من دواعي الشعور بالراحة والاطمئنان..منظر فرق التحصين في الميدان وهي تعمل بحماس، تسهم من خلالها في صون الطفولة من الإصابة بشلل الاطفال. وكلنا أمل ألا تذهب جهودها سدى ..أدراج الرياح ،وأن تتكلل بالنجاح التام من أجل بلوغ الغاية المرجوة، ألا وهي حماية الاجيال من خطر وتهديد فيروس الشلل الذي لاح مؤخراً، مع أن اليمن أساساً أعلنت أنهاخالية منه عن جدارة في فبراير الماضي 2009م،بعدما استوفت المعايير والشروط التي وضعتها منظمة الصحة العالمية لنيل هذا الانجاز الصحي الكبير. غير أن أول إنجاز ولابد أن يليه إنجاز أوسع يحفظ لليمن على الدوام وخلوها من فيروس شلل الاطفال، ألا وهو الاستئصال الذي لابد على الأقل أن يكون استئصالاً إقليمياً للمرض ولا يكون ذلك محلياً ،لكن الإقليم الذي نحن فيه «إقليم شرق البحر المتوسط» بحسب تقسيم منظمة الصحة العلمية لمناطقها لم يصل إلى تحقيق هذا الإنجاز، وكذلك بعض دول العالم كبعض بلدان افريقيا ومنها القريبة من اليمن مثل السودان الذي ينتشر فيه هذا المرض، بل ولوحظ منذ أشهر قليلة زيادة انتشار فيروس الشلل في هذا البلد الشقيق على نحو ينذر باحتمال انتقال الفيروس الناقل للمرض إلى بعض دول اقليم شرق المتوسط ومنها بلادنا، ما أعطى أهمية وضرورة قصوى في اليمن لتنفيذ حملة تنشيطية للتحصين دعت إليها منظمة الصحة العالمية لصد هذا الهجوم المحتمل لفيروس الشلل وردعه عن الظهور والانتشار في البلاد. فتقرر في الفترة من «17-19مايو2009» من قبل وزارة الصحة العامة والسكان والبرنامج الوطني للتحصين الموسع تنفيذ هذه الحملة تحت مسمى «الحملة التنشيطية للتحصين ضد شلل الاطفال» لتطعيم سائر الأطفال في عموم محافظات الجمهورية، من منزل إلى منزل، وذلك بصفة احترازية لدحر فيروس المرض ومنعه من الظهور والانتشار مجدداً، لاسيما وأن التحصين الروتيني بكامل الجرعات المضادة لأمراض الطفولة القاتلة والتي من بينها مرض شلل الاطفال والذي يخصص للاطفال دون العام من العمر،لم يرتقي إلى مستوى المطلوب، حيث لم يتجاوز على أي حال نسبة تزيد على «90 %». ونحن نعول على خطباء المساجد وعلى مدراء المدارس والمدرسين وعلى المجالس المحلية والمشايخ والأعيان في جميع محافظات الجمهورية بأن يسهموا بفاعلية في توعية الناس بأهمية التحصين ومد يد العون لمن يحصنوا أطفالهم، وأن يذللوا الصعوبات التي تواجههم.. بالإضافة إلى إقناعهم للمعارضين للتطعيم ومن ينصبون العداء له بالعدول عن التصرفات اللامسئولة ومواقفهم الخاطئة، وأن يدعموا الحملة التنشيطية ضد شلل الاطفال التي نحن بصددها في الفترة من «17 -19 مايو 2009» والتي تستهدف بلا استنثاء كافة الأطفال دون الخامسة من العمر في سائر محافظات الجمهورية. إن مايمكن أن تواجهه بعض فرق التطعيم في الميدان من صعوبات شتى،كصعوبة التنقل في المسالك أو الطرق الجبلية الشديدة الانحدار والأودية الوعرة والقفار الواسعة وتردي المناخ والأحوال الجوية، وما إلى ذلك من عراقيل تعيق أحياناً خط سيرها، فلا تألوا جاهدة عن بدل كل مافي وسعها لأداء المهام بها على أكمل وجه وفق خطة وبرنامج عملها اليومي في الحملة. وأسوأ ماتواجهه الفرق من صعوبات وعراقيل تعيق كثيراً خط سيرها، مايبديه بعض الأهالي من مخاوف من اللقاح،فبتخوفهم هذا يضطرون إلى إخفاء أطفالهم والتنكر بالقول:« ليس لدينا أطفال».. عدا عن التعرض في بعض القرى لبعض المضايقات الكلامية، بما ينم عن استهتار من يطلقون العبارات الفارغة التي هي في الأساس مذمة لمن يتلفظ بها ومردودة عليه. ومن الصعوبات أيضاً عند وصول فريق التطعيم إلى منزل ما ويظل أصحابه يماطلون،كقولهم لفريق التطعيم :« ليس الآن.. عودوا غداً أو بعد ساعة أو ساعتين» فهذا يسبب للفريق بعض الارباك ويؤخرهم عن تغطية أعمالهم كما يجب وبدل أن يسير في مسار معين يضطر بسببه إلى التأخر وتعديل خط السير. وإني لأؤكد لجميع المواطنين ممن تدور في اذهانهم بعض الأسئلة عن اللقاحات.. أنها سليمة جداً، ليس لها تأثيرات جانبية أو مضاعفات أو أي ضرر.. هذا بشكل عام وليس فقط بالنسبة للقاح شلل الأطفال، إذ تصل جميع اللقاحات إلى البرنامج الوطني للتحصين الموسع من الخارج وهي محفوظة جيداً بعناية فائقة في ثلاجات مخصصة لتبريد اللقاحات تحت درجة حرارة ثابتة، من «2-8 درجات مئوية»،وإذا ما وصلت إلى مطار صنعاء فهناك ثلاجات خاصة لحفظ اللقاحات، وهناك من يتولون القيام بهذا الجانب، ولم يحصل نهائياً أن وصلت وانتظرت في المطار إلا في بعض الحالات الطارئة، ولا مشكلة في هذا،فهناك في الطوارئ ثلاجات خاصة. أما الشاحنات التي تنقل اللقاحات، فهي مخصصة لهذا الأمر محملة بثلاجات خاصة ليتم بواستطها نقل اللقاحات مباشرة إلى الثلاجات المركزية الموجودة في مخازن التحصين الموسع، ومن ثم يتم نقلها إلى المحافظات عبر شاحنات وسيارات مزودة بثلاجات كبيرة أيضاً مخصصة لنقل اللقاحات.. وأريد أن أطمئن الجميع بأن لكل لقاح مؤشر للون وهو فاتح اللون بشكل اعتيادي ،وأن تحوله إلى اللون الداكن دليل على تلف اللقاح وأنه غير صالح للاستخدام، كقطرة ماء لاتنفع ولاتضر. كما لا تسلم أي لقاحات ليتم استخدامها إلا بعد خضوعها للفحص الدقيق والتأكد من جميع العينات الواصلة للبلاد بأنها سليمة ومضمونة..وقطعاً لا يمكن أن يتأثر أو يفسد جزء منها فالعملية لا تسير جزافاً.. وختاماً..على الجميع التعاون مع مقدمي خدمة التحصين خلال الحملة التنشيطية الحالية بتسهيل مهام فرق التطعيم وتحركها من منزلٍ إلى منزل..هذا ماهو مأمول من الأسر والأهالي، وليتقوا بأن القائمين على التحصين ومن يقدمون هذه الخدمة حريصين جداً على صحة وسلامة أطفالهم تماماً كحرصهم وخوفهم عليهم، ولا يجعلوا من الشائعات التي يرددها المغرضون ضد التحصين تؤثر عليهم.. ورسالتنا إلى كل أب وأم وإلى كل مواطن في يمننا الحبيب...نقول لهم أنتم مسؤولون نجاح الحملة التنشيطية الحالية ضد شلل الاطفال، فكونوا يداً واحدة تسعى للحفاظ على صحة وسلامة اطفالنا، صوناً لهم من داء الشلل وتبعات الإصابة وآثارها الوخيمة. ?المركز الوطني للتثقيف والإعلام الصحي والسكاني.