تعتبر آلام الدورة الطمثية شكاية شائعة تعاني منها أغلب النساء ويوصف ألم الدورة بأنه ألم بطني يسبب المغص ويترافق مع ألم أسفل الظهر أوشكايات أخرى كالغثيان أو الإقياء أو الصداع أو الإسهال. يقصد بعسرة الطمث الابتدائية حدوث آلام الدورة الطمثية بشكل دوري دون وجود سبب مرضي يفسر حدوثها في حين أن عسرة الطمث الثانوية هي حدوث الآلام الطمثية نتيجة وجود مشكلة مرضية ما كداء البطانة الرحمية أو بوليب باطن الرحم أو الأورام الليفية أو الداء الحوضي الالتهابي أو وجود عائق في مسار دم الطمث، وعادة ما تترافق عسرة الطمث الثانوية مع شكايات أخرى كعسرة الجماع أو عسر التبول أو النزف الرحمي الشاذ أو العقم. تبدأ عسرة الطمث البدئية بالظهور خلال سنة أو اثنتين من حدوث الطمث الأول وقد تستمر حتى عمر 40 سنة، بالمقابل فإن عسرة الطمث الثانوية تظهر بعد بدء الطمث بعدة سنوات كما أنها قد ترافق الدورات اللاإباضية على العكس من عسرة الطمث البدئية. الانتشار تعاني 20 إلى 90 % من الشابات في سن المراهقة من درجة ما من عسرة الطمث و تتراجع الشكاية لدى نسبة منهن بتقدم العمر و قد بينت دراسة سويدية كبيرة و جود الشكاية لدى 90 % من الشابات في سن ال 19 سنة و 67 % منهن عندما أصبحن في سن الرابعة و العشرين. الآلية الإمراضية تتحرر البروستاغلاندينات من خلايا بطانة الرحم اثناء انسلاخ هذه الخلايا مع بدء الدورة الطمثية، و تسبب البروستاغلاندينات حدوث تقلصات شديدة في الألياف العضلية الرحمية مما يؤدي لحدوث نقص تروية في الرحم و بالتالي حدوث الألم الطمثي، كما أن المريضات اللواتي يعانين من درجة شديدة من عسرة الطمث لديهن كمية أكبر من البروستاغلاندينات في دم الطمث خاصة خلال اليومين الأولين من الدورة. الأعراض عادة ما تبدأ آلام عسرة الطمث قبل بدء الطمث بعدة ساعات أو بعده مباشرة و قد يستمر الألم لمدة 48 إلى 72 ساعة و تتسم هذه الآلام بأنّها تُسبّبُ المغص و تشبه ألم المخاض و قد يرافقها ألم أسفل الظهر يمتد حتى الفخذ يترافق مع غثيان و إقياء و إسهال و في حالاتٍ نادرة نوبات من الغشي. التشخيص يعتمد تشخيص عسرة الطمث البدئية على القصة السريرية و الفحص الحوضي الطبيعي إذ يجب إثبات طبيعة الألم الدورية أولاً و من ثم نفي جميع الأسباب المرضية المؤدية إلى حدوث عسرة طمث ثانوية قبل و ضع التشخيص. عوامل الخطورة السن دون ال 20 سنة. الفتيات اللواتي يحاولن إنقاص وزنهن. الاكتئاب و القلق. غزارة دم الطمث. الخروس (المرأة التي لم تلد سابقاً). التدخين. العلاج مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية وتقوم بتثبيط اصطناع البروستاغلاندينات و هي فعالة في التخفيف من آلام عسرة الطمث إذا أعطيت قبل بدء حدوث الألم أو بعده مباشرة، كما يجب تناول جرعة الدواء كل 6 إلى 8 ساعات لمنع تصنيع كميات جديدة من البروستاغلاندين و تستمر المعالجة خلال الأيام الأولى من الدورة و لعدة دورات متتالية (4 إلى 6 دورات) و هي المدة اللازمة لتقييم فاعلية العلاج، كما يمكن زيادة الجرعة أو تغيير الصنف الدوائي في حال عدم الاستجابة. هنالك القليل من مضادات الإستطباب لإعطاء مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية كالقرحة الهضمية و فرط الإرتكاس القصبي التشنجي و الذي يحدث خاصة عند إعطاء الأسبرين. موانع الحمل يؤدي إعطاء موانع الحمل الفموية المركبة إلى تثبيط الإباضة و الحد من تكاثر البطانة الرحمية كما تؤدي إلى حالة سواء هرموني تشبه تلك السائدة في بداية الطور الجريبي من الدورة حيث يكون مستوى البروستاغلاندينات أخفض ما يمكن. كما يؤدي الإعطاء المستمر لحبوب منع الحمل إلى انقطاع تام للدورة الطمثية و تحسن الأعراض لدى أولئك اللواتي لم يستفدن على المعالجة الدورية التقليدية. تستخدم موانع الحمل الفموية البروجسترونية أيضاً كعلاج فعال لآلام عسرة الطمث كما أن موانع الحمل الهرمونية الأخرى كاللولب البروجستروني و حقن البروجسترون المديد أعطت فعالية لا بأس بها. شادات الهرمون المحرر للقند والأندروجينات يؤدي إعطاء هذه الأدوية إلى ضمور بطانة الرحم و الحد من إفراز البروستاغلاندينات و على الرغم من فعاليتها (مثال الدانازول) إلا أن كثرة آثارها الجانبية أدى إلى الحد من استخدامها بشكل روتيني. العلاجات البديلة و المتممة يبدو أن تغييرات النظام الغذائي و الأدوية العشبية و المعالجة الفيزيائية ذات تأثير محدود في تخفيف آلام الطمث. لقد أعطت بعض المتممات الغذائية مثل فيتامين E و فيتامين B1 و المغنزيوم و زيت السمك فعالية إيجابية لكنها ما تزال بحاجة للمزيد من الدراسة، من ناحية أخرى فإن الدراسات القليلة التي أجريت حول فائدة التمارين الرياضية و العلاج بالحرارة الموضعية و الوخز بالإبر و التحريض الكهربائي للعصب عبر الجلد أعطت جميعها نتائج إيجابية. الجراحة نادراً ما تكون عسرة الطمث معندة على العلاج الدوائي، و في مثل هذه الحالات يمكن اللجوء لبعض التدابير الجراحية مثل استئصال الرحم و هو علاج فعال لكنه غير مستطب في حال رغبة المريضة بالإنجاب و هنا يمكن اللجوء إلى إجراءات جراحية أخرى مثل تخثير الأعصاب الرحمية بالتنظير عبر البطن أو قطع العصب ما قبل العجزي. نصائح للتخفيف من آلام عسرة الطمث خفيفة الشدة تناول مسكنات الألم كالبروفين و الأسبرين أو السيتامول حالما يبدأ الطمث أو الألم بالظهور. وضع وسادة دافئة أو زجاجة ماء حار في موضع الألم أسفل الظهر و أسفل البطن. تجنب تناول المشروبات التي تحتوي على الكافئين. تجنب التدخين و تناول الكحول. تدليك أسفل البطن و أسفل الظهر. إجراء التمارين الرياضية بشكل روتيني. في حال عدم تراجع الألم بعد الإجراءات السابقة تجب استشارة الطبيب.