قطرات ويالها من قطرات !... إنها اللقاح الواقي من مرض شلل الأطفال.. تنساب من أيديهم الحانية فتلامس شفاه وأفواه الأطفال لترسم ابتسامه لا يمحوها النسيان، بل تبقى أبدية في الوجدان.. لكنني أجد نفسي حائراً، من أين أبدأ لأوضح المشاق والصعاب التي تعترض من يحملون على عواتقهم مسؤولية تحصين الأطفال من منزل إلى منزل خلال حملات شلل الأطفال. . وهانحن مجدداً نستشرف حملة وطنية جديدة في سائر أنحاء الجمهورية ضد شلل الأطفال مدتها ثلاثة أيام في الفترة من (14) إلى (16) نوفمبر 2011م وتستهدف كالعادة الأطفال دون سن الخامسة. وبكل تأكيد معني بها، وبضرورة التجاوب معها عبر تحصين جميع الأطفال دون سن الخامسة بلا استثناء، كل أب و أم وكل مواطن توكل إليه مسؤولية رعاية الأطفال أو العناية بهم من أقاربهم و من ذوي الأرحام في يمننا الحبيب وذلك صوناً من داء الشلل وتبعات الإصابة وآثارها الوخيمة. وإني لأؤكد لجميع المواطنين ممن تدور في أذهانهم بعض الأسئلة عن اللقاحات بأنها سليمة جداً ليس لها تأثيرات جانبية أو مضاعفات أو أي ضرر.. هذا بشكل عام وليس فقط بالنسبة للقاح شلل الأطفال؛ إذ تصل جميع اللقاحات إلى البرنامج الوطني للتحصين الموسع من خارج البلاد وهي محفوظة جيداً بعناية فائقة في ثلاجات مخصصة لتبريد اللقاحات تحت درجة حرارة مناسبة وثابتة وإذا ما وصلت مطار صنعاء فهناك ثلاجات خاصة لحفظ اللقاحات وهناك من يتولون القيام بهذا الجانب.. أما الشاحنات التي تنتقل اللقاحات فهي مخصصة لهذا الأمر محملة بثلاجات خاصة ليتم بواسطتها نقل اللقاحات مباشرة إلى الثلاجات المركزية الموجودة في مخازن التحصين الموسع ومن ثم يتم نقلها إلى المحافظات عبر شاحنات وسيارات مزودة بثلاجات كبيرة - ايضاً - مخصصة لنقل اللقاحات. وأريد أن أطمئن الجميع بأن لكل لقاح مؤشراً للون وهو فاتح اللون بشكل اعتيادي وأن تحوله إلى اللون الداكن دليل على تلف اللقاح وانه غير صالح للاستخدام كقطرة ماء لا تنفع ولا تضر. كما لا تسلم أي لقاحات ليتم استخدامها إلا بعد خضوعها للفحص الدقيق والتأكد من جميع العينات الواصلة للبلاد بأنها سليمة ومضمونة وقطعاً لا يمكن أن يتأثر أو يفسد جزء منها فالعملية لا تسير جزافاً. وإننا نعول على خطباء المساجد وعلى مدراء المدارس والمدرسين وعلى المجالس المحلية والمشايخ والأعيان في جميع محافظات الجمهورية بأن يسهموا بفاعلية في توعية الناس بأهمية التحصين ومديد العون لمن يحصنون أطفالهم وأن يذللوا الصعوبات التي تواجههم، بالإضافة إلى إقناعهم المعارضين للتطعيم ومن يناصبونه العداء بالعدول عن التصرفات اللامسؤولة وعن مواقفهم الخاطئة وأن يدعموا الحملة الوطنية ضد شلل الأطفال التي نحن بصددها في الفترة من ( 16-14 نوفمبر 2011م) والتي تستهدف بلا استثناء كافة الأطفال دون سن الخامسة في كل محافظات الجمهورية. وليس لأحد الحق في منع فلذات الأكباد المستهدفين من التطعيم بحجة حصولهم على الكثير من جرعات اللقاح مسبقا أو لكونهم حديثي الولادة أو بسبب الانقياد وراء الشائعات المغرضة ولا يحق لهم - ايضاً - حرمان أطفالهم دون العام من التحصين بكامل جرعات التطعيم الروتين الذي يشرع البدء لإعطاء جرعاته - اساساً - في وقت مبكر بعد الولادة مع تأكيدنا على ضرورة الالتزام بمواعيد كل زيارة من زيارات التطعيم الروتيني المدونة في الكرت الخاص بالجرعات فهي لصالح الأطفال وتؤمن لهم الوقاية والسلامة. وعلى الجميع التعاون مع مقدمي خدمة التحصين خلال الحملة الوطنية الحالية بتسهيل مهام فرق التطعيم وتحركها من منزل إلى منزل.. هذا ما هو مأمول من الأسر والأهالي وليثقوا بأن القائمين على التحصين ومن يقدمون هذه الخدمة حريصون جداً على صحة وسلامة أطفالهم تماماً كحرصهم وخوفهم عليهم ولا يجعلوا من الشائعات التي يرددها المغرضون ضد التحصين تؤثر عليهم فبالتحصين تضيء دروب الأمل فتطيب الحياة وتزدهر صحة الأطفال ليعم الخير كل الخير الأحبة الصغار.