مهامها دون أي دفاع, وحتى سال الدم من أذني علي عبدالمغني مدة يومين.
في صباح يوم الخميس – اليوم الاول للثورة- تحرك في دبابة الى عرضي المدفعية وفتح الباب وأطلق سراح الملازم حمود بيدر وألقى كلمة بعرضي المدفعية قائلاً: إن الثورة ثورة شعب يساندها أبناء الشعب, في مقدمة ذلك القوات المسلحة وقوات الأمن والقوات البحرية ثم عاد الى الكلية الحربية بعد انتهاء تلك المهمة وأرسل الشيخ محمد عبدالواسع عبدالمغني الى محطة الإذاعة لإلقاء قصيدة نشوان الحميري بعد البيان الأول للثورة مباشرة.
وكان الملازم علي عبدالمغني يوم الاربعاء السابق للثورة قد أخطر بعض المشائخ الاحرار وأبنائهم بالحضور ساعة الصفر (أي ليلة الثورة) وهم من المناضلين الذين لهم رصيد ثوري ويمثل كل واحد منهم رئيس خليته في ذلك التنظيم الذي أعده علي عبدالمغني من خلال لقاءاته بهم أمثال: الشيخ علي عبدالله القوسي, الشيخ محمد احمد العثري, الشيخ علي بن علي الرويشان, الشيخ عبدالولي القيري, الشيخ درهم أبو لحوم, الشيخ محمد أحمد حجازي, الشيخ محمد أبو لحوم, الشيخ عبده كامل, الشيخ عبدالله محمد القوسي, الشيخ عبدالرحمن الغشمي, الشيخ علي ناصر البخيتي, الشيخ مجاهد أبو شوارب, الشيخ فيصل عوفان, الشيخ ناصر الكميم, الشيخ صالح محسن جزيلان, الشيخ ناجي عبدالعزيز الشايف, الشيخ عبدالواحد البكير, الشيخ أحمد صالح دويد.
فأدى كل واحد ممن ذكر واجبه ساعة الصفر ليلة 26 سبتمبر عام 1962م كذلك في صباح يوم الثورة أفرج عن الرهائن في حبس القلعة من أبناء المشايخ فوصلوا الى الكلية الحربية واشترك كل واحد منهم في واجب أمثال: عبدالله بن ناجي دارس, أحمد فاضل, وازع أبو اصبع, محمد محمود أبو راس, رعد علي مهفل, عبدالله علي مناع, حسين أحمد الرصاص, عبدالكريم فيصل عوفان.
علي عبدالمغني في معركة مأرب
كان لعلي عبدالمغني الدور الطليعي الأول في ايقاد شعلة الثورة ليلة 26سبتمبر عام 1962م ولما تفتحت المعارك ضد الثورة منذ الأيام الأولى من قيامها حرص الضباط على أن يبقى الملازم علي عبدالمغني في صنعاء, بجانب النقيب عبداللطيف ضيف الله, والمقدم عبدالله حسين جزيلان, للتعاون مع الزعيم عبدالله السلال المنتخب رئيساً للجمهورية باعتبار علي عبدالمغني الرجل الاول المخطط للثورة فتسابقوا الى ميادين القتال للدفاع عن الثورة بكل شجاعة واستبسال، ولكن الشهيد علي عبدالمغني لم يرض لنفسه ان يدفع بزملائه الى ميادين القتال ويجلس على كرسي يصدر إليهم الأوامر, قاتلوا واستميتوا وإنا ها هنا قاعدون, بل قال: إن الدفاع عن الثورة يجب ان يكون من الخطوط الامامية, اشتعلت المعارك في صعدة والجوف وحريب وقعطبة ومأرب.
ولما اشتد الحصار على مأرب نهض الشهيد علي عبدالمغني من كرسيه في مجلس قيادة الثورة ليتحرك على رأس حملة عسكرية نظامية لإنقاذ مدينة مأرب نظراً لما لها من أهمية قصوى في نظر الثورة, وذلك لأن الشريف الهبيلي يحيك مؤامرات استعمارية لاقتطاع السهول الشرقية: مأرب, الجوبة, حريب، الى إمارة بيحان في ظل الحماية البريطانية لمد عمق استراتيجي للدفاع عن الوجود البريطاني في عدن.
ولا يخفى ان الهيبلي كان يغازل بعض مشائخ المنطقة من قبل الثورة بفترة, ولما قامت الثورة الخالدة كانت الحامية العسكرية قد جربت أمورها وطلبت إرسال رواتب الأفراد الشهرية وتحركت طائرة عمودية يقودها طيارون من الاتحاد السوفيتي وعليها الملازم زين الله العامري لإيصال رواتب الجنود المتأخرة واستطلاع الموقف وذلك في اليوم الرابع من قيام الثورة.
وما ان هبطت الطائرة على مطار مأرب الترابي, حتى أحدق بها المرتزقة الأجانب من كل جهة بعد أن غادرها الطيارون والملازم زين الله العامري مباشرة, واستولوا عليها واحرقوها وبدأوا يهاجمون الحامية العسكرية في المدينة واستطاعوا ان يحاصروا المدينة لفرض الضغط على الحامية العسكرية للتسليم ولكن الافراد والجنود صمدوا بإمكاناتهم المحدودة واقتضت الشرعية الدفاعية عن النفس ان تنقذ مدينة مأرب, وقام الشهيد علي عبدالمغني بتجهيز الحملة العسكرية المؤلفة من: 56 فرداً من طلاب مدرسة المدفعية جناح م/ط الذين كانوا يتدربون على يد الملازم المدفعي علي عبدالمغني, 4 سرايا من الجيش الوطني, 4 عربات مصفحة 4×4, 4 سيارات نقل فرجو, مدفع ميدان عيار 76م, كما استصحب معه كل من الملازم محمد فايع, الملازم محمد عبدالخالق والملازم محمد غالب الساقي والملازم محمد حسن العمري.
هذا وقد تحركت الحملة حوالي الساعة الرابعة عصر يوم 7 أكتوبر 1962م وعند وصولها مدينة جحانة حوالي الساعة السادسة مساء أمر بالتوقف وقام الشهيد علي عبدالمغني بجمع المسؤولين العسكريين والمدنيين في مدينة جحانة وتدارس معهم الموقف لفترة لا تزيد عن ساعة واحدة, ثم أمر بمواصلة السير ليلاً عبر نقيل العرقوب ومنطقة الاعروش فنقيل الوتدة, وفي حوالي الساعة العاشرة صباحاً وصلت الحملة مركز صرواح, حيث كان في استقبالها مدير الناحية القاضي حسين العرشي وقائد السرية العسكرية من الجيش الدفاعي وأفراد السرية, وجمع غفير من مشائخ وعقال وأفراد منطقة جهم, وكلهم فرحون مبتهجون بالثورة, ثم أقام المسؤولون الحكوميون والمشائخ والاعيان مأدبة غداء كبرى للملازم علي عبدالمغني والضباط والافراد وبعد تناول الغداء أمر الملازم علي عبدالمغني بترك الحملة, لكي لا يعطي العدو فرصة لتخريب الطريق ونصب الكمائن وقد انضم الى الحملة حوالي عشرة أفراد من أبناء صرواح بناء على رغبة الملازم علي عبدالمغني استشهد منهم اثنان في معركة باب الضيقة.
فكانت المعلومات التي جمعها عبدالمغني تشير الى احتمال كمين يعترض الحملة في منعطف يقع بين صرواح وباب الضيقة وعند مرور الحملة بهذا المنعطف رشقتها بعض العيارات النارية وحينها اتخذت الحملة وضع الاستعداد للقتال ووجهت بعض نيرانها على مصادر النيران المعادية, غير ان تلك النيران اختفت, فعادت الحملة الى وضعها السابق, وواصلت التقدم نحو مأرب وعند وصولها باب الضيقة حوالي الساعة الخامسة والنصف من يوم 8 أكتوبر سنة 1962م وقعت في الكمين المعد اعداداً فنياً وتكتيكياً بخبرة عسكرية فائقة حيث سقطت المصفحة الاولى في الحفرة المموهة بغصون الاشجار, ثم تلتها المصفحة الثانية, وكان الملازم علي عبدالمغني في المصفحة الثانية وهذا حسب رواية شاهد عيان وبطل من أبطال الحملة الرائد صالح الضنيني أحد الأفراد الذين كانوا يدرسون في مدرسة المدفعية جناح م/ط على يد الشهيد علي عبدالمغني.
وفعلاً اشتبكت القوات مع أفراد الكمين واستمرت الاشتباكات لمدة ساعتين, تكبد العدو خلالها خسائر كبيرة في الأرواح وكان الشهيد علي عبدالمغني قد حاول ان يهجم على موقع قريب منه بالقنابل اليدوية.
وعندما فتح باب المصفحة وقفز منها وبجانبه أحد أفراد الحملة البطل عبدالله علي صالح الاحمر ابن عم فخامة الرئيس القائد علي عبدالله صالح تحالفت عليهما عدد من الطلقات, فاضت على إثرها روحاهما الطاهرة الى جوار ربهما شهداء.
قال الرائد صالح الضنيني بعد ان وقف إطلاق النار ظن انه لم يبق على قيد الحياة سواه لأن الليل قد اظلم فأخذ سلاحه ودرج على الطريق في اتجاه صرواح وأثناء الطريق لقي الملازم مقبل سافعة أحد بواسل الحملة وقد أعياه التعب فحاول أن يتحرك معه لكي لا يتعرض لسوء, فقال له دعني استريح قليلاً وتركه الضنيني ومضى لسبيله حتى وصل مركز صرواح.
وفي الصباح التقى بمن استطاعوا النجاة من الموت سواء من معركة باب الضيقة او من معركة مدينة مأرب لأن المدينة سقطت في منتصف تلك الليلة. ولكن الجو في صرواح بدأ يتكهرب وبدأت القبائل تطمع في أسلحة العسكريين ولكنهم سلموها الى مستودعات الحكومة في صرواح بإشراف العامل المدير القاضي حسين العرشي وبعد ان سلم العساكر أسلحتهم توجهوا نحو صنعاء وعند وصولهم مدينة جحانة, التقوا بالشهيد محمد محمود الزبيري يقود حملة عسكرية غالبيتها من القبائل بقيادة الشيخ ناجي علي الغادر والشيخ أحمد علي الزايدي.
فتقدم الرائد صالح الضنيني الى محمد محمود الزبيري ليطلعه على الموقف فتأثر لما حدث وخصوصاً لاستشهاد الحر البطل الملازم علي عبدالمغني وأطرق رأسه الى الارض يذرف الدموع من عينيه, ثم رفع رأسه الى السماء وقال: يا رب!
واستدعى المشائخ والأعيان وأعلمهم بالموقف وأخذ منهم اليمين المغلظة بالوقوف الى جانب الثورة والجمهورية وعدم الخيانة وأخذ الثأر لروح بطل الثورة ومفجرها الشهيد الملازم علي عبدالمغني.
يقول المرحوم أحمد جابر العفيف: عرفته في بداية عام1955م وهو بالمرحلة الثانوية وكانت تربطني به وزملاؤه روابط الشعور بالمسؤولية فقد كنت يومها مسؤولاً عن التعليم بالوزارة وكنت أشعر بان هذا الشاب ليس عادياً فهو إلى جانب امتيازه في التحصيل والخلق المتين فهو من الأبطال الذين لابد وان يغيروا مجرى الحياة في البلاد.
مقياس العمر
وعن شخصيته الثقافية يتحدث الدكتور عبدالعزيز المقالح ليقول: من الناس من يعيش مائة عام ثم يختفي وكأنه لم يعش يوما واحداً ومنهم من يعيش عشرين عاما ثم يمضي وكأنه عاش ألف عام والحياة ليست بطولها وعرضها ولاهي بالسنوات الكثيرة، بل هي تلك اللحظات المليئة بالجليل والعظيم.. والبطل الذي أتقدم بخجل لأضع زهرة على قبره المجهول كان يقول دائماً العمر لا يقاس بالسنين وإنما بما يصنعه الإنسان في هذه السنين، ذلك هو بطل الثورة الشهيد علي عبدالمغني شاب يمني أسمر في الثانية والعشرين من عمره وقد كتب هذا الكلام وكلاما كثيراً رائعاً في مجلته الحائطية التي كان يشرف عليها عندما كان طالباً في المدرسة الثانوية وفي هذه المجلة الحائطية كان البطل الشهيد علي عبد المغني يكتب دراسات مكثفة وقصيرة عن شخصيات العظماء في التاريخ تحت عنوان”في المرآة”.
ويضيف المقالح: كان الشهيد ألمع زملائه ذكاءً وعقلا وكان قادرا على تحديد مدى وعي هولاء الزملاء وإمكانياتهم الذاتية وكان بالرغم من تدني الوعي السياسي في صفوف الطلاب أكثر وعياً من الذين يشتغلون بالسياسة، وكان يتعمق بالدراسات الاقتصادية والاجتماعية كما كان شغوفاً بالأدب الى حد بعيد أما حبه لبلاده فكان بلاحدود.
إرادة قوية
قال العميد المرحوم ناجي الاشول:
علي عبدالمغني ظل مرتبطاً بمدرسته وبزملائه الطلاب وكان يقيم في غرفة في المدرسة الثانوية أطلق عليها اسم الكوخ مع نخبة من زملائه كانت تعقد الندوات العملية والفكرية والسياسية تؤمه الكثير من الشباب وقد كان الطلاب يتلقون تربيتهم الوطنية من واقع الحياة التعيسة والمحاطة بكل وسائل الكبت والقهر والحرمان، إلا أن دور الشهيد علي عبدالمغني في هذا المضمار كان يبني الثقة بين الطلاب والتأليف بين قلوبهم ومشاعرهم ليحطم أشباح اليأس المستبدة بالنفوس.. لم يطمئن لمغريات المنصب الذي هيئه له وزير المعارف ربما كان يعتبره ضرباً من ضروب الشراك التي يلجأ إليها نظام الاستبداد وحين أعيد فتح الكلية الحربية بعد مجيء صفقة الأسلحة السوفيتية والتشيكية في العام 1957م تقدم للالتحاق بالكلية الحربية مجاميع من الشباب التي رغبت بالانخراط بالسلك العسكري برغم ما يعرفوه عن قسوة الحياة العسكرية وانحطاطها في ذاك الوقت، ونجح عدد محدود من الشباب المتقدمين للتجنيد لم يكن علي عبدالمغني واحداً منهم ليتم قبوله في الدفعة الثانية الذي كنت أنا منهم.
وكان علي عبدالمغني ذا ذكاء خارق في الكلية الحربية الى جانب همة ونشاط كبيرين، وكان يمتلك القدرة الفائقة في التأثير والإقناع فكان يعد نفسه لأمر عظيم.. وعن تأسيس تنظيم الضباط الأحرار يقول: بالنسبة للجماعة الأولى التي دعت الى تأسيس تنظيم الضباط الأحرار فلا شك أن الشهيد علي عبدالمغني هو أول من تبنى هذه الفكرة.
العقل المفكر
فيما أطلق عليه المناضل علي الحيمي بالعقل المفكر لثورة سبتمبر العملاقة، ويقول: عندما ترأس اجتماعنا الزميل الشهيد علي عبدالمغني وفي بداية الاجتماع قمنا بأداء القسم على المصحف الكريم والمسدس وكان نصه(أقسم بالله العلي العظيم أن أعمل مخلصاً لأمتي وبلادي وان أفديها بدمي.. وأن لا أفشي سراً ولو أدى الى حياتي).
رئيس الخلية
العميد يحيى الحياسي كان عضواً في خلية الشهيد علي عبدالمغني وزميله في الدفعة الثانية المتخرجة من الكلية الحربية آنذاك تحدث عن مرحلة الإعداد للثورة والدور الذي لعبه الضباط الأحرار وفي مقدمتهم الشهيد علي عبدالمغني قبل قيام الثورة: كنت في خلية رئيسها علي عبد المغني مكونة من خمسة ثوار علي الحيمي وناجي المسيلي ومحمد الشراعي ويحيى الحياسي الى جانب رئيس الخلية وجميعنا ضمن الدفعة الثانية المتخرجة من الكلية الحربية عام 1960م .. وكنا نتدارس الأوضاع مع علي عبدالمغني باعتباره رئيس الخلية وكان علي الاتصال بالعسكريين والمدنيين.
أنشطهم
اما الكاتب البريطاني فرد هاليدي ترجمة د. محمد الرميحي ويقول: ان مجموعة من ضباط الجيش اليمني تتألف من أعضاء لجنة سرية من أصل أربعمائة ضابط هم الأقوياء في الجيش اليمني وقد شارك ثمانية ضباط فعلاً في تنفيذ الانقلاب وكان من أنشطهم ملازم عمره 25 سنة هو علي عبدالمغني ومعه المقدم عبدالله جزيلان والنقيب عبداللطيف ضيف الله.
شاب نبيل
أما العقيد محمد عبدالله الوشلي (أحد الضباط الأربعة الذين كانوا يشكلون مجموعة الاقتحام الثانية لدار البشائر) فقد قال: وهب الله لهذا الشعب اليمني من صفوة شبابه المثقف الواعي المطلع بما يجري في هذا الكوكب فجمع شملهم ويسر لهم أسباب الثورة والنصر فكانت القناعة بحتمية الثورة وتتمثل هذه الصفوة الممتازة في الدفعة الاولى كلية حربية برئاسة محمد مطهر زيد والدفعة الثانية برئاسة الشاب النبيل الذي قد لايولد له مثيل الشهيد علي عبد المغني.
الرمز الأبدي
اما اللواء متقاعد صلاح الدين المحرزي احد أبرز القادة المصريين الذين عملوا في اليمن قبل الثورة وبعدها، وعمل خلال الفترة من 1957م الى 1960م كبيراً لمعلمي البعثة العسكرية المصرية، وشارك في تدريب وإعداد فوج البدر وكان له دور بارز في إقناع الإمام بفتح الكلية الحربية وعمل في الدفعة الاولى والثانية مدرساً للأسلحة وكان محل تقدير واعجاب الجميع نظراً لكفاءته وعلاقاته الطيبة خاصة مع طلبة الكلية الذين غرس فيهم الروح الثورية للتخلص من الحكم الإمامي.. فقال بعد ان سرد قصة الثورة اليمنية:(على ضوء ما سبق نصل الى الحقيقة التي تاهت مع قيام الثورة ومكنت الانتهازية من سرقة الثورة وهي في بدايتها من يد ابنائها وشهدائها الضباط الصغار كما سموهم في ذلك الحين وقائدهم علي عبدالمغني، ولست أدري ان كان التاريخ سوف ينصف هؤلاء ام ستظل الحقيقة تحت التراب تطالب كل قلم حر ان يعطيها ولو كلمة صدق وشرف.. ومع ذلك سيظل الشهيد على عبدالمغني وإخوانه الشهداء ضباط سبتمبر وآلاف المصريين الشهداء في قبورهم على تراب اليمن الرمز الأبدي لثورة 26 سبتمبر معجزة القرن العشرين).
قائد الثورة
وعن دور الشهيد عند القيام بالثورة يقول الأستاذ يحيى المتوكل: ان القائد الحقيقي للثورة هو علي عبدالمغني وقد كلفني بعدد من المهام المتعلقة بالتنظيم كما كنت خلال اليوم الثاني والثالث للثورة أساعد في التواصل مع مسؤولي قصر السلاح لإعداد وتجهيز الأسلحة والذخائر للحملات العسكرية التي تحركت الى جبهة القتال, ثم كلفني بعدها بقيادة الحملة العسكرية الى جبهة القتال الشمالية الغربية القفلة –شهارة- وشحة.. كان علي عبدالمغني بعد انفجار الثورة في قلب الأحداث وكانت المعارك تشتعل هنا وهناك فيقوم بتوجيه الحملات لإطفائها ويزودها بما تحتاجه من ذخائر وأسلحة ومواد تموينية, كما كان يكلف زملاءه الضباط بالتحرك الى المناطق المختلفة حسب ما يحددها هو فيزودهم بالتعليمات والمهام التي سيقومون بها وهي مهام في أغلبها قتالية.. كنا جميع ضباط الثورة نتعامل مع الرئيس السلال بكل احترام وتقدير ونتلقى منه التعليمات وننفذها ولكننا في مهام القتال كنا نتلقى تعليماتنا مباشرة من علي عبدالمغني باعتباره المسؤول عن الشؤون العسكرية بصفة خاصة بينما تولى المشير السلال إدارة شؤون الدولة.
كنا جميعاً موالين للتنظيم ومؤمنين بقيادة يكون على رأسها علي عبدالمغني ولكن عند موت الإمام احمد لم يكن قد بت في هذه المسألة, ولم يكن علي عبدالمغني متحمساً لتحمل مسؤولية قيادة الثورة وبدأنا بالبحث عن حل وكان القرار نأتي بشخصية من خارج التنظيم, فقد كانت تدور في رؤوسنا التجربة في مصر شئنا أم أبينا, لهذا تم تكليف عبدالله جزيلان وأحمد الرحومي والرحبي للنزول الى الحديدة بهدف اقناع العميد الجايفي ليكون زعيماً للثورة وبلغوه رسالة التنظيم وحاولوا طويلاً إقناعه لكنهم أخفقوا وتنصل رحمه الله من هذه المسؤولية.
وهكذا عاد الوفد الى صنعاء ليقول إنه لا فائدة من محاولة إقناع الجايفي الذي قال إنه مستعد ليكون جندياً للثورة لكنه ليس مستعداً لأن يتحمل مسؤولية قيادة الثورة ولهذا بدأنا البحث عن شخصية أخرى فوقع الاختيار على الزعيم عبدالله السلال وقد تحمسنا نحن ضباط كلية الطيران لأننا كنا من المؤيدين للسلال اكثر من الجايفي لوقوفه الى جانبنا خلال إغلاق الامام الكلية ومواقفه أثناء ثورة 1948م وفي رد على سؤال: لماذا ترددتم في اختيار علي عبدالمغني, لقد كنتم تبحثون عن زعيم بينكم؟ كان الرد, جاء موت الامام احمد المفاجئ ونحن لم نحسم الكثير من القضايا من بنيها قضية من يكون الزعيم بعد انتصار الثورة إضافة الى ذلك لم تكن لدى علي عبدالمغني الرغبة والطموح ليقول لنا أنا فنقول جميعاً موافقون, أضف الى ذلك كان هناك من يرى انه لابد أن يكون لدينا واجهة معروفة عند الناس حتى يقبلوا بها وهو نفس السيناريو الذي تكرر في مصر عندما اختير محمد نجيب رئيساً بينما رئيس الثورة جمال عبدالناصر.
تفجير
وفي هذا الإطار يقول الأستاذ محمد حسنين هيكل في كتابه سنوات الغليان الجزء الاول- 1988م وفي فقرة من حديثه عن ثورة اليمن ص 622, (صباح يوم 18 سبتمبر 1962م تسربت من اليمن أخبار تفيد ان الامام أحمد قد مات وترددت إشاعات توحي بأنه قتل نتيجة لقيام أحد ضباط الجيش بإطلاق النار عليه وما لبثت إذاعة صنعاء ان أذاعت نبأ وفاة الامام رسمياً وخلفه ابنه الامير (محمد البدر) ولي العهد وبدت الأمور طبيعية في اليمن.. وفي صباح يوم 26سبتمبر 1962م لم تعد الأمور طبيعية في اليمن فقد أعلنت إذاعة صنعاء صباح ذلك اليوم عن قيام انقلاب قاده العميد (عبدالله السلال) وان هذا الانقلاب استولى على السلطة بعد مقتل (البدر) في معركة مسلحة دارت على أبواب قصره في صنعاء وبعثت السفارة المصرية في اليمن ببرقية تقول فيها إن القادة الحقيقيين للثورة مجموعة من الضباط الشباب أبرزهم علي عبدالمغني” وكان التأييد الشعبي الذي حصل عليه الانقلاب من اللحظة الاولى كاسحاً فسجل أسرة حميد الدين لم يترك لأحد دموعاً يذرفها عليه داخل اليمن أو خارجه) وهذا الكلام يؤكد الدور البارز للشهيد في قيادة الثورة وتفجيرها مع رفاق نضاله الضباط الاحرار الذين حملوا رؤوسهم على اكفهم وحققوا المعجزة الكبرى والنصر المبين فكانت ثورة سبتمبر أم الثورات اليمنية للتخلص من الاستبداد ومخلفاتهما في ربوع اليمن الواحد.
جاء على لسان الإمام محمد البدر انه في مساء يوم 26سبتمبر 62م وقع انقلاب عسكري في اليمن بقيادة ضابط يمني صغير في الجيش يدعى علي عبدالمغني وقد قتل بعد الانقلاب وهذا اعطى العقيد عبدالله السلال الفرصة للاستيلاء على السلطة ويقول ان السلال كان صديقي الحميم وقد عينته قائد الحرس الملكي.
المخطط الرئيسي
يقول الدكتور سعيد محمد باذيب: وخلاف ما قيل عن ان قائد الثورة هو العقيد عبدالله السلال الذي عينه الإمام قائداً للحرس الملكي فإن مدبر الثورة والمخطط الرئيسي هو ضابط صغير الرتبة هو علي عبدالمغني وقال الامام البدر انه في ليلة الانقلاب كان يترأس اجتماعاً لمجلس الوزراء وبعد الاجتماع حاول الضابط حسين السكري نائب العقيد السلال لشؤون أمن وحماية القصر الملكي لاغتياله من الخلف إلا ان زناد البندقية خانه، واما العقيد السلال فلم يحضر الانقلاب ولم يكن موجوداً في القصر الملكي تلك الليلة وان مدبر الانقلاب الرئيسي وقائده فهو الضابط علي عبدالمغي.
بيان الثورة
يشير الدكتور سلطان المعمري لا يختلف اثنان على ان الشهيد علي عبدالمغني هو الشخص الذي أوكل اليه مهمة الاتصال والتنسيق مع السفارة المصرية بصنعاء والزعيم جمال عبدالناصر ومن عودته من تعز الى صنعاء صار الشهيد علي عبدالمغني القائد الفعلي للتنظيم وبيان الثورة وضعه الشهيد الملازم علي عبدالمغني وخطه بيده غداة الحدث العظيم.
لقد برهن ذلك الثائر المؤمن بأن الحياة عطاء وتضحية وانها ليست مناصب ومكاسب كما فعل الذين كذبوا على أنفسهم وعلى ثورتهم وخرج رحمه الله ليواجه القبائل المضللة ويقنعهم بأن الثورة هي من أجلهم لتنشئ المستشفيات وتبني المدارس ولتعيد للشعب اليمني كرامته وعزته، ولكنه لم يتمكن من اقناعهم فقد كانت قلوبهم مشتاقة للمال والسلاح.
ان الشهادات لقائد ثورة 26سبتمبر كثيرة ومتعددة ونود الاشارة هنا الى ما كتبه اللواء أحمد قايد العصري انه في ليلة الثورة سلم الى الاخ الملازم علي عبدالمغني زنبيل مملؤ بالقنابل اليدوية الهجومية الذي كان يشتريها من قبل الثورة من عدن وثلاث عجلات ديناميت وكنا مجموعة الاقتحام وكان هو من اصدر الينا الاوامر بالهجوم الفوري على دار البشائر وكان القائد المنظم والمنفذ والمخطط الوحيد وكنا لا نعرف إلا أوامره.
قائد ثورة 26 سبتمبر
اما الصحفي محمد الشعبي على الرغم ان موضوع كتابه (مؤتمر حرض ومحاولات السلام باليمن) إلا انه افرد صفحة خاصة رقم (4) عليها صورة الشهيد الملازم علي عبدالمغني كتب أدناها قائد ثورة 26سبتمبر 1962م، (للعلم ان الكاتب المشار اليه احد المعاصرين للثورة وارهاصاتها أعقبت قيام الثورة وإعلان النظام الجمهوري وشغل عدة مناصب في وزارة الاعلام، الاذاعة، التلفزيون، وعمل مسؤولاً اعلامياً في رئاسة الجمهورية ورئاسة الوزراء، وعمل مع المشير السلال والفريق حسين العمري ورافقهما في مسيرة العمل والنضال داخل الوطن وخارجه.
استشهاده
يقول الاستاذ يحيى المتوكل: كان علي عبدالمغني صاحب مثالية عالية وعندما رأى انه أرسل زملاءه الى جبهات القتال واستشهد منهم من استشهد قال لماذا لا يشارك هو أيضاً وقام بالمغامرة غير المدروسة والتي أودت بحياته، وأنا شخصياً لا استبعد ان يكون هناك من السياسيين والعسكريين من خارج التنظيم من كان يضيق به وربما شجعوه على الاقدام على هذه المغامرة ليتخلصوا منه اتصور هكذا، وباستشهاده خسرت اليمن أحد أهم رجالات الثورة وصانعيها وهي خسارة تركت آثاراً سلبية على مسيرة الثورة وتوجهاتها، وللاجابة عن السؤال هل كان السلال هو السبب في خروج علي عبدالمغني أم ان علي عبدالمغني خرج من نفسه الى جبهة القتال؟ لكنني بصراحة اعتقد ان قرار الخروج يعود الى علي عبدالمغني الذي كان يتمتع بمثالية وتجرد غير معقولين مثله مثل الشهيد محمد مطهر الذي ذهب هو الآخر ليستشهد في معركة خاسرة وهو رئيس اركان الجيش بعد مرور عامين على قيام الثورة، وذلك في نظري نقطة ضعف اخرى تسجل على قيادة التنظيم، بالاجابة عن سؤال هل كان هناك تكليف واضح لخروج علي عبدالمغني الى مأرب؟ يقول علمت من زملاء لي كانوا مع علي عبدالمغني عند استشهاده انه عندما عرف ان الوضع بدأ يتدهور على جبهة صرواح- مأرب وان بعض مشايخ المنطقة الذين كانوا مع الثورة نكثوا بالعهود وأيدوا الإمام، قرر الخروج الى مأرب مع عدد من الضباط من ضمنهم المرحوم العميد محمد غالب الشامي والعميد محمد حسن العمري (نجل الفريق العمري) وغيرهم بهدف ضرب التمرد والسيطرة على المنطقة التي تعرف أهميتها، ولم يكن معه من القوات عدا عدد من المدرعات والافراد الذين كان معظمهم من افراد الجيش النظامي غير المدرب على القتال وقد ضربت الحملة في كمين نصب لها في صرواح واستشهد علي عبدالمغني مع آخرين وأسر الذين نجوا من الموت وكانت معركة خاسرة في بدايتها، وقتل وهو داخل المدرعة.
وللايضاح فإن الكمين نصب في منطقة الجفينة باب الضيقة جوار سد مأرب القديم قرب مأرب وكان كميناً محكماً خطط له عسكرياً وقد استشهد علي عبدالمغني بعد مقاومة بطولية عالية فقد قتل من العدو الكثير واستشهد بجانبه المناضل عبدالله علي صالح ابن عم فخامة الاخ الرئيس علي عبدالله صالح وجرح زميله المرحوم محمد غالب الشامي وسائق مدرعة الشهيد، كما كان معه في الحملة زميله الاخ المناضل أحمد الفقيه والمناضل صالح الضنين وآخرون من الضباط والصف لم يتسع المجال لذكر اسمائهم.
ايضاً تقول بعض المصادر ان الشهيد لم يخرج للقتال وانما خرج لزيارة المنطقة ومد قبائلها بالعون لصد أي عدوان على الثورة من قبل القوات البريطانية عبر (حسين الهبيلي) سلطان بيحان وكان يستصحب بعض المهمات والسلاح (بطانيات + اكوات، ذخيرة متنوعة) لمن سيتم تجنيدهم من أبناء المنطقة للمتمركزين على الجبال المسيطرة على الطرق المؤدية الى العاصمة صنعاء وكان ذلك على ضوء اتفاق مسبق مع مشائخ المنطقة منهم (الشيخ علي ناصر طريق، الشيخ غالب الاجدع، وآخرون) من مشائخ مأرب والجوبة وحريب وبالتالي فقد كانت القوة محدودة بغرض الحراسة ولم تكن قوة قتالية.
في قلوب الكثيرين
يحتل الخامس من اكتوبر القادم الذكرى الثامنة والأربعين لاستشهاد أول شهداء ثورة 26سبتمبر المناضل الوحدوي علي عبدالمغني التي فاضت روحه وهو في السادسة والعشرين من عمره، والذي سيخلد في القلوب كثائر ومناضل قدم روحه قرباناً لهذا الوطن فتحية له في ذكرى وفاته.
تأثر عبدالناصر
الاستاذ يوسف الشريف كاتب مصري يقول: إن الرئيس جمال عبدالناصر دمعت عيناه عندما علم باستشهاد علي عبدالمغني.
الدكتور عبدالله يحيى الزين كتب في رسالة الدكتوراه التي بعنوان اليمن ووسائله الاعلامية (انه بعد ان استشهد قائد الثورة علي عبدالمغني اصبح الدكتور عبدالرحمن البيضاني في ليلة وضحاها نائب رئيس الجمهورية عضو مجلس قيادة الثورة رئيس الوزراء).
وقال الكاتب المعروف محمد حسنين هيكل انه بعد ان استشهد قائد الثورة علي عبدالمغني اصبح السلال قائد الثورة ورئيس الجمهورية.
عزاء الشعب اليمني
انور السادات قال عندما وصل صنعاء بعد الثورة وبعد استشهاد قائد الثورة علي عبدالمغني: انه وصل الى اليمن بتكليف من الرئيس جمال عبدالناصر لتعزية الشعب اليمني باستشهاد قائد ثورته وقال ان عبدالناصر قد بكى عندما بلغه استشهاد علي عبدالمغني ولم يشاهد جمال عبدالناصر يبكي قبلها.
(علي عبدالمغني شاعراً)
الشهيد علي عبدالمغني هو علي محمد حسين أحمد يحيى علي محمد عبدالمغني ويتصل نسبه الى قبيلة مذحج بن ادد بن زيد بن يشجب بن عريب بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان، وللشهيد علي عبدالمغني قصيدة قال فيها:
حي بني يعرب في كل مرتفع
وكل سهل حماه العرض والذمم
ثاروا فطاروا الى العليا بأجمعهم
فلا ترى غير طماح ومحتلم
سل المعارك عنهم كيف اذ عزموا
مضوا اليها بقلب غير منهزم
سل الكنانة، سل أبطال ثورتها
إذ طوحوا بالمليك الفاجر النهم
كيف انقضى الظلم واندكت دعائمه
وأصبحت دولة الطغيان في عدم
سل بور سعيد كم استحوت مقابرها
سل القنال كم استوعت من الرمم
الله أكبر فاق الشرق وانقشعت
عنه الغيوم، غيوم الجهل والسقم
أشبال يعرب هبت من مرابضها
وأقبلت كالقضاء المحتوم إذ يحم
تدافعت كتل الثوار غائرة
من كل صقع كموج الجارف العرم
لم يبق للخائنين اليوم من أمل
في شعبنا الثائر الطاغي ومعتصم
لقد قال علي عبدالمغني تلك القصيدة سنة 1958م وهي تؤكد أن أفكار التحرر الوطني والقومية العربية كانت قد ترسخت في وجدانه ويقينه منذ وقت مبكر، وقد أخبرني الأستاذ الدكتور عبدالعزيز المقالح ان علي عبدالمغني كان يحفظ كتاب (فلسفة الثورة) للزعيم جمال عبدالناصر في تلك الفترة وقال العميد عبدالله الراعي:كان علي عبدالمغني معروفاً بتحمسه وانحيازه الشديد للزعيم جمال عبدالناصر.
المراجع:
كتاب قصة بطل على طريق ثورة 26 سبتمبر الخالدة
الشهيد علي عبدالمغني للمرحوم المناضل:عبدالوارث سعد عبدالمغني
ثم التوسع في أخذ الشهادات من مصادر متعددة على رأسها مسودة كتاب للواء الركن علي محمد علي عبدالمغني


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.