جلست هناك على سريري رغم شعوري بالبرد الشديد، نظرت من نافذتي إلى الخارج، كان الليل شديد السواد، وكانت البيوت من حولي قد أطفأت أنوارها، إلا غرفتي ما تزال مضاءة، أكملت أعمالي ولم يبق شيء فلماذا لا أنام، اشعر ان عقلي مشتت التفكير وضربات قلبي تتسارع بين لحظة وأخرى لماذا؟. لماذا الحيرة؟. شعرت برغبة في البكاء لعلي أجد راحتي فيه فبكيت كثيراً، ولكنه لم يكن هنا من يسمع نحيبي أو يمسح دموعي لماذا يرحل ؟ لماذا يعاقبني بهذه الطريقة ؟ هو يعلم ان خوفي عليه يقتلني لماذا يستغل ضعفي أمامه حتى صرختي لم أجد من يسمعها لأول مرة أشعر بالعجز فكلما سمعت رنة تلفوني أهرول كالمجنونة أو مثل الشاب الطائش الذي لا يجيد قيادة السيارة في الشوارع .. اصطدام بكل ماهو حولي وفي الأخير لا يكون هو. أصلي الليل وأدعو الله ان يطمئنني عليه ولكن الشك والخوف يقتلانني لماذا لم يرسل لي كما تعودت عليه ..؟ ليس شكي انه مع امرأة أخرى لا ولكن خوفي عليه أشعر أني سأموت قبل ان يصل ..ماذا أعمل ؟ هل أخرج إلى الشوارع أسأل الناس عنه أم أذهب إلى المطار وهناك أظل انتظر عودته؟. لن أنام وسأضرب عن الطعام حتى يعود، لعله عندما يعود ويعرف قصتي يأخذني إلى قبري ويضع عليه أكليل من الزهور ولكن هل سيعلم سبب موتي ؟ لعله إذا قلب أوراقي يجدني قد رسمت له قلبي ولكنه قلب غير مكتمل بل نصف قلب ينزف شوقاً وحنيناً، وكتبت تحته بدم من وريدي أربعة أحرف، وفي النهاية قد يحرق الورقة كما احرقني خوفي عليه أن يمزقها كما مزق قلبي شوقاً ولهفة إليه .. أكرر السؤال متى سيعود وأعيد أوراقي وأغلق دفتري واضع راسي على وسادتي التي شربت من دموعي أحاول أن اغمض عيني وأتخيله عندما يعود فافتحها علي أجده مرة أخرى يجلس هنا إلى جواري يضع كفي بين يديه وهو ينظر إليّ وكله لهفة وحنين .. اسمعه يقول لقد عدت هيا انهضي أريد أن أراك تلعبي بشعري وتحيطين عنقي بيديك كما تعودت منك، أريد ان أرى ابتسامتك تضيء وجهك، أريدك ان تصرخي وتعاتبيني لرحيلي عنك، أريد أن أراك تحلقي حولي كفراشة تضحك .. هيا انهضي نعم .. ابتسمت رغم ان دموعي لم تتوقف ونهضت واقفة أمامه ولكن لم اقدر على ان اصرخ ولم أتمكن من معاتبته فعندما صرخت في وجهه كانت صرخة أحبك نعم أحبك اشتقت اليك فشعرت بدفء حضنه وهو يضمني إليه حينها أغمضت عيني وشعرت براحة كبيرة لم اشعر بها من قبل فقد شعرت بدفئه .. وعندما فتحت عيني لم أجده وشعرت ببرودة شديدة في مكاني فصرخت وعدت ابكي كطفلة واحتضنت وسادتي بعد ان تأكد لي أني كنت أحلم فلم يعد بعد.