سيئون.. وقفة احتجاجية تطالب المجتمع الدولي بتنفيذ القرار الأممي الخاص بقحطان    رسميًا.. محمد صلاح يعلن موقفه النهائي من الرحيل عن ليفربول    في اليوم 227 لحرب الإبادة على غزة.. 35562 شهيدا و 79652 جريحا واستهداف ممنهج للمدارس ومراكز الإيواء    "وثيقة" تكشف عن استخدام مركز الاورام جهاز المعجل الخطي فى المعالجة الإشعاعية بشكل مخالف وتحذر من تاثير ذلك على المرضى    مجلس النواب يجمد مناقشة تقرير المبيدات بعد كلمة المشاط ولقائه بقيادة وزارة الزراعة ولجنة المبيدات    ثلاث مرات في 24 ساعة: كابلات ضوئية تقطع الإنترنت في حضرموت وشبوة!    غاتوزو يقترب من تدريب التعاون السعودي    ترتيبات حوثية بصنعاء بعد إعلان مصرع الرئيس الإيراني وتعميم من "الجهات العليا"    أول تعليق أمريكي بشأن علاقة واشنطن بإسقاط مروحية الرئيس الإيراني    إعلان هام من سفارة الجمهورية في العاصمة السعودية الرياض    مجلس التعاون الخليجي يؤكد موقفه الداعم لجهود السلام في اليمن وفقاً للمرجعيات الثلاث مميز    لابورتا وتشافي سيجتمعان بعد نهاية مباراة اشبيلية في الليغا    رسميا.. كاف يحيل فوضى الكونفيدرالية للتحقيق    منظمة التعاون الإسلامي تعرب عن قلقها إزاء العنف ضد الأقلية المسلمة (الروهينغا) في ميانمار    الصين تبقي على اسعار الفائدة الرئيسي للقروض دون تغيير    منتخب الشباب يقيم معسكره الداخلي استعدادا لبطولة غرب آسيا    اتحاد الطلبة اليمنيين في ماليزيا يحتفل بالعيد ال 34 للوحدة اليمنية    وفاة محتجز في سجون الحوثيين بعد سبع سنوات من اعتقاله مميز    قيادات سياسية وحزبية وسفراء تُعزي رئيس الكتلة البرلمانية للإصلاح في وفاة والده    اشتراكي الضالع ينعي الرفيق المناضل رشاد ابو اصبع    إيران تعلن رسميا وفاة الرئيس ومرافقيه في حادث تحطم المروحية    مع اقتراب الموعد.. البنك المركزي يحسم موقفه النهائي من قرار نقل البنوك إلى عدن.. ويوجه رسالة لإدارات البنوك    مأساة في حجة.. وفاة طفلين شقيقين غرقًا في خزان مياه    بن مبارك بعد مئة يوم... فشل أم إفشال!!    الجوانب الانسانية المتفاقمة تتطلّب قرارات استثنائية    لماذا صراخ دكان آل عفاش من التقارب الجنوبي العربي التهامي    وفاة طفلة نتيجة خطأ طبي خلال عملية استئصال اللوزتين    شاب يبدع في تقديم شاهي البخاري الحضرمي في سيئون    عبد الله البردوني.. الضرير الذي أبصر بعيونه اليمن    تغير مفاجئ في أسعار صرف الريال اليمني مقابل العملات الأجنبية    أرتيتا.. بطل غير متوج في ملاعب البريميرليج    الريال يخسر نجمه في نهائي الأبطال    هجوم حوثي مباغت ومقتل عدد من ''قوات درع الوطن'' عقب وصول تعزيزات ضخمة جنوبي اليمن    مدارس حضرموت تُقفل أبوابها: إضراب المعلمين يُحوّل العام الدراسي إلى سراب والتربية تفرض الاختبارات    كنوز اليمن تحت رحمة اللصوص: الحوثيون ينهبون مقبرة أثرية في ذمار    قادم من سلطنة عمان.. تطور خطير وصيد نوعي في قبضة الشرعية وإعلان رسمي بشأنه    الدوري الفرنسي : PSG يتخطى ميتز    غموض يحيط بمصير الرئيس الايراني ومسؤولين اخرين بعد فقدان مروحية كانوا يستقلونها    ارتفاع حصيلة العدوان الاسرائيلي على غزة إلى 35,456 شهيداً و 79,476 مصابا    الجامعة العربية: أمن الطاقة يعد قضية جوهرية لتأثيرها المباشر على النمو الاقتصادي    إلى متى نتحمل فساد وجرائم اشقائنا اليمنيين في عدن    وزير المياه والبيئة يبحث مع المدير القطري ل (اليونبس) جهود التنسيق والتعاون المشترك مميز    رئيس هيئة النقل البري يتفقد العمل في فرع الهيئة بمحافظة تعز مميز    رئيس الهيئة العليا للإصلاح يعزي الهجري في وفاة والده    تقرير: نزوح قرابة 7 آلاف شخص منذ مطلع العام الجاري    اليونسكو تزور مدينة تريم ومؤسسة الرناد تستضيفهم في جولة تاريخية وثقافية مثمرة    دعاء يريح الأعصاب.. ردده يطمئن بالك ويُشرح صدرك    بعضها تزرع في اليمن...الكشف عن 5 أعشاب تنشط الدورة الدموية وتمنع تجلط الدم    توقيع اتفاقية بشأن تفويج الحجاج اليمنيين إلى السعودية عبر مطار صنعاء ومحافظات أخرى    فنانة خليجية ثريّة تدفع 8 ملايين دولار مقابل التقاط صورة مع بطل مسلسل ''المؤسس عثمان''    اكتشف قوة الذكر: سلاحك السري لتحقيق النجاح والسعادة    وباء يجتاح اليمن وإصابة 40 ألف شخص ووفاة المئات.. الأمم المتحدة تدق ناقوس الخطر    اليونسكو تطلق دعوة لجمع البيانات بشأن الممتلكات الثقافية اليمنية المنهوبة والمهربة الى الخارج مميز    ياراعيات الغنم ..في زمن الانتر نت و بالخير!.    لماذا منعت مسرحيات الكاتب المصري الشرقاوي "الحسين ثائرآ"    افتتاح مسجد السيدة زينب يعيد للقاهرة مكانتها التاريخية    في افتتاح مسجد السيدة زينب.. السيسي: أهل بيت الرسول وجدوا الأمن والأمان بمصر(صور)    هناك في العرب هشام بن عمرو !    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



البروفيسور. عبدالله الفلاحي:وزارة المالية سيف مسلط على رقاب الجامعات وموازنة البحث العلمي لهذا العام صفر
عميد الدراسات العليا بجامعة إب
نشر في الجمهورية يوم 12 - 06 - 2011

تزخر بلادنا بالمئات من الكوادر الجادة في مختلف مجالات البحث العلمي، وفي ظل غياب الدعم اللازم للبحث العلمي، حاولت بعض المؤسسات الممولة من قبل الشركات الاقتصادية، وعلى رأس هذه المؤسسات تأتي مؤسسة السعيد للعلوم والآداب، والتي أقرت مؤخراً منح جائزة العلوم الإسلامية مناصفة لباحثين أحدهما هو البروفيسور عبدالله محمد الفلاحي عن بحثه الموسوم “قيمة التسامح وأبعاده الحضارية والرؤية الفلسفية الغربية..دراسة تحليلية مقارنة.
والبروفيسور عبدالله محمد علي الفلاحي، من مواليد وراف بمديرية جبلة في 24 ديسمبر 1963، متزوج بامرأتين، وله ثمانية أولاد وبنت، وحصل على درجة البكالوريوس من جامعة صنعاء في العام 1989/1990، حصل على درجة الماجستير من جامعة الكوفة في العام 1996، حصل على درجة الدكتوراه من جامعة بغداد في 20 يناير 2000، ومن ثم تم تعيينه عضواً في هيئة التدريس بجامعة إب في مارس 2003، كأستاذ متخصص في الفلسفة الإسلامية والحديثة، وهو اليوم أستاذ بقسم الدراسات الإسلامية بكلية الآداب جامعة إب، وعميد للدراسات العليا والبحث العلمي، وعضو في المجلس الأكاديمي بالجامعة، وقد نشر أكثر من اثنى عشر بحثاً في مجلات يمنية وعربية وأعمال مؤتمرات علمية عربية، كما شارك في أكثر من 33 فعالية علمية وفكرية في الوطن، كما شارك في أكثر من 12 مؤتمراً علمياً وفكرياً وتربوياً، بالإضافة إلى قيامه بمناقشة أكثر من ثماني رسائل ماجستير ودكتوراه، وأشرف على ثماني رسائل ماجستير...
وحرصاً من صحيفة الجمهورية على مواكبة الأنشطة المختلفة التي يتم تتفاعل في المجتمع، فقد سعينا إلى مقابلة أستاذنا البروفيسور عبدالله محمد الفلاحي لسبر أغوار مسيرة البحث الفائز بجائزة السعيد، وتالياً نص الحوار:
قصة البحث
^^.. كيف أتت فكرة إعداد البحث؟
الحقيقة كنتُ برفقة بعض الزملاء حاضراً حفل منح جائزة المرحوم هائل سعيد للعلوم والآداب العام الماضي 2010 في مؤسسة السعيد لعدد من الفائزين ومنهم زملاؤنا؛ د. فؤاد البعداني، ود.عبد الحميد الحسامي من جامعة إب، ود. فؤاد البناء من جامعة تعز. فاطلعت على عناوين مشاريع البحوث التي أقرتها المؤسسة للمنافسة في المجالات المختلفة للعام التالي، ومنها مجال العلوم الإسلامية، ومجال العلوم الاجتماعية، وكنت أراود نفسي في اختيار أحد الموضوعات في العلوم الإسلامية أو الاجتماعية، ولم أستقر على رأي فعدلتُ عن المشاركة من الأساس نظراً لانشغالي بأعمال أخرى، وكنت بصدد إعداد بحث آخر للمشاركة في مؤتمر علمي في إيران، وآخر في ليبيا، كما قررتُ أن أحج بيت الله الحرام ، وظل الحال على ما هو من التردد رغم أني كنت أقرأ في موضوع قليل، ثم أقرأ في آخر دون أن أستقر على موضوع حتى مطلع شهر سبتمبر 2010 أو آخر أغسطس من نفس العام، حيث جمعنا لقاء آخر مع زملاء من الجامعة ومنهم د. عبدالله أحمد بن أحمد الشراعي أحد الزملاء الفائزين معنا هذا العام، ود. فوزي صويلح والمهندس عبد الحفيظ العمري على ما أذكر وتداولنا الحديث عن موعد تسليم البحوث المعلن عنها العام الماضي، وأن الزمن ما يزال مفتوحاً حتى نهاية نوفمبر 2010، فقال الزملاء لماذا لا تواصل البحث في أحد الموضوعات التي قلت إنك ممكن تكتب فيها مادام هناك مجال وفرصة، فأقنعوني أنهم كذلك يكتبون ولم يسلموا أبحاثهم وأنه بإمكاني إنجاز البحث في الوقت المتاح من إعلان نهاية مدة استقبال المؤسسة للبحوث، فتوكلت على الله وقمت بإنجاز البحث، خصوصاً بعد عزوفي عن إنجاز البحث المقدم إلى مؤتمر جامعة طهران في إيران.
شهور الإعداد
^^.. كم الفترة الزمنية التي استغرقها إعداده؟
أعتقد أن إعداد البحث استغرق شهرين ونصف، وسلمته قبل سفري لأداء فريضة الحج بأسبوع أي في شهر نوفمبر 2010 .
طريقة البحث
^^.. كيف كانت طريقتك في الإعداد، هل على فترات متقطعة أم جملة واحدة؟
طبعاً كانت جمع المادة العلمية للبحث في فترات متقطعة من يونيو2010 وحتى نهاية أغسطس، أما تصميم البحث بهيكلته النهائية فكان جملة واحدة، في أيام من أغسطس وسبتمبر وأكتوبر 2010 وأيام من نوفمبر، ونظراً لسفري للأراضي المقدسة في أول ذي الحجة لم أتمكن من مراجعة البحث لغوياً وطباعياً للأسف لأني أنا الذي كتبته واعتمدت على مهارتي الكتابية واللغوية الخاصة، ولم أتمكن من عرضه على الخبير اللغوي بسبب ضيق الوقت.
أسباب البحث العلمي
^^.. ما هي الأسباب التي دعتك لإعداد البحث؟
من الأسباب ما ذكرتها في مطلع البحث المقدم للمنافسة على الجائزة، وبعضها لم أذكرها، وأقول لك إن الباحث أحيانا كثيرة بسبب وبغير سبب يتكاسل عن البحث العلمي، ولكن عندما تأتي مثل هذه الحوافز والدوافع المادية والمعنوية، تحرك الذهن وتمشق القلم للكتابة، وكما يقال جزى الله الأسباب عنا خيراً، وكانت مؤسسة السعيد هي من حفزت همتنا للكتابة في هذا الموضوع، ولو لم تكن لنا من جائزة إلا دفعنا للبحث لكفتنا منها، فكيف وقد منحتنا جائزتها المادية فوق ذلك!
تأصيل التسامح
^^.. ما أهمية هذا البحث؟
ذكرت ذلك في مدخل البحث أو الدراسة، وسوف تقرأها بنفسك، لكن من الأهمية النظرية، رفد المكتبة اليمنية العربية الإسلامية بدراسة علمية عن موضوع قيمة التسامح وأبعاده الحضارية، وتأصيله تاريخياً في فكرنا الإسلامي وكذا في الفكر الفلسفي الغربي، من الناحية النظرية الصرفة من جهة، ومن ناحية الممارسات العملية في التجربة العربية الإسلامية، والتجربة الغربية من جهة أخرى. ومن الأهمية العملية أن ثقافتنا الحاضرة بوجهيها الإسلامي والمسيحي أو العلماني الغربي مليئة بمظاهر اللاتسامح وبصور مختلفة تعبر عن نفسها، بالعنف والتعصب، والرفض، والأنانية، والتزمت والإستعلاء، والغلو والتطرف، تجاه بعضنا بعضا، وتجاه غيرنا، وتجاه الآخر نحونا، وهلم جر، الأمر الذي يستدعي تقديم ثقافة التسامح إلى جمهور الناس عبر البحوث والدراسات والندوات والمؤتمرات والخطب والمواعظ، نعتقد أن دراستنا هذه أحدى أدوات نشر هذه الثقافة إن قدر لها أن ترى نور النشر إن شاء الله.
قيمة التسامح
^^..ما أهم النتائج التي توصلت إليها دراستكم؟
لقد توصلت الدراسة إلى العديد من النتائج، أهمها: أن التاريخ يشير إلى ظهور فكرة التسامح في الثقافات الشرقية القديمة تجسدت بالتعاليم البوذية والكونفوشيوسية في حضارات الصين والهند واليابان، وفكر وادي الرافدين، ومصر القديمة قبل اليونان، وليس أدل على ذلك، من أن أصالة الفكرة في الهند القديمة واليابان تعود مرة أخرى في العصر الحديث في تلك الشعوب ملتحمة بسلوك مكونات تلك الشعوب بوصفها ليس تراثاً لها وحسب، بل وهوية ذاتية تقارع بها كل أشكال الهويات الوافدة مع الحضارة المعاصرة اليوم. ومثلما فعل سقراط بالأمس في الحضارة اليونانية، فعلها الزعيم الهندي غاندي اليوم، حينما أسس فلسفة التسامح اللامشروط رافعاً شعار “العنف واللاتسامح صفقة خاسرة لأنهما ضد الفطرة الإنسانية” إذ قاد مقاومة على سياسة العنف وأسس لفلسفة اللاعنف. ومن أقواله: “أين يتواجد الحب واللاعنف تتواجد الحياة” و”إن اللاعنف والتسامح المطلق قوة عظمى لدى الإنسان و هي أعظم ما أبدعه الإنسان ومن أكثر الأسلحة قدرة على التدمير”.
تسامح الحضارة
وأضاف الفلاحي قائلاً: أثبتت الدراسة من خلال استعراض النماذج التاريخية [النظرية والتطبيقية] لقيمة التسامح في الحضارتين الإسلامية والغربية، أن الإسلام بتشريعه الإلهي، أو بتجربته المحمدية، قد قدم أروع الشواهد التنظيرية والعملية للتسامح، وعلم الإنسانية قيمة الإنسان وكرامته وأهمية التسامح في تشييد أركان الحضارة الإنسانية في الوقت الذي شهدت البشرية تجارب مريرة في حياتها من القسوة والعنف والاضطهاد قبل أن يأتي الإسلام، وهو ما اعترف به خصوم الإسلام والمسلمين من دعاة الحضارة الغربية الحديثة والمعاصرة كما دونت دراستنا هذه بعضاً من هذه الشهادات، وإنهُ - ووفق استقرائنا المتواضع - تلتقي كل الفلسفات والأديان والمعتقدات حول فكرة واحدة وهي الرغبة في بلوغ فكرة الإنسان الكوني، فالله هو محور الجذب المطلق في الكون وكل ما تعددت الديانات والحضارات فإن الحكمة منها ألا تكون الحضارة ملكاً لأُمة أو ديانة. وذلك يخلق أرقى درجات التسامح، فتلتقي الحضارة على إبداعات مع الأخر، وهي الحالة التي تبلغها أرقى الحضارات وأكثر ازدهاراً. إذ تنفتح الحضارة على إبداعات أبنائها، ثم تتقبل إبداعات الحضارة الأخرى دون الذوبان فيها؛ لأنها تدرك أن منطق التطور هو تجاوز الحدود.
سماحة الإسلام
ويقول البروفيسور الفلاحي إن الإسلام افتتح عصراً جديداً من التسامح الإنساني للعالم، ويشرح ذلك بقوله:
إن السماحة في تاريخ الإنسانية بالمعنى العقدي القيمي [النظري والتطبيقي]، بدأت بظهور الإسلام..والدولة الإسلامية والحضارة الإسلامية، هي التي وضعت قيمة التسامح في الممارسة والتطبيق، عبر تاريخ الإسلام والمسلمين..ومن حق المسلمين أن يباهوا الدنيا بهذا المستوى الإسلامي غير المسبوق، والمنقطع النظير، في السماحة التي تجاوزت الاعتراف بالآخر – الذي يبادل الإسلام اعترافاً باعتراف- إلى مستوى الاعتراف بالآخر الذي لا يعترف بالإسلام، وَإنَّمَا يجحده وينكره ويكفر به..والتي جعلت تمكين هذا الآخر من إقامة كفره بالإسلام جزءاً من عقيدة الإسلام، وواجباً من واجبات الدولة الإسلامية. إن واقع الحال اليوم الذي يظهر فيه مفهوم التسامح في الإسلام [نظرياً، وممارسة عملية]من وجهة النظر النقدية، والتي توصلت إليها هذه الدراسة بهذا الخصوص حصراً، وهي أن مشكلة غياب التسامح أو تراجع ثقافته بين البشر على اختلاف مللهم ونحلهم اليوم أي في الوقت الحاضر، يرجع إلى تحول الفكر أو النظرية الدينية أو الفلسفية من عقيدة ومعرفة وقيمة خالصة، جاءت بها الكتب السماوية، أو توصلت إليها النظريات والأفكار الفلسفية البشرية، إلى أيديولوجيا محرفة، وموجهة برغبة الناس، وأهوائهم بصفة عامة، وعند أهل القوة والسلطة والنخب المثقفة والجماهيرية بصفة خاصة.
غياب ثقافة التسامح
أما عن أهم ما كشفته دراسته المنجزة فيقول الفلاحي: تبين من خلال هذه الدراسة لقيمة التسامح والأبعاد الحضارية التي تتصل بها، أنها ثقافة شبه غائبة عن أذهاننا، ووعينا، وممارستنا اليومية، مع أنفسنا، أو مع غيرنا، وكم نحن بحاجة إلى نشر هذه الثقافة، من الناحية النظرية، أولاً [تأليفاً – تدريساً – وعظاً وإرشاداً]، ثم توجيه الناس وتدريبهم على ممارستها، ثانياً، ولكنه لا يتحقق إلاَ بإرادة خيرة، مدفوعة بقوة العقيدة والإيمان بها، وإرادة قوية مدفوعة بقوة القانون والسلطة الملزمة للأفراد، والجماعات مرحلياً، حتى تتحول في وجداننا وعقولنا كجزء من هويتنا الذاتية، بل وعقيدتنا التي ندين بها لله وحده.
احترام العلم
^^.. كيف وجدت تعامل المؤسسة معك كباحث عن تسليم البحث؟
الحقيقة أن المؤسسة بقيادة الأستاذ الألمعي فيصل فارع أمينها العام، وكافة أعضاء الفريق المساعد له يقدمون صورا رائعة من التعامل الراقي والمهذب واللطيف مع من يزورهم في الأوقات العادية، فكيف في وقت تقديم البحوث من الباحثين لهم، إنك تشعر بقيمة نفسك عندهم أكثر مما تعتقده بقيمة نفسك أو بأهميتك في مكان آخر لنقول مشابه من المؤسسات العلمية أو الاجتماعية ممن قد تتواصل معهم، كما تجد شعورهم نحوك في تقديم الهدايا لك من نتاج المؤسسة العلمي، فضلا عن تطمينك بالثقة بنفسك وأهمية بحثك، رغم كثرة شركائك في المجال، حتى تعتقد أنك ربما أنت الفائز. إنهم يحترمون العلم وأهله مهما اختلف عنوان أهل هذا العلم.
عضال البحث العلمي
^^..ما تقييمك للبحث العلمي عموماً وفي جامعة إب خصوصاً؟
البحث العلمي في الوطن العربي عموماً وفي وطننا اليمني خصوصاً يعاني مرضا يكاد يصل إلى العضال، فهو هزيل، ويعاني فقر الدعم والتوجيه والإرشاد إلى قضاياه واهتماماته وأولوياته، إنه عندنا يفتقد إلى الإستراتيجية في بنياناته المادية، والفنية، والمهارية، فضلاً عن الوظيفة التي عليه أن يقدمها للمجتمع، بسبب العلاقة اللاسوية بين القرار العلمي والقرار السياسي في وطننا العربي، كما أن أكبر مشكلاته في اليمن والوطن العربي، أنه يقع في آخر اهتمام الدولة والمجتمع، والوضع بالنسبة له في جامعة إب لا يختلف عن باقي الجامعات اليمنية ومؤسسات البحث العلمي، وإن كانت جامعة إب تحاول وعبر مجلة الباحث الجامعي تشجيع الباحثين في الكتابة والنشر مقارنة بالجامعات اليمنية الناشئة، لكنه يظل محدود، ولا أخفيك أن وزارة المالية قد تحولت إلى سيف مسلط على رقاب البعثات الدراسية العليا والمشاركات العلمية للجامعات الحكومية بصفة عامة، والناشئة منها بخاصة، بل أن موازنة البحث العلمي في جامعة إب لهذا العام صفر. هل تصدق؟
مؤتمر مرمرة
^^.. هل ثمة مشاريع أخرى تنوي إنجازها قريباً؟
إن شاء الله، انتهيت من استكمال بحث له علاقة بتخصصي في الدكتوراه، سوف أشارك به في مؤتمر علمي في كلية الإلهيات بجامعة مرمرة، في تركيا، وقد حصلت موافقة لجنة المؤتمر على ملخصه، وسوف أرسله في موعده، وسيكون المؤتمر عن الذكرى المئوية التاسعة لوفاة الإمام الغزالي رحمه الله في أكتوبر 2011، وعنوان بحثي، [تأصيل الفيلسوف الغزالي للعقل الترانسدنتالي المتعالي عند كانط]، كما وصلتني دعوة للمشاركة ببحث في المؤتمر الدولي الثاني لمكافحة الإرهاب، في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة في نهاية عام 2011، وأنا بصدد جمع مادة البحث وإنجازه إن شاء الله .
قيمة الجائزة
^^.. ماذا ستفعل بالجائزة التي حصلت عليها؟
مالكش دعوى [يضحك]، هذا السؤال إجباري وإلا اختياري؟ إذا كان ولابد، فهناك جملة من الخروقات في وضعنا المالي، لعل الجائزة، ترقّع بعضها، لأنها كما تعرف مناصفة، وسعر الريال بالنازل، ونحاول قدر المستطاع أن ندعم بجزء منها سداد ما تبقى من قيمة الأرضية التي نناضل من أجل حيازتها أكثر من خمس سنوات، ولا داعي لإخبارك عن الباقي.
ضعف البحث العلمي
^^.. هناك طلبة يتخرجون ولا يستطيعون إعداد ورقة بحثية سليمة...برأيك ما الحل؟
كان بإمكانك أن تسأل أولاً ما السبب؟ ومن ثم تسأل ما الحل؟، وكلاهما سؤالان يصعب الإجابة عليهما بكلمات موجزة، لكن باختصار السبب الأول ضعف حضور مقررات البحث العلمي في المساقات الأكاديمية في الدراسات الجامعية الأولية، وضيق الوقت المتاح للطلبة للتدريب العملي على البحوث، وضعف الكفاءات الأكاديمية في جانب البحث العلمي، وضعف أداء وتواجد مؤسسات الجودة والاعتماد الأكاديمي وقلة تركيز ما هو متواجد منها على مسألة إعداد البحوث العلمية عند إعادة تأهيلها وتدريبها، وقلة التأليف في مناهج البحث العلمي في الفروع العلمية المتخصصة مع كثرتها مناهج البحث العلمي بعامة، وجزء من الحلول توفير وتقوية ما ذكرنا من العوامل، فضلاً عن فتح المجال للمنافسات والمسابقات في أنواع البحوث العلمية بين الشباب الجامعيين، ودعم المشرفين عليهم من قبل المؤسسات المختلفة في المجتمع.
العلوم الطبيعية
^^.. لماذا لا تدرس مناهج البحث العلمي في الأقسام العلمية في كليات العلوم الطبيعية؟
السؤال ينبغي توجيهه لهذه الأقسام لتوضيح السبب، وهو في الحقيقة سؤال وجيه، ولا أدري كيف يبرر غيابها في هذه الأقسام، رغم أن المهارات البحثية في التخصصات العلمية التطبيقية أكثر ضرورة لأصحابها.
الصعوبات
^^..ما الصعوبات التي واجهتك أثناء إعداد البحث؟
الحمدلله لم تواجهني صعوبات ذات أثر على البحث، سوى ضيق الوقت، وبطء يدي في الطباعة والتنظيم في الإخراج والضبط وقلة المراجع الأصيلة ذات الصلة المباشرة منها بالموضوع، لاسيما التاريخية منها، وركاكة المقالات الجديدة ذات الصلة والتي نشرت في المدونات والمواقع الإلكترونية.
المساهمة الحقيقية
^^.. ما رسالتك التي تود توجيهها لهؤلاء: رئاسة الجامعة الباحثين طلبة الجامعة المجتمع؟
الجميع مطلوب منهم الجدية والمساهمة الحقيقية في التغيير والتقدم والنهوض بمجتمعنا اليمني كل من موقعه فالوقت حان للعمل بجد من أجل الخروج من واقعنا الراهن.
دور بيوت المال
^^..كلمة أخيرة إن أردت؟
الشكر والتقدير لهذه الأسرة الاقتصادية الكريمة [بيت هائل سعيد] على ما قدموه وما يقدمونه من خدمات مختلفة للمجتمع اليمني بصفة عامة، ومن دعم للبحث العلمي عبر مؤسسة السعيد بصفة خاصة، وندعو بقية البيوت الاقتصادية في اليمن إلى حذو بيت هائل السعيد في نهجهم مع المجتمع اليمني، لعلهم يسهمون في تنمية اليمن، ويقللون من نكباته ومشكلات أبنائه.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.