اليوم المشكلة الكبيرة التي نعاني منها في الواقع وخاصة فيما يتعلق بالرياضة التي السواد من الناس صار مؤمناً بها وبأهميتها للنشء منذ الطفولة فيما قلة ممن لاتزال النظارات السوداء على عيونهم يرون أنها مضيعة للوقت لاجدوى من وضع حصص في الجدول المدرسي حيث يتعلم الطالب أسس ممارستها وتطبيقها وفق قدراته وإمكانات المدرسة التي يتعلم فيها. المشكلة ليست في النموذجين المؤيد والرافض بل رأس المشكلة في كثرة التنظير و«الهدرة» عن الرياضة المدرسية وأهمية ممارستها في مدارسنا اليمنية،وكل واحد ممن تولى أمر مدرسة أو قطاع تربوي أو إدارة ما في التربية والتعليم ومكاتبها في المحافظات والمديريات عندما تسمع رايه في موضوع الرياضة المدرسية تجده يفرش الدنيا ورداً ويجعل من البحر طحيناً وفي النهاية تسمع كلاماً ولاترى أفعالاً ، وأبسط دليل على سوء التخطيط التي تعيشها الرياضة المدرسية اليوم غياب المتنفسات الخاصة بممارسة الرياضة في المدارس وعدم توفر الصالات والمستلزمات المطلوبة للرياضة المدرسية ، ولذلك فلا غرابة أن يكون إعلان الانسحاب من البطولة المدرسية العربية التي كانت منافساتها في أواخر شهر سبتمبر في مدينة الطائف بالمملكة العربية السعودية، والاعتذار عن المشاركة من قبل وزارة التربية والتعليم بحجة الإمكانات والظروف في كل الاتجاهات ، وأقول أمام من أكدوا عجزهم في إعداد منتخب يمثل اليمن في البطولة العربية المدرسية الأخيرة ، أين هي الإمكانات التي تدفع باسم إسهامات المجتمع ..وأين حسابات الأنشطة المدرسية وأين ؟ ..وأين ؟... و الرياضة المدرسية إحدى الواجهات الرئيسية للبلد ، فمن سيحاسب هؤلاء ؟ المهم الرياضة المدرسية في مدارسنا تبكي عليها الحجر قبل البشر وأخص بالذات هنا في هذه المحافظة الرائعة الزاخرة بنجومها وكوادرها الرائعين في كثير من المجالات ومنها الرياضة التي تعاني الأمرين .. مر غياب التأهيل والتدريب للمختصين ، ومر الروتين وعجز فرض الرياضة المدرسية في المدارس كمادة رئيسية لها جدولها ولها منهجها ولها في النهاية مثل ما هو للمواد الأخرى من امتحان وتقدير ونجاح ورسوب. كثير من المدارس قتلت فيها الرياضة المدرسية وصارت توضع في الحصص الأخيرة من الجدول المدرسي إن وجد فقط لتكون باباً لانصراف الطلاب والمعلمين من المدرسة لأنه لايوجد أصلاً من يقدم رياضة مدرسية وإن وجد من يريد اصطدم بواقع الإمكانات التى تشكو منها كثير من المدارس في عدم قدرتها في توفير مستلزمات الرياضة في المدرسة وبالتالي يكون الحكم بقتل المواهب والقدرات التى لدى كثير من الطلاب ، وتناسى المعنيون في المدارس أن الرياضة نشاط لاصفي يساعد الطالب في الإبداع والتفوق في الأنشطة الصفية لبقية المواد التعليمية كما أن ممارسة الرياضة في فناء المدرسة «الضيق» له أثره في ارتباط الطالب بالمدرسة والالتزام بالجدول المدرسي وعدم البحث عن «منافذ» أو «فتحات» في سور المدرسة ليهرب منها. في تعزيفترض أن تكون مدارسها كما كانت في الماضي مصدر تغذية وتمويل للمنتخبات المدرسية والوطنية في كثير من الألعاب ومنها كرة القدم التى أعلنت الوزارة عبر إدارة الأنشطة الاعتذار تحت مبرر غير سليم. التربية الرياضية في المدارس تحتاج إلى سرعة إعادة نظر وتحتاج إلى مراجعة من قبل المعنيين في التربية والتعليم ، وأن تتم معالجة مشكلة غياب المتخصصين من خلال توظيف خريجي التربية البدنية وإعادة تأهيلهم وتدريبهم لكي يقوموا بدورهم في التربية الرياضية ، فالمدرسة اليوم هى التى تغذي الأندية وليس كما نرى في كثير من الفعاليات أن المدارس تستعين بلاعبي الأندية الذين لم يعد لهم ارتباط بالمدرسة. الموجه المختص بالتربية الرياضية هو الآخر بحاجة إلى تأهيل وتطوير أداءه من خلال إشراكه في دورات متخصصة ومنحه فرص حضور برامج تدريبية هادفة حتى يكون قادر على العطاء والعمل على تأهيل معلمي المادة في المدارس بالصورة المطلوبة ولو بنسبة 50% على الأقل. [email protected]