600 ألف دولار تسرق يوميا من وقود كهرباء عدن تساوي = 220 مليون سنويا(وثائق)    وعود الهلآّس بن مبارك ستلحق بصيف بن دغر البارد إن لم يقرنها بالعمل الجاد    أقذر أنواع الحروب هي حرب الخدمات... بريطانيا وإسرائيل أشرف من الاحتلال اليمني    تسليم الجنوب لإيران "لا يجب أن يتم عن طريق دول الجوار"    للجنوبيين: أنتم في معركة سياسية تاريخية سيسقط فيها الكثير وتنكشف أقنعتهم    قيادي حوثي يسطو على منزل مواطن في محافظة إب    تغاريد حرة.. عن الانتظار الذي يستنزف الروح    يوفنتوس يتوج بلقب كأس إيطاليا للمرة ال15 في تاريخه    انطلاق أسبوع النزال لبطولة "أبوظبي إكستريم" (ADXC 4) في باريس    المملكة المتحدة تعلن عن تعزيز تمويل المساعدات الغذائية لليمن    ترحيل أكثر من 16 ألف مغترب يمني من السعودية    أوقفوا هذا العار.. إعلان إسرائيلي غاضب ضد ''توكل كرمان'' بسبب تصريحاتها الجريئة عن حرب غزة    وفاة طفل غرقا في إب بعد يومين من وفاة أربع فتيات بحادثة مماثلة    انهيار جنوني .. لريال اليمني يصل إلى أدنى مستوى منذ سنوات وقفزة خيالية للدولار والريال السعودي    موقف عامل يمني بسيط يرفع رؤوس اليمنيين في المملكة !!    عاجل: قبائل همدان بصنعاء تنتفض ضد مليشيات الحوثي وتسيطر على أطقم ومعدات حوثية دخلت القبيلة "شاهد"    سرّ السعادة الأبدية: مفتاح الجنة بانتظارك في 30 ثانية فقط!    هل تتجه المنطقة نحو تصعيد عسكري جديد؟ كاتب صحفي يكشف ان اليمن مفتاح اللغز    نهاية مأساوية لطبيبة سعودية بعد مناوبة في عملها لمدة 24 ساعة (الاسم والصور)    الكشف عن ترتيبات أمريكية مؤلمة للحكومة الشرعية وقاسية على القضية الجنوبية    600 ألف فلسطيني نزحوا من رفح منذ تكثيف الهجوم الإسرائيلي    ظلام دامس يلف عدن: مشروع الكهرباء التجارية يلفظ أنفاسه الأخيرة تحت وطأة الأزمة!    نجل قيادي حوثي يعتدي على مواطن في إب ويحاول ابتزازه    شاهد: مفاجأة من العصر الذهبي! رئيس يمني سابق كان ممثلا في المسرح وبدور إمراة    البريمييرليغ: اليونايتد يتفوق على نيوكاسل    وصول دفعة الأمل العاشرة من مرضى سرطان الغدة الدرقية الى مصر للعلاج    اختتام البرنامج التدريبي لبناء قدرات الكوادر الشبابية في الحكومة    تطور مفاجئ.. فريق سعودي يقدم عرضا ضخما لضم مبابي    بريطانيا تخصص 139 مليون جنيه استرليني لتمويل المساعدات الإنسانية في اليمن مميز    ياراعيات الغنم ..في زمن الانتر نت و بالخير!.    استعدادا لمواجهة البحرين.. المنتخب الوطني الأول يبدأ معسكره الداخلي في سيئون    بائعات "اللحوح" والمخبوزات في الشارع.. كسرن نظرة العيب لمجابهة تداعيات الفقر والجوع مميز    وزارة الحج والعمرة السعودية توفر 15 دليلاً توعوياً ب 16 لغة لتسهيل رحلة الحجاج    استقرار اسعار الذهب مع ترقب بيانات التضخم الأميركية    بمشاركة أهلي صنعاء.. تحديد موعد بطولة الأندية الخليجية    صحة غزة: ارتفاع حصيلة الشهداء إلى 35 ألفا و233 منذ 7 أكتوبر    نيمار يتصدر معدل صناعة الفرص في الدوري السعودي رغم غيابه! (فيديو)    وزيرا المياه والصحة يبحثان مع البنك الدولي تمويل إضافي ب50 مليون دولار لمشروع رأس المال البشري مميز    تسجيل مئات الحالات يومياً بالكوليرا وتوقعات أممية بإصابة ربع مليون يمني    دعوة مهمة للشرعية ستغري ''رأس المال الوطني'' لمغادرة صنعاء إلى عدن وتقلب الطاولة على الحوثيين    هل الشاعرُ شاعرٌ دائما؟ وهل غيرُ الشاعرِ شاعر أحيانا؟    لماذا منعت مسرحيات الكاتب المصري الشرقاوي "الحسين ثائرآ"    قطع الطريق المؤدي إلى ''يافع''.. ومناشدات بتدخل عاجل    قصص مدهشة وخواطر عجيبة تسر الخاطر وتسعد الناظر    وداعاً للمعاصي! خطوات سهلة وبسيطة تُقربك من الله.    ثنائية هالاند تُسحق ليفربول وتضع سيتي على عرش الدوري الإنجليزي!    وفاة امرأة وطفلها غرقًا في أحد البرك المائية في تعز    في الذكرى ال 76 للنكبة.. اتحاد نضال العمال الفلسطيني يجدد دعوته للوحدة الوطنية وانهاء الانقسام مميز    سنتكوم تعلن تدمير طائرتين مسيرتين وصاروخ مضاد للسفن فوق البحر الأحمر مميز    افتتاح مسجد السيدة زينب يعيد للقاهرة مكانتها التاريخية    أسرارٌ خفية وراء آية الكرسي قبل النوم تُذهلك!    البوم    الامم المتحدة: 30 ألف حالة كوليرا في اليمن وتوقعات ان تصل الى ربع مليون بحلول سبتمبر مميز    في افتتاح مسجد السيدة زينب.. السيسي: أهل بيت الرسول وجدوا الأمن والأمان بمصر(صور)    احذر.. هذه التغيرات في قدميك تدل على مشاكل بالكبد    دموع "صنعاء القديمة"    اشتراكي المضاربة يعقد اجتماعه الدوري    هناك في العرب هشام بن عمرو !    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



المرأة الريفية.. منجم العطاء الذي لم يستغل بعد!

د. سعاد السبع: الثقافة التقليدية تنتقص من حق المرأة الشرعي والإنساني والوطني
سيدة الهيلمة: الفتاة الريفية بحاجة إلى التعليم وبناء قدراتها واستثمار طاقاتها
د. أمية جبران: أغلب النساء اللائي أثبتن حضورهن في المجتمع قدمن من الريف اليمني
عظيمات بحجم الوطن.. بدأن مشوارهن في درب الحياة الطويل من القرى البسيطة والمعقدة في آنٍ معاً.. بسيطة بجغرافيتها ومنحدرات جبالها الشماء.. وسفوحها الخضراء الجميلة.. وبمقومات الحياة المتواضعة.. ومعقدة بنظرتها صوب الحياة المعاصرة وانغلاق مجتمعات الريف اليمني حد اللا اعتراف “بالمرأة” إلا “كربة بيت” وبعض الأعمال التي ماتزال تمارسها المرأة الريفية في الزراعة.. لكن من وسط تلك الظروف المحيطة بالمرأة الريفية على وجه الخصوص.. لمع نجم سيدات المجتمع.. وقيادات المجتمع.. بل إن هناك منهن من اعتلين أرقى المناصب في الدولة.. وكن عند مستوى المسئولية، وأثبتن وجودهن باقتدار وجدارة لامثيل لها.. بالإضافة إلى أن منهن الأكاديميات في الجامعات اليمنية.. ومن يقدن مؤسسات صحفية بارزة كدار “المرأة” للصحافة والنشر وغيرها من النماذج اللاتي أثبتن وجودهن في أكثر من مجال كانت بداية حكراً على “الشوارب” فقط..!!
ومن هنا حاولت صحيفة «الجمهورية» الاقتراب من عوالمهن ومن تلك النماذج التي تميزت على مستوى اليمن..وجئن من الريف اليمني بطموحاتهن الكبيرة واللامحدودة وفتحت معهن دفاتر نجاحهن ليكن قدوة لكل “ريفيات” المجتمع اليمني.. فإلى حصيلة هذه النخبة المميزة.. مع تسليط الضوء على مقومات المرأة الريفية كونها تمثل أعلى نسبة من شرائح المجتمع اليمني.
المرأة الريفية.. تقع بين عالمين مخيفين
وبداية هذه الإطلالة تفتتحها «المرأة النموذج» بحق.. صاحبة قلم صحفي ذاع صيته وأكاديمية قدمت من ريف محافظة البيضاء التي أصبحت أستاذ المناهج وطرائق التدريس المشارك بكلية التربية جامعة صنعاء عضو منظمة “اليمن أولاً” إنها د. سعاد السبع.. التي أكدت أن المرأة اليمنية بصورة عامة ذكية وقوية وعندها إرادة حديدية تستطيع بواسطة إراداتها صنع المعجزات، والمرأة الريفية بالذات امرأة منتجة مشاركة في دفع عجلة التنمية مهما غفل عن دورها الغافلون، فهي شريكة في التنمية ولو أن جهدها مازال غير منظور بسبب الموروث الثقافي التقليدي.. المرأة الريفية تقع بين عالمين مخيفين، عالم يدفعها إلى الأمام، ويتمثل في المتغيرات المتسارعة حولها بفعل العولمة الثقافية والتكنولوجية وماتشاهده على الفضائيات ووسائل الإعلام المختلفة، وعالم يجرها إلى الخلف، ويتمثل فيما تفرضه عليها الثقافة التقليدية من انغلاق يحد من حركتها الفكرية والجسدية وذلك يعني أن عليها صنع المعجزات حتى لا تفقد توازنها، فعليها أن تكون قوية قادرة على الانتقاء من العالم المتغير، وعليها أن تكون قادرة على إثبات وجودها في العالم المنغلق، ولأنها ذكية وقوية فهي بفطرتها توائم وتسدد وتقارب وتناضل وتتحمل وتتسامح، بحيث تعيش حياة تمكنها من أداء دورها بفاعلية في مجتمعها الريفي على مستوى الأسرة والمجتمع بطريقة لاتجعلها جاهلة بالمتغيرات ولا متصادمة مع أصحاب العقول المتحجرة، ولاتجعلها سلبية في محيطها.. وبهذا الذكاء اكتسبت احترام المجتمع، وبهذه الشخصية استطاعت وتستطيع أن تحقق طموحاتها وبخاصة في مجال التعليم، فالتعليم هو سلاح المرأة الذي يوصلها إلى أرقى القمم وكون د. سعاد قدمت من المجتمع الريفي ووضعت بصمتها بجدارة، تتحدث عن العامل الذي ساعدها على تخطي النظرة الريفية قائلة: أنا تربيت في مدينة البيضاء، وكانت هذه المدينة حينما كنت طفلة بيئة ريفية منغلقة بمعنى الكلمة، تحكمها تقاليد صعبة جداً، لدرجة أن تعليم المرأة في المدارس الرسمية كان يعتبر نوعاً من الخروج عن الدين، فما بالك حينما تتعلم المرأة مع ذكور، ولكني والحمدلله والكلام لايزال ل«د.سعاد».. كنت محظوظة حينها، فقد نشأت في بيت فيه الكتاب من أساسيات الحياة اليومية، وفيه مساحة واسعة للنقاش والحوار، وكان لي أب رحمه الله من أنصار تعليم المرأة، فله الدور الأساسي في تكوين شخصيتي وإكمال تعليمي إضافة إلى ذلك فقد رسمت خطتي لحياتي منذ طفولتي حول التعليم، وساعدتني على تحقيق طموحاتي الدراسية عوامل ذاتية منها: شخصيتي المحبة للتغيير، ووضوح الهدف الذي كنت أسعى إليه وهو إكمال التعليم، وإرادتي القوية وصبري على الصعوبات التي واجهتها حينما كنت الفتاة الوحيدة التي تدرس بين طلاب ذكور في مدرسة حكومية.. وبحرصي على طاعة والدي، وبصبري وإرادتي ومثابرتي وحرصي على أن أكون قدوة صالحة لبنات جنسي “حرة بلا تطرف، ومطيعة بلا استسلام” اكتسبت احترام الجميع وتخطيت الصعاب وصارت لي مكانة اعتز بها حتى عند من كان يعارض تعليم المرأة مما مكنني من التأثير في مجتمعي الريف.
وعن أهم معوقات المرأة الريفية تضيف د. السبع: يتمثل بالدرجة الأولى في انتشار الأمية، ثم في حرمانها من إكمال تعليمها، وأيضاً في ضعف دور المسجد في الريف في تغيير المفاهيم الخاطئة عن دور المرأة في التنمية لدى الرجال والنساء على السواء وضعف التوعية بأهمية تعليمها ، وضعف جهود المجتمع في مكافحة الأمية، يعني المقومات التي تحد من ارتفاع مستوى المرأة الريفية هي نفسها التي تواجه الرجل في الريف لكن المرأة تواجه إضافة إلى ذلك عبء الثقافة التقليدية التي لاتزال تنظر إليها نظرة دونية قاصرة تنتقص من المرأة نصف المجتمع من حيث العدد، وهي التي تربي النصف الآخر، فهل تستطيع امرأة ضعيفة لاتملك قرارها جاهلة مضطهدة أن تربي نصفاً قوياً أو عادلاً؟!!
والحل لرقي المرأة الريفية تختم د.السبع: هو في نشر التعليم والقضاء على الأمية لدى المجتمع والتمييز بين ما هو شرعي وما هو من تقاليد المجتمع، لأن هناك خلطاً بين الدين والتقاليد، وهذا يضر المرأة والمجتمع بصورة عامة، وإذا انتشر التعليم سيتغير التفكير والثقافة والمجتمع وكل شيء إلى الأفضل... التعليم هو مفتاح رقي الإنسان ذكراً وأنثى، وهو وسيلة الفهم الصحيح للدين والحرية والعدل والحوار والقبول بالآخر..
هذا رأيي طوال الحياة التي عشتها وسيظل، والتجارب التي خبرتها تجعلني متمسكة بهذا الرأي وأكافح من أجله.
التركيب الأسري وموقع المرأة فيه...!!
ومن خلال دراسة تحليلية عن أوضاع المرأة الريفية قامت بها اللجنة للمرأة التي أوضحت أن من أجل معرفة أكثر دقة وواقعية لأوضاع المرأة الريفية لابد من التحليل السوسيولوجي للتركيب الأسري، فمن خلاله يتم معرفة أدوار المرأة ونشاطاتها ووظائفها داخل الأسرة وامتدادها خارجها، فالبناء الاجتماعي السائد يضع تنميطاً جندرياً يحدد أدوار خاصة بالمرأة وأخرى بالرجل، وهذه العملية تبدأ من الأسرة ضمن عملية التنشئة الاجتماعية، فطبيعة التركيب الأسري تتماثل مع طبيعة البناء الاجتماعي العام في المجتمع، وكلاهما يعتمدان على منظومة ثقافية واحدة تعتمد فواصل نمطية بين مجالات الذكور والإناث، وأن تدني موقع المرأة الريفية في المجتمع العام يقابله إلى حد ما تدني موقعها في الأسرة، فالتركيب الأسري والبنية الاجتماعية العامة يتصفان بسيادة النمط البطريركي القائم على هيمنة الذكور وتحديد نشاطهم في المجال العام بكل إطاراته وحصر نشاط المرأة في المجال الخاص، وباعتماد لغة الأرقام يمكن القول أن المرأة الريفية تعتبر الزوج كبير العائلة ومن حقه اتخاذ القرارات منفرداً 44.4% وأن الأسرة هي التي تختار العريس لابنتها 44.6% وأن تعليم البنات ليس له أهمية تعليم الأولاد 51.5% وخطورة الأمر هنا أن أمية يرتبط به استمرار غياب الوعي لديها بالمتغيرات الداعمة لها، وباستمرار تبعيتها للرجل، واستمرار تدني مكانتها الاجتماعية، وعدم اتساع الخيارات أمامها لتجديد نشاطاتها وتنويع أدوارها وعدم الاستفادة من تلك الاختيارات... وأن كل ذلك يؤثر سلباً في عدم نجاح برامج التنمية الهادفة إلى تنظيم الأسرة وإدماج المرأة في التنمية وإلى ضرورة تعليم النساء، كما أن التركيب الأسري والبناء الاجتماعي العام يؤثران بقوة على حجم النشاط السياسي.
المرأة سباقة للمشاركة في المتغيرات
ومع نموذج آخر للنجاح.. قدمت من مدينة عمران حيث عاشت طفولتها حتى المرحلة المتوسطة ثم انتقلت إلى أمانة العاصمة لترسم قصة نجاحها وكفاحها لتصبح موظفة في البنك المركزي اليمني وإكمال دراستها الجامعية.. والآن هي صاحبة “دار المرأة للطباعة والنشر” و”صحيفة المرأة” التي أفردت صفحاتها لقضايا المرأة وهمومها وإبداعاتها للعام “18” على التوالي وماتزال في قمة عطائها وهي الآن بعمر شابة يافعة وكصحفية كرست مساحة أكبر في صحيفتها المتخصصة لكل مايهم المرأة إنها أ. سيدة الهيلمة حيث ترى أن المرأة الريفية معروفة بإرادتها القوية ومشهود لها أنها جزء مهم وفاعل في المجتمع الريفي اليمني ،فهي ليست امرأة متلقية فقط وإنما هي شريكة أصلية في زراعة وحراثة الأرض،وفي تربية الحيوانات والدواجن وعندما تطورت الحياة وتغيرت أسالبيها كانت المرأة سباقة للمشاركة في هذه التغيرات وقد تعلمت ودرست والكثير منهن حققن نجاحات كبيرة فمنهن الطبيبات والمهندسات والأكاديميات والصحفيات ومعلمات وسيدات الأعمال وكل منهن أثبتت وجودها وكون أ. سيدة قدمت من الريف ووضعت بصمتها بجدارة تتحدث عن العامل الذي ساعدها على تخطي النظرة الريفية قائلة: قدمت من منطقتين ريفتين من منطقة ريفية من محافظة عمران ومن قرية ريعان بمحافظة صنعاء وهي مجتمعات محلية،وبالمناسبة فهي مجتمعات غير منغلقة وغير مقيدة بعادات وتقاليد شديدة الصرامة،ولكن هناك تقاليد قد تعيق تعليم الفتاة أو استمرار تعليمها وتضيف: وأعترف هنا أن والدي الشيخ يحيى حميد الهيلمة طيب الله ثراه وغفر له وأسكنه فسيح جناته هو الذي شجعني ودفعني للدراسة وأذكر أنني الفتاة الوحيدة التي كانت تدرس في وسط مدرسة كلها أولاد ولهذا فقد استطعت تخطي النظرة الريفية التي كانت حينها لاترى ضرورة لتعليم الفتاة وأشعر اليوم أنني وصلت إلى ماحلمت به من عمل، رغم أن سقف طموحي أكبر مما قد وصلت إليه سواء على المستوى الوظيفي أو السياسي أو الإعلامي،ولكن بذلت جهدي وما وصلت إليه كان ثمرة عمل وجهد قدمته بصدق وأحمد الله على كل شيء وعن معوقات تقدم وتطور المرأة الريفية وأفضل الوسائل لتخطيها تختم أ. الهيلمة قائلة: إن الريف اليمني بصورة عامة يعاني من إشكالات كثيرة أبرزها :ضعف البنى الأساسية، رغبات المؤسسات العامة والخاصة الضامنة لتقدم وانطلاق المرأة واستثمار قدراتها.. كما أن الخدمات محصورة في المدن الرئيسية وحرمت منها مناطق ريفية كثيرة.. يضاف إلى هذه المعوقات غياب السياسات العامة الساعية إلى تطوير القدرات والهادفة إلى التنمية البشرية للمناطق الريفية رجالاً ونساءً شباباً وشابات ولتخطي هذه المشكلات والعوائق يحتاج إلى جهود جبارة وإلى ميزانيات كبيرة وموارد عديدة، لكن إذا تم توظيف الموارد في جوانب منظمات المجتمع المدني، وتحديداً المعنية ببناء القدرات الذاتية للشباب والفتيات .. كما أن المجالس المحلية مطالبة أن تهتم بجوانب العملية التعليمية وتطوير مناهجها ووسائلها وأساليبها إضافة إلى أن هناك قائمة طويلة من الاستحقاقات التي تتطلب خططاً لتنموية واسعة ومتعددة.
ثقافة الصمت..!!
كما أضافت الدراسة التحليلة المشار إليها أعلاه ..أن على المؤسسات الرسمية والمنظمات الأهلية التي تتحدث باسم المرأة، وتطالب بدعمها وتمكينها أن تدرك بوعي كامل طبيعة الاحتياجات العامة للمرأة الريفية،ومدى الترابط العضوي لهذه الاحتياجات، وبالتالي العمل وفق أجندة واضحة أولوية في التنفيذ وفق طبيعة الاحتياجات في كل محافظة وأن دعم المرأة الريفية إذا كان يتطلب تجديداً في التشريعات والقوانين وفي تحسين الدخل “الدعم المالي- الإقراض” فعن دعمها أيضاً يتطلب رفع مستوى ثقافتها وتأهيلها وتدريبها بل تعليم المرأة وتطوير مهاراتها يعتبر المدخل الأساسي الذي من خلاله يمكن إدماج المرأة الريفية في مجالات التنمية اقتصادياً واجتماعياً وسياسياً لأن المرأة الريفية لها احتياجات لا تزال غير قادرة على التغيير عنها في إطار ثقافة الصمت ومن ذلك حجم ونوع التمييز ضدها في الأسرة وفي المجتمع بشكل عام الأمر الذي يتطلب دراسات تحليلية متعمقة للبنى الاجتماعية ومنظومتها الثقافية التي تعيش في إطارها المرأة وتتحدد من خلالها أدوارها ونشاطاتها داخل الأسرة وخارجها.
أهمية رفع وعي الجمهور
ومع قصة نجاح أخرى ...نختم بها هذا الطيف الجميل من كل أنحاء الوطن قدمت من ريف محافظة –إب “يريم” حيثُ انتقلت مع عائلتها إلى دولة السودان الشقيقة وأتيحت لها الظروف المناسبة لتصبح اليوم- مفوضة تنمية المجتمع بجمعية المرشدات اليمنيات بالجمهورية- ومعدة برنامج الأسرة بإذاعة صنعاء ومحاضرة ببعض الجامعات اليمنية- إنها د. أمية جبران ..التي أكدت أن اغلب النساء اللائي أثبتن وجودهن في المجتمع نساء قادمات من الريف اليمني وتوفرت لهن ظروف جيدة مكنتهن من الوصول إلى أعلى الدرجات –خلاف ما تعانيه المرأة الريفية التي ما زالت باقية في الريف رغم أن الكثيرات منهن لديهن مواهب بل البعض مبدعات ولكن عدم توفر الإمكانيات في الريف كان عائقاً في عدم تحقيق طموحاتهن وعن العوامل التي ساعدت د. أمية على تخطي النظرة الريفية تقول: هناك الكثير من العوامل التي ساعدتني على تخطي النظرة الدونية للمرأة أولاً: لأن والدي –رحمه الله- هاجر من اليمن في عهد الإمامة – إلى السودان وأدرك أهمية تعليم المرأة مثلها مثل أخيها الرجل وان التعليم هو مفتاح الرقي والتقدم ولذلك دعمنا أنا- وأخواتي لمواصلة تعليمنا إلى أن وصلنا إلى أعلى الدرجات أيضاً إرادتي وقوة إيماني بالله وبأن لكل مجتهد نصيباً دفعتني إلى مواصلة تعليمي كما أنني مؤمنة بأن الوطن بحاجة لسواعد كل المواطنين رجالاً ونساء للنهوض به- والوصول به إلى مراتب الرقي والتقدم.وعن المعوقات المعوقات التي تحد من تطور المرأة الريفية والحلول المقترحة لها تختم جبران أهم تلك المعوقات العادات والتقاليد التي في أكثرها حسب اعتقادي منافية للشرع الإسلامي على سبيل المثال التعليم للذكور دون الإناث وأن المرأة مالها إلا بيتها وهذا نجده واضحاً في المثال الشعبية التي غالباً ما تنظر للمرأة تلك النظرة الدونية والمقللة من شأنها إضافة إلى قلة الإمكانيات المتاحة من اجل رفع مستوى النساء مثل توفير المدارس الخاصة بالفتيات والمعاهد المهنية لإكسابها مهارات تساعد على العمل والتخلص من الأعمال الشاقة التي يقمن بها والوسائل التي يمكن أن تساعد على رفع المرأة في الريف هي: توفير المدارس – المدرسات التعليم الفتيات ورفع وعي الجمهور بأهمية تعليم الفتاة وهذا الدور يقع على عاتق الإذاعات المحلية لصعوبة وصول الغاز لبعض المناطق كذلك رفع وعي النساء بحقوقهن في العيش الكريم وهذا دور منظمات المجتمع المدني.
آخر الأوراق
- إذاً ...أوضاع المرأة الريفية لا يمكن معرفتها إلا في إطار عام نرصد فيه مجمل أوضاع المرأة تعليماً واقتصادياً واجتماعياً ونحلل كل ذلك في علاقاته ومدى تأثيره على أنماط العلاقات الاجتماعية السائدة بين الرجل والمرأة في الأسرة وفي المجتمع الريفي ..فارتفاع حجم النساء اللاتي يعملن كربة بيت فقط يعبر عن استمرار الأسرة التقليدية ومنظومتها الثقافية التي تحدد قيمتها ومعاييرها بالمجال الخاص- الأسرة- كمجال أساسي ووحيد النشاط المرأة باعتبارها أماً وزوجة بالرغم من بعض مظاهر التغيير النسبي في مكانه وأدوار المرأة داخل الأسرة بما في ذلك دورها في اتخاذ القرارات الأسرية كما تكمن الخصائص العامة لأفراد العينة من النساء الريفيات في تحديد الخلفية العامة أو السياق العام المحدد لوعي المرأة الريفية تجاه عدد من القضايا بما فيها الصحة الإنجابية وتنظيم الأسرة والنوع الاجتماعي ذلك انه لا يمكن الولوج إلى تحليل أوضاع المرأة الريفية وأدوارها ونشاطاتها دون معرفة خصائصها الذاتية والموضوعية فالمستوى التعليمي والحالة الاجتماعية وطبيعة النشاط الاقتصادي ومصدر داخل الأسرة يؤثر بشكل مباشر وغير مباشر على أوضاع المرأة ونشاطاتها وأدوارها ادخل الأسرة وخارجها إضافة إلى أن حرمان المرأة من التعليم مؤثر أساسي في استمرار تدني مكانتها الاجتماعية وتهميش مساهمتها ومشاركتها السياسية والاجتماعية العامة وان مجمل الخصائص العامة للمرأة الريفية- عينة الدراسة الميدانية تشير إلى تطور بطيء في مستويات التعليم والمشاركة في العمل الاقتصادي إلا انه مع ذلك لا تزال الصورة التقليدية للمرأة الريفية هي أكثر وضوحاً.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.