الليغا ... برشلونة يقترب من حسم الوصافة    أعظم صيغ الصلاة على النبي يوم الجمعة وليلتها.. كررها 500 مرة تكن من السعداء    "هل تصبح مصر وجهة صعبة المنال لليمنيين؟ ارتفاع أسعار موافقات الدخول"    "عبدالملك الحوثي هبة آلهية لليمن"..."الحوثيون يثيرون غضب الطلاب في جامعة إب"    شاهد.. أول ظهور للفنان الكويتي عبد الله الرويشد في ألمانيا بعد تماثله للشفاء    خلية حوثية إرهابية في قفص الاتهام في عدن.    الخليج يُقارع الاتحاد ويخطف نقطة ثمينة في الدوري السعودي!    علي ناصر محمد يفجر مفاجأة مدوية: الحوثيون وافقوا على تسليم السلاح وقطع علاقتهم بإيران وحماية حدود السعودية! (فيديو)    شاهد الصور الأولية من الانفجارات التي هزت مارب.. هجوم بصواريخ باليستية وطيران مسير    مبابي عرض تمثاله الشمعي في باريس    اختتام التدريب المشترك على مستوى المحافظة لأعضاء اللجان المجتمعية بالعاصمة عدن    مأرب تحدد مهلة 72 ساعة لإغلاق محطات الغاز غير القانونية    عودة الثنائي الذهبي: كانتي ومبابي يقودان فرنسا لحصد لقب يورو 2024    لا صافرة بعد الأذان: أوامر ملكية سعودية تُنظم مباريات كرة القدم وفقاً لأوقات الصلاة    قيادي حوثي يسطو على منزل مواطن في محافظة إب    اللجنة العليا للاختبارات بوزارة التربية تناقش إجراءات الاعداد والتهيئة لاختبارات شهادة الثانوية العامة    لحج.. محكمة الحوطة الابتدائية تبدأ جلسات محاكمة المتهمين بقتل الشيخ محسن الرشيدي ورفاقه    العليمي يؤكد موقف اليمن بشأن القضية الفلسطينية ويحذر من الخطر الإيراني على المنطقة مميز    يوفنتوس يتوج بكأس إيطاليا لكرة القدم للمرة ال15 في تاريخه    انكماش اقتصاد اليابان في الربع الأول من العام الجاري 2024    تحذيرات أُممية من مخاطر الأعاصير في خليج عدن والبحر العربي خلال الأيام القادمة مميز    النقد الدولي: الذكاء الاصطناعي يضرب سوق العمل وسيؤثر على 60 % من الوظائف    اليونسكو تطلق دعوة لجمع البيانات بشأن الممتلكات الثقافية اليمنية المنهوبة والمهربة الى الخارج مميز    رئيس مجلس القيادة يدعو القادة العرب الى التصدي لمشروع استهداف الدولة الوطنية    وعود الهلآّس بن مبارك ستلحق بصيف بن دغر البارد إن لم يقرنها بالعمل الجاد    600 ألف دولار تسرق يوميا من وقود كهرباء عدن تساوي = 220 مليون سنويا(وثائق)    تغاريد حرة.. عن الانتظار الذي يستنزف الروح    انطلاق أسبوع النزال لبطولة "أبوظبي إكستريم" (ADXC 4) في باريس    قيادي حوثي يسطو على منزل مواطن في محافظة إب    المملكة المتحدة تعلن عن تعزيز تمويل المساعدات الغذائية لليمن    ترحيل أكثر من 16 ألف مغترب يمني من السعودية    وفاة طفل غرقا في إب بعد يومين من وفاة أربع فتيات بحادثة مماثلة    انهيار جنوني .. لريال اليمني يصل إلى أدنى مستوى منذ سنوات وقفزة خيالية للدولار والريال السعودي    سرّ السعادة الأبدية: مفتاح الجنة بانتظارك في 30 ثانية فقط!    نهاية مأساوية لطبيبة سعودية بعد مناوبة في عملها لمدة 24 ساعة (الاسم والصور)    البريمييرليغ: اليونايتد يتفوق على نيوكاسل    شاهد: مفاجأة من العصر الذهبي! رئيس يمني سابق كان ممثلا في المسرح وبدور إمراة    600 ألف فلسطيني نزحوا من رفح منذ تكثيف الهجوم الإسرائيلي    ظلام دامس يلف عدن: مشروع الكهرباء التجارية يلفظ أنفاسه الأخيرة تحت وطأة الأزمة!    وصول دفعة الأمل العاشرة من مرضى سرطان الغدة الدرقية الى مصر للعلاج    ياراعيات الغنم ..في زمن الانتر نت و بالخير!.    بائعات "اللحوح" والمخبوزات في الشارع.. كسرن نظرة العيب لمجابهة تداعيات الفقر والجوع مميز    وزارة الحج والعمرة السعودية توفر 15 دليلاً توعوياً ب 16 لغة لتسهيل رحلة الحجاج    استقرار اسعار الذهب مع ترقب بيانات التضخم الأميركية    صحة غزة: ارتفاع حصيلة الشهداء إلى 35 ألفا و233 منذ 7 أكتوبر    تسجيل مئات الحالات يومياً بالكوليرا وتوقعات أممية بإصابة ربع مليون يمني    هل الشاعرُ شاعرٌ دائما؟ وهل غيرُ الشاعرِ شاعر أحيانا؟    لماذا منعت مسرحيات الكاتب المصري الشرقاوي "الحسين ثائرآ"    قطع الطريق المؤدي إلى ''يافع''.. ومناشدات بتدخل عاجل    قصص مدهشة وخواطر عجيبة تسر الخاطر وتسعد الناظر    وداعاً للمعاصي! خطوات سهلة وبسيطة تُقربك من الله.    افتتاح مسجد السيدة زينب يعيد للقاهرة مكانتها التاريخية    الامم المتحدة: 30 ألف حالة كوليرا في اليمن وتوقعات ان تصل الى ربع مليون بحلول سبتمبر مميز    في افتتاح مسجد السيدة زينب.. السيسي: أهل بيت الرسول وجدوا الأمن والأمان بمصر(صور)    احذر.. هذه التغيرات في قدميك تدل على مشاكل بالكبد    دموع "صنعاء القديمة"    اشتراكي المضاربة يعقد اجتماعه الدوري    هناك في العرب هشام بن عمرو !    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



بين «التمكين» السياسي.. و«التمكن» الذكوري..!
المرأة اليمنية
نشر في الجمهورية يوم 05 - 06 - 2012

“بلقيس وأروى” علامتان مضيئتان في تاريخنا “قد لا تتكرران” وحده اليأس من تملك “بنات اليمن” اليوم بفعل معوقات جمة، أكثرها استلاباً ذاك التسلط الذكوري المسنود بموروث اجتماعي مازال أسير الماضي بكل سلبياته.. صحيح أننا السباقون في تمكين المرأة سياسياً وجعلها تتربع رأس الهرم.. وهو النهج الذي صار مقصد كثيرين ومعيار تقدم الأمم وتتطورها إلا أن الواقع يقول عكس ذلك.. هذا الاستطلاع فيه تركيز ملم عن حال “المرأة اليمنية” في هذا الخصوص.. وهل هي قادرة على مجاراة كل تلك التحولات.. بمساعدة أخيها الرجل طبعاً..؟!
“يالله وأني أكمل دراستي الجامعية.. المطبخ هو النهاية الحتمية للمرأة..!!! ربما لا نستنكر خروج تلك العبارات من الفئة غير المتعلمة، ولكن أن تكون تلك كلمات الطالبة الجامعية في عصرنا الحالي والذي أصبحت فيه العديد من النساء البارزات يصلن إلى مناصب سياسية عالمية وهذا دليل على أن المشاركة السياسية للمرأة اليمنية هي من عصور قديمة وتراجع دورها السياسي اليوم بسبب عوامل التجهيل والقمع، ولكن بعد الثورة والوحدة بدأت المشاركة السياسية للمرأة تعود شيئاً فشيئاً فتقلدت مناصب عليا كالوزارات والسفارات ومنظمات المجتمع المدني والحقوقية أيضاً..
المستشار الأول
من قال لا أعلم فقد أفتى.. فكيف بمن يفتي فيما لا يعلم “بلا سياسة بلا بطيخ بلا كلام فاضي” كلمات استطرد بها عبدالعزيز الحكيمي طالب جامعي حديثه الاستنكاري بأن الفتاة مهما تعلمت فليس لديها “سوى المطبخ وإذا كبرت في شهادتها وامتلكت زمام أمورها فإن أقل شيء تشارك فيه في المجتمع هو أن تكون مدرسة أو طبيبة أما السياسة لها رجالها مش نسوانها.. ومن سابع المستحيلات أن يكون الدين أباح لها المشاركة في العمل السياسي كون العمل السياسي يحتاج إلى الجرأة والخروج عن حدود الأخلاق”..
على نفس السياق كان لنا حديث مع شاهد آخر أنصف المرأة في التاريخ الإسلامي .. فالإسلام حسب توصيف منير عبدالسلام دراسات إسلامية: مكن للمرأة في حياتها السياسية والاقتصادية، والاجتماعية، والتربوية؛ إذ بدأ التمكين السياسي للمرأة من الساعات الأولى لنزول الوحي عندما جاء الملك إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وقال له: “اقرأ باسم ربك الذي خلق، خلق الإنسان من علق، اقرأ وربك الأكرم، الذي علم بالقلم، علم الإنسان ما لم يعلم” وفزع النبي وذهب إلى زوجته خديجة، ولم يذهب إلى عمّه أو ابن عمّه أو صديقه الرّجل وقصّ عليها القصة، وهنا ذهبت خديجة برسول الله صلى الله عليه وسلم إلى ابن عمها ورقة ابن نوفل لتجد عنده الجواب العلمي على ما حدث لزوجها، ولم يستنكف الرسول صلى الله عليه وسلم من الذهاب مع امرأته لتجد له حلاً في هذا الأمر الجلل، ولم يهمشها ويعزلها عن الأحداث من بدايتها حتى وفاتها. وعندما انقسم الناس في مكة إلى حزبين حزب التغيير والدعوة إلى الله، وحزب التقديس للعادات والتقاليد، شاركت المرأة في النتائج العصبية لدعوة التغيير وأعلنت سمية ( أم عمار ) الانضمام للحزب الجديد مع زوجها وابنها، وكانت أشدهم حماسة للتغيير والإصلاح ، ودفعت حياتها ثمناً لدعوتها العلنية ورفضها للنظام القديم في مكة وكتب الشيخ الغزالي رحمه الله في كتيب الإسلاميون والمرأة "القصة ليست قصة أنوثة وذكورة، إنها قصة أخلاق وقدرات ومواهب نفسية واستعدادات علمية قد تتوافر في المرأة ولا تتوافر في رجال كثيرين وعلى الرجل أن يقبل بما أعطاه الله للمرأة من دون تفريط أو إفراط".
شريحة الطالبات
ذات القضية مازالت الشغل الشاغل لكثير من النخب، ومحور ارتكاز لكثير من الفعاليات السياسية المتصلة، وحتى نخرج تلك المناشط عن التنظير الممل لابد من تحفيزها وجعلها واقعاً يمشي على الأرض ومؤخراً أقامت منظمة الشفافية مشروع التمكين السياسي للطالبات الجامعيات بجامعة تعز والذي أقامه مركز الشفافية للدراسات والبحوث بالتعاون مع مؤسسة المستقبل تحت شعار "من أجل مشاركة طلابية فاعلة" وقد أشارت منسقة المشروع المسئولة عن المنظمة في محافظة تعز..عواطف الباروتي، أن المشروع يهدف إلى تثقيف وبناء قدرات طالبات الجامعة الإناث في المجالات المتعلقة بالمشاركة السياسية من أجل تقويتهن لاتخاذ دور أكثر نشاطا في دخول الانتخابات وفي الانخراط في الأحزاب السياسية, كما يهدف أيضا إلى إعداد دليل تدريبي للمشاركة السياسية والانتخابية للقيادات الشابة (شريحة الطالبات الجامعيات) من قبل مختصين، بالإضافة إلى إنشاء قاعدة بيانات لطالبات الجامعة المهتمات بالمشاركة السياسية والانتخابية للنساء ورفدهن بالمواد التوعوية والإحصائيات والمعلومات والدراسات والمقالات المختلفة والخاصة بالمشاركة السياسية للمرأة, وكذلك قيام المتدربات بإدارة الموقع عبر الاتصال و التواصل مع المجتمع المحيط وبناء التحالفات والمناصرة والتأييد لقضيتهن بإشراف المركز. والذي احتوى العديد من الندوات والمحاضرات التوعوية والأنشطة المختلفة في كليات الآداب والعلوم الإدارية والحقوق والعلوم التطبيقية والتربية حيث يهدف إلى تثقيف وبناء قدرات طالبات الجامعة الإناث في المجالات المتعلقة بالمشاركة السياسية من أجل تقويتهن لاتخاذ دور أكثر نشاطا في دخول الانتخابات وفي الانخراط في الأحزاب السياسية.
فيما قال الاستاذ عبدالواحد سلام المدير التنفيذي لمركز الشفافية للدراسات والبحوث: إن هذه الندوات تنفذ ضمن أنشطة برنامج التمكين السياسي للطالبة الجامعية المنفذ في أمانة العاصمة, حضرموت, تعز والممول من مؤسسة المستقبل والذي يهدف إلى تثقيف وبناء قدرات طالبات الجامعة الإناث في المجالات المتعلقة بالمشاركة السياسية والدورة تهدف إلى خلق وعي مجتمعي لتعزيز و احترام مبادئ المساواة والعدالة للمرأة و التي أكدتها روح الشريعة الإسلامية والمواثيق الدولية، كون الثقافة الذكورية و ثقافة القبلية التي سيطرت على مجتمعنا اليمني جعلت من المرأة ورقة رابحة لوصول الذكور إلى عضوية البرلمان.
وأشار إلى أن الدورة، ستعمل على خلق طالبات جامعيات متدربات و مناصرات لحقوقهن ومؤيدات وداعمات للمرأة المرشحة.
التمكين في معناه العام.. يعني حسب توصيف سوزان سالم "إزالة كافة العمليات والاتجاهات والسلوكيات النمطية في المجتمع والمؤسسات التي تنمط النساء والفئات المهمشة وتضعهن في مراتب أدنى والتمكين السياسي عملية مركبة تتطلب تبني سياسات وإجراءات وهياكل مؤسساتية وقانونية بهدف التغلب على أشكال عدم المساواة وضمان الفرص المتكافئة للأفراد في استخدام موارد المجتمع وفي المشاركة السياسية تحديدا" والتمكين بشكل عام تعزيز قدرات البشر تبعاً لمختلف المستويات، وذلك للتغلب على العقبات وأوجه التمايز التي تخلق الوضع الدوني وبذلك فإن تمكين المرأة يعني اكتسابها القدرة لاتخاذ القرارات المتعلقة بحياتها..
متعطشة للتوعية
“إذا كان باب النجار مخلوعا كيف تسترجي أن تدخل مضمار السياسة وهي أصلاً لا تعرف حقوقها “ استنكار واضح وصريح لشادية عبدالرحمن ..طالبة كلية الحقوق. مضيفة: نحن في كلية الحقوق للأسف نقرأ وندرس القانون، ولكن للأسف لم أكن أعرف شيئا عن المعلومات الأساسية في الحقوق السياسية للمرأة ..قد ربما تكاسلا منا أو عدم اهتمام ولا أخفي القول إنني قبل الثورة المباركة للخروج ضد الظلم وقمع الحرية لم أكن أهتم بالسياسة، ولكن الآن أريد أن أعرف وأتعرف وأشارك في السلك السياسي.
من جانبه أشار نائب عميد كلية الحقوق بجامعة تعز الدكتور منصور الواسعي أنه اكتشف من خلال مشاركته بتلك الندوة بأن الطالبة الجامعية متعطشة لمعرفة حقوقها فالمرأة في هذا الجانب مغيبة ومسيرة وليس لها رأي مستقل إلا ما ندر فمعظم الأحزاب تستخدم المرأة لمصلحتها أثناء التصويت فقط أي كناخبة ولا تدعمها كمرشحة ومن هذا المنطلق تأتي أهمية تنفيذ مثل هذه البرامج والمشروعات الهامة التي تمكن المرأة من معرفة حقوقها كاملة وتمكنها من ممارسة حقوقها السياسية مثلها مثل الرجل, فيجب البدء بتنفيذ هذه البرامج من المدارس من بداية المراحل الإعدادية والثانوية بهدف إعطاء ثقافة حقوقية وسياسية لأبنائنا الطلبة وللطالبات كمادة غير ملزمة بحيث يصل الشباب إلى المرحلة الجامعية وقد امتلكوا المعلومات الأساسية في الحقوق السياسية.
من جانبه تحدث د. منصور الواسعي قائلاً: يمكن للمرأة معرفة حقوقها السياسية عن طريق قراءة الدستور والقوانين الأساسية للدولة مثل قانون الانتخابات العامة وقانون الأحزاب السياسية ووضع مادة كمتطلب غير ملزم عن الحقوق السياسية للمرأة في جميع كليات الجامعة وطلبة الثانوية العامة، وتشجيع محو الأمية بين صفوف النساء مشدداُ على ضرورة التكثيف من هذه الفعاليات، خاصة من أوساط الشباب.
وبالنسبة لاستخدام النت “الفيس بوك” هي فكرة ممتازة ورائعة، ولكن لن تشمل العدد المطلوب تغطيته، وإنما سيقتصر على شريحة معينة وهم من لديهم إمكانيات، إلى جانب وجود مشكلة المشاكل “طفي لصي”.
تمكين أخلاقي
"الصعوبات التي واجهتها المرأة قد تكون سببا في عدم ممارستها حقها السياسي لا نقصد بذلك المشاركة في النظم القائمة كما هي عليه” تبرير بدأ به سيف عبدالحق الشميري كلية التربية، ليضيف: العمل الحثيث لتغيير تلك النظم القائمة، واستبدالها بنظم إنسانية تسمح بمشاركة الغالبية في الشأن العام وإدارة البلاد جعلنا نلاحظ أن هنالك تغييرات جوهرية سمحت بقدر محدود من الحرية النسبية للمرأة على الرغم من القيود الناتجة عن الماضي تجاه قضايا المرأة فشاركت المرأة في مجلس النواب والوزارات إلا أن مشاركتها كانت أقرب إلى الشكلية من الفعلية إلا أن التغييرات العالمية وخصوصا ثورات الربيع العربي أصبحت ضاغطة نحو إعادة تعريف التمكين من منظور القدرة على التواصل والتنظيم وليس فقط فرض التشريعات والإجراءات كما تتجه لإحلال المفاهيم السلبية لتوزيع الأدوار بمفاهيم إيجابية مبنية على المساواة وتكافؤ الفرص". فيما أجاب محمد عبدالكريم عقلان: لا أنكر جدية هذه الندوات وتطلعها إلى مستقبل مشرق في الحياة السياسية التي نرجو أن تواكب التجربة العالمية في الدول المتقدمة ورغم بعض الصعوبات والمعوقات التي قد تواجه ما ترنو إليه هذه المنظمة وتحد من نشر توعيتها الى أكبر قدر ممكن من طالبات الجامعة، والمرأة حقيقة هي التي تستطيع أن تتمكن من خلال نفسها انتزاع حقها في المشاركة السياسية في المجتمع فالحقوق لا تعطى ولكن تنتزع).
عمر النابهي طالب جامعي: ندوة التمكين السياسي للطالبة الجامعية تعتبر ضرورية، خصوصا في الوقت الحالي فزيادة التوعية للمرأة من خلال هذه الندوات والمنشورات الصحفية مع التعريف بواجبها السياسي تجاه وطننا الحبيب أولاً ومن ثم حقوقها لكي لا نرى جيلاً يطالب بحقه ويجهل ما عليه بداعي الحرية ... مع أنني أشدد على ضرورة التمسك بالتمكين الأخلاقي عند بعض الفتيات لأن هناك من تظن أن الولوج في السياسة يعني الخروج عن حدود الأخلاق وبالتالي لا بد من الأولوية للتوعية في التمكين الأخلاقي، إلى جانب التمكين السياسي.
سارة عبدالله المقطري طالبة في كلية التربية: شباب اليوم بحاجة ماسة إلى مثل هذه الندوات والمحاضرات التوعوية؛ لكي يتمكنوا من الانخراط في العمل السياسي ومعرفة ما يدور حولهم فهم شباب التغيير الذين لا بد من أن يضعوا بصمة في هذا المجتمع من أجل مستقبل أفضل ليمن جديد، ومن خلال هذه الندوات تعرف المرأة ما يجب عليها وما لا يجب عليها والمرأة لا بد لها من أن تمارس حقوقها مثلها مثل الرجل يداً بيد من أجل جيلنا القادم جيل الحرية والطموح.
وتضيف سارة: ونستطيع أيضاً أن نستغل التكنولوجيا في التوعية السياسية وانخراط المرأة في العمل السياسي من خلال مبادرتنا الفعالة وتوعيتنا ومعرفة حقوقنا لنستطيع أن نشرك أنفسنا في السلك السياسي ويصبح للمرأة دور فاعل في الجانب السياسي..وأنا أعتبر الفيس بوك هو أقصر الطرق التكنولوجية للتوعية السياسية أكثر وأكثر للمرأة.
أعمى يقود أعمى
“ أعمى يقود أعمى إلى ... مثل دارج استدل به محمد قاسم العنسي كلية العلوم التطبيقية لتعلو ضحكات من حوله وتطلب منه أن يعلل سبب حديثه عن هذا المثل وهنا قال: كيف طالبة جامعية تعمل ندوة توعية لطلبة الجامعة عن التمكين السياسي للمرأة ..إذا كان بنات الجامعة اليوم ما همهن إلا الموضة والزينة والمسلسلات كيف بتكون فاهمة بالسياسة وعادها تعمل ندوة توعية أعمى يوعي أعمى.
إذا كانت فعلا الطالبة تحتاج إلى توعية فكيف توعي زميلتها ..؟ سؤال توجهنا به إلى أ.حنان حسين أستاذ مساعد في كلية الحقوق- القسم الجنائي وبدورها أجابت: اليوم نرى تلك الطالبات قد تم إعطاؤهن الفرصة لإلقاء محاضرات في التمكين السياسي للمرأة لبقية الطالبات وهي خطوة جداً ممتازة؛ لأن الطالبة الجامعية هي المعول عليها الآمال في النهضة بالمرأة وتفعيل دورها في المجتمع، وأتمنى تكثيف النشاط من خلال عمل دورات أكثر وبشكل موسع والاستعانة ببعض السياسيين الخبراء في هذا المجال.
فيما فاتن محمد الشدادي أكاديمية، وأستاذ مساعد في الجامعة اليمنية، قالت: إذا جئنا للحق فالمرأة اليمنية مطلعة على حقها بالانتخابات إذ إنها تشكل 60 % من الناخبين إلا أن حقها في الترشح مازال لا يتعدى 5 % ليس لأنه لا توجد كفاءات، ولكن لضعف في التوعية الموجودة لديها لأننا لا نقرأ كثيرا وبالتالي فالتوعية للطالبة الجامعية لتمكينها التمكين السياسي يعتبر مشروعا رائعا.
إيمان محمد سرحان طالبة في كلية الحقوق: نحن نعلم أن المرأة اليمنية إلى وقت قريب كانت محرومة من أبسط حقوقها السياسية مما جعلها تصحو صحوة شاملة؛ ولذلك لابد أن تكون الطالبة الجامعية قادرة على الخوض في العملية السياسية، وبالتالي كان لا بد أن تقام مثل هذه الندوات والفعاليات حتى تزيد ثقة المرأة بنفسها وثقة المجتمع ككل ومع أن المرأة أصبحت اليوم شبه عارفة بحقوقها إلا أن هناك تخوفا من العادات والتقاليد مما يوجب علينا كطالبات جامعيات أن نعمل على توعية الأهل وإقناعهم بأن المرأة من حقها أن تخوض العمل السياسي وتكون مشاركة في صنع القرار.
نهى حسن الهجان طالبة رياضيات: لقد تلمست مثل هذه المحاضرات التوعوية احتياجات المرأة لزيادة ثقتها بنفسها وتعاملها مع من حولها وتعرفنا من خلالها على حقنا في المشاركة السياسية وحقوقنا السياسية التي لا يجب التنازل عنها، بل إنها أزالت كل المفاهيم الخاطئة حول دور المرأة في المجتمع وأتاحت لنا المشاركة فيما بيننا بالأفكار والآراء والمناقشة الفاعلة.
ختاماً
هل رغبتنا في تمكين المرأة سياسياً هي رغبات موسمية تعاودنا مع كل انتخابات مقبلة وبعدها يعود كل مجتهد لأدراجه!؟ غريب أن ترتبط خطواتنا بمجرد حملات انتخابية ضمن مهرجانات سياسية آنية تذهب وتذهب معها ذاكرة المجتمع، فلايعود يذكر من ترشح ومن ترشحت إلا من اقتعد كرسيه واستقر في المجلس.. شهور معدودة تلك التي تبقت على الفصل التشريعي الجديد و لا أثر لتحركات نسائية مدروسة وكأن الأمر موكل برمته للمفاجآت! في حين أننا نلاحظ أن خطط التمكين السياسي للرجل محكومة بموسم الانتخابات ومرهونة بتكوين ثقافة محدودة بأساليب الحملات الانتخابية، ومحاولة خلق قيادات في غضون شهرين سابقين للموسم الانتخابي فحسب وبعد الموسم لا يوجد هنالك أي أثر لهذه الخطط على اعتبار أن الإعلام هو العامل الأبرز في خطط التمكين فإنه وعلى الطرف الآخر لايخدم هذه الخطط بشكل منظم ومدروس ولا يعدو كونه تنوعاً في البرامج ومحاولة متواضعة لزج الوجه النسائي ضمن الحوارات السياسية الجادة، دون وجود تناغم مع خطط التمكين التي لم نعد نرى أثرها بعد الموسم الانتخابي.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.