أصبح الصراع على أشده بين الغريمين مانشستر يونايتد وتشيلسي على لقب الدوري الإنجليزي وخرج آرسنال وليفربول من دائرة الضوء رغم أن حجم أنفاق اليونايتد في سوق الانتقالات مقارباً بعض الشيء لهما، لكن عزيمة الشياطين ولعبهم بروح متحدة بقيادة المدرب المحنك السير اليكس فيرغسون عوامل وقفت حائلاً أمام طموحات الملياردير الروسي “ابراموفيتش” الذي بدأ مع مورينيو في رسم خارطة طريق جديدة للبطولة، لكن عدم الاستقرار تسبب في تراجعه قليلاً وفي تلك الأثناء لم يفقد النسق وواصل صراعه مع اليونايتد ومؤخراً اعتقد البعض أن أسطورة تشيلسي ستنتهي لكثرة سقطاته وعدم انفاق أبراموفيتش الكثير من الأموال في سوق الانتقالات الصيفية 2010 لكنه قال أنا هنا بأعلى صوته عندما جلب دافيد لويز وتوريس في يناير 2011، ليستفيق من سباته العميق في الأسابيع العشر الأخيرة ويصبح على بعد ثلاث نقاط فقط من شياطين مانشستر قبل مباراتهما الفاصلة أو بالأحرى (النهائية) معاً والتي سيستضيفها مسرح الأحلام مساء اليوم الأحد. البدايات السعيدة والتعيسة لا تدوم !! تشيلسي قدم عروضاً خيالية في بداية الموسم بفوزه بسداسيات وثلاثيات وثنائيات، ظل متربعاً على القمة حتى الأسبوع ال14 حتى انحنى خارج قواعده أمام بيرمنجهام بهدف نظيف، ليبدأ نزيف النقاط الحقيقي .. وإذا نظرنا إلى نتائج الفريق بدايةً من الأسبوع ال11 سنجد أنه تعرض للهزيمة الأولى أمام ليفربول ومن ثم فاز بشق الأنفس على جاره اللندني فولهام بهدف إيسيان قبل أن يسقط في غرب لندن أمام القطط السوداء – سندرلاند - بثلاثية تاريخية في غياب لامبارد، تيري، أليكس وآخرون.. وجعلته هذه النتيجة يتنازل عن هيبته وبالتالي يترك القمة لغيره بعدما تفنن أنشيلوتي بخططه الغريبة في خسارة النقطة تلو الأخرى إلى أن تراجع للمركز الخامس، وذلك كان في الأسبوع ال19، لتبدأ أحاديث الصحف عن رحيله ومغادرته القلعة الزرقاء نحو قلعة ذئاب روما . واستعاد تشيلسي رونقة بداية من الأسبوع ال23 عندما فاز على بلاكبيرن بثنائية نظيفة، ومنذ تلك المباراة لم يفقد البلوز سوى سبعة نقاط بخسارته أمام ليفربول وتعادله مع فولهام وستوك سيتي مقابل ذلك حقق 10 انتصارات منهم انتصار هام على الشياطين الحمر بهدفين لهدف، الأمر الذي جعله ينافس بقوة على اللقب قبل نهايته بثلاثة جولات. أما مانشستر يونايتد فقد كانت بدايته مُخيبة للآمال والدليل على ذلك إهداره 10 نقاط في أول ثمان أسابيع بتعادله مع الرباعي “فولهام، إيفرتون، سندرلاند وويست بروميتش ألبيون” ما جعل البعض يتوقع خروج رجال فيرغسون من المنافسة هذا الموسم، لكن بعد ذلك انتفض العملاق الأحمر وبدأ يستجمع قواه إلى أن خطف الصدارة في الأسبوع ال15 وظل محافظاًَ عليها حتى وقتنا هذا، علماً أنه لم يتراجع للمركز الثاني سوى في الأسبوع ال16 الذي تصدر فيه آرسنال البطولة بشكل مؤقت بسبب تأجيل مباراة مانشستر وبلاكبول. وفجأة سقط مانشستر أمام تشيلسي في الأول من مارس الماضي ومن ثم خرج بهزيمة ثقيلة أمام غريمه التاريخي – ليفربول- في المباراة التي انتهت بثلاثية لهدف لأصحاب قلعة “أنفيد روود” ما أثر بالسلب على معنويات اللاعبين وظهر ذلك في مباراة بولتون التي حسمها بيرباتوف بهدف الفوز في الدقيقة 89. ومن جديد تفنن نجوم مانشستر يونايتد في إهدار النقاط خارج ملعبهم، ففي الأسبوع ال33 سقطوا في فخ التعادل أمام مضيفهم نيوكاسل وبعد ذلك جاء السقوط “المفزع” أمام آرسنال الأسبوع الماضي بهدف آرون رامسي الذي أشعل الذي أشعل المنافسة على لقب الدوري الإنجليزي وجعل فارق النقاط بين اسود لندن وشياطين مانشستر ثلاث نقاط قبل أسبوع من قمة قمم هذا الموسم التي سيستضيفها مسرح الأحلام السادسة من مساء اليوم الأحد .. والآن سوف نستعرض معكم في هذا التحليل الخاص لأهم ثلاثة مواسم احتدماً للصراع بين مانشستر يونايتد وتشيلسي على لقب المسابقة. العد العكسي لأسطورة فيلسوف البلوز (2007/2006) حسم اليونايتد اللقب ب89 نقطة منهم ثمان نقاط تحصل عليها من مبارياته أمام الكبار، ففي تلك المواجهات لم ينتصر سوى على ليفربول في المباراتين التي جمعتهما على أنفيلد روود وأولد ترافورد ، لكنه انحنى أمام آرسنال في المناسبتين وكذا تعادل مع تشيلسي بنتيجتي 1/1 و0/0 .. وحال تشيلسي لم يختلف كثيراً عن اليونايتد في مواجهاته مع الكبار بل كان أسوأ، وذلك لأنه لم يُحقق سوى فوز يتيم على حساب ليفربول في ستامفورد بريدج مقابل ذلك هُزم في أنفيلد روود واكتفى بأربع تعادلات مع آرسنال ومانشستر. علامة فارقة !! رعونة الفريق اللندني تسببت في ذهاب اللقب إلى مدينة مانشستر بعد أن ظل في غرب عاصمة الضباب لمدة موسمين في إنجاز تاريخي لم يتحقق من قبل، ففي معظم أوقات الموسم ظل فارق النقاط بين اليونايتد والبلوز ثلاث نقاط فقط، لكن بغرابة شديدة فقد رجال سبيشال وان 10 نقاط في اخر خمس جولات بتعادلهم مع نيو كاسل، بولتون، آرسنال، مانشستر يوناتيد وإيفرتون، مقابل ذلك خسر رجال فيرغسون سبع نقاط بتعادلهم مع ميدلسبره وتشيلسي والخسارة في المباراة الختامية أمام ويستهام لينتهي الموسم واليونايتد في الصدارة بفارق ست نقاط عن وصيفه تشيلسي. محاولة فاشلة من صديق رومان..(2008/2007) في ذلك الموسم رحل المدرب البرتغالي مورينيو عن ستامفورد بريدج في الأسبوع السادس بسبب تراجع نتائج الفريق الذي فاز في مباراتين وتعادل وخسر في مثلهما ليُطيح به الملياردير الروسي ويأتي بالمساعد “إفرام جرانت” الذي تربطه علاقة وطيدة للغاية برومان ليبقى على رأس الجهاز الفني إلى نهاية الموسم. حقق مانشستر يونايتد اللقب بعد أن أنهى المسابقة وفي جعبته 87 نقطة منهم 13 نقطة من مبارياته مع “البيج فور” الأربعة الكبار، فقد تحصل على ست نقاط كاملة من ليفربول وأربعة من آرسنال وثلاث من تشيلسي .. أما تشيلسي فقد خرج بثمان نقاط من مواجهاته مع الكبار بفوزه على آرسنال ومانشستر على ملعبه قبل أن يخسر منهما خارج ملعبه ويتعادل مع ليفربول في مناسبتين، الأمر الذي أثر بالسلب على حظوظ الاسود في الفوز بالبريميرليج. لم ولن تنسى جماهير مانشستر ذلك الموسم التاريخي بالنسبة للبرتغالي “كريستيانو رونالدو” الذي أحرز بمفرده 31 هدفاً في الدوري وكان أيضاً من أهم أسباب فوز فريقه باللقب الذي تحقق في النهاية بفارق نقطتين وهميتين، وذلك لأن تشيلسي عندما فاز على مانشستر في الجولة ال36 بهدفي بالاك مقابل هدف للفتى الذهبي “روني” تساوى الفريقين في عدد النقاط وكان لكلٍ منهما 81 نقطة، لكن ما أوجع البلوز هو فارق ال12 هدفاً الذي تفوق بهم الشياطين قبل نهاية الموسم بأسبوعين. وفي الجولة ال37 تفوق الاسود على نيوكاسل بهدفين نظيفين مقابل ذلك ضرب اليونايتد ويستهام برباعية إلى أن جاءت الجولة الأخيرة التي شهدت فوز رجال فيرغسون على ويجان أثليتك بهدفين في الوقت الذي تعادل فيه الفريق اللندني المستسلم مع بولتون واندرز بهدف لكل فريق، علماً أن كيفن ديفز كان قد أحرز هدف التعديل في الوقت المحتسب بدل من الضائع ليكتب التاريخ بأن الشياطين فازوا باللقب بفارق نقطتين وليس بفارق 15 هدف عن البلوز. قاهر الكبار يفعل كل شيء ..(2010/2009) أنهى تشيلسي الموسم الماضي ب86 نقطة وحصل على اللقب بفارق نقطة يتيمة عن مانشستر يونايتد، لكن يُحسب للبلوز نجاجهم في قهر الثلاثي الكبير بفوزه عليهم ذهاباً وإياباً، أما مانشستر فقد خسر كما قلنا من تشيلسي لكنه انتصر على آرسنال ذهاباً وإياباً وفاز على ليفربول في مباراة وخسر الأخرى . الصراع احتدم بشكل غير مسبوق في ذلك الموسم بعد أن تصدر تشيلسي البطولة حتى الأسبوع ال28 الذي خسر فيه أمام الأغنياء – مان سيتي- برباعية مقابل اثنين في ستامفورد بريدج الأمر الذي منح الشياطين الصدارة بفارق نقطة إلى أن تقابلا في الأسبوع ال33 على ملعب الأخير “أولد ترافورد” ويومها فاز رجال أنشيلوتي بهدفين لهدف في المباراة الشهيرة التي شغلت بال الرأي العام بسبب أخطاء الحكم “مايك دين” الذي أهدى دروجبا هدف من تسلل واضح ورفض احتساب ركلة جزاء للكوري الجنوبي بارك جي سونج وفي نهاية المباراة احتسب هدف للإيطالي ماكيدا بلمسة يد واضحة وضوح الشمس. وفور انتهاء الكلاسيكو تعادل اليونايتد أمام بلاكبيرن ومنح الضوء الأخضر لتشيلسي للانفراد بالصدارة بعد أن تغلب الأخير على بولتون بهدف نظيف وضعه في المقدمة بفارق أربع نقاط عن وصيفه. علامة فارقة وحدث ما لم يتوقعه فيرجسون وسقط تشيلسي أمام توتنهام في الوقت الذي تغلب فيه مانشستر على جاره السيتي بهدف بول سكولز، ليصبح فارق النقاط بين المتصدر ووصيفه نقطة واحدة قبل نهاية المسابقة بثلاثة أسابيع، لكن أنشيلوتي نجح في إخراج لاعبيه من حالة الحزن التي سيطرت عليهم بعد خسارة الديربي اللندني، حيث جاء الرد عنيفاً بالفوز على ستوك سيتي بسباعية ومن ثم على ليفربول بهدفين نظيفين منهم هدف من صناعة قائد الريدز ستيفن جيرارد الذي مرر الكرة لدروجبا لكي يودعها بسهولة في مرمى الحارس رينا الذي اكتفى بمشاهدة الكرة وهي تعانق شباكه .. وفي الجولة الأخيرة انتظر عشاق اليونايتد مفاجأة من جارهم في المقاطعة ويجان أثليلتك الذي حل ضيفاً على ملعب “ستامفورد بريدج” . لكن المفاجأة لم تكن سارة بعدما ضربهم الاسود بثمانية اهداف دفعة واحدة لينقض تشيلسي على اللقب الذي بقى في أولد ترافورد ثلاث سنوات متتالية . الخلاصة: هل يُعادل تشيلسي عدد انتصاراته بلقب الدوري الإنجليزي عندما يَحتدم الصراع بينه وبين مانشستر يونايتد بهذه الطريقة المثيرة للاهتمام؟