من ينكر الدور الذي لعبته الهتافات الثورية في إذكاء الحماس وتجميع الأنصار وكسر حواجز الخوف ومحاكمة رموز الفساد على رؤوس الأشهاد في الساحات والميادين؟ منذ الهتاف الأول الذي رسم في أحاسيسنا إيقاعاً متميزاً يجسد معاني الرجولة ويلبس الثائر وسام الثورة بمجرد ترديده بحنجرته الثائرة. يا علي ارحل ارحل .. الكرسي تحتك ذحل لكن هناك نوعان من الهتافات لفتت انتباه الجميع فهي تعمل عمل السهام الصائبة فما أن تنطلق من على شفاه الجماهير وتأخذ حقها في الترويج حتى تتحول إلى سهام صائبة تتحقق بنسبة نجاح عالية منها على سبيل المثال : المحراق المحراق .. يا عصابة السرق هذا الهتاف بعد ترديده بأيام حول عدداً من عصابة السرق إلى وجوه بائسة كالحة تحكي كل معاني الشقاوة وسوء الخاتمة. وحين تجلت الحقيقة عن وجه رئيس العصابة البائس هتفت الجماهير في وجهه مندهشة ومعتبرة أن من ظهر هو “ورية” باللهجة الصومالية وليس عفاش حينها رددت : عبد الجندي يا غشاش هذا “ورية”موش عفاش واللهم لا شماتة ومن الهتافات : قبل القذافي ياعلي ارحل لك حافي . ياعلي ياجدة شدي حيليك علي صالح واجي ليك هذا الهتاف كان له سحره الخاص ورمزيته المذهلة وماهي إلا أشهر حتى جاءت طائرة خاصة لأخذه حافي القدمين إلى حيث يريد الهتاف ومنها أيضاً : ياعلي يابلطجي باترحل والا نجي ياصنعاء شدي حيلك شباب تعز واجي ليك هذا الهتاف ردده الثوار في وقت مبكر من الثورة قبل أن يتحقق عمليا في مسيرة الحياة التي شكلت منعطفاً هاماً في مسيرة الثورة المباركة وأوصلت الثورة إلى أماكن لم تكن قد وصلتها من قبل وأسست لثورة المؤسسات التي ضربت نظام العائلة في مقتل. ياصومال شلي المجنون اليمن عشرين مليون هذا ما تبقى من الهتافات التي ننتظر تحققها على أحر من الجمر لتكتمل العبرة ومع ثقتي العالية بنهاية حتمية لعفاش على يد الثوار إلا أن يد القدر حتماً ستسوقه يوما ما إلى حيث قرر هذا الهتاف وإن كانت بوادر تحققه قد بدأت تكشف عن رحيل إلى أثيوبيا وماهي عن الصومال ببعيد.