عجز الأمم المتحدة في قضية محمد قحطان.. وصفة فشل لاتفاق السلام    عاجل: نجاة أمين مجلس شبوة المحلي ومقتل نجله وشخصان آخران (صور)    إلى متى نتحمل فساد وجرائم اشقائنا اليمنيين في عدن    مصدر برلماني: تقرير المبيدات لم يرتق إلى مستوى النقاشات التي دارت في مجلس النواب    عاجل.. إن بي سي: الإعلان عن وفاة الرئيس الإيراني وعدد من المسؤولين بسقوط المروحية خلال ساعات    ارتفاع حصيلة العدوان الاسرائيلي على غزة إلى 35,456 شهيداً و 79,476 مصابا    الجامعة العربية: أمن الطاقة يعد قضية جوهرية لتأثيرها المباشر على النمو الاقتصادي    إنتر ميامي يتغلب على دي سي يونايتد ويحتفظ بالصدارة    وزير المياه والبيئة يبحث مع المدير القطري ل (اليونبس) جهود التنسيق والتعاون المشترك مميز    - البرلماني حاشد يتحدث عن قطع جوازه في نصف ساعة وحرارة استقبال النائب العزي وسيارة الوزير هشام    قيادات الدولة تُعزي رئيس برلمانية الإصلاح النائب عبدالرزاق الهجري في وفاة والده    تعز.. وقفة احتجاجية لأمهات المختطفين للمطالبة بإطلاق سراح أبنائهن من سجون المليشيا    رئيس هيئة النقل البري يتفقد العمل في فرع الهيئة بمحافظة تعز مميز    وفاة وإصابة عشرة أشخاص من أسرة واحدة بحادث مروري بمأرب    عدن.. وزير الصحة يفتتح ورشة عمل تحديد احتياجات المرافق الصحية    رئيس الهيئة العليا للإصلاح يعزي الهجري في وفاة والده    مدرب مفاجئ يعود إلى طاولة برشلونة    ريبون حريضة يوقع بالمتصدر ويحقق فوز معنوي في كاس حضرموت    تقرير: نزوح قرابة 7 آلاف شخص منذ مطلع العام الجاري    وكيل قطاع الرياضة يشهد مهرجان عدن الأول للغوص الحر بعدن    اليونسكو تزور مدينة تريم ومؤسسة الرناد تستضيفهم في جولة تاريخية وثقافية مثمرة    مصرع عدد من الحوثيين بنيران مسلحي القبائل خلال حملة أمنية في الجوف    من هو اليمني؟    خسائر في صفوف قوات العمالقة عقب هجوم حوثي مباغت في مارب.. واندلاع اشتباكات شرسة    الكشف عن حجم المبالغ التي نهبها الحوثيين من ارصدة مسئولين وتجار مناهضين للانقلاب    هاري كاين يحقق الحذاء الذهبي    نافاس .. إشبيلية يرفض تجديد عقدي    صحيفة إماراتية تكشف عن "مؤامرة خبيثة" لضرب قبائل طوق صنعاء    نهائي دوري ابطال افريقيا .. التعادل يحسم لقاء الذهاب بين الاهلي المصري والترجي التونسي    دعاء يريح الأعصاب.. ردده يطمئن بالك ويُشرح صدرك    بعضها تزرع في اليمن...الكشف عن 5 أعشاب تنشط الدورة الدموية وتمنع تجلط الدم    فرع الهجرة والجوازات بالحديدة يعلن عن طباعة الدفعة الجديدة من الجوازات    توقف الصرافات الآلية بصنعاء يُضاعف معاناة المواطنين في ظل ارتفاع الأسعار وشح السلع    جريمة لا تُغتفر: أب يزهق روح ابنه في إب بوحشية مستخدما الفأس!    دعوات تحريضية للاصطياد في الماء العكر .. تحذيرات للشرعية من تداعيات تفاقم الأوضاع بعدن !    "لا ميراث تحت حكم الحوثيين": قصة ناشطة تُجسد معاناة اليمنيين تحت سيطرة المليشيا.    لحوثي يجبر أبناء الحديدة على القتال في حرب لا ناقة لهم فيها ولا جمل    الاستاذة جوهرة حمود تعزي رئيس اللجنة المركزية برحيل شقيقة    صحة غزة: ارتفاع حصيلة شهداء الحرب إلى 35 ألفا و386 منذ 7 أكتوبر    الإرياني: مليشيا الحوثي استخدمت المواقع الأثرية كمواقع عسكرية ومخازن أسلحة ومعتقلات للسياسيين    الهيئة العامة للطيران المدني والأرصاد تصدر توضيحًا بشأن تحليق طائرة في سماء عدن    الجيش الأمريكي: لا إصابات باستهداف سفينة يونانية بصاروخ حوثي    توقيع اتفاقية بشأن تفويج الحجاج اليمنيين إلى السعودية عبر مطار صنعاء ومحافظات أخرى    فنانة خليجية ثريّة تدفع 8 ملايين دولار مقابل التقاط صورة مع بطل مسلسل ''المؤسس عثمان''    منذ أكثر من 40 يوما.. سائقو النقل الثقيل يواصلون اعتصامهم بالحديدة رفضا لممارسات المليشيات    في عيد ميلاده ال84.. فنانة مصرية تتذكر مشهدها المثير مع ''عادل إمام'' : كلت وشربت وحضنت وبوست!    اكتشف قوة الذكر: سلاحك السري لتحقيق النجاح والسعادة    الهلال يُحافظ على سجله خالياً من الهزائم بتعادل مثير أمام النصر!    وباء يجتاح اليمن وإصابة 40 ألف شخص ووفاة المئات.. الأمم المتحدة تدق ناقوس الخطر    اليونسكو تطلق دعوة لجمع البيانات بشأن الممتلكات الثقافية اليمنية المنهوبة والمهربة الى الخارج مميز    وصول دفعة الأمل العاشرة من مرضى سرطان الغدة الدرقية الى مصر للعلاج    ياراعيات الغنم ..في زمن الانتر نت و بالخير!.    تسجيل مئات الحالات يومياً بالكوليرا وتوقعات أممية بإصابة ربع مليون يمني    لماذا منعت مسرحيات الكاتب المصري الشرقاوي "الحسين ثائرآ"    افتتاح مسجد السيدة زينب يعيد للقاهرة مكانتها التاريخية    الامم المتحدة: 30 ألف حالة كوليرا في اليمن وتوقعات ان تصل الى ربع مليون بحلول سبتمبر مميز    في افتتاح مسجد السيدة زينب.. السيسي: أهل بيت الرسول وجدوا الأمن والأمان بمصر(صور)    هناك في العرب هشام بن عمرو !    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



العقلية البوليسية و«الأمنية» مسيطرة على قيادات المشترك
علي الشريف- مقرر مجلس شباب الثورة ل« الجمهورية »:
نشر في الجمهورية يوم 06 - 04 - 2012

ساحة التغيير بصنعاء محاطة بالكثير من التساؤلات تتوازى وتتشابك وتتقاطع بداخلها السياسة والدين والعسكر والعلمانية والحداثة والماضوية وصولاً إلى مشائخ القبيلة. وحتى أذرع الأطراف الإقليمية المتصارعة تسللت إلى خيامها.. «الجمهورية» تجيب على كثير من علامات الاستفهام حول الساحة الأم في حوار مع/علي الشريف عضو اللجنة الإعلامية للجنة التنظيمية ومقرر مجلس شباب الثورة.
سنة ونيف وأنتم مرابطون في الساحات بين حر النهار وبرد ليل صنعاء القارس.. ألا يبدو المشهد عجيباً إلى حد كبير أكثر منه إلى أي شيء آخر؟
تلك الخصوصية اليمنية فالأمور مرت بممانعات وتحولات مهمة أخذت مدى إلى أن وصلت إلى العملية السياسية فالأمر يستحق فنحن نرابط لتغيير نظام دام 33 سنة عمل على تمزيق الوطن ونسيجه السياسي والأجتماعي حول معه المؤسسه العسكرية إلى مليشيات يحتمي بها.
وبما أن المؤسسة العسكرية هي الضامن لنقل السلطة استجابة لمطالب الشعب وهذا الأمر لم يكن متحققاً لدينا كان لا بد من تسيير الأمور بالشكل الذي سارت عليه لايجاد طريقة تم التداول حولها محلياً ودولياً وإقليمياً وفي الأخير تم انتخاب رئيس جديد كخطوة أولى على طريق المطالب الشعبية والنضال مستمر لاستكمال بقية المطالب والأهداف كاملة غير منقوصة مهما كانت المعوقات..
بما أنك قد أشرت إلى التصعيد الثوري .. هل في وارد خطتكم التصعيد الثوري مستقبلاً؟ ثم ضد من ستصعدون وقد أصبح ممثلوكم في نصف الحكومة؟ ألا يبدو الأمر محرجاً لكم؟
لابد أن ندرك أن الأمر هنا مختلف فالبلاد دخلت ضمن عملية سياسية نأمل منها تحقيق مطالب الثورة وأهدافها وبالتالي قد يتطلب الأمر استخدام أدوات في العمل النضالي تراعي هذا التغيير لأنه لايمكن الاستمرار في المطالبة بإسقاط النظام خاصة ونحن قد انتخبنا رئيساً جديداً ولكن العمل الاحتجاجي سيتجه إلى الضغط على الرئيس وحكومة الوفاق للمطالبة باستكمال الانتقال السلمي للسلطة وتحقيق بقية المطالب وعلى رأس ذلك إقالة الأبناء من المؤسسة العسكرية والعمل على إنجاح الحوار الوطني وقضاياه ومخرجاته بما يؤدي إلى بناء الدولة ومؤسساتها وحلحلة القضايا الوطنية لنستطيع عندها أن نقول إن لدينا دولة.
هدوءنا لا يعني التوقف النهائي للتصعيد ولكننا حريصون على منح الرئيس الجديد وحكومة الوفاق لفعل شيء ونتمنى أن لا نصل إلى باب مسدود معهم لأنهم قد يصبحون في مواجهة الاحتجاجات وقد يكون هناك مسوغ لعودة شعار الشعب يريد إسقاط النظام..
تحقيق أهداف الثورة
أي نظام؟ كما قلنا أي تصعيد من الآن وصاعداً سيكون ضد الطرفين معاً هل ستجرؤون على ذلك؟
على رئيس الجمهورية والحكومة أن تدرك جيداً أنها تقف على مشروعية شعبية هي من أدى إلى وصولهم إلى مواقعهم تلك ولن يحضوا بالقبول والرضى لدى الشارع بوجه عام إلا بقدر ما يحققونه من منجزات ملموسة على طريق تحقيق أهداف ومطالب الثورة التي كانت عنواناً لاحتجاجات وتضحيات دامت لعام كامل فالبلد اليوم لا يحتمل أي عملية تلاعب أو تسويف فإما أن تتجاوز البلاد محنتها وتصل إلى بر الأمان وإلا فالبديل سيىء بشكل لا يمكن السيطرة عليه وعلى السياسيين أن يفهموا أن استمرار وسائلهم القديمة التي لم تفلح في نقل السلطة من علي صالح حتى جاءت هذه الثورة لتحقق هذا المنجز أنها لن تكون مجدية والثورة كانت درساً عظيماً لمن يريد أن يفهم.
هل كان الساسة وتحديداً اللقاء المشترك وشركاءه هم أدواتكم السياسية أنتم كشباب ثورة في الساحات؟
ليس الأمر بهذا الشكل فقد بدأت الثورة كفعل شعبي تلقائي غير منظم واحتجاجات واسعة تحمل مطالب محددة وكان لابد أن تقوم الأحزاب بترجمة هذه المطالب من خلال أدواتها السياسية وبما أن الشباب بطبيعة الحال ليسوا تنظيماً كان اللقاء المشترك كتكتل على درجة كبيرة من التنظيم هو المؤهل للتعاطي مع الأطراف الدولية والإقليمية ولا نشكك في وطنيتهم وحرصهم على نجاح الثورة وإن لم يحققوا الهدف المطلوب الذي يرتقي إلى مستوى وسقف الاحتجاجات ومطالبها على الأقل إلى الآن.
وطن للجميع
لماذا منحتموهم الثقة؟ لماذا لا تكونون أنتم من يتصدر المشهد السياسي كما تصدرتم المشهد الثوري؟ ومن جهة ثانية لماذا فشلوا في تحقيق الأهداف كما ذكرت؟
الأمر ليس منح ثقة ولم يكن مطلوباً من الشباب تصدر المشهد السياسي للحوار باسم الثورة والمشترك كان جزءاً مهماً من الثورة ونظراً لبقائه يمارس عمله السياسي من خلال أدواته السياسية فكان لا بد أن يتصدر المشهد دون تفويض ومع هذا فإن الأمر لا يمنح اللقاء المشترك الوصاية على الثورة وسيكونون مقبولين فقط إذا استلهموا مطالب وأهداف الثورة وترجموها سياسياً بالاضافة إلى أننا في الساحات كنا حريصين على عدم شق جبهة الثورة خاصة في ظل محاولات النظام المستميتة لتحقيق ذلك وهذا ما جعل الأمور تسير عليه كما هي الآن رغم عدم رضانا عنها. وتفويتنا لهذه الفرصة التي كان يسعى لها النظام بالطبع لا يعني أننا سنقبل بنصف ثورة بل لا بد من تحقيق الأهداف كاملة غير منقوصة ولو تطلب الأمر ثورة جديدة فالأمر خطير وليس بالسهل. إننا نطالب بوطن يكون لجميع أبنائه وهذا هو الطريق الوحيد لنجاتنا جميعاً.
اللقاء المشترك والقوى السياسية التحقوا بكم إلى الساحات التحاقاً وفجأة أصبحوا يمثلونكم ويفاوضون باسمكم ما هذه المفارقه؟
لا يمكن النظر الى الأمور بهذا الشكل فقواعد اللقاء المشترك وأنصاره معنا في الساحات ويجب أن نعترف أن مساندة المشترك للثورة والدفع بقواعده ساهم في استمرارالثورة وصمودها بشكل كبير ومشكلتنا الحقيقية مع قيادات اللقاء المشترك ليس في فرض أنفسهم كممثلين لنا بقدر ما هو الذي سيترتب على هذا التمثيل هل سيحترمون إرادة الشباب ومطالب الشارع كله بما فيه قواعدهم وإلا فإنهم قد يجدون أنفسهم في مواجهة شباب الساحات بما فيهم شبابهم.
تصورات للمرحلة الانتقالية
هل لديكم بديل سياسي من رؤى ومشاريع وبرامج تضعونها أمامهم بدلاً من انتقادهم؟
نعم لدينا رؤى وتصورات نعمل الآن على بلورتها كاملةً حول المرحلة الأنتقالية وقضايا الحوار الوطني ولكن المشكلة الحقيقية هي في المسئولية المناط بها رئيس الجمهورية وحكومة الوفاق حول تهيئة المناخات لإنجاح الحوار الوطني و ما لم يتم توحيد الجيش فإنه لا جدوى من أي حوار ونخشى من تكرار تجربة حرب 94 التي أسفرت عن وثيقة وحرب.كما لابد من القيام بخطوات عملية فيما يخص القضايا المطلبية للجنوب ليتم إعادة الثقة لدى الشارع الجنوبي المحبط والفاقد للثقة في الجميع.
عندما تقول لي ثورة من جديد أفهم أن الثورة التي قبلها فشلت؟
أتمنى أن لا يصل الأمر الى حد الفشل وما زلنا مؤملين في الرئيس والحكومة إذا ما قاموا بخطوات تغيير الحقائق على الأرض وسيساندهم الشارع بكل تأكيد ..
قلت ثورة.. أغلب وسائل الإعلام الدولية وكذا الهيئات السياسية والدبلوماسية لم تتعامل مع الأحداث اليمنية الأخيرة على أساس أنها ثورة إلا في الحدود الضيقة لكل ما ذكرت، يقول أغلبهم: الأزمة في اليمن، الانتفاضة في اليمن.. ما تعليقك؟
بالعكس التداعي الدولي والإقليمي بشأن ما حدث في اليمن دليل كاف على الاعتراف بها ثورة كاملة الميلاد والنضج والأداء والأهداف، صحيح هناك دول وخاصة من الجانب الإقليمي كان يحلو لها أن تتحدث عنها في وسائل إعلامها كأزمة وهذا شأنها، لكن على الصعيد العملي تعاملت معها كثورة، وسائل الإعلام المحلية التي كانت في صف الثورة عكست مواقف دول كثيرة تجاه الثورة إيجابياً. ولا تنس أن المجتمع الدولي والأطراف الإقليمية تدرك يقينا أن ما حدث في اليمن هو امتداد طبيعي لثورات الربيع العربي التي ابتدأت من المغرب وانتهت في جنوب الجزيرة العربية أو في وسط الشام، والأمور بمآلاتها وبمقاصدها كما يقول أهل الأصول، الهدف الأول للثورة تحقق وهو إسقاط النظام وبمشاركة من هذا المجتمع الذي تتحدث عنه، مع محاولة البعض منها تقزيم الثورة وتطلعاتها وكذا احتواؤها، هذا أمر ندركه جيداً.
خصوصية الثورة
أخذت الثورة اليمنية نمطا آخر من الطرائق والمسالك الثورية التي جرت في المنطقة غير نمط تونس أو مصر أو ليبيا أو حتى سوريا.. كيف تنظر إلى ذلك؟
هذا طبيعي، وبالنهاية كل بلد له خصوصياته ونحن نسير بموازاة ما ورثه لنا النظام السابق من المشكلات، ليس بالضرورة أن نكون نسخة من تونس أو مصر أو ليبيا، أو سوريا، نحن في بلد مهشم، المؤسسة العسكرية عادة ما تكون هي الرهان في الإمساك بالزمام حتى لا تفلت البلاد إلى الهاوية، ما حصل عندنا غير ذلك لأن المؤسسة العسكرية بكاملها ليست وطنية كما ذكرت لك آنفا، وبالتالي كان هذا المد والجزر، نحن أردناها سلمية من البداية وأراها النظام حربية وهذا ما رفضناه، لنخرج بأقل الخسائر حتى ولو مشينا وئيدي الخطى مثقلين باللوم الشعبي، الذي سيدرك بعد حين صوابية ما انتهجناه. وكانت توصيات المجتمع الدولي والإقليمي تنصح جميع الأطراف بعدم الانجرار نحو العنف وإن كانت تنظر لذلك من زاوية مصلحتها إلا أن ذلك أيضاً يلتقي مع مصالحنا. كان السفراء والدبلوماسيون الأجانب يقولون لنا: نحن لا نختلف معكم حول رحيل علي صالح ولكن حول كيفية الرحيل.
قد يقول قائل مشيتم وفق أجندات وتوصيات هذه الأطراف الخارجية؟
مشينا وفق تصوراتنا ووفق آلياتنا، وإن التقت مع تصوراتهم وآلياتهم فهذا شيء طبيعي، ثم إن بين الجميع مصالح مشتركة ومن حقه أن يفكر في مصالحه، ونحن من جانبنا لا ننفي الآخر ولا نقف ضد مصالحه ما دامت لا تتعارض مع ثوابتنا ولا مع توجهاتنا الوطنية أو ثوابتنا الدينية. العالم اليوم صار مجتمعا واحداً. والشراكة مفهوم إنساني في عمقها الفلسفي والفكري.
ما جدوى بقائكم اليوم في الساحات؟
إلى الآن لم يتحقق من مطالبنا سوى إسقاط رأس النظام والانتخابات الرئاسية، وأنت تعرف أن علي صالح لا يزال مسيطرا إلى حد ما عن طريق أبنائه على مفاصل الجيش وعلى كثير من المؤسسات، مع أن هذا من مسئولية الرئيس الجديد الذي صوت له الشعب اليمني بصورة غير متوقعة بما يزيد عن ستة ملايين ناخب، عليه أن يسرع في اتخاذ القرارات التي أرادها الشعب بلا استئذان من أحد، وأقول لك: بدون خروج أبناء الرئيس السابق من الحكم لا يمكن أن نغادر الساحات ولا يمكن يكون هناك حوار وطني، وثيقة العهد والاتفاق في عام 94م انتهت إلى حرب ونحن لا نريد أن نكرر التجربة.
تقول بعض الأخبار أن هناك طرفي معادلة أحمد علي وعلي ومحسن وكلاهما مرتبط بالآخر بقاءً ومغادرةً هل تقبلون بقاء أحمد علي على رأس الحرس الجمهوري مقابل بقاء علي محسن على رأس الفرقة الأولى مدرع الذي هو في صفكم؟
قلت لك لا يمكن نجاح أي حوار في ظل بقاء الأبناء في المؤسسة العسكرية وإذا كان الأمر يقتضي إقالة علي محسن فليكن وعلي محسن نفسه قد أبدى أستعداده لذلك أكثر من مرة.
الدولة تستورد السلاح والحرس الجمهوري مؤسسة من مؤسسات الدولة.. ما الذي يمنع؟
لماذا يقولون الحرس الجمهوري؟ لما ذا لا يقولون وزارة الدفاع هي التي استوردت؟ هل الحرس دولة بمفرده؟ لماذا لا يكون الحرس تحت إدارة وزارة الدفاع؟ ولماذا الحكومة لا تعقد مثل هذه الصفقات بشكل رسمي؟.
تتوقعون حربا مستقبلية من قبل هؤلاء؟
لم يستطع النظام السابق أن يفعل شيئا وهو في عز قوته فما بالك اليوم؟
نحن لا يخيفنا هؤلاء أبدا. ليس بوسعهم أن يقدموا على حرب، صحيح أنهم قد يضعون العراقيل لمسيرة الثورة، لأن الطبع غلب التطبع عندهم وهذا ما لا نريده ، أما أن يستطيعوا أن يعيدوا عجلة التغيير إلى الوراء فهذا مستحيل.
في خطاباتكم كثوار في الساحات على الصعيد النظري ما يتقاطع ويعارض مع خطاب السياسيين وتوجهاتهم.. ما هذه المفارقة؟
نحن نسعى لشراكة حقيقية بين كل المكونات، ونحن حريصون على ألا تتصارع القوى الثورية فيما بينها، اللقاء المشترك استطاع أن يتماسك إلى حد ما، كقوة وطنية من كل الأطياف، ونحن لا نريد أن ندوس على السنابل حتى نقطف الزهرة، قد نختلف مع اللقاء المشترك لكن هذا لا يقودنا إلى عملية صراع أبدا، الصراع قبل تحقيق الهدف يحول دون الوصول إليه، تبعية الشباب للمشترك تهمة ستزول عندما يكون هناك مؤسسات دولة نختلف معهم دون التأثير على مسار الدولة، بعكس اليوم، الاختلاف ليس في صالح الدولة.
نراعي الواقع
إذن تماهيتم هنا في اللقاء المشترك وصرتم جزءا منهم؟
لم نتماه مطلقا، موقنا ليس موقف اللقاء المشترك كاملا، نحن نستوعب المتاح لننجز الممكن، نحن كما قلت لك نراعي واقعنا السياسي بدرجة أولى، وندرك ما ذا يعني اختلافنا الآن.. عقلية إما كل شيء أو لا شيء لا نتعامل بها. نحن نتفاعل ثوريا لا ننفعل، وسنسير معا من التفاعل الثوري إلى التشارك السياسي.
ما حقيقة الخلافات التي نسمعها بين الحين والحين سواء بين بعض أعضاء اللجنة التنظيمية أو بينهم من جهة وبين بعض المكونات الأخرى؟
اللقاء المشترك يدير اللجنة التنظيمية بعقلية المستحوذ على كل شيء، ينقصنا الكثير من التأسيس، الكثير من النضج، الكثير من المرونة والقبول بالآخر، اللجنة التنظيمية فيها ممثلون عن المشترك وبعضهم لا يزال بعقلية حزبية، الشباب داخلون على تجربة جديدة، ويحتاجون لنوع من التوجيه......
يقول البعض إن الإصلاح تحديدا هو المسيطر بدرجة رئيسية على اللجنة التنظيمية؟
الإصلاح يمثل في العملية كلها قطب الرحى، وله تواجده الكبير، وبشكل عام فإن المشترك كان مباركا لهذا الأمر، ومن الأسباب التي أدت إلى الخلاف داخل اللجنة التنظيمية ليس فقط عدم كفاءة الأطراف على إدارة الحوار والعمل وإنما العملية السياسية برمتها ألقت بظلالها على هذا الوضع.....
مجلس شباب الثورة الذي أنت مقرره إلى أي حد يتفق مع اللقاء المشترك أو يختلف؟
نحن نتفق مع اللقاء المشترك من حيث الأهداف وليس لدينا أي تشكيك في مواقفه، ولكن على اللقاء المشترك أن يؤمن بمسألة الشراكة وأن يطور من أساليبه..
فيما أعرف أن اللقاء المشترك يدعو إلى ذلك بدون أن تدعوه أنت؟
الكلام شيء والممارسة شيء آخر.
هل يمارسون نوعا من الإقصاء؟
حين يحولون العمل المؤسسي إلى إطار ضيق يتخذون منه القرارات لابد أن تظهر عملية الإقصاء. ولا بد أن تتم مصارحة اللقاء المشترك بذلك بدون معاداته، أنا لا أخون اللقاء المشترك ولا أسلم بما يفعله، ولست أيضا مع تقديسه. هناك إيجابيات وهناك سلبيات قاتلة.
هل لديكم علاقاتكم السياسية في مجلس شباب الثورة بالقوى السياسية الأخرى محلية أو خارجية؟
نحن على تواصل مع الهيئات الدبلوماسية والسياسية، لإيضاح وجهة نظر الشباب..
هل تمثلون كل الشباب؟
إذا تحدثنا عن الشباب غير المؤطر حزبيا يكاد المجلس يكون المكون الرئيسي في الثورة وتنضوي تحته مكونات كثيرة، وهو مؤهل لقيادة المكونات الشبابية الأخرى.
صدى شعبي
أين ذهب مجلسكم الوطني الانتقالي؟
المجلس الانتقالي كان حصيلة عدة حوارات بعد أن وجدنا انسدادا كبيرا في العملية الثورية آنذاك، وكانت العملية السياسية تتجه وتنحو منحى مستفزا في كثير من التنازلات الكبيرة التي لا يرضى عنها الكثير من الثوار. تواصلنا مع عدة أطراف من كل الاتجاهات، وكانت هناك شبه موافقة على إعلان هذا المجلس ما عدا بعض الأطراف داخل اللقاء المشترك، المجلس لاقى الكثير من الاهتمام وكان له صدى شعبي كبير..
لكنه تماهى في المجلس الوطني..؟
المجلس الوطني لم ينجح.
مثلما مجلسكم لم ينجح.
لاشك، لكن في الأخير اتضح أن الشباب قوة لهم تأثيرهم، نحن انسحبنا منه لأنه لم يمثل الشباب التمثيل اللائق، كان المجلس غير مرتب، وأرد ربما ليمسك بزمام الأمور ليوقع على المبادرة الخليجية، وهذا كان من الأخطاء القاتلة من اللقاء المشترك، ونحن أعلنا في بيان باسم مجلس شباب الثورة رفضنا لاحتواء الشباب في العملية السياسية، وبتلك الآلية.. لكن الآن الوضع تغير وقد انتخبنا رئيسا جديدا ودخلنا في العملية السياسية، وانتقلنا إلى مربع آخر في النضال....
اخلافات موضوعية
ما حقيقة الخلافات بينكم وبين الحوثيين؟
هناك اختلافات موضوعية وهناك اختلافات وراءها أجندة غير مفهومة من قبل شباب الثورة لم يفهموا دوافع أصحابها، تم تشكيل جبهة إنقاذ الثورة لجماعة من اليسار ومن الحوثيين ومن بعض الحراكيين، وحدثت أولا محاولة لحرف مسيرة الحياة القادمة من تعز، لتختلف مع الهدف الذي رتبت له، كانت هناك محاولة جر المسيرة إلى السبعين ليحصل ما لا يحمد عقباه هناك، والعملية كانت إنعاشا للعملية الثورية وخاصة في المناطق التي مرت بها وهي في النهاية مسيرة رمزية لها اعتباراتها السياسية داخليا وخارجيا..
حصل قبل أسابيع قليلة عراك بالأيدي وبالسلاح الأبيض بين الحوثيين من جهة وبين بعض الجماعات الأخرى.. ما حقيقتها؟
العملية السياسية إجمالا هي التي تقف وراء هذه التداعيات، والسيطرة على الساحة من قبل اللقاء المشترك بشكل غير تشاركي تستطيع من خلاله الأطراف أن تفهم ما يحدث... لا توجد هناك عملية حوار واضحة بين هذه الأطراف، العقلية البوليسية والأمنية مسيطرة على قيادات المشترك خارج الساحة وهذا ينعكس داخلها.
ما ذا عن خلافاتكم مع الأستاذ أحمد سيف حاشد النائب البرلماني؟
أحمد سيف حاشد معه خلاف مع اللجنة التنظيمية وكان هو عضوا فيها وكان الحوثيون أيضا عضوا فيها....
ما هي المشكلة تحديدا؟
أحمد سيف حاشد شخص يمكن التأثير عليه من أي شخص مغرض رغم أننا لا نشكك في نواياه، لا توجد بينه ثقة وبين اللقاء المشترك، هو يحاول أنه مستهدف بصورة مبالغ فيها، ما الذي يريده الأستاذ أحمد سيف حاشد؟ هذا ما يجب أن يوضحه هو.. هناك حملة تبنتها أمل الباشا تناست معها ما فعله علي صالح بنا والتفتت إلى اللجنة التنظيمية..
هم يقولون إن عناصر من الفرقة الأولى مدرع تتجاوز المهمات المرسومة لها؟
الفرقة تتجاوز أحيانا ونحن رفضناها بشدة من يومها، وقد دخل بعض شباب الثورة في اشتباكات مع أفراد من الفرقة، وأوصلوا رسالتهم إلى علي محسن، المشكلة في اللجنة التنظيمية التي تتعامل مع الفرقة..
هل اللجنة التنظيمية هي من يوجه الفرقة أن الفرقة تتصرف من تلقاء نفسها؟
أحيانا اللجنة التنظيمية تستعين بالفرقة في مواجهة اشتباكات معينة أو إشكاليات تقع، وأحيانا الفرقة تتصرف بنفسها، ونحن ضد اعتقال أحد أو حبسه.
من يمولكم في الساحات؟
رجال المال والأعمال والمتبرعين وأهل الخير، هذا ما أعرفه.
الشيخ حميد الأحمر قال إنه من يمولكم في الساحة؟
حميد الأحمر إذا كان معه أصحاب ينفق عليهم فهذا شأن، أما أنه يمول كل الساحة فهذا أمر سخيف للغاية وقد تمت ردود فعل عليه عقب المقابلة التي أجراها مع إحدى المجلات الأمريكية، وهذا يدل على أنه لا يدرك ما الذي حدث وأنه يعيش مرحلة ما قبل الثورة..
الدكتور ياسين سعيد نعمان اقترح رحيلكم من الساحات ؟
لم أسمع بهذا وأنا أتفاجأ بهذا القول وإذا حصل هذا من الدكتور ربما قصد الانتقال الى وسائل في النضال مختلفة وهذه الساحات يجب أن تبقى وعلى الدكتور وحكومة الوفاق بدلاً من أن يقولوا على الساحات أن ترتفع أن يوحدوا المؤسسة العسكرية أولاً ويوجدوا البيئة الآمنة وعندها الشباب سينتقلون الى وسائل أخرى..
ألا ترون أن أصحاب الساحة قد تضرروا منكم؟
على الدكتور وحكومة الوفاق بدلا من أن يقولوا على الساحة أن ترتفع أن يوحدوا المؤسسة العسكرية وإيجاد الأمن والشباب سيرتفعون..
نحن مقبلون على الحوار الوطني.. أين موقعكم منه؟
سيكون للشباب حضور فاعل وهذا أمر مهم، لدينا ترتيبات لإعداد التصورات للمرحلة الانتقالية وقضايا الحوار الوطني، وندعو الشباب إلى حضورهم القوي داخل الحوار..
هل لديكم رؤى وطنية جاهزة لتأسيس دولة مدنية؟
نحن نسعى لتقديم رؤى حول قضية الدستور وقضية الجنوب وقضية صعدة، لدينا مشاريع رؤى نناقشها..
هل ستشكلون حزبا سياسيا خلال المرحلة القادمة؟
مجلس شباب الثورة قد يتحول إلى حزب سياسي قادم، الأمر مرهون بعملية الحوار الوطني ومخرجاته،
رؤيتكم للمؤتمر الشعبي العام؟
ليس لدينا مشكله مع المؤتمر الشعبي العام فقط عليه أن ينحاز للوطن ومطالبه التي هي مطالب أفراده.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.