أعلنت الوكالة اليابانية للسلامة النووية أمس السبت عن رصد يود مشع بنسبة 1250 مرة أكثر من المعدل الطبيعي في عرض البحر على مسافة مئات الأمتار قبالة محطة فوكوشيما النووية المنكوبة شمال شرق اليابان.. وأوضحت الوكالة ان شركة طوكيو للطاقة الكهربائية (تيبكو) المسؤولة عن تشغيل المحطة أجرت الاختبارات على عينة مياه أخذت من قبالة المفاعل الأول في محطة فوكوشيما- 1.. وأوضح متحدث باسم الوكالة قائلاً: “إن شربتم 50 سنتيليتراً من المياه الجارية التي تسجل هذه النسبة من اليود، تصلون دفعة واحدة إلى الحد الأقصى السنوي المسموح لكم باستيعابه, إنه مستوى مرتفع نسبياً”.. وأضاف ان “النشاط الإشعاعي الذي تسرب إلى المياه سوف يذوب مع المد والجزر، ما يعني انه ينبغي أن تكون هناك نسبة أعلى بكثير حتى تستوعبها الأعشاب والحيوانات البحرية”. كما أشار إلى ان “تركيز اليود ينخفض إلى النصف كل ثمانية أيام، وبالتالي، حين سيستهلك السكان منتوجات بحرية، ستكون كميته فيها تراجعت على الأرجح إلى حد بعيد”.. وكان تم الثلاثاء رصد هذا اليود 131 المشع بنسبة 126 مرة أكثر من الحد المسموح به الذي حددته الحكومة، في عينة مياه من المحيط الهادىء أخذت من الموقع نفسه القريب من محطة فوكوشيما داييشي- 1.. وأعلنت السلطات العامة عندها عن تشديد الرقابة على الأسماك وثمار البحر التي يتم اصطيادها على طول السواحل.. وقد أظهر تحليل أصدرته وكالة السلامة النووية والصناعية أمس السبت أن السلطات اليابانية حددت 8 مواد مشعة في مياه راكدة في قبو جزء من محطة فوكوشيما للطاقة النووية.. وكانت أعلى المستويات التي عثر عليها في المياه في الوحدة رقم 1 من المحطة هي لمادة السيزيوم 137 وهو النظير المشع الذي تسرب في البيئة في أعقاب كارثة تشرنوبيل.. وظهر عند مستويات بلغت 8ر1 مليون بيكريل, كما اتضح أن المياه كانت تحتوي على نظائر السيزيوم 134 و136 فضلاً عن اليود- 131.. وتعهدت شركة طوكيو للطاقة الكهربائية (تيبكو) المسئولة عن تشغيل المحطة بتطهير المياه في أسرع وقت ممكن لتمكين العاملين من مواصلة جهود تبريد المفاعلات.. وذكرت تيبكو الجمعة أن ثلاثة عمال، كانوا يعملون على إعادة وظائف التبريد في المفاعل 3 تعرضوا لمستويات الإشعاع في المياه التي كانت 10آلاف ضعف المستوى الطبيعي.. على نفس السياق بدأت شركة “طوكيو الكتريك باور” المشغلة لمحطة فوكوشيما النووية المنكوبة شمال شرق اليابان أمس السبت في ضخ مياه عذبة داخل مفاعل نووي ارتفعت درجة حرارته بشكل مفرط.. وبدأت الشركة في ضخ المياه داخل المفاعل النووي رقم 2 في محطة فوكوشيما النووية رقم 1 فيما حاول العمال استعادة الكهرباء إلى غرفة المراقبة في جهودهم الرامية إلى إعادة نظام التبريد داخل المفاعل النووي إلى العمل.. وكانت المحطة قد أضيرت بسبب زلزال وما أعقبه من موجات مد عاتية /تسونامي/ في 11مارس الجاري.. وعثر على مياه ملوثة بالإشعاع بالقرب من أربعة من مفاعلاتها النووية التي يخشى أن تكون قد تسربت من المفاعلات أو أحواض الوقود المستنفد.. وتعهدت الشركة بإزالة المياه الملوثة بالإشعاع في أسرع وقت ممكن للسماح للعمال بالوصول إلى المفاعلات النووية بينما يحاولون استعادة أنظمة التبريد.. وكان ثلاثة مهندسين يعملون في نظام التبريد في المفاعل النووي رقم 3 قد تعرضوا لمستويات إشعاع في المياه تزيد عشرة آلاف مرة عن المستويات الطبيعية أمس الأول الخميس.. وتشير تلك المستويات إلى أن الوعاء الحاوي ربما يكون قد تضرر مما أدى إلى تسرب مواد إشعاعية وفقاً لما قاله هيديهيركو نيشياما الناطق باسم لجنة السلامة النووية الحكومية اليابانية أمام مؤتمر صحفي.