الإفراط في استخدام «الهاتف السيار» يقود إلى أضرار صحية كثيرة، بدأً بالسرطان..وصولاً إلى العبث بخلايا الجهاز العصبي والتناسلي..وتدمير الحيوانات المنوية..والصداع وارتفاع ضغط الدم وحدوث تلف في المخ..وفقدان البصر..وإصابة العصب السمعي بأورام.. ويُحدث أعطال بأجهزة تنظيم ضربات القلب..ويقلل من النوم..ويشجع على الإصابة ب«الزهايمر»..والأهم من كل ذلك أن التقليل من استخدامه يُبقي.. مادة مسرطنة.. هل تسبب الهواتف المحمولة السرطان؟ هذا السؤال يتكرر كثيرا وتأتي معظم الإجابات ب«ربما» أو «من المُحتمل» أو حتى «من غير المحتمل»، وفي آخر تعليق مُتصل قال خبراء السرطان بمنظمة الصحة العالمية إن استخدام الهاتف المحمول قد يزيد خطر الإصابة بأنواع معينة من سرطان الدماغ، وقالت مجموعة من 21 عالما من 14 دولة في اجتماع للوكالة الدولية لأبحاث السرطان التابعة للمنظمة إن مراجعة كافة الأدلة العلمية المتاحة تشير إلى أن استخدام الهاتف المحمول يجب أن يصنف باعتباره “مُسببا مُحتملا للسرطان”. انتظرت شركات الهاتف المحمول بشغف موقف منظمة الصحة العالمية، وسعت مجموعات الصناعة إلى التهوين من القرار وشددت على أن فئة «المسببات المحتملة للسرطان» تتضمن أيضا مواد أخرى، وذكرت «واشنطن بوست» إن الهواتف المحمولة تنضم إلى قائمة من 32 شيئا له ذات بما في ذلك البن وزيت جوز الهند في الشامبو.. مفاعل نووي وفي ذات الصدد مازال العلماء حول العالم يراقبون عن كثب آثار مجالات التردد اللاسلكي على صحة الإنسان منذ ما يزيد على 60 عاما، وقد كشف مُخترع رقائق الهاتف المحمول الألماني «فرايدلهايم فولنهورست» عن وجود قيمتان لتردد الإشعاعات المنبعثة من الموبايل الأولي 900 ميجا هرتز والثانية 1.8 ميجا هرتز، مشيراً إلى أن محطات تقوية الهاتف المحمول تعادل في قوتها الإشعاعات الناجمة عن مفاعل نووي صغير, وأن الترددات الكهرومغناطيسية الناتجة من الموبايل اقوي من الأشعة السينية التي تخترق كافة أعضاء الجسم. وأشار العالم الكيميائي أن الموبايل يمكن أن تنبعث منه طاقة أعلي من المسموح به لأنسجة الرأس عند كل نبضة يرسلها, حيث تنبعث أشعة كهرومغناطيسية ترددها 900 ميجا هرتز على نبضات ويصل زمن النبضة إلي 546 ميكرو ثانية ومعدل تكرار النبضة 215 هرتز، وأضاف أن إشعاعات الهاتف المحمول تضرب خلايا المخ بحوالي 215 مرة كل ثانية مما ينجم عنه ارتفاع نسبة التحول السرطاني بالجسم 4% عن المعدل الطبيعي. وفي المقابل ثمة دراسة بريطانية خلصت إلى أن استخدام الهاتف المحمول لا يشكل أي خطر على الدماغ على المدى القصير، ومع ذلك، قال الباحثون الذين شاركوا في تلك الدراسة إنه ليس بإمكانهم استبعاد إمكانية تعرض مستخدمي الهواتف المحمولة على المدى البعيد لخطر الإصابة بالسرطان، فيما كشفت دراسة يابانية متصلة أن المحمول بريء من الإصابة بمرض سرطان المخ. شيخوخة مُبكرة كما سبق لدراسات كثيرة أن من موجات كهرومغناطيسية ذات تردد العالي تنبعث من الموبايل وتؤثر على الحمض النووي الشفرة الوراثية للإنسان «DNA» وعلى خلايا الجهاز العصبي والتناسلي، كما أكدت دراسة لمؤسسة «كليفلاند كلينك» الأمريكية من أن الإفراط في استخدام المحمول قد يؤدي إلى تدمير الحيوانات المنوية، وهي دراسة حسب القائمين عليها لم تثبت التأثير المدمر للمحمول على الحيوانات المنوية إنما تظهر ضرورة الحاجة إلى المزيد من الدراسات والبحث. وخلص بعض الباحثين إلى أن الاستعمال المتكرر بغزارة للمحمول قد يؤدى إلى الشيخوخة المُبكرة - وهذا الأمر باعتقادي قد يجعل النساء يُقنن من استخدام المحمول- فالاستعمال الثقيل لا يعطى وقتاً كافياً للخلايا لإصلاح ما حدث فيها من خلل، فيما أجريت دراسات مشابهة على الديدان وأظهرت أن أعمارها قصرت عند تعرضها لموجات radio waves وأن ذلك قد ينطبق أيضا على الإنسان . «ميلاتونين» لا تتوقف أضرار «الهاتف السيار»عند هذا الحد فقد صدرت عدة دراسات تؤكد أن التعرض بشكل كبير لذبذبات البث أو وضع الهاتف نفسه بجانب قلب الإنسان مثلا قد يضر بصحتة وأحيانا يؤدى إلى حدوث أعطال بأجهزة تنظيم ضرباته، كما أن استخدام الهاتف المحمول قبل النوم يُقلل من مدة النوم العميق وذلك بالتأثير على قدرة الجسم على تجديد نشاطه خلال الليل، فالإشعاع المنبعث يسبب الأرق والصداع والتشويش، وهناك نظرية أخرى تقوم على أن الإشعاع قد يعيق إنتاج هرمون «ميلاتونين» الذي يتحكم في إيقاعات الجسم الداخلية. وبالنسبة لتأثيره على الأذن أفاد بحث بأن استخدام الهاتف النقال لأكثر من عشر سنوات يزيد من خطر الإصابة بأورام العصب السمعي وهو نوع من الأورام الحميدة التي قد تحدث تلفا في المخ والأعصاب، وحذر علماء في السويد أوائل هذا العام من أن الهواتف المحمولة قد تُتلف الخلايا الدماغية المهمة وتشجع الإصابة بمرض «الزهايمر»، حيث أظهرت اختبارات أجريت على الفئران أن الإشعاعات تدمر المناطق الدماغية المسئولة عن التعلم والذاكرة والحركة، كما يُشك أن مستخدمي المحمول بشكل كبير يمكن أن يصابوا بفقدان البصر!, حيث توصلت اختبارات عملية أجريت على الأرانب أن الموجات الإشعاعية الدقيقة تتسبب في إصابة عيون الأرانب بمرض الكتاراكت. الطوز.. وأعلن طبيب ياباني أن المحمول ربما يكون مسئولا عن زيادة ملحوظة في الطفح الجلدي والحساسية تجاه الغبار «الطوز»، فطاقة الموجات الصادرة عن المحمول تزيد من ردود الفعل التحسسية لدى الأشخاص المصابين بالحساسية، حيث تعمل على تهيج المواد المسببة للحساسية في مجرى الدم الأمر الذي يقود إلى ظهور ردود فعل تحسسية، كما أن استخدام الهاتف المحمول يزيد من درجة حرارة الجلد، ويؤدى إلى انسداد الأنف، ويؤدى إلى الإصابة بالصداع وارتفاع ضغط الدم وحدوث تلف في المخ، والأشخاص الذين يتعرضون إلى مستويات منخفضة جداً من الإشعاعات قد يسمعون أصواتاً مثل طرطقة وطنين أو أزيز، وقد يشعرون أيضاً بالإرهاق وبحرقان في الجلد وبسخونة في الأذن. وحذرت دراسة حديثة من أن الأشخاص الذين يتحدثون في هواتفهم المحمولة حال سيرهم يكونون عرضة للإصابة بوجع الظهر، فجسم الإنسان مصمم على إخراج الزفير عندما تطأ القدم الأرض مما يساعد على حماية العمود الفقري من الإصابة بصدمات مفاجئة. على النقيض من كل ما سبق أكد بحث في علم الفيزياء الطبية اجري في جامعة طنطا أن التأثيرات السلبية على صحة الإنسان الناتجة عن استخدام الهاتف النقال مؤقتة تختفي بمجرد الراحة والتوقف عن استخدامه لفترة، وأن النقال لا يسبب أضرارا أو أمراضا مستمرة كما هو معتقد، ولكن إذا تم الابتعاد عن الهاتف لفترة ينتهي الصداع والإرهاق وتتوقف فرصة انقسام الخلايا، مؤكدا أن الأعراض المرضية تزداد في الأطفال لأنهم في طور النمو. نصائح وتوجيهات يقدم لنا الدكتور/ أحمد محمد محمود بعض النصائح لأخذ الاحتياطات اللازمة عن استخدام التلفون المحمول للتقليل قدر الإمكان من تأثيراته السلبية، منها تجنب حمل الجهاز ملاصقاً للجسم لاسيما بالقرب من القلب، بل ينبغي حمل الجهاز في حقيبة يد بعيداً عن الجسم بما لا يقل عن 50 سم، يأتي بعد ذلك التقليل من مدة المكالمة إلى أقصر وقت ممكن بحيث لا تزيد المكالمة عن دقيقه واحدة على الأكثر وألا تزيد عدد المكالمات في اليوم الواحد على 3 مكالمات، وأن يكون بين هوائي الجهاز والأذن مسافة لا تقل عن 2 سم أثناء الاستعمال، مع استخدم السماعة الخاصة بالجهاز بصفة دائمة لأن استخدامها يقلل من مستوى الإشعاعات الكهرومغناطيسية المنبعثة من الجهاز المحمول بنسبة 90%. وحذر الدكتور محمد مرضى القلب، وارتفاع ضغط الدم، والصرع، وضعف المناعة، والمرضى النفسيين الذين يتلقون علاجا كيميائياً تجنب استعمال التليفون المحمول نهائياً نظراً لتداخل الموجات الكهرومغناطيسية مع العلاج، الأمر ذاته يتصل بالأطفال ممن هم دون سن البلوغ كونهم أكثر استعداداً لتلك المخاطر، كما ينطبق ذلك على كبار السن والسيدات الحوامل فوضع الجهاز بالقرب من الرحم له تأثير على خلايا الأجنة في مراحل الانقسام والتطور المختلفة ولاسيما في الثلاثة أشهر الأولى من الحمل. وفيما يخص الهوائيات المنتشرة فوق أسطح العمارات حذر الدكتور محمد من الاقتراب منها لمسافة تقل عن 6 أمتار مع وضع حواجز وعلامات فوق الأسطح لمنع وصول السكان، كما يحظر على العمال في هذا المجال الاقتراب لمسافة أقل من ثلاثة أمتار من الهوائي فوق أسطح العمارات، مع التأكيد على تحديد هذه الأماكن حتى يتجنبها العاملون مع ارتداء الفنيين العاملين سترات واقية من الإشعاع.