يقال: «حينما تثق في نفسك وتؤمن بقدرات من ترغب في تمكينهم فإنك تكون جاهزاً لعملية التمكين». أعزائي القراء الأفاضل.. يمكن تعريف التمكين من منطلق المفهوم الإداري الحديث على أنه «فلسفة إعطاء مزيد من المسئوليات وسلطة اتخاذ القرار بدرجة أكبر للأفراد في المستويات الدنيا» وهي كذلك تعتبر الوسيلة التي تمكن الآخرين من الارتقاء بمستواهم الشخصي والوظيفي. وفي حقيقة الأمر إن الارتقاء الوظيفي يتطلب عدم انفصال المهام كثيراً عن السُلطات والتي تختلف كثيراً عن التنازل عن بعض الممتلكات الشخصية.. فمثلاً إذا تنازلت عن سيارتك للآخرين تفقد بذلك وسيلتك للتنقل, ولكن إذا تنازلت عن بعض سلطاتك للآخرين فإنك بذلك تقويهم دون أن تضعف نفسك. وعليه نتفق جميعاً بأن التمكين هو أحد مظاهر (المكسب للجميع) ويشبه تفويض السلطات إلى حد كبير تبادل المعلومات، فإذا أعطيت بعضاً من معلوماتك للآخرين.. فلن تخسر شيئاً ولكن يكتسب الآخرون معرفة وقوة وينعكس هذا المكسب عليك وعلى المؤسسة التي تحتضن عملية التمكين. فالتمكين ظاهرة طبيعية قد تنمو مع الإنسان دون أن يدركها، وهي كذلك ضرورة حياتية لابد أن يدركها كل مسئول في عمله تجاه موظفيه لأن كل إنسان يمتلك قدرات كامنة ومتميزة تستحق التقدير والرعاية والدعم. ولابد أن ندرك أن تمكين الآخرين هو الطريق الأمثل لتعظيم الجهود الإنسانية وحسن استثمار الثروات البشرية عن طريق التمكين من كل ما يجعلها ترتفع بأدائها إلى حدود قدراتها. واعلموا أن كلمة التمكين وردت بمشتقاتها ومفرداتها في القرآن الكريم وتحديداً في الآية (56) من سورة يوسف لقوله تعالى: «وكذلك مكنا ليوسف في الأرض يتبوأ فيها حيث يشاء نصيب برحمتنا من نشاء ولا نضيع أجر المحسنين..» صدق الله العظيم. لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِّأُولِي الأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى وَلَكِن تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ. • المراجع: التحديات الإدارية وإعداد قيادات المستقبل الإطار المفاهيمي القياسي لاستراتيجية التمكين والتنمية الإنسانية. [email protected]