أعلنت لجنة التحقيق في حرب العراق أن رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير، سيمثل أمامها للشهادة مرة أخرى عندما تستأنف جلساتها بداية العام الجديد. ولكنه يواجه هذه المرة مراجعة دقيقة لشهادته، لاسيما في ضوء ما نشره موقع ويكيليكس من معلومات بشأن الحرب على العراق. .ومثل بلير أمام لجنة التحقيق مطلع العام الجاري، إلا أن رئيس اللجنة جون تشيلكوت يريد الحصول على المزيد من الأدلة - وفق ما ذكرته تقارير صحفية مؤخراً - بعدما وجد تضارباً وثغرات في شهادة بلير السابقة حول مشروعية الحرب والمرحلة التي سبقت الغزو عام 2003..وكان بلير - الذي يشغل حالياً منصب مبعوث اللجنة الرباعية لعملية السلام في الشرق الأوسط - قد أصر خلال تقديم شهادته أمام لجنة التحقيق في يناير الماضي على أن غزو العراق جعل العالم مكاناً أكثر أمناً، وأنه لم يندم على الإطاحة بصدام حسين. وأثارت تلك الشهادة غضباً داخلياً وخارجياً، بل إن بعض الصحف البريطانية اعتبرت أنه مجرم حرب، ويجب أن يعتقل بسبب مشاركته في غزو العراق. كما أن توني بلير اكتفى في مذكراته “رحلة” التي صدرت في سبتمبر الماضي بالقول: إن قرار المشاركة في حرب العراق “أقلقه”، وأعلن عن أسفه الشديد للوفيات التي سببتها الحرب بين صفوف المدنيين.. ومن جهة أخرى، تستدعي لجنة التحقيق أيضاً مسؤولين سياسيين وعسكريين بريطانيين سابقين، من بينهم وزير الخارجية الأسبق جاك سترو (2006-2001) ورئيس أركان الدفاع اللورد بويس (2003-2001)، إضافة إلى قائد العمليات الجوية للقوات البريطانية خلال حرب العراق، ورئيس العمليات المشتركة ورئيس أركان القوات الجوية..وقالت اللجنة: إنها ستستمع إلى شهادات هؤلاء في جلسات علنية خلال الفترة الممتدة من 12 يناير إلى 4 فبراير من العام المقبل. ويذكر أن رئيس الوزراء البريطاني السابق غوردون براون أعلن في يونيو من العام الماضي تشكيل لجنة مكونة من خمسة أعضاء برئاسة جون تشيلكوت لإجراء تحقيق حول حرب العراق يغطي الفترة من صيف عام 2001 وحتى نهاية يوليو من العام الحالي. وبدأت اللجنة جلساتها العلنية في أكتوبر الماضي لمراجعة السياسة التي تبنتها بريطانيا حول العراق، واستمعت منذ تلك الفترة لإفادات أكثر من 140 شاهدًا من كبار المسؤولين السياسيين والعسكريين والأمنيين البريطانيين والأجانب. وأعلن تشيلكوت في الثلاثين من يوليو الماضي انتهاء جلسات التحقيق، وأن لجنته تعكف على مراجعة إفادات الشهود وإعداد التقرير النهائي عن التحقيق.